القَرْحُ بالفتحِ ويضمّ لغتان : عَضُّ السِّلاحِ ونَحوِه مما يَجْرَحُ البَدَنَ وممّا يَخْرُجُ بالبَدَن . أَو القَرْح بالفَتْح : الآثَارُ وبالضّم الأَلَمُ يقال : به قُرْح من قَرْح أَي أَلَمٌ من جِراحَةٍ وقالَ يعقوب : كأَنّ القَرْح الجِرَاحَاتُ بأَعْيَانها وكأَنّ القُرْحَ أَلَمُها وقال الفرَّاءُ في قوله تعالى : " إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْح " قال : وأَكثَرُ القرّاءِ على فَتْح القافِ قال : وهو مِثْل الجَهْد والجُهْد والوَجْد والوُجْد . وفي حديثِ أُحُدٍ : مِن بَعْدِ ما أَصابَهُم القَرْحُ وهو بالفَتْح والضَّم : الجرْحُ وقيل هو بالضمّ الاسمُ وبالفَتْح المصدَر . أَرادَ ما نَالهُم من القَتْل والهَزيمةِ يومئذٍ . وقَرَحَ كمَنَع : جَرَحَ يَقْرَحُه قَرْحاً . وقيل : سُمِّيَت الجِرَاحاتُ قَرْحاً بالمصدر قاله الزّجاج . وقَرِحَ جِلْدُ الرجُلِ كَسَمعَ : خَرَجَت به القُرُوحُ يَقرَح قَرَحاً فهو قَرِحٌ . والقَرِيح : الجَرِيحُ مِن قَومٍ قَرْحَى وقَرَاحَى وقد قَرَحَه إِذا جَرَحَه . وفي حديث جابرٍ كنا نَخْتَبط بقِسِسيِّنا ونأْكُل حتّى قَرِحَتْ أَشداقُنا أَي تَجرَّحَتْ من أَكْل الخَبَط . قال قال المُتنَخِّل الهذَلّى :
لايُسْلِمُون قَرِيحاً حَلَّ وَسْطهُمُ ... يَوْمَ اللِّقَاءِ ولا يُشْوُونَ مَن قَرَحُوا قال ابن بَرّيّ : معناه لا يُسلِمون من جُرِحَ منهم لأَعدائهم ولا يُشوُون من قَرَحوا أَي ولا يُخطِئون في رَمْىِ أَعدائِهم . والمقروح : مَن به قُرُوحٌ . والقَرْحَة واحدةُ القَرْحِ والقُرُوحِ . والقَرْحُ أَيضاً : البَثْر بفتح فسكون إِذَا تَرامَى إِلى فَسادٍ . وقال اللّيْث : القَرْح : جَرَبٌ شَديدٌ يُهْلِكُ ونصّ عبارة اللّيث : يَأْخُذُ الفُصْلاَنَ بالضّم جمع فَصِيل أَي فلا تَكاد تَنجو . وفَصِيلٌ مَقروح . قال أَبو النَّجم :
" يَحْكى الفَصِيلَ القَارِحَ المَقْرُوحَا وأَقْرَحُوا : أَصابَ مَواشِيَهم أَو إِبلَهم ذلك أَي القَرْحُ . وقَرِحَ قَلْبُ الرَّجلِ من الحزنِ وأَقرَحَه اللّهُ قال الأَزهَريّ : الذي قَالَه الليث من أَنّ القَرْحَ جَرَبٌ شديدٌ يأْخُذ الفُصْلانَ غلظٌ إِنما القَرْحَة داءٌ يأْخُذ البَعير فيَهْدَل مِشْفرُه منه . قالَ البَعيث :
ونَحنُ مَنَعْنَا بالكُلاَبِ نساءَنا ... بضَرْبٍ كأَفْواهِ المُقَرِّحةِ الهُدْلِ وقُرِحَ البعيرُ فهوَ مَقْرُوح وقَرِيح إِذا أَصابَتْه القَرْحَة وقَرَّحت الإِبلُ فهي مُقرِّحَة والقَرْحَة ليست من الجَرب في شيْءٍ ويسأْتى لذلك بقيّة . وفي التهذيب : القُرْحَة بالضَّمّ الغُرَّة في وِسطِ الجَبهةِ وفي وَجْهِ الفَرَسِ ما دونَ الغُرّة . وقيل : القُرْحَة : كلُّ بياضٍ يكون في وَجْهِ الفرَس ثم يَنقطِع قبلَ أَن يَبلُغَ المَرْسِنَ وتُنْسَب القُرْحة إِلى خِلْقَتها في الاستِدارةِ والتّثليثِ والتربِيع والاستِطالَة والقِلّة وقيل : إِذا صَغُرَت الغُرّةُ فهي القُرْحَة وأَنشد الأَزهريّ :
تُبارِي قُرْحةً مِثلَ ال ... وَتيرةِ لم تَكُن مَغْدَا
يَصف فَرساً أُنثَى . والوتيرة : الحَلْقَة الصّغيرَةُ يُتعلَّم عليها الطَّعْنُ والرَّمْيُ . والمَغْد : النَّتْف . أَخبرَ أَنّ قُرْحَتَهَا جِبِلَّةٌ لَم تَحدُث عن عِلاجِ نَتْفٍ وقَال أَبو عُبَيْدة : الغُرّة ما فوق الدِّرهم والقُرْحة قَدْرُ الدِّرهم فما دُونَه . وقال النَّضْر : القُرْحَة بين عَيْنَي الفَرسِ مثلُ الدِّرهم الصغِيرِ . وما كان أَقرَحَ ولقد قَرِحَ يَقرَحُ قَرَحاً . ومن المجاز رَوْضَةٌ قَرْحَاءُ : فيها أَي في وَسطها نُوّارَةٌ بَيْضَاءُ قال ذُو الرُّمَّة يَصف رَوضةً
حَوّاءُ قَرْحَاءُ أَشراطِيّة وَكفَتْ ... فيها الذِّهَابُ وحَفَّتْها البَراعيم وقيل القَرحاءُ : التي بَدَا نَبْتُهَا . والقُرْحَانُ بالضّمّ : ضَرْبٌ من الكَمْأَة بِيضٌ صغَارٌ ذَوَاتُ رُؤُوسٍ كرُؤُس الفُطْرِ قال أَبو النّجم :
وأَوْقَر الظَّهرَ إِلىّ الجَانِي ... مِن كَمْأَةٍ حُمْرٍ ومن قُرْحَانِ الوَاحِدُ أَقْرَحُ أَو قُرْحَانَةٌ . و القُرْحَانُ من الإِبل : ما لم يَجْرَبْ أَي لم يُصبه جَرَبٌ قط . و القُرْحَان من الصِّبْيَة : مَنْ لم يُجَدَّرْ أَي لم يَمسَّه القَرْحُ وهو الجُدَرِيّ وكأَنّه الخالِصُ من ذلك الواحد والاثنان والجميع والمذكّر والمؤنّث سَواءٌ إِبلٌ قُرْحَانٌ وصَبيٌّ قُرْحَانٌ وفي حديث اَمير المؤمنين عُمَرَ رضي اللّه عنه أَنّ أَصحَابَ رسُول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قَدِمُوا معه الشّامَ وبها الطّاعُونُ وقيل له : إِنَّ مَعك من أَصحاب رسول اللّه صلَّى اللّه عليه وسلّم قُرْحَانٌ فلا تدخلهم على هذا الطاعون أي لم يُصبهم داءٌ قَبْلَ هذا . قال شَمِرٌ : قُرحَان إِن شِئتَ نَوّنت وإِن شِئت لم تُنَوِّن . وقد جمعَه بعضُهم بالواو والنون . وأَوردهُ الجوهريّ حديثاً عن عُمرَ رضي اللّه عنه حينَ أَرادَ أَن يَدخل الشامَ وهي تَستعِر طاعوناً فقيل له : إِنّ مَنْ معك من أَصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قُرْحانُونَ فلا تَدْخُلْهَا وهي لُغَيّة وفي المختار واللسان والصّحاح والأَساس : وهي لغة متروكة . ومن المجاز : أَنت قُرحانٌ مما قُرِحْت به أَي بَريءٌ . وقال الأَزهريّ : أَنت قُرحانٌ من هذا الأَمر وقُرَاحِيٌّ أَي خارج وأَنشد قول جرير :
يُدافِعُ عَنكمْ كلَّ يومِ عَظيمةٍ ... وأَنت قُرَاحِيٌّ بسِيفِ الكَواظمِ والقُرْحَان : مَنْ لم يَشهَد الحَربَ كالقُرَاحِيّ . و في التهذيب قال بعضهم : القُرْحان : مَن لم يَمسَّه قَرْحٌ ولا جُدَرِىّ ولا حَصْبة والقُرْحانُ أَيضاً : مَنْ مَسَّه القُرُوحُ وهو ضِدٌّ يُذَكّر ويؤنّث . ومن المجاز : قَرَحَه بالحقِّ : استقبَلَه به وقَارَحَه : واجَهَه . ولَقيَهُ مُقَارَحَةً . أَي كِفَاحاً ومُوَاجَهة . والقَارِح من ذِي الحافِر بمنزِلة البازِل من الإِبل . في الصحاح : كلُّ ذِي حافِرٍ يَقْرَح وكلّ ذي خُفّ يَبْزُل وكلّ ذي ظِلْفٍ يَصْلَغ . قال الأَعشَى في الفَرس :
والقارِحِ العَدَّا وكلَّ طِمِرَّةٍ ... لا تستطيع يَدُ الطَّوِيلِ قَذَالَها قَوارِحُ وقُرَّحٌ كسُكَّر ومقَارِيحُ قال أَبو ذؤَيب :
جَاوَزْتُه حينَ لا يَمْشِي بعَقْوَتِه ... إِلاَّ المقانِيبُ والقُبُّ المقارِيحُقال ابن جنّي : هذا من شَاذّ الجَمع يعنى أَن يكسَّر فاعلٌ على مَفاعيل وهو في القياس كأَنّه جمْع مِقْرَاح كمِذكَار ومئناث ومَذاكير ومَآنيث وهي أَي الأَنثى قارِحٌ وقَارِحة وهي بغير هاءٍ أَعلَى قال الأَزهَريّ : ولا يقال قارِحة . وقد قَرَحَ الفَرسُ كَمَنَع وخَجِلَ يَقْرَح قُرُوحاً وقَرَحاً الأَخيرة محرّكة وفيه اللّف والنّشْر المُرَتَّب . وأَقْرَحَ بالأَلف . هكذا حكاه اللِّحيانيّ وهي لغة رديئة وقيل ضَعيفة مهجورة ففي الصّحاح وغيره : الفَرسُ في السَّنَة الأُولى حَوْلّى ثم جَذَعٌ ثم ثَنِيٌّ ثم رَبَاعٌ ثم قارِحٌ . وقيل : هو في الثانية فِلْوٌ وفي الثالثة جَذَعٌ . يقال : أَجْذَعَ الْمُهرُ وأَثنَى وأَرْبَعَ وقَرِحَ هذه وَحدَهَا بغير أَلف . وقَارِحُه : سِنُّه الّذي قد صَارَ به قارحاً وقُرُوحُه انتهاءُ سِنِّة وإِنّما تنتهِى في خَمْس سنين أَو قُرُوحُه : وُقُوعُ السِّنّ التّي تَلِي الرَّبَاعِية . وقَد قَرِحَ إِذا أَلْقَى أَقصَى أَسنانه . وليس قُرُوحُه بِنَباتِه . وله أَربعُ أَسنانٍ يتَحوّلُ من بعْضها إِلى بعض : يكون جَذَعاً ثم ثَنِيّاً ثم رَبَاعِياً ثم قارِحاً وقد قَرَحَ نابُه . وقال الأَزهريّ عن ابن الأَعرابيّ : إِذا سَقطَت ربَاعِيَةُ الفَرِس ونَبَتَ مكانَهَا سِنٌّ فهو رَبَاعٌ وذلك إِذا استَتَمَّ الرابعَةَ . فإِذا حانَ قُرُوحُه سقَطَت السِّنُّ الّتي تلِي رَبَاعِيَتَه ونَبَتَ مكَانَها نابُه وهو قارِحُه وليس بعد القُرُوح سُقُوطُ سِنٍّ ولَا نَبَاتُ سِنٍّ . قال : وإِذا دَخَلَ الفرَسُ في السادِسةِ واستَتمَّ الخَامِسَةَ فقَدْ قَرِحَ . والقَرَاحُ كسحَاب : الماءُ الذي لا يُخَالِطُه ثُفْل بضمٍّ فسكون من سَوِيقٍ وغَيْرِه وهو الماءُ الّذِي يُشْرَب إِثْرَ الطَّعَامِ . قال جريرٌ :
تُعَلِّل وهْي ساغِبةٌ بَنِيهَا بأَنْفَاسِ ... من الشَّبِمِ القَرَاحِ وفي الحديث جِلْف الخُبْزِ والماء القَرَاح هو الماء الَّذِي لم يخالِطْه شْيءٌ يُطَّيب به كالعَسِل والتَمر والزَّبِيبِ . والقَرَاحُ : الخالِصُ كالقَرِيح قاله أَبو حنيفةَ وأَنشد قَولَ طَرفةَ :
" مِن قَرْقَفٍ شِيبَتْ بماءٍ قَرِيحْ ويروى قَدِيح أَي مُغْتَرف . والقَرَاحُ : الأَرْضُ البارز الظاهر الذي لا مَاءَ بها ولا شجر ولم يَختلط بشْيءٍ قاله الأَزهريّ . أَقرِحَةٌ كقَذالٍ وأقْذِلة . ويقال : هو جمعُ قريح كقَفيز وأَقفزةٍ . أَو القَرَاحُ من الأَرَضينَ كلُّ قِطْعَة على حِيَالهَا من مَنَابتِ النَّخْل وغير ذلك . وقال أَبو حنيفة : القَرَاح : الأَرضُ المُخَلَّصَة للزَّرع والغَرْسِ . وقيل القَراحُ المَزْرَعَةُ الّتي لَيْسَ عليها بِناءٌ ولا فيها شَجرٌ كالقِرْواح وهو الفَضاءٌ من الأَرض التي ليس بها شَجَرٌ ولم يَختلِطْ بها شْيءٌ عن ابن الأَعْرَابِيّ والقِرْياحِ والقِرْحِيَاءِ بكسرهنّ . قال ابنُ شُميل : القِرْوَاحُ جَلَدٌ من الأَرْض وَقَاعٌ لا يَستمْسِكُ فيه الماءُ وفيه إِشرافٌ وظَهْرُه مُستوٍ ولا يستَقرّ فيه ماءٌ إِلّا سالَ عنه يَميناً وشِمالاً . والقَرَاحُ أَربعُ مَحَالَّ ببغدادَ . والقِرْوَاحُ بِالكسر : الناقَة الطّويلةُ القَوَائِمِ قال الأَصمعيّ : قلْت لأَعرابيّ : ماالنّاقَةُ القِرْوَاح ؟ قال : التي كأَنّها تَمشِي على أَرْمَاح . والقِرْوَاح : النَّخْلَة الطويلةُ الجَرْداءُ المَلْسَاءُ أَي التي انْجَرد كَرَبُها وطالَتْ قَرَاوِيحُ وأَمّا في قولِ سُوَيدِ بن الصَّامِت الأَنصارِيّ :
أَدِينُ ومَا دَيْنِي عَليكُمْ بمَغْرَمٍ ... ولكنْ على الشُّمِّ الجِلاَدِ القَرَوِاحِ وكان حَقُّه القَرَاوِيح فاضطُرّ فحَذفَ . وعن أَبي عَمرٍو : القِرْوَاحُ : الجَمل يَعافُ الشُّرْبَ مع الكِبَار فإِذا جاءَ الدَّهْداهُ وهي الصِّغَارُ شَرِبَ مَعَهَا وفي نسخة : معهنّ . والقِرْوَاح أَيضاً : البارزُ الّذي لا يَستُرُه من السَّماءِ شَيْءٌ وقيلَ هو الأَرْضُ البارزُة للشَّمْس قال عَبيدٌ :
فمَنْ بنَجْوَته كمَنْ بعَقْوَتِه ... والمُسْتَكِنُّ كمَنْ يَمْشِى بقِرْواحِ والقُرَاحِىّ بالضّمّ : من لَزِمَ القَرْيةَ ولا يَخرُج إلى البادِيَة . قال جَرير :يدافع عنكم كل يوم عظيمةٍ ... وأنت قراحى بسيف الكواظم وقيل قراحى : منسوب إلى قراحٍ وهو اسم موضع قال الأزهريّ : هي قريةٌ على شَاطِئ البَحْر نَسَبَه إِلَيْهَا . والقارِحُ : الأَسَدُ كالقَرْحَانِ و القارِح : القَوْسُ البائنةُ عَنْ وَتَرِهَا . وقَرَحَتِ النّاقَةُ : استَبَانَ حَمْلُهَا . قال ابن الأَعْرَابيّ : هي قارحٌ أَيّامَ يَقْرَعُهَا الفَحْلُ فإِذَا اسْتَبَانَ حَمْلُهَا فهي خَلِفَةٌ ثم لَا تزال خَلِفَةً حتّى تَدْخُل في حَدّ التَّعشير . وعن اللّيث : ناقةٌ قارِحٌ وقد قَرَحَتْ قُرُوحاً بالضّمّ إِذا لم يَظُنّوا بها حَمْلاً ولم تُبَشِّر بذَنَبها حتّى يَستَبِينَ الحَمْلُ في بَطْنهَا . وقال أَبو عُبَيْد : إِذا تَمَّ حَمْلُ النَّاقّةِ ولم تُلْقِه فَهي حينَ يَستَبِينُ الحَمْلُ بها قارِحٌ : وقال غيرُه : فَرَسٌ قَارِحٌ . أَقَامَتْ أَربعين يوماً مِن حَمْلها أَو أَكثَرَ حتى شَعَّرَ والقَارِح : الناقةُ أَوَّلَ ما تَحمِل والجَمْع قَوَارِحُ وقُرَّحٌ وقد قَرَحَت تَقْرَحُ قُرُحاً وقِرَاحاً . وقيل القُرُوحُ أَوَّلَ ما تَشولُ بذَنَبِهَا وقيلَ إِذا تمَّ حَملُهَا فهي قَارِحٌ وقيلَ هي الّتي لا تُشْعِرُ بلَقَاحِهَا حتَّى يَسْتَبين حَمْلُهَا . وعبارةُ الكُلّ متقاربةٌ . والقَرِيحة : أَوّلُ ماءٍ يُستَنبَط أَي يُخْرَج من البِئر حيت تُحْفَر كالقُرْحِ بالضّمّ . قال ابن هَرْمةَ :
فإِنّك كالقَريحةِ حين تُمْهَى ... شَروبُ الْمَاءِ ثم تَعودُ مَاْجَا المأْج : المِلْح ورواه أَبو عبيد بالقريحةِ وهو خطأْ كذا في اللسان . ومنه قولهم : لفلانٍ قَرِيحَةٌ جَيّدة يراد استنباطُ العِلْم بجَودةِ الطّبع . قال شيخُنا : وهي قُوّة تستنبطُ بها المعقولات وهو مجازٌ صرَّحَ به غيرُ واحد . وقال أَوس :
على حِينَ أَنْ جَدَّ الذَّكَاءُ وأَدرَكَتْ ... قَريحَةُ حِسىٍ مِنْ شَرِيحٍ مُغَمِّمِ يقول : حينَ جَدَّ ذَكائي أَي كبِرْت وأَسننْت وأَدْرَك من ابني قريحةُ حِسْىٍ يعني شَعرَ ابنه شُرَيحِ بن أَوْس شَبَّهه بما لا يَنْقَطِع ولا يُغَضغَض مُغَمِّم أَي مُغْرِق . و قَريحَة الشّباب : أَوّلُه وقيل هي أَوّلُ كُلِّ شيءٍ وباكُورَتُه وهو مجاز . و القَرِيحَة منك : طَبْعُك الذي جُبِلْتَ عليه لأَنّه أَوّل خِلقتك ووقع في كلام بعضهم أَنّها الخاطر والذِّهْن . والقُرْحُ بالضَّم : أَوَّلُ الشَّيء . وهو في قُرْح سِنِّه أَي أَوَّلها . قال ابن الأَعرَابيّ : قلت لأَعرابيّ : كمْ أَتَى عليك ؟ فقال : أَنا في قُرْحِ الثلاثين . يقال : فلانٌ في قُرْحِ الأَربعين أَي في أَوّلها و القُرْحُ : ثلاثُ ليالٍ من أَوّل الشَّهر ومنهم من ضبطَه كَصُرَدٍ . نقلَه شيخنا . ومن المجاز الاقتِراحُ : ارتِجالُ الكَلام يقال : اقتَرَحَ خُطْبَتَه أَي ارتَجلَها . و الاقتراحُ : استنباطُ الشيْءِ من غير سَماعٍ . وفي حاشية الكشّاف للجرْجانيْ : هو السُّؤال بلَا رَوِيَّةٍ . والاقتراحُ : الاجتباءُ والاختِبَارُ . قال ابنُ الأَعرابيّ : يقال اقترحْتُه واجتَبيْته وخَوَّصته وخدَّمْته واخْتَلَمْته واستَخْلَصْته واسْتَمَيْتُه كلُّه بمعنَى اخترْته . ومنه يقال : اقترحَ عليه صَوْتَ كذا وكذا أَي اختاره . والاقْتراح : ابتِدَاعُ أَوّلِ الشْيءِ تَبتدعُه وتَقترِحه من ذاتِ نَفْسك من غير أَن تَسمعَه . وقد اقتَرحَه عن ابن الأَعرابيّ . واقتُرِحَ السَّهمُ وقُرِحَ : بُدئَ عَملُه . وفي الأَساس : وأَنا أَوّلُ مَن اقترحَ مَودّة فُلانٍ أَي أَوَّلُ مَن اتَّخذَه صَديقاً وهو مَجاز . والاقتراحُ : التَّحكُّم ويُعدَّى بعَلَى يقال : اقتَرَحَ عليه بكذا : تَحَكَّمَ وسأَلَ من غير رَوِيّة . وعبارةُ البَيْهَقيّ في التاج : الاقتراحُ طَلبُ شيْءٍ ما مِن شَخصٍ ما بالتَّحكُّم . ومن المجاز : الاقتراح : رُكُوبُ البَعِيرِ قَبل أَنْ يُركَبَ وقد اقتَرَحَه . والقَرِيح : السَّحَابَة أَوَّلَ ما تَنْشَأُ والقَرِيح : الخالِصُ كالقَرَاح قاله أَبو حَنِيفة . وأَنشد أَبو ذؤَيب :
وإِنَّ غُلاماً نِيلَ في عَهْدِ كاهلٍ ... لَطِرْفٌ كنَصْلِ السَّمْهَرِيِّ قَرِيحُنِيلَ أَي قُتِلَ . في عَهْدِ كاهلٍ أَي له عَهْدٌ وميثاقٌ . والقَرِيحُ بن المُنخَّلِ في نَسبِ سّامَةَ بنِ لُؤَيّ بن غَالبٍ القُرَشيّ . والقَرِيحُ من السَّحَابَةِ ماؤُهَا حينَ يَنزِل . قال ابن مُقبل : وكأَنّمَا اصطبَحتْ قَرِيحَ سَحابة . وقال الطِّرِمّاح :
ظَعائن شِمْنَ قرِيحَ الخَرِيفِ ... مِن الأَنْجُمِ الفُرْغِ والذّابحَهْ وذُو القُرُوح : لقَبُ امرِئ القَيْس بن حُجْرٍ الشاعر الكِنديّ لأَنّ قَيْصَرَ ملكَ الرُّوم أَلْبَسَه وفي نسخة : بعَثَ إِليه قَميصاً مَسْموماً فلَبِسه فتَقرَّحَ منه جَسَدُه فماتَ . قال شيخُنا : وهذا هو المشهور الذي عليه الجمهور وفي شرْح شواهد المغني للحافظ جَلال الدين السيوطيّ أَنّه ذو الفُرُوج بالفاءِ والجيم لأَنه لم يُخلّف إِلّا البناتِ . وقد أَخرجَ ابن عساكر عن ابن الكَلبيّ قال : أَتى قَومٌ رسولَ اللّه صلَّى اللّه عَلَيه وسلّم فسأَلُوه عَنْ أَشعر النّاسِ فقال : ائتُوا حَسَّاناً فأَتوه فسَأَلُوه فقال : ذُو الفُرُوج . وذُو القَرْح : كَعْبُ بنُ خَفَاجةَ الشَّاعر . والقَرْحَاءُ : فَرَسَانِ لهُم . وعن أَبي عُبيدة : القُرَاحُ كغُرَاب : سِيفُ - بكسر السين المهملة - القطِيفِ وأَنشد للنّابغة :
قُرَاحِيّة أَلْوَتْ بِليفٍ كأَنَّهَا ... عِفَاءُ قِلاَصٍ طارَ عنها تَواجِرُ وقال جرير :
ظَعَائنَ لم يَدِنَّ مع النَّصَارى ... ولا يَدْرِينَ ما سَمَكُ القُرَاحِ وقال غيره : هو سِيفُ البَحرِ مُطلقاً . و : ة بالبَحرَين . وفي نسخة و : ع أَي واسمُ مَوضِع . والقُرَيْحاءُ كبُتَيْراءَ : هَنَةٌ تَكُونُ في بَطْنِ الفَرَسِ كرأْس الرَّجُل ومثله في التهذيب واللسان . قال : و هي من البَعِيرِ لَقَّاطَةُ الحَصَى . وعن أَبي زيد : قُرْحَة الرَّبيعِ أَو الشِّتَاءِ بالضَّمّ : أَوَّلُه . وأَصَبْنا قُرحَةَ الوَسْميِّ : أَوّلَه وهو مجازٌ في الأَساس . ويقال طَرِيقٌ مَقْرُوحٌ : قد أُثِّرَ فيه فصَارَ مَلحُوباً بَيِّنا مَوطوءًا . والمقرِّحَة : أَوْلُ الإِرْطاب وذلك إِذا ظَهَرَت مثْل القُرُوح . والمُقَرِّحة من الإِبل : ما بها قُرُوحٌ في أَفواهِهَا فتَهدَّلتْ لذلك مَشافرُهَا واسمُ ذلك الدّاءِ القُرْحةُ بالضم ونَسبُه الأَزهريّ إِلى اللّيث وهو الصواب . قال البَعِيث :
ونَحْنُ مَنَعْنَا بالكُلاَبِ نِسَاءَنَا ... بِضَرْبٍ كأَفوَاهِ المُقَرِّحَة الهُدْلِ ومثله في إِصلاح المنطق لابن السِّكيت قال : وإِنّما سَرقَ البَعيثُ هذا المعنَى من عَمْرِو بنَ شَأْس :
وأَسْيَافُهُمْ آثَارُهنّ كأَنّهَا ... مَشافِرُ قَرْحَى في مبَارِكها هُدْلُ وأَخذه الكُميتُ فقال :
يُشَبَّه في الهَامِ آثارُهَا ... مَشافِرَ قَرْحى أَكلْنَ البَرِيرَا وقال الأَزهريّ : قرَّحَت الإِبلُ فهي مُقَرِّحة والقَرْحَة ليستْ من الجرَب في شيْءٍ . وقَرَحَ الرَّجلُ بِئراً كمنَعَ واقْترَحها : حَفَر في مَوضعٍ لا يوجَد فيه الماءُ أَو لم يُحفَرُ فيه فكأَنّه ابتَدَعها . وأَقْرُحٌ بضمّ الرّاءِ : لبنى سُوَاءَةَ من طيّىءٍ ويقال : الأَقارحُ أَيضاً وهو شِعْبٌ . وقِرْحِيَاءُ بالكسر : آخَرُ وذُو القَرْحَى سُوقٌ بِوَادِي القُرَى . وقد جاءَ في الحديث ذِكر قُرْح بضمّ القاف وسكون الحاءِ وقد يُحرَّك في الشّعر : سُوقُ وادي القُرَى صلَّى به رسولُ اللّهِ صلَّى اللّه عليه وسلّم وبنَى به مَسْجداً . وأَمّا قول الشّاعر :
حُبِسْن في قُرْحٍ وفي دَارَاتها ... سَبْعَ ليالٍ غيرَ مَعلوفاتهافهو اسم وادِي القُرَى . كذا في لسان العرَبِ . والقُرَاحِتَانِ بالضَّمِ : الخَاصِرتانِ وتَقَرَّحَ له بالشّرّ إِذا تَهَيَّأَ مثل تَقَذَّحَ وتَقدَّحَ . ومما يستدرك عليه في هذه المادة : التَّقرِيح : أَوّل نَبَاتِ العَرفَجِ . وقال أَبو حنيفةَ : التقريحُ أَوّلُ شَيْءٍ يَخرُج من البَقل الذي يَنبت في الحَبّ . وتَقريحُ البقْل : نباتُ أَصْلِه وهو ظُهورُ عُودِه . وقال رجلٌ لآخَرَ : ما مَطَرُ أَرضِك ؟ فقال : مُرَكِّكة فيها ضُرُوسٌ وثَرْدٌ يَدُرُّ بَقْلُه ولا يُقَرِّح أَصْلُه . ثم قال ابنُ الأَعرابيّ : ويَنْبُت البَقْلُ حينَئذٍ مُقْتَرحاً صُلْباً . وكان ينبغِي أَن يكون مُقَرِّحاً إِلاّ أَن يكون اقترَاحَ لُغَةً في قَرَّحَ . وقد يجوز أَن يكون قولُه مُقْتَرِحاً أَي منتصِباً قائماً على أَصْلِه . وقال ابن الأَعرابيّ لا يُقَرِّح البَقْلُ إِلاّ مِن قَدْر الذّراع من ماءِ المَطر فما زاد . قال : ويَذُرُّ البَقْلُ منَ مَطرٍ ضَعِيفٍ قَدرِ وَضَح الكَفّ . والتَّقريح : التَشْوِيكُ ووَشْم مُقَرَّحٌ : مُغَرَّزٌ بالإِبرةِ . وتَقْريحُ الأَرضِ : ابتداءُ نَباتِهَا وفي الحديث : خَبْرُ الخَيْل الأَقرَحُ المحجَّل هو ما كان في جَبْهتِه غُرّة وفي الأَساس : فَرسٌ أَقرَحُ : أَغَرُّ وخَيْلٌ قُرْحٌ . ومن المجاز : تَفَرَّى الدُّجَى عن وَجْهِ أَقْرَحَ وهو الًصُّبح لأَنّه بياضٌ في سَواد . قال ذو الرُّمَّة :
وَسُوجٌ إِذا اللَّيْلُ الخُدارِيُّ شَقَّه ... عن الرَّكْب مَعروفُ السَّماوةِ أَقْرَحُ يعنى الفجْرَ والصُّبْحَ . والقَرْحاءُ : الرَّوضَة التي بَدَأ َنَبْتُهَا . وهَضْبَةٌ قِرْوَاحٌ : مَلْسَاءُ جَرْدَاءُ طويلةٌ . وفي الأَساس : قَرَّحَتْ سِنُّ الصَّبيّ : هَمَّت بالنَّبَات فإِذا خَرَجَت قيل : غَرَّرَت . وهو قُرْحَةُ أَصحابهِ : غُرّتهم وهو مجاز . وبنو قَرِيح كأَمير : حَيٌّ . وقُرْحانُ : اسم كَلْب . وفي الأَساس : ولا ذُبابَ إِلاّ وهو أَقرَحُ كما لا بَعيرَ إِلاّ وهو أَعلَمُ