قُوفُ الأُذُنِ بالضّمِّ : أَعْلاهَا كما في الصِّحاحِ أَو هو مُسْتَدارُ سَمِّها كما في العُباب واللِّسان . ويُقال : أَخَذَه بقُوفِ رَقَبَته وقُوفَتِها بضَمِّهمَا وعلى الأَوَّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ كصُوفِها وطُوفِها هكَذا في النُّسَخِ والصوابُ : وصُوفَتها أَي برَقَبَتِه جَمْعاءَ كما في الصِّحاحِ وقِيلَ : يَأْخُذُ برَقَبَتِه فيَعْصِرُها وأَنشدَ الجَوْهَريُّ :
نَجَوْتَ بقُوفِ نَفْسِكَ غيرَ أَنِّي ... إِخالُ بأَنْ سَيَيْتَمُ أَو تَئِيمُ
أَي : نَجَوْتَ بنَفسِكَ قالَ ابنُ بَرِّيّ : أَي سَيَيْتَمُ ابنُكَ وتَئِيمُ زَوجَتُك قالَ : والبَيْتُ غُفْلٌ لا يُعرفُ قائِلُه . وبَيْتُ قُوفَى كطُوبَى : ة بدمشقَ . والقافُ : حرْف هجاءِ وهو مجْهُورٌ ويَكُونُ أَصْلاً لا بَدَلاً ولا زائِداً وسَيَأْتِي بيانُه في مبدإ حرفِ القافِ قالَ ابنُ سِيدَه : قَضَيْنا أَنَّ أَلِفَها من الواوِ لأَنَّ الأَلِفَ إِذا كانَتْ عيناً فإبْدالُها من الواوِ أكثرُ من إِبدالِها من الياءِ . وجاءَ في بعض التَّفاسِيرِ أَنَّ ق : جَبلٌ مُحِيطٌ بالأَرْضِ قالَ اللهُ تَعالى : " ق والقُرْآنِ المَجِيدِ " كما في العُبابِ والصِّحاحِ قال شيخُنا : فيه أَنَّ اسمَ الجَبَلِ المُحِيط قاف : عَلَمٌ مُجرَّدٌ عن الأَلِفِ واللامِ وقد وَهَّمَ المُصَنِّفُ الجَوْهَرِيَّ بمثلِه في سَلْع الذي هو جَبَلٌ بالمَدينةِ وقالَ : إِنَّه علمٌ لا تدخُلُه اللام وكأَنَّه نَسِيَ هذه القاعِدَةَ التي أَصَّلَها وأَوجَبَت استقراءَ ما ارتَكَبَه لأَجْلِ اعْتِراضِه بهِِ جَرْياً على مَذْهَبِه ومُجازاةً له على اعْتِراضِه بلا شَيءٍ فأَخَذَ يرتَكِبُ مثلَه في كَثيرٍ من التّراكيبِ كما نَبَّهْنا عليه هُناكَ إلى آخر ما قال . أَو هو جَبَلٌ مِنْ زُمُرُّدٍ أَخْضَرَ وقِيلَ : من ياقُوتَةٍ خَضْراءَ وأَنَّ السّماءَ بَيْضاءُ وإِنّما اخْضَرَّتْ من خُضْرَتِه وما مِنْ بَلَدٍ إلاّ وفيهِ عِرْقٌ منه وعلَيْهِ مَلَكٌ يُقال : اسمُه صلَصائِيلُ إِذا أَرادَ اللهُ أَنْ يُهْلِكَ قَوْماً أَمَرَه فَحَرَّكَ فخَسَفَ بهم كَذَا ذَكَره بعضُ المُتَكَلِّمِينَ على عَجائِبِ المَخْلُوقات . أَو هو اسْمٌ للقُرآنِ . وقِيل : مَعْناه قُضِيَ الأمرُ كما قيل : حم : حُمَّ الأَمْرُ . والقائِفُ : مَنْ يَعْرِفُ الآثارَ ج : قافَةٌ . وقافَ أَثَرَهُ يَقُوفُه قَوْفاً وقِيافَةً : تَبِعَهُ كقَفَاهُ قَفْواً كما في الصِّحاح وأَنشدَ للقُّطامِيِّ :
كَذَبْتُ عليكَ لا تَزالُ تَقُوفُنِي ... كما قافَ آثارَ الوَسِيقَةِ قائِفُ وقالَ ابنُ بَرِّي : البيتُ للأَسْوَدِ بن يَعْفُرَ . واقْتافَهُ مثل قافَه وكذلِكَ اقْتَفاه . وقالَ ابنُ الأَثِير : القائفُ : الذي يَتَتَبَّعُ الآثارَ ويَعْرِفُها ويَعْرِفُ شَبَه الرَّجُلِ بأَخِيه وبأَبِيهِ ومنه الحَدِيث : إِنَّ مُجَزِّزاً كانَ قائِفاً . ويُقال : هو أَقْوَفُهُم : أَي أَكْثَرُهُمْ في القَوْفِ . وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : يقال : هو يتَقَوَّفُ علىَّ مالِي أَي يَحْجُرُ : عليَّ فيه . وتَقَوَّفَ فُلاناً في المَجْلِسِ : صارَ يَأْخُذُ عليهِ في كَلامِه ويَقُولُ له : قُلْ كذَا وكَذَا كما في اللِّسانِ والعُبابِِ . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : القافُ والواوُ والفاءُ ليسَتْ أَصْلاً إِنَّما هي من بابِ الإبْدالِ
ومما يُستدركُ عليه : قُوفُ الرَّقَبَةِ وقُوفَتُها ذَكَرَهُما المصَنِّفُ ولم يَذْكُر لهما مَعْنىً وهو الشَّعْرُ السائِلُ في نُقْرَةِ الرَّقَبَةِ . وأَخَذْتُه بقافِ رَقَبَتِه مثل قُوفِها نَقَلَهُ الجوهريُّ . والقِيافَةُ بالكسر : تَتَبُّعُ الأَثَرِ . وتَقَوَّفَه : تتَبَّعَه أَنْشدَ ثَعْلَبٌ :
مُحَلَّى بأَطْواقٍ عِتاقٍ يَبِينُها ... على الضَّزْنِ أَغْبىَ الضَّأْنِ لو يَتَقَوَّفُ الضَّزْنُ هنا : سوءُ الحالِ من الجَهْلِ يَقُولُ : كَرَمُه وجُودُه يَبِينُ لمن لا يَفْهَمُ الخَبَرَ فكيفَ من يَفْهَمُ ؟ والقَوْفُ : القَذْفُ مثلَ القَفْوِ قال :
" أَعُوذُ باللهِ الجَلِيلِ الأَعْظَمِ
" من قَوْفِيَ الشَّيءَ الذي لم أَعْلَمِ كما في اللسان
وابنُ القُوفِ بالضَّمِّ : من المُحدِّثِينَ . والقَوّافُ والقَيّافُ : القائِفُ