تَابَ إلَى الله تَعَالَى مِنْ كَذَا وعَنْ كذَا تَوْباً وتَوْبةً ومتَاباً وتَابَةً كغَابَةٍ قَال الشَّاعرُ :
" تُبْتُ إلَيْكَ فَتَقَبَّلْ تَابَتِي
" وصُمْتُ رَبِّي فَتَقَبَّلْ صَامَتِي وَتَتْوِبَةً عَلَى تَفْعلَة شَاذٌّ مِنْ كِتَاب سيبويه : أَنَاب ورَجَعَ عنِ المَعْصيَة إلَى الطَّاعَةِ وهُو تَائِبٌ وتَوَّابٌ : كَثيرُ التَّوْبَةِ والرُّجُوع وقَوْلُهُ عزَّ وَجَلَّ " غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ " يَجُوزُ أَنْ يكُونَ عَنَى به المصْدَرَ كالقَوْلِ وأَنْ يَكُونَ جَمْعَ تَوْبَة كَلَوْزٍ ولَوْزَةٍ وَهُوَ مَذْهبُ المُبَرِّدِ وقَالَ أَبُو مَنْصُورٍ : أَصْلُ تَابَ : عادَ إلى اللهِ ورَجَعَ وأَنَابَ وتَابَ اللهُ عَلَيْهِ أَيْ عَاد بالمَغْفِرَةِ أَوْ وَفَقَّهُ للتَّوْبَة أَوْ رَجَعَ به مِن التَّشْديد إلى التَّخْفِيف أَوْ رجَع عليه بفَضْلِه وَقَبُولِه وكُلُّها معانِ صَحِيحَةٌ وَارِدَةٌ وهُوَ أي اللهُ تَعَالى تَوَّابٌ يَتُوبُ عَلَى عِبَادِه بفَضْله إذَا تَابَ إليه منْ ذَنْبِه
وأَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بنُ يَعْقُوبَ التَّائِبُ الأَنْطَاكِيُّ مُقْرِىءٌ كَبِيرٌ مُتَقَدِّمٌ مِنْ طَبَقَةِ ابنِ مُجَاهِدِ سَمِعَ أَبَا أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيَّ وقَرَأَ بالرِّوَايَات وَبَرَعَ فيهَا والتَّائِبُ لَقَبُهُ
والشِّهَابُ أَحْمدُ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ ابنِ عِيسَى الشَّابُّ التَّائِبُ حدَّثَ ووَعَظَ مِنْ مُتَأَخِّرِي الوَفَاةِ ذَكَره الخُضيريّ في طَبَقَاتِهِ
وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي التَّائِبِ : مُحَدِّثٌ مُتَأَخِّرٌ قَالَ الذَّهَبيُّ : شَيْخٌ مُعَمَّرٌ في وَقْتِنَا شَاهِدٌ يَرْوِي الكَثيرَ قَالَ الحَافظُ : وأَخُوهُ إسْمَاعيلُ وجَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِه حَدَّثُوا
وتَوْبَةُ اسْم مِنْهُمْ تَوْبَةُ البَاهِلِيُّ العَنْبَرِيُّ بَصْرِيٌّ مِنَ التَّابِعِينَ وغَيْرُهُ . وتَلُّ تَوْبَةَ : قَرْيَةٌ قُرْبَ المَوْصِلِ بأَرْضِ نِينَوَى فيه مَشْهَدٌ يُزَارُ قيلَ إنَّ أَهْلَ نِينَوَى لَمَّا وَعَدَهُمْ يُونُسُ العَذَابَ خَرَجُوا إلَيْهِ فَتَابُوا فَسُمِّيَ بذلكَ نقله شيخُنَا عن المراصد
واسْتَتَابَه : عَرَضَ عَلَيْه التَّوْبَةَ مِمَّا اقْتَرَفَ أَيِ الرُّجَوعَ والنَّدَمَ عَلَى مَا فَرَطَ منه والمُرْتَدُّ يُسْتَتَابُ كَذَا في الأَسَاس وغيرِه واسْتَتَابَهُ أَيْضاً : سَأَلَه أَنْ يَتُوبَ
وذَكَرَ الجَوْهَريُّ في هذِه التَّرْجَمَة التَّابُوت : هو الصُّنْدُوقُ فَعْلُوتٌ من التَّوْبِ فإنَّهُ لاَ يَزَالُ يَرْجِعُ إليه مَا يَخْرُجُ منه قَالَهُ أَبُو عَلِيٍّ الفَارِسِيُّ وابنُ جِنِّي وتَبِعَهما الزمخشريّ وقيلَ : هو الأَضْلاَعُ وما تَحْوِيه من قَلْبٍ وغيرِه ويُطْلَق عَلَى الصُّنْدُوقِ نقله في التوشيح كذا قاله شيخُنَا أَصْلُه تَأْبُوَةٌ كتَرْقُوَةٍ وهو فَعْلُوَةٌ سُكِّنت الوّاوُ فَانْقَلَبَتْ هَاءُ التَّأْنيث تَاءً وقال القَاسِمُ بنُ مَعْن : لَمْ تَخْتَلفْ لُغَةُ قُرَيْشٍ والأَنْصَارِ في شَيْءٍ منَ القُرْآنِ إلاَّ في التَّابُوتِ فلُغَةُ قُرَيْش بالتَّاءِ ولُغَة الأَنْصَارِ التَّابُوهُ بالهَاءِ قال ابنُ بَرِّيّ : التَّصْرِيفُ الذي ذكره الجوهريُّ في هذه اللَّفْظَةِ حَتَّى رَدَّهَا إلى تَابُوت تصريفٌ فاسدٌ قال : والصَّوَابُ أَن يُذكر في فصل ت ب ت لأَنَّ تاءَه أَصليّةٌ ووزْنُه فاعُولٌ مثل عَاقُول وحَاطُوم والوقفُ عليها بالتَّاءِ في أَكثرِ اللغاتِ ومَنْ وَقَفَ عليها بالهاءِ فإنه أَبْدَلَها منَ التَّاءِ كما أَبدلها في الفُرَاتِ حينَ وقفَ عليها بالهاء وليست التاء في الفُرَاتِ بتاءِ تأْنيث وإنما هي أَصليّةٌ من نَفْسِ الكَلمةِ وقال أَبو بكرِ بنُ مُجَاهِدِ : التَّابُوتُ بالتَّاء قراءَةُ الناسِ جميعاً ولغةُ الأَنصارِ : التَابُوهُ بالهاءِ هذه عبارة لسان العرب قال شيخنا : والذي ذكره الزمخشريُّ أَنَّ أَصْلَهُ تَوْبُوتٌ فَعْلُوتٌ تَحَرَّكَتِ الوَاوُ وانْفَتَحَ مَا قَبْلها فقُلِبَت أَلِفاً أَقْربُ للقَوَاعدِ وأجْرَى عَلَى الأُصُولِ وتَرَجَّحَتْ لُغةُ قُريشٍ لأَنَّ إبدالَ التَاءِ هاءً إذا لم تكن للتأْنيث - كما هو رأْيُ الزمخشريّ - شَاذٌّ في العربية بخلاف رأْي المصنِّف والجوهريِّ وأَكثر الصرفيّين
اللَّتْبُ واللُّتُوب : اللُّزُوم واللُّصُوق نقله الجَوْهَرِيُّ عن الأَصمعيّ . والثَّبَاتُ تقولُ منه : لَتَبَ يَلْتُبُ لَتْباً ؛ فهو لاتِبٌ ؛ وأَنشد أَبو الجَرّاحِ :
فإِنْ يَكُ هذا من نَبِيذٍ شَرِبْتُهُ ... فإِنِّيَ من شُرْبِ النَّبِيذِ لَتائبُ
صُداعٌ وتَوْصِيمُ العِظَامِ وفَتْرَةٌ ... وغَمٌّ مَع الإِشراقِ في الجَوْفِ لاتِبُ وقال الفَرّاءُ فِي قوله تَعَالَى " مِنْ طِين لازِب " قال : اللاّزِبُ واللاتِب واحد . قال : وقَيْسٌ تقولُ : طِينٌ لاتِبٌ ؛ والّلاتِبُ : اللازِقُ مثلُ اللاّزِب وهذا الشَّيْءُ ضَرْبَةُ لاتِب كضَرْبَةِ لازِبٍ . اللَّتْبُ : الطَّعْنُ . وقد سَقَط هذا من بعض النُّسَخ وثَبَت في غيرِه يُقال لَتَبَ في سَلَبَةِ النّاقةِ ومَنحْرَهِا : إِذا طَعَنَهَا وكذلك اللَّتْمُ يقال : خُذِ الشَّفْرَةَ فَالْتُبْ بها في لَبَّةِ الجَزُور والْتُمْ بها بمعنىً واحدٍ أَي : اطْعَنْ بها . رواه أَبو تُرَابٍ عن ابْنِ شُمَيْلٍ . اللَّتْبُ واللُّتُوبُ : الشَّدُّ يقالُ : لَتَبَ عليه ثِيابَهُ ورَتَبَهَا : إِذا شَدَّهَا عليه . قال الليث : اللَّتْبُ : لُبْسُ الثَّوْبِ يقال لَتَبَ عليه ثَوْبَهُ : إِذا لَبِسَهُ كأَنّه لا يُرِيدُ أَنْ يَخْلَعَهُ كالالْتِتاب . اللَّتْبُ : شَدُّ الجُلِّ على الَفَرِس كالتَّلْتِيبِ شُدّد للمُبَالَغَة . قال مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَةَ :
فَلَهُ ضَرِيبُ الشَّوْلِ إِلاّ سُؤْرَهُ ... والجُلُّ فَهْو مُلَتَّبٌ لا يُخْلَعُ يَعني فَرسَهُ . وأَلْتَبَهُ أَي : الأَمْرِ عَلَيْهِ إِلْتاباً : أَوْجَبَهُ فهو مُلْتِبٌ . المِلْتَبُ كَمِنْبَر : اللاّزِمُ بَيْتِه فِراراً من الفِتَنِ . قال اللَّيْث : المَلاتِبُ الجِبابُ والخُلْقانُ من الثِّيابِ . وبَنُو لُتْب بالضَّمِّ : حًيٌّ من الأَزْدِ منهم : عبدُ اللهِ بْنُ اللُّتْبِيَّةِ الصَّحابيُّ وهي أُمُّهُ ومنهم من يفتح اللاَّمَ والمُثَنَّاة وفي بعض الرِواياتِ : الأَلْتَبِيّة بالهمزة وفي بعضٍ بضَمٍّ ففَتْحٍ كَهُمَزِيَّةٍ له ذِكْر في رُسُلِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قاله شيخُنَا . قلتُ : وقرأْتُ في مُعْجَمِ الحافظِ تقيّ الدِّينِ ما نَصُّهُ : عبدُ اللهِ بْنُ اللُّتْبِيّةِ الأَزديُّ الّذِي استعملهُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على الصَّدَقَة