بادَ الشّيْءُ يَبِيدُ بَوَاداً هكذا في اللِّسان - وقد أَنكرَه شيخُنا بِناءً على أَنه لم يَذكره الجوهريّ ولا أَربابُ الأَفعال ولا لقتضاه قِياس وهذا وبَيَاداً بالفتح وبُيُوداً بالضّمّ وبَيْدُودةً وهذه عن اللِّحيانيّ : ذَهَبَ وانْقَطَعَ . وبَادَيَبيدُ بَيْداً إِذا هَلَك . وبادَت الشَّمسُ بُيُوداً : غَرَبتْ حكاه سيبويه . وأَبادَه اللّه . أَهلَكَه . وفي الحديث : فإِذا هم بدِيارٍ بادَ أَهلُهَا أَي هَلكُوا وانقَرَضوا . والبَيْدَاءُ : الفَلاَةُ والمَفازةُ المَستويَةُ يُجرَى فيهَا الخَيْل وقيل : مَفازةٌ لا شيْءَ فيهَا . وقال ابن جِنّي : إِنّمَا سَمِّيَت بذلك لأَنّهَا تُبيدُ مَن يَحلُّهَا . وعن ابن شُميل : البَيْداء : المَكانُ المُستوِي المُشرف قليلةُ الشَّجَرِ جَرْداءُ تَقُودُ اليَوْمَ ونِصْفَ يومٍ وأَقلّ وإِشرافُها شيْءٌ قَليلٌ لا تَراهَا إِلاّ غَلِيظةً سَلِبةً لا تكون إِلاَّ في أَرْضِ طِينٍ ج بِيدٌ كسَّروه تَكسِيرَ الصِّفاتِ لأَنّه في الأَصْل صِفَةٌ والقِيَاس بَيْدَوَات لأَنَّه تكسير الأَسماءِ . وفي الحديث : إِنّ قوماً يَغْزُونَ البَيْتَ فَإِذا نَزَلُوا بالبَيْدَاءِ بَعَثَ اللّهُ جِبريلَ فيقول : يابَيداءُ أَبِيدِيهم . فيُخسَفُ بِهمِ أَي أَهْلكِيهم . وهي هنا اسمُ مَوضِعٍ بعَينه وهي أَرْضٌ مَلْسَاءُ بينَ الحَرَمَيءنِ الشَّريفَين بطَرَف المِيقَاتِ المدَنيّ الّذي يقال له ذو الحُليفَةِ . والبَيْدَانة : الأَتَانُ اسمٌ لها كما في الصّحاح . قال امرؤ القَيس :
فيَوماً على صَلْتِ الجَبِينِ مُسَحَّجٍ ... ويَوْماً على بَيْدَانةٍ أُمِّ تَوْلَبِ والبيْدَانةُ : الحِمَارَةُ الوَحْشِيَّةُ أَو هي الّتي تَسْكُن البَيْدَاءَ : لا اسمٌ لها أَيْ أُضِفَتْ إِلى البيداءِ . ووَهِمَ الجوهَرِيُّ . وفي اللّسان : وفي تَسمية الأَتَانِ البَيْدَانة قَولانِ : أَحدُهما أَنّها سُمِّيَت بذلك لسكُونها البيداءَ وتكون النُّون فيها زائدة وعلى هذا القَولِ جمْهورُ أَهلِ اللُّغَة . والقَول الثاني : أَنّهَا العَظيمةُ البَدَنِ وتكون النُّون فيها أَصليّة . ج بَيْدانَاتٌ . وبَيْدَ وبَايِدَ بمعنى غَيْر يُقَال : رَجلٌ كثيرُ المال بَيْدَ أَنَّه بَخيلٌ معناه غير أَنّه بَخيلٌ حكاه ابن السِّكِّيت . وقِيل : هي بمعنَى عَلَى حكاه أَبو عُبَيْد أَي الّتي يُرَادُ منها المُصاحَبَة . قال ابن سيده : والأَوّل أَعلَى . وقد جاءَ في بعض الرِّوايات : بايْدَ أَنهم أُوتُوا الكتابَ مِن قَبْلِنَا . قال ابن الأَثير : ولم أَرَه في اللُّغة بهذا المعنَى . وقال بعضُهم : إِنّها بأَيْد أَي بقُوّة . قال أَبو عُبيد : وفيه لُغة أُخرى مَيْدَ بالميم . ويأْتي بَيْدَ بمعْنَى مِنْ أَجْل ذكرَه ابن هِشام . ومثَّله بحديث : أَنا أَفضَحُ العَرَبِ بَيْدَ أَنِّي مِن قُرَيش . وطَعَامٌ بَيْدٌ : رَدِيءٌ . نقَله الصَّغانيّ . وبَيْدَانُ : اسم رَجُل حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد :
مَتى أَنفَلِتْ من دَيْنِ بَيْدَانَ لا يَعُدْ ... لبَيْدَانَ دَيْنٌ في كَرائمِ مالِيَا
علَى أَنّني قد قُلتُ مِن ثِقَةٍ بهِ ... أَلاَ إِنّمَا باعَتْ يَميِني شِمَاليَا وبَيْدَانُ : ع قال :
أَجِدَّك لن تَرَى بثُعَيلِبَاتٍ ... ولا بَيْدَانَ ناجِيةً ذَمُولاَ أَو بَيْدان ماءَةٌ لبنَي جَعفَرِ ابن كِلابٍ وقيل : جَبلٌ أَحمرُ مستطيلٌ من أَخْيِلة حَمَى ضَرِيَّة . قاله أَبو عُبيد
فصل التاءِ المثنّاة الفوقيّة مع الدّال المهملة
لَبَدَ بالمكان كنَصَر وفَرِحَ يَلْبُدُ ويَلْبَدُ لُبُوداً بالضمّ مصدر الأَوّل ولَبَداً مُحَرّكةً مصدر الثاني : أَقَامَ به ولَزِقَ كأَلْبَدَ رُباعِيًّا فهو مُلْبِدٌ به . ولَبِدَ بالأَرض وأَلْبَد بها إِذا لَزِمَها فأَقَام ومنه حَديث عَلِيٍّ رضي الله عنه لرجلينِ جَاءَا يَسأَلاَنهِ أَلْبِدَا بالأَرْضِ حَتَّى تَفْهَما أَي أَقِيمَا ومنه قولُ حُذيفة حين ذَكَر الفِتْنَة قال فإِن كان ذلك فالْبُدُوا لُبُودَ الرَّاعِي عَلَى عَصاهُ خَلْفَ غَنَمِهِ لايَذْهَب بكم السَّيْلُ أَي اثْبُتُوا والْزَمُوا مَنَازِلَكم كما يَعْتَمِدُ الراعِي عَصَاهُ ثابتاً لا يُبْرَح واقْعُدوا في بُيُوتِكم لا تَخْرُجوا منها فَتَهْلِكُوا وتَكُونوا كمَنْ ذَهَبَ به السَّيْل . من المجاز : اللُّبَدُ واللَّبِدُ مِن الرجال كصُرَدٍ وكَتِفٍ : من لا يُسافر ولا يَبْرَحُ مَنْزِلَهُ ولا يَطْلُبُ مَعاشاً وهو الأَلْيَسُ قال الراعي :
" مِنْ أَمْرِ ذِي بَدَوَاتٍ لاَ تَزَالُ لَهُبَزْلاَءُ يَعْيَا بِهَا الجَثَّامَةُ اللُّبَدُ
ويُرْوَى اللَّبِدُ بالكسرِ . قال أَبو عُبَيد والكَسْر أَجْوَدُ منه أَتَى أَبَدٌ عَلى لُبَد وهو كَصُرَدٍ اسمُ آخِر نُسُورِ لُقْمَانَ بن عادٍ لِظَنِّه أَنه لَبِدَ فلا يَمُوت . كذا في الأَساس . وفي اللسان : سَمَّاه بذلك لأَنه لَبِدَ فبَقِيَ لا يَذْهَب ولا يَمُوت كاللَّبِدِ فبَقِيَ لا يَذْهَب ولا يَمُوت كاللَّبِدِ مِن الرِّجال اللازِم لِرَحْلِه لا يُفَارِقه . ولُبَدق يَنْصَرِف لأَنه ليس بمعدُولٍ وفي روض المناظرة لابنِ الشِّحْنَة : كانَ مِن قَوْمِ عادٍ شَخْصٌ اسمُه لُقْمَانُ غيرُ لُقْمَانَ الحَكِيمِ الذي كان على عَهْدِ دَاوودَ عليه السلامُ . وفي الصّحاح : تَزْعُم العَربُ أَنَّ لُقْمَانَ هو الذي بَعَثَتْهُ عَادٌ في وَفْدِهَا إِلى الحَرَمِ يُسْتَسْقِى لها زاد ابنُ الشِّحْنَة : مع مَرْثَد بن سَعْد وكان مُؤْمِناً فلمّا دَعَوْا قيل : قد أَعْطَيْتُكم مُنَاكُم فاخْتَارُوا لأَنفُسِكم فقال مَرْثَد : أَعْطِنِي بِرًّا وصِدْقاً واختار قَبْلَ أَنْ يُصِيبَه ما أَصابَ قَوْمَه . فَلَمَّا أُهْلِكُوا هكَذَا في سائر النُّسخ وفي بعض منها فلما هَلَكُوا خُيِّرَ لُقْمَانُ أَي قال له اللهُ تَعالى اخْتَرْ ولا سَبِيلَ إِلى الخُلُود بَيْنَ بَقَاءِ سَبْعِ بَعَرَاتٍ هكذا في نُسختنا بالعين ويوجد في بعض نسخ الصحاح بَقَرات بالقاف سُمْرٍ صِفَة لِبعرات مِن أَظْبٍ جمع ظِباءٍ عُفْرٍ صِفة لها قال شيخُنَا : والذي في نُسخ القامُوس هو الأَشْبَه إِذ لا تَتَوَلَّد البَقَرُ من الظِّبَاءِ ولا تكون منها في جَبَلٍ وَعْرٍ لا يَمَسُّهَا القَطْرُ أَو بَقَاءَ سَبْعَةِ أَنْسُرٍ وسيأْتي للمُصنّف في العين المهملة مع الفاءِ أَنها ثَمَانِية وعَدَّ منها فُرْزُعَ وقال : هو أَحدُ الأَنسارِ الثمانِيَة وهو غَلطٌ كما سيأْتي كُلَّمَا هَلَكَ نَسْرٌ خَلْفَ بَعْدَه نَسْرٌ فاختار لُقْمَانُ النُّسُورَ فكَانَ يأْخُذُ الفَرْخَ حِينَ يَخْرُج مِن البَيْضَة حتى إِذا ماتَ أَخذَ غيرَه وكان يَعيِشُ كلُّ نَسْرٍ ثمانينَ سنَةً وكان آخِرُها لُبَداً فلما ماتَ ماتَ لُقْمَانُ وذلك في عَصْرِ الحارث الرائِش أَحدِ مُلوكِ اليَمن وقد ذَكَرَه الشُّعرَاءُ قال النابِغَةُ :
" أَضْحَتْ خَلاَءٍ وأَضْحَى أَهْلُها احْتَمَلُواأَخْنَى عَلَيْهَا الذِي أَخْنَى عَلَى لُبَدِولُبَّدَي ولُبَّادَي بالضمّ والتشديد ويُخَفَّفُ عن كُراع : طائِرٌ على شَكْلِ السُّمَانَي إِذا أَسَفَّ على الأَرْضِ لَبِدَ فلم يَكَدْ يَطِير حتى يُطَارَ وقيل : لُبَّادَي : طائر يُقَالُ له : لُبَادَي الْبُدِي لا تَطِيري ويُكَرَّرُ حتَّى يَلْتَزِقَ بالأَرْض فيُؤْخَذَ وفي التكملة : قال الليثُ : وتقول صِبْيَانُ الأَعْرَابِ إِذا رَأُوا السُّمَانَي : سُمَانَي لُبَادَي الْبُدِي لا تُرَى . فلا تزال تقولُ ذلك وهي لابِدَةٌ بالأَرْضِ أَي لاصِقَة وهو يُطِيفُ بها حتى يَأْخُذَهَا . قلت : ومثلُه في الأَساس وأَوردَه في المَجاز . والمُلْبِدُ : البَعيرُ الضارِبُ فَخِذَيْه بِذَنَبِه فيَلْزَق بهما ثَلْطُه وبَعْرُه وخَصَّصَه في التهذيب بالفَحْلِ من الإِبِل . وفي الصحاح : وأَلْبَدَ البَعِيرُ إِذا ضَرَب بِذَنَبهِ على عَجُزِه وقد ثَلَطَ عليه وبَالَ فيَصِير على عَجُزِه لُبْدَةٌ مِن ثَلْطِه وبَوْلِه . وَتَلَبَّدَ الشَّعَرُ والصُّوفُ ونَحْوُه كالوَبرِ كالْتَبَدَ : تَدَاخَلَ ولَزِقَ بَعضُه ببعْضٍ وفي التهذيب : تَلَبَّدَ الطائر بالأرْضِ أَي جَثَمَ عَلَيْهَا وكُلُّ شَعَرٍ أَو صُوفٍ مُتَلَبِّدٍ وفي بعض النسخ ملْتَبِد أَي بعضُه على بعْضٍ فهو لِبْدٌ بالكسر ولِبْدَةٌ بزيادة الهاء ولُبْدَةٌ بالضَّم أَلْبَدٌ ولُبُودٌ على تَوهُّمِ طَرْحِ الهاءِ واللَّبَّادُ ككَتَّان عامِلُها أَي اللُّبْدَةِ . ومن المَجاز : هو أَجْرَأُ من ذي لِبْدَة وذي لِبَدٍ قالوا الِّلبْدَةُ بالكسر : شَعَرٌ مُجْتَمِعٌ علَى زُبْرَةِ الأَسَدِ وفي الصّحاح الشَّعر المُتَراكِب بين كَتِفَيْه وفي المثل هو أَمْنَعُ من لِبْدَةِ الأَسَدِ والجمعُ لِبَدٌ كقِرْبَةٍ وقِرَبٍ وكُنْيَتُهُ أَي لَقَبُه ذو لِلْدَةٍ وذُو لِبَدٍ واللِّبْدَةُ نُسَالُ الصِّلِّيَانِ والطَّرِيفَة وهو سَفاً أَبيضُ يَسقُط منهما في أُصولِهما وتَستَقْبِلُه الرِّيحُ فتَجْمَعُه حتّى يَصيرَ كأَنّه قِطَع الأَلْبَادِ البِيضِ إِلى أُصولِ الشَّعَر والصِّلِّيَانِ والطَّرِيفَة فيَرْعَاه المَالُ ويَسْمَنُ عليه وهو مِن خَيْرِ ما يُرْعَى مِن يَبِيس العِيدَانِ وقيل : هو الكَلأُ الرَّقيقُ يَلْتَبِد إِذا أَنْسَلَ فيَخْتَلِط بالحِبَّةِ . واللِّبْدَة : دَاخِلُ الفَخِذِ . واللِّبْدَة : الجَرَادَةُ قال ابنُ سِيدَه : وعندي أَنه على التَّشْبِيه أَي بالجماعة منِ الناسِ يُقِيمُون وسائرُهم يَظْعَنُون كما سيأْتي . واللِّبْدَة : الخِرْقَةُ التي يُرْقَعُ بها صَدْرُ القَمِيصِ . يقال : لَبَدْت القَمِيصَ أَلْبُدُه أَو هي القَبِيلَةُ يُرْقَعُ بها قَبُّهُ أَي القَمِيصِ وعبارة اللسان : ويقال لِلخِرْقَة التي يُرْقَع بها صَدْرُ القميص : اللِّبْدَة والتي يُرْقَع بها قَبُّهُ : القَبِيلَةُ . وفي سياق المُصَنِّف نَظَرٌ ظاهِرٌ فإِنه فسَّر اللِّبْدَة بما فَسَّر به غيرُهُ القَبِيلَة . اللِّبْدَة : بين بَرْقَةَ وأَفْرِيقِيَّة وهي مَدِينَة عَجِيبةٌ من بلادِ أَفْرِيقِيَّةَ وقد بالَغَ في وَصْفِها المُؤَرِّخونَ وأَطالوا في مَدْحِها . واللِّبْدُ بلا هَاءٍ : الأَمْرُ وهو مجاز ومنه قولُهُم : فُلانٌ لا يَجِفُّ لِبْدُه إِذا كان يَتَرَدَّدُ ويقال : ثَبَتَ لِبْدُك أَي أَمْرُك اللِّبْد : بِسَاطٌ أَي معروف اللِّبْدُ أَيضاً : ما تَحْتَ السَّرْجِ . وذُو لِبْدٍ : ببلادِ هُذَيْلٍ ضبطه الصاغانيّ بكسر فَفَتْحٍ . واللَّبَد بالتَّحْرِيك : الصُّوفُ ومنه قولهم مالَه سَبَدٌ ولا لَبَدٌ وهو مَجاز والسَّبَدُ من الشَّعر وقد تَقَدَّم والَّبَدُ من الصوفِ لتَلَبُّدِه أَي مالَه ذُو شَعَرٍ ولا ذُو صُوفٍ وقيل : مَعنَاه : لا قَلِيلٌ ولا كثيرٌ وكان مالُ العَرب الخَيلَ والإِبلَ والغَنَمَ والبقَرَ فَدَخَلَتْ كُلُّهَا في هذا المَثَلِ . اللَّبَد مصدر لَبِدَت الإِبلُ بالكسر تَلْبَد وهو دَغَصُ الإِبلِ من الصِّلِّيَانِ وهو الْتِوَاءٌ حَيَازِيمِها وفي غَلاَصِمِها وذلك إِذا أَكْثَرَتْ مِنْهُ فتَغَصُّ به ولا تَمْضِي قاله ابنُ السِّكِّيت . يقال أَلْبَدَ السَّرْجَ إِذا عَمِلَ له لِبْدَهُ . وفي الأَفعال : لَبَدْت السَّرْجَ والخُفَّ لَبْداً وأَلْبَدْتُهما : جَعَلْتُ لهما لِبْداً . أَلْبَدَ الفَرَسَ : شَدَّه عليه أَي وضعَه علىظَهْرِه كما في الأَساس أَلْبَدَ القِرْبَةَ : جَعَلَهَا وصَيَّرَهَا في لَبِيدٍ أَي جُوَالِقٍ وفي الصّحاح : في جُوالِقٍ صَغيرٍ قال الشاعر : ِه كما في الأَساس أَلْبَدَ القِرْبَةَ : جَعَلَهَا وصَيَّرَهَا في لَبِيدٍ أَي جُوَالِقٍ وفي الصّحاح : في جُوالِقٍ صَغيرٍ قال الشاعر :
" قُلْتُ ضَعِ الأَدْسَمَ فِي اللَّبِيدِ قال : يريد بالأَدْسَمِ نِحْىَ سَمْنٍ واللَّبِيدُ لِبْدٌ يُخَاطُ عليه . من المَجاز : أَلْبَدَ رَأْسَه : طَأْطَأَهُ عندَ الدخولِ بالباب يقال أَلْبِدْ رَأْسَكَ كما في الأَساس . أَلْبَدْت الشيْءَ بالشّيْءِ : أَلْصَقْتُه كَلَبَدَهُ لَبْداً ومن هذا اشتقاقُ اللُّبُودِ التي تُفْرَش كما في اللسان . أَلْبَدَت الإِبلُ : خَرَجَتْ أَي من الرَّبيع أَوْبَارُهَا وأَلْوَانُهَا وحَسُنَتْ شاَرَاتُهَا وتَهَيَّأَتْ للسِّمَنِ فكأَنها أُلْبِسَتْ مِن أَوْبارِهَا أَلْبَاداً . وفي التهذيب : وللأَسد شَعَرٌ كثيرٌ قد يَلْبُد على زَبْرَتِه قال : وقد يكون مثلُ ذلك على سَنامِ البَعِير وأَنشد :
" كَأَنُّه ذُو لِبَدٍ دَلَهْمَسُ أَلْبَدَ بَصَرُ المُصَلِّي : لَزِمَ مَوْضِعَ السُّجُودِ ومنه حَديث قَتَادَةَ في تفسير قولِه تَعَالى " الَّذِين هُمْ في صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ " قال : الخُشُوع في القَلْبِ وإِلْبَادِ البَصرِ في الصلاةِ أَي إِلزَامِه مَوْضِع السُّجودِ من الأَرض . واللُّبَّادَةُ كرُمَّانَةٍ : قَبَاءٌ من لُبُودٍ وما يُلْبَسُ من اللُّبُودِ للمَطَرِ أَي للوِقَايَة منه . واللَّبِيدُ " الجُوَالِقُن وفي الصحاح وكتابِ الأَفعال : الجُوَالِق الصغير . اللَّبِيدَة : المِخْلاَةُ اسمٌ عن كُراع . لَبِيد بنُ رَبِيعَةَ بنِ مالِكٍ العَامِريُّ لبيد عُطَارِدِ بن حَاجِب بن زُرَارَةَ التَّمِيميُّ لبيد بن أَزْنَمَ الغَطَفَانِيّ شُعَراءُ وفي الأَوَّل قولُ الإِمَام الشافعيّ :
وَلَوْلاَ الشِّعْرُ بالعُلَمَاءِ يُزْرِي ... لَكُنْتُ اليَوْمَ أَشْعَرَ مِنْ لَبِيدِلبيد كزُبَيْرٍ وكَرِيمٍ : طائرٌ وعلى الأَوّل اقتصرَ ابنُ مَنْظور . وأَبو لُبَيْدِ بن عَبَدَةَ بضم اللام وفتح الباءِ في عبَدَة شاعرٌ فارِسٌ . وأَبو لَبِيدٍ كَاِميرٍ هشامُ بن عبد الملك الطَّيَالِسيُّ مُحَدِّث . ولَبَدَ الصوفَ كضَرَبَ يَلْبِدُ لَبْداً : نَفَشَه وبَلَّه بماءٍ ثمَّ خَاطَه وجَعَلَه في رَأْسِ العَمَدِ ليكون وِقَايَةً لِلبِجادِ أَنْ يَخْرِقَهُ كلَبَّده تَلَبِيداً وكلُّ هذا من اللزُوقِ . من المَجاز : مالٌ لُبَدٌ ولاَبِدٌ ولُبَّدٌ : كَثِيرٌ وفي بعض النُّسخ مال لُبَدٌ كصُرَدٍ ولابِدٌ كثيرٌ . وفي الأَساس واللسان : مال لُبَدٌ : كَثِيرٌ لا يُخافُ فَنَاؤُه لِكَثْرَتِه كأَنَّه الْتَبَدَ بعضُه على بعضٍ . وفي التنزيل العَزِيز " يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً " أَي جَمًّا قال الفَرَّاءُ : اللُّبَدُ : الكَثِيرُ وقال بعضُهم : واحدتَه لُبْدَةٌ ولُبَدٌ جِمَاعٌ قال : وجعلَه بعضُم على جِهَة قُثَمٍ وحُطَمٍ واحِداً وهو في الوجهين جَميعاً : الكثيرُ . وقرأَ أَبو جَعْفَرٍ مَالاً لُبَّداً مُشدَّدَا فكأَنه أَرادَ مالاً لابِداً ومالانِ لاَبِدَانِ وأَمْوَالٌ لابِداً ومالانِ لاَبِدَانِ وأَمْوَالٌ لُبَّدٌ والأَمْوَالُ والمالُ قد يَكُونانِ في مَعْنًى واحدٍ . وفي البصائر : وقرأَ الحسن ومُجَاهِد : لُبُداً أَيضاً بسكون الباءِ كَفَارِهٍ وفُرْهٍ وشارِفٍ وشُرْفٍ . وقرأَ زيدُ بن عَليّ وابنُ عُمَيْرٍ وعاصِمٌ : لِبَداً مِثال عِنَبٍ جَمْع لِبْدَة أَي مُجْتَمِعاً . واللُّبَّدَي : القَوْمُ المُجْتَمِعُ كاللِّبْدَة بالكسر واللُّبْدَة بالضمّ كأَنهم بِجَمْعِهم تَلَبَّدُوا ويقال : النَّاسُ لُبَدٌ أَي مُجْتمِعون وفي التنزيل العزيز " وأَنه لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوه كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لُبَداً " قال الأَزهريُّ : وقُرىء " لِبَداً " والمعنى أَنَّ النبيّ صلى اللهُ عَليه وسلَّمَ لمَّا صلَّى الصُّبْح بِبَطْنِ نَخْلَةَ كادَ الجِنُّ لمَّا سَمِعُوا القرآنَ وتَعَجَّبُوا منه أَن يَسْقُطُوا عليه أَي كالجَرَادِ وفي حديث ابن عبّاسٍ " كَادُوا يَكونونَ عَليه لِبَداً " أَي مُجْتَمِعِينَ بَعْضهم على بعضٍ واحدتها لِبْدَةٌ ومعنى لِبَدةٍ : يَركبُ بعضُهم بعضاً وكلُّ شَيءٍ أَلْصَقْتَه بشيءٍ إِلصاقاً شديداً فقد لَبَّدْته . والتَّلْبِيدُ : التَّرْقِيعُ كالإِلْبَادِ وكِسَاءٌ مُلَبَّدٌ وإِذا رُقِعَ الثَّوْبُ فهو مُلَبَّدٌ ومُلْبَدٌ . وَثَوْبٌ مَلْبُودٌ وقَدْ لَبَّدَه إِذا رَقَعَه وهو مما تَقَدَّم لأَن المُرَقَّع يَجتمعُ بعضُه إِلى بَعْضٍ ويَلْتَزِق بعضُه ببعضٍ وقيل المُلَبَّد الذي ثَخُنَ وَسَطُه وصَفِقَ حتى صارَ يُشْبِه اللِّبْدَ . في الصّحاح : التَّلْبِيدُ : أَنْ يَجْعَلَ المُحْرِمُ في رأْسِهِ شَيْئاً مِن صَمْغٍ لِيَتَلبَّدَ شَعرُهُ بُقْيَا عَلَيْه لئلا يَشعَثَ في الإِحرام ويَقْمَلَ إِبْقَاءً على الشَّعرٍ وإِنما يُلَبِّد مَنْ يَطُولُ مُكْثُه في الإِحرام . وفي حَدِيث عُمَر رضي الله عنه أَنَّهُ قال مَنْ لَبَّدَ أَوْ عَقَصَ أَو ضَفَر فعلَيْه الحَلْقُ قال أَبو عبيد : قوله لَبَّدَ أَي جَعَل في رَأْسِه شَيْئاً مِن صَمْغٍ أَو عَسَلٍ لِيَتَلَبَّدَ شَعرُه ولا يَقْمَلَ قال الأَزهريُّ : هكذا قال يَحيى بن سَعِيد قال : وقال غيرُه : إِنما التَّلْبِيدُ بُقْيَا علَى الشَّعر لئلا يَشْعَثَ في الإحرام ولذلك أَوْجَبَ عليه الحَلْقَ كالعُقُوبَةِ له قال : قال ذلك سُفْيَانُ بن عُيَيْنَةَ قيل : ومنه قيل لِزُبْرَةِ الأَسدِ لِبْدَةٌ وقد تَقدَّم . واللَّبُودُ : كصَبورٍ وفي نسختنا بالتَّشْدِيد : القُرَادُ سُمِّيَ بذلك لأَنه يَلْبَدُ بالأَرض أَي يَلْصَق . والْتَبَدَ الوَرَقُ تَلَبَّدَتْ أَي تَلَبَّدَ بعضُه على بعضٍ . التَبَدَت الشَّجَرَةُ : كَثُرَتْ أَوْرَاقُها قال الساجع :
" وعَنْكَثَا مُلْتَبِدَاواللاَّبِدُ والمُلْبِد وأَبو لُبَد كصُرَدٍ وعِنَبٍ : الأَسَدُ . ومما يستدرك عليه : ما أَرَى اليَوْمَ خَيْراً مِن عِصَابَة مُلْبِدَة يعني لَصِقُوا بالأَرْض وأَخْمَلُوا أَنْفُسَهُم وهو من حديث أَبي بَرْزَةَ وهو مَجاز وفي الأَساس عِصَابَةٌ مُلْبِدَةٌ : لاصِقَةٌ بالأَرض من الفَقْرِ وفُلانٌ مُلْبِدٌ : مُدْقِعق وفي حديث أَبي بَكْرٍ أَنه كان يَحْلُب فيقول أَأُلْبِدُ أَمْ أُرْغِي ؟ فإِن قالوا : أَلْبِدْ أَلْزَقَ العُلْبَةَ بِالضَّرْعِ فَحلَبَ ولا يَكون لذلك الحَلَبِ رَغْوَةٌ فإِن أَبَانَ العُلْبَةَ رَغَا الشَّخْبُ بِشِدَّة وُقُوعِه في العُلْبَةِ . والمُلَبِّدُ من المَطَرِ : الرَّشُّ وقد لَبَّدَ الأَرْضَ تَلْبِيداً وتَلَبَّدَت الأَرْضُ بالمطرِ . وفي الحديث في صِفَة الغَيْثِ فَلَبَّدَتِ الدِّمَاثَ أَي جَعَلَتْهَا قَوِيَّةً لا تَسوخ فيها الأَقدامُ والدِّمَاثُ : الأَرَضُونَ السَّهْلَةُ . وفي حديث أُمّ زَرْعٍ لَيْسَ بِلَبِدٍ فَيُتَوَقَّل ولا لَه عِنْدِي مُعَوَّل أَي لَيْس بِمُسْتَمْسِكٍ مُتَلَبِّد فَيُسْرَع المَشْيُ فِيه ويُعْتَلَى . ولَبَّدَ النَّدَى الأَرْضَ . وفي صِفَة طَلْحِ الجَنَّة إِنّ الله تعالى يَجْعَل مَكَانَ كُلِّ شَوْكَةٍ مِنْهَا مِثْلَ خُصْوَة التَّيْس المَلْبُودِ أَي المُكْتَنِز اللَّحْم الذي لَزِمَ بَعْضُه بَعْضاً فتَلَبَّد . وفي التهذيب في تَرجمة بلد : وقولُ الشاعِرِ أَنشَدَه ابنث الأَعرابيّ :
وَمُبْلِدٍ بَيْنَ مَوْمَاةٍ ومَهْلكَةٍ ... جَاوَزْتُه بِعَلاَةِ الخَلْقِ عِلْيَانِ قال : المُبْلِدُ : الحَوْضُ القَديم هُنا قال : وأَراد مُلْبِد فقَلَب وهو اللاَّصِقُ بالأَرض . وقال أَبو حَنيفة : إِبِلٌ لَبِدَةٌ ولَبَادَي : تَشَكَّى بُطُونَهَا عن القَتَادِ وقَدْ لَبِدْتْ لَبَداً وناقَةٌ لَبِدَةٌ . ومن المجاز : أَثْبَت الله لِبْدَكَ وجَمَّل الله لِبْدَتكَ . وفي المثل تَلَبَّدِي تَصَيَّدِي كقولهم مُخْرنْبِقٌ لِيَنْبَاعَ ومنه قيل : تَلَبَّدَ فُلانٌ : إِذَا رأَى تَفَرَّسَ كما في الأَساس . وفي الحديثِ ذِكْرُ لُبَيْدَاء وهي الأَرْضَ السابِعَةُ . ولَبِيدٌ ولابِدٌ ولُبَيْدٌ أًسماءٌ . واللِّبَدُ : بطونٌ من بني تَميمٍ وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : اللِّبَدُ بنو الحارث بن كَعْب أَجمعونَ ما خَلاَ مِنْقَراً . ومحمّد بن إِسحاق بن نَصْرٍ النَّيْسَابُورِيّ اللَّبّاد وأَبو عَليٍّ الحسن بن الحُسضيْنِ بن مَسْعُود بن اللَّبَّاد المُؤَدّب البُخَارِيّ محدِّثَان . وسِكَّة اللَّبَّادين مَحَلَّةٌّ بِسَمَرْقَنَد منها القاضي محمد بن طاهِرِ بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمّد السّعيديّ السَّمَرْقَنْدِيّ عن أَبي اليُسْرِ البَزْدَوِيّ وغيرِه . ولَبِيد بن عَلِيّ بن هِبَة بن جَعْفَر بن كِلاب : بَطْنٌ ومن وَلِدِه فائدٌ وسَلاَّم وهم بمصر . ولَبِيدك بَطْنٌ من حَرْبٍ ولهم شِرْذِمَةٌ بالصعيد ولَبِيد : بَطْنٌ مِن سُلَيْم منهم قُرَّة بن عِياضٍ . ولَبِيدة : قَرْيَة بالقَيْرَوَانِ منها أَبو القاسم عبد الرحمن بن محمّد بن محمّد بن عبد الرحمن الحَضْرَمِيّ اللَّبِيدِيّ من فقهاءِ القَيْرَوَان . واستَدْرَك شيخُنا : لَبِيدَة : قَرْية من قُرَى تُونِس ويقال بالذّال المُعدمة أَيضاً فتُعاد هُناك انتهى . واللُّبَدُ كَصُرَد : قَريَة من قُرَى نَابُلسَ