" النَّبْتُ : النَّبَاتُ " قال اللَّيْث : كلُّ ما أَنْبَتَ اللهُ في الأَرْضِ فهو نَبْتٌ والنَّبَاتُ فِعْلُه ويَجْري مَجْرى اسمِه يقال : أَنْبَتَ اللهُ النَّبَاتَ إِنْباتاً ونحو ذلك . قال الفَرّاءُ : إِنَّ النَّبَاتَ اسمٌ يَقُومُ مَقامَ المَصْدَرِ قال الله تعالى : " وأَنْبَتَها نَبَاتاً حَسَناً " وفي المُحْكَم : نَبَتَ الشَّيْءُ يَنْبُتُ نَبْتاً ونَبَاتاً وتَنَبَّتَ . " وقد " اخْتَارَ بعضُهم أَنْبَتَ بمعنى نَبَتَ وأَنْكَرَه الأَصمعيُّ وأَجازَه أَبو عُبَيْدَةَ واحتجّ بقولِ زُهيرٍ :
" حتى إِذَا أَنْبَتَ البَقْلُ
أَي نَبَتَ وفي - التنزيل العزيز : " وشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بالدُّهْنِ " قَرَأَ ابنُ كَثِير وأَبو عَمْرو الحَضْرَمِيّ : تُنْبِتُ بالضّم في التاءِ وكسر الباءِ وقرأَ نافِعٌ وعاصِمٌ وحَمْزةُ والكِسائِيّ وابنُ عامرٍ : تَنْبُتُ بفتح التاءِ وقال الفرّاءُ : هما لُغَتانِ . " نَبَتَتِ الأَرْضُ وأَنْبَتَتْ " قال ابنُ سِيدَه : أَمّا تُنْبِتُ فذَهَب كَثيرٌ من النّاس إِلى أَن معناه تُنْبِتُ الدُّهْنَ أَي شَجَرَ الدُّهْنِ أَو حَبَّ الدُّهْنِ وأَن الباءَ فيه زائدةٌ وكذلك قولُ عنترة :
شَرِبَتْ بمَاءِ الدُّحْرُضَيْنِ فأَصْبَحَتْ ... زَوْرَاءَ تَنْفِرُ عن حِياضِ الدَّيْلَمِ قالوا : أَرادَ شَرِبَتْ ماءَ الدُّحْرُضَيْنِ قال : وهذا عند حُذَّاقِ أَصحابِنا على غيرِ وجهِ الزّيادةِ وإِنما تأْويلُه والله أَعلم : تُنْبِتُه ما تُنْبِتُه والدُّهْنُ فيهَا كما تقولُ : خرَجَ زيْدٌ بثِيابِه أَي وثِيابُه علَيْه وركِبَ الأَميرُ بِسَيْفِه أَي وسَيْفُه مَعَه . " والمَنْبِتُ كمَجْلِسٍ : مَوْضِعُه " أَي النّباتِ وهو " شاذٌّ " وَجْهُ الشذوذِ لأَنّ المَفْعلَ من الثّلاثيّ إِذا كان غير مكسورِ المُضارع لا يكون إلا بالفَتْح مَصْدَراً أَو زَماناً أَو مَكاناً " والقياسُ " مَنْبَتٌ " كمَقْعَد " وقد قيل ومثلُه أَحْرُفٌ معدودةٌ جاءَت بالكَسْرِ مِنْها : المَسْجِدُ والمَطْلِعُ والمَشْرِقُ والمَغْرِبُ والمَسْكِنُ والمَنْسِكُ . " ونَبَتَ البَقْلُ كأَنْبَتَ " بمعنىً . وأَنْشَد لزُهَيْرِ بنِ أَبي سُلْمَى :
" إِذا السَّنَةُ الشَّهْباءُ بالنَّاسِ أَجْحَفَتْونالَ كِرامَ النّاسِ في الحَجْرَةِ الأَكْلُ
" رَأَيْتَ ذَوِي الحَاجَاتِ حَوْلَ بُيُوتِهْمقَطِيناً لَهُمْ حتَّى إِذا أَنْبَتَ البَقْلُأَي نَبَتَ يعني بالشَّهْباءِ البَيْضَاءَ من الجَدْبِ ؛ لأَنّها تَبْيَضُّ بالثَّلْج أو عَدَم النَّبات والحَجْرَةُ : السَّنَةُ الشَّدِيدةُ التي تَحْجُرُ النَّاسَ في بُيوتِهم فيَنْحَرُوا كرائِمَ إِبِلِهِمْ ليَأْكُلُوها والقَطِينُ : الحَشَمُ وسُكَّانُ الدَّارِ وأَجْحَفَتْ : أَضَرَّبْ بهم وأَهْلَكَتْ أَمْوالَهم قال : نَبَتَ وأَنْبَتَ مثلُ قولِهم : مَطَرَتِ السَّماءُ وأَمْطَرَتْ وكُلُّهم يَقُول : أَنْبَتَ اللهُ البَقْلَ والصَّبِيَّ نَبَاتاً قال عزّ وجلّ : " وأَنْبَتَها نَبَاتاً حَسَناً " وهو مجازٌ قال الزَّجَّاجُ : معنَى أَنْبَتَها نَبَاتاً حَسَناً أَي جَعَل نَشْوَها نَشْواً حَسَناً وجاءَ " نَبَاتاً " على لفظ نَبَتَ على معنَى نَبَتَتْ نَباتاً حَسَناً وفي التنزيل العزيز : " واللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتاً " جاءَ المصدَرُ فيه على غَيْرِ وَزْنِ الفِعْل وله نَظَائِرُ . من المَجازِ : نَبَتَ " ثَدْيُ الجَارِيَةِ نُبُوتاً : نَهَدَ " وارْتَفَعَ . قالوا : " أَنْبَتَهُ اللهُ " فَتَعَدّى " فهو مَنْبُوتٌ " على غير قياس كما نَبّه عليه الجوهريّ . " وأَنْبَتَ الغُلامُ : " رَاهَقَ و " نَبَتَتْ عانَتُه " واسْتَبانَ شَعُرها وفي حديث بَنِي قُرَيْظَةَ : " فَكُلُّ مَنْ أَنْبَتَ مِنْهُم قُتِلَ " أَرادَ نَبَاتَ شَعَر العَانَةِ فجَعَله علامةً للبُلُوغِ وليس ذلك حَدّاً عندَ أَكْثَرِ أَهلِ العِلْمِ إِلّا في أَهلِ الشِّرْكِ ؛ لأَنّه لا يُوقَفُ على بُلُوغِهِم من جِهةِ السِّنِّ ولا يُمْكِنٌ الرُجوعُ إِلى أَقوالهم للتُّهَمَةِ في دَفْعِ القَتْلِ وأَداءِ الجِزْيَةِ وقالَ أَحْمَدُ : الإِنْباتُ حَدُّ مُعْتَبَرٌ تُقَام به الحُدودُ علَى من أَنْبَتَ من المسلمين ويحكى مثلُه عن مالِك : من المَجازِ : " التَّنْبِيتُ : التَّرْبِيَةُ " وَنَبَّتُّ الصَّبِيَّ تَنْبِيتاً : رَبَّيْتُه يقال : نَبِّتْ أَجَلَكَ بَيْنَ عَيْنَيكَ . ونَبَّتَ الجارِيةَ : غَذَّاها وأَحْسَنَ القيامَ عليها ؛ رَجَاءَ فَضْلِ رِبْحِها . التَّنْبِيتُ " : الغَرْسُ " يقال : نَبَّتَ الناسُ الشَّجَرَ إِذا غَرَسُوه . ونَبَّتُوا الحَبَّ : حَرَثُوه كذا في الأَساس . وفي المُحْكَم : نَبَّتَ الزَّرْعَ والشَّجَرَ تَنْبِيتاً إِذا غَرَسَه وزَرَعَه ونَبَّتُّ الشَّجَرَ تَنْبِيتاً : غَرَسْتُه . التَّنْبِيتُ أَيضاً " اسْمٌ لمَا يَنْبُتُ " على الأَرْضِ من النَّباتِ " مِنْ دِقِّ الشَّجَرِ " بكسر الدال أَي صِغارِه " وكِبارِه " قال رُؤْبة :
" مَرْت يُناضى خَرْقَها مُرُوتُ
" بَيْداءَ لم يَنْبُتْ بها تَنْبِيتُ" ويُكْسَرُ أَوَّلهُ " قال شيخُنا : وذِكْر أَوّلهِ مسْتَدْرَك ونُقِل عن أَبِي حَيّانَ أَنّ كَسْرَه إِتْباعٌ لا على جِهَةِ الأَصالَة . وقال ابنُ القَطّاع : التَّنْبِيتُ : فَسيلُ النَّخْلِ . وفي اللسان : التَّنْبيتُ : قِطَعُ السَّنامِ . والتَّنْبِيتُ : ما شُذِّبَ على النَّخْلَةِ من شَوْكِها وسَعَفها للتَّخْفِيف عنها عَزَاها أَبو حَنِيفَةَ إِلى عِيسَى بن عُمَرَ . والنَّابِتُ من كُلّ شَيْءٍ : الطَّرِىُّ حين يَنْبُت صَغِيراً . " ونَابِتُ بنُ يَزِيدَ " سَمِعَ الأَوْزاعِي . أَبُو عَمْرٍو " أَحمدُ بنُ نابِتٍ الأَنْدَلُسِ " ّ عن عُبَيْد الله بن يَحْيى اللَّيْثِيّ . " وعليُّ بنُ نابِت الوَاعِظُ " الطَّالَقانِيّ سَمعَ شُهْدَةَ وهو من شُيُوخ الفَخْرِ ابنِ البُخَارِيّ " مُحَدِّثُون " عن اللّحيانِيّ : رَجُلٌ " خَبِيتٌ نَبِيتٌ " أَي " خَسِيسٌ حَقِيرٌ " وفي بعض النسخ : فقيرٌ - بالفاءِ بدلَ الحاءِ - وكذلك شَيْءٍ خَبِيتٌ نَبِيتٌ . من المجاز يُقال : " نَبَتَتْ لَهُم نَابِتَةُ " إِذا " نَشَأَ لَهُمْ نَشْءٌ صِغَارٌ " لَحِقُوا الكِبارَ وصارُوا زيادَةً في العَدَدِ . وما أَحْسَنَ نابِتَةَ بني فُلانٍ أَي ما نَبَتَتْ عليهِ أَمْوالُهم وأَوْلادُهم . وإِنّ بَنِي فُلانٍ لنَابِتَةُ شَرٍّ وفي حديث الأَحْنَفِ " أَنّ معاوِيَةَ قال لِمَنْ بِبابِهِ : لا تَتَكَلَّموا بحولائِجِكْم فقال : لولا عَزْمَةُ أَميرِ المُؤمِنينَ لأَخْبَرْتُه أَنّ دَافَّةً دَفَّتْ وأَنّ نابِتَةً لَحِقَتْ " من المَجازِ : هذا قَوْلُ النَّابِتَةِ و " النَّوابِتُ " هُم " الأَغْمَارُ من الأَحْداثِ " وفي الأَساس : النَّوابِتُ طائِفَةٌ من الحَشْوِيَّة أَي أَنهم أَحْدَثُوا بِدَعاً غَرِيبةً في الإِسلام قال شيْخُنا : وللجاحِظِ فيهم رِسالةٌ قَرَنَهُم فيها بالرَّافِضَةِ . " واليَنْبُوتُ شَجَرُ الخَشْخَاشِ " وقيل : هي شجرَةٌ شاَكّة لها أَغْصانٌ وَوَرقٌ وثمرَتُها جِرْوٌ أَي مُدَوَّر ويُدْعَى بِعُمَانَ : الغَافَ واحدتُها يَنْبُوتَةٌ قال أَبو حَنيفةَ : اليَنْبُوتُ ضَرْبانِ : أَحَدُهما هذا الشَّوْكُ القِصَارُ وسيأْتي . " وشَجَرٌ آخرُ عِظَامٌ أَو شَجَرُ الخَرُّوبِ " وهو الضَّرْبُ الأَوّل في قولِ أَبي حَنِيفةَ الذي عَبّر عنه بالشَّوْكِ القِصار له ثَمَرةٌ كأَنَّهَا تُفَّاحَة فيها حَبٌّ أَحمَرُ وهي عَقُولٌ للبَطْنِ يَتَدَاوَى بها قال : وهي التي ذَكَرَهَا النّابِغَةُ فقال :
يَمْدُّه كُلُّ واد مُتْرَعٍ لَجِبٍ ... فيه حُطَامٌ مِنَ اليَنْبُوتِ والخَضَدِ وقال ابنُ سِيده : أَخْبَرنِي بعضُ أَعرابِ رَبِيعَةَ قال : تكون اليَنْبُوتَةُ مثلَ شجرةِ التُّفّاحِ العظيمةِ وورقُها أَصغَرُ من وَرَق التُّفَّاحِ ولها ثَمَرَةٌ أَصغَرُ من الزُّعْرُورِ شديدةُ السَّوَادِ شديدةُ الحَلاَوَةِ ولها عَجَمٌ يُوضَعُ في المَوَازِينِ . " والنَّبَائتُ : أَغْصَانُ " هكذا في نسختنا وصوابه أَعْضَادُ " الفُلْجَانِ " كما في لسان العرب وغيره " الواحِدُ نَبِيتَةٌ " . " والنَّبِيتُ : أَبوحَىٍّ " وفي الصّحاح : حَيٌّ " باليَمَنِ اسمُه عَمْرُو بنُ مالِكِ " ابنِ الأَوْسِ بن حَارِثَةَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَمْرِو بنِ عامِرٍ وهو من أَجْدَادِ أُسَيْدِ ابنِ حُضَيْرٍ وغيرِه من الصَّحابَة . قلت : وفاتَه إِبراهيمُ بنُ هِبَةِ اللهِ بن محمّد بنِ إِبراهِيمَ البَغْدَادِيّ عُرِف بابنِ النَّبِيتِ عن أَبي الفضْل الأُرْمَوِيّ وكان من العُدولِ بِمصر مات سنة 605 . " ونابِتٌ : ع بالبَصْرَةِ منه إِسحاقُ ابنُ إِبراهِيمَ " بنِ أَحمدَ بن يَعِيشَ الهَمْدَانِيّ " النَّابِتِيّ " عن محمودِ ابنِ غَيْلان وَطبَقتِه وعنه أَبو أَحْمَدَ الغَسّانِيّ هكذا في نسختنا وهو الصحيح وفي بعضِها : منه علّي بن عبد العزيزِ النَّابِتِّي وهو خطأٌ ؛ لأَنّه سيأْتي في - ن ى ت . " وذاتُ النّابِتِ " مَوْضعٌ " مِنْ عَرَفاتٍ " نقله الصّاغانيّ . " ونُبَاتَي كسُكارَى : ع بالبَصْرَةِ " قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ :
فالسِّدْرُ مُخْتِلجٌ فغُودِرَ طافياً ... ما بَيْن عَيْنَ إِلى نُبَاتَي الأَثْأَبُويُرْوَى . نُبَاةَ كحَصَاة عن أَبي الحسن الأَخفش وسيأْتي في المُعْتَلّ ويروى أَيضاً : نَبَاتَ كَسَحَابٍ كلّ ذلك عن السُّكَّرِىّ . " وسَمَّوْا نَبَاتاً كَسَحَابٍ ونَبَاتَةَ " بالفتح منهم : نَبَاتَةُ بنُ حَنْظَلَةَ من بني بَكْرِ بنِ كِلابٍ كان فارِسَ أَهلِ الشّام ووَلِىَ جُرْجَانَ والرَّيَّ لمَرْوَانَ . " ونُبَاتَةَ " بالضَّم . نُبَيْتُ " كزُبَيْرٍ " نُبَيْتَةَ مثل " جُهَيْنَة " . " ونَبْتاً ونَابِتاً " منهم : النَّبْتُ بنُ مَالِكِ بنِ زيدِ بن كَهْلانَ بنِ سَبَإٍ أَبو حَيٍّ باليَمَن . ونابِتُ بنُ اسماعيلَ عليه السّلام وَلِيَ بعد أَبِيه أُمّه السيّدةُ بنْتُ مضَاضِ ابنِ عَمْرٍو الجُرْهُمِيّ قاله ابنُ قُتَيْبَةَ في المَعَارف . نُبَيْتَةُ " كجُهَيْنَةَ بنتُ الضَّحَّاكِ " كذا قَيَّدهُ ابنُ ماكُولا " صحابيّة " أَوْرَدَها في المُعْجَمِ ابنُ فَهْد " أَو هي بالثَّاءِ " المثَلَّثَة قد " تَقَدّم . " ومُحَمَّدُ بنُ سَعِيدِ بنُ نَبَات النَّبَاتِيّ نِسْبَةٌ إِلى جَدِّه " وهو شيخٌ لأَبي محمدِ بنِ حَزْمٍ وقد رَوَى عن أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ مُفَرِّجٍ وغيرِه . أَبُو العَبّاسِ " أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ " بنِ مُفَرِّج الأَنْدَلُسِيّ " النَّبَاتِيُّ لمَعْرِفَتِه بالنَّبَاتَاتِ " والحَشَائِشِ " مُحَدِّثانِ " سمع الأَخِيرُ عن ابنِ زَرقون ورَحَل فلَقِيَهُ ابنُ نُقْطَةَ وكان مجموعَ الفَضَائِل ويعُرَف أَيضاً بابنِ الرُّومِيّة وكان غايَةً في معرفةِ النَّباتِ . نُبَاتَةُ " بالضَّمِّ " إِليه ينْتَسِبُ " الحُسَيْنُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ النُّباتِيّ الشَّاعِر ؛ لأَنَّه تِلْمِيذُ أَبي نَصْرٍ " وفي نسخة : لأَنّه تَلْمَذَ أَبَا نَصْرٍ " عبد العَزِيزِ بن عُمَرَ بنِ نُبَاتَةَ " الشّاعر وكانت وَفَاةُ أَبي نَصْرٍ سنة 405 ، وله ثَمان وسَبْعُون سنة . " واخْتُلِف في نُبَاتَةَ جَدِّ الخَطِيبِ " أَبي يَحْيى " عبدِ الرَّحِيمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ " محمَّدِ بنِ " إِسْماعِيلَ " الفَارِقِيّ الجُذامِيّ خطيب الخطَباءِ الذي رأَى النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم في مَنامِه وتَفَلَ في فَمِه " والضمُّ أَكثَرُ وأَثبَتُ " ومن ولدِه : القَاضِي الأَجَلُّ تاجُ الدين أَبو سالمٍ طاهرُ ابنُ القاضِي عَلَمِ الدِّين علّي ابنِ القاضِي أَبِي القاسِمِ يَحْيى ابنِ طاهرِ بنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ . " وعَبْدَانُ بنُ نُبَيْتٍ المَروَزِيّ كزُبَيْرٍ مُحدِّثٌ " عن عبدِ الله بن المُبارَكِ وعنه حاجِبُ بنُ أَحْمَدَ الطَّوَاشِيّ
وفاتَه نُبَيْتٌ مولى سُوَيْدِ بنِ غَفْلَةَ شيخٌ لمُحَمَّدِ بنِ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّف قال الدَّارَ قُطْنّي : ضَبطْنَاه عن أَبي سعيد الإِصْطَخْرِيّ بالنون وذكره البُخاريّ في تاريخه في المُثَلَّثَةِ . وأَحْمَدُ بنُ عُمرَ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بن نُبَيْتٍ القَاضي أَبْو الحَسَن الشِّيرازِيّ ذكره القَصَّارُ في طبقاتِ أَهلِ شِيرازَ وقال : له رِواياتٌ عن أَبي بَكْرِ بنِ سَعْدانَ وغيرِه . قال شيخنا : وأَمّا الجَمَالُ مُحَمَّدُ بنُ نَبَاتَةَ المِصْريُّ الشّاعر فإِنه بالفَتْح كما جَزمَ به أَئمّةٌ من شيوخنا ؛ لأَنّه كان يُوَرِّى في شعرِه بالقَطْرِ النَّبَاتِيّ وهو بالفتح ؛ لأَنَّه نِسْبَةٌ للنَّبَاتِىّ وهو نَوْعٌ من السُّكَّرِ العَجيبِ يُعْمَلُ مِنْه قِطَعٌ كالبَلُّورِ شَدِيدُ البَياض والصَّقالَةِ والظاهِرُ أَنه فارِسِيّ حادِثٌ وكان الأَوْلَى بالمُصَنِّفِ أَن يُنَبِّهَ عليهِ ولكنه أَغْفَلَه . قلت : وقال الحَافِظ : وشاعرُ الوَقْتِ الجَمَالُ أَبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ نَبَاتَةَ النَّباتِيُّ بالفَتْح نُسِبَ إِلى جَدِّهِ وهو من ذُرِّيَّةِ الخَطيب عبْدِ الرَّحِيمِ . قلت : ورَوى عن عبد العَزِيزِ بنِ عبدِ المُنْعِمِ الحَرَّانِيِّ وغيرِه فانظُرْه مع قولِ المُصَنِّفِ في جَدِّهِ : إِنَّ الضَّمّ فيه أَثْبتُ وأَكثَرُ وكذا مع قولِ شَيْخِنا : لأَنّه كان يُوَرِّى في شِعْرِه إِلى آخره . ثم قال شَيْخُنا : وأَنشدني شيخُنا الإِمامُ ابنُ الشَّاذِلِيّ أَعزّ اللهُ ذاتَه :
حَلاَ نَباتُ الشَّعْرِ يا عَاذِلي ... لمّا غَدَا في خَدِّهِ الأَحْمَرِفشَاقَنِي ذاكَ العِذَارُ الّذِي ... نَبَاتُه أَحْلَى مِن السُّكَّرِ ومما يُستدرك عليه من المحكم : نَبَتَ الشَّيْءُ يَنْيُتُ نَبْتاً ونَبَاتاً وتَنَبَّتَ . قال :
مَنْ كَانَ أَشْرَكَ في تَفَرُّقِ فَالِج ... فَلَبُونُه جَرِبَتْ مَعاً وأَغدَّتِ
إِلاّ كَناشِرَةَ الّذي ضَيَّعْتُمُ ... كالغُصْنِ في غُلَوائِهِ المُتَنَبِّتِ وقيل : المُتَنَبِّتُ هنا : المُتأَصِّلُ . والنِّبْتَةُ بالكَسْرِ شَكْلُ النَّباتِ وحَالتُه التي نَبَتَ عَلَيْها . والنَّبْتَةُ : الواحِدَةُ من النَّبات حكاه أَبُو حَنِيفَة فقال : العُقَيْفاءُ نَبْتَةٌ ورَقُها مِثلُ وَرَقِ السَّذَابِ وقال في موضع آخر : إِنما قَدَّمْنَاها لِئَلاّ يُحْتاجَ إِلى تَكْرِيرِ ذلك عند ذِكْر كُلِّ نَبْتٍ أَرادَ : عِنْدَ كُلِّ نوعٍ من النَّبْتِ . والنُّوَيْبِتَةُ تصغِيرُ نَابِتَةٍ وقد جاءَ ذِكرُها في حديثِ أَبي ثَعْلَبَةَ . ويُقَال : إِنّه لَحَسَنُ النِّبْتَةِ أَي الحَالَةِ التي يَنْبُتُ عليْهَا . وإِنَّهُ لَفِي مَنْبِتِ صِدْقٍ أَي في أَصْلِ صِدْقٍ وكذا في أَكْرَمِ المَنَابِتِ . وهو مجاز . ومَنْ ثَبَتَ نَبَتَ . وتَقُولُ : أَلَمْ يَنْبُتْ حِلْمُ فُلانٍ ؟ : كذا في الأَساس . ونَبَاتُ بنُ عَمْرٍو الفارِسِيّ كسَحَاب حَدَّثَ بِمصرَ سَمِع منه ابنُ مَسْرُور . ونَبَاتُ جاريةُ الحَسَنِ بنِ وَهْبٍ له معهَا أَخْبَارٌ . ومُنْيَةُ نَابِتٍ قَرْيَةٌ بمصرَ وقد نُسِب إِليها جماعَةٌ من أَهلِ القَرْنِ التَّاسِعِ مّمن أَخذَ عن الحَافِظِ ابنِ حَجَرٍ . وأَبو مُحَمَّد عبدُ الله بنُ أَحْمَدَ المَالَقِيّ عُرِف بابنِ البَيْطَارِ وبالنَّبَاتِيّ وهو مُؤَلّف المُفْردَاتِ في النّباتَات وغيرِهَا ماتَ سنة 646 . وفي حديثِ عليٍّ رضي الله عَنْه " أَنَّ النَّبيَّ صلّى الله عَلَيْه وسلّم " قالَ لِقَوْمٍ منَ العَرَبِ : أَنتُم أَهْلُ بَيْتٍ وأَهْلُ نَبْتٍ " أَي نحنُ في الشَّرفِ نِهايَةٌ وفي النَّبْتِ نِهايَةٌ أَي يَنْبُتُ المَالُ على أَيْدِينَا . فأَسْلَمُوا . والنَّبْتِيتُ : قريةٌ بمِصْر منها أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بن محمَّدٍ الضَّريرُ من شُيُوخِ شيخِ الإِسْلامِ زَكَرِيّا . ومن المُتَأَخِّرينَ أَبُو محمد عبدُ المُنْعِمِ النَّبْتِيتِيُّ إِمَامُ المَشْهَدِ الحُسَينِيّ ومُدَرِّسُه سَمع منهُ بعضُ شيوخِ مشَايِخنا مات سنة 1084 والنَّبُّوتُ كتَنُّورٍ : الفَرْعُ النّابِتُ من الشَّجَرِ ويُطْلَقُ عَلَى العَصَا المُسْتَوِيَة لُغَةٌ مِصْرِيّة
كَنَبَ الرجلُ يَكْنُبُ كُنُوباً ظاهرُهُ أَنَّهُ من حدِّ : نَصَرَ على مقتضَى قاعدته وضبَطَه الصَّاغانيُّ من حدِّ : فَرِحَ : غَلُظَ نقله الصَّاغانيُّ أَيضاً . كَنَبَ كُنُوباً من حَدِّ : نَصَرَ اسْتَغْنى نقله الصَّاغانيُّ . والكَنَبُ مُحَرَّكَةً : غِلَظٌ يَعْلُو الرِّجْلَ والخُفَّ والحَافِرَ واليَدِ أَو هو خاصٌّ بِها أَي باليَدِ إِذا غَلُظَتْ من العَملِ . وقَدْ كَنِبَتْ يَدُهُ كَفَرِحَ وأَكْنَبَتْ فهي مُكْنِبَةٌ قاله ابْنُ دُرَيْد . وفي الصَّحِاح : أَكْنَبَتْ وأَنشد أَحمدُ بْنُ يَحْيَى :
قَدْ أَكْنَبَتْ يَداكَ بَعْدَ لَين ... وبَعْدَ دُهْنِ البانِ والمَضْنُونِ وقال العَجّاج :
" وقد أَكْنَبَتْ نُسُورُهُ وأَكْنَبَا أَي : غَلُظَتْ وعَسَتْ . وفي حديثِ سَعْدٍ " رآهُ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ وقد أَكنَبَتْ يَداهُ فقال له : أَكْنَبَتْ . فقال أُعالِجُ بالمَرِّ والمِسْحَاةِ . فَأَخَذَ بيَدهِ وقال : هذه لا تَمَسُّهَا النّارُ أَبَداً " . أَكنبَتِ اليَدُ : إِذا ثَخُنَت وغَلُظَ جِلْدُها وتَعْجَّرَ مِن مُعاناةِ الأَشياءِ الشّاقَّة . والكَنَبُ في اليَدِ مثلُ المَجَلِ إِذا صَلُبَ من العَمَلِ كما في الصَّحِاح . وحافِرٌ مُكْنِب كمُحْسِن : غَليظٌ خُفٌّ مُكْنَبٌ بفتح النُّون كمِكْنَبٍ مثل مِنْبَرٍ عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ وأَنشدَ :
" بِكُلِّ مَرْثُومِ النَّوَاحِي مُكْنَبِ وأَكْنَبَ عَلَيْهِ بَطْنُهُ : إِذا اشتَدَّ أَكنَبَ عليه لِسَانُه : أَحْتَبَسَ وكَنَبَهُ في جِرَابِهِ يَكْنِبُهُ كَنْباً : كَنَزَهُ فيه نقله الصَّاغانيُّ . والكانِبُ : المُمْتَلِئُ شِبَعاً قال دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ :
وأَنْتَ امْرُؤٌ جَعْدُ القَفَا مُتَعَكِّشٌ ... من الأَقِطِ الحَوْلِيّ شَعْبَانُ كانِبُ وقال أَبو زيد : كانِبٌ : كانِزٌ . والكَنِبُ ككَتِفٍ : قال أَبو حنيفَةَ : شَبِيهٌ بقَتادِنَا هذا الّذي يَنْبُتُ عندَنَا وقد يُخْصَفُ عندَنا بِلِحَائِهِ ويُفْتَلُ منه شُرُطٌ باقيةٌ على النَّدَى . وقال مَرَّةً : سأَلْتُ بعضَ الأَعْرَابِ عن الكَنِبِ فَأَرَانِي شِرْسَةً متفرّقةً من نَبَات الشَّوْك بيضاءَ العِيدانِ كثيرَةَ الشَّوْكِ لها في أَطرافها بَراعِيمُ قد بدت من كُلّ بُرْعُومَةٍ شَوْكَاتٌ ثلاثٌ . والكَنِبُ : نَبْتٌ قال الطِّرِمّاحُ :
مُعَالِياتٌ على الأَرْيافُ مَسْكَنُها ... أَطْرَفُ نَجْدٍ بأَرْضِ الطَّلْحِ والكَنِبِ وعن اللَّيْث : الكَنِبُ : شَجَرٌ قال :
" في حَصِدٍ من الكَرَاثِ والكَنِبْ
الكَنِيبُ على فَعِيل : اليابِسُ وفي نسخة : اليَبِسُ من الشَّجَر أَو هو ما تَحَطَّمَ منه وتَكَسَّرَ شَوْكُه . كُنَيْبٌ مصغَّراً كزُبَيْرٍ : ع قال النّابغةُ :
زَيْدُ بْنُ بَدْرٍ حاضرٌ بعُراعرٍ ... وعَلَى كُنَيْبٍ مالِكُ بْنُ حِمَارِ كُنُبٌ بضمتين كجُنُب : د بما وَراءَ النَّهْرِ لَقَبُها في كتب الأَعاجِم أُشْرَوْسَنَه بضم الهمزة وسكون الشّين وفتح الراءِ وسيُذْكر في محلّه . والمُكْنَئبُّ كمُكْفَهِرٍّ : الغَلِيظُ الشَّدِيدُ العاسِي القَصِيرُ . نقله الصَّاغانيُّ . والكِنَابُ بالكَسر : الشِّمْرَاخُ والعاسِي
كنبت أَهمله المصنّف كالجوهريّ والصاغانيّ وغيرهما وذكره ابنُ مَنْظُور عن ابن دُرَيْد : رَجُلٌ كُنْبُتٌ وكُنَابِتٌ : مُنْقَبِضٌ بَخِيلٌ . قالَ : وَتَكَنْبَتَ الرَّجلُ إِذا تَقَبَّضَ . ورجُلٌ كُنْبُتٌ وهو الصُّلْبُ الشَّديدُ . قلت : ويجوز أَنْ تكونَ النونُ زائدةً فمَحلُّه ك ب ت ثم رأَيت في التكملةِ هذه المادةَ بعينها ذكرَها في كنبث بالمثلثة فالصَّواب هذا وسيأْتي بيانه في محلّه وأَمّا قوله : ورَجُلٌ كُنْبُتٌ وهو الصُّلْبُ الشّديد فهو الكُنْثُبُ بالمثلثة بين النون والباءِ وقد تَقَدَّم . وكنبايت : مدينة عظيمة بالسّواحلِ الهِنْديّة