القَرَبَوس كحَلَزُونٍ للسَّرْج ولا يُسَكَّنُ إِلاّ في ضَرورَةِ الشِّعْرِ هذه عَبَارَةُ الصّحاح إِلا أَنَّه قالَ : ولا يَخَفَّفُ إِلاّ في الشِّعْر مثل طَرَسُوسَ لأَنّ فَعْلُول ليسَ من أَبْنيَتهم وظَنَّ شيخُنَا أَنَّ هذا جاءَ به المصَنِّفُ مِن عنْدِه فلذَا حَمَلَهُ أَنْ قالَ : هو غَلَطٌ ظاهرٌ بل تَسْكِينُ الرّاءِ مع ضَمِّ القاف لُغَةٌ مَشْهُورَةٌ فيه كما أَشَرْتُ إِليه في شَرْح الدُّرة وغيره وكلامُ الشِّهَاب فيه قُصورٌ فإِنّه يَدلُّ على أَنّ سُكُونَه لُغَةٌ مع فتح أَوَّلِه ولا قائل به . إنْتَهَى . وهذا الَّذي غَلَّطَ فيه المصنِّفَ ونَسَبَ القُصورَ فيه للشِّهاب فقد أَبانَ الجَوْهَرِيُّ عن حَقيقَتِه فيما نَصّهُ على ما تَقَدَّم حَكَاها أَبو زَيْدٍ فهي لُغَةٌ صَحيحةٌ عند أَبي زَيْد وعندَ الجَوْهَرِيِّ في ضَرورَة ا لشِّعْر خاصَّةً ومثَّله بطَرَسُوسَ فإِنَّه كحَلَزُون وقد تُخَفَّف في الضَّرورَة فما ذَهَبَ إِليه شيخُنَا غَلَطٌ ولا قُصورَ في كَلام الشِّهَاب فتأَمَّلْ وقال ابنُ دُرَيْدٍ في كتَاب السَّرْج واللِّجَام ونَقَلْتُه منه من غير وَاسِطةٍ : إِنَّ القَرَبوسَ : حِنْوُ السَّرْجِ وهما قَرَبُوسَانِ وهما مُتَّقَدَّمُ السَّرْجِ ومُؤَخَّره ويقَالُ لهما : حِنْوَاه وهَمَا مِن السَّرْج بمَنْزلَة الشَّرْخَيْن من الرَّحْل وج قَرَابِيسُ قال ابنُ دُرَيْدٍ : وفي القَرَبُوس العَضُدَان وهما رِجْلاَه اللَّتَان تَقَعَان عَلَى الدَّفَّتَيْن وهما بَاطِنَتَا العَضُدَيْن ففي كلِّ قَرَبُوسٍ عَضُدَانِ وذِئْبَتَان ثُمّ الدَّفَّتَانِ وهما اللَّتَان يقَعُ عَلَيْهما بادُّ الفَرَسِ وفي الدَّفَّتَيْن العِراَقَان وهما حَرْفَا الدَّفَّتَيْن من مُقَدَّم السَّرْجِ ومُؤَخَّرْه إِلى آخرِ ما ذَكَرَه ليس هذا مَحَلَّه وفي العُباب : وبعضُ أَهْل الشَّام يُثَقِّلُه وهو خَطّأٌ ويَجْمَعه علَى قَربَابيسَ وهو أَشَدُّ خَطأً