الفَقَنَّسُ كعَمَلَّسٍ أَهْمَلَه الجَمَاعةُ قال الدَّمِيرِيُّ في حَيَاةِ الحَيَوانِ : هو طائِرٌ عَظِيمٌ بمِنْقَارِه أَرْبَعُون ثَقْباً يُصَوِّتُ بكُلِّ الأَنْغَامِ والأَلْحانِ العَجِيبة المُطْرِبَةِ يَأْتِي إِلى رأْسِ جَبَلٍ فيَجْمَعُ من الحَطَب ما شاء ويَقْعُد يَنُوحُ على نَفْسِه أَرْبَعِينَ يَوْماً ويَجْتَمِع إِليه العالَمُ يَسْتَمعُونَ إِليه ويَتَلذَّذُونَ بحُسْن صَوْته ثُمّ يَصْعَدُ عَلَى الحَطَب ويُصَفِّقُ بجَناحَيْهِ فتَنْقَدِحُ مِنْه نارٌ ويَحْتَرِقُ الحَطَبُ والطَّائِرُ ويَبْقَى رَمَاداً فيَتَكَوَّنُ منه طائِرٌ مِثْلُه ذَكَرَه ابن سينا في الشِّفاءِ فالعُهْدَةُ عَلَيْه وقد ذَكَرُوه في شَرْحِ قولِه : والَّذِي حارَتِ البَرِيَّةُ فيه بيتُ التَّلْخِيصِ وشَرْحُه في المُطَوِّلِ وحَواشِيه وكأَنَّه سَقَطَ من نُسْخَةِ شيخِنَا فنَسَب المُصَنِّفَ إِلى القُصُور وهو كما تَرَى ثابِتٌ في سائِرِ النَّسَخِ . وقال القَزْوِيني : هو قِرقِيس ثمّ ذَكَر قِصَّتَه بمِثْلِ ما ذَكَرها الدَّمِيريُّ وزادَ : فإِذا سَقَط المَطَرُ عَلَى ذلِك الرَّمَادِ تَولَّدَ منْهُ دُودٌ ثمّ تَنْبُتُ له أَجْنِحَةٌ فيَصِير طَيْراً فيَفْعَلُ كفِعْلِ الأَوَّل من الحَكِّ والاحْتِرَاقِ
القَنْسُ بالفَتْحِ عن اللَّيْث ويُكْسَرُ : الأَصْلُ . الكسرُ هي اللُّغةُ الفصيحَة ويقال إِنه لكرِيم القِنْس وفي الأَساسِ : ومن المَجازِ : تقولُ : فُلانٌ وَاحِدٌ مِن جِنْسِك وشُعْبَةٌ في قِنْسِك . وقال العَجَّاجُ :
" في قَنْسِ مَجْدٍ فاتَ كُلَّ قَنْسِ قال ابنُ سِيدَه : وهذا أَحَدُ ما صَحَّفَه أَبو عُبَيْدٍ فقال : القَبْسُ بالباءِ . قلْت : وقد ذَكَرَه الصّاغَانِيُّ في الباءِ وأَنْكَرَ أَنْ يكُونَ تَصْحِيفاً وقَلَّده المُصَنِّفُ على عادَته فيما يَقُول . والقَنْسُ بالكَسْرِ : أَعْلَى الرَّأْسِ كالقَوْنَس كجَوْهَرٍ ج قُنُوسٌ عن ابن عَبّاد قال الأَفْوَه الأَوْديُّ :
أبْلِغْ بَنِي أَوْدٍ فَقَدْ أَحْسَنُوا ... أَمْسِ بِضَرْبِ الهَامِ تَحْتَ القُنُوسْ
وَجَمْعُ القَوْنَسِ : قَوَانِسُ . والقَنَسُ بالتَّحْرِيك : الطُّلَعَاءُ أَي القَيءُ القَلِيلُ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ . والقَنَسُ : نَبَاتٌ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ منه بُسْتَانِيُّ ومنه نَوْعٌ كُلُّ وَرَقَةٍ منه مِن شِبْرٍ إِلى ذِرَاعٍ يَنْفَرِشُ على الأَرْضِ كالنَّمَّامِ وأَنْفَعُه أَصْلُه وأَجْوَدُه الأَخْضَرُ الغَضُّ وهو حارٌّ يابِسٌ في الثانيَةِ وقيل : في الثَّالثَةِ وفيه رُطُوبةٌ فَضْلِيَةٌ يَنْفَعُ من جَمِيعِ الآلام والأَوْجَاع البارِدَةِ هكذا في سَائر النُّسَخ والذي في المِنْهَاج : الأَوْرام بدلَ الآلام . ويَنْفَعُ مِن المالَيْخُولِيَا وكذا الفَلَج إِذا إستُعْمل مَرَبَّاهُ . ويَنْفَع من وَجَع الظَّهْر والمَفَاصِل وكذا عِرْق النَّسَا إِذا طُبخَ بِدُهْنٍ وطُليَ به وهو جَلاَّءٌ مُفَرِّحٌ للقَلْب مَجَشِّيءٌ مَلَيِّنٌ يَدِرُّ الحَيْضَ والبَوْلَ مُقَوٍّ للقَلْب والمَعدَة مُسَكِّنٌ للرِّياح وهو بالعَسَلِ إِذا أُغْلِيَ فيه يَسيراً حتَّى يَلِينَ ثمّ غُسِلَ وصُبَّ عَلَيْه من العَسَل ما يَغْمُرُه وأُغْلِيَ حتَّى يَتَهَرَّأَ طَبْخُه لَعُوقٌ جَيِّدٌ للسُّعَالِ وعُسْر النَّفَسِ والنِّفثِ وهو يُذْهِبُ الغَيْظَ الحَادِثَ مِن السَّوْدَاءِ ويُبْعِدُ مِن الآفَاتِ بل يَنْفَعُ نَهْشَ الهَوَامِّ وخُصُوصاً الْمِصْرِيّ وقَدْرُ ما يُؤْخَذُ منه دِرْهَمانِ وقيل إِنَّه يُقَلِّلُ البَوْل ويَزِيدُ في المَنِيِّ ويُقَوِّي شَهْوَةَ الباه والأَصَحُّ أَنه يُقَلِّلُ المَنِيَّ والدَّمَ وهو يُصَدِّعُ ولكِنَّه يُسَكِّنُ الشَّقِيقَةَ البَلْغَمِيَّةَ ويُصْلِحُه الخَلُّ وقيل : المُصْطُكَا والحَمَاما فَارِسِيَّتُه الرّاسَنُ كهَاجَر . وقال اللَّيْثُ : القَنَسُ تُسّمَّيه الفُرْسُ : الرّاسَنَ يُجْعَل في الزُّمَاوَرْدِ . والقَوْنَسُ والقَوْنُوسُ بضمّ النُّونِ وزِيَادةِ الواو وبِه رُوِيَ قولُ العَجّاج :
" كأَنّ وَرْداً مُشرَباً وُرُوسَاً
" كانَ لِحَيْدَيْ رَأْسِه قَوْنُوسَاً أَعْلَى بَيْضَةِ الحَدِيدِ وقالَ الأَصْمَعِيُّ : القَوْنَسُ : مُقَدَّمُ البَيْضَةِ قال : وإِنما قالوا : قَوْنَسُ الفَرَسِ لِمُقَدَّمِ رَأْسِه وقال النِّضْر : القَوْنَسُ في البَيْضَةِ : سُنْبُكُها الذِي فَوْقَ جُمْجُمَتِهَا وهي الحَدِيدةُ الطَّويِلَةُ في أَعْلاَهَا والجُمْجُمَةُ : ظَهْرُ البَيْضَةِ والبَيْضَةُ التي لا جُمْجُمَةَ لهَا يُقَال لها : المُوَأَّمَةُ والجَمْع : القَوَانِسُ قال حُسَيْلُ بنُ سُجَيْحٍ الضَّبِّيُّ :
بمُطَّرِدٍ لَدْنٍ صِحَاحس كُعُوبُهُ ... وذِي رَوْنَقٍ عَضْبٍ يُقُدُّ القَوَانِسَا وقَوْنَسُ الفَرَسِ : ما بَيْنَ أُذُنَيْه وقيل : عَظْمٌ ناتيءٌ ما بَيْنَ أُذُنَي الفَرَسِ وقِيلَ : مُقَدَّمُ رأْسِه قالَ الشاعِرُ :
إضْرِبَ عَنْكَ الهُمُومَ طارِقَهَا ... ضَرْبَكَ بالسَّوْطِ قَوْنَسَ الفَرَسِ أَراد : اضرِبَنْ فحذَف النُّونَ للضَّرُورَة . والقَوْنَسُ : جادَّةُ الطَّرِيقِ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عن ابنِ عَبّادٍ وهو مَجازٌ . والقَيْنَسُ كحَيْدَرٍ : الثَّوْرُ عن ابنِ عَبّادٍ ويُقَالُ : الأَرْضُ على مَتْنِ القَيْنَسِ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : قَانِسَةُ الطَّيْرِ لَغةٌ في قَانِصَتِه بالصادِ . وأَقْنَسَ الرجُلُ : إدَّعَى إِلى قَنْس شَرِيف وهو خَسِيسٌ نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ . ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عليه : جِيءْ بِه مِنْ قَنْسِكَ أَيْ مِنْ حَيْثُ كانَ . وقَوْنَسُ المَرْأَةِ : مُقَدَّمُ رَأْسِهَا . وضَرَبُوا في قَوْنَسِ اللَّيْلِ : سَرَوْا في أَوَّلِه وهو مَجازٌ