الديمةُ المطر
الذي ليس فيه رَعْد ولا برق أقله ثلث النهار أو ثلث الليل وأَكثره ما بلغ من
العِدَّة والجمع دِيَمٌ قال لبيد باتَتْ وأَسْبَلَ والِفٌ من دَيمَةٍ تَرْوي
الخَمائِلَ دائماً تَسْجامُها ثم يُشَبَّه به غيره وفي حديث عائشة رضي الله عنها
وسئلت عن ع
الديمةُ المطر
الذي ليس فيه رَعْد ولا برق أقله ثلث النهار أو ثلث الليل وأَكثره ما بلغ من
العِدَّة والجمع دِيَمٌ قال لبيد باتَتْ وأَسْبَلَ والِفٌ من دَيمَةٍ تَرْوي
الخَمائِلَ دائماً تَسْجامُها ثم يُشَبَّه به غيره وفي حديث عائشة رضي الله عنها
وسئلت عن عمل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبادته فقالت كان عملُه دِيمةً
الدِّيمةُ المطر الدائم في سكون شَبَّهَتْ عمله في دوامه مع الاقتصاد بديمة المطر
الدائم قال وأَصله الواو فانقلبت ياء للكسرة قبلها وفي حديث حُذَيْفَةَ وذكر الفتن
فقال إنها لآتِيَتُكُم دِيَماً دِيَماً أي أنها تملأُ الأرض في دَوامٍ ودِيَمٌ جمع
دِيَمةِ المطر وقد دَيَّمَت السماءُ تَدْيِيماً قال جَهْم بن سَبَلٍ يمدح رجلاً
بالسَّخاء أنا الجَواد ابن الجَواد ابن سَبَلْ إن دَيَّمُوا جادَ وإن جادوا وَبَل
( * قوله « أنا الجواد ابن الجواد إلخ » قد تقدم في المادة قبل هذه هو الجواد
وكذلك الجوهري أورده في مادة سبل وقال ان سبلاً فيه اسم فرس وقد تقدم للمؤلف هناك
عن ابن بري ان الشعر لجهم بن سبل وأن ابا زياد الكلابي ادركه يرعد رأسه وهو يقول
أنا الجواد إلخ اه فظهر من هذا ان سبلاً ليس اسم فرس بل اسم لوالد جهم القائل هذا
الشعر يمدح به نفسه لا رجلاً آخر )
والدَّيامِيمُ المفاوِزُ ومفازة دَيْمومَةٌ أي دائمة البعد وفي حديث جُهَيْشِ بن
أَوْس ودَيْمومَةٍ سَرْدَحٍ هي الصحراء البعيدة وهي فَعْلُولة من الدَّوامِ أَي
بعيدة الأرْجاء يَدُومُ السير فيها وياؤها منقلبة عن واو وقيل هي فَيْعُولة من
دَمَمْتُ القدر إذا طليتها بالرماد أي أنها مشتبهة لا عَلَمَ بها لسالكها وحكى أبو
حنيفة عن الفراء ما زالت السماء دَيْماً دَيْماً أي دائمة المطر قال وأَراها
معاقبة لمكان الخفة فإذا كان هذا لم يُعْتَدّ به في الياء وقد روي دامَتِ السماء
تَديمُ مطرت دِيمةً فإن صح هذا الفعل اعتد به في الياء وأَرض مَديمةٌ ومُدَيَّمةٌ
أصابتها الدِّيمةُ وقد ذكر في دوم قال ابن مقبل رَبيبةُ رَمْلٍ دافعَتْ في
حُقوفِهِ رَخاخَ الثَّرى والأُقحُوانَ المُدَيَّما وقال كراع اسْتَدامَ الرجل إذا
طأْطأَ رأْسه يَقْطُرُ منه الدم مقلوب عن اسْتَدْمى
معنى
في قاموس معاجم
اللَّدْمُ ضرْبُ
المرأَةِ صَدْرَها لَدَمَت المرأَة وجهَها ضربته ولَدَمَتْ خُبْزَ المَلَّة إِذا
ضربته وفي حديث الزبير يوم أُحُد فخرجْتُ أَسْعَى إِليها يعني أُمَّه
فأَدْرَكْتُها قبل أَنْ تَنْتَهيَ إِلى القَتْلى فلَدَمَتْ في صَدْري وكانت امرأَة
جَلْدةً أ
اللَّدْمُ ضرْبُ
المرأَةِ صَدْرَها لَدَمَت المرأَة وجهَها ضربته ولَدَمَتْ خُبْزَ المَلَّة إِذا
ضربته وفي حديث الزبير يوم أُحُد فخرجْتُ أَسْعَى إِليها يعني أُمَّه
فأَدْرَكْتُها قبل أَنْ تَنْتَهيَ إِلى القَتْلى فلَدَمَتْ في صَدْري وكانت امرأَة
جَلْدةً أَي ضربَتْ ودفعت ابن سيده لَدَمَت المرأَةُ صدْرَها تَلْدِمُه لَدْماً
ضربته والْتَدَمَتْ هي واللَّدْمُ ضرْبُ خُبْزِ الملّة إِذا أَخرجته منها وضَرْبُ
غيرهِ أَيضاً واللَّدْمُ صوتُ الشيء يَقعُ في الأَرض من الحَجر ونحوه وليس بالشديد
قال ابن مقبل وللفُؤادِ وَجِيبٌ تَحْتَ أَبْهَرِه لَدْمَ الغُلامِ وراءَ الغَيْبِ
بالحَجَرِ وقيل اللَّدْمُ اللَّطْم والضربُ بشيء ثقيل يُسْمَعُ وَقْعُه والتَدَمَ
النساءُ إِذا ضربْنَ وُجوهَهنّ في المآتم واللَّدْمُ الضرْبُ والتِدامُ النساء من
هذا واللَّدْمُ واللّطْمُ واحدٌ والالْتِدامُ الاضْطراب والْتِدامُ النساء
ضَرْبهُنّ صُدورَهنّ ووجوهَهن في النِّياحة ورجل مِلْدَمٌ أَحمقُ ضخم ثقيل كثير
اللحم وفَدْمٌ لَدْمٌ إِتباع ويقال فلان فَدْمٌ ثَدْمٌ لَدْمٌ بمعنى واحد وروي عن
عليّ عليه السلام أَن الحسن قال له في مَخْرجِه إِلى العراق إِنه غير صواب فقال
والله لا أَكون مثلَ الضَّبُع تسمع اللَّدْمَ فتخرُجُ فتُصاد وذلك أَن الصَّيّاد
يجيء إِلى جحرها فيضرب بحجَر أَو بيدِه فتخرج وتَحْسبه شيئاً تَصِيده لتأْخذَه
فيأْخذها وهي من أَحمق الدَّوابّ أَراد أَني لا أُخْدَع كما تُخْدعُ الضبع
باللَّدْم ويُسمَّى الضرْبُ لَدْماً ولَدَمْتُ أَلْدِمُ لَدْماً فأَنا لادِمٌ وقوم
لَدَمٌ مثل خادِمٍ وخَدَمٍ وأُمُّ مِلْدَم الحُمَّى الليث أُمّ مِلدَم كنية
الحُمَّى والعرب تقول قالت الحمى أَنا أُمُّ مِلْدَم آكُل اللحم وأَمَصُّ الدمَ قال
ويقال لها أُمّ الهِبْرِزِيّ وأَلْدَمَت عليه الحُمّى أَي دامَتْ وفي الحديث جاءت
أُمُّ مِلْدَمٍ تستأْذن هي الحُمَّى والميم الأُولى مكسورة زائدة وبعضهم يقولها
بالذال المعجمة واللَّدِيمُ الثوب الخلَق وثوب لَدِيم ومُلَدَّم خَلَقٌ ولَدَمَه
رَقَعَه الأَصمعي المُلَدَّم والمُرَدَّمُ من الثياب المُرقَّعُ وهو اللَّديم
ولَدَمْت الثوب لدْماً ولَدَّمتُه تَلْديماً أَي رَقَّعْتُه فهو مُلَدَّم ولَدِيمٌ
أَي مُرَقَّع مُصْلَح واللِّدامُ مثل الرِّقاع يُلْدَمُ به الخفّ وغيره وتَلَدَّم
الثوبُ أَي أَخْلَق واسْتَرْقَع وتَلَدَّم الرجلُ ثوبَه أَي رَقعَه يتعدَّى ولا
يتعدى مثل تَرَدَّم واللَّدَمُ بالتحريك الحُرَمُ في القَرابات ويقال إِنما سميت
الحُرْمَةُ اللَّدَمَ لأَنها تَلْدِم القَرابةَ أَي تُصْلِح وتَصِل تقول العرب
اللَّدَمُ اللَّدَمُ إِذا أَرادت توكيد المُحالفة أَي حُرْمَتُنا حُرْمَتُكم
وبيتنا بيتُكم لا فرق بيننا وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَن الأَنصار لما
أَرادوا أَن يُبايعوه في بَيْعَةِ العَقَبة بمكة قال أَبو الهيثم بن التَّيِّهان
يا رسول الله إن بينَنا وبينَ القَوم حِبالاً ونحنُ قاطِعوها فنخشى إنِ اللهُ
أَعَزَّك وأَظْهَرَكَ أَن ترجع إِلى قومك فتبسَّم النبي صلى الله عليه وسلم وقال
بل الدَّمُ الدَّمُ والهَدَمُ الهَدَمُ أُحارِبُ مَنْ حارَبْتُم وأُسالمُ مَنْ
سالَمْتُم ورواه بعضهم بل اللَّدَمُ اللَّدَمُ والهَدَمُ الهَدَمُ قال فمن رواه بل
الدَّم الدّم والهَدَم الهَدَم فإِن ابن الأَعرابي قال العرب تقول دَمِي دَمُك
وهَدَمِي هَدَمُك في النُّصْرة أَي إِن ظُلِمْتَ فقد ظُلِمْتُ قال وأَنشد العقيليّ
دَماً طَيِّباً يا حَبَّذا أَنتَ من دَمِ قال أَبو منصور وقال الفراء العرب تدخل
الأَلف واللام اللتين للتعريف على الاسم فتقومان مقام الإضافة كقول الله عز وجل
فأَمَّا مَنْ طَغَى وآثر الحياةَ الدنيا فإِنَّ الجَحيم هي المأْوى أَي الجحيم
مأْواه وكذلك قوله وأَمَّا مَن خاف مَقامَ رَبِّه ونهَى النفس عن الهوى فإِن الجنة
هي المأْوى المعنى فإِن الجنة مأْواه وقال الزجاج معناه فإِن الجنة هي المأْوى له
قال وكذلك هذا في كل اسم يدلان على مثل هذا الإِضمار فعلى قول الفراء قوله الدَّمُ
الدَّمُ أَي دمكم دمي وهَدَمكم هَدَمي وقال ابن الأَثير في رواية الدَّمُ الدَّمُ
قال هو أَن يهدر دَم القتيل المعنى إِن طلِب دمُكم فقد طُلب دمي فدمي ودمُكم شيء
واحد وأَما من رواه بل اللَّدَم اللَّدَم والهَدَم الهَدَم فإِن ابن الأَعرابي
أَيضاً قال اللَّدَم الحُرَم جمع لادِمٍ والهدَم القَبر فالمعنى حُرَمكم حُرَمي
وأُقْبَرُ حيث تُقْبَرون وهذا كقوله المَحْيا مَحْياكم والمَمات مماتُكم لا
أُفارقكم وذكر القتيبي أَن أَبا عبيدة قال في معنى هذا الكلام حُرْمَتي مع
حُرْمَتِكم وبَيْتي مع بيتكم وأَنشد ثم الْحَقي بهَدَمِي ولَدَمِي أَي بأَصْلي
وموضعي واللَّدَمُ الحُرَمُ جمع لادِم سُمِّي نساءُ الرجل وحُرَمُه لَدَماً لأَنهن
يَلْتَدِمْنَ عليه إِذا مات وفي حديث عائشة قُبِض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
في حَجْري ثم وضَعْت رأْسَه على وِسادَةٍ وقُمْتُ أَلْتَدِمُ مع النِّساء وأَضْرِب
وَجْهي والمِلْدَمُ والمِلْدامُ حَجَرٌ يُرْضَخُ به النوى وهو المِرْضاخُ أَيضاً
قال ابن بري عند قول الجوهري سُمِّيَت الحُرْمة اللَّدَمَ قال صوابه أَن يقول سميت
الحُرَمُ اللَّدَم لأن اللَّدَم جمعُ لادِمٍ ولَدْمانُ ماء معروف ومُلادِمٌ اسم
وفي ترجمة دعع في التهذيب قال قرأْت بخط شمر للطِّرمَّاح لم تُعالِجْ دَمْحَقاً
بائتاً شُجَّ بالطَّخْفِ لِلَدْمِ الدَّعاعْ قال اللَّدْمُ اللَّعْقُ
معنى
في قاموس معاجم
دامَ الشيءُ يَدُومُ
ويَدامُ قال يا مَيّ لا غَرْوَ ولا مَلامَا في الحُبِّ إن الحُبَّ لن يَدامَا قال
كراع دامَ يَدُومُ فَعِلَ يَفْعُلُ وليس بقَوِيٍّ دَوْماً ودَواماً ودَيْمومَةً
قال أَبو الحسن في هذه الكلمة نظر ذهب أهل اللغة في قولهم دِمْتَ تَدُومُ إلى
دامَ الشيءُ يَدُومُ
ويَدامُ قال يا مَيّ لا غَرْوَ ولا مَلامَا في الحُبِّ إن الحُبَّ لن يَدامَا قال
كراع دامَ يَدُومُ فَعِلَ يَفْعُلُ وليس بقَوِيٍّ دَوْماً ودَواماً ودَيْمومَةً
قال أَبو الحسن في هذه الكلمة نظر ذهب أهل اللغة في قولهم دِمْتَ تَدُومُ إلى أنها
نادرة كمِتَّ تَموتُ وفَضِلَ يَفْضُلُ وحَضِرَ يَحْضُرُ وذهب أبو بكر إلى أنها
متركبة فقال دُمْتَ تَدُومُ كقُلْتَ تَقُولُ ودِمْتَ تَدامُ كخِفْتَ تَخافُ ثم
تركبت اللغتان فظنّ قوم أن تَدُومُ على دِمْتَ وتَدامُ على دُمْتَ ذهاباً إلى
الشذوذ وإيثاراً له والوَجْه ما تقدم من أَن تَدامُ على دِمْتَ وتَدُومُ على
دُمْتَ وما ذهبوا إليه من تَشْذيذ دِمْتَ تَدومُ أخف مما ذهبوا إليه من تَسَوُّغِ
دُمْتَ تَدامُ إذ الأُولى ذات نظائر ولم يُعْرَفْ من هذه الأخيرة إلاَّ كُدْتَ
تَكادُ وتركيب اللغتين باب واسع كَقَنَطَ يَقْنَطُ ورَكَنَ يَرْكَنُ فيحمله
جُهَّالُ أهل اللغة على الشذوذ وأَدامَهُ واسْتَدامَهُ تأَنَّى فيه وقيل طلب
دوَامَهُ وأَدْومَهُ كذلك واسْتَدَمْتُ الأمر إذا تأَنَّيْت فيه وأنشد الجوهري
للمَجْنون واسمه قَيسُ بن مُعاذٍ وإنِّي على لَيْلى لَزارٍ وإنَّني على ذاكَ فيما
بَيْنَنا مُسْتَدِيمُها أي منتظر أن تُعْتِبَني بخير قال ابن بري وأَنشد ابن
خالويه في مُسْتَديم بمعنى مُنْتَظِر تَرَى الشُّعراءَ من صَعِقٍ مُصابٍ بصَكَّتِه
وآخر مُسْتَدِيمِ وأَنشد أَيضاً إذا أَوقَعْتُ صاعِقةً عَلَيْهِمْ رأَوْا أُخْرَى
تُحَرِّقُ فاسْتَدامُوا الليث اسْتِدامَةُ الأَمرِ الأَناةُ وأَنشد لقَيْسِ ابن
زُهَيرٍ فلا تَعْجَلْ بأَمرِكَ واسْتَدِمْهُ فما صَلَّى عَصاكَ كَمُسْتَدِيمِ
وتَصْلِيةُ العصا إدارتها على النار لتستقيم واسْتدامتها التَّأَنِّي فيها أي ما
أَحْكَمَ أَمْرَها كالتَّأَنِّي وقال شمر المُسْتَدِيمُ المُبالِغُ في الأمر
واسْتَدِمْ ما عند فلان أي انتظره وارْقُبْهُ قال ومعنى البيت ما قام بحاجتك مثلُ
من يُعْنى بها ويحب قضاءها وأَدامه غيرهُ والمُداومَةُ على الأمر المواظبة عليه
والدَّيُّومُ الدائِمُ منه كما قالوا قَيُّوم والدِّيمةُ مطر يكون مع سكون وقيل
يكون خمسة أَيَّامٍ أو ستة وقيل يوماً وليلة أو أكثر وقال خالد بن جَنْبَةَ
الدِّيمةُ من المطر الذ لا رَعْدَ فيه ولا بَرْقَ تَدُومُ يَوْمَها والجمع دِيَمٌ
غُيِّرَت الواو في الجمع لتَغَيُّرِها في الواحد وما زالت السماءُ دَوْماً دَوماً
ودَيْماً دَيْماً الياء على المعاقبة أي دائمة المطر وحكى بعضهم دامَتِ السماءُ
تَدِيمُُ دَيْماً ودَوَّمَتْ وديَّمَتْ وقال ابن جني هو من الواو لاجتماع العرب
طُرّاً على الدَّوامِ وهو أَدْوَمُ من كذا وقال أيضاً من التدريج في اللغة قولهم
دِيمةٌ ودِيَمٌ واستمرار القلب في العين إلى الكسرة قبلها
( * قوله « إلى الكسرة قبلها » هكذا في الأصل ) ثم تجاوزوا ذلك لما كثر وشاع إلى
أن قالوا دَوَّمَتِ السماءُ ودَيَّمَتْ فأَما دَوَّمَتْ فعلى القياس وأما
دَيَّمَتْ فلاستمرار القلب في دِيمَةٍ ودِيَمٍ أَنشد أبو زيد هو الجَوادُ ابنُ
الجَوادِ ابنِ سَبَل إنْ دَيَّمُوا جادَ وإنْ جادُوا وَبَلْ ويروى دَوَّمُوا شمر
يقال دِيمةٌ ودِيْمٌ قال الأَغْلَبُ فَوارِسٌ وحَرْشَفٌ كالدِّيْمِ لا تَتَأَنَّى
حَذَرَ الكُلُومِ روي عن أبي العَمَيْثَلِ أنه قال دِيمَة وجمعها دُيومٌ بمعنى
الدِّيمةِ وأَرض مَدِيمَةٌ ومُدَيَّمَةٌ أصابتها الدِّيَمُ وأَصلها الواو قال ابن
سيده وأَرى الياء معاقبة قال ابن مقبل عَقِيلَةُ رَمْلٍ دافعَتْ في حُقوفِهِ
رَخاخَ الثَّرَى والأُقْحُوانَ المُدَيَّمَا وسنذكر ذلك في ديم وفي حديث عائشة رضي
الله عنها أنها سئلت هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُفَضِّلُ بعض الأَيام
على بعض ؟ وفي رواية أنها ذكرَتْ عَمَل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان
عَمَلُهُ دِيمَةً شبهتْه بالدِّيمَةِ من المطر في الدَّوامِ والاقتصاد وروي عن
حُذَيْقَة أنه ذكر الفتن فقال إنها لآتِيَتُكُمْ دِيَماً يعني أنها تملأ الأرض مع
دَوامٍ وأَنشد دِيمَةٌ هَطْلاءُ فيها وَطَفٌ طَبَّقَ الأَرْضَ تَحَرَّى وتَدُرّ
والمُدامُ المَطر الدائم عن ابن جني والمُدامُ والمُدامَةُ الخمر سميت مُدامَةً
لأنه ليس شيء تُستطاع إدامَةُ شربه إلا هي وقيل لإدامتها في الدَّنِّ زماناً حتى
سكنتْ بعدما فارَتْ وقيل سُمِّيَتْ مُدامَةً إذا كانت لا تَنْزِفُ من كثرتها فهي
مُدامَةٌ ومُدامٌ وقيل سميت مُدامَةً لِعتْقها وكل شيء سكن فقد دامَ ومنه قيل
للماء الذي يَسْكن فلا يجري دائِمٌ ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُبالَ في
الماء الدائم ثم يُتَوضَّأَ منه وهو الماء الراكد الساكنُ من دامَ يَدُومُ إذا طال
زمانه ودامَ الشيءُ سكن وكل شيء سكَّنته فقد أَدَمْتَه وظلٌّ دَوْمٌ وماء دَوْمٌ
دائم وصَفُوهُما بالمصدر والدَّأْماءُ البحر لدَوامِ مائه وقد قيل أصله دَوْماء
فإعْلاله على هذا شاذ ودامَ البحرُ يَدُومُ سكن قال أَبو ذؤيب فجاء بها ما شِئْتَ
من لَطَمِيَّةٍ تَدُومُ البحارُ فوقها وتَمُوجُ ورواه بعضهم يَدُومُ الفُراتُ قال
وهذا غلط لأن الدُّرَّ لا يكون في الماء العذب والدَّيْمومُ والدَّيْمومَةُ الفلاة
يَدُومُ السير فيها لبعدها قال ابن سيده وقد ذكرت قول أبي عليّ أنها من الدَّوامِ
الذي هو السخ
( * قوله السخَّ هكذا في الأصل ) والدَّيْمُومةُ الأرض المستوية التي لا أَعلام
بها ولا طريق ولا ماء ولا أنيس وإن كانت مُكْلِئَةً وهنَّ الدَّيامِيمُ يقال
عَلَوْنا دَيْمومةً بعيدة الغَوْرِ وعَلَوْنا أرضاً دَيْمومة مُنكَرةً وقال أبو
عمرو الدَّيامِيمُ الصَّحاري المُلْسُ المتباعدة الأَطرافِ ودَوَّمَتِ الكلابُ
أمعنت في السير قال ذو الرمة حتى إذا دَوَّمَتْ في الأرض راجَعَهُ كِبْرٌ ولو شاء
نَجّى نفسَه الهَرَبُ أي أمعنت فيه وقال ابن الأعرابي أدامَتْهُ والمعنيان مقتربان
قال ابن بري قال الأصمعي دَوَّمَتْ خطأٌ منه لا يكون التَّدْويم إلا في السماء دون
الأرض وقا الأخفش وابن الأعرابي دَوَّمَتْ أبعدت وأصله من دامَ يَدُومُ والضمير في
دَوَّمَ يعود على الكلاب وقال عليُّ بن حمزة لو كان التَّدْويمُ لا يكون إلا في
السماء لم يجز أَن يقال به دُوامٌ كما يقال به دُوارٌ وما قالوا دُومَةُ
الجَنْدَلِ وهي مجتمعة مستديرة وفي حديث الجارية المفقودة فَحَمَلني على خافيةٍ ثم
دَوَّمَ بي في السُّكاك أي أدارني في الجوّ وفي حديث قُسٍّ والجارُود قد دَوَّمُوا
العمائم أي أَداروها حول رؤوسهم وفي التهذيب في بيت ذي الرمة حتى إذا دَوَّمَتْ
قال يصف ثوراً وحشيّاً ويريد به الشمس قال وكان ينبغي له أن يقول دَوَّتْ
فدَوَّمَتْ استكراه منه وقال أبو الهيثم ذكر الأصمعي أن التَّدْويمَ لا يكون إِلا
من الطائر في السماء وعاب على ذي الرمة موضعه وقد قال رؤبة تَيْماء لا يَنْجو بها
من دَوَّما إذا عَلاها ذو انْقِباضٍ أَجْذَما أي أَسرع ودَوَّمَتِ الشمس في كَبِد
السماء ودَوَّمَت الشمس دارت في السماء التهذيب والشمس لها تَدْويمٌ كأنها تدور
ومنه اشْتُقَّتْ دُوّامَةُ الصبي التي تدور كدَوَرانها قال ذو الرمة يصف جُنْدَباً
مُعْرَوْرِياً رَمَضَ الرَّضْراض يَرْكُضُهُ والشَّمْسُ حَيْرى لها في الجَوّ
تَدْوِيمُ كأَنها لا تمضي أي قد رَكِبَ حَرَّ الرَّضْراض والرَّمَضُ شدة الحر مصدر
رَمِضَ يَرمَضُ رَمَضاً ويركُضُهُ يضربه برجله وكذا يفعل الجُندَبُ قال أبو الهيثم
معنى قوله والشمس حَيْرى تقف الشمس بالهاجِرَةِ على المَسير مقدار ستين فرسخاً
( * قوله مقدار ستين فرسخاً » عبارة التهذيب مقدار ما تسير ستين فرسخاً ) تدور على
مكانها ويقال تَحَيَّرَ الماء في الروضة إذا لم يكن له جهة يمضي فيها فيقول كأنها
مُتَحَيِّرَة لدَوَرانها قال والتَّدْويمُ الدَّوَرانُ قال أبو بكر الدائم من حروف
الأضداد يقال للساكن دائم وللمتحرِّك دائم والظل الدَّوْمُ الدائم وأَنشد ابن بري
للَقِيط بن زُرارَةَ في يوم جَبَلَة يا قَوْمِ قدْ أحْرَقْتُموني باللَّوْمْ ولم
أُقاتِلْ عامِراً قبلَ اليَوْمْ شَتَّانَ هذا والعِناقُ والنَّوْم والمَشْرَبُ
البارِدُ والظِّلُّ الدَّوْم ويروى في الظل الدَّوْم ودَوَّمَ الطائر إذا تحرك في طَيَرانه
وقيل دَوَّمَ الطائر إذا سَكَّنَ جناحيه كَطَيَرَانِ الحِدَإِ والرَّخَم ودَوَّمَ
الطائرُ واستدامَ حَلَّقَ في السماء وقيل هو أن يُدَوِّمَ في السماء فلا يحرك
جناحيه وقيل أن يُدَوِّمَ ويحوم قال الفارسي وقد اختلفوا في الفرق بين التَّدوِيمِ
والتَّدْوِيَةِ فقال بعضهم التَّدْويمُ في السماء والتَّدْوِيَةُ في الأَرض وقيل
بعكس ذلك قال وهو الصحيح قال جَوَّاسٌ وقيل هو لعمرو بن مِخْلاةِ الحمارِ بيَوْمٍ
ترى الرايات فيه كأَنها عَوافي طيورٍ مُسْتَديم وواقِع ويقال دَوَّم الطائرُ في
السماء إذا جعل يَدُور ودَوَّى في الأرض وهو مثل التَّدْويمِ في السماء الجوهري
تَدْويمُ الطائر تَحْلِيقُهُ في طَيَرانِهِ ليرتفع في السماء قال وجعل ذو الرمة
التَّدْوِيمَ في الأَرض بقوله في صفة الثور حتى إذا دَوَّمَتْ في الأرض ( البيت )
وأَنكر الأصمعي ذلك وقال إنما يقال دَوَّى في الأَرض ودَوَّمَ في السماء كما قدمنا
ذكره قال وكان بعضهم يُصَوِّبُ التَّدْويم في الأرض ويقول منه اشتقت الدُّوَّامَةُ
بالضم والتشديد وهي فَلْكَةٌ يرميها الصبي بخيط فتُدَوِّمُ على الأرض أي تدور
وغيره يقول إنما سُمِّيَت الدُّوَّامَةَ من قولهم دَوَّمْتُ القِدْرَ إذا سكَّنْتَ
غليانها بالماء لأنها من سرعة دَورَانها قد سكنتْ وهَدَأَتْ والتَّدْوامُ مثل
التَّدْويمِ وأنشد الأحمر في نعت الخيل فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائِداتِها جُنْحَ
النَّواصِي نحْوَ أَلْوِياتها كالطير تَبْقي مُتَداوِماتِها قوله تَبْقي أي تنظر
إِليها أنت وتَرْقُبُها وقوله مُتَداوِمات أي مُدَوِّمات دائرات عائفات على شيء
وقال بعضهم تَدْويمُ الكلب إمعانُهُ في الهَرَبِ وقد تقدم ويقال للطائ إذا صَفّ
جناحيه في الهواء وسَكَّنهما فلم يحركهما كما تفعل الحِدَأُ والرَّخَمُ قد دَوَّمَ
الطائر تَدْوِيماً وسُمِّي تدويماً لسكونه وتركه الخَفَقان بجناحيه الليث
التَّدْويمُ تَحْلِيقُ الطائر في الهواء ودَوَرانه ودُوَّامة الغلام برفع الدال
وتشديد الواو وهي التي تلعب بها الصبيان فَتُدار والجمع دُوَّامٌ وقد دَوَّمْتُها
وقال شمر دُوَّامةٌ الصبي بالفارسية دوابه وهي التي تلعب بها الصبيان تُلَفُّ بسير
أو خيط ثم تُرْمى على الأرض فتَدور قال المُتَلَمِّسُ في عمرو بن هند ألَك
السَّدِيرُ وبارِقٌ ومَرابِضٌ ولَكَ الخَوَرْنَقْ والقَصْرُ ذو الشُّرُفاتِ من
سِنْدادَ والنَّخْلُ المُنَبَّقْ والقادِسِيَّةُ كلُّها والبَدْوُ من عانٍ
ومُطْلَقْ ؟ وتَظَلُّ في دُوَّامةِ ال مولودِ يُظْلَمُها تَحَرَّقْ فَلَئِنْ بَقيت
لَتَبْلُغَنْ أرْماحُنا منك المُخَنَّقْ ابن الأعرابي دامَ الشيءُ إذا دار ودام
إذا وقَف ودام إذا تَعِبَ ودَوَّمَتْ عينُه دارت حدقتها كأنها في فَلْكةٍ وأَنشد
بيت رؤبة تَيْماء لا يَنْجُو بها من دَوَّمَا والدُّوامُ شبه الدُّوارِ في الرأْس
وقد دِيمَ به وأُدِيمَ إذا أخذه دُوارٌ الأَصمعي أخذه دُوَامٌ في رأْسه مثل
الدُّوارِ وهو دُوارُ الرأْس الأَصمعي دَوّمَتِ الخمر شاربها إذا سكر فدارَ وفي
حديث عائشة أنها كانت تَصِفُ من الدُّوامِ سبع تمرات من عَجْوَةٍ في سبع غَدَواتٍ
على الريق الدُّوامُ بالضم والتخفيف الدُّوارُ الذي يَعْرِضُ في الرأْس ودَوَّمَ
المرقةَ إذا أَكثر فيها الإهالة حتى تَدُور فوقها ومرقة داوِمة نادر لأن حق الواو
في هذا أن تقلب همزة ودَوَّمَ الشيء بَلَّةُ قال ابن أحمر هذا الثَّناءُ وأَجْدِرْ
أَن أُصاحِبَهُ وقد يُدَوِّمُ ريقَ الطامِعِ الأَمَلُ أي يبلُّه قال ابن بري يقول
هذا ثنائي على النُّعْمان ابن بشير وأجْدر أن أُصاحبه ولا أُفارقه وأَملي له
يُبْقي ثنائي عليه ويُدَوِّمُ ريقي في فمي بالثناء عليه قال الفراء والتَّدْويمُ
أن يَلُوكَ لسانَه لئلا ييبس ريقُه قال ذو الرُّمَّةِ يصف بعيراً يَهْدِرُ في
شِقْشِقتِه في ذات شامٍ تَضْرِبُ المُقَلَّدَا رَقْشَاءَ تَنْتاخُ اللُّغامَ
المُزْبِدَا دَوَّمَ فيها رِزُّه وأَرْعَدَا قال ابن بري وقوله في ذات شامٍ يعني
في شِقْشِقَةٍ وشامٌ جمع شامةٍ تَضْرب المُقَلَّدَا أي يخرجها حتى تبلغ صفحة عنقه
قال وتَنْتاخُ عندي مثل قول الراجز يَنْباعُ من ذِفْرَى غَضُوبٍ حُرَّةٍ على إشباع
الفتحة وأَصله تَنْتَخ وتَنْبَعُ يقال نَتَخَ الشوكة من رجله إذا أَخرجها
والمِنْتاخُ المِنْقاش وفي شعره تَمْتاخ أي تخرج والماتِخُ الذي يخرج الماء من
البئر ودَوَّمَ الزعفرانَ دافَهُ قال الليث تَدْوِيمُ الزعفران دَوْفُه وإدارَتُه
في دَوْفِه وأَنشد وهُنَّ يَدُفْنَ الزَّعفران المُدَوَّمَا وأدامَ القِدْرَ
ودَوَّمَها إذا غَلَت فنضحها بالماء البارد ليسكن غَلَيانها وقيل كَسَرَ غليانها
بشيء وسكَّنَهُ قال تَفُورُ علينا قِدْرُهُمْ فنُدِيمُها ونَفْثَؤُها عَنَّا إذا
حَمْيها غلى قوله نُدِيمُها نُسَكِّنها ونَفْثَؤُها نكسرها بالماء وقال جرير
سَعَرْتُ عليكَ الحَربَ تَغلي قُدورُها فهَلأَّ غَداةَ الصِّمَّتَيْنِ تُدِيمُها
يقال أَدام القِدْرَ إذا سكَّن غَلَيانها بأن لا يُوقدَ تحتها ولا يُنزِلَها وكذلك
دَوَّمَها ويقال للذي تُسَكَّنُ به القدر مِدْوامٌ وقال اللحياني الإدامةُ أن تترك
القدر على الأثافيِّ بعد الفراغ لا ينزلها ولا يوقدها والمِدْوَمُ والمِدْوامُ عود
أو غيره يُسَكَّنُ به غليانها عن اللحياني واسْتَدامَ الرجلُ غريمه رفَق به
واسْتَدْماهُ كذلك مقلوب منه قال ابن سيده وإنما قضينا بأَنه مقلوب لأَنَّا لم نجد
له مصدراً واسْتَدْمَى مَوَدَّته ترقبها من ذلك وإن لم يقولوا فيه اسْتَدام قال
كُثَيِّرٌ وما زِلْتُ أَسْتَدْمِي وما طَرَّ شارِبي وِصالَكِ حتى ضَرَّ نفسي
ضَمِيرُها قوله وما طَرَّ شارِبي جملة في موضع الحال وقال ابن كَيْسانَ في باب كان
وأخواتها أما ما دامَ فما وَقتٌ تقول قُمْ ما دام زيدٌ قائماً تريد قُمْ مُدَّةَ
قيامه وأَنشد لَتَقْرَبَنَّ قَرَباً جُلْذِيَّا ما دام فيهِنَّ فَصِيل حَيَّا أي
مدَّة حياة فُصْلانها قال وأما صار في هذا الباب فإنها على ضَرْبين بلوغ في الحال
وبلوغ في المكان كقولك صار زيد إلى عمرو وصار زيد رجلاً فإذا كانت في الحال فهي
مثل كان في بابه فأَما قولهم ما دام فمعناه الدَّوامُ لأن ما اسم موصول بدامَ ولا
يُسْتَعْمَلُ إلا ظَرْفاً كما تستعمل المصادر ظروفاً تقول لا أَجلس ما دُمْتَ
قائماً أي دَوامَ قيامِكَ كما تقول ورَدْتُ مَقْدَمَ الحاجّ والدَّوْمُ شجر
المُقْلِ واحدته دَوْمَةٌ وقيل الدَّوْمُ شجر معروف ثَمَرُهُ المُقْلُ وفي الحديث
رأَيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في ظل دَوْمة قال ابن الأثير هي وادة
الدَّوْمِ وهو ضخام الشجر وقيل شجر المُقْلِ قال أَبو حنيفة الدَّوْمَةُ تَعْبُلُ
وتَسْمُو ولها خُوصٌ كخُوصِ النحل وتُخرِجُ أَقْناءً كأَقْناء النخلة قال وذكر أبو
زياد الأعرابي أن من العرب من يسمي النَّبْقَ دَوْماً قال وقال عُمَارَةُ
الدَّوْمُ العظامُ من السِّدْرِ وقال ابن الأَعرابي الدَّوْمُ ضِخام الشجر ما كان
وقال الشاعر زَجَرْنَ الهِرَّ تحت ظلال دَوْمٍ ونَقَّبْنَ العَوارِضَ بالعُيونِ
وقال طُفَيْلٌ أَظُعْنٌ بِصَحْراء الغَبيطَينِ أم نَخْلُ بَدَتْ لك أمْ دَومٌ
بأَكمامِها حَمْلُ ؟ قال ابو منصور والدَّوْمُ شجر يشبه النخل إلاَّ أنه يُثْمِر
المُقْلَ وله لِيفٌ وخُوص مثل ليف النخل ودُومَةُ الجَنْدَلِ موضع وفي الصحاح
حِصْنٌ بضم الدال ويسميه أهل الحديث دَوْمَة بالفتح وهو خطأٌ وكذلك دُوماء
الجَنْدَلِ قال أَبو سعيد الضرير دَوْمَةُ الجَنْدَلِ في غائط من الأرض خمسة
فراسِخَ ومن قِبَلِ مغربه عين تَثُجُّ فتسقي ما به من النخل والزرع قال ودَوْمَةُ
ضاحِيَةٌ بين غائطها هذا واسم حصنها مارِدٌ وسميت دَوْمَةَ الجَنْدَلِ لأن حصنها
مبني بالجندل قال والضاحِيةُ من الضَّحْل ما كان بارزاً من هذا الغَوْطِ والعينِ
التي فيه وهذه العين لا تسقي الضاحية وقيل هو دُومة بضم الدال قال ابن الأثير وقد
وردت في الحديث وتضم دالها وتفتح وهي موضع وقول لبيد يصف بنات الدهر وأَعْصَفْنَ
بالدُّومِيِّ من رأْس حِصْنِهِ وأَنْزَلْنَ بالأَسباب ربَّ المُشَقَّرِ يعني
أُكَيْدِر صاحب دُومَةِ الجَنْدَلِ وفي حديث قصر الصلاة وذكر دَوْمِين قال ابن
الأَثير هي بفتح الدال وكسر الميم قرية قريبة من حِمْص والإدامَةُ تَنْقيرُ السهم
على الإبْهام ودُوِّمَ السهم فُتِل بالأَصابع وأنشد أبو الهيثم للكميت فاسْتَلَّ
أَهْزَعَ حَنَّاناً يُعَلِّلُهُ عند الإدامَةِ حتى يَرْنُوَ الطَّرِبُ وفي حديث
عائشة رضي الله عنها قالت لليَهُود عليكم السامُ الدامُ أَي الموت الدائم فحذفت
الياء لأجل السام ودَوْمانُ اسم رجل ودَوْمانُ اسم قبيلة ويَدُومُ جبل قال الراعي
وفي يَدُومَ إذا اغْبَرَّتْ مَناكِبُهُ وذِرْوة الكَوْر عن مَرْوانَ مُعْتزل وذو
يَدُومَ نهر من بلاد مُزَيْنَة يدفع بالعقيق قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ عَرَفْتُ الدار
قد أَقْوَتْ بِرِئْمٍ إلى لأْيٍ فمَدْفَعِ ذي يَدُومِ وأَدام موضع قال أَبو
المُثَلَّمِ لقد أُجْرِي لمصْرَعِهِ تَلِيدٌ وساقَتْهُ المَنِيَّةُ من أَداما قال
ابن جني يكون أَفْعَلَ من دامَ يَدُومُ فلا يصرف كما لا يصرف أَخْزَمُ وأَحمر
وأصله على هذا أدْوَم قال وقد يكون من د م ي وهو مذكور في موضعه والله أعلم