بَرْشَطَ اللَّحْمَ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ وصاحبُ اللِّسان . وقال ابن دُرَيْدٍ : أَي شَرْشَرَهُ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ هكذا وسَيأتي أَيْضاً في ف ر ش ط هذا المَعْنى بِعَيْنِه . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : بُرْشوطُ بالضَّمِّ : قريةٌ من الشَّرْقيَّةِ من أعمالِ مصرَ وأُخرى من حَوْفِ رَمْسيس تُذْكَرُ مع بَرْقامَةَ
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : رَشَاطُون بالشِّين المُعْجَمَة لغةٌ في المُهْمَلَة نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ قالَ : ومنهُم من يَقْلِبُ السِّينَ شِيناً فيقولُ رَشَاطُون والكلام عَلَيْهِ مِثْلُ الكلامِ في المُهْمَلَة . والرُّشَاطِيُّ ضَبَطوه بالفَتْحِ وبالضَّمِّ فمن قالَ بالفَتْحِ يَقُولُ : أَحَدُ أَجْدادِه اسمُه رَشَاطَةُ فنُسِب إِلَيْه ومن قالَ بالضَّمِّ يَقُولُ : نُسِبَ إِلَى حاضِنَةٍ له كانت أَعْجَمِيَّةً تُدْعَى برُشاطَةَ أَو كانت تُلاعِبُه فتقولُ : رُشَاطَة فنُسِبَ إليها وهو الإِمامُ المشْهورُ أَبُو محمَّدٍ عبدُ الله بنُ عليِّ ابنِ عَبْدِ اللهِ بن عليِّ بنِ خَلَفِ بنِ أَحمدَ بنِ عُمَرَ اللَّخْمِيُّ المُرْسِيُّ أَحدُ أَعلامِ مُرْسِيَةَ وأَئمَّة الأَنْدَلُس مُحدِّثٌ كَبير وُلِدَ بأَعمالِ مُرْسِيَةَ سنة 466 ، وتوفِّي شَهيداً بالمَرِيَّةِ صَبيحَةَ الجُمُعَة المُوفي عشرينَ من جُمادَى سنة 543 وكِتابُه المعْروفُ بالأَنْسابِ في ستَّةِ أَسْفارٍ ضِخامٍ ينقُلُ عنه الحافظُ بن حَجَرٍ كثيراً في التَّبْصيرِ وهو عُمْدَتُه في هذه الصَّنعَةِ وينقُلُ عن أَبي سعدٍ المَالِينيِّ بواسِطَةِ كِتابِه هذا ؛ وَقَدْ أَغْفَلَهُ المُصَنِّف وهو آكَدُ من كثيرٍ من الأَلْفاظِ العَجَميَّة الَّتِي يُورِدُها ولا سِيَّما وَقَدْ وقَعَ له قريباً ذِكْرُه في دلغاطان فتأَمَّلْ
فَرْشَطَ الرَّجُلُ فَرْشَطَةً : قَعَدَ ففَتَحَ ما بينَ رِجْلَيْهِ وفي الصّحاحِ : الفَرْشَطَةُ : أَنْ تُفَرِّجَ بينَ رِجْلَيْك قاعِداً أَو قائِماً وهو مثلُ الفَرْشَحَةِ وأَنْشَدَ للرَّاجِزِ :
" فَرْشَطَ لمَّا كُرِهَ الفِرْشَاطُ
" بفَيْشَةٍ كأَنَّها مِلْطَاطُ وهو فِرْشِطٌ كزِبْرِجٍ وقِرْطَاسٍ وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ يَصِفُ بَعيراً :
" لَيْسَ بمُنْهَكِّ البُرُوكِ فِرْشِطِهْ
أَو فَرْشَطَ : أَلْصَقَ أَلْيَتَيْهِ بالأَرْضِ وتَوَسَّدَ ساقَيْهِ قاله الفرَّاءُ . أَو فَرْشَطَ : بَسَطَ في الرُّكُوبِ رِجْلَيْهِ من جانِبٍ واحِدٍ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ وهو في اللِّسَانِ عن ابنِ بُزُرْجَ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : فَرْشَطَ البَعيرُ فَرْشَطَةً : بَرَكَ بُرُوكاً مُسْتَرْخِياً فأَلْصَقَ أَعْضَادَه بالأَرْضِ . وقيل : هو أَن يَنْتَشِر بِرْكَةُ البَعير عند البُرُوك . وفَرْشَطَ اللَّحْمَ فَرْشَطَةً : شَرْشَرَهُ كما في اللِّسَانِ . وفَرْشَطَ الشَّيْءَ : مَدَّهُ وكذا فَرْشَطَ به . وفَرْشَطَتِ النَّاقَةُ : تَفَحَّجَتْ للحَلْبِ كما في الصّحاحِ . وفَرْشَطَ الجَمَلُ إِذا تَفَحَّجَ للبَوْلِ كما في اللِّسانِ والعُبَابِ . وفِرْشَوْطٌ كبِرْذَوْنٍ ة : كَبِيرَةٌ بصَعِيدِ مِصْرَ الأَعْلى غربيَّ النِّيل كما في العُبَاب وقد قلَّدَه المُصَنِّفُ هنا وهكذا هو المعروفُ على أَلْسِنَةِ العامَّة . والصَّوابُ أَنَّ اسْمَها فُرْجُوطٌ كعُصْفورٍ بالجيمِ على ما هو مَثْبوتٌ في كُتُبِ التَّاريخِ والقَوَانين الدِّيوانِيَّة كما تقدَّمَتْ الإِشارَةُ إليه واعْتَمَدَت العامَّةُ على ما قالَه المُصَنِّفُ حتَّى الخاصَّة . ومن ذلك قولُ شيخِنا العلاَّمَةِ أَبي الحَسَنِ عليِّ بنِ صالِحِ بنِ مُوسَى الرَّبَعِيِّ نَزيلِ فُرْجُوطٍ في أَبْياتٍ كَتَبَها تَقْريظاً على هذا الكِتابِ
" قَدْ حَلَّ في فِرْشَوْطِنَا كُلُّ الرِّضَا
" مُذْ حَلَّها الحَبْرُ النَّفِيسُ المُرْتَضَى إِلى آخِرِ ما قالَ أَدامَ اللهُ فَضْلَهُ ما لَمَع آلٌ ومَلَعَ رالٌ