أَجُمَيْعُ قد فُسْكِلْتَ عَبداً تابِعاً ... فبَقِيتَ أَنْتَ المُفْحَمُ المَكْعومُ فشل
فَشِلَ كفَرِحَ فشَلاً فهو فَشِلٌ : كَسِلَ وضَعُفَ وتَراخَى وجَبُنَ وفَزِعَ ومنه الآية : " إذْ هَمَّتْ طائفَتانِ مِنكُم أَنْ تَفْشَلا " وقولُه تعالى : " ولا تَنازَعوا فتَفْشَلوا وتَذْهَبَ ريحُكُم " قال الزَّجّاجُ : أَي تَجْبُنوا عن عَدُوِّكُمْ إذا اخْتَلَفْتُمْ أَخبرَ أَنَّ اخْتِلافَهُم يُضْعِفُهُم وأَنَّ الأُلْفَةَ تَزيدُ في قُوَّتِهِم . ورَجُلٌ خَشْلٌ فَشْلٌ بفَتْحِهما وكَكَتِفٍ : ضَعيفٌ جبانٌ وقولُه ككتِفٍ غَلَطٌ وأَخذَه من عبارَةِ المُحكَمِ وإنَّما نَصُّه : رَجُلٌ خَشْلٌ فَشْلٌ وخَسْلٌ فَسْلٌ أَي بالشينِ فيهما وبالسِّين أَيضاً فهما لُغتانِ لا أَنَّه بالفتحِ فيهما وكَكَتِفٍ كما ظَنَّهُ المُصَنِّفُ فتأَمَّلْ ذلك ج : فُشْلٌ بالضَّمِّ وأَنشدَ :
وقد أَدْرَكَتني والحَوادِثُ جَمَّةٌ ... أَسِنَّةُ قَومٍ لا ضِعافٍ ولا فُشْلِ ويُروى ولا فُسْلِ بالسين المُهملَةِ جمع فَسْلٍ . ويُجمَعُ الفَشِلُ على أَفْشالٍ ذكرَه الجَوْهَرِيّ . والفِشْلُ بالكسْرِ : سِتْرُ الهَودَجِ عن ابْن الأَعْرابِيِّ أَو شيءٌ من أَداةِ الهودَجِ تجعَلُه المرأَةُ تحتَها فيه أَي في الهودَجِ كما في المحكَمِ ولكن نصّ الجَوْهَرِيّ يقتضي الفتحَ ج : فُشولٌ بالضَّمِّ . وقد أَفْشَلَت المَرأَةُ فِشْلَها هكذا في النُّسَخِ والذي في المحكم والعباب : افْتَشَلَتْ وتَفَشَّلَتْ وفَشَّلَتْه فِشْلاً : علَّقَت ثَوباً على الهَودَجِ ثمَّ أَدخلَتْه فيه وشَدَّت أَطرافَهُ إلى القواعِدِ فكان ذلكَ وِقايَةً من رؤوسِ الأَحناءِ والأَقتابِ وعُقَدِ العُصْمِ وهي الحِبالُ قاله ابنُ شُمَيْل . وتَفَشَّلَ منهم : إذا تزَوَّجَ عن ابنِ السِّكِّيتِ . تَفَشَّلَ الماءُ : سالَ . والفَيْشَلَةُ كحَيْدَرَةٍ : الحَشَفَةُ طرفُ الذَّكَر . قيل : رأْسُ كُلِّ مُحَوَّقٍ قال بعضُهُم : لامُها زائدَةٌ كزيادَتِها في عَبْدَل وزَيدَل وقد يُمكنُ أن تكونَ فَيْشَلَة من غير لفظِ فَيْشَةٍ فتكونُ الياءُ في فيشلة زائدة ويكونُ وزنُها فَيْعَلَة لأَنَّ زيادَةَ الياءِ ثانيةً أَكثرُ من زيادَةِ اللامِ وتكونُ الياءُ في فيشَةَ عَيناً فيكونُ اللفظانِ مُقتَرِنينِ والأَصلانِ مختلِفَيْنِ ونَظيرَ هذا قولُهُم : رَجُلٌ ضَيّاطٌ وضيْطارٌ وإليه مالَ ابنُ جنّيّ والفَياشِلُ جَمعُه ويُجمَعُ أَيضاً بحذفِ الهاءِ ومنه قولُ جريرٍ :
ما كانَ يُنكَرُ في نَدِيِّ مُجاشِعٍ ... أَكْلُ الخَزِيرِ ولا ارْتِضاعُ الفَيْشَلِ الفياشِلُ : شَجَرٌ . أَيضاً : ماءٌ لِبني حُصَين . أَيضاً إكامٌ حُمْرٌ حول ذلكَ الماءِ وبه سُمِّيَ وسُمِّيَت تلك الإكامُ بالفياشِلِ تَشبيهاً لها بالفياشِلِ التي تقدَّمَ ذِكرُها قال القَتّالُ الكِلابِيُّ :
فلا يَسْتَرِثْ أَهلُ الفياشِلِ غارَتي ... أَتَتْكُم عِتاقُ الطَّيرِ يَحمِلْنَ أَنْسُرا المِفْشَلُ كمِنبَرٍ : سِتْرُ الهَودَجِ عن ابْن الأَعْرابِيّ . قال : أَيضاً من يتزَوَّج في الغرائبِ لئلاّ يَخرُجَ الولَدُ ضاوِياً ضعيفاً . قال الفرَّاءُ : التَّفْشيلُ والتَّمْشيلُ : ما يبقى في الضَّرْعِ من اللَّبَنِ . فَشالُ كسَحابٍ : ة قربَ زَبيدَ على مرحلَةٍ منها ممّا يلي مكَّةَ شرَّفَها الله تعالى . والأُفْشُولِيَّةُ بالضَّمِّ : ة بواسِط في غربيِّها بينهما نحو ثلاثة فراسِخَ يُنسَبُ إليها حبَشِيُّ بنُ محمَّد بنِ شعيبٍ أَبو الغنائمِ النَّحَوِيُّ الضَّريرُ الأُفشولِيُّ مات في سنة 565 . ومما يُستدرَكُ عليه : فَشَلَ يَفشُلُ ككَتَبَ يكتُبُ وبه قُرئَ : " فَتَفْشَلوا " وفَشَلَ يَفشِلُ كضرَبَ يَضرِبُ وبه قرأَ الحسن البَصريّ " فَتَفْشِلوا " لغتانِ نقلَهما الصَّاغانِيّ . والفَشْلُ : الضَّعيفُ ومنه حديث الاستسْقاءِ :
ولا شيءَ مِمّا يأْكُلُ النّاسُ عندَنا ... سِوى الحَنظَلِ العامِيِّ والعِلْهِزِ الفَشْلِأَي الضعيفِ آكِلُهُ ومُدَّخِرُه كقوله تعالى : " والشَّجَرَةَ المَلعونَةَ في القُرآنِ " أَي آكِلوها ومَستَوجِبوها فنُسِبَت اللَّعنةُ إلى الشَّجَرَةِ وهي في الحقيقة لغيرِها ويُروى بالسين أَيضاً فلا يَحتاجُ إلى التَّأْويلِ . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : المِفْشَلَةُ : الكَبارِجَةُ . وفَنْشَلَ لِحْيَتَهُ : نَفَّشَها . وفَشْلٌ بالفتحِ : قريَةٌ باليمَنِ