[الكهف آية 11]فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً(قرآن).
الكَهْفُ : كالبَيْتِ المَنْقُور في الجَبلِ ج : كُهُوفٌ كذا في الصحاح أَو هو كالغَارِ كذا في النَّسَخِ وصوابُه كالمَغارِ في الجَبَلِ كما هو نَصُّ العَيْنِ إلا أَنَّه واسِعٌ فإِذا صَغُرَ فَغارٌ أَي : فالغارُ أَعَمُّ لا لأَنه خاصٌّ بغيرِ الواسِعِ كما تَوَهَّمَ قاله شيخُنا
ومن المجازِ : الكَهْفُ : الوَزَرُ والمَلْجَأُ يُقال : هو كَهْفُ قَوْمِه : أَي مَلْجَؤهم وأُولئكَ معاقِلُهُم وكُهُوفُهم وإِلَيْهِم يَأْوِي ملْهُوفُهم كما في الأَساسِ وفي التهذيبِ : فلانٌ كهْفُ أَهْلِ الرِّيَبِ : إِذا كانُوا يلُوذُونَ به فيكُونُ وَزَراً ومَلْجأً لهم وأَنشَد الصّاغانِيُّ :
وكنتَ لَهُمْ كَهْفاً حصِيناً وجُنَّةً ... يَؤُولُ إِلَيْها كَهْلُها وولِيدُها وقال ابنُ دُريْدٍ : الكَهْفُ زَعَمُوا السُّرْعَةُ والمَشْيُ ونصُّ الجمْهَرةِ : السُّرْعَةُ في المَشْيِ والعَدْوِ وقال : وهو فِعْلٌ مُماتٌ ومنه بِناءُ كَنْهَفَ عنّا : إِذا أَسْرعَ وقالَ مَرّةً : ومنه بِناءُ كَنْهَف وهو مَوْضِعٌ والنونُ زائِدةٌ وقد تقَدَّمَت الإشارةُ إِليه . وأَصحابُ الكَهْفِ المذْكُوُرونَ في القُرْآنِ : اخْتُلِفَ في ضَبْطِ أَسامِيهِم على خَمْسةِ أَقوالِ :
القولُ الأَوّلُ : مَكْسَلْمِينا وإِمْلِيخا مَرْطُوكش نَوالِس سانيوس بَطْنَيُوس كَشْفُوطط . أَو مَلِيخا بحذْفِ الأَلفِ مَكْسَلْمِينا مثل الأَول مَرْطُوس نِوانِس أَرْبطانس أَونوس كَنْدَ سَلْطَطْنوس وهذا هو القول الثاني . أَو مَكْسَلْمِينا مَلِيخا مَرْطُونَس يَنْيُونس سارَبونَس كَفَشْطَيُوس وفي بعضِ النسخ بطاءَين ذو نُواس وهذا هو القول الثالث . أَو مَكْسَلْمِينا أَمْليخا مَرَطونَس يُوانَس سارَيْنوس بَطْنَيوس كَشْفوطَط وهذا هو القول الرابع . أَو مَكْسَلْمينا يَمْلِيخا مَرْطونَس يَنْيونِس دوانَوانِس كَشْفيطَط نونَس وهذا هو القول الخامس . وقد اقْتَصَر الزَّمَخْشَريُّ في الكَشّافِ على القولِ الأَخيرِ مع تَغْييرٍ في بعضِ الأَسماءِ . وقد ذكرَ أَهلُ الحُروفِ والمُتَكَلِّمُون في خواصِّها أَنَّ من كَتَبَها في ورقَةٍ وعَلَّقَها في دارٍ لم تُحْرَق وقد جُرِّبَ مِراراً ويَزِيدُون ذِكْرَ قِطْمِير وهو اسمُ كلبِهم ويَكْتُبُونَه وَحْدَه على طَرَفِ الرسائِل فتُبَلَّغُ إلى المُرسَل إِليه . والمَكْهَفَةُ هكذا في النسخ والصوابُ : الكَهْفَةُ : ماءةٌ لبَنِي أَسَد ابن خُزَيْمَةَ قريبةُ القَعْر كما هو نصُّ العُبابِ والمُعْجَم . وأُكَيْهِفٌ مصغّراً وذاتُ كُهْفٍ بالضمِّ وكَنْهَفٌ كجَنْدَلٍ : مواضِعُ شاهِدُ الأَوّلِ قولُ أَبي وَجْزَةَ
حتى إِذا طَوَيَا واللَّيْلُ مُعْتَكِرٌ ... من ذِي أُكَيْهِفَ جِزْعَ البانِ والأَثَبِ وأَما الثانِي فقد ضَبَطَه ياقوتٌ والصّاغانِيُّ بالفَتْح ومنه قولُ بِشْرِ بنِ أَبي خازِمٍ :
يَسُومُونَ الصَّلاحَ بذاتِ كَهْفٍ ... وما فِيها لَهُم سَلَعٌ وقارُ وقولُ عَوْفِ بنِ الأَحوصِ :
يَسُوقُ صُرَيْمٌ شاءها من جُلاجلٍ ... إِلَّى ودُونِي ذاتُ كَهْفٍ وقُورُها وأَما الثالِثُ فقد ذَكَرَه ابنُ دُرَيْدٍ وتَقَدمت الإِشارةُ إِليه . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : تَكَهَّفَ الجَبَلُ : صارَتْ فيه كُهُوفٌ
ومما يُستدرَكُ عليه : ناقَةٌ ذاتُ أَرْدافٍ وكُهُوفٍ وهي ما تَراكَبَ في تَرائِبِها وجَنْبَيْها من كَرادِيسِ اللَّحْمِ والشَّحْمِ وهو مجازٌ نقَلَه الزَّمَخْشَريُّ وابنُ عَبّادٍ . وتَكَهَّفت البِئْرُ وتَلَجَّفَت وتَلَقَّفَت : إذا أَكَل الماءُ أَسْفَلَها فَسَمِعْتَ للماءِ في أَسْفَلِها اضْطِراباً نقله ابنُ دُرَيْدٍ . وتَكَهَّفَ واكْتَهَفَ : لَزِمَ الكَهْفَ . وكَهْفَةُ : اسمُ امْرأَةٍ وهي كَهْفَةُ بنتُ مَصادٍ أَحدِ بَنِي نَبْهانَ