" ساحَ الماءُ يَسيحُ سَيْحاً وسَيَحَاناً " محرَّكةً : إِذا " جَرَى على وَجْهِ الأَرْضِ . و " ساح " الظِّلُّ " أَي " فاءَ " . " السَّيْحُ : الماءُ الجاري . و " في التهذيب : الماءُ " الظاهِر " الجارِي على وَجْهِ الأَرض وجمعه سُيُوحٌ . وماءٌ سَيحٌ وغَيْلٌ إِذا جَرَى على وَجْهِ الأَرْض وجمْعه أَسْيَاجٌ . السَّيْح : " الكِسَاءُ المُخطَّطُ " يُسْتَتَر به ويُفْتَرَش وقيل : هو ضَرْبٌ من البُرودِ وجمْعه سُيوحٌ . وأَنشد ابن الأَعرابيّ :
وإِنّي وإِنْ تُنْكَرْ سُيوحُ عَباءَتي ... شِفَاءُ الدَّقَى يا بِكْرَ أُمِّ تَميمِ سَيْحٌ : " ماءٌ لبني حَسّان بنِ عَوْفٍ " وقال ذو الرُّمّة :
" يا حَبَّذَا سَيْحٌ إِذا الصَّيْفُ الْتَهَبْ
سَيْحٌ : اسم " ثَلاَثة أَوْدِيَة باليمَامةِ " بأقْصَى العِرْض منها لآل إِبراهِيمَ بن عَرَبيّ . " والسِّيَاحَةُ بالكسر والسُّيُوحُ " بالضّمّ " والسَّيَحَانُ " محرَّكَةً " والسَّيْحُ " بفتح فسكون " : الذَّهابُ في الأَرضِ للعِبَادة " والتَّرَهُّب ؛ هكذا في اللّسان وغيره . وقولُ شيخنا : إِن قَيْدَ العِبَادَةِ خَلَتْ عنه أَكثرُ زُبُرِ الأَوّلين والظّاهر أَنّه اصطلاحٌ مَحَلُّ تَأَمُّلٍ . نعمْ الّذي ذَكروه في معنى السِّيَاحَةِ فقطْ يعني مُقَيَّداً وأَما السُّيُوح والسَّيَحَانُ والسَّيْحُ فقالوا : إِنه مُطلَقُ الذَّهابِ في الأَرْضِ سواءٌ كان للِعبادةِ أَو غيرِهَا . وفي الحديث : " لا سِياحَةَ في الإِسلام " . أَوردَه الجوهريّ وأَراد مُفَارَقَةَ الأَمْصَارِ والذَّهَابَ في الأَرضِ وأَصْلُه من سَيْحِ الماءِ الجارِي فهو مجازٌ . وقال ابن الأَثير : أَراد مُفارَقَةَ الأَمصارِ وسُكْنَى البَرارِي وتَرْكَ شُهودِ الجُمُعَةِ والجَمَاعَاتِ . قال : وقيل : أَراد الّذِين يَسْعَون في الأَرض بالشَّرِّ والنَّمِيمةِ والإِفسادِ بين الناس وقد ساحَ . " ومنه المَسيح " عيسى " بنُ مَريَم " عليهما السّلام . في بعض الأَقاويل كان يَذهبُ في الأَرض فأَيْنَما أَدرَكَه اللَّيْلُ صَفَّ قَدَمَيْه وصَلَّى حتّى الصّباحِ . فإِذا كان كذلك فهو مَفْعُولٌ بمعنى فاعل . قد " ذَكرتُ في اشْتِقَاقِه خمْسِين قِولاً " - قال شيخُنَا : كُلُّهَا منقُولةٌ مبحوثٌ فيها أَنْكَرَها الجماهِيرُ وقالوا : إِنّمَا هي من طُرُق النَّظرِ في الأَلْفاظ وإِلاّ فهو ليس من أَلفاظ العرب ولا وَضَعتْه العرب لعيسى حتى يَتَخَرَّجَ على اشتقاقاتها ولُغَاتها - " في شَرْحِي لصَحيحِ البَخَارِيّ " المُسمَّى بمنْح البارِي " وغيرِه " من المصنّفات . قال شيخُنا : وشَرْحُه هذا غريبٌ جدّاً . وقد ذكره الحافَظُ ابنُ حَجَرٍ وقال : إِنه خَرجَ فيه عن شَرْح الأَحاديث المطْلُوبِ من الشَّرْح إِلى مَقالاتِ الشَّيْخ مُحْيِى الدّين بن عرَبِيّ رَحمَه الله الخارِجةِ عن البحث وتَوسَّعَ فيها بما كان سَبباً لطرْحِ الكِتَابِ وعدمِ الالتِفاتِ إِليه مع كثرةِ ما فِيه من الفوائد . بل بالغَ الحافِظ في شَيْنِ الكِتَابِ وشَناعَته بما ذكر . من المجاز : " السّائِح الصَّائمُ المُلازمُ للمَساجِدِ " وهو سِيَاحَة هذه الأُمّةِ . وقوله تعالى : " الْحامِدُونَ السَّائِحونَ " قال الزَّجّاج : السائحون - في قول أَهل التفسير واللُّغة جميعاً - : الصّائمون . قال : ومذْهب الحَسنِ أَنّهم الّذين يصومون الفَرْض . وقيل : هم الّذين يُدِيمون الصِّيامَ وهو ممّا في الكُتُب الأُول . وقيل : إِنما قيل للصائم : سائحٌ لأَنّ الّذِي يَسِيح متعبِّداً يَسيح ولا زاد معه إِنّما يَطْعم إِذا وَجَدَ الزَّادَ والصائمُ لا يَطْعَم أَيضاً فلِشَبَهِه به سُمِّيَ سائحاً . وسُئَل ابن عبَّاس وابنُ مسعُودٍ عن السَّائِحين فقالا : هم الصّائمون . " والمُسيِّح " كمعظَّم : " المُخْطَّط من الجرادِ " الواحدة مُسَيَّحَة . قال الأَصمعيّ : إِذا صار في الجراد خُطوطٌ سُودٌ وصُفْرٌ وبِيضٌ فهو المُسَيَّح فإِذا بَدَا حَجْمُ جَنَاحِه فذلك الكُتْفَانُ لأَنّه حينئذ يُكَتِّف المشْيَ . قال : فإِذَا ظَهرَتْ أَجْنحتُه وصار أَحمر إِلى الغُبْرَةِ فهو الغَوْغاءُ الواحِدةُ غوْغَاءَةٌ وذلك حين يَموجُ بعضُه في بعْض ولا يتوجَّهُ جِهةً واحِدَةً . قال الأَزهريّ هذا في رواية عمْرو بن بَحْرٍ . المُسيَّح أَيضاً : المُخَطَّطُ " من البُرُودِ " . قال ابن شُميلٍ : المُسيَّحُ من العباءِ : الّذي فيه جُدَدٌ : واحدةٌ بيضاءُ وأُخْرَى سَوْدَاءُ ليست بشَديدةِ السَّوادِ وكلُّ عَبَاءَة سَيْحٌ ومُسَيَّحةٌ ؛ وما لم يكن جُددٌ فإِنّما هو كِساءٌ وليس بعَباءٍ من المَجاز : في التّهذيب : المُسيَّح " من الطَّرِيق : المُبَيَّن شَركُه " محرَّكةً هكذا هو مضبوطٌ في النُّسخ وضبطه شيخُنَا بضمَّتين ولْيُنْظَرْ " أَي طُرُقُه الصِّغارُ " وإِنما سَيَّحَه كثْرَةُ شركِه شُبِّهَ بالعَباءِ المُسيَّح . من المجاز : المُسيَّحُ : " الحِمَارُ الوَحْشيّ لجُدَّتِه الّتي تَفْصِلُ بين البَطْنِ والجَنْبِ " . وفي الأَساس : والعَيْرُ مُسيَّحُ العجِيزَةِ للبَيَاضِ على عَجِيزته . قال ذو الرُّمّة :تُهاوِي بيَ الظَّلْمَاءَ حرْفٌ كأَنَّها ... مُسَيَّحُ أَطرافِ العَجِيزَةِ أَصْحَرُ يَعنِي حِماراً وَحْشيّاً شبَّهَ النَّاقَة به . من المجاز : " سيْحَانُ " كرَيْحَان : " نهْرٌ بالشّامِ " بالعواصِم من أَرضِ المَصِيصةِ نَهرٌ " آخَرُ بالبَصْرَةِ ويقال : فيه ساحِينٌ " . سَيْحَانٌ : اسمُ وادٍ أَو " : ة بالبَلْقاءِ " من الشّام " بها قَبْرُ " سيّدنا " مُوسى " الكَلِيمِ " عليه " وعلى نِبِيّنا أَفضلُ الصّلاة و " السّلام " وقد تَشرَّفْتُ بزيارته . " وسَيْحُونُ : نَهرٌ بما وراءَ النهْر " وراءَ جيْحُون " ونَهْرٌ بالهند " مشهورٌ . من المجاز : " المِسْياحُ " بالكسر : " مَنْ يَسيحُ بالنَمِيمةِ والشَّرِّ في الأَرض " والإِفساد بين النّاس . وفي حديث عليّ رضي الله عنه : " أَولئك أُمّةُ الهُدَى لَيْسُوا بالمسايِيحِ ولا بالمَذايِيع البُذُرِ " يعني الّذِين يَسِيحون في الأَرض بالنَّميمةِ والشَّرِّ والإِفسادِ بن النّاس . والمَذاييعُ : الّذين يُذيعُون الفَوَاحِشَ . قال شَمِرٌ : المَسَايِيحُ ليس من السِّيَاحَة ولكنّه من التَّسييحِ والتَّسيِيحُ في الثَّوْبِ أَن تكون فيه خُطوطٌ مُخْتَلِفةٌ ليس من نَحْوٍ وَاحدٍ . " وانْساحَ بالُه : اتَّسعَ " وقال :
أُمَنِّي ضَمِيرَ النَّفْسِ إِيّاكِ بعدَما ... يُرَاجِعُني بَثِّي فَيَنْساحُ بالُها انْسَاحَ " الثَّوْبُ " وغيرُه : " تَشقَّقَ " وكذلك الصُّبْح . وفي حديث الغار : " فانْساحَتِ الصَّخرةُ " : أَي انْدَفَعَتْ وانْشقَّتْ . ومنه ساحةُ الدَّارِ . ويُرْوَى بالخاءِ والصّاد . انْساحَ " بَطْنُه : كَبُرَ " واتَّسَعَ " ودَنَا من السِّمَن " . وفي التّهذيب عن ابن الأَعْرَابيّ : يقال للأَتانِ : قد انْساحَ بَطْنُها وانْدَالَ انْسِيَاحاً إِذا ضَخُمَ ودَنَا من الأَرضِ . " وأَسَاحَ " فُلانٌ " نَهْراً " إِذا " أَجْرَاهُ " قال الفَرَزْدَق :
وكَمْ للمُسْلِمِينَ أَسَحْتُ بَحْري ... بإِذنِ اللهِ مِن نَهرٍ ونَهْر أَساحَ " الفَرسُ بذَنَبِه " إِذا " أَرْخاه . وغَلِطَ الجوهَرِيّ فذكره بالشِّين " في أَشاح . ووجدْت في هامش الصّحاح ما نَصُّه : قال الأَزهريّ : الصّواب أَساحَ الفَرَسُ بذَنَبه إِذا أَرْخَاه بالسّينُ والشّينُ تَصْحِيفٌ . ومثْلُه في التكملة للصّغانيّ . وجَزمَ غيرُ واحدِ بأَنّه بالشّين على ما في الصّحاح . " وجَبَلُ سَيَّاحٍ " بالإِضافَة " ككَتّانٍ حَدٌّ بين الشّام والرُّوم " ذكره أَبو عُبَيْد البَكرِيّ . " والسُّيُوح بالضّمّ : ة باليَمَامة " وهي الأَوْدِيَةُ الثَّلاثةُ الّتي تقدَّم ذِكْرُها . أَبو منصورٍ " مُسْلِمُ بنُ عليّ ابنِ السِّيحِيّ بالكسر : مُحَدِّثٌ " من أَهل الموْصِل رَوى عن أَبي البَركاتِ بنِ حُميْد ؛ قاله ابن نُقْطَة . ومما يستدرك عليه . من اللسان : ويقال : أَساحَ الفَرَسُ ذَكَرَه وأَسَابَه إِذا أَخْرَجه من قُنْبِه قال خَليفةُ الحُصَيْنِيّ : ويقال سَيَّبَه وسيَّحَه مثلُه . ومن الأَساس : من المجاز : وسَيَّحَ فُلانٌ تَسْيِيحاً كَثَّرَ كلامَه . وسَيْحَانُ : ماءٌ لبني تَميم في دِيارِ بني سعْد ؛ كذا في معجم البَكريّ
فصل الشّين المعجمة مع الحاءِ المهملة
الفُسْحة بالضمّ والفُسَاحة : السَّعَة الواسعة في الأَرض وقد فَسُحَ المكانُ . ككَرُم فَسَاحةً . وأَفْسحَ وتَفسَّحَ وانفسَحَ طَرْفُه إِذا لم يَرُدَّه شيءٌ عن بُعْد النَّظر . وانفسحَ صَدرُه : انشرَحَ . فهو فَسِيحٌ وفُسَاحٌ مثل طَويل وطُوَال . وفي حديث أُمّ زرْع : وبيتها فُسَاحٌ أَي واسع ويروَى فَيَّاح بمعناه . ومنزلٌ فَسِيح ومجلس فَسحٌ على فَعِلٍ وفُسْحُم : واسعُ والميم زائدة . وفَسَحَ له في المجلس كمَنَعَ يَفْسَح فَسْحاً وفُسُوحاً وَسَّعَ له . كَتفسَّحَ . وفي التنزيل : " إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا في المَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللّهُ لَكُمْ " . والقَوْم يَتفسَّحون إِذا مَكَنُوا . ورَجلٌ فُسُحٌ وفُسْحُمٌ : واسعُ الصَّدرِ والميم زائدة وفي صفة سيّدنا رسول اللّه صلَّى اللّه عليه وسلَّم فَسِيحُ ما بينَ المَنْكَبينِ أَي بَعيدُ ما بَبيْنَهما لسَعَة صَدْره . وحكَى اللِّحْيَانيّ : فلانٌ ابنُ فُسحُمِ وقال : نُرَى أَنّه من الفُسْحَة والانفساحِ قال : ولا أَدْرِي ما هذا . والفَسح بالفتح : شبه الجواز يقال فَسَحَ له الأَميرُ في السَّفَر إِذا كَتَبَ له الفسْحَ . وهو أَي الفَسْحُ أَيضاً : مُسَاعَدَةُ الخَطْوِ كالفَيْسَحي . وفي التهيب : سَمعْت أَعرابيَّا من بني عُقَيل يُسمَّى شَمْلَةَ يقول لخرّازٍ كان يَخْرِز له قِرْبَةً فقال له : إِذا خَرزْتَ فأَفسِحِ الخُطَا لئلاّ يَنخرمَ الخَرْزُ . يقُول : باعِدْ بين الخُرْزَتينِ وقال الفرّاءُ : قرَأَ النَّاسُ تَفسَّحُوا بغير أَلف وقرأَها الحسن : تَفاسحُوا بأَلف قال : وتفاسَحوا وتَفسَّحُوا متقاربٌ في المعنى أَي تَوَسَّعُوا مثل تَعهَّدته وتَعاهَدْته وصَعَّرْتُ وصاعَرْت . وقال الأَصمعيّ : مُرَاحٌ مُنفسِحٌ إِذا كَثُرتْ نَعَمُه وهو ضدُّ قَرِع المُرَاحُ . وقد انفسحَ مُرَاحُهم إِذا كَثُرَ إِبلُهم . قال الهُذلىّ سأُغْنِيكُمْ إِذا انفَسَحَ المُرَاحُ ومما يستدرك عليه : الفُسْحَتَانِ : ما لا شَعَرَ عليه من جَانِبَيِ العَنْفَقةِ . وفي التهذيب : جَملٌ مفسوحُ الضُّلُوعِ بمعنى مَسفوحٍ يَسْفَح في الأَرْضِ سَفْحاً قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْر :
فقَرَّبتُ مَفسُوحاً لرَحْلي كأَنّه ... قَرَى ضِلَعٍ قَيْدَامُها وصَعُودُها . فشح