فصل القاف مع الطاء ق ب ط
القَبْطُ : جَمْعُكَ الشَيْءَ بِيَدِكَ . عَزاهُ في العُبَابِ إِلى ابْنِ فارسٍ وفي التَّكْمِلَةِ إِلى ابْنِ دُرَيْدٍ وقد وُجِدَ أَيْضاً في بَعْضِ نُسَخِ الصّحاحِ على الهامِشِ يقال : قَبَطْتُه أَقْبِطُه قَبْطاً من حَدِّ ضَرَبَ
والقِبْطُ بالكَسْرِ : جِيلٌ بمِصْرَ . وفي الصّحاحِ : القِبْطُ : أَهْلُ مِصْرَ وهم بُنْكُها بالضَّمِّ أَي أَصلُها وخَالِصُها . قلتُ واخْتلِفَ في نَسَبِ القِبْط فقِيلَ : هو القِبْطُ بنُ حَامِ بنِ نُوحٍ عليه السّلامُ وذَكَر صاحبُ الشَّجَرَةِ أنَّ مِصْرَايِم ابن حامٍ أَعْقَبَ من لوذيم وأَنَّ لوذيم أَعْقَب قِبْطَ مِصْرَ بالصَّعِيدِ وذَكَرَ أَبو هاشِمٍ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَر العَبّاسيُّ الصّالِحِيُّ النَّسّابَةُ قِبْطَ مِصْرَ في كِتابِه فقال : هم وَلَدُ قِبْط ابن مِصْرَ بنِ قُوطِ بنِ حامٍ كذا حَقَّقَهُ ابنُ الجَوّانِيِّ النَّسّابَةُ في المُقَدِّمةِ الفاضلِيَّةِ . وإِليهم تُنْسَبُ الثِّيَابُ القُبْطِيَّة بالضَّمِّ على غَيْرِ قِيَاسٍ وقد يُكْسَرُ صَرِيحُ هذِه العِبارة أَنَّ الضَّمَّ فيهِ أَكْثَرُ من الكَسْر والَّذِي في الصّحاحِ : والقِبْطِيَّةُ : ثِيَابٌ بِيضٌ رِقاقٌ من كَتّانِ تُتَّخَذ بمِصْرَ وقد يُضَمُّ لأَنَّهُمْ يُغَيِّرُون في النِّسْبَةِ كما قالَوا : سُهْلِيٌّ ودهْرِيٌّ أَي إِلى سَهْلٍ ودَهْرٍ بفَتْحِهما ثم أَنْشَدَ لزُهَيْرٍ :
لَيَأْتِيَنَّكَ مِنِّي مَنْطِقٌ قَذَعٌ ... بَاقٍ كما دَنَّسَ القِبُطِيَّةُ الوَدَكُ فهذَا يَدُلُّ على أَنَّ الكَسْرَ أَكْثَرُ وهو القِيَاس والضَّمّ قليلٌ فتَأَمَّلْ
وقالَ اللَّيْثُ : لمّا أُلْزِمَتِ الثِّيَابُ هذا الاسْمَ غَيَّرُوا اللٌّفظَ فالإِنْسانُ قِبْطِيٌّ بالكَسْرِ والثَّوْبُ قُبْطِيٌّ بالضَّمِّ . ج : قُبَاطِيُّ بتَشْدِيدِ الياءِ وقَبَاطِي بتَسْكِينها . وقال شَمِرٌ : القُبَاطِيّ : ثِيَابُ إِلى الدِّقًّة والرِّقَّة والبَيَاض قال الكُمَيْت : يَصف ثَوْراً :
لِيَاح كَأَنْ بالأَتْحَمِيَّة مُسْبَعٌ ... إِزَاراً وفي قُبْطِيَّةٍ مُتَجَلْبِبُ وفي حَدِيثِ ابنِ عُمَر أنَّه كان يُجَلِّلُ بُدْنَهُ القُباطِيَّ والأَنْمَاطِ . ورَجُلٌ قِبْطِيٌّ بالكَسْرِ وهي بَهاءٍ ومنهم : مارِيَةُ القِبْطِيَّةُ الَّتِي أَهْدَاهَا له المُقَوْقِسُ صاحِبُ الإسْكَنْدَرِيَّةِ وهي أُمُّ إِبْرَاهِيمَ ابنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ ورَضِيَ عَنْهَا تُوُفِّيَتْ زَمَنَ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنه . قِبْطُ : نَاحِيَةٌ كانَت بسُرَّ مَن رَأَى تَجْمَعُ أَهْلَ الفَسَادِ نقله الصّاغَانِيُّ . والقُبّاطُ والقُبَّيْطُ والقُبَّيْطَى بضمّ قافِهِنَّ وشَدِّ بائهِنَّ والقُبَيْطَاءُ كحُمَيْراءَ إذا خَفَّفْتَ مَدَدْتَ وإِذا شَدَّدْت قَصَرْتَ النّاطِفُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وهو مُشْتَقٌّ من القَبْطِ بمعْنَى الجَمْعِ . وتَقْبِيطُ الوَجْهِ : تَقْطيبُه مَقْلُوبٌ منه حكاه يَعقوب
ومَّا يُسْتَدْرَكُ عليه : القِبْطِيُّ : فَرَسُ عبدِ المَلِكِ بن عُمَيْرِ بنِ سُوَيْدِ بنِ حارِثَةَ نَقَلَه الصّاغَاِنيُّ
قلتُ : وقَد عُرِفَ هو بفَرَسِه ذلكِ كما نَقَلَه الحافِظُ . وعُبَيْدٌ القِبْطِيُّ : من قِبْطِ مِصْرَ عن أَبِي مُوَيْهِبَةَ وعنه يَعْلَى بنُ عَطَاء وآخَرُونَ . وقَبَطَ الشَّيْءَ قَبْطاً : خَلَطَهُ . وتَقَول : فُلانٌ يَأَخُذُ القُبَّيْطَى فيَأْكُلُها السُّرَّيْطَى . وجَمَاعَةٌ قِبْطِيَّةٌ وأَقْبَاطٌ . وعبدُ اللَّطِيفِ القُبَّيْطِيُّ : محدِّثٌ مشهور . وقُبَّيْطَةُ كجُمَّيْزَة : لَقَبُ الحَافِظِ أَبِي عليٍّ الحَسَنِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ سَلام الفَزارِيِّ البَغْدَادِيِّ وَثَّقَهُ يُونُس سَكَن مِصْرَ وتُوُفِّى في حُدُودِ سنة 270