بَلْهَقٌ كجَعْفَرٍ أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : اسم ع . والبِلْهِقُ بالكسرِ : المَرْأَةُ الحَمْقاءُ الكَثِيرةُ الكَلام وقِيلَ : هي الشَّديدةُ الحمْرَةِ كالبِهْلِقِ بتَقْدِيم الهاءَ على اللام كما سَيَأْتِي
وقال ابنُ السِّكيتِ : سَمِعْتُ الكِلابي يَقولُ البلهقُ بالضَّمِّ والكَسرِ : التي لا صَيورَ فيها
قالَ : ويُقال : لَقِينا فلاناً فبلْهَقَ لَنَا في كَلامِه وعِدَتِه فيقُولُ السامِعُ : لا تغُرَّنَّكُم بَلْهَقَتُه فما عِنْدَه خَيْرٌ . وقال ابن الأَعْرابِي : في كَلامِه بَلْهَقَة وطَرْمَذَةٌ ولَهْوَقَة أَي : كِبْرٌ قالَ : وفي النوّادِرِ كَذلِك
ومما يُسْتَدْركُ عليه : البَلْهَقَة : الدّاهِيةُ
اللّهِق ككَتِف وبالتّحريك : البَعيرُ الأعيَسُ وهي بهاء ج : لَهَقاتٌ ولِهاقٌ . قال القُطاميُّ يصِفُ إبلاً :
وإذا شفَنّ الى الطّريق رأيْنَه ... لَهِقاً كشاكِلَةِ الحِصانِ الأبْلَقِ واللَّهِقُ : الثّورُ الأبيضُ . وكُلّ أبيض كاللَّهاق فيهِما كسَحاب . قال أميّةُ بن أبي عائِذٍ الهُذَليّ :
حَديدِ القَناتَيْن عبْلِ الشّوَى ... لَهاقٍ تلأْلؤهُ كالهِلالْ وأبيضُ لهَق كجَبَل وكتِف وسَحاب وكِتاب أي : شَديد البَياض مثل يَقَق ويَقِق . وهي لهِقَة كفرِحة وكِتاب . أو اللَّهَقُ مُحرّكة : الأبيضُ ليس بذي بَريقٍ إنّما هو نعْتٌ في الثّوب والشّيْبِ قاله اللّيثُ . وقال غيرُه : هو وصْفٌ في الثّوْر والثّوب والشّيْب قال الأعشى :
حرفاً مُضَبَّرةً فُتْلاً مرافِقُها ... كأنّها ناشِطٌ في غَمْرة لَهِقُ وقال أسامةُ الهُذَليّ :
وإلا النّعامَ وحَفّانَه ... وطَغْياً مع اللَّهِقِ الناشِطِ وقال آخر في وصْفِ الشّيْب :
بانَ الشّبابُ ولاحَ الواضِحُ اللّهَقُ ... ولا أرى باطِلاً والشّيبَ يتَّفِقُ ولهِقَ الشيءُ كفرِح لَهَقاً . ولهَقَ مثل مَنَع لهْقاً فهو لهِقٌ : ابيضََّ شَديداً . ويُقال : اللهَقُ مقصورٌ من اللّهاقِ . وقال كعبٌ رضي الله عنه :
" ترْمي الغُيوبَ بعَيْنَي مُفْرَدٍ لَهِقٍ المُفردُ : الثّورُ الوحْشي . ولَهِقٌ بفتْح الهاءِ وكسْرها : الأبيضُ . كتلهّق . قال رؤبة :
" ومجّت الشمسُ عليه روْنقا
" إذا كَسا ظاهِرَةُ تلهَّقا ورجُلٌ لهْوَقٌ كجَرْوَلٍ : مُطَرْمِذٌ ملَق فيّاشٌ متكبِّر يُبْدي غيرَ ما في طَبيعَتِه ويتزيّنُ بما ليس فيه من خُلُق ومُروءَة وكَرَم . واللّهْوَقَةُ : أن تتحسّنَ بما ليْس فيك ونقَلَ الجوهريّ عن أبي الغَوْث : اللهْوَقَة : أن تتحسّن بالشيءِ وأن تُظهِر شيئاً باطِنُك على خِلافِه نحو أن يُظهِرَ الرّجُلُ من السّخاءِ ما ليْس عليه سجيّتُه . قال الكُمَيتُ يمدَحُ مَخْلدَ بنَ يَزيد بنِ المهلّب :
أجْزيهِمُ يدَ مَخْلَدٍ وجزاؤُها ... عِنْدي بلا صَلَفٍ ولا بتلَهْوُقِ وكُلُّ ما لم تُبالِغْ فيه من عَملٍ وكلامق فقد لهْوَقْتَه وتلَهْوَقْتَ فيه نقله الجوهريُّ عن الفَرّاءِ . وقال غيرُه : المُتَلهْوِق : المُبالِغُ فيما أخذ فيه من عمَلٍ أو لُبْس . وفي الحديث : كان خُلُقُه سجيّةً ولم يكن تلهْوُقاً أي : لم يكُن تصنُّعاً وتكلّفاً . وقال الآمِديُّ في كِتاب الموازَنة : إنّ التّلَهْوُقَ لُطْفُ المُداراةِ والحِيلَة بالقَوْلِ وغيرِه حتى تبلغَ الحاجةَ ومنْه قولُ أبي تمّام :
ما مُقَربٌ يخْتالُ في أشْطانِه ... ملآنُ من صَلَفٍ به وتَلَهْوُقِ قال : ومنه قول الأغلَبِ العِجْليِّ يصِفُ مُداراةَ رجُل له امرأةٌ حتّى نالَ منها :
" فلمْ يزَلْ بالحَلَفِ النّجِيِّ
" لها وبالتّلَهْوُقِ الخَفيِّ
" أنْ قد خلَوْنا بفَضاً نَفيِّ
" وغابَ كلُّ نفَسٍ مخْشيِّ وفي الغَريبِ المُصَنَّف لأبي عُبيد في أول نوادِرِ الأسماء : التّلَهْوُقُ : مثل التّملُّق نقَله شيخُنا هكذا قال : والمُصنِّفُ أغْفَل بيانَه والتّعرُّضَ له تقْصيراً . قلت : هذا الذي نقَلَه عن أبي عُبيد وكذا في كلام الآمديِّ فإنه يُفهَم من قوْل المُصنِّف : أن تتحسّن بما ليْسَ فيكَ والتّملُّق ولُطْفُ المُداراةِ كلاهُما من التّصنُّع والتّحسُّن بما ليسَ في الإنسانِ سجيّة فتأمّل ذلك . ورجلٌ ملهَّقُ اللّون كمُعَظَّمٍ وفي العُباب : بسُكونِ اللام أي : أبيضُه واضحُه