القَلْسُ : حَبْلٌ ضَخْمٌ من لِيفٍ أو خُوصِ قال ابنُ دُرَيْدٍ : لا أَدْرِي ما صِحَّتُه . أَو هو حَبْلٌ غَليظٌ من غَيْرِهما من قُلُوسِ سُفُنِ البَحْرِ ولَوْ قَالَ : من قُلُوسِ السُّفُن كانَ أَصابَ في حُسن الاخْتصَار فإِنَّ السُّفنَ لا تكونُ إِلاّ في البَحْر ويُرْوى أَيضاً : القِلْسُ بالكَسْر وهكذا ضَبَطَه ابنُ القَطّاع
وقال اللَّيْثُ : القَلْسُ : ما خَرَجَ من الحَلْق مِلءَ الفَمِ أَو دونَه وليس بقَيْءٍ فإِن عادَ كما في الصّحاح ونَصُّ اللَّيْث : فإِذا غَلَب فهو قَيْءٌ والجَمْعً : أَقْلاسٌ وقد قَلَسَ الرَّجُلُ يَقْلِسُ قَلْساً وهو ما خَرَجَ من البَطْن من الطَّعَام أو الشَّراب إلى الفَم أَعادَهُ صاحبُة أو ألْقاهُ وهو قالِسٌ قاله أَبو زَيدٍ وقال غيرهُ : هو القَلَسُ والقَلَسَانُ بالتَّحْريك فيهمَا
والقَلْسُ : الرَّقْصُ في غنَاءِ
وقيلَ : هو الغِنَاءُ الجَيِّدُ
وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ : القَلْسُ : الشُّرْبُ الكَثيرُ من النَّبيذ
والقَلْسُ : غَثَيَانُ النَّفْسِ وقد قَلَسَتْ نَفْسُه إِذا غَثَتْ يقال : قَلَسَتْ نَفْسُه أَي غَثَتْ فقَاءَتْ
والقَلْسُ : قَذْفُ الكَأْسِ بالشَّراب
والقَلْسُ أَيضاً : قَذْفُ البَحْر بالمَاءِ امْتَلاءً أَي لِشدَّة امْتلائهما قالَ أَبو الجَرّاح في أَبى الحَسَن الكِسائيّ :
أَبا حَسَنٍ ما زُرْتُكُمْ مُنْذُ سَنْبَةٍ ... مَن الدَّهْر إِلاّ والزُّجَاجَةُ تَقْلِسُ
كَرِيمٌ إِلى جَنْبِ الخِوَان وزَوْرُهُ ... يُحَيَّا بأَهْلاً مَرْحَباً ثُمَّ يَجْلِسُ والفِعْلُ كضَرَبَ يُقَال : قَلَسَ السَّفينَةَ يَقْلِسُهَا إِذا رَبَطَها بالقَلْس
وقَلَسَ يَقْلِسُ : قاءَ وغَثَتْ نَفْسُه وغَنَّى ورَقَص وشَرِبَ الكَثيرَ
والكَأْسُ والبَحْرُ : قَذَفَا
وبَحْرٌ قَلاَّسٌ : زَخَّارٌ يَقْدِفُ بالزَّبَد
وقَالِسٌ كصاحِبٍ : ع أَقْطَعَه النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم نَبي الأَحَبِّ قَبيلَة منْ عُذْرَةَ بن زَيد الَّلاتِ له ذِكْرٌ في حَديث عَمْرو بن حَزْمٍ
وقَلُوسُ كصَبُور : ة قُربَ الرَّيِّ على عَشرة فَرَاسخَ منها
وقُلَّيْسٌ كقُبَّيْطٍ : بِيعَةٌ للحَبَش كنَت بصَنْعَاء اليَمَنِ بَنَاها أَبْرَهَةُ وهَدَمَتْهَا حِمْيَرُ وفي التهذيب : هي القُلَّيْسَةُ
والقَلِيسُ كأَميرٍ : البَخيلُ هكذا في سَائر النُّسَخ وهو غَلَطٌ وصوابُه : النَّحْلُ وهو قولُ ابن دُرَيْدٍ وأَنْشَدَ للأَفْوَه الأَوْديّ :
منْ دُونهَا الطَّيْرُ ومنْ فَوْقِهَا ... هَفَاهِفُ الرِّيحِ كجُثِّ القَليسْ الجُثُّ : الشُّهْدَةُ التّي لا نَحْلَ فيها
وفي حَديث عَمّارٍ رَضيَ اللهُ تعالى عنه : لا تَأْكُلُوا الصِّلَّوْرَ ولا الأَنْقَليس . الصِّلَّوْرُ : الجِرِّيُّ وقد تَقَدَّم والأَنْقَليسُ بفَتْح الهَمْزَة والَّلم وهكذا ضَبَطَه اللَّيْثُ وقيل بكَسْرِهِمَا قالَ اللَّيْثُ : وهي سَمَكَةٌ كالحَيَّة وقال غيرُه : هي الجِرِّيثُ كالأَنْكَليس قلتُ : وهو قَوْلُ ابن الأَعرَابيِّ وقالَ الأزْهَريُّ : أُرَاهما مُعَرَّبَتَيْن
والقَلَنْسُوَةُ والقُلَنْسِيَةُ وقد حُدَّ فقيل : إِذا فَتَحْتَ القَافَ ضَمَمْتَ السِّينَ وإِذا ضَمَمْتَ القَافَ كَسَرْتَها أَي السِّين وقَلَبْتَ الوَاوَ ياءً وكذلك القَلْسُوَةُ والقَلْسَاةُ والقُلْنِيسَةُ وتُلْبَسُ في الرَّأْس مَعْرُوفٌ والوَاوُ في قَلَنْسُوَة للزِّيادَة غير الإِلْحَاق وغير المَعْنَى أَمَّا الإِلْحَاقُ فليسَ في الأَسْمَاءِ مثْلُ فَعَلُّلَة وأَمّا المَعْنَى فليسَ في قَلَنْسُوَة أَكْثَرُ ممّا في قَلْسَاة . وفي التَّهْذيب : فإِذا جَمَعْتَ أَو صَفَّرتَ فأَنتَ بالخِيَار لأَن فيه زِيادَتَيْن الواو والنون فإِن شِئتَ حَذَفتَ الواو فقلتَ : ج قَلاَنِسُ وإِن شئت عَوَّضتَ فقلت : قَلاَنِيسُ
وإن جَمَعْتَ القَلَنْسُوَة بحَذف الواو قلت : قَلَنْسٍ قالَ الشاعرُ وقد أَنْشَدَه سيبويْه :
" لا مَهْلَ حَتى تَلْحَقِي بعَنْسِ
" أَهْلِ الرِّيَاطِ البِيضِ والقَلَنْسِي ورأيتُ في هامِشِ الجمهرة على غَيْر الوَجْهِ الذي أَنْشَدَه سيبويه ما نَصُّه :
" لا رِيَّ حَتَّى تَلْحَقِي بِعَبْس
" ذَوِي المِلاءِ البِيضِ والقَلَنْسِ وأَنْشَدَ يُونُسُ :
" بِيضٌ بهَالِيلُ طِوَالُ القَنْسِ ويُروى القَلْسِ وأَصلهُ قَلَنْسُوٌ إلا أنهم رفَضُوا الواوَ لأنَّه لَيْسَ في الأَسماءِ اسمٌ آخِرُه حَرْفُ عِلَّة وقَبْلَهَا ضَمَّةٌ فإذا أَدَّى إِلى ذلك قِيَاسٌ وَجَبَ أن يُرْفَضَ ويبْدَلَ من الضَّمَّةِ كَسْرَةٌ فصارَ آخِرَه ياءٌ مَكسورٌ ما قَبْلَهَا فكانَ ذلِكَ مُوجِباً كَوْنَه كَقاضٍ وغَازٍ قي التنوين وكذلك القولُ في أَحْقٍ وأَدْلٍ جَمعِ حَقوٍ ودَلْوٍ وأَشْبَاهِ ذلك فقِسْ عليه إن شئتَ عَوَّضت فقلتَ : قَلاَسِيُّ وإن شِئتَ حَذَفْتَ النُّونَ فقلت : قَلاَسٍ وقال ابن هَرمَةَ :
إذا ما القَلاَسِي والعَمَائِمُ أُخْنِسَتْ ... فَفِيهِنَّ عَنْ صُلْع الرِّجَالِ حُسُورُهكذا رأيته في هامش نُسخةِ الجمهرة وأنشد ثَعْلَبٌ فنسبه لعُجَيْرِ السَّلوليّ فقال :
إذَا ما القَلَنْسَى والعَمَائِم أُجْلِهَتْ ... ففيهِنَّ عَن صُلْعِ الرِّجَالِ حُسُورُ يقول : إن القَلاسِيَّ والعَمائِمَ إذا نُزِعَتْ عن رُؤُوسِ الرِّجالِ فَبدا صَلَعُهم ففي النِّساءِ عَنْهُم حُسُورٌ . أَي فُتُورٌ
ولكَ في تَصْغِيرِه وجوهٌ أربعةٌ : إن شئتَ حَذَفتَ الواوَ والياءَ الأَخِرَتَيْنِ وقلت : قُلَيْسِيَةٌ بخفيفِ الياءِ الثانية وإن شئْتَ عَوَّضتَ من حَذْفِ النونِ وقلت : قُلَيْسِيَّةٌ بتشْدِيدِ الياء الأَخيرَةِ ومن صَغَّرَ على تَمَامِهَا وقال : قُلَيْنِسِيَّةٌ فقد أَخْطَأَ إذ لا تُصَغِّرُ العَربُ شَيْئاُ على خَمْسَة أَحْرَفٍ على تَمامِه إِلاَّ أن يكونَ رابِعُه حرفَ لينٍ . وفي الجمهرة في باب فُعَلْنِيَة ذكر في آخره : والقُلَنْسِيَةُ وقالُوا : قُلَيْسِيَةٌ وهي أعلى . انتهى . كذا قال وهو غَلَطٌ فإنَّهُ إنما يُقال قَلَنْسُوَةٌ وقُلَنْسِيَةٌ لغَة في تكبيرِهَا فأَمَّا قُلَيْسِيةٌ فهو تَصْغِيرٌ في قولِ من يَرَى حَذْفَ النونِ كما تقدم فتأَمَّلْ
وقَلْسَيْتُه أُقَلْسِيهِ قِلْساءَ عن السِّيرَافيِّ وقَلْنَسْتُه فتَقَلْسَى وتَقَلْنَسَ أَقرُّوا النونَ وإن كانت زائدةً وأَقَرُّوا أَيضاً الوَاوَ حتَّى قَلَبُوها ياءً والمعنَى : أَلْبَسْتُه إِيَّاهَا أَي القَلَنْسُوَةَ فلَبِسَ فتَقَلْسَى : مُطَاوِعُ قَلْسَى وتَقَلْنَسَ : مُطَاوِعُ قَلْنَسَ ففيه لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّبٌ والمَفْهُوم من عِبارةِ الأَزْهَريّ وغيرِه أَنَّ كُلاًّ من تَقَلْسَى وتَقَلْنَس مُطَاوِع قَلْسَى لا غير وكذلكَ تَقَلَّسَ : مُطَاوِع قَلْسَى وهو مُستَدْرَكٌ على المُصَنِّف
وقَلَنْسُوَةُ : حِصْنٌ بِفِلَسْطِينَ قُرْبَ الرَّمْلَةِ
والتَّقْلِيسُ : الضَّرْبُ بالدُّفِّ والغِنَاءُ وقال أبُو الجَرّاحِ : هو اسْتِقْبَالُ الوُلاةِ عِنْدَ قُدُومِهِم المِصْرَ بأَصْنَاف اللَّهْوِ قال الكُمَيْتُ يَصفُ ثَوْراً طَعَنَ في الكِلاَبِ فتَبِعه الذُّبابُ لِمَا في قَرْنِهِ من الدَّمِ :
ثُمَّ اسْتمَرَّ تُغَنِّيهُ الذُّبَابُ كَما ... غَنَّى المُقلِّسُ بِطْرِيقاً بمِزْمارِ ومنه حديث عمر رضي الله تَعالى عنه : لَمَّا قَدِمَ الشّامَ لقِيَه المُقَلِّسُون بالسُّيُوفِ والرَّيْحان
وقال اللَّيْثُ : التَّقْلِيسُ : أَنْ يَضعَ الَّجُلُ يَديْهِ على صَدْرِه ويخْضع ويَسْتَكيِنَ ويَنْحَنِيَ كما تَفعل النَّصَارَى قبلَ أن يُكَفِّرُوا أَي قبل أَنْ يَسْجُدُوا وفي الأَحادِيثِ التي لا طُرُق لَهَا : لَمَّا رَأَوْهُ قلَّسُوا لهُ ثمَّ كَفَّرُوا أَي سَجدُوا
ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : قَلسٌ مُحرَّكةً : مَوْضِعٌ بِالجَزِيرَةِ
والسَّحَابَةُ تَقْلِسُ النَّدى إِذا رمَتْ بهِ من غيْرِ مَطَرٍ شَدِيد وهو مَجازٌ . قال الشاعر :
" نَدَى الرَّمْلِ مَجَّتْهُ العِهَادُ القَوَالِسُ وقَلَسَتِ الطَّعْنَةُ بالدَّمِ وطَعْنةٌ قَالِسةٌ وقَلاَّسَةٌ وهو مَجازٌ . قال الشاعر :
" نَدَى الرَّمْلِ مَجَّتْهُ العِهَادُ القَوَالِسُ وقَلَسَتِ الطَّعْنَةُ بالدَّمِ وطَعْنةٌ قَالِسةٌ وقَلاَّسَةٌ وهو مَجازٌ
والقَلْسُ : الضَّرْبُ بالدُّفِّ والتَّقلِيسُ : السُّجُودُ وهو التَّكْفِيرُ وقال أَحمدُ بن الحرِيش : التَّقْلِيسُ : رَفعُ الصَّوْتِ بالدُّعاءِ والقِرَاءةِ والغِناءِ
وتَقَلَّسَ الرجُلُ مِثل تَقلْنَس . والتَّقْلِيسُ أَيضاً : لُبْسُ القَلَنْسُوَةِ والقَلاَّسُ : صانِعُهَا
وأَبُو الحرَم مُحمَّدُ بنُ مُحمَّدِ بنِ حَمْد بنِ أَبِي الحَرَم القَلاَنِسِيُّ مُحدِّثٌ مشهورٌ
والقَلاَّسُ : لَقبُ جماعةٍ من المُحَدِّثِينَ كأَبِي بكر محمدِ بن يَعْقُوب البغْدَادِيِّ وأَبِي نَصْرٍ محمدِ بن كُرْدِيّ وجَعْفَرِ بنِ هاشمٍ وإِسْحاقَ بنِ عبدِ اللهِ بن الرَّبيعِ وشُجَاعِ بنِ مَخْلَدٍ ومُحمّدِ بنِ خُزَيْمَة وأَبِي عَبْدِ اللهِ محمدِ بنِ المُبارَكِ وغيرِهم
وأَبو نَصْر أَحْمدُ بنُ مُحمّدِ بنِ نَصْرٍ القَلاَسِيُّ بالفتح والتخفيف النَّسَفِيُّ الفقِيهُ مات بسمرْقَنْدَ سنة 493