غَاطَ فيه أَي في الوادي يَغِيطُ وكذلكَ يَغُوطُ واوِيَّةٌ يائِيَّةٌ : دَخَلَ . وقال الأَصْمَعِيّ : غَاطَ في الأَرْضِ يَغُوطُ ويَغِيطُ بمعنى غَابَ . وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ : يُقال : بَيْنَهُما مُغَايَطَةٌ ومُهَايَطَةٌ ومُمَايَطَةٌ ومُشَايَطَةٌ أَي كلامٌ مُخْتَلِفٌ . ثمَّ إِنَّ هذه المادَّةَ مَكْتوبَةٌ عندَنَا بالسَّوادِ وكذا في سائِرِ أُصُولِ القامُوسِ والجَوْهَرِيّ لم يذْكُرْها إِلاَّ اسْتِطْراداً في غ و ط فإنَّه قال هُناك : غَاطَ في الشَّيْءِ يَغُوطُ فيه ويَغِيطُ بمعنى دَخَلَ ولم يُفْرِد لغيط تَرْكيباً وعادَةُ المُصَنِّفِ أَنَّ هذا وأَمْثالَهُ يكْتُبها بالحُمْرَةِ مُسْتَدْرِكاً بها عليه فتأَمَّلْ
فصل الفاءِ مع الطاءِ
الغَوْطُ : الثَّريدَةُ . والغَوْطُ : الحَفْرُ عن أَبي عمرٍو : غَاطَ يَغُوطُ غَوْطاً أَي حَفَر . وغاطَ الرَّجُلُ في الطِّين . والغَوْطُ : دُخُولُ الشَّيءِ في الشَّيْءِ كالغَيْطِ يُقالُ : غاطَ في الشَّيْءِ يَغُوطُ ويَغِيطُ : دَخَلَ فيه . وهذا رملٌ تَغُوطُ فيه الأَقْدامُ . والغَوْطُ : المُطْمَئِنُّ الواسِعُ من الأَرْضِ كالغَاطِ والغائِطِ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : الغَوْطُ أَشَدُّ انْخِفاضاً من الغَائِطِ وأَبْعَدُ . وفي قِصَّةِ نُوحٍ على سيِّدِنا محمَّدٍ وعليه الصَّلاةُ والسَّلام : " وانْسَدَّت يَنابيعُ الغَوْطِ الأَكْبَرِ وأَبْوابُ السَّماءِ " وقال ابنُ شُمَيْلٍ : يقال للأرْضِ الواسِعَةِ الدَّعْوَةِ : غائِطٌ لأَنَّه غاطَ في الأَرْضِ أَي دَخَلَ فيها وليس بالشَّديدِ التَّصَوُّبِ ولبَعْضِها أَسْنادٌ . وفي الحديثِ : " أَنَّ رجلاً جاءَ فقال : يا رَسُولَ اللهِ قُلْ لأَهْلِ الغائطِ يُحْسِنوا مُخَالَطَتي " أَرادَ أَهْلَ الوادي الَّذي يَنْزِلُه ج : غُوطٌ بالضَّمِّ وأَغْواطٌ قال ابنُ بَرِّيّ : أَغْواطٌ : جمعُ غَوْطٍ بالفَتْحِ لُغَةٌ في الغائطِ وغِيطَانٌ جمعٌ له أَيضاً مثل ثَوْرٍ وثِيرانٍ وجمعُ غائِطٍ أيضاً مثلُ جَانٍّ وجِنّانٍ . وأَمَّا غائطٌ وغُوطٌ فهو مثلُ شارِفٍ وشُرْفٍ . وشاهِدُ الغَوْطِ بفَتْحِ الغَيْنِ قولُ الشَّاعِر :
" وما بَيْنَها والأَرْضِ غَوْطٌ نَفَانِفُ ويُروى غَوْلٌ وهو بمعنى البُعْدِ وغِيَاطٌ بكسرِهما صارت الواوُ ياءً لانْكِسارِ ما قبلَها قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ :
وخَرْقٍ تَحْسِرُ الركْبَانُ فيه ... بَعيدِ الجَوْفِ أَغْبَرَ ذِي غِيَاطِ ويُروى : ذِي غِوَاطِ وذي نِيَاطِ . وقالَ آخرُ :
وخَرْقٍ تُحَدِّثُ غِيطَانُهُ ... حَديثَ العَذَارَى بأَسْرَارِها
وفي الحَديثِ : تَنْزِلُ أُمَّتِي بغائطٍ يُسَمُّونَهُ البَصْرَةَ : أَي بَطْنٍ مُطْمَئِنٍّ من الأَرْضِ " . والغائطُ : كِنايةٌ عن العَذِرَةِ نفسِها ؛ لأَنَّهم كانوا يلفونها بالغيطان وقيل لأنهم كانوا إِذا أَرادوا ذلِكَ أَتَوا الغائطَ وقَضَوا الحاجَةَ فقيل لكلِّ مَن قَضَى حاجَتَه : قَدْ أَتَى الغائِطَ يُكْنى به عن العَذِرَةِ . وفي التَّنْزيلِ العَزيزِ " أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الغائطِ " وكان الرَّجُلُ إِذا أَرادَ التَّبَرُّزَ ارْتادَ غائِطاً من الأَرْضِ يَغيبُ فيهِ عن أَعْيُنِ النَّاسِ ثمَّ قيلَ للبَرَازِ نفسِهِ وهو الحَدَثُ غائطٌ كِنايَة عنه إِذا كانَ سَبَباً له . وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : الغَوْطَةُ بالفَتْحِ : الوَهْدَةُ من الأَرْضِ المُطْمَئِنَّة . وقالَ أَبو محمَّدٍ الأَعْرابِيُّ : الغَوْطَةُ : بَرْثٌ أَبْيَضُ لِبَني أَبي بكرٍ بنِ كِلابٍ يَسيرُ فيه الرَّاكِبُ يومَيْنِ لا يُقْطَعُه بهِ مِياهٌ كَثيرةٌ وغِيطانٌ وجِبالٌ . وقالَ غيرُه : الغَوْطَةُ : د : بأَرْضِ طَيِّئٍ لبَني لأْمٍ مِنْهُم قَريبٌ من جِبالِ صُبْحٍ لبَني فَزَارَةَ وهما غَوْطَتَانِ والأُخْرى : ماءٌ مِلْحٌ رَديءٌ لبَني عامرِ بن جُوَيْنٍ الطَّائيِّ . والغُوطَةُ بالضَّمِّ : مدينَةُ دِمَشْقَ أَو كُورَتُها وهي إحْدى جِنانِ الدُّنيا الأَرْبَعِ والثَّانيَةُ : أُبُلَّةُ البصرَةِ والثَّالثَةُ : شِعْبُ بَوَّان والرَّابِعَةُ : سُغْدُ سَمَرْقَنْدَ قال عُبَيْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ يمدَحُ عبدَ العزيز ابنَ مَرْوانَ :
أَحَلَّكَ اللهُ والخَليفَةُ بالْ ... غُوطَةِ دَاراً بها بَنُو الحَكَمِ وقالَ أَيْضاً يذْكُر المُلُوك :
أَقْفَرَتْ منهُم الفَرَادِيسُ فالغُو ... طَةُ ذاتُ القُرَى وذاتُ الظِّلالِ وفي الحديث : " أَنَّ فُسْطاطَ المُسْلِمينَ يومَ المَلْحَمَةِ بالغُوطَةِ إِلى جانِبِ مَدينةٍ يُقالُ لها : دِمَشْقُ " . والتَّغْويطُ : اللَّقْمُ من الغَوْطِ وهو الثَّريدُ . أَو التَّغْويطُ : تَعْظِيمُه أَي اللَّقْم . والتَّغْويطُ : إِبْعادُ قَعْرِ البِئْرِ . وتَغَوَّطَ الرَّجُلُ إِذا أَبْدى أَي أَحْدَثَ كِناية عن الخِراءةِ فهُو مُتَغَوِّطٌ . وانْغاطَ العُودُ : تَثَنَّى نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ . وتَغَاوَطَا في الماءِ : تَغَامَسَا وتَغَاطَّا وهما يَتَغَاوَطَانِ ويَتَغَاطَّانِ . والغَاطُ : الجَماعَةُ يقال : ما في الغَاطِ مثلُه وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ : يُقالُ " غُطْ غُطْ إِذا أَمَرْتَهُ أَنْ يَكونَ مع الغَاطِ أَي مع الجَماعَةِ إِذا جاءَت الفِتَنُ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : بِئْرٌ غَوِيطةٌ كسَفِينةٍ : بَعيدَةُ القَعْرِ . وقال الفرَّاءُ : يُقال : أَغْوِطْ بِئْرَكَ أَي أَبْعِدْ قَعْرَها . ويُقالُ لموضِعِ قَضاءِ الحاجَةِ : غائطٌ مَجازٌ ؛ لأَنَّ العادَة أَنْ يَقْضِي في المُنْخَفِضِ من الأَرْض حيثُ هو أَسْتَرُ له . وكلُّ ما انْحَدَرَ في الأَرْضِ فقد غاطَ . قال أَبو حَنِيفَةَ : وقد زَعَموا أَنَّ الغَائِطَ ربَّما كانَ فَرْسَخاً وكانتْ به الرِّيَاضُ
قال ابنُ جِنِّي : ومن الشَّاذِّ قِراءةُ من قَرَأَ : " أَو جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الغَيْطِ " يَجوزُ أَنْ يكونَ أَصْلُه غَيِّطاً وأَصْلُه غَيْوِطٌ فخُفِّف قال أَبو الحَسَن : ويَجوز أَنْ تكونَ الياءُ واواً للمُعاقَبَةِ . ويُقال : ضَرَبَ فُلانٌ الغَائِطَ إِذا تَبَرَّز وفي الحديثِ : " لا يَذْهَبُ الرَّجُلانِ يَضْرِبانِ الغَائِطَ يَتَحَدَّثانِ " أَي يَقْضِيانِ الحاجَةَ وهُما يَتَحَدَّثانِ . وقد تكَرَّرَ ذِكْرُ الغَائِطِ في الحديثِ بمعنى الحَدَثِ والمَكانِ . وغَاطَتْ أَنْساعُ النَّاقَةِ تَغُوطُ غَوْطاً : لَزِقَتْ ببَطْنِها فدَخَلَتْ فيه قال قَيْسُ بنُ عاصمٍ :
سَتَحْطِمُ سَعْدٌ والرِّبَابُ أُنُوفَكُمْ ... كما غَاطَ في أَنْفِ القَضِيبِ جَريرُهاويُقال : غَاطَتِ الأَنْساعُ في دَفِّ النَّاقَةِ : إِذا تَبَيَّنَتْ آثارُها فيه . وغَاطَ الرَّجُلُ في الوادي يَغُوطُ إِذا غابَ فيه . وغَاطَ فلانٌ في الماءِ يَغُوطُ إِذا انْغَمَسَ فيه . والغَيْطُ بالفَتْحِ : البُسْتانُ . والنَّجْمُ محمَّدُ بنُ أَحمدَ السَّكَنْدَرِيُّ الغَيْطِيُّ منْسوبٌ إِلى غَيْط العِدَّةِ بمِصْرَ ؛ لأَنَّه كانَ سَكَنَ بها حدَّث عن شيخِ الإِسْلامِ زَكَرِيَّا بنِ محمَّدٍ الأَنْصارِيّ . ومُعْجَمُ شُيُوخِه يَتَضَمَّنُ سَبْعاً وعِشْرينَ شَيْخاً وهو عندي . قال الشَّعْرانِيُّ في الذَّيْلِ : تُوُفِّي يومَ الأَرْبِعاءِ 17 صفر سنة 981