الكُنُودُ بالضمّ : كُفْرَانُ النِّعْمَةِ مَصْدَر كَنَدَها يَكْنُدُها كدَخَل كما في الأَساس وضبطه في البصائر بالكَسْر من حَدِّ ضَرَب وتقول : فلان إِن سأَلْته نَكَد وإِن أَعْطَيْته كَنَد وإِنه لكَنُودٌ وكَنَّادٌ . قال الله تعالى في كتابه العزيز " إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ " هو بالفتح أَي لَجَحُودٌ قال ابنُ منظور : وهو أَحسن وقال الكلبيّ : معناه الكَفُورُ بالنِّعْمَة كالكَنَّادِ وقال الزّجَاج لَكَنُودٌ معناه : لَكَفُورُ يعنِي بذلك الكَافِر وقال الحَسَنُ : هو اللَّوَّامُ لِرَبِّه تعالى تَعُدُّ المُصِيبات ويَنْسَى النِّعَم . في لغة بني مالك هو البَخِيلُ وفي لغة كِنْدَة هو العاصِي كما نقلَه البَيضاوِيُّ وغيرُه من المفسِّرين . من المَجاز : الكَنُودُ : الأَرْضُ لا تُنْبِتُ شيئاً وقال الخليل الكَنُودُ في الآية : الذي يَأْكُلُ وَحْدَه ويَمْنَعُ رِفْدَه ويَضْرِب عَبْدَه كما عَزاه في البصائر قال ابنُ سِيده : ولا أَعْرِف له في اللغة أَصْلاً ولا يَسوغ أَيضاً مع قوله لِرَبِّه . الكَنُودُ : المَرْأَةُ الكَفُورُ لِلْمَوَدَّة والمُوَاصَلَة كالكُنُدِ بضمّتين قاله الأَصمعيّ قال النَّمِرُ بن تَوْلَب يَصف امرأَتَه :
فَقُلْتُ وكَيْفَ صَادَتْني سُلَيْمَى ... ولَمَّا أَرْمِهَا حَتَّى رَمَتْنِي
كَنُودٌ لا تَمُنُّ ولا تُفَادِي ... إِذا عَلِقَتْ حَبائلُها بِرَهْنِ
كَنُودٌ : عَلَمٌ وكذلك كَنَّادٌ وكُنَادَةُ . وكُنْدَةُ بالضمّ : بِسَمَرْقَنْدَ منها أَبو المجاهد محمّد بن عبد الخالق بن عبد الوهّاب الكُنْدِيّ فقيهٌ فاضِل روى عنه أَبو سعد السمعانيّ . كَنْدَة بالفتح : ناحِيَةٌ بِخُجَنْدَ من فَرْغَانَةَ تُوصَف نِسَاؤُهَا بالحُسْنِ والجمال وإِليها نُسِب أَبو إِبراهيم إسماعيل بن إِسحاق بن إِبراهيم بن يحيَى الكَنْدِيّ الفَرْغَانيّ روى له المالينيّ عن أَنس . والكِنْدَة بالكسر : القِطْعَةُ من الجَبَل . كَنَّاد ككَتَّان : ابنُ أَوْدَعَ الغافِقِيُّ وَفدَ على النبي صلى اللهُ عَليه وسلَّمَ هكذا في سائر النُّسخ ومثله في التكملة . والصواب على ما في كُتب الأَنساب أَن الذي وفدَ على النبيِّ صلى اللهُ عَليه وسلَّمَ حَفِيدُه مالكُ بن عُبَادَة بن كَنَّاد ويقال فيه مالك بن عبد الله كُنيته أَبو موسى وهو من بني الجَمَدِ بَطْن من العَتَاقَةِ من غافِق له صُحْبة ويقال فيه : عبدُ الله بن مالك أَيضاً مِصرِيٌّ ويقال : شاميّ شهد فَتْحَ مصر وحديثه عند المصريين مات سنة ثمان وخمسين . وقال الذَهبيّ وابن فهدك مالك بن عُبادة بن كَنَّاد بن أَوْدَعَ الغَافِقِيُّ مِصريٌّ له صُحْبَة روى عنه وَدَاعة ابن حُمَيْد الجَمَدِيّ وثَعلبةُ بن أَبي الكَنُود ويَحيى بن مَيْمُون . وكِنْدَةُ بالكسر هذا هو المشهور المُتَدَاول وعليه أقتصر الجمهورُ قال شيخنا : ورأَيت مَنْ ضَبَطَه بالفتح أَيضاً في كُتب الأَنساب . قلت : وسمعت أَهل عُمَان والبَحْرَيْنِ والكِنْدِيِّين يقولون : كُنْدَة بالضمّ ويقال : كِنْدِيٌّ أَيضاً أَي بياءِ النِّسبة وهو لَقَبُ ثَوْرِ بنِ عُفَيْرِ بن عَدِيّ بن الحارث بن مُرَّة بن أُدَد أَبو حَيٍّ من اليَمنِ كذا لابن الكلبيّ والرّشاطيّ وقال الهَمْدَانِيّ : وهو ثَوْرُ ابن مُرَتِّعِ بن معاوية وقيل : ثور بن عُبَيد بن الحارث بن مُرَّة وفي شرح الشفاءِ للخافجيّ نقلاً عن العُباب : ثَوْر بن عَنْبَس بن عَدِيٍّ وفي رَوْضِ السُّهَيليّ أَن كِنْدة بنو ثَوْر بن مُرَّة بن أُدَدَ بنِ زَيْد ويقال إِنهم بنو مُرَتِّع بن ثَوْر وقد قيل إِن ثَوْراً هو مُرْتِّع وكندة أَبوه وقال ابن خلِّكان إِنّ مُرَتِّعا كمُحَدِّث هو والد ثَور وإِن ثَوْر بن مُرَتِّع هو كِنْدة وفي الصحاح : هو كِنْدَة بن ثَوْر قال شيخنا : والذي جَزم به أَكرُ شُرَّاح الحمَاسَة وديوان امرىءِ القيس أَن ثَوْراً وَلَدُ كِنْدَةَ لا لَقَبُه والله أَعْلم . قال ابنُ دُرَيْد : سُمِّي به لأَنّه كَنَدَ أَبَاه النِّعْمَةَ أَي كَفَرَهَا ولَحِقَ بأَخْوَالِه . وقال أَبو جعفر : أصلُهُ مِن قولهم أَرْضٌ كَنُودٌ أَي لا تُنْبِت شيئاً وقيل : لكونه كان بَخِيلاً وقيل : لأَنّه كَنَدَ أَباه أَي عَقَّه . والكَنْدُ : القَطْعُ وقد كَنَدَه . ومما يستدرك عليه : قال الأَعشى :
أَمِيطِي تُمِيطِي بِصُلْبِ الفُؤَادِ ... وَصُولِ حِبَالٍ وكَنَّادِهَا أَي قَطَّاعها . وثَعْلَبَة بن أَبي الكَنُود مُحَدِّث . وقال الليث : كُنْدُدُ البَازِي كقُنْفُذٍ : مُجْثَمٌ يُهَيَّأُ له من خَشَبٍ أَبو مَدَرٍ وهو دَخِيل ليس بعربيٍّ نقله الصاغانيُّ
البَنادِرَةُ أهملَه الجوهريُّ وأوردَه الصَّغانيّ في تركيب ب د ر على أن النون زائدةٌ وهم تُجّارٌ يَلْزَمُون المَعَادِنَ دَخِيلٌ . أو هم الذين يَخْزُنُون البَضائعَ للغَلاءِ . جَمْعُ بُنْدَارٍ بالضَّمّ
وفي كتاب ابنِ الصّلاح في معرفةِ الحديثِ : البُنْدارُ : مَن يكونُ مُكْثِراً من شيْءٍ يَشْتَرِيه منه مَن هو دُونَه ثم يَبِيعُه قاله الطِّيبِيُّ في أَول الدُّخَان من حَوَاشِي الكَشّاف . وفي النَّوادر : رجلٌ بَنْدَرِيٌّ ومُبَنْدِرٌ وهو الكثيرُ المالِ
أبو بكرٍ محمّدُ بنُ بَشّارٍ ككَتَّانٍ ووَهِمَ مَنْ ضَبَطَه بالتَّحْتِيَّة والسِّينِ المُهْمَلَةِ وهو ابنُ داوودَ بنِ كَيْسَانَ العَبْدِيّ مولاهم البَصْرِيُّ وبُنْدارٌ أحدُ أئمَّةِ السُّنَّةِ ولذلك لُقِّب بُنْداراً لأنّه جَمَعَ حَديثَ مالكٍ رَوَى له أصحابُ الأُصول السِّتَّة . وبُنْدَارٌ معناه الحافظُ . والبُنْدارُ أيضاً : لَقَبُ أبي بكرِ بنِ أحمدَ بنِ إسحاقَ بنِ وَهْبِ بنِ الهَيْثَم بنِ خِدَاش سَمعَ البربهائيَّ وغيرَه ورَوَى عنه الدَّارَ قُطْنِيُّ وكان ثِقَةً
وأبو المَعالِي ثابتُ بنُ بُنْدارِ بن إبراهِيمَ الباقِلانِيُّ . والبُنْدار أَيضاً : أبو منصورٍ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ عُثمانَ عُرِفَ بابن السَّوّاق سَمِعَ أبا بَكْرِ بنَ القُطَيْعِيِّ وكان ثِقَةً . وأبو بكرٍ محمّدُ بنُ هارُونَ بنِ سَعيدِ بنِ بُنْدَارٍ سَكَنَ سَمَرْقَنْدَ وحدَّث . والحَسَنْ بنُ موسى بنِ بُنْدارِ بنِ خُرَّشَاذ الدَّيْلَمِيُّ حدَّث . والبَنْدَرُ في اصطلاحِ سَفَرِ البَحْرِ : المَرْسَى والمُكَلأُ نقلَه الصَّغانيّ أي مَربطُ السُّفُنِ على الساحِل . والبُنْدارِيَّةُ : قريةٌ بالصَّعِيد الأَعْلَى وقد دخلتُهَا وقَرْيَتَانِ بأَسْفَلِ مصر
والبَنْدِيرُ بالفتح : دُفٌّ فيه جَلاجِلُ مولَّدة
السَّنْدَرَةُ : السُّرْعةُ والعَجَلَة والنون زائدة ولذا أورده الصاغانيّ وغيره في سدر وبه فسَّر بعضُهُمْ قَوْلَ سيِّدِنا عليٍّ رضي الله عنه الآتِي ذِكْره . يقول : أُقاتِلُكُم بالعَجَلَةِ وأُبادِرُكُم قبل الفِرَارِ . قيل : السَّنْدَرَةُ : ضَرْبٌ من الكَيْلِ غَرّافٌ جَرّافٌ واسعٌ وبه فسَّرَ بعضُهم قولَ سيّدِنا عليٍّ رضي الله عنه . السَّنْدَرَةُ : شَجَرٌ للقِسِيِّ والنَّبْلِ تُعْمَل منها ومنه قولهم : سَهْمٌ سَنْدَريُّ وقَوْسٌ سَنْدَرِيَّةٌ . قيل : السَّنْدَرَةُ : امرأةٌ كانَتْ تَبِيعُ القَمْحَ وتُوفي الكَيْلَ وبهذا القولِ جَزَمَ أقوامٌ . وقال بعضُهُم : اسمُ رَجُلٍ كان يفعل كذلك . قال أبو العَبّاس أحمدُ بنُ يَحْيَى : لم تختلف الرُّواةُ أنّ هذه الأبيات لعَلَيّ رضي الله عنه :
" أنا الّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ
" كلَيْثِ غَاباتٍ غَليظِ القَصَرهْ
" أكِيلُكُمْ بالسَّيْفِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ . والمعنَى : أنّي أكِيلُكُم كَيْلاً وافِياً . والسَّنْدَرِيّ : الجَرِيءُ المُتَشَبِّعُ . السَّنْدَرِيّ : الشَّدِيدُ من كُلِّ شيْءٍ والسَّنْدَرِيّ : الطَّويِلُ كالسَّرَنْدَي في لغة هُذيل . السَّنْدَرِي : الأسَدُ لجَرَاءَتِه . السَّنْدَرِيُّ : ضَرْب من السِّهَامِ والنِّصَالِ منسوبٌ إلى السَّنْدَرَة وهي شَجَرةٌ . وقِيلَ : السَّنْدَرِيُّ : الأبْيَضُ من النِّصالِ . السَّنْدَرِي بنُ يَزِيدَ الكلابِيّ شاعِرٌ كان مع عَلْقَمَةَ بن عُلاَثَةَ وكان لَبِيدُ مع عامِرِ بنِ الطُّفيْلِ فدُعِى لَبِيد إلى مهاجاتِه فأَبَى وقال :
لِكَيْلاَ يَكُونَ السَّنْدَرِيُّ نَدِيدَتِي ... وأجْعَلَ أقْوَاماً عُمُوماً عَمَاعِمَا . قال ابن الأعْرَابي وغيره : السَّنْدَرِيّ : هو مِكْيَالٌ كبيرٌ ضَخْمٌ مثْل القَنْقَلِ والجُرَاف وبه فَسَّروا قولَ سَيَّدنا عليّ أي أَقْتُلُكُم قَتْلاً واسعاً كثيراً ذَرِيعاً وَجَمَع القُتَيْبِي بينهما فقال : يحتمل أن يكون مِكْيَالاً اتُّخِذَ من السَّنْدَرَةِ وهي الشَّجرة التي تُعْمَل منها القِسِيّ والسِّهام . السَّنْدَرِيّ : الضَّخْمُ العَيْنَيْنِ . السَّنْدَرِيّ : الجَيِّدُ والرَّدِيءُ ضِدٌّ والسَّنْدَرِيّ : ضَرْبٌ من الطَّيْرِ قال أَعرابيٌّ : تَعَالَوْا نَصِيدها زُرَيْقَاءَ سَنْدَرِيَّة يُرِيدُ طائِراً خالِصَ الزُّرْقَة . السَّنْدَرِيّ : الأَزْرَقُ من الأَسِنّة يقال : سِنَانٌ سَنْدَرِيٌّ إذا كان أَزْرَقََ حَدِيداً . السَّنْدَيُّ : المُسْتَعْجِلُ من الرّجال في أمورِه الجادُّ فيها . السَّنْدَرِيُّ : المُوتَرَةُ المُحْكَمَةُ من القِسِيَّ قال الهُذَلِي وهو أبو جُنْدَب :
إِذا أَدْرَكَتْ أُولاتُهم أُخْرَياتِهِم ... حَنَوْتُ لهم بالسَّنْدَرِيّ المُوَتَّرِ منسوبٌ إلى السَّنْدَرَةِ أعني الشَّجَرَةَ التي عُمِل منها هذا القَوْس . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : السَّنْدَرَةُ : الجَراءَةُ . ورجُلٌ سِنَدْرٌ كسِبَحْلٍ : جَرِيءٌ في أَمْرِه لا يَفْرَقُ من شَيْءٍ . والسَّنْدَرَةُ : الحِدَّةُ في الأُمورِ والمَضَاءُ . وفي نوادِرِ الأَعراب : السَّنادِرَةُ والسَّبَادِنَةُ : الفُرَّاغُ وأَصحابُ اللَّهْوِ والتَّبَطُّلِ وأَنشد :
إذا دَعَوْتَنِي فقُلْ يا سَنْدَرِي ... للقَوْمِ أَسْمَاءٌ ومالِي مِنْ سَمِي . قلت : وذَكره المصنِّفُ في سبدر . وقد تقدّم والصوابُ ذكره هنا . واستدرك شيخنا : سَنْدرَ : مَوْلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذَكَرَه أَهلُ السِّيَر . قلت : هو أبو عبدِ الله مولَى زِنْباعٍ الجُذَامِيّ أعتقه النّبيّ صلَّى الله عليه وسلم . وفاته : سَنْدَر أبو الأَسْوَدِ رَوَى عنه أبو الخَيرْ اليَزَنِيّ حدِيثاً واحداً من طريقِ ابنِ لَهِيعَة . وبنو سَنْدَر : قَوم من العَلَوِيَّين
إِنَّ لَنَا لَجارَةً فُناخِرَهْ ... تَكْدَحُ للدُّنْيَا وتَنْسَى الآخِرَهْ ف - ن - د - ر
الفِنْدِيرُ بالكَسْرِ والفِنْدِيرَة بهاءٍ : قِطْعَةٌ ضَخْمَةٌ من تَمْرٍ مُكْتَنِز كالفِدْرَة بالكَسْر . والفِنْدِيرُ والفِنْدِيرَةُ : الصَّخْرَةُ العَظِيمَةُ كذا في الصّحاح . وعِبَارَةُ المُحْكم : تَنْقَلِعُ عن عُرْضِ الجَبَلِ وعِبَارَة الصّحاح : تَنْدُرُ من رَأْسِ الجَبَلِ . والجَمْعُ فَنَادِيرُ . قال الشاعر في صِفَةِ الإِبِل : كأَنَّهَا مِن ذُرَا هَضْبٍ فَنَادِيرُ . قلتُ : وقد تَقَدَّم في ف د ر الجَمْعُ بين قَوْل المصنّف هُناك وبين قَوْلِ الجوهريّ هُنا فراجِعْه . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : الفَنْدُورَةُ قال ابنُ الأَعْرَابيّ : هي أُمُّ عِزْم وأُمُّ سُوَيْدٍ يعني السَّوْأَةَ
نَدَرَ الشيءُ يَنْدُرُ نُدوراً بالضمّ : سَقَطَ وقيل : سَقَطَ وشَذَّ . وقيل : سقطَ من جوفِ شيءٍ هكذا في النسخ بالجيم . أو من بينِ شيءٍ أو من أشياء فَظَهَر وفي الحديث : " أنّه رَكِبَ فَرَسَاً له فمَرَّتْ بشجَرَةٍ فطارَ منها طائرٌ فحادَتْ فَنَدَر عنها في أرضٍ غليظة " أي سقطَ ووقع . والرجلُ إذا خَضَفَ يقال : نَدَرَ بها وهي النَّدْرَة أي الخَضْفَة بالعَجَلَة حكاها ابْن الأَعْرابِيّ هكذا بالخاء والضاد المُعجمتَيْن وفي بعضِ النسخ : حَصَفَ بالمُهملَتَيْن . وفي حديث عمر رضي الله عنه : " أنّ رجلاً نَدَرَ في مَجْلِسه فَأَمَر القومَ كلَّهم بالتَّطَهُّر لئلاَّ يَخْجَل النادرُ " حكاها الهَرَويُّ في الغَريبَيْن : معناه أنه ضَرَطَ كأنّها نَدَرَت منه من غيرِ اخْتيار . نَدَرَ : جرَّب . يقولون : لو نَدَرْتَ فلاناً لَوَجَدْتَه كما تُحبّ أي لو جرَّبْتَه . يقال : نَدَرَ الرجلُ إذا مات قاله ابنُ حَبيب وأنشد لساعِدَةَ الهُذَلِيّ . وفي التكملة : لساعِدَةَ ابنِ العَجْلان :
كلانا وإنْ طالَ أيَّامُه ... سَيَنْدُر عن شَزَنٍ مِدْحَضِ أي سيموت . نَدَرَ النباتُ : خَرَجَ ورقُه من أَعْرَاضِه نَدَرَت الشجرةُ تَنْدُر : ظَهَرَتْ خُوصَتُها وذلك حين يَسْتَمكِنُ المالُ من رَعْيِها أو نَدَرَت : اخْضَرَّت وهذه عن الصَّاغانِيّ . والأَنْدَر : البَيْدَر شاميّة . قال كُراع : الأَنْدَر : كُدْسُ القَمْح خاصَّة ج أنَادِر قال الشاعر : دَقَّ الدِّيَاسِ عَرَمَ الأَنادِرِ الأَنْدَر : ة بالشام على يَوْم وليلة من حَلَبْ فيها كُرومٌ . وقولُ عَمْرِو بن كلثوم :
ألا هُبِّي بصَحْنك فاصْبَحينا ... ولا تُبقي خُمورَ الأَنْدَرِينا لمّا نَسَبَ الخمرَ إلى أهلِ هذه القريةِ فاجتمَعَتْ ثلاثُ ياآت فخَفَّفَها للضرورة كما قال الراجز :
" وما عِلْمي بسِحْرِ البابِلينا أو جَمْعُ الأَنْدَريّ أَنْدَرون فخفَّفَ ياءَ النِّسبة كما قالوا : الأَشْعَرون والأَعْجَمون في الأَشعريّين والأَعجميِّين قال شَيْخُنا : وكلامُه لا يَخْلُو عن نَظَر وتَحقيقُه في شرحِ شَواهدِ الشافِيَة للبغداديّ . قلتُ : ولعلَّ وَجْهَ النّظر هو اجتِماع ثلاثِ ياآتٍ في الكلمة . وما يكون الأَنْدَرون الذي هو جمع الأَنْدريّ مع أنه ذكره فيما بعد بقوله : فِتْيان إلى آخره ولو ذَكَرَه قبل قولِه : كما قالوا إلخ كانَ أحسنَ في الإيراد فتأَمَّل . والأَنْدَرِيُّ : الحبلُ الغليظ أنشد أبو زيد :
" كأنّهُ أَنْدَرِيٌّ مَسَّهُ بَلَلُ كذا في التكملة وَنَسَبه صاحبُ اللِّسان لأبي عمروٍ وأنشد للَبيدٍ :
" مُمَرٌّ ككَرِّ الأَنْدَرِيِّ شَتِيمُوالأَنْدَرون : فتيانٌ من مواضعَ شَتَّى يَجْتَمعونَ للشُّرْب واحدُهم أَنْدَريٌّ وبه فُسِّر قولُ عمرو بن كلثوم السابق . منَ المَجاز : أَسْمَعَني النَّوادِر : نَوادِرُ الكلام تَنْدُر وهي : ما شَذَّ وَخَرَج من الجمهورِ لظُهوره . وفي الأساس : هذا كلام نادرٌ أي غريبٌ خارجٌ عن المُعتاد . منَ المَجاز : لَقيتُه نَدْرَةً وفي النَّدْرَة مَفْتُوحتَيْن وفي النَّدْرَة محرّكة وَنَدَرى وفي النَّدَرى بلا لامِ فيهما مُحرَّكات أي فيما بَيْنَ الأيّام ويقال : إنّما يكون ذلك في النَّدْرة بَعْدَ النَّدْرَة إذا كان في الأحايِين مَرَّةً . منَ المَجاز : أَنْدَرَ عنه من مالِه كذا إذا أَخْرَجه وأَنْدَرَ الشيءَ : أَسْقَطَه يقال : ضَرَبَ يدَهُ بالسيف فَأَنْدرَها . يقال : نَقَدَ مائةً نَدَرَى مُحرَّكةً إذا أَنْدَرَها أي أَخْرَجَها له من مالِه . والنَّدْرَة بالفتح : القِطْعَةُ من الذَّهَب والفضَّة توجدُ في المَعدن . والنَّدْرَة : الخَضْفَةُ بالعَجَلَة أي الضَّرْطَة عن ابْن الأَعْرابِيّ ذَكَرَ الفِعلَ أوَّلاً ثم ذَكَرَ المصدرَ ثانياً وهو مَعيب عند حُذَّاق المُصنِّفين فإنّه لو قال هناك : وهي النَّدْرة لأغناه عن ذكْره ثانياً . منَ المَجاز : فلانٌ نادرَةُ الزمان أي وَحيدُ العَصْرِ كما يقال نسيجُ وَحْدِه . ونَوادِر : ع نَقَلَه الصَّاغانِيّ ونادرٌ اسمٌ . وعُتْبَةُ بنُ النُّدَّر كرُكَّع السُّلَمِيّ صَحابيٌّ ويقال : هو عُتبةُ بنُ عبدٍ السُّلَمِيّ . وليس بشيءٍ . روى عنه عليُّ بن رباح وخالدُ بنُ مَعْدَان وتَصَحَّف على بعضهم يعني الإمام الطبريّ كما صرَّحَ به الحافظُ وغيرُه فَضَبَطه بالباء المُوَحَّدة والذال المُعجمة والصواب الأوّل . قولُهم : مِلْحٌ أَنْدَرَانيٌّ غلطٌ مشهور صوابُه ذَرْآنيٌّ بالذال المُعجمة والهمزة . أي شديد البياض وقد تقدّم ذكرُه في مَوْضِعه . وجِرابٌ أَنْدَرَانيٌّ : ضَخْمٌ نقله الصَّاغانِيّ . ونَيْدَرُ كَحَيْدَر : من أسماءِ المدينة على صاحبها أفضلُ الصلاةِ والسلام . أو هو بدالَيْن . وقيل : يَنْدَر بتقديم التَّحْتِيَّة على النون . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : النادِرُ : الحمارُ الوحْشيّ يَنْدُر من الجبل أي يخرج . وَنَدَر العظمُ : انفكَّ وزالَ عن محلِّه ومنه الحديث : " أنَّ رجلاً عضَّ يدَ آخرَ فَنَدَرَ ثَنِيَّتَه " وَنَدَر من بَيْتِه : خَرَجَ قال الزَّمَخْشَرِيّ : وسمعتُ من يقولُ لزوجتِه : انْدُري . وأصاب المطرُ الحَشيش فَنَدَر الرُّطْبُ من أَعْرَاضه : خَرَجَ . وشَبِعَت الإبلُ من نادِرِه ونَوادِرِه . والمالُ يَسْتَنْدِرُ الرُّطْبَ أي يَتَتَبَّعه . ويقال : اسْتَنْدَرَت الإبلُ النَّباتَ : أراغَتْه للأكل ومارَسَتْه . منَ المَجاز : استَنْدَروا أَثرَه : اقتَفَوْه . ولا يقع ذلك إلاّ في النُّدْرَة . ولقِيتُه في النَّدَرَة كالنَّدْرَة . وفلانٌ يَتَنادَرُ علينا أي يأتينا أَحياناً . وأَنْدَرَ البِكارَةَ في الدِّيَة أَسقَطَها وأَلْغاها قال أَبو كبيرٍ الهُذَلِيّ :
وإذا الكُماةُ تَنَادَروا طَعْنَ الكُلَى ... نَدْرَ البِكارَةِ في الجَزاءِ المُضْعَفِ يقول : أُهدِرَت دِماؤُكُم كما تُنْدَر البِكارَةُ في الدِّيَة وهي جَمْع بَكْر من الإبل . قال ابن بِرِّيّ : يريد أَن الكُلَى المَطعونة تُنْدَر أي تُسْقَط فلا يُحتَسَب بها كما يُنْدَر البَكْر في الدِّيَة والمُضْعَفُ المُضاعَفُ مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ . ويقال : أَصلح نَوادِرَ المِغْلَقِ أي أَسنانه . وأَنْدَرْتُ يدَ فلانٍ عن مالي : أَزلْتُ تَصَرُّفَه فيه . وضَرَبه على رأْسِه فنَدَرَتْ عينُه وأَنْدَرَها . كلُّ ذلك مَجاز . ونَدْرَةُ بالفتح : مَوضعٌ من نواحي اليَمامة قاله الصَّاغانِيّ : قلتُ : عند مَنْفوحَةَ . وقد رُويَ إعجامُ دالِها أَيضاً . ونَدَرَ في عِلْمٍ أَو فَضْلٍ : تقدَّم . قاله ابن القطّاع . وقال أيضاً : أَنْدَرَ : أَتى بنادِرٍ من قولٍ أو فِعْل . ونَدَرَ الكلامُ نَدارَةً : غَرُبَ . والنادِرَةُ : قريةٌ باليمن سكَنَه بنو عيسى من قبائل عكّ