القَزُّ : الوَثْبُ والانْقِباضُ للوَثب . قال الليث : قَزَّ الإنسانُ يَقُزُّ بالضمّ قَزَّاً : إذا قَعَدَ كالمُسْتَوْفِزِ ثمّ انْقبضَ وَوَثَب . وفي بعض الحديث : " إنّ إبليسَ ليَقُزُّ القَزَّةَ مِن المَشرِقِ فيبلُغُ المَغرِب " . هكذا ذكره الليث وضبطه الصَّاغانِيّ ونقله ابنُ مَنْظُور فلا عِبرَةَ بإنكارِ شيخنا الضمَّ في مضارعه ؛ واحتجَّ بأنّ مالكٍ لم يذكره في مُصنَّفاتِه ولا غيره قال : كان القياس يَقِزُّ بالكسر فقط . القَزُّ : الإبْريسَم . وقال الأَزْهَرِيّ : هو الذي يُسوَّى منه الإبريسَم . وفي المُحكَم والصحاح : أَعْجَميٌّ مُعرَّبٌ . وجمعُه قُزوزٌ . القَزُّ : إباءُ النَّفْسِ الشيءَ يقال : قَزَّتْ نَفْسِي عن الشيءِ قَزَّاً وقَزَّتْه بحرفٍ وغيرِ حرف أي أَبَتْه وعافَتْه وأكثرُ ما يُستَعملُ بمعنى عافَتْه والأُولى جَعَلَها ابنُ القَطّاعِ لغةً يَمانِيَةً . القُزُّ بالضمّ : التَّنَطُّسُ والتباعُدُ من الدَّنَس كالتَّقَزُّز يقال : تَقَزَّزَ الرجلُ عن الشيء : لم يَطْعَمْه ولم يَشْرَبْه بإرادة . وقد تقَزَّزَ من أَكْلِ الضَّبِّ وغيرِه . القَزُّ بالتَّثْليثِ وكذلك القنْز هو عن اللِّحْيانيّ : الرجلُ المُتَقَزِّز . ولو قال : فهو قُزٌّ ويُثَلَّث . كان أجودَ في الاختِصار والتَّثْليثُ ذَكَرَه الجَوْهَرِيّ . وهي بهاءٍ قال اللِّحيانيّ : يُثَنَّى ويُجمَع ويُؤَنَّث ولم يذكر الجَمعَ وسنذكرُه . والقازُوزَة . نقله الليثُ عن بعضِ العربِ والقاقُوزَةُ والقاقُزَّة بتشديد الزاي مع ضمِّ القافِ الثانية وهذه ذَكَرَها الليثُ وأنكرَها الجَوْهَرِيّ . قلتُ : وقد ذَكَرَها النابغةُ الجَعْديُّ في شِعرِه :
كأنِّي إنّما نادَمْتُ كِسْرى ... فَلِي قاقُزَّةٌ وله اثْنَتانِ : مَشربَةٌ دونَ القَرْقارَة . قاله الليث . وقال الخَطّابيُّ في غريب الحديث : مَشْرَبةٌ كالقارورَة . أو قَدَحٌ دونَ القَرْقارَة أَعْجَميَّةٌ معرَّبةٌ أو الصغيرُ من القَوارير وهو قَوْلُ الفَرَّاءِ وجُمِعَ على القَوازيز قال : هي الجَماجِمُ الصِّغارُ التي من قَوارير . قال أبو حنيفة : القاقُزَّة هو الطّاس وقال : هذا الحرفُ فارسيٌّ وأحرفُ العَجميِّ يُعرَّبُ على وُجوه . وقال الليث : ليس في كلام العربِ مما يَفْصِلُ ألفٌ بين حرفَيْنِ مِثْلَيْنِ ممّا يَرْجِعُ إلى بناءِ قَقْزٍ ونحوِه وأما بابِلُ فهو اسمُ بَلْدَةٍ وهو اسمٌ خاصٌّ لا يَجْرِي مَجْرَى اسم العَوامِّ . وقال أبو عُبَيْدٍ في كتاب ما خالَفَت العامّةُ فيه لغاتِ العرب : هي قاقُوزة وقازُوزَة للتي تُسمّى قاقُزَّة . وزاد الزَّمَخْشَرِيّ : القاقُزَّةَ وفَسَّره بالفَيالِجَة . قلتُ : وهي الفَناجينُ التي يُشرَبُ بها الشراب وقال ابن السِّكِّيت : وأمّا القاقُزَّةُ فموَلَّدةٌ وأنشد للأُقَيْشِرِ الأسَديّ :
أَفْنَى تِلادي وما جَمَّعْتُ من نَشَبٍ ... قَرْعُ القَواقيزِ أَفْوَاهَ الأباريقِقال الفَرّاء : القازُّ : الشيطان وقد مرَّ تعليلُه في الحديثِ الذي ذُكِرَ قريباً . والقَزَز محرّكةً : الرجلُ الظريفُ المُتَوَقِّي للعيوب والمُتَقَزِّز المتباعِدُ من المعاصي والمَعايِب لا كبْراً وتيهاً كالقُزّازِ كرُمّان وهذه عن ابْن الأَعْرابِيّ . وكذلك القِزُّ - بالتثليث - بهذا المعنى وقد تقدّم للمصنِّف قريباً . في التكملة : القَزَاز كَسَحَابٍ : الثُّعبان العظيم أو الحَيَّاتُ القِصَار . كذا في النُّسَخ والذي في نصِّ الصَّاغانِيّ : الصِّغار والمعنى الأخير قريبٌ من مَأْخَذِ المادة على أنّ بين العظيم والحَيّاتِ الصِّغار على ما هو نصُّ الصَّاغانِيّ نوعاً من الضِّدِّيَّة فليُتَأَمَّل . القَزَّاز كشَدّادٍ : بائعُ القَزّ . واشتهرَ به أبو غالبٍ مُحَمَّد بن عبدِ الواحد بنِ الحسنِ بنِ مبرك القَزّازُ الشَّيْبانيّ عُرِفَ بابن زُرَيْق وابنُه أبو منصورٍ عبدُ الرحمن بنُ محمد راوي تاريخِ الخطيب . قلتُ : روى عن القاضي أبي الحسين بنِ المُهتَدي وعنه عبدُ الملِكِ بن المبارك الحريميّ وغيرِه وابنُه أبو السَّعاداتِ نَصْرُ الله بنُ عبدِ الرحمن روى عن أبي سَعْدٍ مُحَمَّد بن خُشَيْش والمُبارَكِ بن عبد الجبّار الصَّيْرَفيّ وعنه المُبارَك بن مُحَمَّد الخَوَّاص ويوسفُ بنُ أحمدَ السقار وغيرُهما . وأبو الفَضلِ مُرَجّا بنُ عليّ بنِ هبةِ الله الرَّبعيُّ الواسِطِيُّ المَقرئُ القَزّاز : من شيوخ الدِّمْياطيّ . وابنُ قُزْقُزٍ - بالضمّ - أحمدُ بن محمدٍ يُعرَفُ بزَنْجِيّ : مُحدِّث حدَّثَ عنه العَتيقيّ قال الحافظ : والذي في الإكمال أن زَنْجِيّاً لقَبُ شَيْخِه عبدِ الرحمنِ بن الحسن . وقَزْقَزٌ بالفَتْح : ع نقله الصَّاغانِيّ . وقَزاقِزُ منَ الشيءِ : نُبَذٌ منه نقله الصَّاغانِيّ . والقاقُزّان : ثغرٌ بقَزْوين تهُبُّ في ناحيتِه ريحٌ شديدة قال الطِّرْماح :
طَرِبْتَ وشاقَكَ البَرقُ اليَماني ... بفَجِّ الريحِ فَجِّ القاقُزَّانِ قال الصَّاغانِيّ : وحقُّ هذا اللفظِ أن يُفرَدَ له تركيبٌ وإنّما ذكرتُه هنا لذِكرِ الجَوْهَرِيّ القاقُزَّةَ في هذا التركيب . قلتُ : وقد قلّدَه المُصَنِّف في ذلك . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : القَزَازَة بالفَتْح : الحَياء . قَزَّ يَقُزُّ ورجلٌ قَزٌّ : حَيِيٌّ والجمعُ أَقِزَّاءُ نادرٌ . وحكى أبو جعفرٍ الرُّؤاسيُّ : ما في طعامه قَزٌّ ولا قُزٌّ ولا قَزازَةٌ أي ما يُتَقَزَّزُ له