الكَلْبُ كُلُّ
سَبُعٍ عَقُورٍ وفي الحديث أَمَا تخافُ أَن يأْكُلَكَ كَلْبُ اللّهِ ؟ فجاءَ
الأَسدُ ليلاً فاقْتَلَعَ هامَتَه من بين أَصحابه والكَلْب معروفٌ واحدُ الكِلابِ
قال ابن سيده وقد غَلَبَ الكلبُ على هذا النوع النابح وربما وُصِفَ به يقال
امرأَةٌ ك
الكَلْبُ كُلُّ
سَبُعٍ عَقُورٍ وفي الحديث أَمَا تخافُ أَن يأْكُلَكَ كَلْبُ اللّهِ ؟ فجاءَ
الأَسدُ ليلاً فاقْتَلَعَ هامَتَه من بين أَصحابه والكَلْب معروفٌ واحدُ الكِلابِ
قال ابن سيده وقد غَلَبَ الكلبُ على هذا النوع النابح وربما وُصِفَ به يقال
امرأَةٌ كَلْبة والجمع أَكْلُبٌ وأَكالِبُ جمع الجمع والكثير كِلابٌ وفي الصحاح
الأَكالِبُ جمع أَكْلُبٍ وكِلابٌ اسمُ رجل سمي بذلك ثم غَلَبَ على الحيّ والقبيلة
قال
وإِنّ كِلاباً هذه عَشْرُ أَبطُنٍ ... وأَنتَ بَريءٌ من قَبائِلها العَشْرِ
قال ابن سيده أَي إِنَّ بُطُونَ كِلابٍ عَشْرُ أَبطُنٍ قال سيبويه كِلابٌ اسم
للواحد والنسبُ إِليه كِلابيٌّ يعني أَنه لو لم يكن كِلابٌ اسماً للواحد وكان
جمعاً لَقِيلَ في الإِضافة إِليه كَلْبيٌّ وقالوا في جمع كِلابٍ كِلاباتٌ قال
أَحَبُّ كَلْبٍ في كِلاباتِ الناسْ ... إِليَّ نَبْحاً كَلْبُ أُمِّ العباسْ
قال سيبويه وقالوا ثلاثةُ كلابٍ على قولهم ثلاثةٌ من الكِلابِ قال وقد يجوز أَن
يكونوا أَرادوا ثلاثة أَكْلُبٍ فاسْتَغْنَوْا ببناءِ أَكثر العَدَدِ عن أَقلّه
والكَلِيبُ والكالِبُ جماعةُ الكِلابِ فالكَليبُ كالعبيدِ وهو جمع عزيز وقال يصف
مَفازة
كأَنَّ تَجاوُبَ أَصْدائها ... مُكاءُ المُكَلِّبِ يَدْعُو الكَلِيبَا
والكالِبُ كالجامِلِ والباقِر ورجل كالِبٌ وكَلاَّبٌ صاحبُ كِلابٍ مثل تامرٍ
ولابِنٍ قال رَكَّاضٌ الدُّبَيْريُّ
سَدَا بيَدَيْهِ ثم أَجَّ بسَيْرِه ... كأَجِّ الظَّليمِ من قَنيصٍ وكالِبِ
وقيل سائِسُ كِلابٍ ومُكَلِّبٌ مُضَرٍّ للكِلابِ على الصَّيْدِ مُعَلِّمٌ لها وقد
يكونُ التَّكْليبُ واقعاً على الفَهْدِ وسِباعِ الطَّيْرِ وفي التنزيل العزيز وما
عَلَّمتم من الجَوارِحِ مُكَلِّبِين فقد دخَل في هذا الفَهْدُ والبازي والصَّقْرُ
والشاهينُ وجميعُ أَنواعِ الجَوارح والكَلاَّبُ صاحبُ الكِلاب والمُكَلِّبُ الذي
يُعَلِّم الكِلابَ أَخْذ الصيدِ وفي حديث الصيد إِنَّ لي كِلاباً مُكَلَّبةً فأَفْتِني
في صَيدها المُكَلَّبةُ المُسَلَّطة على الصيد المُعَوَّدة بالاصطياد التي قد
ضَرِيَتْ به والمُكَلِّبُ بالكسر صاحِبُها والذي يصطادُ بها وذو الكَلْبِ رجلٌ
سُمي بذلك لأَنه كان له كلب لا يُفارقه والكَلْبةُ أُنْثى الكِلابِ وجمعها
كَلْباتٌ ولا تُكَسَّرُ وفي المثل الكِلابُ على البقر تَرْفَعُها وتَنْصِبُها أَي
أَرسِلْها على بَقَر الوَحْش ومعناه خَلِّ امْرَأً وصِناعَتَه وأُمُّ كَلْبةَ
الحُمَّى أُضِيفَتْ إِلى أُنثى الكِلابِ وأَرض مَكْلَبة كثيرةُ الكِلابِ وكَلِبَ
الكَلْبُ واسْتَكْلَبَ ضَرِيَ وتَعَوَّدَ أَكْلَ الناس وكَلِبَ الكَلْبُ كَلَباً
فهو كَلِبٌ أَكَلَ لَحْمَ الإِنسان فأَخذه لذلك سُعارٌ وداءٌ شِبْهُ الجُنون وقيل
الكَلَبُ جُنُونُ الكِلابِ وفي الصحاح الكَلَبُ شبيهٌ بالجُنُونِ ولم يَخُصَّ
الكِلاب [ ص 723 ] الليث الكَلْبُ الكَلِبُ الذي يَكْلَبُ في أَكْلِ لُحومِ الناس
فيَأْخُذُه شِبْهُ جُنُونٍ فإِذا عَقَر إِنساناً كَلِبَ المَعْقُورُ وأَصابه داءُ
الكَلَبِ يَعْوِي عُوَاءَ الكَلْبِ ويُمَزِّقُ ثيابَه عن نفسه ويَعْقِرُ من أَصاب
ثم يصير أَمْرُه إِلى أَن يأْخذه العُطاشُ فيموتَ من شِدَّةِ العَطَش ولا يَشْرَبُ
والكَلَبُ صِياحُ الذي قد عَضَّه الكَلْبُ الكَلِبُ قال وقال المُفَضَّل أَصْلُ
هذا أَنَّ داءً يقع على الزرع فلا يَنْحَلُّ حتى تَطْلُع عليه الشمسُ فيَذُوبَ
فإِن أَكَلَ منه المالُ قبل ذلك مات قال ومنه ما رُوي عن النبي صلى اللّه عليه
وسلم أَنه نَهَى عن سَوْم الليل أَي عن رَعْيِه وربما نَدَّ بعيرٌ فأَكَلَ من ذلك
الزرع قبل طلوع الشمس فإِذا أَكله مات فيأْتي كَلْبٌ فيأْكلُ من لحمه فيَكْلَبُ
فإِنْ عَضَّ إِنساناً كَلِبَ المَعْضُوضُ فإِذا سَمِعَ نُباحَ كَلْبٍ أَجابه وفي
الحديث سَيَخْرُجُ في أُمَّتي أَقوامٌ تَتَجارَى بهم الأَهْواءُ كما يَتَجارَى
الكَلَبُ بصاحبه الكَلَبُ بالتحريك داءٌ يَعْرِضُ للإِنسان مِن عَضَّ الكَلْب
الكَلِب فيُصيبُه شِبْهُ الجُنُونِ فلا يَعَضُّ أَحَداً إِلا كَلِبَ ويَعْرِضُ له
أَعْراضٌ رَديئَة ويَمْتَنِعُ من شُرْب الماءِ حتى يموت عَطَشاً وأَجمعت العربُ
على أَن دَواءَه قَطْرَةٌ من دَمِ مَلِكٍ يُخْلَطُ بماءٍ فيُسْقاه يقال منه كَلِبَ
الرجلُ كَلَباً عَضَّه الكَلْبُ الكَلِبُ فأَصابه مثلُ ذلك ورَجُلٌ كَلِبٌ مِن
رجالٍ كَلِبِينَ وكَلِيبٌ من قَوْم كَلْبَى وقولُ الكُمَيْت
أَحْلامُكُمْ لِسَقَامِ الجَهْل شَافِيَةٌ ... كما دِماؤُكُمُ يُشْفَى بها
الكَلَبُ
قال اللحياني إِن الرجلَ الكَلِبَ يَعضُّ إِنساناً فيأْتون رجلاً شريفاً فيَقْطُرُ
لهم من دَمِ أُصْبُعِه فَيَسْقُونَ الكَلِبَ فيبرأُ والكَلابُ ذَهابُ العَقْلِ ( 1
)
( 1 قوله « والكلاب ذهاب العقل » بوزن سحاب وقد كلب كعني كما في القاموس ) من
الكَلَب وقد كُلِبَ وكَلِبَتِ الإِبلُ كَلَباً أَصابَها مثلُ الجُنون الذي
يَحْدُثُ عن الكَلَب وأَكْلَبَ القومُ كَلِبَتْ إِبلُهم قال النابغة الجَعْدِيُّ
وقَوْمٍ يَهِينُونَ أَعْراضَهُمْ ... كَوَيْتُهُمُ كَيَّةَ المُكْلِبِ
والكَلَبُ العَطَشُ وهو من ذلك لأَن صاحب الكَلَبِ يَعْطَشُ فإِذا رأَى الماءَ
فَزِعَ منه وكَلِبَ عليه كَلَباً غَضِبَ فأَشْبَهَ الرجلَ الكَلِبَ وكَلِبَ سَفِهَ
فأَشبه الكَلِبَ ودَفَعْتُ عنك كَلَبَ فلان أَي شَرَّه وأَذاه وكَلَبَ الرجل
يَكْلِبُ واسْتَكْلَبَ إِذا كان في قَفْرٍ ( 2 )
( 2 قوله « وكلب الرجل إذا كان في قفر إلخ » من باب ضرب كما في القاموس )
فيَنْبَحُ لتسمعه الكِلابُ فتَنْبَحَ فيَسْتَدِلُّ بها قال ونَبْحُ الكِلابِ
لمُسْتَكْلِبٍ والكَلْبُ ضَرْبٌ من السَّمَك على شَكْلِ الكَلْبِ والكَلْبُ من
النجوم بحِذاءِ الدَّلْو من أَسْفَلَ وعلى طريقته نجمٌ آخر يقال له الراعي
والكَلْبانِ نجمان صغيران كالمُلْتَزِقَيْن بين الثُّرَيَّا والدَّبَرانِ وكِلابُ
الشتاءِ نُجومٌ أَوَّلَه وهي الذراعُ والنَّثْرَةُ والطَّرْفُ والجَبْهة وكُلُّ
هذه النجومِ إِنما سميت بذلك على التشبيه بالكِلابِ وكَلْبُ الفرس الخَطُّ الذي في
وَسَطِ ظَهْرِه [ ص 724 ] تقول اسْتَوَى على كَلْبِ فَرَسه ودَهْرٌ كَلِبٌ مُلِحٌّ
على أَهله بما يَسُوءُهم مُشْتَقٌّ من الكَلْبِ الكَلِبِ قال الشاعر
ما لي أَرى الناسَ لا أَبَ لَهُمُ ... قَدْ أَكَلُوا لَحْمَ نابِحٍ كَلِبِ
وكُلْبَةُ الزَّمان شِدَّةُ حاله وضِيقُه من ذلك والكُلْبةُ مِثلُ الجُلْبةِ
والكُلْبة شِدَّةُ البرْد وفي المحكم شِدَّةُ الشتاءِ وجَهْدُه منه أَيضاً أَنشد
يعقوب
أَنْجَمَتْ قِرَّةُ الشِّتاءِ وكانَتْ ... قد أَقامَتْ بكُلْبةٍ وقِطارِ
وكذلك الكَلَبُ بالتحريك وقد كَلِبَ الشتاءُ بالكسر والكَلَبُ أَنْفُ الشِّتاءِ
وحِدَّتُه وبَقِيَتْ علينا كُلْبةٌ من الشتاءِ وكَلَبةٌ أَي بَقِيَّةُ شِدَّةٍ وهو
من ذلك وقال أَبو حنيفة الكُلْبةُ كُلُّ شِدَّةٍ من قِبَلِ القَحْط والسُّلْطان
وغيره وهو في كُلْبة من العَيْش أَي ضِيقٍ وقال النَّضْرُ الناسُ في كُلْبةٍ أَي
في قَحْطٍ وشِدَّة من الزمان أَبو زيد كُلْبةُ الشِّتَاءِ وهُلْبَتُه شِدَّتُه
وقال الكسائي أَصابتهم كُلْبةٌ من الزمان في شِدَّةِ حالهم وعَيْشِهم وهُلْبةٌ من
الزمان قال ويقال هُلْبة وجُلْبة من الحَرِّ والقُرِّ وعامٌ كلِبٌ جَدْبٌ وكُلُّه
من الكَلَب والمُكالَبةُ المُشارَّة وكذلك التَّكَالُبُ يقال هم يَتَكَالبُونَ على
كذا أَي يَتَواثَبُون عليه وكالَبَ الرجلَ مُكالَبةً وكِلاباً ضايَقَه كمُضايَقَة
الكِلاب بَعْضِها بَعْضاً عند المُهارشة وقولُ تَأَبَّطَ شَرّاً
إِذا الحَرْبُ أَوْلَتْكَ الكَلِيبَ فَوَلِّها ... كَلِيبَكَ واعْلَم أَنها سَوْفَ
تَنْجَلِي
قيل في تفسيره قولان أَحدهما أَنه أَراد بالكَلِيب المُكالِبَ الذي تَقَدَّم
والقولُ الآخرُ أَن الكَلِيبَ مصدر كَلِبَتِ الحَرْبُ والأَوَّل أَقْوَى وكَلِبَ
على الشيءِ كَلَباً حَرَصَ عليه حِرْصَ الكَلْبِ واشْتَدَّ حِرْصُه وقال الحَسَنُ
إِنَّ الدنيا لما فُتِحَتْ على أَهلها كَلِبُوا عليها أَشَدَّ الكَلَبِ وعَدَا
بعضُهم على بعض بالسَّيْفِ وفي النهاية كَلِبُوا عليها أَسْوَأَ الكَلَبِ وأَنْتَ
تَجَشَّأُ من الشِّبَع بَشَماً وجارُك قد دَمِيَ فُوه من الجوع كَلَباً أَي حِرصاً
على شيءٍ يُصِيبه وفي حديث عليّ كَتَبَ إِلى ابن عباس حين أَخَذَ من مال البَصْرَة
فلما رأَيتَ الزمانَ على ابن عمك قد كَلِبَ والعدوّ قد حَرِبَ كَلِبَ أَي اشْتَدَّ
يقال كَلِبَ الدَّهْرُ على أَهله إِذا أَلَحَّ عليهم واشْتَدَّ وتَكالَبَ الناسُ
على الأَمر حَرَصُوا عليه حتى كأَنهم كِلابٌ والمُكالِبُ الجَرِيءُ يَمانية وذلك
لأَنه يُلازِمُ كمُلازمَة الكِلابِ لما تَطْمَعُ فيه وكَلِبَ الشَّوْكُ إِذا شُقَّ
ورَقُه فَعَلِقَ كَعَلَقِ الكِلابِ والكَلْبَةُ والكَلِبَةُ من الشِّرْسِ وهو صغار
شجر الشَّوْكِ وهي تُشْبِه الشُّكَاعَى وهي من الذكور وقيل هي شَجَرة شاكَةٌ من
العِضاهِ لها جِراءٌ وكل ذلك تَشْبِيهٌ بالكَلْب وقد كَلِبَتْ إِذا انْجَرَدَ
ورَقُها واقْشَعَرَّتْ فَعَلِقَت الثيابَ وآذَتْ مَن مَرَّ بها كما يَفْعَلُ
الكَلْبُ وقال أَبو حنيفة قال أَبو الدُّقَيْش كَلِبَ الشجرُ فهو كَلِبٌ إِذا لم
يَجِدْ رِيَّهُ فَخَشُنَ من غير أَن تَذْهَبَ نُدُوَّتُه فعَلِقَ ثَوْبَ مَن مَرَّ
به كالكَلْب [ ص 725 ] وأَرض كَلِبةٌ إِذا لم يَجِدْ نباتُها رِيّاً فَيَبِسَ وأَرضٌ
كَلِبَةُ الشَّجر إِذا لم يُصِبْها الربيعُ أَبو خَيْرة أَرضٌ كَلِبةٌ أَي
غَلِيظةٌ قُفٌّ لا يكون فيها شجر ولا كَلأٌ ولا تكونُ جَبَلاً وقال أَبو
الدُّقَيْشِ أَرضٌ كَلِبَةُ الشَّجر أَي خَشِنَةٌ يابسةٌ لم يُصِبْها الربيعُ
بَعْدُ ولم تَلِنْ والكَلِبةُ من الشجر أَيضاً الشَّوْكةُ العارِيةُ من الأَغْصان
وذلك لتعلقها بمن يَمُرُّ بها كما تَفْعل الكِلابُ ويقال للشجرة العارِدة
الأَغْصانِ ( 1 )
( 1 قوله « العاردة الأغصان » كذا بالأصل والتهذيب بدال مهملة بعد الراء والذي في
التكملة العارية بالمثناة التحتية بعد الراء ) والشَّوْكِ اليابسِ المُقْشَعِرَّةِ
كَلِبةٌ وكَفُّ الكَلْبِ عُشْبة مُنْتَشرة تَنْبُتُ بالقِيعانِ وبلاد نَجْدٍ يقال
لها ذلك إِذا يَبِسَتْ تُشَبَّه بكَفِّ الكَلْبِ الحَيوانيِّ وما دامتْ خَضْراء
فهي الكَفْنةُ وأُمُّ كَلْبٍ شُجَيْرَةٌ شاكةٌ تَنْبُتُ في غَلْظِ الأَرض وجبالها
صفراءُ الورقِ خَشْناء فإِذا حُرِّكَتْ سَطَعَتْ بأَنْتَنِ رائحةٍ وأَخْبَثها
سُميت بذلك لمكانِ الشَّوْكِ أَو لأَنها تُنْتِنُ كالكلب إِذا أَصابه المَطَرُ
والكَلُّوبُ المِنْشالُ وكذلك الكُلاَّبُ والجمع الكَلالِيبُ ويسمى المِهْمازُ وهو
الحَديدةُ التي على خُفِّ الرَّائِضِ كُلاَّباً قال جَنْدَلُ بن الراعي يَهْجو
ابنَ الرِّقاعِ وقيل هو لأَبيه الراعي
خُنادِفٌ لاحِقٌ بالرأْسِ مَنْكِبُه ... كأَنه كَوْدَنٌ يُوشَى بكُلاَّبِ
وكَلَبه ضَرَبه بالكُلاَّبِ قال الكُمَيْتُ
ووَلَّى بأجْرِيّا ولافٍ كأَنه ... على الشَّرَفِ الأَقْصَى يُساطُ ويُكلَبُ
والكُلاَّبُ والكَلُّوبُ السَّفُّودُ لأَنه يَعْلَقُ الشِّواءَ ويَتَخَلَّله هذه
عن اللحياني والكَلُّوبُ والكُلاَّبُ حديدةٌ معطوفة كالخُطَّافِ التهذيب
الكُلاَّبُ والكَلُّوبُ خَشَبةٌ في رأْسها عُقَّافَةٌ منها أَو من حديدٍ فأَمَّا
الكَلْبَتانِ فالآلةُ التي تكون مع الحَدَّادين وفي حديث الرؤيا وإِذا آخَرُ قائمٌ
بكَلُّوبِ حديدٍ الكَلُّوبُ بالتشديد حديدةٌ مُعْوَجَّةُ الرأْس وكَلاليب البازي
مَخالِبُه كلُّ ذلك على التَّشْبيه بمَخالِبِ الكِلابِ والسِّباعِ وكلاليبُ الشجر
شَوْكُه كذلك وكالَبَتِ الإِبلُ رَعَتْ كلالِيبَ الشجر وقد تكون المُكالَبةُ
ارتِعاءَ الخَشِنِ اليابسِ وهو منه قال
إِذا لم يكن إِلا القَتادُ تَنَزَّعَتْ ... مَناجِلُها أَصْلَ القَتادِ المُكالَب
والكلْبُ الشَّعِيرةُ والكلْبُ المِسْمارُ الذي في قائم السيف وفيه الذُّؤابة
لِتُعَلِّقَه بها وقيل كَلْبُ السيف ذُؤَابتُه وفي حديث أُحُدٍ أَنَّ فَرَساً ذبَّ
بذَنبه فأَصابَ كُلاَّبَ سَيْفٍ فاسْتَلَّه
الكُلاَّبُ والكَلْبُ الحَلْقَةُ أَو المِسمار الذي يكون في قائم السيف تكون فيه
عِلاقَتُه والكَلْبُ حديدةٌ عَقْفاءُ تكونُ في طَرَفِ الرَّحْل تُعَلَّق فيها
المَزادُ والأَداوَى قال يصف سِقاء
وأَشْعَثَ مَنْجُوبٍ شَسِيفٍ رَمَتْ به ... على الماءِ إِحْدَى اليَعْمَلاتِ
العَرامِسُ
فأَصْبَحَ فوقَ الماءِ رَيَّانَ بَعْدَما ... أَطالَ به الكَلْبُ السُّرَى وهو
ناعِسُ
والكُلاَّبُ كالكَلْبِ وكلُّ ما أُوثِقَ به شيءٌ [ ص 726 ] فهو كَلْبٌ لأَنه
يَعْقِلُه كما يَعْقِلُ الكَلْبُ مَنْ عَلِقَه والكَلْبتانِ التي تكونُ مع
الحَدَّاد يأْخُذُ بها الحديد المُحْمَى يقال حديدةٌ ذاتُ كَلْبَتَيْن وحديدتانِ
ذواتا كلبتين وحدائدُ ذواتُ كَلْبتين في الجمع وكلُّ ما سُمِّي باثنين فكذلك
( يتبع )( ( ) تابع 1 ) كلب الكَلْبُ كُلُّ سَبُعٍ عَقُورٍ وفي
الحديث أَمَا تخافُ أَن والكَلْبُ سَير أَحمر يُجْعَلُ بين طَرَفَي الأَديم
والكُلْبَةُ الخُصْلة من اللِّيفِ أَو الطاقةُ منه تُسْتَعْمَل كما يُسْتَعْمَلُ
الإِشْفَى الذي في رأْسه جُحْر ثم يُجْعَلُ السيرُ فيه كذلك الكُلْبةُ يُجْعَلُ
الخَيْطُ أَو السَّيْرُ فيها وهي مَثْنِيَّةٌ فتُدخَلُ في مَوْضع الخَرْزِ
ويُدْخِلُ الخارزُ يَدَه في الإِداوةِ ثم يَمُدُّه وكَلَبَتِ الخارِزةُ السير
تَكْلُبُه كلْباً قَصُرَ عنها السيرُ فثَنَتْ سَيراً يَدْخُلُ فيه رأْسُ القصير
حتى يَخْرُج منه قال دُكَينُ بنُ رجاءٍ الفُقَيْميُّ يصف فرساً
كأَنَّ غَرَّ مَتْنِهِ إِذْ نَجْنُبُهْ ... سَيرُ صَناعٍ في خَرِيزٍ تَكْلُبُهْ
واستشهد الجوهري بهذا على قوله الكَلْبُ سَير يُجْعَلُ بين طَرَفَي الأَديمِ إِذا
خُرِزا تقول منه كَلَبْتُ المَزادَةَ وغَرُّ مَتْنِه ما تَثَنَّى من جِلده ابن
دريد الكَلْبُ أَنْ يَقْصُرَ السيرُ على الخارزة فتُدْخِلَ في الثَّقْبِ سيراً
مَثْنِيّاً ثم تَرُدَّ رأْسَ السَّير الناقص فيه ثم تُخْرِجَهُ وأَنشد رَجَزَ
دُكَينٍ أَيضاً ابن الأَعرابي الكَلْبُ خَرْزُ السَّير بَينَ سَيرَينِ كلَبْتُه
أَكْلُبه كَلْباً واكْتَلَبَ الرجلُ استَعمَلَ هذه الكُلْبَةَ هذه وحدها عن
اللحياني قال والكُلْبَةُ السَّير وراءَ الطاقةِ من اللِّيفِ يُستَعمَل كما
يُسْتَعْمَلُ الإِشْفَى الذي في رأْسه جُحْرٌ يُدْخَلُ السَّيرُ أَو الخَيْطُ في
الكُلْبة وهي مَثْنِيَّة فَيَدْخُلُ في موضع الخَرْز ويُدْخِلُ الخارِزُ يدَه في
الإِداوة ثم يَمُدُّ السَّيرَ أَو الخيط والخارِزُ يقال له مُكْتَلِبٌ ابن
الأَعرابي والكَلْبُ مِسمارٌ يكون في روافِدِ السَّقْبِ تُجْعَلُ عليه الصُّفْنةُ
وهي السُّفْرة التي تُجْمَعُ بالخَيْط قال والكَلْبُ أَوَّلُ زيادةِ الماء في
الوادي والكَلْبُ مِسْمارٌ على رأْسِ الرَّحْل يُعَلِّقُ عليه الراكبُ السَّطِيحةَ
والكَلْبُ مسْمارُ مَقْبضِ السيف ومعه آخرُ يقال له العجوزُ وكَلَبَ البعيرَ
يَكْلُبه كَلْباً جمعَ بين جَريرِه وزِمامِه بخَيطٍ في البُرَةِ والكَلَبُ
الأَكْلُ الكثير بلا شِبَعٍ والكَلَبُ وقُوعُ الحَبْلِ بين القَعْوِ والبَكَرَة
وهو المرْسُ والحَضْبُ والكَلْب القِدُّ ورَجلٌ مُكَلَّبٌ مَشدودٌ بالقِدِّ
وأَسِيرٌ مُكَلَّبٌ قال طُفَيْل الغَنَوِيُّ
فباءَ بِقَتْلانا من القوم مِثْلُهم ... وما لا يُعَدُّ من أَسِيرٍ مُكَلَّبِ ( 1
)
( 1 قوله « فباء بقتلانا إلخ » كذا أنشده في التهذيب والذي في الصحاح أباء بقتلانا
من القوم ضعفهم وكل صحيح المعنى فلعلهما روايتان )
وقيل هو مقلوب عن مُكَبَّلٍ ويقال كَلِبَ عليه القِدُّ إِذا أُسِرَ
به فَيَبِسَ وعَضَّه وأَسيرٌ مُكَلَّبٌ ومُكَبَّلٌ أَي مُقَيَّدٌ وأَسيرٌ
مُكَلَّبٌ مَأْسُورٌ بالقِدِّ وفي حديث ذي الثُّدَيَّةِ يَبْدو في رأْسِ يَدَيهِ
شُعَيراتٌ كأَنها كُلْبَةُ كَلْبٍ يعني مَخالِبَه قال ابن الأَثير هكذا قال الهروي
وقال الزمخشري كأَنها كُلْبةُ كَلْبٍ أَو كُلْبةُ سِنَّوْرٍ وهي الشَّعَرُ النابتُ
في جانِبَيْ خَطْمِه [ ص 727 ] ويقال للشَّعَر الذي يَخْرُزُ به الإِسْكافُ
كُلْبةٌ قال ومن فَسَّرها بالمَخالب نظراً إِلى مَجيءِ الكَلالِيبِ في مَخالِبِ
البازِي فقد أَبْعَد ولِسانُ الكَلْبِ اسمُ سَيْفٍ كان لأَوْسِ بن حارثةَ ابنَ
لأْمٍ الطائي وفيه يقول
فإِنَّ لِسانَ الكَلْبِ مانِعُ حَوْزَتي ... إِذا حَشَدَتْ مَعْنٌ وأَفناء
بُحْتُرِ
ورأْسُ الكَلْبِ اسمُ جبل معروف وفي الصحاح ورأْسُ كَلْبٍ جَبَلٌ والكَلْبُ طَرَفُ
الأَكَمةِ والكُلْبةُ حانوتُ الخَمَّارِ عن أَبي حنيفة وكَلْبٌ وبنُو كَلْبٍ وبنُو
أَكْلُبٍ وبنو كَلْبةَ كلُّها قبائلُ وكَلْبٌ حَيٌّ من قُضاعة وكِلابٌ في قريش وهو
كِلابُ بنُ مُرَّةَ وكِلابٌ في هَوازِنَ وهو كِلابُ بن ربيعةَ بن عامر بن صَعْصَعة
وقولُهم أَعزُّ من كُلَيْبِ وائلٍ هو كُلَيْبُ ابن ربيعة من بني تَغلِبَ بنِ وائل
وأَما كُلَيْبٌ رَهْطُ جريرٍ الشاعر فهو كُلَيْبُ بن يَرْبُوع بن حَنْظَلة
والكَلْبُ جَبَل باليمامة قال الأَعشى إِذْ يَرْفَعُ الآل رأْس الكَلْبِ
فارْتَفَعا هكذا ذكره ابن سيده والكَلْبُ جبل باليمامة واستشهد عليه بهذا البيت
رأْس الكَلْب والكَلْباتُ هَضَباتٌ معروفة هنالك والكُلابُ بضم الكاف وتخفيف اللام
اسم ماء كانت عنده وقعة العَرَب قال السَّفَّاح بن خالد التَّغْلَبيُّ
إِنَّ الكُلابَ ماؤُنا فَخَلُّوهْ ... وساجِراً واللّه لَنْ تَحُلُّوهْ
وساجرٌ اسم ماء يجتمع من السيل وقالوا الكُلابُ الأَوَّلُ والكُلابُ الثاني وهما
يومان مشهوران للعرب ومنه حديث عَرْفَجَة أَنَّ أَنْفَه أُصيبَ يومَ الكُلابِ
فاتَّخَذ أَنْفاً من فِضَّةٍ قال أَبو عبيد كُلابٌ الأَوَّلُ وكُلابٌ الثاني يومان
كانا بين مُلوكِ كنْدة وبني تَمِيم قال والكُلابُ موضع أَو ماء معروف وبين
الدَّهْناء واليمامة موضع يقال له الكُلابُ أَيضاً والكَلْبُ فرسُ عامر بن
الطُّفَيْل والكَلَبُ القِيادةُ والكَلْتَبانُ القَوَّادُ منه حكاهما ابن
الأَعرابي يرفعهما إِلى الأَصمعي ولم يذكر سيبويه في الأَمثلة فَعْتَلاناً قال ابن
سيده وأَمْثَلُ ما يُصَرَّفُ إِليه ذلك أَن يكون الكَلَبُ ثلاثياً والكَلْتَبانُ
رُباعيّاً كَزَرِمَ وازْرَأَمَّ وضَفَدَ واضْفَادَّ وكلْبٌ وكُلَيْبٌ وكِلابٌ
قبائل معروفة
معنى
في قاموس معاجم
لُبُّ كلِّ شيءٍ
ولُبابُه خالِصُه وخِيارُه وقد غَلَبَ اللُّبُّ على ما يؤكل داخلُه ويُرْمى خارجُه
من الثَّمر ولُبُّ الجَوْز واللَّوز ونحوهما ما في جَوْفه والجمعُ اللُّبُوبُ تقول
منه أَلَبَّ الزَّرْعُ مثل أَحَبَّ إِذا دَخَلَ فيه الأُكلُ ولَبَّبَ الحَبَّ
لُبُّ كلِّ شيءٍ
ولُبابُه خالِصُه وخِيارُه وقد غَلَبَ اللُّبُّ على ما يؤكل داخلُه ويُرْمى خارجُه
من الثَّمر ولُبُّ الجَوْز واللَّوز ونحوهما ما في جَوْفه والجمعُ اللُّبُوبُ تقول
منه أَلَبَّ الزَّرْعُ مثل أَحَبَّ إِذا دَخَلَ فيه الأُكلُ ولَبَّبَ الحَبَّ
تَلْبِيباً صار له لُبٌّ ولُبُّ النَّخلةِ قَلْبُها وخالِصُ كلِّ شيءٍ لُبُّه
الليث لُبُّ كلِّ شيءٍ من الثمار داخلُه الذي يُطْرَحُ خارجُه نحو لُبِّ الجَوْز
واللَّوز قال ولُبُّ الرَّجُل ما جُعِل في قَلْبه من العَقْل وشيءٌ لُبابٌ خالِصٌ
ابن جني هو لُبابُ قَومِه وهم لُبابُ قومهم وهي لُبابُ قَوْمها قال جرير
تُدَرِّي فوقَ مَتْنَيْها قُروناً ... على بَشَرٍ وآنِسَةٌ لُبابُ
والحَسَبُ اللُّبابُ الخالصُ ومنه سميت المرأَة لُبابَة وفي الحديث إِنَّا حَيٌّ
من مَذْحجٍ عُبابُ سَلَفِها ولُبابُ شرَفِها اللُّبابُ الخالِصُ من كل شيءٍ
كاللُّبِّ واللُّبابُ طَحِينٌ مُرَقَّقٌ ولَبَّبَ الحَبُّ جَرَى فيه الدَّقيقُ
ولُبابُ القَمْح ولُبابُ الفُسْتُقِ ولُبابُ الإِبلِ خِيارُها ولُبابُ الحَسَبِ
مَحْضُه واللُّبابُ الخالِصُ من كلِّ شيءٍ قال ذو الرمة يصف فحلاً مِئناثاً
سِبَحْلاً أَبا شِرْخَينِ أَحْيا بَناتِه ... مَقالِيتُها فهي اللُّبابُ الحَبائسُ
[ ص 730 ] وقال أَبو الحسن في الفالوذَج لُبابُ القَمْحِ بِلُعابِ النَّحْل ولُبُّ
كلِّ شيءٍ نفسُه وحَقِيقَتُه وربما سمي سمُّ الحيةِ لُبّاً واللُّبُّ العَقْلُ
والجمع أَلبابٌ وأَلْبُبٌ قال الكُمَيْتُ
إِليكُمْ بني آلِ النبيِّ تَطَلَّعَتْ ... نَوازِعُ من قَلْبي ظِماءٌ وأَلْبُبُ
وقد جُمعَ على أَلُبٍّ كما جُمِعَ بُؤْسٌ على أَبْؤُس ونُعْم على أَنْعُم قال أَبو
طالب قلْبي إِليه مُشْرِفُ الأَلُبِّ واللَّبابةُ مصدرُ اللَّبِيب وقد لَبُبْتُ
أَلَبُّ ولَبِبْتَ تَلَبُّ بالكسر لُبّاً ولَبّاً ولَبابةً صِرْتَ ذا لُبٍّ وفي
التهذيب حكى لَبُبْتُ بالضم وهو نادر لا نظير له في المضاعف وقيل لِصَفِيَّة بنت
عبدالمطَّلب وضَرَبَت الزُّبَير لم تَضْرِبينَهُ ؟ فقالتْ لِيَلَبَّ ويقودَ
الجَيشَ ذا الجَلَب أَي يصير ذا لُبٍّ ورواه بعضهم أَضْرِبُه لكيْ يَلَبَّ ويَقودَ
الجَيشَ ذا اللَّجَب قال ابن الأَثير هذه لغةُ أَهلِ الحِجاز وأَهْلُ نَجْدٍ
يقولون لَبَّ يَلِبُّ بوزن فَرَّ يَفِرُّ ورجل ملبوبٌ موصوف باللَّبابة ولَبيبٌ عاقِلٌ
ذو لُبٍّ مِن قوم أَلِبَّاء قال سيبويه لا يُكَسَّرُ على غير ذلك والأُنثى لبيبةٌ
الجوهري رجلٌ لَبيبٌ مثلُ لَبٍّ قال المُضَرِّبُ ابن كَعْب
فقلتُ لها فِيئي إِلَيكِ فإِنَّني ... حَرامٌ وإِني بعد ذاكَ لَبِيبُ
التهذيب وقال حسان
وجارِيَةٍ مَلْبُوبةٍ ومُنَجَّسٍ ... وطارِقةٍ في طَرْقِها لم تُشَدِّدِ
واسْتَلَبَّهُ امْتَحَنَ لُبَّهُ ويقال بناتُ أَلْبُبٍ عُروق في القَلْبِ يكون
منها الرِّقَّةُ وقيل لأَعْرابيةٍ تُعاتِبُ ابْنَها ما لَكِ لا تَدْعِينَ عليه ؟
قالت تَأْبى له ذلك بناتُ أَلْبُبي الأَصمعي قال كان أَعرابيٌّ عنده امرأَة
فَبَرِمَ بها فأَلقاها في بِئرٍ غَرَضاً بها فمَرَّ بها نَفَرٌ فسَمِعوا
هَمْهَمَتَها من البئر فاسْتَخْرجوها وقالوا من فَعَلَ هذا بك ؟ فقالت زوجي فقالوا
ادعِي اللّهَ عليه فقالَتْ لا تُطاوعُني بناتُ أَلبُبي قالوا وبَناتُ أَلبُبٍ
عُروقٌ متصلة بالقلب ابن سيده قد عَلِمَتْ بذلك بَناتُ أَلبُبِه يَعْنونَ لُبَّه
وهو أَحدُ ما شَذَّ من المُضاعَف فجاءَ على الأَصل هذا مذهب سيبويه قال يَعْنُونَ
لُبَّه وقال المبرد في قول الشاعر قد عَلِمَتْ ذاكَ بَناتُ أَلبَبِهْ يريدُ بَناتِ
أَعْقَلِ هذا الحَيِّ فإِن جمعت أَلبُباً قلتَ أَلابِبُ والتصغير أُلَيبِيبٌ وهو
أَولى من قول من أَعَلَّها واللَّبُّ اللَّطِيفُ القَريبُ من الناس والأُنْثى
لَبَّةٌ وجمعها لِبابٌ واللَّبُّ الحادِي اللاَّزم لسَوقِ الإِبل لا يَفْتُر عنها
ولا يُفارِقُها ورجلٌ لَبٌّ لازمٌ لِصَنْعَتِهِ لا يفارقها ويقال رجلٌ لَبٌّ طَبٌّ
أَي لازِمٌ للأَمرِ وأَنشد أَبو عمرو لَبّاً بأَعْجازِ المَطِيِّ لاحقا ولَبَّ
بالمكان لَبّاً وأَلَبَّ أَقام به ولزمَه وأَلَبَّ على الأَمرِ لَزِمَه فلم
يفارقْه [ ص 731 ] وقولُهم لَبَّيكَ ولَبَّيهِ مِنه أَي لُزوماً لطاعَتِكَ وفي
الصحاح أَي أَنا مُقيمٌ على طاعَتك قال إِنَّكَ لو دَعَوتَني ودوني زَوراءُ ذاتُ
مَنْزَعٍ بَيُونِ لَقُلْتُ لَبَّيْهِ لمَنْ يَدعُوني أَصله لَبَّبْت فعَّلْت من
أَلَبَّ بالمكان فأُبدلت الباء ياءً لأَجلِ التضعيف قال الخليل هو من قولهم دار
فلان تُلِبُّ داري أَي تُحاذيها أَي أَنا مُواجِهُكَ بما تُحِبُّ إِجابةً لك
والياء للتثنية وفيها دليل على النصب للمَصدر وقال سيبويه انْتَصَب لَبَّيْكَ على
الفِعْل كما انْتَصَبَ سبحانَ اللّه وفي الصحاح نُصِبَ على المصدر كقولك حَمْداً
للّه وشكراً وكان حقه أَن يقال لَبّاً لكَ وثُنِّي على معنى التوكيد أَي إِلْباباً
بك بعد إِلبابٍ وإِقامةً بعد إِقامةٍ قال الأَزهري سمعت أَبا الفضل المُنْذِرِيَّ
يقول عُرضَ على أَبي العباس ما سمعتُ من أَبي طالب النحويّ في قولهم لَبَّيْكَ
وسَعْدَيْكَ قال قال الفراء معنى لَبَّيْكَ إِجابةً لك بعد إِجابة قال ونصبه على المصدر
قال وقال الأَحْمَرُ هو مأْخوذٌ من لَبَّ بالمكان وأَلَبَّ به إِذا أَقام وأَنشد
لَبَّ بأَرضٍ ما تَخَطَّاها الغَنَمْ قال ومنه قول طُفَيْل
رَدَدْنَ حُصَيْناً من عَدِيٍّ ورَهْطِهِ ... وتَيْمٌ تُلَبِّي في العُروجِ
وتَحْلُبُ
أَي تُلازمُها وتُقيمُ فيها وقال أَبوالهيثم قوله وتيم تلبي في العروج وتحلب أَي
تَحْلُبُ اللِّبَأَ وتَشْرَبهُ جعله من اللِّبإِ فترك همزه ولم يجعله من لَبَّ
بالمكان وأَلَبَّ قال أَبو منصور والذي قاله أَبو الهيثم أَصوبُ لقوله بعده
وتَحْلُبُ قال وقال الأَحمر كأَنَّ أَصْلَ لَبَّ بك لَبَّبَ بك فاستثقلوا ثلاث
باءَات فقلبوا إِحداهن ياءً كما قالوا تَظَنَّيْتُ من الظَّنِّ وحكى أَبو عبيد عن
الخليل أَنه قال أَصله من أَلبَبْتُ بالمكان فإِذا دعا الرجلُ صاحبَه أَجابه
لَبَّيْكَ أَي أَنا مقيم عندك ثم وكد ذلك بلَبَّيكَ أَي إِقامةً بعد إِقامة وحكي
عن الخليل أَنه قال هو مأْخوذ من قولهم أُمٌّ لَبَّةٌ أَي مُحِبَّة عاطفة قال فإِن
كان كذلك فمعناه إِقْبالاً إِليك ومَحَبَّةً لك وأَنشد
وكُنْتُمْ كأُمٍّ لَبَّةٍ طَعَنَ ابْنُها ... إِليها فما دَرَّتْ عليه بساعِدِ
قال ويقال هو مأْخوذ من قولهم داري تَلُبُّ دارَك ويكون معناه اتِّجاهي إِليك
وإِقبالي على أَمرك وقال ابن الأَعرابي اللَّبُّ الطاعةُ وأَصله من الإِقامة
وقولهم لَبَّيْكَ اللَّبُّ واحدٌ فإِذا ثنيت قلت في الرفع لَبَّانِ وفي النصب
والخفض لَبَّينِ وكان في الأَصل لَبَّيْنِكَ أَي أَطَعْتُكَ مرتين ثم حُذِفَت
النون للإِضافة أَي أَطَعْتُكَ طاعةً مقيماً عندك إِقامةً بعد إِقامة ابن سيده قال
سيبويه وزعم يونس أَن لَبَّيْكَ اسم مفرد بمنزلة عَلَيكَ ولكنه جاءَ على هذا اللفظ
في حَدِّ الإِضافة وزعم الخليل أَنها تثنية كأَنه قال كلما أَجَبْتُكَ في شيءٍ
فأَنا في الآخر لك مُجِيبٌ قال سيبويه ويَدُلُّك على صحة قول الخليل قولُ بعض
العرب لَبِّ يُجْريه مُجْرَى أَمْسِ وغاقِ قال ويَدُلُّك على أَن لبَّيكَ ليست
بمنزلة عليك أَنك إِذا أَظهرت الاسم قلت [ ص 732 ] لَبَّيْ زَيْدٍ وأَنشد
دَعَوْتُ لِمَانا بَني مِسْوَراً ... فَلَبَّى فَلَبَّيْ يَدَيْ مِسْوَرِ
فلو كان بمنزلة على لقلتَ فَلَبَّى يَدَيْ لأَنك لا تقول عَلَيْ زَيدٍ إِذا
أَظهرتَ الاسم قال ابن جني الأَلف في لَبَّى عند بعضهم هي ياء التثنية في
لَبَّيْكَ لأَنهم اشتقوا من الاسم المبني الذي هو الصوت مع حرف التثنية فعلاً
فجمعوه من حروفه كما قالوا مِن لا إِله إِلا اللّه هَلَّلْتُ ونحو ذلك فاشتقوا
لبَّيتُ من لفظ لبَّيكَ فجاؤُوا في لفظ لبَّيْت بالياءِ التي للتثنية في لبَّيْكَ
وهذا قول سيبويه قال وأَما يونس فزعم أَن لبَّيْكَ اسم مفرد وأَصله عنده لَبَّبٌ
وزنه فَعْلَل قال ولا يجوز أَن تَحْمِلَه على فَعَّلَ لقلة فَعَّلَ في الكلام
وكثرة فَعْلَلَ فقُلِبَت الباء التي هي اللام الثانية من لَبَّبٍ ياءً هَرباً من
التضعيف فصار لَبَّيٌ ثم أَبدل الياء أَلفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار لَبَّى
ثم إِنه لما وُصِلَتْ بالكاف في لبَّيْك وبالهاءِ في لَبَّيْه قُلِبَت الأَلفُ ياء
كما قُلِبَتْ في إِلى وعَلى ولدَى إِذا وصلتها بالضمير فقلت إِليك وعليك ولديك
واحتج سيبويه على يونس فقال لو كانت ياءُ لَبَّيْكَ بمنزلة ياء عليك ولديك لوجب
مَتى أَضَفْتَها إِلى المُظْهَر أَن تُقِرَّها أَلِفاً كما أَنك إِذا أَضَفْتَ
عليك وأُختيها إِلى المُظْهَرِ أَقْرَرْتَ أَلفَها بحالها ولكُنْتَ تقول على هذا
لَبَّى زيدٍ ولَبَّى جَعْفَرٍ كما تقول إِلى زيدٍ وعلى عمرو ولدَى خالدٍ وأَنشد
قوله فلَبَّيْ يَدَيْ مِسْوَرِ قال فقوله لَبَّيْ بالياءِ مع إِضافته إِلى
المُظْهَر يدل على أَنه اسم مثنى بمنزلة غلامَيْ زيدٍ ولَبَّاهُ قالَ لَبَّيْكَ
ولَبَّى بالحَجِّ كذلك وقولُ المُضَرِّبِ بن كعبٍ وإِني بعد ذاكَ لَبيبُ إِنما
أَراد مُلَبٍّ بالحَج وقوله بعد ذاك أَي مع ذاك وحكى ثعلب لَبَّأْتُ بالحج قال
وكان ينبغي أَن يقول لَبَّيْتُ بالحج ولكن العرب قد قالته بالهمز وهو على غير القياس
وفي حديث الإِهْلالِ بالحج لَبَّيْكَ اللهمَّ لبَّيْكَ هو من التَّلْبية وهي
إِجابةُ المُنادِي أَي إِجابَتي لك يا ربِّ وهو مأْخوذٌ مما تقدم وقيل معناه
إِخلاصِي لك مِن قولهم حَسَبٌ لُبابٌ إِذا كان خالصاً مَحْضاً ومنه لُبُّ الطَّعام
ولُبابُه وفي حديث عَلْقمة أَنه قال للأَسْوَدِ يا أَبا عَمْرو قال لبَّيْكَ قال
لبَّى يَدَيكَ قال الخَطّابي معناه سَلِمَتْ يداك وصَحَّتا وإِنما ترك الإِعراب في
قوله يديك وكان حقه أَن يقول يداك لِيَزْدَوِجَ يَدَيْكَ بلَبَّيْكَ وقال الزمخشري
معنى لَبَّى يَدَيْك أَي أُطيعُكَ وأَتَصَرَّفُ بإِرادتك وأَكونُ كالشيءِ الذي
تُصَرِّفُه بيديك كيف شئت ولَبابِ لَبَابِ يُريدُ به لا بأْس بلغة حمير قال ابن
سيده وهو عندي مما تقدم كأَنه إِذا نَفَى البأْسَ عنه اسْتَحَبَّ مُلازمَته
واللَّبَبُ معروف وهو ما يُشدُّ على صَدْر الدابة أَو الناقة قال ابن سيده وغيرُه
يكونُ للرَّحْل والسَّرْج يمنعهما من الاستئخار والجمعُ أَلبابٌ قال سيبويه لم
يجاوزوا به هذا البناءَ وأَلْبَبْتُ السَّرْجَ عَمِلْتُ له لَبَباً وأَلْبَبْتُ
الفرسَ فهو مُلْبَبٌ جاءَ على الأَصل وهو نادر جَعَلْتُ له لَبَباً قال وهذا الحرف
هكذا رواه ابن السكيت بإِظهار التضعيف وقال ابن كَيْسان هو غلط وقياسُه مُلَبٌّ
كما يقال مُحَبٌّ مِن [ ص 733 ] أَحْبَبْتُه ومنه قولهم فلان في لَبَبٍ رخِيٍّ
إِذا كان في حال واسعة ولَبَبْتُهُ مخفف كذلك عن ابن الأَعرابي واللَّبَبُ البالُ
يقال إِنه لَرَخِيُّ اللَّبَبِ التهذيب يقال فلانٌ في بالٍ رَخِيٍّ ولَبَبٍ
رَخِيٍّ أَي في سَعَة وخِصْب وأَمْنٍ واللَّبَبُ من الرَّمْل ما اسْتَرَقَّ
وانحَدَرَ من مُعْظَمه فصار بين الجَلَد وغَلْظِ الأَرضِ وقيل لَبَبُ الكَثِيبِ
مُقَدَّمُه قال ذو الرمة
بَرَّاقةُ الجِيدِ واللَّبَّاتِ واضحةٌ ... كأَنها ظَبْيَةٌ أَفْضَى بها لَبَبُ
قال الأَحمر مُعْظَمُ الرمل العَقَنْقَلُ فإِذا نَقَصَ قيل كَثِيبٌ فإِذا نقَص قيل
عَوْكَلٌ فإِذا نقص قيل سِقْطٌ فإِذا نقص قيل عَدابٌ فإِذا نقَص قيل لَبَبٌ
التهذيب واللَّبَبُ من الرمل ما كان قريباً من حَبْل الرَّمْل واللَّبَّةُ وَسَطُ
الصَّدْر والمَنْحَر والجمع لَبَّاتٌ ولِبابٌ عن ثعلب وحكى اللحياني إِنها
لَحَسنةُ اللَّبَّاتِ كأَنهم جَعَلوا كلَّ جُزْءٍ منها لَبَّةً ثم جَمَعُوا على
هذا واللَّبَبُ كاللَّبَّةِ وهو موضع القلادة من الصدر من كل شيءٍ والجمع
الأَلْبابُ وأَما ما جاءَ في الحديث إِن اللّه منع مِنِّي بَني مُدْلِجٍ لصلَتِهِم
الرَّحِم وطَعْنِهم في أَلْبابِ الإِبل ورواه بعضهم في لَبَّاتِ الإِبل قال أَبو
عبيد من رواه في أَلباب الإِبلِ فله معنيان أَحدهما أَن يكون أَراد جمعَ اللُّبِّ
ولُبُّ كلِّ شيءٍ خالصُه كأَنه أَراد خالصَ إِبلهم وكرائمها والمعنى الثاني أَنه
أَراد جمعَ اللَّبَب وهو موضع المَنْحَر من كل شيءٍ قال ونُرَى أَن لَبَبَ الفرس
إِنما سمي به ولهذا قيل لَبَّبْتُ فلاناً إِذا جَمَعْتَ ثيابَه عند صَدْره ونحْره
ثم جَرَرْتَه وإِن كان المحفوظُ اللَّبَّات فهي جمعُ اللَّبَّةِ وهي اللِّهْزِمةُ
التي فوق الصدر وفيها تُنْحَرُ الإِبل قال ابن سيده وهو الصحيح عندي ولَبَبْتُه
لَبّاً ضَرَبْتُ لَبَّتَه وفي الحديث أَما تكونُ الذكاةُ إِلاَّ في الحَلْقِ
واللَّبَّة ولَبَّه يَلُبُّه لَبّاً ضَرَبَ لَبَّتَه ولَبَّةُ القلادة واسطتُها
( يتبع )( ( ) تابع 1 ) وتَلَبَّبَ الرجلُ تَحَزَّم وتَشَمَّر
والمُتَلَبِّبُ المُتَحَزِّمُ بالسلاح وغيره وكل مُجَمِّعٍ لثيابِه مُتَلَبِّبٌ
قال عنترة
إِني أُحاذِرُ أَن تَقولَ حَلِيلَتي ... هذا غُبارٌ ساطِعٌ فَتَلَبَّبِ
واسم ما يُتَلَبَّبُ اللَّبابَةُ قال
ولَقَدْ شَهِدْتُ الخَيْلَ يَومَ طِرادِها ... فطَعَنْتُ تَحْتَ لَبابةِ
المُتَمَطِّر
وتَلَبُّب المرأَة بمِنْطَقَتِها أَن تضع أَحد طرفيها على مَنكِبها الأَيسر
وتُخْرِجَ وسطَها من تحت يدها اليمنى فتُغَطِّيَ به صَدرَها وتَرُدَّ الطَّرَفَ
الآخر على مَنكِبِها الأَيسر والتَّلْبيبُ من الإِنسان ما في موضع اللَّبَبِ من
ثيابه ولَبَّبَ الرجلَ جعل ثيابه في عُنقِه وصدره في الخصومة ثم قَبَضَه وجَرَّه
وأَخَذَ بتَلْبيبِه كذلك وهو اسم كالتَّمْتِينِ التهذيب يقال أَخَذ فلانٌ
بتَلْبِيبِ فلان إِذا جمَع عليه ثوبه الذي هو لابسه عند صدره وقَبَض عليه يَجُرُّه
وفي الحديث فأَخَذْتُ بتَلْبيبِه وجَرَرْتُه [ ص 734 ] يقال لَبَّبَه أَخذَ
بتَلْبيبِه وتَلابيبِه إِذا جمعتَ ثيابَه عند نَحْره وصَدْره ثم جَرَرْته وكذلك
إِذا جعلتَ في عُنقه حَبْلاً أَو ثوباً وأَمْسَكْتَه به والمُتَلَبَّبُ موضعُ
القِلادة واللَّبَّة موضعُ الذَّبْح والتاء زائدة وتَلَبَّبَ الرَّجُلانِ أَخَذَ
كلٌّ منهما بلَبَّةِ صاحِبه وفي الحديث أَنَّ النبي صلى اللّه عليه وسلم صَلَّى في
ثوبٍ واحدٍ مُتَلَبِّباً به المُتَلَبِّبُ الذي تَحَزَّم بثوبه عند صدره وكلُّ من
جَمَعَ ثوبه مُتَحَزِّماً فقد تَلَبَّبَ به قال أَبو ذؤيب
وتَمِيمَةٍ من قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ ... في كَفِّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطَعُ
ومن هذا قيل للذي لبس السلاحَ وتَشَمَّر للقتال مُتَلَبِّبٌ ومنه قول المُتَنَخِّل
واسْتَلأَموا وتَلَبَّبوا ... إِنَّ التَّلَبُّبَ للمُغِير
وفي الحديث أَن رجلاً خاصم أَباه عنده فأَمَرَ به فلُبَّ له يقال لَبَبْتُ الرجلَ
ولَبَّبْتُه إِذا جعلتَ في عُنقه ثوباً أَو غيره وجَرَرْتَه به والتَّلْبيبُ
مَجْمَعُ ما في موضع اللَّبَب من ثياب الرجل وفي الحديث أَنه أَمر بإِخراج
المنافقين من المسجد فقام أَبو أَيُّوبَ إِلى رافع بن وَدِيعةَ فلَبَّبَه بردائه
ثم نَتَره نَتْراً شديداً واللَّبيبةُ ثوبٌ كالبَقِيرة والتَّلْبيبُ التَّرَدُّد
قال ابن سيده هكذا حُكِيَ ولا أَدرِي ما هو الليث والصَّريخ إِذا أَنذر القومَ
واسْتَصْرَخَ لَبَّبَ وذلك أَن يَجْعل كِنانَته وقَوْسَه في عُنقه ثم يَقْبِضَ على
تَلْبيبِ نَفْسِه وأَنشد إِنا إِذا الدَّاعي اعْتَزَى ولَبَّبا ويقال تَلْبيبُه
تَرَدُّدُه ودارُه تُلِبُّ داري أَي تَمتَدُّ معها وأَلَبَّ لك الشيءُ عَرَضَ قال
رؤبة وإِن قَراً أَو مَنْكِبٌ أَلَبَّا واللَّبْلَبةُ لَحْسُ الشاة ولدَها وقيل هو
أَن تُخْرِجَ الشاةُ لسانَها كأَنها تَلْحَسُ ولدَها ويكون منها صوتٌ كأَنها تَقول
لَبْ لَبْ واللَّبْلَبة الرِّقَّة على الولد ومنه لَبْلَبَتِ الشاةُ على ولدها
إِذا لَحِسَتْه وأَشْبَلَتْ عليه حين تضَعُه واللَّبْلَبة فِعْلُ الشاةِ بولدها
إِذا لَحِسَتْه بشفتها التهذيب أَبو عمرو اللَّبْلَبَةُ التَّفَرُّق وقال
مُخَارِقُ بنُ شهاب في صفة تَيْسِ غَنَمِه
وراحَتْ أُصَيْلاناً كأَنَّ ضُروعَها ... دِلاءٌ وفيها واتِدُ القَرْن لَبْلَبُ
أَراد باللَّبْلَب شَفَقَتَه على المِعْزى التي أُرْسِلَ فيها فهو ذو لَبْلَبةٍ
عليها أَي ذو شَفَقةٍ ولَبالِبُ الغَنم جَلَبَتُها وصَوتها واللَّبْلَبَة عَطْفُك
على الإِنسان ومَعُونتُه واللَّبْلَبة الشَّفَقة على الإِنسان وقد لَبْلَبْتُ عليه
قال الكميت
ومِنَّا إِذا حَزَبَتْكَ الأُمورُ ... علَيْكَ المُلَبْلِبُ والمُشْبِلُ
وحُكيَ عن يونس أَنه قال تقول العرب للرجل تَعْطِفُ عليه لَبابِ لَبابِ بالكسر مثل
حَذامِ وقَطامِ واللَّبْلَبُ النَّحْرُ ولَبْلَبَ التَّيْسُ عند السِّفادِ نَبَّ
وقد يقال ذلك للظبي وفي حديث ابن عمرو أَنه أَتى الطائفَ فإِذا هو يَرى التُّيوسَ
تَلِبُّ أَو [ ص 735 ] تَنِبُّ على الغَنم قال هو حكاية صوتِ التُّيوس عند
السِّفادِ لَبَّ يَلِبُّ كَفَرَّ يَفِرُّ واللَّبابُ من النَّبات الشيءُ القليل
غير الواسع حكاه أَبو حنيفة واللَّبْلابُ حَشيشة واللَّبْلابُ نَبْتٌ يَلْتَوي على
الشجر واللَّبْلابُ بقلة معروفة يُتَداوَى بها ولُبابةُ اسم امرأَة ولَبَّى ولُبَّى
ولِبَّى موضعٌ قال
أَسيرُ وما أَدْرِي لَعَلَّ مَنِيَّتي ... بلَبَّى إِلى أَعْراقِها قد تَدَلَّتِ
( لتب ) اللاَّتِبُ : الثابتُ تقول منه : لَتَبَ يَلْتُبُ لَتْباً و لُتوباً
وأَنشد أَبو الجَرَّاح : فإِن يَكُ هذا من نَبيذٍ شَرِبْتُه فإِنيَ من شُرْبِ
النَّبيذِ لَتائِبُ صُداعٌ وتَوصِيمُ العِظامِ وفَتْرَةٌ وغَمٌّ مع الإِشْراقِ في
الجوفِ لاتِبُ الفراء في قوله تعالى : { من طينٍ لازبٍ } قال : اللاَّزبُ و
اللاَّتِبُ واحدٌ . قال : وقيس تقول طينٌ لاتِبٌ و اللاتِبُ اللازِقُ مثلُ
اللازِبِ . وهذا الشيءُ ضَرْبةُ لاتِبٍ كضَرْبةِ لازِب . ويقال : لَتَبَ عليه
ثِيابَه ورَتَبَها إِذا شَدَّها عليه . و لَتَّبَ على الفرس جُلَّه إِذا شَدَّه
عليه وقال مالك بن نُوَيْرة : فله ضَريبُ الشَّوْلِ إِلا سُؤْرَهُ والجُلُّ فهو
مُلَتَّبٌ لا يُخْلَعُ يعني فرسه . و المِلْتَبُ : اللازِم لبيته فِراراً من
الفِتَن . و أَلْتَبَ عليه الأَمرَ إِلْتباباً أَي أَوجَبه فهو مُلْتِبٌ . و
لَتَبَ في سَبَلة الناقةِ ومَنْحَرِها يَلْتُبُ لَتْباً : طَعَنَها ونَحَرها مثل
لَتَمْتُ و لَتَبَ عليه ثوبه والتَتَبَ : لَبِسه كأَنه لا يُريد أَن يَخْلَعه .
وقال الليث : اللَّتْبُ اللُّبْسُ و المَلاتِبُ : الجِبابُ الخُلْقان