" الكِبْرِيتُ " بالكسر أَهمله الجوهريّ هنا وأَورده في - ك ب ر - وذكره هنا بناءً على أَصالَةِ التَّاءِ وصَرَّح غيرُ واحدٍ بزيادتها فموضِعه الرّاءُ كعِفْرِيتٍ وهو " من الحِجَارة المُوقَدِ بِهَا " قال ابنُ دريد : لا أَحْسَبُهُ عَرَبِيّاً صَحِيحاً ومثْلُه في شِفَاءِ الغَلِيل . الكِبْرِيتُ : " : اليَاقُوتُ الأَحْمَرُ " قاله ابنُ دُرَيْدٍ وجعَلَ شيخُنَا استعمالَه فيه من المَجَازِ . الكِبْرِيتُ " : الذَّهَبُ " الأَحْمَرُ قال رُؤبَة :
هل يَعْصِمَنِّي حَلِفٌ سِخْتِيتُ ... أَو فِضَّةٌ أَو ذَهَبٌ كِبْرِيتُ
قال ابن الأَعْرَابيّ : ظَنّ رُؤبةُ أَن الكِبرِيتَ ذَهَبٌ قال شيخُنا : وخَطِىء فيه ؛ لأَنَّ العَرَبَ القدماءَ يُخْطِئون في المَعَانِي دونَ الأَلفاظِ . الكبريتُ الأَحْمَرُ - عن الليث - يقال : هو " جَوْهَرٌ " و " مَعْدِنُه خَلْفَ " بلادِ " التُّبَّتِ بوادِي النَّمْلِ " الذي مَرَّ عليه سيِّدُنَا سليمانُ عليه وعلى نبيِّنَا أَفضلُ الصلاةِ والسلام كذا في التهذيب وعن الليث : الكِبْرِيتُ : عَيْنٌ تَجْرِى فإِذا جَمَدَ ماؤُهَا صار كِبْرِيتاً أَبيضَ وأَصْفَرَ وأَكْدَرَ وقال شيخُنَا : وقد شَاهَدْتُه في مواضِعَ : منها هذا الذي قَرِيبٌ مِن الملاَلِيحِ ما بين فَاس ومِكْنَاسَةَ يُتَدَاوَى بالعَوْمِ فيه من الحَبِّ الإِفْرِنْجِيّ وغيره ومنها مَعْدِنٌ في أَثناءِ إِفْرِيقِيَّة في وَسَطِ بَرْقَةَ يُقَال له : البُرْجُ وغير ذلك واستعماله في الذَّهَبِ كأَنَّهُ مَجَازٌ لقولهم : الكِبْرِيتُ الأَحْمَرُ ؛ لأَنَّه يُصْنَعُ منه ويَصْلُح لأَنواعٍ من الكِيمياءِ ويكونُ من أَجْزَائِها . انتهى . وفي اللسان : يُقَال : في كلِّ شيْءٍ كِبْرِيتٌ وهو يُبْسُه ما خلا الذَّهَبَ والفِضَّةَ فإِنَّهُ لا يَنْكَسِر فإِذا صُعِّدَ أَي أُذِيبَ ذَهَبَ كِبْرِيتُه . قال أَبو منصور : ويقال : " كَبْرَتَ بَعِيرَهُ " إِذا " طَلاهُ بِه " أَي بالكِبْرِيتِ مَخْلُوطاً بالدَّسَمِ والخَضْخَاض وهو ضَرْبٌ من النِّفْطِ أَسودُ رقيقٌ لا خُثُورَةَ فيه وليس بالقَطِرَانِ ؛ لأَنَّهُ عُصَارَةُ شَجرٍ أَسودُ خَاثِر كذا في التّكملة وهو للتَّداوِي من الجَرَبِ ؛ لأَنَّه صالحٌ لرَفْعِه جِدّاً . ونقل القزوينيّ - في عَجَائبه عن أُرسطو - الكِبْرِيتُ أَصناف : الأَحمرُ الجَيِّدُ اللونِ والأَبيُض اللّونِ هو كالغُبَارِ ومنه الأَصفَرُ فمَعْدِنُه بالمَغْرِب لا بأْس في موضعه بقُرْبِ بحر أَوْقيَانُوسَ على فراسِخَ منه وهو نافعٌ من الصَّرَع والسَّكَتاتِ والشَّقِيقَةِ ويَدْخُل في أَعمالِ الذّهَب وأَمّا الأَبيضُ فيُسوِّدُ الأَجسامَ البِيضَ وقد يكونُ كامِنُه في العُيُونِ التي يَجْرِي منها الماءُ الجاري مَشُوباً به ويُوجَد لتلكِ المياهِ رائحةٌ مُنِتنَةٌ فمَن اغْتَمَسَ في هذه العيونِ في أَيّامٍ معتَدِلَةِ الهواءِ أَبرأَه من الجِرَاحَاتِ والأَوْرَامِ والجَرَب والسّلَعِ التي تكون من المِرَّةِ السَّوْدَاءِ . وقال ابنُ سِيناءَ : إِنَّ الكِبْرِيتَ من أَدْوِيَةِ البَرَصِ ما لم تَمَسَّه النارُ وإِذَا خُلِطَ بصَمْغِ البُطْمِ قَلَعَ الآثارَ التي تكون علَى الأَظْفَارِ وبالخلِّ على البَهَقِ ويَجْلُو القُوَبَاءَ وهو طِلاءٌ للنِّقْرِسِ مع النَّطْرُونِ والماءِ ويَحْبِسُ الزُّكامَ بَخُوراً . وفيه خواصُّ غيرُ ذلك ومَحلُّه المُطَوَّلاتُ من كتب الطِّبِّ
كبُرَ الرَّجُل ككَرُم يَكْبُر كِبَراً كَعِنَبٍ وكُبْراً بالضَّم وكَبارةً بالفتح : نَقيضُ صَغُرَ فهو كَبيرٌ وكُبَّارٌ كرُمَّان إذا أَفْرَط ويُخَفَّف وهي بهاءٍ ج كِبارٌ بالكسر وكُبَّارون مُشَدَّدة أي مع ضمِّ الكافِ ومَكْبُوراء كمَعْيوراءَ ومَشْيوخاء . والكابِر : الكَبيرُ ومنه قولُهم : سادوكَ كابِراً عن كابِرٍ أي كَبيراً عن كَبيرٍ في المجْد والشَّرَف . وكَبَّرَ تَكْبِيراً وكِبَّاراً بالكَسْر مشدَّدةً - وهي لُغة بَلْحَارِث بن كَعْبٍ وكَثير من اليمن كما نَقَلَه الصاغاني . - : قال : الله أَكْبَرُ قال الأزهريُّ : وفيه قولان : أحدُهُما أنَّ معناه الله كَبيرٌ فَوَضَع أَفْعَلَ مَوْضِع فَعيل كقوله تعالى : " هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْه " أي هو هَيِّن عليه والقولُ الآخَر : أنَّ فيه ضَميراً : المَعْنى : اللهُ أَكْبَرُ كَبيرٍ . وكذلك الله الأعَزُّ : أي أَعَزُّ عزيزٍ . وقيل : معناه : الله أَكْبَرُ من كلِّ شيءٍ أي أَعْظَم فحُذِف لوضوح معناه . وأَكْبَرُ خبرٌ والأَخبارُ لا يُنْكَر حَذْفُها . وقيل : معناه : اللهُ أَكْبَرُ من أنْ يُعرَف كُنْهُ كِبْريائِه وعَظَمَتِه وإنما قُدِّرَ له ذلك وأُوِّلَ لأنَّ أَفْعَل فَعْلَى يَلْزَمهُ الألفُ واللامُ أو الإضافةُ كالأَكْبَرِ وأَكْبَر القَوْمِ . وقولُهم : اللهُ أَكْبَرُ كَبيراً مَنْصُوبٌ بإضمارِ فِعْلٍ كأنَّه قال : أُكَبِّرُ تَكْبِيراً فقوله كَبيراً بمعنى : تَكْبِيراً فأَقامَ الاسمَ مُقامَ المَصْدَرِ الحقيقي . كَبَّرَ الشَّيْءَ : جَعَلَهُ كَبيراً . واسْتَكْبَرَه وأَكْبَره : رآه كَبيراً وعَظُمَ عِندَه عن ابن جنِّي . وكَبِرَ الرجلُ كفَرِحَ يَكْبَرُ كِبَراً كَعِنَب ومَكْبِراً كَمَنْزِلٍ فهو كَبيرٌ : طَعَنَ في السِّنِّ من الناسِ والدَّوابِّ . فعُرِف من هذا أنَّ فِعْلَ الكِبَرِ بمَعْنى العَظَمة ككَرُمَ وبِمَعنى الطَّعْنِ في السِّنِّ كفَرِح ولا يجوزُ استِعمالُ أحدِهما في الآخَرِ اتفاقاً وهذا قد يَغْلَطُ فيه الخاصَّةُ فضلاً عن العامَّة . وَكَبَرَه بسَنَةٍ كنَصَرَ : زادَ عَلَيْه وفي النّوادرِ لابنِ الأَعرابيِّ : ما كَبَرَني إلاَّ بسَنَة أي ما زاد عَلَيَّ إلاَّ ذلك . يقال : عَلَتْهُ كَبْرَةٌ بالفتح ومَكْبَرَةٌ وتُضَمُّ باؤُها ومَكْبِرٌ كَمَنْزِلٍ وكِبَرٌ كَعِنَب إذا أسَنَّ ومنه قولهم : الكِبَرُ عِبَرٌ . وهو كُبْرُهُم بالضَّمِّ وكِبْرَتُهم بالكَسْر وإِكْبِرَّتُهم بِكَسْرِ الهَمْزة والباءِ وفَتْحِ الرَّاءِ مُشَدَّدة وقد تُفْتَحُ الهمزةُ وكُبُرُّهُم وكُبُرُّتُهم بالضَّمَّات مُشَدَّدتَيْن الأَخير قال الأزهريُّ : هكذا قَيَّدَه أبو الهَيْثَم بخطِّه . أي أَكْبَرُهم في السِّنِّ أو الرِّياسَة أو أَقْعَدُهُم بالنَّسَب وهو أن يَنْتَسِبَ إلى جَدِّه الأكبر بآباءَ أقلَّ عَدَدَاً من باقي عَشيرتِه . وفي الصحاح : كِبْرَةُ وَلدِ أَبَوَيْه إذا كان آخِرَهُم يستوي فيه الواحدُ والجمعُ والمذكَّرُ والمؤنث في ذلك سواءٌ فإذا كان أقعدَهم في النَّسَب قيل : هو أَكْبَرُ قَوْمِهِ وإكْبِرَّةُ قَوْمِه بوزْن إِفْعِلَّة والمرأةُ في ذلك كالرَّجلِ وقال الكسائيُّ : هو عِجْزَةُ وَلَد أَبَوَيْه : آخِرُهم وكذلك كِبْرة وَلَدِ أَبَوَيه أي أَكْبَرهُم وروى الإياديّ عن شَمِر قال : هذا كِبْرَةُ ولدِ أَبَوَيهِ للذَّكَر والأُنثى وهو آخِرُ ولد الرجل ثم قال : كِبْرَةُ ولدِ أبيه مثل عِجْزَة . قال الأزهريّ : والصواب أنَّ كِبْرَةَ ولدِ أبيه أَكْبَرهُم وأمّا آخِرُ ولدِ أبيه فهو العِجْزَة . وفي الحديث : " الوَلاءُ للكُبْرِ " أي لأَكْبَرِ ذُرَّيَّةِ الرّجل وفي حديث آخَر : " أنَّ العبَّاسَ كان كُبْرَ قَوْمِه " لأنَّه لم يَبْقَ من بني هاشِم أَقْرَب منه إليه وفي حديث الدَّفْن : " ويُجعَلُ الأَكْبَرُ ممَّا يلي القِبْلَة " أي الأَفْضَل " فإنْ استَوَوْا فالأَسَنّ " وأمّا حديثُ ابنِ الزُّبَيْر . وهَدْمِه الكَعبة : " فلمَّا أبرزَ عن رَبَضِه دعا بكُبْرِه " فهو جمع أَكْبَر كأَحْمَر وحُمْر أي بمشايخه وكُبَرائه . وكَبُرَ الأَمرُ كصَغُرَ كِبَراً وكَبَاَرةً : عَظُمّ وكلُّ ما جَسُمَ فقد كَبُرَ . والكِبْرُ بالكَسْر : مُعْظَم الشَّيء وبه فسَّر ثعلبٌ قولَه تعالى : " والذيتَوَلَّى كِبْرَهُ مِنهُم لهُ عذابٌ عَظيم " يعني مُعظَم الإِفك . وقال ابن السِّكِّيت : كِبْرُ الشَّيءِ : مُعظَمُه بالكَسْر وأنشد قولَ قَيْسِ بنِ الخَطيم : كِبْرَهُ مِنهُم لهُ عذابٌ عَظيم " يعني مُعظَم الإِفك . وقال ابن السِّكِّيت : كِبْرُ الشَّيءِ : مُعظَمُه بالكَسْر وأنشد قولَ قَيْسِ بنِ الخَطيم :
تَنامُ عَن كِبْرِ شَأْنِها فإذا ... قامَتْ رُوَيْداً تكادُ تَنْغَرِفُالكِبْرُ : الرِّفْعَة والشَّرَفُ ويُضَمُّ فيهما قال الفرَّاء : اجتمع القُرّاء على كسر الكاف في " كِبْرَهُ " وقرأها حُميْدٌ الأعرَج وَحْدَه " كُبْرَه " بالضَّمِّ وهو وَجْهٌ جيِّد في النّحو لأنَّ العرب تقول : فلانٌ تَولَّى عُظْمَ الأمر يريدون أَكْثَره . وقال ابنُ اليَزيديّ : أظنُّها لُغةً . وقال الأزهريُّ : قاس الفَرَّاء الكُبْر على العُظْم وكلامُ العربِ على غَيْرِه . وقال الصاغاني : وكُبْرُ الشَّيءِ بالضمِّ مُعظَمُه . ومنه قراءةُ يعقوب وحُميْد الأعرج " والذي تَوَلَّى كُبْرَه " وعلى هذه اللغة أنشد أبو عَمْرو قَوْلَ قَيْسِ بن الخَطيم السّابق . الكِبْرُ : الإثْم وهو من الكَبيرة كالخِطْءِ من الخَطيئة . وفي المُحكَم : الكِبْر : الإثْم الكَبير كالكِبْرَة بالكَسْر التأنيث على المُبالَغة . الكِبْر : الرِّفْعَة في الشَّرَف . الكِبْر : العَظَمَة والتَّجَبُّر كالكِبْرِياء قال كُراع : ولا نَظير له إلاَّ السِّسيمياء : العلامة والجِرْبِياء : الرِّيح التي بين الصَّبا والجَنوب قال : فأمَّا الكيمياءُ فكلمة أحسبها أعجميّة . وقال ابنُ الأنباري : الكِبْرِياء : المُلْك في قوله تعالى : " وتَكونَ لكُما الكِبْرِياءُ في الأرضِ " أي المُلْك . وقد تَكَبَّر واسْتَكْبَر وتَكابَر وقيل : تَكَبَّر من الكِبْرِ وتَكابَر من السِّنِّ . والتَّكَبُّر والاسْتِكْبار : التَّعَظُّم . وقوله تعالى : " سَأَصْرِفُ عنْ آياتيَ الذينَ يَتَكَبَّرونَ في الأَرْض بِغَيْرِ الحقِّ " . قال الزَّجَّاج : معنى يتكبَّرون أنَّهم يَرَوْن أنَّهم أفضلُ الخَلْق وأنّ لهم منَ الحقِّ ما ليس لغيرهم وهذه لا تكون إلا لله خاصَّة لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي له القُدْرَة والفَضل الذي ليس لأحد مثله وذلك الذي يَستحِقُّ أن يُقال له المُتَكَبِّر وليس لأحدٍ أن يتَكَبَّر لأنَّ الناس في الحقوق سواءٌ فليس لأحد ما ليس لغيره وقيل : إنَّ يتَكَبَّرون هنا من الكِبَرِ لا من الكِبْرِ أي يَتَفَضَّلون ويَرَوْن أنّهم أفضلُ الخَلْق . وفي البصائر للمصنّف : الكِبْر والتَّكَبُّر والاسْتِكْبار متقاربة فالكِبْرُ : حالةٌ يتخصّص بها الإنسان من إعجابه بنفسه وأن يرى نفسَه أَكْبَر من غيره وأعظم الكِبْر التَّكَبُّر على الله بالامتناع عن قبول الحقّ . والاسْتِكْبار على وَجْهَيْن : أحدهما : أن يَتَحَرَّى الإنسانُ ويَطْلُبُ أن يكونَ كبيراً وذلك متى كان على ما يَجِب وفي المكان الذي يَجِبْ وفي الوقت الذي يَجِبْ فهو محمود والثاني : أن يَتَشَبَّع فيُظهِر من نَفْسِه ما ليس له فهذا هو المَذْموم وعليه وَرَدَ القرآن وهو قوله تعالى " أبى واسْتَكْبَر " وأما التَّكَبُّر فعلى وَجْهَيْن : أحدهما : أن تكونَ الأَفعالُ الحسَنةُ كَبيرةً في الحقيقة وزائدةً على محاسن غَيْرِه وعلى هذا قولُه تعالى : " العَزيزُ الجبَّارُ المُتَكَبِّر " والثاني : أن يكون مُتَكَلِّفاً لذلك مُتَشَبِّعاً وذلك في عامّة الناس نحو قوله تعالى " يَطْبَعُ اللهُ على كلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّار " وكل من وُصِف بالتكبُّر على الوجه الأول فمحمود دون الثاني ويدلُّ على صحة وَصف الإنسان به قوله تعالى : " سَأَصْرِفُ عن آياتي الذين يَتَكْبِرونَ في الأرضِ بِغَيْرِ الحقِّ " والتَّكَبُّر على المُتَكَبِّر صدقة . والكِبْرِياء : التَّرَفُّع عن الانْقِياد ولا يَسْتَحِقُّهُ إلاَّ اللهُ تعالى قال تعالى : " الكِبْرِياءُ رِدائي والعَظَمَةُ إزاري فَمَنْ نازَعَني في شيءٍ منهما قَصَمْتهُ ولا أُبالي " . قولُه تعالى : " إنَّها لإحْدى الكُبَر " كصُرَد جَمْعُ الكُبْرى تأنيثُ الأَكْبَر وجمع الأَكْبر الأكابِر والأَكْبَرون قال : ولا يُقال كُبْر لأنَّ هذه البِنْيَة جُعِلت للصِّفَة خاصةً مثل الأحمر والأَسْود . وأنت لا تَصف بأَكْبر كما تصف بأَحْمَر ولا تقول هذا رجلٌ أكبرُ حتى تَصلَه بمِنْ أو تُدخِل عليه الألِف واللام . وأمّا حديثُ مازِنٍ : " بُعِثَ نَبيٌّ من مُضَرَ بدِين اللهِ الكُبَر " فعلى حذف مُضافٍ تَقْدِيرهُ بشَرائع دينِ اللهِ الكُبَر . الكَبَرُ بالتَّحْريك : الأَصَف فارسيٌّ مُعَرَّب وهو نَباتٌ له شَوْكٌ والعامةُ تقول : كُبَّارٌ كرُمَّان . الكَبَرُ : الطَّبْل وبه فُسِّر حديثُ عبدِ الله بنِ زيد صاحبِ الأذان : " أنَّه أَخَذَ عوداً في منامِهليتَّخِذ منه كَبَرَاً " رواه شَمِرٌ في كتابه قال : الكَبَر : الطَّبْل فيما بَلَغَنا وقيل : هو الطَّبْل ذو الرَّأْسَيْن وقيل : الطَّبْلُ الذي له وَجْهٌ واحدٌ بِلُغَة أهل الكوفة قاله الليث ؛ وفي حديث عَطاءٍ : " أنَّه سُئلَ عن التَّعْويذ يُعَلَّقُ على الحائض فقال : إنْ كان في كَبَرٍ فلا بَأْس " أي في طَبْل صغير وفي رواية : إنْ كان في قَصَبَة . ج كِبارٌ وأَكْبَارٌ كَجَمَل وجِمال وَسَبَب وأَسْبَاب . الكَبَرُ : جبلٌ عظيمٌ والمضْبوطُ في التَّكْمِلَة الكُبَر بالضَّمِّ ومثلُه في مختصر البُلدان . كَبَرُ : ناحيةٌ بخوزِسْتان نقله الصاغاني . قلتُ : وهو من أعمال الباسِيان من خُوزسِتان وباؤه فارسيَّة . من المجاز : أَكْبَرَ الصَّبِيُّ إذا تَغَوَّطَ وأَكْبَرَت المرأةُ : حاضَتْ وبه فَسَّر مُجاهدٌ قولَه تعالى : " فلمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرنَهُ " قال : أي حِضْن وليس ذلك بالمعروف في اللغة وأنشد بعضُهم : َخِذ منه كَبَرَاً " رواه شَمِرٌ في كتابه قال : الكَبَر : الطَّبْل فيما بَلَغَنا وقيل : هو الطَّبْل ذو الرَّأْسَيْن وقيل : الطَّبْلُ الذي له وَجْهٌ واحدٌ بِلُغَة أهل الكوفة قاله الليث ؛ وفي حديث عَطاءٍ : " أنَّه سُئلَ عن التَّعْويذ يُعَلَّقُ على الحائض فقال : إنْ كان في كَبَرٍ فلا بَأْس " أي في طَبْل صغير وفي رواية : إنْ كان في قَصَبَة . ج كِبارٌ وأَكْبَارٌ كَجَمَل وجِمال وَسَبَب وأَسْبَاب . الكَبَرُ : جبلٌ عظيمٌ والمضْبوطُ في التَّكْمِلَة الكُبَر بالضَّمِّ ومثلُه في مختصر البُلدان . كَبَرُ : ناحيةٌ بخوزِسْتان نقله الصاغاني . قلتُ : وهو من أعمال الباسِيان من خُوزسِتان وباؤه فارسيَّة . من المجاز : أَكْبَرَ الصَّبِيُّ إذا تَغَوَّطَ وأَكْبَرَت المرأةُ : حاضَتْ وبه فَسَّر مُجاهدٌ قولَه تعالى : " فلمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرنَهُ " قال : أي حِضْن وليس ذلك بالمعروف في اللغة وأنشد بعضُهم :
نَأْتِي النِّساءَ على أَطْهَارِهِنَّ ولا ... نَأْتِي النِّساءَ إذا أَكْبَرْنَ إكْباراقال الأزْهريُّ : فإنْ صَحَّتْ هذه اللَّفْظَة في اللُّغة بمعنى الحَيْض فلها مَخْرَجٌ حَسَنٌ وذلك أنَّ المرأةَ إذا حاضَتْ أوَّل ما تَحيضُ فقد خَرَجَتْ من حَدِّ الصِّغَرِ إلى حَدِّ الكِبَر : فقيل لها : أَكْبَرَتْ أي حاضَتْ فدخلت في حدِّ الكِبَر الموجِب عليها الأمرَ والنَّهْيَ . ورُوي عن أبي الهَيْثم أنَّه قال : سَأَلْتُ رجلاً من طَيِّئٍ فقلتُ : يا أخا طَيِّئٍ أَلَكَ زَوْجَة ؟ قال : لا واللهِ ما تَزَوَّجْتُ وقد وُعِدتُ في بنتِ عمٍّ لي ؛ قلتُ : وما سِنُّها ؟ قال : قد أَكْبَرَتْ أو كَرَبَت . قلت : ما أَكْبَرَت ؟ قال : حاضَتْ . قال الأَزْهَرِيّ : فلُغة الطَّائيّ تُصحّح أنَّ إكبارَ المرأةِ أوَّلُ حَيْضِها إلاَّ أنَّ هاءَ الكِنايةِ في قول اللهِ تعالى " " أَكْبَرْنهُ " تَنْفَى هذا المعنى . ورُوي عن ابن عباسٍ رضي الله تعالى عنهما أنَّه قال : " أَكْبَرْنهُ " : حِضْن فإنْ صحَّت الرِّواية عن ابن عبّاس سلَّمْنا له وجعلْنا الهاءَ هاءَ وَقْفَة لا هاءَ كناية والله أعلم بما أراد . أَكْبَرَ الرجلُ : أَمْذَى وأَمْنَى نقله الصاغانيُّ . وذو كُبَارٍ كغُراب : مُحَدِّثٌ اسمُه شَراحيل الحِمْيَريُّ . ذو كِبارٍ بِكَسْرِ الكاف : قَيْلٌ من أَقْيَالِ اليمن واسمُه عَمْرُو كما نقله الصاغانيّ قلتُ : ومن ذُرِّيَته : الشَّعْبِيّ عامرُ بن شَراحيل بنِ عبد ذي كِبَارٍ . في حديث أبي هريرة رضي الله عنه : " سجدَ أحدُ الأَكْبَرَيْن في " إذا السَّماءُ انْشَقَّت " الأَكْبران : الشَّيْخان أبو بكر وعُمرُ رضي الله عنهما " . والكَبيرة : الفَعْلَة القَبيحة من الذُّنوب المَنْهِيّ عنها شَرْعَاً العَظيم أَمْرُها كالقَتْلِ والزِّنا والفِرار من الزَّحْفِ وغير ذلك وهي من الصِّفات الغالِبَة وجَمْعُها الكَبائر . وفي الحديث عن ابن عبَّاسٍ أن رجلاً سَأَلَهُ عن الكَبائر أَسَبْعٌ هي ؟ فقال : هن من السَّبْعمائةِ أَقْرَبُ إلاَّ أنَّه لا كَبيرةَ مع الاستِغْفار ولا صَغيرةَ مع الإصرار " . والكَبيرة : صلى الله عليه وسلم قُرْب جَيْحُونَ نقله الصَّاغانِيّ . قلت : ومنها إسْحاق بن إبراهيم بن مُسلِمٍ الكَبيريّ روى عنه محمد بن نَصْرٍ وغيره . قال الحافظ . والأكْبر كإثْمِد وأَحْمَد : شيءٌ كأنَّه خَبيصٌ يابِسٌ فيه بعض اللِّين لَيْسَ بشَمعٍ ولا عَسَلٍ وليس بشَديد الحَلاوَة ولا عَذْب يجيءُ به النَّحْلُ كما يَجيءُ بالشَّمْعِ . إكْبِرَة وأَكْبَرَة بهاء : ع من بلاد بني أسد قال المَرَّارُ الفَقْعسِيّ :
فَما شَهِدَتْ كَوادِسُ إذْ رَحَلْنا ... ولا عَتَبَتْ بأَكْبَرةَ الوُعولُ وفي مختصر البُلدان أنَّه من أَوْدِيةِ سَلْمَى الجبلِ المعروفِ به نخلٌ وآبارٌ مَطْوِيَّة سَكَنَها بنو حُداد . ومما يُستدرك عليه : المُتَكَبِّر والكَبير في أَسْمَاءِ الله تعالى : العَظيم ذو الكِبْرِياء وقيل : المُتعالي عن صِفات الخَلْق ؛ وقيل : المُتَكَبِّر على عُتاةِ خَلْقِه والتاء فيه للتفرُّد والتَّخَصُّص لا تاءُ التَّعاطي والتَّكَلُّف . والكِبْرِياء بالكَسْر : عِبارةٌ عن كَمال الذَّاتِ وكَمالِ الوُجوبِ ولا يُوصف بها إلاَّ اللهُ تعالى . واستعملَ أبو حَنيفةَ الكِبَرَ في البُسْرِ ونَحْوِه من التَّمْرِ . ويُقال : علاه المَكْبَرُ والاسم الكَبْرَةُ . وقال ابنُ بُزُرْج : هذه الجاريةُ من كُبْرى بَناتِ فُلان : يريدون من كِبارِ بناتهِ . ويُقال للسَّيْفِ والنَّصْلِ العَتيقِ الذي قدُم : عَلَتْهُ كَبْرَةٌ وهو مَجاز ومنه قولُه :
سَلاجِمُ يَثْرِبَ اللاتي عَلَتْها ... بِيَثْرِبَ كَبْرَةٌ بَعْدَ المُرونِوفي المُحْكَم : يُقال للنَّصْل العَتيق الذي قد علاه صَدَأٌ فَأَفْسده : عَلَتَهُ كَبْرَةٌ . وكَبُرَ عليه الأمرُ ككَرُمَ : شَقَّ واشْتَدَّ وثَقُلَ ومنه قوله تعالى : " إنْ كانَ كَبُرَ عليكُم " وقَوْلُهُ تَعالى : " أوْ خَلْقَاً ممَّا يَكْبُرُ في صُدوركم " وقَوْلُهُ تَعالى : " وإنَّها لكَبيرةٌ " وفي الحديث : " وما يُعَذَّبانِ في كَبيرٍ " أي أمرٍ كان يَكْبُرُ عليهما ويَشقُّ فِعلُه لو أراداه لا أنَّه في نَفْسِه غَيْرُ كَبير . والكِبْرُ بالكَسْر : الكُفْرُ والشِّرك ومنه الحديث : " لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ منْ في قَلْبِه مِثْقالُ حبَّة خَرْدَلٍ منْ كِبْرٍ " . وعن أبي عَمْرُو : الكابِرُ : السَّيِّد . والكابِر : الجَدُّ الأَكْبَر . وَيَوْمُ الحجِّ الأَكْبَر قيل : هو يَوْمُ النَّحْرِ وقيل : يومُ عَرَفَةَ وقيل غير ذلك . وفي الحديث : " لا تُكابِروا الصَّلاةَ " أي لا تُغالِبوها . وقال شَمِرٌ : يُقال : أتاني فُلانٌ أَكْبَرَ النَّهارِ وشبابَ النَّهارِ أي حينَ ارْتَفَعَ النَّهارُ . قال الأعشى :
ساعةً أَكْبَرَ النَّهارِ كما شَدَّ ... مُحيلٌ لبُونَه إعْتاما وهو مَجازٌ يقول : قَتَلْناهُم أوَّلَ النّهار في ساعةٍ قَدْرَ ما يَشُدُّ المُحيلُ أخلافَ إبلِهِ لئلاَّ يَرْضَعها الفُصْلان . والكِبْريت فِعْليتٌ على قَوْلِ بعض فهذا محلُّ ذِكْره يُقال : ذهبٌ كِبْريتٌ أي خالِصٌ وقد تَقَدَّم ذكرُه في التَّاء . وقَوْلُهُ تَعالى : " قال كَبيرُهم أَلَمْ تَعْلَموا أنَّ أباكُم " قال مجاهدٌ : أي أَعْلَمُهم كأنَّه كان رئيسَهم . وأمّا أَكْبَرُهُم في السِّنِّ فرُبيل . والرَّئيسُ كان شَمعون . وقال الكَسائيُّ في روايته : كَبيرُهم يَهوذا . وقَوْلُهُ تَعالى : " إنَّه لكَبيرُكُم الذي علَّمَكُم السِّحْر " أي مُعَلِّمُكُم ورئيسُكم . والصَّبيُّ بالحجاز إذا جاءَ من عند مُعلِّمه قال : جئتُ من عند كَبيري . والأَكابِر : أَحْيَاءٌ من بَكْرِ بن وائل وهم : شَيْبَان وعامرٌ وجُلَيْحَةُ من بني تَيْم الله بن ثَعْلَبةَ بنِ عُكابَة أصابتْهُم سنَةٌ فانْتَجَعوا بلادَ تَميم وضَبَّةَ ونزلوا على بَدْرِ بن حَمْرَاءَ الضَّبِّيِّ فأجارَهُم وَوَفَى لهم وفي ذلك يقول بَدْرٌ :
وَفَيْتُ وَفاءً لمْ يرَ الناسُ مِثْلَهُ ... بتِعْشارَ إذْ تَحْبُو إليَّ الأَكابِرُ والكُبُر بضَمَّتَيْن : الرِّفْعَةُ في الشَّرف قال المَرَّار :
وليَ الأَعْظَمُ من سُلاَّفِها ... وليَ الهامةُ فيها والكُبُرْوكِبيرٌ بكسرِ الكاف لُغةٌ في فتحها صرَّح به النَّوَويُّ في تَحْرِيره وغيره . وكابرهُ على حقِّه : جاحَدَهُ وغالَبَهُ عَلَيْه وكُوبِرَ على ماله وإنَّه لمُكابَرٌ عَلَيْه إذا أُخِذ منه عَنْوَةً وقَهْرَاً . وأُرْتِجَ على رجل فقال : إنَّ القولَ يجيءُ أحياناً ويذهبُ أحياناً فيعَزُّ عند عُزوبه طَلَبُه وربَّما كُوبِر فَأَبَى وعُولِج فَقَسَا . كذا في الأساس . وما بها مَكْبَرٌ ولا مَخْبَرٌ أي أحدٌ . وتَكابَر فلانٌ : أَرَىَ من نَفْسِه أنَّه كَبيرُ القَدْرِ أو السِّنِّ . وأَكْبَرَتْ الواضِعُ : وَلَدَت وَلَدَاً كَبيراً وهذه عن ابن القَطَّاع . وكَبْرٌ بالفتح : لَقَبُ حَفْص بن عُمر بن حَبيب وباؤُهُ فارسيَّة . وسَمَّوْا أَكْبَرَ وكَبيراً ومُكَبِّراً كمُحَدِّث . وكُبَرُ كزُفَرَ : جبلٌ متَّصلٌ بالصَّيْمَرة يُرى من مَسافةِ عشرين فَرْسَخاً أو أكثر . وأَحْمَدُ بنُ كُبَيْرَةَ بن مقلد الخرَّاز كجُهَيْنَة عن أبي القاسم بن بيان مات سنة 556 . وأبو كَبير الهُذَليّ شاعرٌ مشهور وهو بكسر الكاف . وكَبيرُ بنُ عبد الله بن زَمْعَة بن الأسود جدُّ أبي البَخْتَريّ القاضي . وكَبير بن تَيْم بن غالب جدّ هِلال بن خَطَل المقْتول تحت أستار الكعبة . وفي هُذَيْل : كَبيرُ بن هِنْد ؛ وفي أَسَد بن خُزَيْمة كَبيرُ بن غَنْم بن دُودانَ بن أَسَد وَعَمْرو بن شِهاب بن كَبير الخَوْلاني شَهِدَ فَتْحَ مصر . وفي بني حَنيفة كَبيرُ بنُ حَبيب بن الحارث وهو جدُّ مُسَيْلَمَة الكَذَّاب بن ثُمامَةَ بن كَبير . وضِرار بن الخطَّاب بن مِرْداس بن كَبير الفِهْريّ شاعرٌ صحابي ؛ وكَبيرُ بنُ مالك ذَكَرَه ابنُ دُرَيْد . وأحمدُ بنُ أبي الفائز الشّروطيّ بن الكُبْريّ بالضمّ سَمِعَ من ابن الحُصَيْن . وإبراهيم بن عَقيل الكُبْريّ من شيوخ الخطيب . وبفتح الراءِ المُمالة الشيخ أو الجَنَّاب أحمدُ الخِيوقيّ يُلَقَّبُ نَجْمُ الدِّين الكُبْرَى وقد تقدم في جنب . وأبو الفَرَج عبدُ الرحمن بن عَبْدِ اللَّطيف المُكَبِّر كمُحَدِّث البغداديّ حدَّث عن أبي سُكَيْنَة أجاز العِزَّ بن جَماعة . ومُكَبِّرُ بنُ عثمان التَّنُوخيّ كمُحَدِّث عن الوَضين بن عَطاء . وأَيْفَع بنُ شَراحيل الكُباريّ بالضمّ والدُ العالية زَوْجَة أبي إسْحاقَ السَّبيعيّ . وأبو كَبير : قريةٌ بمصْر وأبو القاسِم الكَبّارى بالتشديد هو القبّاريّ بالقاف وقد تقدّم ذكرُه
البِرُّ بالكسر : الصِّلَةُ وقد بَرَّ رَحِمَه يَبَرُّ إذا وَصَلَه ورجلٌ بَرٌّ بِذِي قَرابَتِه وعليه خُرِّجَتْ هذه الآيةُ : " لايَنْهَاكُمُ اللهُ عَن الَّذِينَ لم يُقَاتِلُوكُمْ في الدِّينِ ولم يُخْرِجُوكُمْ مِن ديَارِكُمْ أنْ تَبَرُّوهُمْ " أي تَصِلُوا أرحامَهم كذا في البَصائر وقولُه عَزَّ وجلَّ : " لن تَنالُوا البِرَّ حتَّى تُنْفِقُوا ممّا تُحِبُّون " قال أبو منصورٍ : البِرُّ خَيرُ الدُّنيا والآخرِةِ فخَيرُ الدُّنيا مما يُيَسِّرُه اللهُ تعالَى للعَبْدِ من الهُدَى والنِّعْمَةِ والخَيْرَاتِ وخيرُ الآخِرَةِ الفَوْزُ بالنَّعِيم الدّائِمِ في الجَنَّة جَمَعَ الله لنا بينهما برَحْمَتِه وكَرَمِه وقال شَمِرٌ في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم : " عليكم بالصِّدْق فإنّه يَهْدِي إلى البِرّ " واختلفَ العلماءُ في تفسير البِرّ فقال بعضُهم : البِرُّ الصَّلاحُ وقال بعضُهم : البِرُّ : الخَيْرُ قال : ولا أعلمُ تفسيراً أجْمَعَ منه لأنه يُحِيط بجميعِ ما قالُوا وقال الزَّجّاجُ في تفسير قولِه تعالَى : " لن تَنالُوا البِرَّ " : قال بعضُهُم : كلُّ ما تُقُرِّبَ به إلى الله عزَّ وجلَّ مِن عَمَلِ خَيْرٍ فهو إنفاقٌ
البِرُّ : الاتِّساعُ في الإحسان إلى النّاس وقال شيخُنَا : قال بعضُ أربابِ الاشْتِقَاقِ : إنّ أصلَ معنَى البِرِّ السَّعَةُ ومنه أُخِذَ البَرُّ مُقَابِل البَحْرِ ثم شاع في الشَّفَقَة والإحسانِ والصِّلَةِ قاله الشِّهَابُ في العناية . قلتُ : وقد سَبَقَه إلى ذلك المُصَنِّفُ في البَصَائِر قال ما نصُّه : ومادَّتُها أعْنِي ب ر ر مَوضوعةٌ للبَحْر وتُصُوِّر منه التوسُّعُّ فاشتُقَّ منه البَرّ أي التوسعُّ في فِعْل الخَيرِ ويُنسَب ذلك تارةً إلى الله تعالَى في نحو : " إنه هو البَرُّ الرَّحِيمُ " وإلى العَبْد تارةً فيقال : بَرَّ العَبْدُ رَبَّه أي تَوَسَّعَ في طاعَتِه فمِنَ الله تعالَى الثَّوابُ ومن العَبِد الطّاعةُ وذلك ضَرْبانِ : ضَرْبٌ في الاعتقاد وضَرْبٌ في الأعمال . وقد اشتملَ عليهما قولُه تعالى : " ليس البِرّ أن تُوَلُّوا وُجُوهَكُم " الآية وعلى هذا ما رُوِيَ أنه صلَّى الله عليه وسلّم سُئلَ عن البِرّ فتَلا الآية ؛ فإنّ الآيةَ متضمِّنةٌ للاعتقادِ والأعمالِ : الفَرائضِ والنَّوَافلِ . وبِرُّ الوالدَيْنِ : التَّوسُّعُ في الإحسان إليهما
البِرُّ : الحجُّ : عن الصّغانِيِّ . ويُقَال : بَرَّ حَجُّكَ يَبَرُّ بُرُوراً وبُرَّ الحَجُّ يُبَرُّ بِرّاً بالكسر بفَتْح الباء وضَمِّهَا فهو مَبْرُورٌ : مَقْبُولٌ
قال الفَرّاءِ : بُرَّحَجُّه فإذا قالوا : أبَرَّ اللهُ حَجَّكَ قالوه بالألف وفي الصحاح : وأبَرَّ اللهُ حَجَّكَ لغةٌ في بَرَّ اللهُ حَجَّكَ أي قَبِلَه . وقال شَمِرٌ : الحَجُّ المَبْرُورُ : الذي لا يُخالِطُه شيْءٌ من المآثِم . وفي حديث أبي هُرَيرةَ قال : قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : " الحَجُّ المَبْرُورُ ليس له جزاءٌ إلا الجَنَّةُ " . قال سُفْيانُ : تَفْسِيرُ المَبْرُورِ طِيبُ الكلامِ وإطعامُ الطَّعَامِ وقيل : هو المَقْبُولُ المُقَابَلُ بالبِرِّ وهو الثَّوَابُ . وقال أبو قِلابةَ لرجلٍ قَدِمَ من الحَج : بُرَّ العَمَلُ . أراد عَملَ الحَجِّ دَعا له أن يكونَ مَبْرُوراً لا مَأْثَمَ فيه فيستوجبُ ذلك الخُرُوجَ من الذنُوب التي اقْتَرَفها . ورُوِيَ عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قال : " قالوا : يا رسولَ الله ما بِرُّ الحَجِّ ؟ قال : إطعامُ الطَّعَامِ وطِيبُ الكلامِ "
في البَصَائِرِ : ويُستَعْمَلُ الِبُّر في الصِّدْقِ لكَوْنِه بعضَ الخَيرِ يقال : بَرَّ في قَولِه وفي يَمِينه ومنه حديثُ أبي بَكْرٍ : " لم يَخْرُجْ مِن إِلٍّ ولا بِرٍّ " . أي صِدْق
البِرُّ : الطّاعةُ وبه فُسِّرت الآيةُ : " أتأْمُرُونَ النّاسَ بالبِرِّ " وفي حديث الاعتكافِ : " أَلْبِرَّ تُرِدْنَ ؟ " أي الطّاعَةَ والعبادةَ ومنه الحديث : " ليس مِن البِرِّ الصِّيامُ في السَّفَر " . كالتَّبَرُّرِ يُقال : فلانٌ يَبَرُّ خالقَه ويَتَبَرَّرُه أي يُطِيعُه وهو مَجازٌ . واسمُه أي البِرُّ بَرَّةُ بالفَتْح اسمُ عَلَمٍ بمعنى البِرِّ مَعْرِفةٌ فلذلك لم يُصْرَف لأنّه اجتمعَ فيه التَّعْرِيفُ والتَّأْنيثُ وسيُذكَر في فَجَارِ قال النّابِغَة :إنَّا اقْتسَمْنَا خُطَّتَيْنَا بَينَنَا ... فحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجَارِ . في الحديث في بِرِّ الوالِدَيْن : " وهو حَقِّهما وحَقِّ الأقْرَبِينَ مِن الأهْلِ " : ضِدُّ العُقُوقِ وهو الإساءَةُ إليهم والتَّضْيِيعُ لحَقِّهم كالمَبَرَّةِ . وبَرِرْتُه أي الوالِدَ وبَرَرْتُه أبَرُّه بِرّاً كعَلِمتُه وضَرَبْتُه أي أحسنتُ إليه ووَصَلْتُه
عن ابن الأعرابيِّ : البِرُّ : سَوْقُ الغَنَمِ والهِرُّ : دُعَاؤُهَا قاله في المَثَل السَّائرِ : " فلانٌ ما يَعْرِفُ هِراً مِنْ بِرٍّ " . وعَكَسَه يُونُسُ فقال : الهِرُّ : سَوْقُ الغَنَمِ والبِرُّ : دُعاؤُها
البِرُّ : الفُؤادُ يقال : هو مُطْمَئِنُّ البِرُّ وأنشدَ ابنُ الأعرابيِّ لخِدَاش بنِ زُهَيْرٍ :
يكونُ مَكانَ البِرِّ منِّي ودُونَه ... وأجْعَلُ مالِي دُونَه وأُؤامِرُهْ . البِرُّ : وَلَدُ الثَّعْلِب نقلَه الصّغانيُّ . قال بعضُهم في معنى المثلِ السّابقِ : الهِرُّ : السِّنَّوْرُ والبِرُّ : الفَأْرَةُ في بعض اللُّغَاتِ
قيل : هو الجُرَذُ أو دُوَيْبَّةٌ تُشْبِهُ الفَأْرَةَ
البِرُّ بالفَتْح : من الأسْماءِ الحُسْنَى وهو العَطُوفُ على عِبادِهِ ببِرِّه ولُطْفِه قاله ابنُ الأثير
البَرُّ : الصّادقُ . البَرُّ : الكَثِيرُ البِرِّ كالبارّ . وقال ابنُ الأثِيرِ : وإنما جاءَ في أسمائِه تعالَى البَرُّ دُونَ البارِّ قلتُ : وقد فَسَّرُوا قولَه تعالَى : " ولكنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ باللهِ " وقالوا : أي البارّ . ج أبْرارٌ وَبَرَرَةٌ الأخِيرُ محرَّكَةَ رجلٌ بَرٌّ من قومٍ أبْرَارٍ وبارٌّ من قوم بَرَرةٍ . والأبرارُ كثيراً ما يُخَصُّ بالأوْلِيَاءِ والزُّهَّادِ والعُبّاد . وفي الحديث " الأئِمَّةُ من قُرَيْشٍ أبْرَارُهَا أُمَراءُ أبْرارِهَا وفُجَّارُها أُمَراءُ فُجّارِهَا " . قال ابنُ الأثِيرِ : هذا على جِهَة الإخبارِ عنهم لا على طَرِيقِ الحُكْمِ فيهم . وفي حديثٍ آخَر : " الماهِرُ بالقُرآنِ مع السَّفَرةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ " . وفي البَصَائرِ : وخُصَّ المَلائِكَةُ بالبَرَرَةِ من حيثُ إنه أبلغُ من الأبرار فإنّه جَمْعُ بَرٍّ والأبرارُ جمعُ بارٍّ وبَرٌّ أبلغُ من بارٍّ كما أن عَدْلاً أبلغُ من عادلٍ
البَرّ : الصِّدْقُ في اليَمِين ويُكسر . بَرَّ في يَميِنه يَبَرُّ إذا صَدَقَه ولم يَحنثْ
وقد بَرِرْتَ بالكسر وبَرَرْتَ بالفَتْحِ وهذه عن الصّغانيِّ . وبَرَّتِ اليَمِينُ تَبَرُّ كيمَلُّ وتَبِرُّ مثلُ يَحِلُّ بِرّاً بالكسر وبَرّاً بالفتح وبُرُوراً بالضّمّ : صَدَقَتْ . وأبرَّهَا هو : أمْضَاها على الصِّدْق
وعن الأحْمر : بَرَرْتُ قَسِمي وبَررْتُ والِدِي وغيرُه لا يقولُ هذا . ورَوى المُنْذرِيُّ عن أبي العَبَّاس في كتاب الفصيح : يقال : صَدَقْتَ وَبررْتُ وكذلك بَرَرْتُ والدي أبِرُّه . وقال أبو زَيْد : بَرَرْتُ في قَسَمِي وأبَرَّ اللهُ قَسَمِي . وقال الأعور الكَلْبِيّ :
سَقَيْنَاهُمْ دِمَاءَهُمُ فسالتْ ... فأَبْرَرْنَا إليهِ مُقَسّمِينا . وقال غيرُه : أبَرَّ فلانٌ قَسَمَ فُلانٍ وأحْثَنَه فأمَّا أبَرَّه فمعناه أنه أجَابَه إلى ما أقْسَمَ عليه وأحْنَثَه إذا لم يُجِبْه . وفي الحديث : " بَرَّ اللهُ قَسَمَهُ " وأبَرَّه بِرّاً بالكسر وإبراراً أي صَدَقَه
البَرُّ : ضِدُّ البَحْرِ وفي التَّنْزِيل العزيزِ : " ظَهَرَ الفَسَادُ في البَرِّ والبَحْرِ " " وحَمَلْنَاهُمْ في البَرِّ والبَحْرِ " " فلمَّا نَجَاهُم إلى البَرِّ " وقال مُجَاهِدٌ في قوله تعالَى : " ويَعْلَمُ ما في البَرِّ والبَحْرِ " : قال : البَرُّ القِفَارُ والبَحْرُ كلُّ قريةٍ فيها ماءٌ
الحافظُ أبو عَمْروٍ يوسفُ بنُ عبدِ اللهِ بن محمّدِ بنِ عبد البَرِّ النمريّ عالِمُ الأنْدَلُسِ وفي نُسْخَةِ شيخِنا : حافظُ الأندلسِ قال : قلتُ : بل هو حافظُ الدُّنيا غير منازَعٍ وهو صاحبُ الاستيعابِ والاستذكارِ والتَّمهيدِ وغيرِها تُوُفِّيَ سنة 463
وبَرُّ بنُ عبدِ اللهِ الدّاريُّ صَحابيٌّ وكنيتُه أبو هِنْدٍ وهو أخو تَميم وقيل ابنُ عَمِّه وقيل اسمه يَزِيدُ وبخطِّ أبي العَلاءِ القُرْطُبِيِّ : بربروالأدِيبُ أبو محمّدٍ عبدُ اللهِ بنُ بَرِّيّ بنِ عبد الجَبّارِ المَقْدِسيُّ النحويُّ اللغويُّ نَزِيلُ مصر صاحبُ الحَواشِي على الصّحاح في مُجلَّدات سَمِعَ من أبي صادقٍ المَدينيّ وعنه ابن الجُمَّيزيّ تُوُفِّيَ سنة 582 . وعليُّ بنُ بَرِّيٍّ وهو عليُّ بنُ محمّد بنِ عليّ بنِ بَرِّيٍّ البَرِّيُّ . وأبو الحَسَنِ عليِّ بنُ بَحْرِ بنِ بَرِّيٍّ البَرِّيُّ القَطّان مِن طَبقة عليِّ بن المَدينيّ وحَفيدُه محمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ بَحْرِ بنِ بَرِّيٍّ البَرِّيُّ شيخٌ لابن المقرِي . قلتُ : ورَوَى عنه أيضاً ابنُ عَدِيٍّ في الكامل وابنُ أخيه حَسَنُ بنُ محمّدِ بنِ بَحْرِ بن بَرِّيٍّ البَرِّيُّ : محدِّثون
وأبو عبد اللهِ الحُسَيْنُ بنُ أبي القاسمِ بنِ البَرِّيِّ حَدَّثَ . وأمّا أبو محمّدٍ الحَسَنُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ الوَاحِدِ بنِ موحدٍ السُّلميُّ الدِّمشقيُّ رَوَى عنه أبو بكرٍ الخَطِيبُ وهو أكبرُ منه والفَقِيهُ نَصْرٌ المَقْدِسيُّ وأبو الفَضْلِ يحيى بنُ عليٍّ القُرَشِيُّ وتُوفيِّ سنة 482 ، وله أخوةٌ منهم : أبو الفَرجِ موحد بن عليّ رَوَى عنه أبو بكرٍ الخَطِيبُ توفي سنة 455 ، وأبو الفَضْلِ عبدُ الواحدِ بنُ عليٍّ سَمِعَ منه الخَطيبُ وقد ذَكَرهم ابنُ ماكُولا وضبط في الكلِّ بالفَتْح وقال ابنُ عساكر بالضّمّ . قلت : وعليُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ عبد الواحدِ بنِ البرّيّ سمع عمَّه عبدَ الواحدِ بن عليّ وتوفي سنة 461
أبو مَسْلَمَة عثمانُ بنُ مِقْسَمٍ ويقال : القاسم الكِنْدِيُّ مولاهم عن سَعيدٍ المَقْبُريّ البُرِّيَّانِ فبالضّمّ إلى بَيْعِ البُرِّ
وفاته : أبو ثُمامَةَ البُرِّيُّ ويقال له : القَمّاحُ عن كَعْبِ بن عجرةَ . ومَسْلَمَةُ بنُ عُثمانَ البُرِّيُّ عن محمّد ابن المُغِيرَةِ
البُرُّ : بالضّمّ الحِنْطَةُ قال المصنِّف في البَصائر : وتَسْمِيَتُه بذلك لكونِه أوْسعَ مَا يُحتاجُ إليه في الغِذاءِ انتهى . قال المُتنخِّل الهُذليُّ :
لا دَرَّ دَرِّيَ إنْ أطْعَمْتُ نازِلَكُمْ ... قِرْفَ الحَتِيِّ وعنْدِي البُرُّ مَكْنُوزُ . قال ابنُ دُرَيْد : البُرُّ أفصحُ من قولهم : القَمْحُ والحِنْطَةُ واحدتُه بُرَّةٌ قال سِيبَوَيْهِ : ولا يُقَال لصاحبه : بَرّارٌ على ما يَغْلِبُ في هذا النَّحْو لأنّ هذا الضَّرْبَ إنّما هو سَماعِيٌّ لا اطِّرادِيٌّ . ج أبْرارٌ قال الجوهريُّ : ومَنَعَ سيبويهِ أنْ يُجْمَع البُرُّ على أبْرارٍ وجَوَّزَه المبَرّد قياساً
البِرُّ بالكسر أبو بكرٍ محمّدٍ بنُ عليِّ بنِ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ البِرِّ اللغويّ والبِرُّ لَقب جَدِّ أبيه عليٍّ التَّمِيميِّ الصِّقِلّيِّ القَيْرَوانِيِّ أحد أئِمَّةِ اللِّسَان روَى عن أبي سَعْد المالِينيِّ وكان حيّاً في سنة 469 ، وهو شيخُ أبي القاسمِ عليّ بنِ جعفرِ بنِ عليّ بنِ القَطَّاع السَّعْديِّ المصريِّ المتوفَّى سنة 515
أبو نَصْرٍ إبراهيم بنُ الفضلِ البارُّ حافظٌ أصْبهَانيٌّ لكنه كذّابٌ يَقْلِبُ المُتونَ قاله نَصْرٌ المَقْدِسِيُّ وتُوفِّيَ سنة 530 ، ومنهم مَن قال في نسبته : البَارّ كشَدّاد أي إلى حَفر الآبارِ وهو الصَّوابُ وهكذا ضَبَطه الذَّهِبيُّ في الديوان
عن ابن السِّكِّيت : أبَرَّ فلانُ إذا كان مسافراً ورَكِبَ البَرَّ كما يقال : أبْحرَ إذا رَكِبَ البَحْرَ
أبَرَّ الرجلُ : كَثُرَ وَلَدُه
أبَرَّ القَومُ : كَثُرُوا وكذلك أعَرُّوا فأبَرُّوا في الخَيرِ وأعَرُّوا في الشَّرِّ وسيُذْكَرُ أعَرُّوا في موضِعِه . أبَرَّ عليهم : غَلَبَهم والإبرارُ : الغَلَبَةُ قال طَرَفَةُ :
يَكْشِفُونَ الضُّرُّ عنْ ذِي ضُرِّهِمْ ... ويُبِرُّونَ على الآبِي المُبِرّ . أي يَغْلِبُون . والمُبِرُّ : الغالِب . وسُئلَ رجلٌ من بَنِي أسَدٍ : أتعرفُ الفَرَسَ الكريمَ ؟ قال : أعرفُ الجَوادَ المُبِرَّ مِن البَطِئِ المُقْرِفِ . قال : والجَوادُ المُبِرُّ : الذي إذا أُنِّفَ تَأَنَّفَ السَّيْر ولُهِزَ لَهْزَ العَيْرِ الذي إذا عَدَا اسْلَهَبَّ وإذا قِيدَ اجْلَعَبَّ وإذا انْتَصَبَ اتْلأبَّويقال : أبَرَّهُ يُبِرُّهُ إذا قَهَرَه بفِعَالٍ أو غيرِه . وقال ابنُ سِيدَه : وأبَرَّ عليهم شَرّاً حَكاه ابنُ الأعرابيِّ وأنشدَ :
إذا كنتُ من حِمّانَ في قَعْرِ دارِهْم ... فلستُ أُبالِي مَنْ أبَرَّ ومَن فَجَرْ . ثم قال : أبَرَّ من قولهم : أبَرَّ عليهم شَرّاً وأبَرَّ وفَجَر واحدٌ فجَمَعَ بينهما
وفي المُحَكْم أيضاً : وإنّه لَمُبِرٌّ بذلك أي ضابِطٌ له . وفي الحديث : " أنَّ رجلاً أتَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : " إنَّ ناضِحَ فُلانٍ قد أبَرَّ عليهم " أي اسْتَصْعَبَ وغَلَبَهم
أبَرَّ الشّاءَ : أصْدَرَها إلى البَرِّ . والبَرِيرُ . كأمِيرٍ : ثَمَرُ الأراكِ عامَّةً والمَرْدُ : غَضُّه والكَبَاثُ نَضِيجُه . وقيل : البَرِيرُ الأوّلُ أي أولُ ما يَظْهَرُ مِن ثَمَرِ الأراكِ وهو حُلْوٌ وقال أبو حَنِيفَةَ : البَرِيرُ : أعظمُ حَبّاً من الكَبَاثِ وأصغرُ عُنقُوداً منه وله عَجَمَةٌ مُدَوَّرَةٌ صغيرةٌ صُلْبَةٌ أكبرُ مِن الحِمَّصِ قليلاً وعُنْقُودُه يَمْلأُ الكَفَّ . الواحدةُ من جميعِ ذلك بَرِيرَةٌ . وفي حديث طَهْفَةَ : " ونَسْتَصْعِدُ البَرِيرَ " أي نَجْنِيه للأكْلِ . وفي آخَرَ : " ما لَنَا طعامٌ إلا البَرِير "
وبرِيرَةُ بنتُ صَفْوانَ مولاةُ عائشةَ رضيَ اللهُ عنهما : صَحَابيَّةٌ يقال إنّ عبدَ الملكِ بنَ مَرْوَان سَمِعَ منها . والبَرِّيَّةُ : الصَّحْراءُ نُسِبَتْ إلى البَرِّ رواه ابنُ الأعرابيِّ بالفتح . وقال شَمِرٌ : البَرِّيَّةُ : المَنْسُوبَةُ إلى البَرِّ وهي بَرِّيَّةٌ إذا كانت إلى البَرِّ أقربَ منها إلى الماءِ والجمعُ البَرارِي كالبَرِّيتِ بوزنِ فَعْلِيتٍ عن أبي عُبَيْدٍ وشَمِرِ وابنِ الأعرابيِّ فلمَّا سُكِّنَتِ الياءُ صارتِ الهاءُ تاءً مثل عِفْريت وعِفْرِيَة والجمعُ البَرارِيتُ
البَرِّيَّةُ من الأرَضين بالفتح : ضِدُّ الرِّيفِيَّةِ رواه ابنُ الأعرابيِّ . والبُرْبُورُ بالضَّمِّ : الجَشِيشُ من البرُ ِّ والجمعُ البَرَابِيرُ . والبَرْبَرةُ : صَوتُ البَرَابِيرُ . والبَرْبَرةُ : صَوتُ المعزِ يقال : بَرْبَرَ التَّيْسُ للهِيَاجِ إذا نَبَّ
البَرْبَرةُ : كثرةُ الكلامِ والجَلَبةُ باللِّسانِ وقيل الصِّياحُ والتَّخْلِيطُ في الكلام مع غَضَبٍ ونُفُورٍ . وفي حديث عليٍّ كرَّم الله وجهَه " لمّا طَلَبَ إليه أهلُ الطَّائفِ أن يَكْتُبَ لهم الأمانَ على تَحْلِيلِ الزِّنا والخَمْرِ فامْتَنَعَ قامُوا ولهم تَغَذْمُرٌ وبَرْبَرَةٌ " وفي حديث أُحُدٍ : " فَأَخَذَ اللِّواءَ غلامٌ أسودُ فَنَصَبَه وبَرْبَرَ "
يقال : بَرْبَرَ الرجلُ إذا هَذَى فهو بَرْبَارٌ كصَلْصالٍ مثل ثَرْثَرَ فهو ثَرْثَارٌ . وقال الفَرّاءُ : البَرْبَرِيُّ : الكثيرُ الكلامِ بلا مَنْفَعَةٍ وقد بَرْبَرَ في كلامهِ بَرْبَرَةً إذا أكْثَرَ
ودَلْوٌ بَرْبَارٌ . لها في الماءِ بَرْبَرَةٌ أي صَوتٌ في الماءِ قال رُؤْبة :
أرْوَى بِبَرْبارَيْنِ في الغِطْمَاطِ ... إفْراغَ ثَجّاجَيْنِ في الأغْواطِ . هكذا فسّر قوله هذا بما تقدّم نقلَه الصّاغانِيُّ . وَبَرْبرٌ : جِيلٌ من الناس لا تكادُ قبائلُه تَنْحَصِرُ كما قالَه ابنُ خَلْدُون في التّاريخ وفي الرَّوْض للسُّهَيْلِيّ : إنّهم والحَبَشَةَ مِن وَلَدِ حامٍ وفي المِصْباح إنّه مُعَرَّبٌ وقيل : إنّهم بَقِيَّةٌ من نَسْلِ يُوشَعَ بنِ نُونٍ مِن العَمَاليقِ الحِمْيَرِيَّةِ وهم رَهْطُ السَّمَيْدَعِ وإنه سَمِعَ لَفْظَهم فقال : ما أكثَرَ بَرْبَرَتَكم فسُمُّوا البَرْبَرَ وقيل غيرُ ذلك . ج البَرابِرَةُ زادُوا الهاءَ فيه إما للعُجْمَةِ وإمّا للنَّسَبِ وهو الصحيحُ . قال الجوهَرِيُّ : وإن شئتَ حَذَفْتَها وهم أي أكثرُ قبائلِهم بالمَغْرِبِ في الجِبال مِن سُوسَ وغيرِهَا متفرِّقَةٌ في أطرافِها وهم زَنَانَةُ وهَوّارة وصِنْهَاجَةَ ونبزةُ وكُتَامةُ ولَوِاتهَ ومديونة وشباته وكانوا كلهم بفِلَسْطِينَ مع جالُوتَ فلما قُتِلَ تَفَرَّقُوا كذا الدُّرَرِ الكَامِنَة للحافظِ ابنِ حَجَربَرْبَرٌ : أمَّةٌ أُخْرى وبلادُهم بين الحُبُوشِ والزَّنْجِ على ساحل بحرِ الزَّنْجِ وبحْرِ اليمنِ وهم سُودانٌ جِدّاً ولهم لُغَةٌ بِرَأْسِها لا يَفْهَمُهَا غيرُهم ومَعِيشَتُهم من صَيْدِ الوَحْش وعندهم وُحُوشٌ غريبةٌ لا تُوجَدُ في غيرها كالزَّرافَةِ والكَرْكَدَّنِ والبَبْرِ والنَّمِرِ والفِيلِ ورُبَّما وُجِدَ في سَواحِلِهم العَنْبَرُ وهم الذين يَقْطَعُون مَذاكِيرَ الرِّجالِ ويجعلُونها مُهُورَ نِسائِهم وقال الحَسَنُ بنُ أحمدَ بنِ يعقوبَ الهَمْدَانِيُّ : وجَزِيرتُهم قاطِعَةٌ مِن حَدِّ ساحِلِ أبْيَنَ مُلْتَحِقَةٌ في البَحْرِ بِعَدَنَ من نَحْو مَطالِع سُهَيْلٍ إلى ما يُشرقُ عنها وفيما حاذى منها عَدَنَ وقابلَه جَبَل الدُّخَانِ وهي جزيرةُ سُقُوطْرى ممّا يَقْطَعُ من عَدَنَ ثابِتاً على السَّمْتِ وكلُّهُم من وَلَدِ قَيْسِ عيْلانَ . قال أبو منصورٍ : ولا أدْرِي كيف هذا
وقال البَلاذريّ : حَدَّثَنِي بكرُ بنُ الهَيْثَمِ قال : سأَلْتُ عبدَ اللهِ بنَ صالحٍ عن البَرْبَرِ فقال : هم يَزْعُمُون أنَّهُم مِن وَلَدِ بَرِّ بنِ قَيْسِ عَيْلانَ وما جَعَلَ اللهُ لقَيْسٍ مِنْ وَلَدٍ اسمُه بَرٌّ
وقال أبو المنذر : هم من وَلَدِ فارانَ بنِ عِمليق بن يلمعَ بن عابَرَ بنِ سليخَ بنِ لاوَذَ بنِ سامِ بن نُوحٍ والأكثرُ الأشهرُ أنَّهُمْ مِن بَقِيَّةِ قومِ جالُوت وكَانت منازلُهُم فِلَسْطينَ فلمّا قُتِل جالُوتُ تَفَرَّقوا إلى المَغْرِب . أو هم بَطْنَانِ من حِمْيَرَ : صنْهَاجةُ وكُتَامَةُ صارُوا إلى البَرْبَرِ أيامَ فَتْحِ والدِهِم أفْرِيقَشَ المَلِكِ ابنِ قَيْسِ بنِ صَيْفِيِّ بنِ سبأَ الأصغَر كانوا معه لما قَدِمَ المَغْرِبَ وَبنى أفْرِيقيَّةَ فلما رَجَعَ إلى بلاده تَخَلَّفُوا عنه عُمَّالاً له على تلك البلادِ فبَقُوا إلى الآن وتَنَاسَلُوا
أبو سَعِيدٍ سابِقُ بنُ عبدِ اللهِ الشاعِرُ المطبوعُ رَوَى عن مَكْحُولٍ وعنه الأوزاعيُّ . ومَيْمُونٌ مَوْلَى عَفّانَ بنِ المُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ عن ابنِ سِيرِينَ ومحمَّدُ بنُ موسى بنِ حَمّادٍ حَدَّث عنه أبو عليٍّ الكاتبُ وعبدُ الله بنُ محمّدِ بنِ ناجِيَةَ الحافظُ والحَسَنُ بنُ سَعْدٍ الأخِيرُ رَوى عنه أبو القاسم سَهْلُ بنُ إبراهِيمَ البَرْبَرِيُّ البَرْبَرِيُّونَ وكذا أبو محمّدٍ هارُون بنُ محمّدٍ وهانئّ بنُ سَعيد مَوْلى عُثْمَانَ البَرْبَرِيّانِ وَبَرْبَرٌ المُغُنِّي : مُحَدِّثون الأخِيرُ رَوَى عن مالِكٍ وعنه يحيى ابنُ مُعين
والمُبِرُّ : الضّابِطُ يقال : إنّه لَمُبِرٌّ بذلك أي ضابِطٌ له كذا في المُحْكَم . والبُرَيْرَاءُ كحُمَيْرَاءِ من أسماءِ جِبَال بني سُلَيْم بنِ منصور قال :
إنَّ بأجْرَاعِ البُرَيْرَاءَ فالحِسَى ... فَوَكْزٍ إلى النَّقْعَيْنِ مِنْ وَبِعَانِ . والبَرَّةُ : ع قَتَلَ فيه قابيلُ هابيلَ ابْنَيْ آدَمَ عليه السّلامُ نقلَه الصغانيّ
بَرَّةُ بلا لامٍ : اسمُ زَمْزَمَ وفي الحديث : " أتاه آتٍ فقال : احْفِرْ بَرَّةَ " سَمّاهَا بَرَّةَ لِكَثْرَةِ مَنافِعِها وسَعَةِ مائِها
بَرَّةُ ابنةُ عبدِ المُطَّلبِ عَمَّةُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أُختُ أرْوَى والحارثِ . وفي الحديث : " أنَّه غَيَّرَ اسمَ امرأةٍ كانَت تُسَمَّى بَرَّةَ فسمّاهَا زَينَبَ وقال : تُزَكِّي نَفْسَها " كأنَّه كَرِهَ لها ذلك
بَرَّةُ جَدُّ إبراهِيمَ بن محمّد الصَّنْعَانِيِّ والدِ الرَّبِيعِ شيخِ مُعَاذ بنِ نصرِ بنِ حَسّانَ العَنْبَرِيّ وفي سِيَاق الذهبيِّ ما يقتضِي أنّ الربيعَ بنَ برَّةَ الذي يَرْوِي عنه مُعاذِ ليس بوَلَدٍ لإبراهيمَ فإنه ذَكَرَ إبراهيمَ بنَ محمّدِ بنِ بَرَّةَ الصَّنْعانِيَّ وقال عن عبد الرزّاقِ : ثم قال : والرَّبيعُ بنُ بَرَّةَ شيخٌ لمُعاذِ بنِ مُعاذ . فتَأَمَّلْ
بَرَّةُ : قَريتانِ باليَمَامَةِ عُلْيَا وسُفْلَى ويقال لهما : البَرَّتانِ وكانت البَرَّةُ العُلْيَا منزلَ يحيى بنِ طالبٍ الحَنفيِّ ومِن قوله يَتشوَّق إليها :
خَلِيَليِّ عُوجَا بارَكَ اللهُ فيكما ... على البَرَّةِ العُلْيَا صُدُورَ الرّكائبِوقُولا إذا ما نَوَّه القَوْمُ للقِرَى ... ألا في سبيلِ الله يَحْيَى بنُ طَالبِ . وبالضمِّ : بُرَّةُ بن رِئابٍ ويُدْعَي جِحش بنَ رِئاب أيضاً والدُ أُمِّ المُؤمِنينَ زَينَبَ الأسَدِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عنها
وفاتَه : بَرَّةُ بنُ عَمْروِ بنِ تَمِيمٍ مِن أولادهِ أُمَيْمَةُ بنتُ عُبَيْدِ بنِ النَّاقِهِ بنِ بَرَّةَ ذَكَرَه الحافظُ
ومَبَرَّةُ : أكَمَةٌ قُرْبَ المَدِينةِ الشَّريفَةِ دُونَ الجارِ إليها قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
أقْوَى الغَيَاطِلُ مِن حِرَاجِ مَبَرَّةٍ ... فجُنُوبُ سَهْوَةَ قَد عَفَتْ فرِمالُهَا . والبُرَّي كقُرَّي : الكلمةُ الطَّيِّبَةُ من البِرِّ وهو اللُّطْفُ والشَّفَقَةُ . والبَرْبارُ بالفتح والمُبَرْبِرُ بالضمِّ : الأَسَدُ لِبَرْبَرَتِه وجَلَبَتِه ونُفُورِهِ وغَضَبهِ
يقال : ابْتَرَّ الرجلُ إذا انتصبَ منفرِداً عن وفي بعض النسَخِ من أصحابِه نقلَه الصّغانيُّ
والمُبَرِّرُ من الضَّأْن كالمُرَمَّدِ وهي التي في ضَرْعِها لُمَعٌ سُودٌ وبيضٌ عند الإقرابِ تشبيهاً بالبَرِيرِ : ثَمَرِ الأراكِ . وسَمَّوْا بَرَّاً وبَرَّةَ بالفتحِ فيهماً وبُرَّةَ بالضّمّ وبَرِبراً كَأَمِيرٍ
يقال أصْلَحُ العَرَبِ هكذا في النُّسَخ والذي في التَّهْذِيب والتَّكْمِلَةِ : أَفْصَحُ العَرَبِ أبَرُّهم أي أبْعَدُهُم في البَرِّ والبَدْوِ داراً
وَردَ في كلام سَلْمَانَ رضِيَ اللهُ عنه : مَن أَصْلَحَ جَوّانِيَّه أصلَحَ اللهُ بَرّانِيَّه بالفتح فيهما قالوا : البَرَّانِيُّ : العَلانِيَةُ نِسْبةٌ على غير قياسٍ كما قالوا في صَنْعاءَ : صنْعَانِيٌّ وأصلُه من قولهم : خَرَج فلانٌ برّاً إذا خَرَجَ إلى البَرِّ والصَّحراءِ وليس من قديم الكلامِ وفَصِيحِه كما في التَّهْذِيب . وفي اللِّسان : والبَرُّ : نَقِيضُ الكِنِّ . قال اللَّيْثُ : والعَربُ تَستعملُه في النَّكِرة تقولُ العَربُ : جلَستُ بَرّاً وخرجتُ بَرّاً . قال أبو منصورٍ : وهذا من كلامِ المُوَلَّدِين وما سمعتهُ من فُصحاءِ العربِ البادِيَةِ والمعنَى : مَن أصْلَحَ سَرِيرَتَه أصلَحَ اللهُ عَلانِيَتَه أُخِذَ مِن الجوِّ والبَرِّ فالجوُّ : كُلُّ بَطْن غامِضٍ والبَرُّ : المَتْنُ الظَّاهِرُ فهاتان الكَلِمَتَانِ على النِّسْبَة إليهما بالألفِ والنُّونِ . وفي الأساس : افْتَتح البابَ البَرّانِيَّ . ويقال : تُريدُ جَوّاً ويُرِيدُ بَرّاً أي أُرِيدُ خُفْيَةً ويُرِيدُ عَلانِيَةً والبَرّانِيَّة : ة ببُخَاراءَ على خمسةِ فَرَاسِخَ منها ويقال لها : فُورانُ منها أبو المَعَالِي سَهْلُ بنُ أبي سَهْلٍ محمودِ بنِ أبي بكرٍ محمّد بن إسماعيلَ البَرّانِيُّ الفَقِيهُ الشافعيُّ الواعظُ سَمِعَ أباه وغيرَه ورَوَى عنه ابنُه ومات ببُخاراءَ سنة 524 ، قاله أبو سَعْدٍ
والنَّجِيبُ أبو بكرٍ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ أبي القاسمِ البَرّانِيُّ : محدِّثٌ سَمِعَ أباه وعنه أبو سَعْدِ بنُ السَّمْعَانِيَّ مات سنة 542
عن ابن الأعرابيِّ : البَرّابِيرُ : طعامٌ يُتَّخذُ من فَرِيكِ السُّنْبُل والحَلِيبِ . وذلك أنَّ الرّاعِيَ إذا جاعَ يَأْتِي إلى السُّنْبُلِ فيَفْرُكُ منه ما أحَبَّ ويَنْزِعُه من قُنْبُعِه وهو قِشْرُه ثم يَصُبُّ عليه اللَّبَنَ الحَلِيبَ ويُغْلِيه حتى يَنْضَجَ ثم يَجعلُه في إناءٍ واسعٍ ثم يُبَرِّدُه فيكونُ أطْيبَ من السَّمِيذِ . قال : وهي العَذِيرَةُ وقد اعْتَذَرْنا الوَاحِدُ بُرْبُورٌ وقد ذَكَره المصنِّف قريباً
يقال : بَرَّه كمَدَّه إذا قَهَرَه بِفِعالٍ أو مَقَالٍ كأَبَرَّه والإبرارُ : الغَلَبَةُفي الأمثال : " فُلانٌ لا يَعِرفُ هِرّاً مِن بِرٍّ اي ما يُهِرُّه ممّا يَبِرُّه " أي مَن يَكْرَهُهْ مِمَّنْ يَبِرُّه أو ما يعرفُ القِطَّ من الفَأْرِ وقد تقدَّم أو ما يَعرِفُ دُعاءَ الغَنَمِ من سَوْقِها رواه الجوهريُّ عن ابن الأعرابيِّ . وقال يُونُس : الهِرُّ : سَوْقُ الغَنَمِ والبِرُّ : دُعاؤُها أو مايعرفُ دُعاءَهَا إلى الماءِ مِن دُعَائِها إلى العَلَف يُروَي عن ابن الأعرابيِّ أنَّ البِرَّ : دُعَاءُ الغَنَمِ إلى العَلَف . أو ما يَعْرِفُ العُقُوقُ مِن اللُّطْفِ فالهِرُّ : العُقُوقُ والبِرُّ : اللُّطْفُ وهو قَولُ الفَزارِيِّ أو مَا يَعرفُ الكَرَاهِيَةَ من الإكرام فالهِرُّ : الخُصُومَةُ والكراهيَة والبِرُّ : الإكرام أو معناه ما يَعرفُ الهَرْهَرَةَ مِن البَرْبَرَةِ فالهَرْهَرَةُ : صَوتُ الضَّأْنِ والبَرْبَرَةُ : صَوتُ المِعْزَى
والبُرْبُر بالضّمّ : الرجلُ الكثيرُ الأصواتِ كالبَرْبارِ . والبِرْبِرُ بالكسْر : دُعَاءُ الغَنَمِ إلى العَلَف نقلَه الصّغانِيُّ
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : البِرُّ بالكسر : التُّقَى وهو في قولِ لَبِيد :
" وما البِرُّ إلا مُضْمَرَاتٌ مِنَ التُّقَى . وتَبارُّوا : تَفاعَلُوا مِن البِرِّ وفي كتاب قُرَيْشٍ والأنصارِ : " وإنّ البِرَّ دُونَ الإثْمِ " أي إنّ الوفاءَ بما جَعَلَ على نفْسِه دُونَ الغَدْرِ والنَّكْثِ . ويقال : قد تَبَرَّرْتَ في أمْرِنا أي تَحَرَّجْتَ قال أبو ذُؤَيبٍ :
فقالتْ تَبَرَّرْتَ في جَنْبِنا ... وما كنتَ فِينا حَدِيثاً بِبَرّ . أي تَحَرَّجْتَ في سَبَبِنا وقُرْبِنا
وعن أبي سَعِيد : بَرَّتْ سِلْعَتُه إذا نَفَقَتْ وهو مَجازٌ قال : والأصلُ في ذلك أن تُكَافِئَه السِّلْعَةُ بما حَفِظَها وقامَ عَلَيْهَا تُكَافئه بالغَلاءِ في الثَّمَنِ وهو من قولِ الأعْشَى يَصفُ خَمْراً :
تَخَيَّرَهَا أخُو عَانَاتِ شَهْراً ... ورَجَّى بِرَّها عاماً فعَامَا . وهو بَرٌّ بوالِدِهِ وبارٌّ عن كُرَاع وأنكرَ بَعْضُهُم بارٌّ وفي الحَدِيث : " تَمَسَّحُوا بالأرْض فإنَّها بَرَّةٌ بكم " قال ابن الأثِير : أي مُشْفِقَةٌ عليكم كالوالدةِ البَرَّةِ بأولادِهَا يَعْنِي أنّ منها خَلْقَكم وفيها مَعاشكم وإليها بعدَ الموتِ معادكم . وفي حديث حكيم بن حزامٍ : " أرأَيْتَ أُمُوراً كنتُ أبْرَرْتُهَا " أي أطلبُ بِهَا البِرَّ والإحسانَ إلى الناس والتَّقرُّبَ إلى الله تعالى . واللهُ يَبَرُّ عِبادَه أي يَرْحَمُهم
وبَرَّةُ بنتُ مُرٍّ وهي أُمُّ النَّضْرِ بنِ كِنانَةَ . ومن الأمثال : " هو أقْصَرُ مِن بُرَّةٍ " . ويقال : أطْعَمنا ابنَ بُرَّةٍ وهو الخُبْز . والبَرّانِيَّةُ بالفتح : قريةٌ بمصر . وبَرَّةُ بنتُ عامرِ بن الحارثِ القُرَشِيَّةُ العَبْدَرِيّةُ وبَرَّةُ بنتُ أبي تُجْرَاة العَبدريَّة : صَحابيّتانِ . وأبو البِرِّ بالكسر صَدَقَةُ بن جروانَ البَوّاب المعروفُ بابن البيعِ حَدَّثَ عن أبي الوَقْتِ ذَكَرَه ابنُ نُقْطَةَ . والبَرَابِرُ : الجِدَاءُ