الكَثْبُ : الجَمْعُ من قُرْبٍ وفي حديث أَبي هُرَيْرَةَ : " كُنْتُ في الصُّفَّةِ فَبَعَثَ النّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بتَمْرِ عَجْوَةٍ فكُثِبَ بَيْنَنَا وقِيلَ : كُلُوهُ ولا تُوَزِّعُوهُ " أَيْ : تُركَ بينَ أَيْدينا مجموعاً . ومنه الحديثُ : " جئتُ عَليًّا وبَيْنَ ...
الكَثْبُ : الجَمْعُ من قُرْبٍ وفي حديث أَبي هُرَيْرَةَ : " كُنْتُ في الصُّفَّةِ فَبَعَثَ النّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بتَمْرِ عَجْوَةٍ فكُثِبَ بَيْنَنَا وقِيلَ : كُلُوهُ ولا تُوَزِّعُوهُ " أَيْ : تُركَ بينَ أَيْدينا مجموعاً . ومنه الحديثُ : " جئتُ عَليًّا وبَيْنَ يَدَيْهِ قَرَنْفُلٌ مكثُوبٌ " أَيْ : مَجْمُوع الكَثْبُ : الاجْتِمَاعُ يُقالُ : كَثبَ القَوْمُ إِذا اجتمَعُوا فهم كاثِبُونَ : مجتمِعونَ . الكَثْبُ : الصَّبُّ يُقال : كَثَبَ الشَّيْءَ كَثْباً : إِذا جَمَعَه من قُرْبٍ وصَبَّهُ قالَ الشّاعرُ :
على السَّيِّد الصَّعْب لَوْ أَنَّه ... يَقُومُ على ذِرْوَةِ الصّاقِبِ
لَأصْبَحَ رَتْماً دُقاقُ الحَصَى ... مَكَانَ النَّبِيِّ مِنَ الكاثِبِ الكاثِبُ : الجَامِعُ لِما نَدَر من الحَصَى والنَّبِيّ : ما نَبَا منه إِذا دُقَّ وسيأْتي الكلام عليه . الكَثْبُ : الدُّخُولُ يُقَال : كَثَبُوا لَكُمْ أََي : دَخَلُوا بينَكُم ْوفيكُمْ وهو من القُرْبِ يَكْثُبُ بالضَّمّ ويَكْثِبُ بالكسر في كُلِّ ما ذُكر
الكَثْبُ : وادٍ لِطَيِّىءٍ القبيلةِ المشهورة
الكَثَبُ بالتَّحْرِيكِ : القُرْبُ وهُوَ كَثَبَك : أَي قُرْبَكَ . قال سِيَبَويْه : لا يُستعْمَلُ إِلاّ ظَرْفاً . ويُقال : هو يَرْمِى مِنْ كَثَبٍ أَي : من قُرْب وتَمَكُّنٍ . أَنشدَ ابْنُ إِسحاقَ :
فهذانِ يَذُودانِ ... وذا مِنْ كَثَبٍ يَرْمِي
الكثب : ع بديار بني طيىء . وهو غير الكثب بفتح فسكون المتقدم ذكره وهكذا بالتحريك ضبطه صاحب المعجم والصاغاني . وكثب عليه : إذا قاربه وحمل وكر . كثب كنانته - بالكسر : الجعبة - : نكثها هكذا في النسخة والصواب : نكبها أي نثرها كما سيأتي . عن أبي حاتم : احتلبوا كثبا أي : من كل شاة شيئا قليلا . وقد كثب لبنها : إذا قل إما عند غزارة وإما عند قلة . والكثيب : هو التل المستطيل المحدودب من الرمل : وقيل : الكثيب من الرمل : القطعة تنقاد محدودبة . وقيل : هو ما اجتمع واحدودب ج أكثبة وكثب بضمتين في الثاني وكثبان كعثمان وفي التنزيل العزيز : " وكانت الجبال كثيبا مهيلا " . قال الفراء : الكثيب : الرمل والمهيل : الذي يحرك : أسفله فينهال عليك من أعلاه . وفي الحديث : " ثلاثة على كثب المسك " وفي رواية : على كثبان المسك . الكثيب : ع بساحل بحر اليمن فيه مسجد متبرك : به . وقريتان بالبحرين وفي التكملة : قرية بالبحرين . قلت : والكثيب أيضا جبل نجدى وقيل : ماء للضباب في قبلة طخفة قرب ضرية . والكثيب الأحمر : حيث دفن سيدنا موسى الكليم عليه وعلى نبينا أتم الصلاة والتسليم . والكثبة بالضم : القليل من الماء واللبن أو هي مثل الجرعة تبقى في الإناء . وقيل : قدر حلبة أو ملء القدح من اللبن وهذا قول أبي زيد ومنه قول العرب في بعض ما يقع على ألسنة البهائم قالت الضائنة : أولد رخالا وأجر جفالا وأحلب كثبا ثقالا ولم تر مثلي مالا . أو ملء القدح منهما أي : الماء واللبن : في حديث ماعز بن مالك : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر برجمه ثم قال : " يعمد أحدكم إلى المرأة المغيبة فيخدعها بالكثبة لا أوتى بأحد منهم فعل ذلك إلا جعلته نكالا " . قال أبو عبيد : قال شعبة : سألت سماكا عن الكثبة فقال القليل من اللبن قال أبو عبيد : وهو كذلك : في غير اللبن . كثبة : ع نقله الصاغاني . الكثبة الطائفة من طعام أو تمر أو تراب أو غيره ذلك : بعد أن يكون قليلا . قيل : الكثبة : كل مجتمع من طعام أو غيره بعد أن يكون قليلا ومنه سمي الكثيب من الرمل لأنه انصب في مكان فاجتمع فيه . والجمع الكثب قال الراجز :
" برح بالعينين خطاب الكثب يقول : إني خاطب وقد كذب وإنما يخطب عسا من حلب يعني الرجل يجيء بعلة الخطبة وإنما يريد القرى . قال ابن الأعرابي : يقال للرجل إذا جاء يطلب القرى بعلة الخطبة : إنه ليخطب كثبة ؛ وأنشد الأزهري لذي الرمة :
ميلاء من معدن الصيران قاصية ... أبعارهن على أهدافها كثبالكثبة : المطمئنة المنخفضة من الأرض بين الجبال . وأكثبه الرجل : سقاه كثبة من لبن . أكثب فلان إلى القوم : إذا دنا منه عن النضر بن شميل . وفي حديث بدر : " إن أكثبتم القوم فانبلوهم " . وفي رواية : إذا أكثبوكم فارموهم بالنبل من كثب . وأكثب إذا قارب . والهمزة في " أكثبكم " لتعدية كثب فلذلك : عداها إلى ضميرهم . وفي حديث عائشة تصف أباها رضي الله عنهما . " وظن رجال أن قد أكثبت أطماعهم " أي : قربت كأكثب له : دنا منه وأمكنه . أكثب منه . الكثاب كغراب : الكثير ونعم كتاب : أي كثير . وهو لغة في الموحدة وقد تقدم . الكثاب : ع بنجد نقله الصاغاني . الكثاب كرمان وشداد الأول ضبظ الصاغاني : السهم عامة وعن الأصمعي : الكثاب : سهم لا نصل له ولا ريش يلعب به الصبيان ؛ وأنشد في صفة الحية :
كأن قرصا من طحين معتلث ... هامته في مثل كثاب العبث
ترجف لحياه بموت مستحث ... تلمظ الشيخ إذا الشيخ غرث كالكتاب بالتاء المثناة الفوقية . وقد تقدم الإيماء إلى أن الفوقية لغة مرجوجة في المثلثة ولا تنافي بين كلامي المؤلف كما زعمه شيخنا . والكاثبة من الفرس : المنسج . وقيل : هو ما ارتفع من المنسج . وقيل : هو مقدم المنسج حيث تقع عليه يد الفارس . ج أي الجمع : الكواثب . وقيل : هي من أصل العنق إلى ما بين الكتفين قال النابغة :
لهن عليهم عادة قد عرفنها ... إذا عرض الخطي فوق الكواثب وقد قيل : إن جمعه أكثاب قال ابن سيده : ولا أدري كيف ذلك . وفي الحديث : " يضعون رماحهم على كواثب خيلهم " وهي من الفرس مجتمع كتفيه قدام السرج . والكاثب : ع أو جبل ؛ قال أوس بن حجر يرثي فضالة بن كلدة الأسدي :
على السيد الصعب لو أنه ... يقوم على ذروة الصاقب
لأصبح رتما دقاق الحصى ... مكان النبي من الكاثبالنَّبِيّ : مَوْضِعٌ وقيل : هو ما نَبا فارتَفَعَ قال ابْنُ بَرّيّ : النَّبِيُّ رَمْلٌ معروفٌ ويقال : هو جمعُ نابٍ كغازٍ وغَزِيّ . يقول : لو علا فَضَالةُ هذا على الصّاقِب وهو جَبَلٌ معروف في بلاد بني عامرٍ لأَصْبَح مدقوقاً مكسوراً يُعَظِّمُ بذلك : أَمْرَ فَضالَة وقيل : إِنّ قوله يَقومُ بمعنى يُقَاوِمُهُ كذا في لسان العرب . والكَثْباءُ مَمْدودٌ : من أَسماءِ التُّرَابِ . والتَّكثِيبُ : القِلَّة يُقَالُ : كَثَّبَ لَبَنُ النّاقِة إِذا قَلَّ نقله الصّاغانيُّ . في المَثَلِ : كَثَبَكَ : الصَّيْدُ هكذا في النُّسَخِ بغَيْرِ أَلف والصَّوابُ أَكْثَبَكَ : الصَّيْدُ والرَّمْيُ وأَكْثَبَ لَكَ : فَارْمِهِِ . أَيْ : دنا منك وأَمْكَنَكَ : كما في غير ديوانٍ وإِنْ كان كَثَبَ وأَكْثَبَ بمعنىً كما تقدَّم مِنْ كاثِبَتِهِ أَي : من مَنْسِجِه هكذا في النُّسَخ . في المَثَل : مَا رُمِىَ بِكِثابٍ . المضبوطُ في نسختنا بالكسر على وزْنِ كِتَابٍ ونَصُّ المَثَلِ : ما رماه بكُثَّابٍ أَيْ : شَيءٍ : سَهْمٍ وغيرِه . وفي لسان العرب : أَي سهْم . وقيل : هو الصَّغِيرُ من السِّهام ها هُنا . وكاثَبْتُهُمْ مُكَاثَبَةً : دَنَوْتُ مِنْهُمْ . فالمُفَاعلَُ ليست على بابها . وممَّا يستدركُ : عليه : قال اللَّيْثُ : كَثَبْتُ التُّرَابَ فانْكَثَب : إِذا نَثَرْتَ بعضَهُ فوقَ بعض . وعن أَبي زيدٍ : كَثَبْتُ الطَّعَامَ أَكْثُبُهُ كَثْباً ونَثَرْتَهُ نَثْراً وهُمَا واحدٌ . وكُلّ ما انْصَبَّ في شَيءٍ واجتمعَ فقد انْكَثَبَ فيه . وفي المَثَلِ : " إِنّهُ لَيَخْطُبُ كُثْبَةً " . وقد تقدَّمَ شَرْحُه . وجاءَ يَكْثُبُه : أَي يَتْلُوهُ . وكُثّابَةُ البَكْر والفَصِيلِ كرُمَّانةٍ : المَكانُ الَّذي كان فيه الفَصِيلُ ببلادِ ثَمُودَ نقله الصّاغانيُّ
الوَثْبُ : الطَّفْرُ يقال : وَثَبَ يَثِبُ وَثْباً كالضَّرْب وَوَثَبَاناً مُحرَّكةً لَما فيه من الحَركةِ والاضْطرابِ ووُثُوباً بالضَّمّ على القياس ووِثَاباً بالكسر ؛ قال :
" إِذا وَنَتِ الرِّكابُ جَرَى وِثابا وأَثبَتَ الجماهيرُ أَنّه مصدرُ : وَاثَبَهُ مُوَاثَبَةً ولذا ضبطَه بعضُهم بالفتح وهو غيرُ صواب وَوَثِيباً على فَعِيلٍ قال نافِع بْن لَقِيطٍ يَصِف كِبَرَهُ :
فمَا أُمِّي وأُمُّ الوَحْشِ لَمّا ... تَفَرَّعَ في مَفارِقِيَ المَشِيبُ
فَمَا أَرْمِي فأَقْتلَهَا بِسَهْمِي ... ولا أَعْدُو فأُدْرِكَ بالوَثِيبِ يقول : ما أَنَا والوَحش ؟ يعني الجَوارِيَ ونصَبَ أَقْتلَها وأُدْرِكَ على جوابِ الجَحْد بالفاءِ . قال شيخنا : وممّا بَقِيَ على المصنِّف من مصادر هذا البابِ : ثِبَةٌ كَعِدَة وهي مَقِيسةٌ ذكرَها أَربابُ الأَفعال ونبّه عليها الشّيخ ابن مالك وغيرُهُ . الوَثْبُ : القُعُود بلُغَةِ حِمْيَرَ خاصّةً يُقَال : ثِبْ أَي : اقْعُدْ . ودخَلَ رجلٌ من العرب على مَلِكٍ من مُلوك حِمْيَرَ فقال له الملك : ثِبْ أَي : اقْعُدْ . فوَثَبَ فتَكَسَّر . فقال : ليس عندَنَا عَرَبِيَّتْ كعربيَّتكم منْ دَخَلَ ظَفارِ حَمَّرَ . أَي : تَكَلَّم بالحِمْيَرِيّة . حكاه في المُزْهِر . وعَرَبِيَّتْ : يُريِدُ العَرَبِيَّةَ فوقف على الهاءِ بالتاءِ وكذلك لغتهم قاله الجوهَريّ ونقله ابْنُ سِيدَهْ وابْن منظور زاد ابْنُ سيدَهْ في آخِر الكلام : والفِعْلُ كالفِعْلِ . والوثَابُ ككِتَابٍ : السَّرِيرُ وقيل : السَّرِيرُ الّذي لا يَبْرَحُ الملِكُ عليه . الوِثابُ بلغَتِهِم : الفِرَاشُ يقال : وَثَّبْتُهُ وِثَاباً أَي : فَرَشْتُ له فِرَاشاً . أَو الوِثَاب : المَقَاعِدُ فيكون الوِثَابُ جَمْعاً كما صرّح به بعضُهم ؛ قال أُميَّةُ :
بِإِذْنِ اللهِ فَاشْتَدَّتْ قُوَاهُمْ ... علَى مَلْكَيْنِ وَهْيَ لَهُمْ وِثَابُ يعني أَنّ السّماءَ مقاعِدُ للملائِكةِ كذا في الصِّحاحِ . والمَوْثَبَانُ بفتح الأَوّل والثّالث بلغتهم : المَلِكُ إِذا قَعَدَ ولَزِمَ الوِثَابَ أَي السَّرِيرَ ولم يَغْزُ . وبه لُقِّبَ عَمْرُو بْن أَسْعد أَخو حسّانَ من مُلوكِ حِمْيَرَ لِلُزومِه الوِثَابَ وقِلَّةِ غَزْوِه كما قاله القُتَيْبِيُّ . والمِيثَبُ بكَسْرِ المِيمِ وفتح الثّاءِ المثلَّثة قالوا : الأَرْضُ السَّهْلَةُ ؛ ومنه قول الشّاعر يَصِف نَعامةً :
قَرِيرَة عَيْنٍ حِينَ فَضَّتْ بِخَطْمِها ... خَرَاشِيَّ قَيْض بينَ قَوْزٍ ومِيثَبِ
عن ابن الأَعْرَابيِّ : المِيثَبُ : القافِزُ والجَالِسُ . ونقل عنه غير واحدٍ بتقديم الجالس على القافز . في نوادر الأَعْراب : المِيثَبُ : ما ارتَفَعَ مِن وفي نسخة : عَن الأَرْضِ . قال ياقوت : وكُلُّه مِفْعَلٌ من وَثَبَ . قال الأَصمَعِيُّ : المِيثَبُ : ماءٌ لِعُبادَةَ بالحِجَاز . والميِثَبُ ماءٌلعُقَيْلٍ بنَجْد ثمَّ للمُنْتَفِق واسْمُهُ مُعَاويةُ بنُ عُقَيْل . وقال غيرُهُ : مِيثَبٌ : وادٍ من أَوْدِيَةِ الأَعْرَاضِ الّتي تَسِيل من الحجاز في نَجْد اختلَطَ فيه عُقَيْلُ بْنُ كَعْب وزُبيْدٌ من اليمن . مِيثَبٌ : مالٌ بالمَدِينَة الشَّرِيفة من إِحْدَى صَدَقاتِه صلى الله تعالى عليه وسَلَّمَ وله فيها سَبعةُ حِيطانٍ كان أَوْصَى بها مُخَيْرِيقٌ اليهوديُّ للنَّبيّ صلى الله عليه وسَلَّم وكان أَسلَمَ . فلمّا حضرتْه الوفاةُ وَصَّى بها لرسولِ الله صلَّى الله عليه وسَلَّمَ . وأَسماءُ هذه الحِيطانِ : بَرْقَةُ ومِيثَبُ والصّافَةُ وأَعْواف وحَسْنَى والزَّلال ومشْرَبَةُ أُمّ إِبراهيم . كذا في المعْجم . هكذا وقَعَ في كتبِ اللُّغَة بل وفي أَسماءِ المواضع والبِقاع كالمراصدِ والمُعْجَم لياقوت وغيرِهما ومُصَنَّفاتِ أَبي عُبَيْد . قوله : هُوَ غَلَطٌ صَرِيحٌ فيهِ ما فيه ؛ لأَنّه ليس له في تخطئته نَصٌّ صحيح . قوله : الصَّوابُ مِيثُ كَمِيل مأْخوذ من الأَرْضِ المُيْثاءِ وهي السَّهْلَة لا يَنهَض دليلاً على ما قالَه بل المُعْتَمَدُ ما ذهب إِليه الأَئمّة . وقد سبَقَ الكلامُ عليه . وأَيضاً هذا الّذِي ادّعاه أَنِّه الصَّواب إِنّما هو ذو المِيثِ : موضعٌ بِعَقيقِ المدينة . المِيثَبُ : ع بِمَكَّةَ المُشَرَّفةِ عند غَديرِ خُمٍّ هكذا في النُّسَخ والصَّوابُ : عندَ بِئرِ خُمّ كذا في المعجم وذلك لأَنَّ خُمَّ بئرٌ جاهليٌّ بمَكَّةَ وثَمَّ شِعْبُ خُمّ يَتَدَلّى على أَجْياد الكبير . وأَمّا الّذِي يُضَاف إِليه الغّديرُ فإِنّه دُونَ الجُحْفَة على مِيلٍ وسيأْتي بيان ذلك في مَحلّه . وفي اللّسان : اسمُ موضعٍ ولم يُقَيِّدْ ؛ قال النّابغةُ الجعْدِيُّ :
أَتاهُنَّ أَنَّ مِياهَ الذُّهابِ ... فالاوْرَقِ فالمِلْحِ فالمِيثَبِ عن أَبي عَمرٍو : المِيثَبُ : الجَدْوَلُ . ومَوْثِبٌ كمَجْلِسٍ ومَقْعد الفتح رواه ابْنُ حبِيبٍ : ع قال أَبو دُوَادٍ الإِيادِيُّ :
تَرْقَى ويرْفَعُها السَّرابُ كأَنَّها ... من عُمّ مَوْثِبَ أَوْضِنَاكِ خَدادِعُمّ أَي طِوال وضِناك أَي ضخْم . وقيل : العُمّ : النَّخْلُ الطِوالُ والضِنَاكُ : شَجرٌ عَظِيمٌ كذا في المُعْجَم . تقولُ : وَثَّبَهُ تَوْثِيباً أَي أَقْعَدَه على وِسَادَةٍ . وَثَبَ وَثْبَةً وَاحِدةً وأَوْثَبْتُه أَنا وأَوْثَبَهُ المَوْضِعَ : جعلَهُ يَثِبُه . ووَاثَبَهُ : ساوَرَهُ هكَذَا بالسين المُهْملَة ومثلُه في الصِّحاح وفي أُخرى بالمُعْجَمَة وهو غلط . ربّمَا قالُوا وَثَّبَهُ وِسَادَةً تَوْثِيباً هكذا في نسختنا مضبوط بالتّشديد وفي غيرهما ثلاثيًّا كوَعَدَ : إِذا طرَحَها لَهُ ليَقْعُد عليها . وفي حديثِ فارِعةَ أُخْتِ أُمَيَّة بْنِ أَبي الصَّلْتِ قالت : " قَدِمَ أَخي من سَفَرٍ فوَثَبَ على سَرِيرِي " أَي : قَعَدعليه واستَقَرَّ . والوُثُوبُ في غَيْرِ لُغَةِ حِمْيَرَ : النُّهوضُ والقيام . وقَدِمَ عامرُ بْنُ الطُّفَيْل على سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم فوَثَّب له وِسادَةً أَي : أقعَدَه عليها . وفي رواية : فوَثَّبَهُوِسادَةً أي : أَلقاها له . كذا في لسان العرب وبه تَعلَمُ أَنّ قولَ شيخِنا : وقد كثُرَ استعمالُ العَامَّةِ الوُثوبَ في معنى المُبَادَرةِ للشَّيْءِ والمُسَارَعَةِ إِليه ليس في أُمَّهات اللُّغَة ما يساعِدُهُ يَدُلُّ على عدمِ اطِّلاعه لِما نَقَلْنَاهُ . وفي حديث عليّ رضِيَ الله عنه يومَ صِفِّينَ : " قَدَّمَ للوَثْبَةِ يَداً وللنُّكُوص رِجْلاً " أَي : إِنْ أَصابَ فُرْصةً نهَضَ إِليها وإِلاّ رجَعَ وتَرَكَ . من المَجَاز : تَوَثَّب فلانٌ في ضَيْعَتِي . وعبارةُ الصِحاح : في ضيعةٍ لي أَي اسْتَوْلَى علَيْها ظُلْماً . وفي الأَساس : تَوَثَّبَ على مَنْزِلته وتَوَثَّبَ على أَخِيهِ في أَرْضِه استولَى عليها ظُلْماً . وفي لسان العرب : في حديثِ هُذَيْلٍ : " أَيتَوَثَّبُ أَبو بكر على وَصِيّ رسول الله صلّى الله عليه وسلَّمَ ؟ ودَّ أَبو بَكْرٍ أَنّهُ وَجَدَ عهْداً من رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلّم ؛ وأَنَّهُ خُزِمَ أَنْفُهُ بخِزامَةٍ " أَي أَيَسْتَوْلي عليه ويظلِمُهُ ؟ : معناه : لو كان عليٌّ رَضِيَ الله عنه معهوداً إِليه بالخِلافة لكان في أَبي بكرٍ رَضِيَ الله عنه من الطّاعَة والانقياد إِليه ما يكون في الجمَل الذَّليلِ المُنْقاد بخْزامَتهِ . والثُّبة كَحُمَةٍ : الجَمَاعَةُ وقد تقدّ البحث فيه في ث و ب . والوَثَبَى كجَمَزَى من الوَثْب وهي الوَثَّابَة أَي : سَريعة الوَثْبِ نقله الصّاغانيُّ . ومما يستدرك عليه : واثَبَهُ وَوَثَبَ إِليه . وظَبْيٌ وثّابٌ . ويَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ المُقْرِئُ الكُوفيّ مات سنة ثلاثٍ ومِائة . وقال الذَّهَبِيُّ : مَوْلَى بَنِي أَسَد عن ابْن عَبَّاس وابْنِ عُمَرَ . ومن المَجَاز : وَثَبَ إِلى الشَّرَف وَثْبَةً . وفَرَسٌ وَثَّابَةٌ : سريعةُ الوَثْبِ