إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ(قرآن).
الكَفُّ : اليَدُ سُمِّيَتْ لأَنَّها تَكُفُّ عن صاحِبها أَو يَكُفُّ بها ما آذاه أو غير ذلِكَ أَو مِنْها إلى الكُوعِ قالَ شَيْخُنا : هي مُؤَنَّثَةٌ وتَذْكِيرُها غَلَطٌ غيرُ مَعْروفٍ وإِنْ جَوَّزَه بعضُ تَأْويلاً وقالَ بعضٌ : هي لُغَةٌ قليلةٌ فالصّوابُ أَنَّه لا يُعْرَفُ وما وَرَدَ حَمَلُوه على التَّأْوِيل ولم يَتَعَرَّض المُصَنِّفُ لذلِكَ قُصُوراً أَو بِناءً على شُهْرَتِه أَو على أَنَّ الأَعْضاءَ المُزْدَوَجَةُ كُلَّها مُؤَنَثَةٌ . انتهى
قلتُ : وفي التَّهْذِيب : الكَفُّ : كَفُّ اليَدِ والعَرَبُ تَقُولُ : هَذِه كَفٌّ واحِدَةٌ قالَ ابنُ بَرِّيّ : وأَنْشَدَ الفَرّاءُ :
أُوَفِّيكُما ما بَلَّ حَلْقِيَ رِيقَتِي ... وما حَمَلَتْ كَفّايَ أَنْمُلِيَ العَشْرَا قالَ : وقالَ بِشْرُ بنُ أَبِي خازمٍ :
لَهُ كَفّانِ : كَفٌّ ضُرٍّ ... وكَفُّ فوَاضِلٍ خَضِلٌ نَداهَا وقالت الخَنْساءُ :
فما بَلَغَتْ كَفُّ امْرِيءٍ مُتَناوِلٍ ... بها المَجْدَ إلا حَيْثُ ما نِلْتَ أَطْوَلُ قال : وأَما قَوْلُ الأَعْشَى :
أَرى رَجُلاً منهم أَسِيفاً كأَنَّما ... يَضُمُّ إلى كَشْحَيْهِ كَفّاً مُخَضَّبَا فإِنَّه أَرادَ الساعِدَ فذَكَّرَ وقِيلَ : إنَّما أَرادَ العُضْوَ وقِيلَ : هو حالٌ من ضَميرِ يَضُمُّ أَو من هاءٍ كَشْحَيْه . ج : أَكُفٌّ قال سِيبَوَيْهِ : لم يُجاوِزُوا هذا المِثالَ وحَكَى غيرُه كُفُوفٌ قال أَبُو عُمارَةَ بن أبي طَرَفَة الهُذَلِيّ يَدْعُو اللهَ عزّ وجَلَّ
" فَصِلْ جَناحِي بأَبي لَطِيفِ
" حتى يَكُفَّ الزَّحْفَ بالزُّحُوفِ
" بكُلِّ لَيْنٍ صارِمٍ رَهِيفِ
" وذابِلٍ يَلَذُّ بالكُفُوفِ أَبُو لَطِيفٍ يَعْنِي أَخاً له أَصْغَرَ منه وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيّ للَيْلَى الأَخْيَلِيَة :
بقَوْلٍ كتَحْبِيرِ اليَمانِي ونائِلٍ ... إذا قُلِبَتْ دُونَ العَطاءِ كُفُوفُ وكُفٌّ بالضَّمِّ وهذه عن ابنِ عَبّادٍ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : وكَفُّ الطّائِرِ أيضاً وفي اللِّسانِ : وللصَّقْر وغيرِه من جَوارحِ الطَّيْرِ كَفَّانِ في رِجْلَيْهِ وللسَّبُعِ كَفّانِ في يَدَيْهِ لأَنه يَكُفُّ بهما على ما أُخَذَ . والكَفُّ : بَقْلَةُ الحُمْقاءِ قالَ أَبو حَنِيفةَ : هكَذا ذَكَرَه بعضُ الرُّواةِ وهي الرِّجْلَةُ . ومن المَجازِ : الكَفُّ : النِّعْمَةُ يُقال : للهِ علينا كَفٌّ واقِيَةٌ وكَفٌّ سابِغَةٌ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لذِي الأُصْبُع :
زَمانٌ بهِ للهِ كَفٌّ كَرِيمَةٌ ... عَلَيْنَا ونُعْماهُ بِهِنَّ تَسِيِرُ والكَفُّ فِي زِحافِ العَرُوضِ : إِسْقاطُ الحَرْفِ السّابِعِ من الجُزْءِ إذا كانَ ساكِناً كنُونِ فاعِلاتُنْ ومفاعِيلُنْ فيصِيرُ : فاعِلاتُ ومَفاعِيلُ وكذلِ : كُلُّ ما حُذِف سابِغُه على التَّشْبِيهِ بكُفَّةِ القَمِيَِ التي تَكُونُ في طَرَفِ ذَيْلِه فبَيْتُ الأَوّلِ :
لَنْ يَزالَ قَوْمُنا مُخْصِبِينَ ... سالِمِينَ ما اتَّقَوْا واسْتَقامُوا وبيتُ الثاني :
دَعانِي إلى سُعادَا ... دَواعِي هَوَى سُعادَا قال ابنُ سِيدَه : هذا قولُ أَبي إِسْحاقَ والمَكْفُوفُ في عِلَلٍ العَرُوضِ مَفاعِيلُ كان أَصْلُه مَفاعِيلُنْ فلما ذَهَبَت النُّونُ قالَ الخَلِيلُ : هو مَكْفُوفٌ . وذُو الكَفَّيْنِ : صَنَمٌ كان لِدَوْسٍ قالَ ابنُ دُريْدٍ : وقالَ ابنُ الكَلْبِي : ثم لمُنْهِبِ بنِ دُوْسٍ فلمّا أَسْلَمُوا بَعثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الطُّفَيْلَ بنَ عَمْرٍو الدَّوْسِيَّ فحَرَّقَه وهو الَّذِي يَقُولُ :
" يا ذَا الكَفَيْنِ لَسْتُ من عِبادِكَا
" ميلادُنا أَكْبَرُ من مِيلادِكَا
" إِنّي حَشَوْتُ النارَ في فُؤادِكَا وإنّما خَفَّفَ الفاءَ لضرُورةِ الشِّعْرِ كما صَرَّح به السُّهَيْلِيُّ في الرَّوضِ . وذَو الكَفَّيْنِ : سَيْفُ أَنْمارِ ابنِ حُلْفِ قالَتْ أَختُ أَنْمارٍ :
إِضْرِبْ بذِي الكَفَّيْن مُسْتَقْبِلاً ... واعْلَمْ بأَنِّي لكَ في المَأْتَمِ وذُو الكَفَّيْنِ : سَيْفُ عَبْدِ اللهِ بن أَصْرَمَ بنِ عَمْرِو بنِ شُعيْثَةَ وكانَ وَفَدَ على كِسْرَى فسَلَّحَهُ بسَيْفَيْنِ أَحَدُهما هذا والآخرُ أَسْطامٌ فشَهدَ يَزيدُ بنُ عبدِ اللهِ حَرْبَ الجَمَلِ مع عائِشَةَ رضي اللهُ عنها فجَعَلَ يضْرِبُ بالسَّيْفَيْنِ ويَقُولُ :
" أَضْرِبُ في حافاتِهِمْ بسَيْفَينْ
" ضَرْباً بإِسْطامٍ وذِي الكَفَّيْنْ
" سَيْفِي هِلالِيٌّ كَرِيمُ الجَدَّيْن
" وارِي الزِّنادِ وابنُ وارِي الزَّنْدَيْنوذَو الكَفِّ : سَيْفُ مالِكِ بنِ أُبَيِّ ابنِ كَعْبٍ هكذا في النُّسَخِ وصَوابُه مالِكُ بنَ أَبِي كَعْبٍ الأنصاريّ . وتَخاطَرَ أَبُو الحُسامِ ثابتُ بنُ المُنْذِرِ ابن حَرامٍ ومالِكٌ أَيُّهما أَقْطَعُ سَيْفاً فجَعَلا سَفُّوداً في عُنُقِ جَزْورٍ فنَبَا سَيْفُ ثابِتٍ فقالَ مالِكٌ :
" لم يَنْبُ ذُو الكَفِّ عن العِظامِ
" وقَدْ نَبا سَيْفُ أَبِي الحُسامِ وذُو الكَفِّ أيْضاً : سَيْفُ خالِدِ ابن المُهاجِرِ بنِ خالِدِ بن الوَلِيدِ المَخْزُومِيِّ وقالَ حينَ قَتَلَ ابنَ أُثالِ وكان يُكْنَى أَبا الوَرْدِ :
سَلِ ابنَ أُثالٍ هَلْ عَلَوْتُ قَذَالَه ... بذِي الكَفِّ حَتَّى غيرَ مُوَسَّدِ
ولَوْ عَضَّ سَيْفِي بابنِ هِنْدٍ لَساغَ لِي ... شَرابِي ولم أَحْفِلْ مَتَى قامَ عُوَّدِي وذُو الكَفِّ الأَشَلِّ : هو عَمْروُ بن عَبْدِ اللهِ أَخُو بَني سَعْدِ بنِ ضُبَيْعَةَ ابنِ قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ الحِصْنِ بنِ عُكابَة مِنْ فُرْسانِ بَكْرِ بن وائِلٍ وكانَ أَشَلَّ . وكَفُّ الكَلْبِ ويُقالُ له : راحَةُ الكَلْبِ وهو غيرُ الرِّجلَةِ وكَفُّ السَّبُعِ أَو الضَّبُعِ وكَفُّ الهرِّ وكَفُّ الأَسَدِ وكَفُّ الذِّئبِ وكَفُّ الأَجْذَمِ أَو الجَذْماءِ وكَفُّ آدَمَ وكَفُّ مَرْيَمَ : نَباتاتٌ والأخِيرُ هي أُصُولُ العَرْطَنِيثَا ويُقالُ أيضاً : الرُّكْفَة وبَخْور مَرْيَمَ ولكِّل منها خَواصٌّ ومنافِعُ مَذْكُورةٌ في كُتُبِ الطِّبِّ . ويقالُ : لَقِيتُه كَفَّةَ كَفَّةَ وهُما اسْمانِ جُعلاَ واحداً وبُنِيا على الفَتْح كخَمْسَةَ عَشَرَ نَقَلهُ الجوهريُّ . ويُقال أيضاً : لَقِيتُه كَفَّةً لكَفَّةٍ وكَفَّةَ عن كَفَّةٍ على فَكِّ التَّرْكِيبِ أَي : كِفاحاً هكَذا فَسَّرَهُ الجَوْهَرِيُّ كأَنَّ كَفَّكَ مَسَتْ كَفَّهُ أَو ذلكَ . هكذا في النُّسَخ والصوابُ : وذلِك إذا لَقِيتَهُ فمَنَعْتَه من النُّهُوضِ ومَنَعَكَ وفي حَدِيثِ ابنِ الزُّبَيْرِ : فتَلَقَّاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَفَّةَ كَفَّةَ : أَي مواجَهَةً كأَنَّ كُلَّ واحدٍ منهما قَدْ كَفَّ كَفَّ صاحِبَه عن مُجاوَزَتهِ إلى غيره أَي : مَنَعَه قال ابنُ الأَثيرِ وفي المُحْكَم : لَقِيتُه كَفَّةَ كَفَّةَ وكَفَّةَ كَفَّةٍ على الإضافة : أَي فَجْأَةً مُواجَهَةً قال سيبويه : والدَّلِيلُ على أنَّ الآخرَ مَجْرورٌ أن يُونُسَ زَعَم أَنّ رُؤبَةَ كانَ يَقولُ : لَقِيتُه كَفَّةً لِكَفَّةٍ أو كَفَّةً عن كَفَّةٍ إِنَّما جُعِلَ هذا هكذا في الظَّرْفِ والحالِ ؛ لأنًّ أَصلَ هذا الكَلام أَنْ يَكُونَ ظَرْفاً أو حالاً . وجاء الناسُ كافَّةً : أَي جاءُوا كُلُّهُم ولا يُقال : جاءَت الكَافَّةُ لأَنَّه لا يَدْخُلُها أَلْ ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ ولا تُضافُ ونصُّ الجوْهَرِيِّ : الكافَّةُ : الجَمِيعُ من النّاسِ يُقال : لَقِيتُهم كافَّةً : أَي كُلَّهُم وأما قَوْلُ ابنِ رَواحَةَ :
فِسرْنا إِلَيْهمْ كافَةً في رحالِهم ... جَمِيعاً عَلَيْنا البِيضُ لا نَتَخَشَّعُفإِنَّما خفَّفَه ضَرُورةً ؛ لأَنَّه لا يَصْحُّ الجمعُ بين السّاكِنَيْنِ في حَشْو البَيْت وهذا كما تَرىَ لا وَهَمَ فيه لأَنَّ النَّكِرَةَ إِذا أُريدَ لَفْظُها جازَ تَعريفُها كما هو مَنْصُوصٌ عليه . وأَما قولُه : ولا يُقالً : جاءَت الكَافَّةُ فهو الذي أَطْبَقَ عليه جَماهِيرُ أَئِمَّةِ العربيَّةِ وأَوْرَدَ بَحْثَه النَّوَوِيُّ في التَّهْذِيب وعابَ على الفُقَهاءِ وغيرهُم اسْتِعْمالَه مُعَرَّفاً بأَلْ أَو الإِضافَةِ وأَشارَ إليه الهَرَويُّ في الغَرِيبَيْن وبسَطَ القولَ في ذلك الحَرِيريُّ في دُرَّةِ الغَوّاصِ وبالغَ في النَّكِيرِ على من أَخْرَجَه عن الحالِيَّةِ وقالَ أَبو إِسحاقَ الزَّجاجُ في تَفْسِير قوله تَعالى : " يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا في السِّلْمِ كافَّةً " قالَ : كافَّةً بمعنَى الجَمِيعِ والإِحاطَةِ فيجوزُ أَن يَكُونَ مَعنْاه ادْخُلُوا في السِّلْمِ كُلِّه أَي في جَمِيعِ شَرائِعِه ومعنى كافَّةً في اِشْتِقاقِ اللُّغَةِ : ما يَكُفُّ الشَّيْءَ في آخِرِه فمَعْنَى الآية : ابْلُغُوا في الإِسلامِ إلى حَيْثُ تَنْتَهِي شَرائِعُه فتُكَفُّوا من أَنْ تَعُدُوا شَرائِعَه وادْخُلُوا كُلُّكُم حتى يُكَفَّ عن عَدَدٍ واحدٍ لم يَدْخُلْ فيه وقالَ : وفي قَولِه تَعالَى : " وقاتِلُوا المُشْرِكِينَ كَافَّةً " منصوبٌ على الحالِ وهو مَصْدَرٌ على فاعِلَةٍ كالعافِيَةِ والعاقِبَةِ وهو في مَوْضِع قاتِلُوا المُشْرِكِين مُحِيطِينَ قالَ : فلا يَجُوزُ أَن يُثَنَّى ولا أَنْ يُجْمَعَ ولا يُقال : قاتِلُوهُم كافّاتٍ ولا كافِّينَ كما أَنَّك إِذا قُلْتَ : قاتِلْهُم عامَّةً لم تُثَنِّ ولم تَجْمَعْ وكذلك خاصَّةً وهذه مَذْهَبُ النَّحْويين قال شيخنا : ويَدُلُّ على أَنَّ الجَوْهَريَّ لم يُرِدْ ما قَصَدَه المُصَنِّفُ أَنَّه لمّا أَرادَ بيانَ حُكْمِها مثَّلَ بما هُوَ موافِقٌ لكلامِ الجُمْهُورِ . علَى أَنَّ قولَ الجُمْهُورِ كالمُصَنّفِ : لا يُقالً : جاءَت الكافَّةُ ردَّه الشِّهابُ في شَرْح الدُّرَّةِ وصحَّحَ أَنَّه يُقال وأَطالَ البحثَ فيهِ في شرح الشِّفاءِ ونقَله عن عُمَرَ وعَلِيٍّ رضي الله عنهُما وأَقَرَّهُما الصّحابَةُ وناهِيكَ بهم فَصاحَةً وهو مَسْبُوقٌ بذلكَ فقد قالَ شارِحُ اللُّبابِ : إِنَّه اسْتُعْمِلَ مَجروراً واستَدَلَّ له بقولِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ رضي الله عنه : " على كافَّةِ بَيْتِ مالِ المُسْلِمِينَ " وهو من البُلَغاءِ ونَقَله الشُّمُنِّيُّ في حواشِي المُغْنِي وقل الشيخُ إِبراهيمُ الكُورانِيُّ في شرحِ عَقِيدَةِ أُستاذِه : من قالَ من النُّحاةِ إِنَّ كافَّةً لا تَخْرُجُ عن النّصْبِ فحُكْمُه ناشئٌ عن اسْتِقْراءِ ناقِصٍ قالَ شَيْخُنا : وأَقُولُ : إِنْ ثَبَتَ شيءٌ مما ذَكَرُوه ثُبُوتاً لا مَطْعَنَ فيه فالظّاهِرُ أَنَّه قَلِيلٌ جِداً والأَكثَرُ استعمالُه على ما قالَه ابنُ هشامٍ والحَرِيرِيُّ والمُصنَّفُ . وكَفَّت النّاقَةُ كُفُوفاً : كَبِرَتْ فقَصُرتْ أَسْنانُها حتى تَكادَ تَذْهَبُ فَهِي كافٌّ وكذلك البَعِيرُ نقله الجوهرِيُّ وفي اللِّسانِ : فإذا ارْتَفعَ عن ذلكَ فالبَعِيرُ ماجُّ قال الصَّاغانِيُّ : وناقَةٌ كَفُوفٌ مثلُه . وكَفَّ الثَّوْبَ كَفّاً : خاطَ حاشِيَتَه قالَ الجَوْهَرِيُّ : وهو الخِياطَةُ الثانِيَةُ بعد الشَّلِّ كذا في النُّسَخ وفي الصِّحاحِ والعُبابِ : بعدَ المَلِّ وهي الكِفافَةُ وهو مجازٌ . وكَفَّ الإِناءَ كَفّاً : مَلأَهُ مَلأً مُفْرِطاً فهو ثَوْبٌ مَكْفُوفٌن وإِناءٌ مَكْفُوفٌ . وكَفَّ رِجْلَه كَفّاً : عَصَبَها بِخِرْقَةٍ ومنه حَدِيثُ الحَسَنِ : قالَ له رجُلٌ : إِنَّ بِرِجْلِي شُقَاقاً قالَ : اكْفُفْه بخِرْقة . أي : اعْصِبْه بها واجْعَلْها حَوْلَه . ومن المجازِ : عَيْبَةٌ مَكْفُوفَةٌ : أَي مُشَرَّجَةٌ مَشْدُودَةٌ كما في الصِّحاح وفي الحديثِ في كِتابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلم في صُلحِ الحُدَيْببَةِ حينَ صالَحَ أَهَل مَكَّةَ وكتَبَ بينَهُ وبَيْنَهُم كتاباً فكَتَب فيه أَنْ لا إِغْلالَ ولا إِسْلالَ وأَنَّ بَيْنَهُمْ عَيْبَةً مَكْفُوفَةٌ أَرادَ بالمَكْفُوفَةِ : التي أُشْرِجَتْ على ما فِيها وقُفِلَت ومَثَّلَ بِها الذِّمَّةَ المَحْفُوظَةَ التي لاتُنْكَثُ وقالَ ابنُ الأَثيرِ : ضَرَبَها مَثلاً للصُّدُورِ وأَنَّها نَقِيَّةٌ من الغِلِّ والغِشِّ فيما كَتَبُوا واتَّفَقُوا عليه من الصُّلْح والهُدْنَةِ والعَرَبُ تُشَبِّه الصُّدورَ التي فيها القُلوبُ بالعِبابِ التي تُشْرَجُ على حُرِّ الثِّيابِ وفاخِرِ المَتاع فجَعَل النبي صلى الله عليه وسلم العِيابَ المُشَرَّجَةَ على ما فِيها مَثَلاً للقُلُوبِ طُوِيَتْ على ما تَعاقَدُوا ومنه قَوْلُ الشاعر : ُنْكَثُ وقالَ ابنُ الأَثيرِ : ضَرَبَها مَثلاً للصُّدُورِ وأَنَّها نَقِيَّةٌ من الغِلِّ والغِشِّ فيما كَتَبُوا واتَّفَقُوا عليه من الصُّلْح والهُدْنَةِ والعَرَبُ تُشَبِّه الصُّدورَ التي فيها القُلوبُ بالعِبابِ التي تُشْرَجُ على حُرِّ الثِّيابِ وفاخِرِ المَتاع فجَعَل النبي صلى الله عليه وسلم العِيابَ المُشَرَّجَةَ على ما فِيها مَثَلاً للقُلُوبِ طُوِيَتْ على ما تَعاقَدُوا ومنه قَوْلُ الشاعر :
وكادجتْ عِيابُ الوُدِّ بَيْنِي وبَيْنَكُم ... وإِنْ قِيلَ أَبناءُ العُمُومَةِ تَصْفَرُ فجَعَلَ الصُّدُورَ عِياباً لِلوُدِّ أَو مَعْناهُ أَنَّ الشَّرَّ يكوننُ مَكْفُوفاً بَيْنَهُم كما تُكَفُّ العِيابُ إِذا أُشْرِجَتْ على ما فِيهَا من المَتاعِ كذلِكَ الذْحُولُ التي كانَتْ بَيْنَهم قد اصْطَلَحُوا على أَنْ لا يَنْشُرُوها بل يَتَكافُونَ عَنها كأَنَّهم جَعَلُوها في وعاءٍ وتَشاجْرُوا عَلَيْها وهذا الوَجْهُ قد نَقَلَه أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ . ومن المجازِ : هُو مَكْفُوفٌ وهم مَكافِيفُ وقد كُفَّ بَصَرُه بالفَتْحِ والضَّمِّ الأَولَى عن ابنِ الأعرابِيِّ : عَمِيَ ومُنِعَ من أَنْ يَنْظُرَ . وكَفَفْتَه عَنْهُ كَفّاً : دَفَعْتُه ومَنَعْتُه وصَرَفْتُه عنه نقَلَه الجوهَرِيُّ ككَفْكَفْتُه نقلَه الصاغانيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ ومنه قولُ أَبِي زُبَيْدٍ الطّائِيّ :
أَلَمْ تَرَنِي سَكَّنْتُ لأْياً كِلابَكُمْ ... وكَفْكَفْتُ عنكُمْ أَكْلُبِي وهي عُقَّرُ فكَفَّ هُو قالَ الجوهريُّ : لازِمٌ مُتَعَدٌّ والمصْدَرُ واحدٌ وقالَ اللَّيْثُ : كَفَفْتُ فُلاناً عن السُّوءِ فكَفَّ يَكُفُّ كَفّاً سَواءٌ لَفْظُ اللازِمِ والمُجاوِزِِ . وكَفافُ الشَّيْءِ كسَحابٍ : مِثْلُه وقَيْسُه . والكَفافُ من الرِّزْقِ والقُوتِ : ما كَفَّ عن النَّاسِ وأَغْنَى وفي الصِّحاحِ : أَي أَغْنى وفي الحديثِ : " اللّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ كَفافاً " كالْكَفَفِ مَقْصُوراً منه وقال الأَصْمَعِيُّ : يُقالُ : نَفَقَتُه الكَفافُ : أَي لَيْسَ فِيها فَضْلٌ وإِنَّما عندَه ما يَكُفُّه عن الناسِ وفي حدِيُثِ الحَسَن : " ابْدَأْ بمَنْ تَعُولُ ولا تُلامُ على كَفافٍ " يَقول : إذا لم يكُنْ عندَك فضْلٌ لم تُلَمْ على أن لا تُعْطِيَ أَحَداً . وقولُ رُؤْبَةَ لأَبيهِ العَجّاجِ :
" فلَيْتَ حَظِّي مِنْ نَداكَ الضّافِي
" والفَضْلِ أَنْ تَتْرُكَنِي كَفافِ هو من قَوْلِهم : دَعْنِي كَفافِ كقَطامِ : أَي كُفَّ عَنِّي وأَكُفُّ عَنْكَ أَي : نَنْجُو رَأْساً برَأْسٍ يَجِيءُ مُعْرَباً ومنه قولُ الأُبَيْرِدِ اليَرْبُوعِيِّ :
ألا لَيْتَ حَظِّي من غُدانَةَ أَنّه ... يُكُونُ كَفافاُ لا عَلَيَّ ولا لِيَاوفي حَدِيثِ عُمَرَ رضيَ اللهُ عنه : " وَدِدْتُ أَنِّي سَلِمْتُ من الخِلافَةِ كَفافاً لا عَليَّ ولا لِيَ " وهو نَصْبٌ على الحالِ وقِيلَ : إِنَّه أَرادَ مَكفُوفاً عَنِّي شَرُّها . وكُفَّةُ القَمِيصِ بالضَّمِّ : ما اسْتَدارَ حَوْلَ الذَّيْلِ كما في الصِّحاحِ أَو كُلُّ ما اسْتَطالَ فهو كُفَّةٌ بالضَّمِّ كحاشِيَةِ الثّوْبِ وكُفَّةِ الرَّمْلِ والجَمْعُ : كِفافٌ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن الأَصْمَعِيِّ . والكُفّةُ : حَرْفُ الشَّيءِ لأَنَّ الشيءَ إذا انتَهَى إلى ذلِكَ كَفَّ عن الزِّيادَةِ قالَه الأَصْمَعِيُّ . والكُفَّةُ من الثَّوْبِ : طُرَّتُه العُلْيا التِي لا هُدْبَ فِيها وقد كفَّ الثَّوْبَ يَكُفُّه كَفّاً : تَرَكَه بلا هُدْب . والكُفَّةُ : حاشِيَةُ كُلِّ شَيءٍ وطُرَّتُه وفي التَّهْذِيبِ : وأَمّا كُفَّةُ الرَّمْلِ والقَمِيصِ فطُرَّتُهُما وما حَوْلَهُما . ج : كصُرَدٍ وجِبالٍ وفي بعضِ النُّسَخ ج : كصُرَدٍ جج : كِفافٌ . أَي أَنَّ الأَخَيرَ جَمْعُ الجَمْعِ والأَوَّلُ هو الصوابُ ومن الأَوّلِ قولُ عليِّ رضي الله عنه يصِفُ السَّحابُ : والْتَمَعَ بَرْقُه في كُفَفِه أَي في حواشِيه . وكِفافُ الشيءِ بالكَسْرِ : حِتارُه قالَه الأَصمعيُّ . ومن السّيْفِ : غِرارُه ونصُّ النوادِرِ للأَصمَعِيِّ : كِفافَا الشَّيءِ : غِراراهُ . قالَ : والكِفَّةُ بالكَسْرِ مَنَ المِيزانِ : م أَي معروفٌ قالَ ابنُ سِيدَه : والكَسْرُ فيها أَشْهَرُ وقد يُفْتَحُ وأَباها بَعْضُهم . والكِفَّةُ من الصائِدِ : حِبالَتُه تُجْعَلُ كالطَّوْقِ وقالَ ابنُ بَرِّيّ : وشاهِدُه قَوْلُ الشاعِرِ :
كأَنَّ فِجاجَ الأَرضِ وهي عَرِيضَةٌ ... على الخائِفِ المَطْلُوبِ كِفَّةُ حابِلِ ويُضَمُّ . والكِفَّةُ من الدُّفِّ : عُودُه قال الأَصْمَعِيُّ : وكُلُّ مُسْتَدِيرٍ كِفَّةٌ بالكَسْرِ كدارَةِ الوَشْمِ وعُودِ الدُّفِّ وحِبالَةِ الصَّيْدِ . والكِفَّةُ نُقْرَةٌ مُسْتَدِيرَةٌ يَجْتَمعُ فيها الماءُ . والكِفَّةُ من اللِّثَةِ : ما انْحَدَرَ مِنْها على أُصَولِ الثَّغْرِ وكذا في التَّهْذِيبِ وفي المُحْكَم : هي ما سالَ مِنّها على الضِّرْسِ ويُضَمُّ . ج : كِفَفٌ وكِفافٌ بكسرهما . والكِفَفُ أيضاً : أَي بالكَسْر في الوَشْمِ : داراتٌ تَكُونُ فيهِ قاله الأَصْمَعِيُّ وأَنشَدَ قولَ لَبيدٍ رضي الله عنه :
أَو رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها ... كفَفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشامُها كالكَفَفِ مُحَرَّكَةً . والكِفَفُ : النُّقَرُ التي فِيها العُيُونُ ومنه المُسْتَكِفّاتُ على ما يَأْتي بيانُه . وقال الفرّاءُ : الكُفَّةُ بالضمِّ من الشَّجَرِ : مُنْتَهاهُ حيْثُ يَنْتَهِي ويَنْقَطِعُ . والكُفَّةُ من النّاسِ : الكَثْرَةُ وذلك أَنّك تَعْلُو الفَلاَة أَو الخَطِيطة فإذا عايَنْتَ سَوادهُمْ وجَماعَتهم قلتْ : هاتِيكَ كُفَّةُ النّاسِ . أَو كُفَّتُهم : أَدْناهُم إِليكَ مَكاناً . والكُفَّةُ من الغَيْمِ : طُرَّتُه كطُرَّةِ الثّوْبِ وقيل : ناحِيَتُه قال القَنانِيُّ :
ولو أَشْرَفتْ من كُفَّةِ السِّتْر عاطِلاً ... لقُلْتَ غَزالٌ ما عليهِ خَضاضُ وقال ابنُ عَبّادٍ : الكُفَّةُ : مثلُ العَلاةِ وهي حَجَرٌ يُجْعَلُ حَوْلَه أَخْثاءٌ وطِينٌ ثم يُطْبَخُ فيهِ الأَقِطُ . قال : والكُفَّةُ من اللَّيْلِ : حيثُ يَلْتَقِي اللِّيْلُ والنَّهارُ إِمّا في المَشْرِقِ وِإِمّا في المَغْرب . وفي اللِّسانِ : الكُفَّةُ : ما يُصادُ به الظِّباءُ يُجْعَلُ كالطَّوْقِ . والكُفَّةُ من الدِّرْعِ : أَسْفَلُها . والكُفَّةُ من الدِّرْعِ : أَسْفَلُها . والكُفَّةُ من الرَّمْل : ما اسْتَطالَ في اسْتِدارَةٍ وهذا بعَيْنِه قد تقَدَّم آنِفاً فهو تَكْرارٌ وكأَنَّه جَمَعَ بين القَوْلَيْنِ : أَي الاسْتِطالَة والاسْتِدارة . وقالَ الفَرّاءُ : يُقال : اسْتَكَفُّوا حَوْلَه : إِذا أَحاطُوا بهِ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ومنه الحَدِيثُ أَنَّه صَلَى اللهُ عليه وسَلَّم الكَعْبَةِ وقد اسْتَكَفَّ له النّاسُ فخَطَبَهُم قالَ الجَوْهَرِيُّ : ومنه قولُ ابنِ مُقْبِلٍ :
إِذ رَمَقَتْه من مَعَدٍّ عِمارَةٌ ... بَدَا والعُيُونُ المُسْتَكِفَّةُ تَلْمَحُواسْتَكَفَّت الحَيَّةُ : إذا تَرَحَّتْ كالكِفَّةِ . واسْتَكَفَّ الشَّعَرُ : اجْتَمَعَ وانضَمَّت أَطْرافُه . واسْتَكَفَّ بالصَّدَقَةِ : إذا مَدَّ يَدَه بِها ومنه الحَدِيثُ : المُنْفِقُ على الخَيْلِ كالمُسْتَفِّ بالصَّدَقَةِ : أَي الباسطِ يدَه يُعْطِيها . واسْتَكَفَّ السائِلُ : طَلَبَ بِكَفِّهِ كتَكَفَّفَ وقد اسْتَكَفَّهُم وتَكَفَّفَهُمْ وفلانٌ يسْتَكِفُّ الأَبْوابَ ويَتَكَفَّفُها وفي الحديثِ : إِنَّ : َ إِنْ تَذَر وَرَثَتَكَ أَغْنِياءً خَيْرٌ من أَنْ تَذَرَهُم عالَةً يَتَكَفَّفُونَ الناسَ والاسمُ الكَفَفُ مُحَرَّكَةً قاله الهَرَوِيُّ وقال ابنُ الأَثيرِ : اسْتَكَفَّ وتَكَفَّفَ : إِذا أَخَذَ بيَطْنِ كَفِّه أَو سأَلَ كَفّاً من الطَّعامِ أَو يَكُفُّ الجُوعَ . ويُقال : تَكَفَّفَ واسْتَكَفَّ : إِذا أَخَذَ الشيءَ بكَفِّهِ قال الكُمَيْتُ :
ولا تُطْعِمُوا فيها يَداً مُسْتَكفَّةً ... لغَيْرِكُمُ لو تَسْتَطِيعُ انْتِشالُها واسْتَكْفَفْتُه : اسْتَوْضَحْتُه بأَنْ تَضَعَ يَدَكَ على حاجِبِكَ كمَنْ يَسْتَظِلُّ من الشَّمْسِ يَنْظُرُ إلى الشَّيْءِ هل يَراهُ نقَلَه الجوهريُّ وقال الكسائِيُّ : اسْتَكْفَفْتُ الشَّيءَ واسْتَشْرَفْتُه كِلاهُما أَنْ تَضَعَ يَدَكَ على حاجِبكَ كالَّذِي يَسْتَظِلُّ من الشَّمْسِ حتَّى يَسْتَبينَ . يُقال : اسْتَكَفَّتْ عَيْنُه : إِذا نَظَرَتْ تَحْتَ الكَفِّ . وقولُ حُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ رضي َالله عنه :
ظَلَلْنا إلى كَهْفٍ وظَلَّتْ رِكابُنا ... إِلى مُسْتَكِفّاتٍ لهُنَّ غُرُوبُ قِيل : المُسْتَكِفّتُ : هي العُيُونُ لأَنَّها في كِفَفٍ : أَي نُقَرٍ وقِيل : المُسْتَكِفَّةُ هنا : هي الإِبِلُ المُجْتَمِعَةُ يُقال : جَمَّةٌ مُجْتَمِعةٌ لَهُنَّ غُروبٌ : أَي دُموعُهُنَّ تَسِيلُ مِمّا لَقِينَ من التَّعَبِ وقِيلَ : أَرادَ بها الشَّجَرَ قد اسْتَكَفَّ بَعْضُها إلى بَعْضٍ . والغُرُوب : الظِّلالُ . وتَكَفْكَفَ عن الشَّيْءِ : انْكَفَّ وهما مُطاوِعَا كَفَّهُ وكَفْكَفَه . وقال الأَزهريُّ : تَكَفْكَفَ أَصلُه عندِي منَ وكَفَ يَكِفُ وهذا كقَوْلِهم : لا تَعِظِينِي وتَعَظْعْظِي وقالُوا : خَضْخَضْتُ الشَّيْءَ في الماءِ وأَصلُه من خُضْتُ . وانْكَفُّوا عن المَوْضِعِ : تَرَكُوه نقَله الصاغانيُّ
ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : قد يُجْمَع الكَفُّ عَلَى أَكْفافٍ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيِّ لعَلِيِّ بنِ حَمْزَةَ :
يُمْسُونَ ممّا أَضْمَرُوا في بُطُونِهِمْ ... مُقَطَّعَةً أَكْفافُ أَيْدِيهِمُ اليُمْنُ والكَفُّ الخَضِيبُ : نَجْمٌ . والكَفَّةُ : المَرَّةُ من الكَفِّ . واكْتَفَّ اكْتِفافاً : انْكَفَّ . وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ : كَفْكَفَ : إِذا رَفِقَ بغَرِيمِه أَو رَدَّ عَنْهُ من يُؤْذِيه . واسْتَكَفَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ من الكَفِّ عن الشَّيْءِ . وتَكَفْكَفَ دَمْعُه : ارْتَدَّ . وكَفْكَفَه هُوَ : مَسَحه مَرَّةً بعدَ أُخْرَى ؛ ليَرُدَّه . والكَفِيفُ كأَمِيرٍ : الضَّرِيرُ وقد لُقِّبَ به بعضُ المُحَدِّثِينَ كالمَكْفُوفِ وجَمْعُه مَكافِيفُ . والكِفافُ من الثّوْبِ : موضِعُ الكفِّ . وفي الحَدِيثِ : لا أَلْبَسُ القَمِيصَ المُكَفَّفَ بالحَرِيرِ أَي الذي عُمِلَ على ذَيْلِه وأَكْمامِه وجَيْبِه كِفافٌ من حَرِيرٍ . كُلُّ مَضَمِّ شيءٍ : كِفافُه ومنه كِفافُ الأُذُنِ والظُّفُر والدُّبُرِ . وكِفافُ السَّحابِ : أَسافِلُه : والجمعُ أَكِفَّةٌ . والكِفافُ : الحُوقَةُ والوَتَرةُ . والمُسْتَكِفُّ : المُسْتَدِيرُ كالكِفَّةِ . وكَفَّ عليهِ ضَيْعَتَه : جَمَعَ عليه مَعِيشَتَه وضَمَّها إِليه . وكفَّ ماءَ وَجْهِه : صانَهُ ومَنَعَه عن بَذْلِ السُّؤالِ . وفي الحَدِيثِ : كُفِّي رَأْسِي : أَي اجْمَعِيهِ وضُمِّي أَطْرافَُه وفي رواية كُفِّي عَنْ رَأْسِي أَي : دَعِيه واتْرُكِي مَشِطَه . واستَكَفَّ الشَّجَرُ بعضُها إلى بعضٍ : اجْتَمعَ وبه فُسِّرَ قولُ حُمَيْدٍ السابقُ كما تقَدَّم . والأَكافِيفُ الجَبَلِ : حُيُودُه قال :
مُسْحَنْفِراً من جبالِ الرومِ يَسْتُرُه ... مِنْها أَكافِيفُ فِيما دُونَها زَوَرُيصف الفُراتَ وجَرْبَه في جبالِ الرُّومِ المُطِلَّةِ عليه حتى يَشُقَّ بلادَ العِراقِ . قال أَبُو سَعِيدٍ : يُقال : فلانٌ لَحْمُه كَفافٌ لأَدِيمِه : إذا امْتَلأَ جِلْدُه من لِحْمِه قال النَّمِرُ بن تَوْلَب :
فُضُولٌ أَراها في أَدِيمىَ بعدَما ... يكونُ كَفافَ اللَّحْمِ أَو هُو أَجْمَلُ أَرادَ بالفُضُول : تَغَضُّنَ جِلدِه لِكبَرِه بَعْدَما كانَ مُكْتَنِزَ اللَّحْمِ وكانَ الجِلْدُ مُمْتَدّاً مع اللَّحْمَ لا يَفْضُل عنه وهو مجازٌ . وقَولُه أَنشدَه ابنُ الأعرابِيِّ :
نَجُوسُ عِمارَةً ونَكُفُّ أُخْرَى ... لَنا حَتّى يُجاوِزَها دَلِيلُ رامَ تَفْسِيرَها فقال : نَكُفُّ : نأْخُذُ في كِفافِ أُخْرَى قالَ ابنُ سِيدَه : وهذا ليسَ بتَفْسِيرٍ ؛ لأَنَّه لم يُفِسِّر الكِفافَ وقال الجَوْهَرِيُّ في تَفْسِير هذا البَيْتِ : يَقُولُ : نَطَأَ ؟ ُ قَبيلَةً ونَتَخَلَّلُها ونَكُفُّ أُخْرَى : أَي نَأْخُذُ في كُفَّتِها ناحِيتُها ثم نَدَعُها ونَحْنُ نَقْدِرُ عليها . والكِفافُ ككِتابٍ : الطَّوْرُ وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيّ لعَبْدِ بَنِي الحَسْحاسِ :
أَحارِ تَرَى البَرْقَ لم يَغْتَمِضْ ... يُضِيءُ كِفافاً ويَخْبُو كِفافَا وكَفَّت الزَّنْدَةُ كَفَّا : صَوَّتَت نارُها عندَ خُرُوجِها نقلَه ابنُ القَطّاع . ورَجُلٌ كافٌّ ومَكْفُوفٌ : قد كَفَّ نَفْسَه عن الشَّيْءِ . والمُكافَّةُ : المُحاجَزَةُ . وتَكافُّوا : تَحاجَزُوا . واسْتَكَفَّ الرجلُ : اسْتَمْسَكَ . ويُقال : هو أَضْيَقُ مِنْ كِفَّةِ الحابِلِ . وثَوْبٌ مُكَفَّفٌ : خِيطَ أطرافُه بحَرِيرٍ . وجِئْتُه في كُفَّةِ اللَّيْلِ : أَي أَوَّلِه وهو مجازٌ