الكَهْلُ الرجل
إِذا وَخَطه الشيب ورأَيت له بَجالةً وفي الصحاح الكَهْلُ من الرجال الذي جاوَز
الثلاثين ووَخَطَه الشيبُ وفي فضل أَبي بكر وعمر رضي الله عنهما هذان سيِّدا كُهول
الجنة وفي رواية كُهولِ الأَوَّلين والآخِرين قال ابن الأَثير الكَهْلُ من الرجال
الكَهْلُ الرجل
إِذا وَخَطه الشيب ورأَيت له بَجالةً وفي الصحاح الكَهْلُ من الرجال الذي جاوَز
الثلاثين ووَخَطَه الشيبُ وفي فضل أَبي بكر وعمر رضي الله عنهما هذان سيِّدا كُهول
الجنة وفي رواية كُهولِ الأَوَّلين والآخِرين قال ابن الأَثير الكَهْلُ من الرجال
من زاد على ثلاثين سنة إِلى الأَربعين وقيل هو من ثلاث وثلاثين إِلى تمام الخمسين
وقد اكْتَهَلَ الرجلُ وكاهَلَ إِذا بلغ الكُهولة فصار كَهْلاً وقيل أَراد
بالكَهْلِ ههنا الحليمَ العاقلَ أَي أَن الله يدخِل أَهلَ الجنةِ الجنةَ حُلماءَ
عُقَلاءَ وفي المحكم وقيل هو من أَربع وثلاثين إِلى إِحدى وخمسين قال الله تعالى
في قصة عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام ويُكَلِّم الناسَ في المهدِ وكَهْلاً
قال الفراء أَراد ومُكَلِّماً الناس في المهد وكَهُْلاً والعرب تَضَع يفعل في موضع
الفاعل إِذا كانا في معطوفين مجتمعين في الكلام كقول الشاعر بِتُّ أُعَشِّيها
بِعَضْبٍ باتِرِ يَقْصِدُ في أَسْوُقِها وجائِرِ أَراد قاصِدٍ في أَسوُقها وجائرٍ
وقد قيل إِنه عطف الكَهْل على الصفة أَراد بقوله في المَهْد صبيّاً وكَهْلاً فردَّ
الكَهْلَ على الصفة كما قال دَعانا لِجَنْبِه أَو قاعِداً روى المنذري عن أَحمد بن
يحيى أَنه قال ذكر الله عز وجل لعيسى آيتين تكليمه الناس في المَهْد فهذه معجزة
والأُخْرى نزوله إِلى الأَرض عند اقتراب الساعة كَهْلاً ابن ثلاثين سنة يكلِّم أُمة
محمد فهذه الآية الثانية قال أَبو منصور وإِذا بلغ الخمسين فإِنه يقال له كَهْل
ومنه قوله هل كَهْل خَمْسين إِنْ شاقَتْه مَنْزِلةٌ مُسَفَّه رأَيُه فيها
ومَسْبوبُ ؟ فجعله كَهْلاً وقد بلغ الخمسين ابن الأَعرابي يقال للغُلام مُراهِق ثم
مُحْتَلم ثم يقال تخرَّج وجهُه
( * قوله « ثم يقال تخرج وجهه الى قوله ثم مجتمع » هكذا في الأصل وعبارته في مادة
جمع ويقال للرجل إذا اتصلت لحيته مجتمع ثم كهل بعد ذلك ) ثم اتَّصلت لحيته ثم
مُجْتَمِعٌ ثم كَهْلٌ وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة قال الأَزهري وقيل له كَهْل حينئد
لانتهاء شَبابه وكمال قوَّته والجمع كَهْلُونَ وكُهُولٌ وكِهال وكُهْلانٌ قال ابن
مَيَّادة وكيف تُرَجِّيها وقد حال دُونها بَنُو أَسَدٍ كُهْلانُها وشَبابُها ؟
وكُهَّل قال وأَراها على توهُّم كاهِل والأُنثى كَهْلة من نسوة كَهْلاتٍ وهو
القياس لأَنه صفة وقد حكي فيه عن أَبي حاتم تحريك الهاء ولم يذكره النحويون فيما
شذَّ من هذا الضرب قال بعضهم قلما يقال للمرأَة كهلة مفردة حتى يُزَوِّجُوها
بشَهْلة يقولون شَهْلةٌ كَهْلةٌ غيره رجل كَهْل وامرأَة كَهْلة إِذا انتهى
شبابُهما وذلك عند استكمالهما ثلاثاً وثلاثين سنة قال وقد يقال امرأَة كَهْلة ولم
يذكر معها شَهْلة قال ذلك الأَصمعي وأَبو عبيدة وابن الأَعرابي قال الشاعر ولا
أَعُودُ بعدها كَرِيًّا أُمارِسُ الكَهْلَة والصَّبِيَّا والعَزَب المُنَفَّهَ
الأُمِّيَّا واكْتَهَل أَي صار كَهْلاً ولم يقولوا كَهَلَ إِلاَّ أَنه قد جاء في
الحديث هل في أَهْلِكَ من كاهِلٍ ؟ ويروى مَنْ كاهَلَ أَي مَنْ دخل حدَّ الكُهُولة
وقد تزوَّج وقد حكى أَبو زيد كاهَلَ الرجلُ تزوَّج وروي عن النبي صلى الله عليه
وسلم أَنه سأَل رجلاً أَراد الجهادَ معه فقال هل في أَهلِك من كاهِلٍ ؟ يروى بكسر
الهاء على أَنه اسم ويروى مَنْ كاهَلَ بفتح الهاء على أَنه فِعْل بوزن ضارِبٍ
وضارَبَ وهما من الكُهُولة يقول هل فيهم مَنْ أَسَنَّ وصار كَهْلاً ؟ وذكر عن أَبي
سعيد الضرير أَنه ردَّ على أَبي عبيد هذا التفسير وزعم أَنه خطأٌ قد يخلُف الرجلُ
الرجلَ في أَهله كَهْلاً وغير كَهْلٍ قال والذي سمعناه من العرب من غير مسأَلة أَن
الرجل الذي يخلُف الرجلَ في أَهله يقال له الكاهِن وقد كَهَنَ يَكْهَن كُهُوناً
قال ولا يخلو هذا الحرف من شيئين أَحدهما أَن يكون المحدَّث ساءَ سمعُه فظَنَّ
أَنه كاهِلٌ وإِنما هو كاهِنٌ أَو يكون الحرف تعاقب فيه بين اللام والنون كما يقال
هَتَنَتِ السماءُ وهَتَلَتْ والغِرْيَنُ والغِرْيَلُ وهو ما يَرْسُب أَسفل قارورة
الدُّهْن من ثُفْلِه ويرسُب من الطين أَسفل الغَدير وفي أَسفل القِدْر من مَرَقه
عن الأَصمعي قال الأَزهري وهذا الذي قاله أَبو سعيد له وجه غير أَنه بعيد ومعنى
قوله صلى الله عليه وسلم هل في أَهلِك من كاهِلٍ أَي في أَهلك مَنْ تعْتَمِده
للقيام بشأْن عيالك الصغار ومن تُخلِّفه مِمَّن يلزمك عَوْلُه فلما قال له ما هُمْ
إِلاَّ أُصَيْبِيَةٌ صِغار أَجابه فقال تَخَلَّف وجاهِد فيهم ولا تضيِّعهم والعرب
تقول مُضَر كاهِلُ العرب وسَعْد كاهِل تميم وفي النهاية وتَمِيم كاهِلُ مُضَر وهو
مأْخوذ من كاهل البعير وهو مقدَّم ظهره وهو الذي يكون عليه المَحْمِل قال وإِنما
أَراد بقوله هل في أَهلك من تعتمد عليه في القيام بأَمر مَنْ تُخَلِّف من صِغار
ولدك لئلا يضيعوا أَلا تراه قال له ما هم إِلاَّ أُصَيْبِية صغار فأَجابه وقال
ففيهم فجاهِد قال وأَنكر أَبو سعيد الكاهِل وقال هو كاهِن كما تقدم وقول أَبي
خِراش الهذلي فلو كان سَلْمى جارَهُ أَو أَجارَهُ رِماحُ ابنِ سعد رَدَّه طائر
كَهْلُ
( * قوله « رماح ابن سعد » هكذا الأصل وفي الاساس رباح ابن سعد )
قال ابن سيده لم يفسره أَحد قال وقد يمكن أَن يكون جعله كَهْلاً مبالغة به في
الشدة الأَزهري يقال طار لفلان طائر كَهْلٌ إِذا كان له جَدّ وحَظّ في الدنيا
ونَبْت كَهْل مُتناهٍ واكْتَهَلَ النبتُ طال وانتهى منتهاه وفي الصحاح تَمَّ طولُه
وظهر نَوْرُه قال الأَعشى يُضاحِكُ الشمسَ منها كَوْكَبٌ شَرِقٌ مُؤَزَّرٌ
بِعَمِيمِ النَّبْت مُكْتَهِل وليس بعد اكْتِهال النَّبْت إِلاَّ التَّوَلِّي وقول
الأَعشى يُضاحِك الشمسَ معناه يدُور معها ومُضاحَكَتُه إِياها حُسْن له ونُضْرة
والكَوْكب مُعْظَم النبات والشَّرِقُ الرَّيَّان المُمْتلئ ماءً والمُؤَزَّر الذي
صار النبت كالإِزار له والعَمِيمُ النبتُ الكثيف الحسَن وهو أَكثر من الجَمِيم
يقال نَبْت عَمِيم ومُعْتَمٌّ وعَمَمٌ واكْتَهَلَت الروضة إِذا عَمَّها نبتُها وفي
التهذيب نَوْرُها ونعجة مُكْتَهِلةٌ إِذا انتهى سِنُّها المحكم ونعجة مُكْتَهِلةٌ
مُخْتَمِرةُ الرأْس بالبياض وأَنكر بعضهم ذلك والكاهِلُ مقَدَّم أَعلى الظهر مما
يَلي العنُق وهو الثُلث الأَعلى فيه سِتُّ فِقَر قال امرؤ القيس يصف فرساً له
حارِكٌ كالدِّعْصِ لَبَّدهُ الثرى إِلى كاهِل مثل الرِّتاجِ المُضَبَّبِ وقال
النضر الكاهِلُ ما ظهر من الزَّوْر والزَّوْرُ ما بَطَن من الكاهِل وقال غيره
الكاهِل من الفرس ما ارتفع من فُروعِ كَتِفَيْه وأَنشد وكاهِل أَفْرعَ فيه مع ال
إِفْراعِ إِشْرافٌ وتَقْبِيبُ وقال أَبو عبيدة الحارِك فُروعُ الكَتِفَيْن وهو
أَيضاً الكاهِلُ قال والمِنْسَجُ أَسفل من ذلك والكائبة مقدَّم المِنْسَج وقيل الكاهِلُ
من الإِنسان ما بين كتفيه وقيل هو مَوْصِل العنُق في الصُّلْب وقيل هو في الفرس
خلْف المِنْسَج وقيل هو ما شَخَص من فُروعِ كتفيه إِلى مُسْتَوى ظهره ويقال للشديد
الغَضَب والهائِجِ من الفحول إِنه لذو كاهِل حكاه ابن السكيت في كتابه المَوْسُوم
بالأَلفاظ وفي بعض النسخ إِنه لذو صاهِل بالصاد وقوله طَوِيل مِتَلِّ العُنْقِ
أَشْرَف كاهِلاً أَشَقّ رَحِيب الجَوْف مُعْتَدِل الجِرْم وضع الاسم فيه موضع
الظرف كأَنه قال ذهب صُعُداً وإِنه لشديد الكاهل أَي منيع الجانب قال الأَزهري
سمعت غير واحد من العرب يقول فلان كاهل بني فلان أَي مُعْتمَدهم في المُلِمَّات
وسَنَدُهم في المهمات وهو مأْخوذ من كاهل الظهر لأَن عُنُق الفرس يَتَسانَدُ إِليه
إِذا أَحْضَر وهو مَحْمِل مُقَدَّم قَرَبُوس السَّرْج ومُعْتَمَد الفارس عليه ومن
هذا قول رؤبة يمدح مَعَدّاً إِذا مَعَدٌّ عَدَتِ الأَوائِلا فابْنَا نِزَارٍ
فَرَّجا الزَّلازِلا حِصْنَيْنِ كانا لِمَعَدٍّ كاهِلا ومَنْكِبَينِ اعْتَلَيا
التَّلاتِلا أَي كانا يعني ربيعة ومُضَر عُمْدة أَولادِ مَعَدّ كُلِّهم وفي كتابه
إِلى أَهل اليمن في أَوقات الصلاة والعِشاء إِذا غاب الشَّفَقُ إِلى أَن تَذْهب
كَواهِلُ الليلِ أَي أَوائله إِلى أَوساطه تشبيهاً لليْل بالإِبل السائرة التي
تتقدَّم أَعناقُها وهَوادِيها وتتبعُها أَعجازُها وتَوالِيها والكَواهِل جمع كاهِل
وهو مقدَّم أَعلى الظهْر ومنه حديث عائشة وقَرَّر الرُّؤُوسَ على كَواهِلها أَي
أَثْبَتها في أَماكنها كأَنها كانت مشْفِية على الذهاب والهلاك الجوهري الكاهِلُ
الحارِكُ وهو ما بين الكَتِفين قال النبي صلى الله عليه وسلم تميمٌ كاهِلٌ مُضَر
وعليها المَحْمل قال ابن بري الحارِكُ فرع الكاهل هكذا قال أَبو عبيدة قال وهو عظم
مُشْرِف اكْتَنَفَه فَرْعا الكَتِفَين قال وقال بعضهم هو منبت أَدنى العُرْف إِلى
الظهر وهو الذي يأْخذ به الفارس إِذا رَكِب أَبو عمرو يقال للرجل إِنه لذو شاهِقٍ
وكاهِلٍ وكاهِنٍ بالنون واللام إِذا اشتدَّ غضبُه ويقال ذلك للفحل عند صِيالِه حين
تسمَع له صَوْتاً يخرج من جَوْفه والكُهْلُولُ الضحَّاكُ وقيل الكَريم عاقبت اللامُ
الراءَ في كهرور ابن السكيت الكُهْلُولُ والرُّهْشُوشُ والبُهْلُول كله السخيُّ
الكريم والكَهْوَلُ العَنْكَبُوت وحُقُّ الكَهُول بَيْتُه وقال عمرو بن العاص
لمعاوية حين أَراد عَزْلَه عن مِصْر إِني أَتيتُك من العِراق وإِنَّ أَمْرَك كَحُق
الكَهُولِ أَو كالجُعْدُبةَ أَو كالكُعْدُبةِ فما زلت أُسْدِي وأُلْحِمُ حتى صار
أَمْرُك كفَلْكَةِ الدَّرَّارةِ وكالطِّرَافِ المُمَدَّدِ قال ابن الأَثير هذه
اللفظة قد اختُلِف فيها فَرَواها الأَزهري بفتح الكاف وضم الهاء وقال هي
العَنْكَبُوت ورواها الخطابيُّ والزمخشري بسكون الهاء وفتح الكاف والواو وقالا هي
العنكبوت ولم يقيِّدها القتيبي ويروى كَحُقِّ الكَهْدَل بالدال بدل الواو وقال
القتيبي أَما حُقُّ الكَهْدَل فلم أَسمع شيئاً ممن يوثق بعلمه بمعنى أَنه بيت
العنكبوت ويقال إِنه ثَدْيُ العَجوز وقيل العجوز نفسها وحُقُّها ثديُها وقيل غير
ذلك والجُعْدُبةُ النُّفَّاخاتُ التي تكون من ماء المطر والكُعْدُبةُ بيت العنكبوت
وكل ذلك مذكور في موضعه وكاهِلٌ وكَهْل وكُهَيْلٌ أَسماء يجوز أَن يكون تصغير
كَهْل وأَن يكون تصغير كاهلٍ تصغيرَ الترخيم قال ابن سيده وأَن يكون تصغير كَهْلٍ
أَولى لأَن تصغير الترخيم ليس بكثير في كلامهم وكُهَيْلة موضع رمل قال
عُمَيْرِيَّة حَلَّتْ بِرَمْلِ كُهَيْلةٍ فبَيْْنُونَةٍ تَلْقى لها الدهرَ
مَرْتَعا الجوهري كاهِل أَبو قبيلة من الأَسد وهو كاهِل بن أَسد بن خُزيمة وهم
قَتَلَةُ أَبي امرئ القيس وكِنْهِل بالكسر اسم موضع أَو ماء
معنى
في قاموس معاجم
الهَوْلُ
المخافة من الأَمر لا يَدْرى ما يَهْجِم عليه منه كَهَوْل الليل وهَوْل البحر
والجمع أَهْوال وهُؤُول والهُؤُول جمع هَوْل وأَنشد أَبو زيد رَحَلْنا من بلاد بني
تميم إِليك ولم تَكَاءَدْنا الهُؤُولُ يهمزون الواو لانضمامها والهِيلَة الهَوْلُ
وهالَنِ
الهَوْلُ
المخافة من الأَمر لا يَدْرى ما يَهْجِم عليه منه كَهَوْل الليل وهَوْل البحر
والجمع أَهْوال وهُؤُول والهُؤُول جمع هَوْل وأَنشد أَبو زيد رَحَلْنا من بلاد بني
تميم إِليك ولم تَكَاءَدْنا الهُؤُولُ يهمزون الواو لانضمامها والهِيلَة الهَوْلُ
وهالَنِي الأَمرُ يَهُولُني هَوْلاً أَفزَعَني وقوله وَيْهاً فِدَاءً لك يا
فَضالَهْ أَجِرَّهُ الرُّمْحَ ولا تُهالَهْ فتح اللام لسكون الهاء وسكون الأَلف
قبلها واختاروا الفتحة لأَنها من جنس الأَلف التي قبلها فلما تحرَّكت اللام لم
يلتق ساكنان فتحذف الأَلف لالتقائهما قال ابن سيده فأَما قول الآخر إِضْرِبَ عنكَ
الهُمُومَ طارِقَها ضَرْبَك بالسَّوْطِ قَوْنَسَ الفَرَس فإِنَّ ابن جني قال هو
مَدْفوع مصنوع عند عامة أَصحابنا ولا رواية تثبُت به وأَيضاً فإِنه ضعيف ساقط في
القياس وذلك لأَن التأْكيد من مواضع الإِطْناب والإِسْهاب فلا يَليق به الحَذْف
والاختصار فإِذا كان السماعُ والقياسُ يدفعان هذا التأْويل وَجَب إِلغاؤه والعُدول
إِلى غيره مما كثر استعماله وصحَّ قياسه وهَوْلٌ هائلٌ ومَهُول وكَرِهَها بعضهم
وقد جاء في الشعر الفصيح والتَّهْوِيل التفريع الأَزهري أَمر هائل ولا يقال مَهُول
إِلا أَن الشاعر قد قال ومَهُولٍ منَ المَناهِل وَحْشٍ ذي عَراقيبَ آجِنٍ مِدْفانِ
وتفسير المَهُول أَي فيه هَوْل والعرب إِذا كان الشيء هُوَ لَهُ أَخرجوه على فاعِل
مثل دارِع لذي الدِّرْع وإِن كان فيه أَو عليه أَخرجوه على مَفْعول كقولك مَجْنون
فيه ذاك ومَدْيون عليه ذاك ومكان مَهِيل أَي مَخُوف قال رؤبة مَهِيلُ أَفْيافٍ لها
فُيُوفُ
( * قوله « قال رؤبة إلخ » نقل الصاغاني مثله عن الجوهري ثم قال هذا تصحيف وصوابه
مهبل بسكون الهاء وكسر الباء المعجمة بواحدة والمهبل المنقطع بين أرضين )
وكذلك مكان مَهالٌ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي أَلا يا لَقَوْمي لِطَيفِ الخَيا
لِ أَرَّقَ من نازِحٍ ذي دَلالِ أَجازَ إِلينا على بُعْده مَهاوِيَ خَرْقٍ مَهابٍ
مَهالِ ويقال اسْتَهال فلان كذا يَسْتَهِيله ويقال يَسْتَهْوِله والجيِّد
يَسْتَهِيله وهُلْته فاهْتال أَفزعته ففزع وقد هَوَّل عليه والتَّهْوِيل
والتَّهاوِيلُ ما هُوِّلَ به قال على تَهاوِيلَ لها تَهْوِيلُ التهذيب
التَّهاوِيلُ جماعة التَّهْوِيل وهو ما هالك من شيء وهَوَّل القومُ على الرجل وفي
حديث أَبي سفيان أَن محمداً لم يُناكِرْ أَحداً قطُّ إِلا كانت معه الأَهْوال هي
جمع هَوْل وهو الخوف والأَمرُ الشديد وفي حديث أَبي ذرٍّ لا أَهُولَنَّك أَي لا
أُخِيفُك فلا تَخَفْ مني وفي حديث الوحْيِ فهُلْت أَي خِفْت ورُعِبْت كقُلْتُ من
القَوْل وهَوَّل الأَمرَ شنَّعه والهُولةُ من النساء التي تَهُول الناظرَ من حسنها
قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي بَيْضاءُ صافِيةُ المَدامِعَ هُولةٌ للناظرين
كدُرَّة الغَوَّاصِ ووَجْهُه هُولةٌ من الهُوَلِ أَي عَجَب أَبو عمرو يقال ما هو
إِلاَّ هُولةٌ من الهُوَل إِذا كان كَرِيهَ المنظَر والهُولةُ ما يفزَّع به الصبي
وكل ما هالك يسمَّى هُولةً قال الكميت كَهُولَة ما أَوْقَدَ المُحْلِفُون لَدى
الحالِفِينَ وما هَوَّلُوا وهَوَّل على الرجل حَمل وناقة خِولُ الجَنان حديدةٌ
وتَهَوَّل للناقة تَهَوُّلاً تشبَّه لها بالسبُع ليكون أَرْأَمَ لها على الذي
تُرْأَم عليه وهو مثل تَذَأَّبت لها تَذَؤُّباً إِذا لبست لها لباساً تَتَشبَّه
بالذئب قال وهو أَن تستخْفي لها إِذا ظَأَرْتها على ولد غيرها فتَشَبَّهت لها
بالسبع فيكون أَرْأَم لها عليه والتَّهاوِيل زينة التَّصاوِير والنُّقوش والوَشْي
والسلاح والثياب والحَلْي واحدها تَهْويل والتَّهاوِيل الأَلوان المختلفة من
الأَصْفر والأَحْمر وهَوَّلت المرأَة تزينت بزينة اللِّباس والحَلْيِ قال
وهَوَّلتْ من رَيْطِها تَهاوِلا والتَّهاويل ما على الهَوادِج من الصوف الأَحمر
والأَخضر والأَصفر ويقال للرِّياض إِذا تزيَّنَت بِنَوْرها وأَزاهِيرها من بين أَصفر
وأَحمر وأَبيض وأَخضر قد علاها تَهْوِيلُها وقال عبد المسيح بن عَسَلة فيما أَخرجه
الزرعُ من الأَلوان وفي المحكم يصِف نباتاً وعازِبٍ قد عَلا التَّهْويلُ
جَنْبَتَهُ لا تنفعُ النَّعْل في رَقْراقِهِ الحافِي ومثله لعدي حتى تَعاوَنَ
مُسْتَكٌّ له زَهَرٌ من التَّهاوِيل شَكْل العِهْن في التُّوَمِ وروى الأَزهري
بإِسناده عن ابن مسعود في قوله عز وجل ولقد رآه نَزْلةً أُخرى قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم رأَيت لجبريل عليه الصلاة والسلام سِتَّمائة جَناح ينتَشِرُ من
ريشه التَّهاوِيلُ والدرُّ والياقوتُ أَي الأَشياء المختلفة الأَلْوان أَراد
بالتَّهاوِيل تَزايينَ ريشه وما فيه من صفرة وحمرة وبياض وخضرة مثل تَهاوِيلِ
الرياض ويقال لما يخرج من أَلوان الزَّهْر في الرياض التَّهاوِيل واحدها تَهْوال
وأَصلها ما يَهُول الإِنسانَ ويحيره والتَّهْوِيلُ شيء كان يفعل في الجاهليَّة كانوا
إِذا أَرادوا أَن يستحلِفوا الرجل أَوْقَدُوا ناراً وأَلْقَوْا فيها مِلْحاً
والمُهَوِّل المحلِّف وكان في الجاهلية لكل قوم نار وعليها سَدَنةٌ فكان إِذا وقع
بين الرجلين خُصومة جاءَا إِلى النار فيحلَّف عندها
( * قوله يحلِّف عندها أي الخصم ) وكان السَّدَنة يطرَحون فيها مِلْحاً من حيث لا
يشعُر يُهَوِّلون بها عليه واسم تلك النار الهُولَةُ بالضم التهذيب كانت الهُولَةُ
ناراً يُوقِدونها عند الحَلِف ويُلْقون فيها مِلْحاً فيَتَفَقَّع يُهَوِّلون بها
وكذلك إِذا استحلفوا رجلاً قال أَوس بن حجر يصف حمار وحش إِذا اسْتَقْبَلَتْه
الشمسُ صَدَّ بِوَجْهِه كما صَدَّ عن نارِ المُهَوِّل حالِفُ وهِيلَ السكران
يُهالُ إِذا رأَى تَهاوِيل في سكره فيفزع لها وقال ابن أَحمر يصف خمراً وشاربها
تَمَشَّى في مَفاصِلِه وتَغْشى سَناسِنَ صُلْبِه حتى يُهالا ورجل هَوَلْوَلٌ خفيف
حكاه ابن الأَعرابي وهو فَعَلْعَل وأَنشد هَوَلْوَلٌ إِذا ونَى القومُ نَزَلْ
والمعروف حَوَلْوَل والهَالُ فُوهٌ من أَفْواهِ الطِّيبِ والهَالةُ دارةُ القمر
وهَالةُ الشمْسُ معرفة أَنشد ابن الأَعرابي ومُنْتَخَبٍ كأَنَّ هالةَ أُمُّهُ
سَبَاهِي الفُؤادِ ما يَعِيش بمَعْقُول ويروى أُمَّه يريد أَنه فَرس كريم كأَنما
نُتِجَته الشمسُ ومُنْتَخَب حذِر كأَنه من ذَكاء قلْبه وشُهومته فزِعٌ وسَباهِي
الفُؤاد مُدَلَّهه غافِلهُ إِلا من المَرَح وهو مدكور في موضعه وهَالةُ اسم امرأَة
عبد المطلب وهَالٌ من زجر الخيل