الفَدِيدُ : رَفْعُ الصَّوْتِ أو شدَّتُهُ أَو الصَّوتُ بنفْسِه أو صَوْتُ عَدْوِ الشَّاةِ أَو صَوتُ عَدْوِها مع رُعَاتِها وحُدَاتِها . وفي حديث أَبي هُرَيْرة . خَرَجَ رَجُلانِ يُريدَانِ الصَّلاةَ قالا : فأَدْرَكْنَا أبا هُرَيْرَةَ وهو أَمَامَنَا فقال : ما لَكُمَا تَفِدَّانِ فَدِيدَ الجَمَلِ ؟ قُلنا : أَردْنَا الصَّلاةَ . قال : لَلْعَامِدُ إِليها كالقَائِمِ فيها . يقال فَدْفَدَ الإنسانُ والجَمَلُ إذا عَلاَ صَوْتُه . أَرادَ أَنَّهما كانا يَعْدُوَانِ فَيُسْمَع لِعَدْوِهِما صَوتٌ . أَو الفَدِيدُ صَوْتٌ كالحَفِيفِ بالحاءِ المهملة وكذا الفَدْفَدَةُ وقد فَدَّ يَفِدُّ من حَدِّ ضَرَبَ في الكُلِّ أَي مما تقدم من المعاني المذكورة فَدّاً وفَدِيداً وفَدْفَدةً . والفَدَّادُ ككَتَّانٍ : الرَّجلُ الصَّيِّتُ أَي شَدِيدُ الصَّوْتِ الجافي الكلامِ الغَلِيظُهُ كالفُدْفُدِ كَهُدْهُدٍ والفُدَفِدِ مثل عُلَبِطٍ وهذه حكاها اللِّحْيَانيُّ . والفَدَّادُ : الشَّدِيدُ الوَطِءْ فَدَّ يَفِدُّ فَدّاً وفَدِيداً وفَدْفَدَ : اشتَدَّ وَطْؤُه فَوقَ الأَرضِ مَرَحاً ونَشاطاً وفي الحديث حكايةً عن الأَرض : وقد كُنْتَ تَمْشِي فَوْقي فَدَّاداً وفي حديث آخرَ : أَنَّ الأَرضَ إذا دُفِنَ فيها الإنسانُ قالت له : رُبما مَشَيْتَ علي فَدَّاداً ذا مالٍ كَثيرٍ ذا أَملٍ كَبِيرٍ وذا خُيْلاَءَ وسَعْي دائم . ثم قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : فَدَّدَ الرجلُ إذا مَشَى على الأَرض كِبْراً وبَطَراً . والفَدَّاد : مالِكُ المِئِينَ في الإِبلِ هكذا بصيغةِ الجمع في نُسْختنا وفي غالب الأُمّهَات اللُّويّة . وفي بعض النُّسخ المِائَتَيْنِ تثْنِيَة المِائَةِ وهو الذِي في النهاية ورجَحه شيخُنَا وليس بشيٍ . قال الصاغانيُّ : وكان أَحدُهُمْ إذا ملك المِيئِنَ من الإِبل إلى الأَلفِ يقال له فَدَّادٌ وهو في معنى النَّسب كسَرَّاجٍ وعَوَّاجٍ وبَتَّات . والفَدَّاد أَيضاً : المُتَكَبِّرُ البَطِرُ مأْخُوذٌ من قَول ابنِ الأَعرابيِّ المتقدم ج : الفَدَّادُونَ وهم أَيضاً الجَمَّالُون والرُّعْيَانُ والبَقَّارون والحَمَّارُون قاله أبو العباس في تفسيرِ قولِه : الجَفَاءُ والقَسْوَةُ في الفدَّادِين . وقيل : الفَدَّادُون : الفَلاحون قال الزَّمخشري : لِصياحِهم في حُرُوثِهم وتقول : من صَحِبَ الفَدَّادِين فلا دُنْيَا نال ولا دين . وقال ثعلب : الفَدَّادون : أَصحابُ الوَبَرِ لِغِلَظِ أَصواتِهِم وجَفَائِهِم وهم أَصحابُ البادِيَةِ . وفي شرحِ شيخِنَا : وهم الذين يَسكنون الفَدَافِدَ وقال أَبو عمرو : هي الفَدَادِينُ مخفّفَة واحدُهَا : فَدَّانٌ بالتشديد وهي البَقَر التي يُحْرَث بها وأَهلُها أَهْلُ جَفَاءٍ وغِلْظَةٍ . وقال أبو عُبَيْدٍ : ليس الفَدادِينُ من هذا في شيءٍ ولا كانت العربُ تَعرِفها إنما هذه للروم وأهل الشام إِنَّما افتَتِحَت الشامُ بعدَ النبي صلى الله عليه وسلم ولكنهم الفَدَّادونَ بتشديد الدَّالِ واحدهم فَدَّادٌ . قال الأَصمعيُّ : وهم الذين تَعْلُ أَصواتُهم في حُروثِهِمْ وأَموالِهم ومَواشِيهم وما يُعالِجُون منها وكذلك قال الأَحمر
وقيل : هم المُكْثِرُونَ من الإِبلِ وهم مع ذلك جُفَاةٌ أَهل خُيَلاءَ . والفَدَّادَة بهاءٍ : الضِّفْدِعُ لنَقِيقِها مأْخُوذٌ من الفَدِيد وهو الجَلَبَة . والفَدَّادَة : الجَبَانُ ويُخَفَّف في الأَخِير عن ابن الأَعرابيِّ وأنشد :
أَفَدَادَةٌ عندَ اللِّقَاءِ وقَيْنَةٌ ... عِند الإِيابِ بِخَيْبَةٍ وصُدُودِ
واختار ثعلب فَدَّادةٌ عند اللقاءِ أَي هو فَدَّادةٌ . وقال : هذا الذي أَختارُه . والفُدَفِدُ : الهُدَبِدُ وَزْناً ومَعْنى عن ابن شُمَيْلٍ وفي التهذيب في الرُّباعيّ : لَبَنٌ هُدَبِدٌ وفُدَفِدٌ وهو : الحامِضُ الخاثِرُ . وعن ابن الأَعْرَابيِّ : يقال لِلَّبَنِ الثَّخِين : فُدَفِدٌ . والفُدَادَة كسُلالَة : طائِرٌ عن ابن دُرَيْدٍ واحِدَته : فُدَادٌ . والفَدْفَدُ : الفَلاةُ التي لا شيءَ بها وقيل : هي الأَرض الغَليظة ذات الحَصَى . وقيل : المَكَان الصُّلْبُ الغَلِيظ قال :
تَرَى الحَرَّة السَّوْدَاءَ يَحْمَرُّ لَوْنُها ... ويَغْبَرُّ منها كلُّ رِيعٍ وفَدْفَدِ والفَدْفَد : المكان المُرتَفع فيه صَلابةٌ . وقيل : الفَدْفَد الأَرْض المُسْتَوِيَةُ . وفَدْفَدُ اسم امرأَة قال الأَخطل :
وقُلْتُ لحادِيهِنَّ وَيْحَكَ غَنِّنَا ... لجَلْداءَ أَو بِنْتِ الكِنَانِيِّ فَدْفَدَا والفَدِّينُ بفتح وتشديد الدَّال المكسورة : ع بِحَوْرَانَ منه سَعِيدُ بنُ خالدٍ العُثْمَانِيُّ من ذُرِّيّة سيدنا عثمان رضي الله عنه وهو الذي ادَّعَى الخِلافَةَ أَيَّامَ هارُونَ الرَّشيدِ وفي بعض النُّسخ : زمنَ المأْمونِ . وفَدَّ يَفِدُّ فَدِيداً وفَدْفَدَ إذا عَدَا هارِباً . ويقال : هو يَفِدُّ لي من حَدِّ ضَرَبَ ويَعِدُّن أَي يُوعِدُني ويُهَدِّدُنِي . وعن ابن الأعرابي : فَدَّدَ الرجلُ تَفْدِيداً إذا مَشَى على الأَرضِ كِبْراً وبَطَراً وفَدَّدَ البائِعُ : صاحَ في بَيْعِهِ وشِرَاهُ ولفْظ الشِّرَى من الأَضداد . وفَدْفَدَ الرجُلُ إذا عَدَأ هارِباً من سَبُعٍ أَو عَدُوٍّ قال النابِغةُ :
أَوابِدَ كالسِّلامِ إذا استَمَرَّتْ ... فَليْس يَرُدُّ فَدْفَدَهَا التَّظَنِّي ومما يستدرك عليه : فَدَّت الإِبلُ فَدِيداً : شَدَخَت الأَرضَ بِخِفَافِها من شدة وطئها قال المَعْلوطُ السّعديّ :
أَعاذلَ ما يُدْرِكِ أَنْ رُبَّ هَجْمَةٍ ... لأَخْفَافِها فَوْقَ المِتَانِ فَدِيدُ ورواه ابن دُرَيد : فوق الفَلاةِ فَديد . قال : ويروى : وَئِيدُ . قال : والمَعنيان متقاربان . وفَدَّ الطائِرُ يَفِدُّ فَدِيداً : حَثَّ جَنَاحَيْه بَسْطاً وقَبْضاً . وفَدُّويه بضمّ الدّال المشدّدة جَدُّ أَبي الحَسن محمد بن إِسحاقَ بن محمدٍ الكوفي ثقة حدثَ