اللَّوْب بالفتح واللَّوبُ بالضَّم واللُّؤُوبُ كَقُعُودٍ واللُّوَابُ كغُرَابٍ : العَطَشُ أَو هو اسْتِدارَةُ الحائِمِ حَوْلَ الماءِ وهُوَ عَطْشَانُ لا يصِلُ إِليه
وقد لابَ يَلُوب لَوْباً ولُوباً ولُوَاباً ولَوَباناً مُحَرَّكةً . وفي نسخةِ الصَّحِاح لُوبَاناً ضبطه كعُثمان أَي : عَطِش فهو لائِبٌ والجمع لُؤُوبٌ كشاهِدٍ وشُهُودٍ ؛ قال أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيُّ :
حَتَّى إِذا ما اشْتَدَّ لُوبانُ النَّجَرْ ... ولاحَ لِلْعَينِ سُهَيْلٌ بسحَرْ
والنَّجَرُ : عَطَشٌ يُصِيبُ الإِبلَ من أَكلِ بُزُورِ الصحْرَاءِ وعن ابْنِ السِّكِّيت : لابَ يَلُوبُ : إِذا حامَ حَوْلَ الماء من العَطَش : وأَنشد :
بِأَلَذَّ مِنْكِ مُقَبَّلاً لمُحلَّاءٍ ... عَطشَانَ دَاغَشَ ثُمَّ عادَ يَلُوبُ واللُّوبَةُ بالضَّم القَوْمُ يكونونَ مع القَوْمِ ولا يُسْتَشَارُونَ في شَيْءٍ من خَيْرٍ ولا شَرٍّ . اللُّوبَةُ : الحَرَّةُ كاللاّبَةِ . ج : لُوبٌ ولابٌ ولاباتٌ وهي الحِرَارُ . وأَما سِيبَوَيْهِ فَجَعَلَ اللُّوبَ جمعَ لابَةٍ كقارَةٍ وقُورٍ وساحَة وسُوحٍ . في الحديث : " حَرَّمَ النَّبِيُّ صلّى اللهُ عليه وسَلَّمَ ما بَيْنَ لابَتَيِ المَدِينَة " وهُما حَرَّتانِ تَكْتَنِفانِهَا . قال الأَصْمَعِيُّ وأَبو عُبَيْدَةَ وفي نسخةٍ من الصَّحِاح : أَبو عبيدٍ : اللَّوبَةُ هي الأَرضُ الّتي قد أَلْبَسَتْها حِجَارَةٌ سُودٌ وجمعُها لابَاتٌ ما بَيْنَ الثَّلاثِ إِلى العَشْرِ فإِذا كُثِّرَتْ فهي اللاَّبُ واللُّوبُ ؛ قال بِشْرٌ يذكرُ كَتِيبَةً
مُعالِيَةٌ لاهَمَّ إِلاّ مُحَجِّرٌ ... فَحَرَّةُ لَيْلَى السَّهْلُ منها فَلُوبُهَا وقال ابْنُ الأَثِيرِ : المدينةُ ما بَيْنَ حَرَّتَيْنِ عَظيمتين . وعن ابْن شُمَيْلٍ : اللُّوبَةُ تكونُ عَقَبَةً جَوَاداً أَطْولَ ما يكونُ وقال الأَزْهَرِيُّ : اللُّوبَةُ : ما اشْتَدَّ سَوَادُه وغَلُظَ وانقَادَ على وجْه الأَرْضِ سَوَاداً وليس في الصَّمّانِ لُوبَةٌ لأَنَّ حِجارة الصَمَّانِ حُمْرٌ ولا تكونُ اللُّوبَةُ إِلا في أَنْف الجَبل أَو سِقْطٍ أَو عُرْضِ جبَلٍ وفي حدث عائشةَ وَوَصَفَت أَباها رضيَ الله عنهما " بَعِيدُ مَا بَيْنَ الّلابَتَيْنِ " أَرادتْ : أَنَّهُ واسعُ الصَّدرِ واسعُ العَطَنِ فاستعارت له الّلابَةَ كما يُقالُ : رَحْبُ الفِنَاءِ واسعُ الجَنَابِ . ونقل شيخُنَا عن السُّهَيْلِيّ في الرَّوْض ما نصّه : الَّلابَةُ واحدة الَّلابِ بإِسقاط الهاءِ هي الحَرَّةُ ولا يقالُ ذلك في كُلِّ بلدٍ إِنَّمَا الّلابَتانِ للمدينةِ والكُوفَةِ . ونقلَ الجلالُ في المُزْهِرِ عن عبد اللهِ بْن بَكْرِ السَّهْمِيِّ قال : دخلَ أَبِي على عيسَى وهو أَمِيرُ البَصْرَة فعزّاهُ في طِفْلٍ ماتَ له ودخَلَ بعدَهُ شَبِيبُ بْن شَبَّة فقال : أَبْشِرْ أَيّها الأَميرُ فإِنّ الطِّفْلَ لا يَزالُ مُحْبَنْظِئاً على باب الجَنّة يقولُ : لا أَدْخُلُ حَتَّى أُدْخِلَ والِدَيّ . فقالَ أَبي : يا أَبا مَعْمَرٍ دَعِ الظّاءَ يعني المُعْجَمَةَ والْزَمِ الطّاءَ يعني المُعْجَمَةَ والْزَمِ الطّاءَ . فقال له شَبِيب : أَتقولُ هذا وما بينَ لابَتَيْهَا أَفصحُ مِنِّي ؟ فقال له أَبي : وهذا خَطأَ ثانٍ مِنْ أَينَ للبَصرةِ لابّةٌ ؟ والّلابَة : الحِجَارَةُ السُّودُ والبَصْرَةُ الحِجَارَةُ البِيضُأَورد هذه الحكايةَ ياقوتٌ الحَمَويّ في معجم الأَدَبَاءِ وابْنُ الجَوْزِيّ في كتاب الحَمْقَى والمُغَفَّلِينَ وأَبو القاسمِ الزَّجَّاجِيُّ في أَماليه بسنده إِلى عبد الله بْنِ بكرِ بْنِ حَبِيبٍ السّهْمِيِّ . انتهى . وسكَتَ عليه شَيْخُنا وهو منه عجيب : فإِن اسِتعْمَالَ الّلابتَيْنِ في كُلِّ بَلَدِ واردٌ مَجازاً ففي الأَساس : الّلابةُ الحَرَّةُ وما بَيْنَ لاَبَتَيْهَا كفُلانِ : أَصْلهُ في المدينة وهي بين لابَتَيْنَ ثمّ جَرَى على الأَلْسِنَةِ في كُلِّ بَلَد . ثُمَّ إِنّ قولَ شيخِنا عندِ قولِ المُصَنِّف : وحَرَّم النَّبِيّ صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ إِلخ هذا ليس اللُّغَة في شَيءٍ بل هو من مسائلِ الأَحكام ومع ذلك ففيه تقصيرٌ بالغٌ لأَنّ حَرَمَ المدينةِ محدودٌ شرقاً وغرباً وقِبْلَةً وشَآماً خَصَّة أقَوامٌ بالتّصنيف إِلى آخرِ ما قالَ يُشِيرُ إِلى أَنَّ المصنِّف في صددِ بيانِ حُدُودِ الحَرَم الشًّريف وليس كما ظَنَّ بل الَّذِي ذكرَه إِنّما هو الحديثُ المُؤْذِنُ بتحريمه - صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ - ما بَيْنَ الَّلابَتَيْنِ كما لا يخْفَي عند مُتَأَمَّل تَبَعاً للجَوْهَرِيُّ وغيرِهِ فلا يلْزَمُ عليخ ما نُسِبَ إِليه من القُصُور . واللُّوباءُ بالضِّمِّ مَمْدُوداً : قيل هو اللُّوبِيَاءُ عندَ العامَّةِ يقالُ : هو اللُّوبِيَاءُ واللُّوبِيَا واللُّوبِياجُ مذكَّرٌ يُمَدُّ ويُقْصَرُ . وقال أَبو زِيَادٍ : هي اللُّوبَاءُ هكذا تقولُهُ العرَبُ وكذلك قال بعضُ الرُّوَاة قال : العربُ لا تَصْرِفُهُ . وزَعَمَ بعضُهم أَنَّهُ يقالُ لها الثّامِرُ ولم أَجِدْ ذلك معروفاً . وقال الفَرّاءُ : هو اللُّوبِياءُ والجُودِياءُ والبُورِياءُ : كلها على فُوعِلاءَ قال وهذه كلُّهَا أَعْجَمِيّةٌ وفي شفاءِ الغَلِيل للخَفاجِيّ والمُعَرَّبِ للجَوالِيقِيّ : إِنّه غيرُ عربيٍّ . والمَلابُ : طِيبٌ أَي : ضَرْبٌ منه فارسيٌّ . زاد الجَوْهَرِيُّ : كالخَلُوقِ . وقال غَيْرُهُ : المَلاَبُ : نوعٌ من العِطْر . وعن ابْنِ الأَعْرَابيِّ : يقالُ للزَّعْفَرَانِ : الشَّعَرُ والفَيْدُ والمَلابُ والعَبِيرُ والمَرْدَقُوشُ والجِسادُ . قال : المَلاَبَةُ الطّاقَةُ من شَعَر الزَّعْقَرَانِ قال جِرِيرٌ يهجوِ نِسَاءَ بني نُمَيْرٍ :
ولَوْ وَطِئَتْ نسَاءُ بَنِي نُمَيْرِ ... على تِبْرَاكَ أَخْبَثْنَ التُّرابَا
تَطَللَّى وَهْيَ سَيِّئةُ المُعَرَّي ... بِصِنِّ الوَبْرِ تَحسَبُه مَلاَبَا ولَوَّبَهُ به خَلَطَهُ بِهِ أَي : المَلاَبِ أَو لَطَخَهُ بِهِ . وشَيْءٌ مُلَوَّبٌ : أَي مُلَطَّخٌ به ؛ قال المُتَنَخِّل الهُذَلِيُّ :
أَبِيتُ عَلى مَعَارِيَ واضحَات ... بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِبَاطِوالمُلَوَّبُ كمُعَظَّمٍ الملطوخُ بالمَلاَب أَو المخلوطُ به مِنَ الحَدِيدِ : المَلْوِىُّ تُوصَفُ به الدِّرْعُ . واللاَّبُ : د بالنُّوبَةِ مشهور نقله الصّاغَانيُّ . الَّلاب : اسْمُ رجُل سَطَرَ أَسْطُراً وبنَي عَلَيْها حِساباً فيل : أَسْطُرُلابٍ ثُمَّ مُزِجَا أَيْ : رُكِّبَا تَرْكِيبا مَزْجِيّاً ونُزِعَت الإِضافةُ فقيلَ : الأَسْطرْلاب بالسِّين مُعَرَّفة بالعلَمِيّة : والأصْطُرْلابُ لتَقَدُّمِ السِّينِ على الطّاءِ بناءً على القاعدة وهي : كُلّ سِينٍ تقدَّمَتْ طاءً فإِنّها تُبْدَلُ صاداً سواءٌ كانت مُتَّصِلَهً بها كما هنا أَو غيرُ مُتَّصِلَةٍ كصِراطٍ ونحوِه . هكذا نقله الصّاغانيّ . قال شيخُنا : ثمّ ظاهرُه أَنَّهُ من الأَلْفاظ العربيّة وصَرَّحَ في نهاية الأَربِ : بأَنّ جميع الآلات الّتي يُعْرَفُ بها الوقتُ سواءٌ كانت حِسابِيّةً أَو مائِيّةً أَو رًمْليَّة كُلُّهَا أَلفاظُها غيرُ عربيّةٍ إِنّمَا تكلّم بها النّاس فَوَلَّدُها على كلام العرب والعربُ لا تَعْرِفُها برُمَّتِها وإِنّمَا جرى على ما اختاره من أَنَّهَا رُكِّبَتْ فصارت كلمةً واحدة عندَهُمْ فكان الأَوْلَى ذِكْرُهَا في الهَمزة أو في السّين أَو الصّاد ولا يكاد يهتدي أَحد إِلى ذِكرها في هذا الفصل كما هو ظاهر . وأَكثرُ من ذَكَرَهَا ممن تعَّرضَ لها في لُغَاتِ المَولَّدِينَ أَو جَعلها من المَعَرَّب ذكرها في الهَمزةِ . انتهى . قلت : وهو الصَّوابُ فإِنّ أَهلَ الهيْئَة صرَّحُوا بأَنّها رُومِيّةٌ معناها الشَّمْسُ فَتَأَمَّلْ . من المجَاز : الَّلابَةُ : الجَمَاعَةُ من الإِبل المُجْتَمِعَةِ السُّودِ شبَّهَ سَوادَهَا بالَّلابَةِ : الحَرَّةِ وقد تقدّم أَنّ الَّلابَةَ لا تَكُونُ إِلا حِجَارَةً سُوداً . الَّلاَبَةُ : ع . وكفْرُلابٍ : د بالشَّامِ بَنَاهُ هِشَامُ ابْنُ عبدِ المَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ . واللُّوبُ بالضَّمِّ : البَضْعَةُ أَيِ : القِطْعَةُ من اللحْم الَّتي تَدُورُ في القِدْرِ نقله الصّاغانيّ . اللُّوبُ : النَّخْلُ كذا في نسختنا بالخَاءِ المُعْجَمَةِ وهو سَهْوٌ صوابُهُ : النَّحْلُ بالحاءِ المُهْمَلَةِ كالنُّوب بالنُّون وذا عن كُراع . وفي الحديثِ : " لَمْ يَتَقَيَّأْهُ لُوبٌ ولا مَجَّته نُوبٌ " . واللُّوَابُ بالضَّم : اللُّعَابُ وهو لغةٌ فصيحةٌ لا لُثْغَةٌ كما تُوُهِّمَ . يقالُ : إِبلٌ لُوبٌ ونَخْلٌ لُوبٌ ولَوائِبُ : عِطَاشٌ بَعِيدَةٌ عن الماءِ . قال الأَصمَعِيُّ : إِذا طافَتِ الإِبِلُ على الحَوْضِ ولم تَقْدِرْ على الماءِ لكَثْرَةِ الزِّحَام فذلك اللَّوْبُ . تقولُ : تَركتُها لَوَائِبَ على الحَوْضِ كذا في الصَّحِاح قالوا : أَسْوَدُ لُوبِيٌّ ونُوبِيٌّ : مَنْسُوبٌ إِلى اللُّوبَةِ والنُّوبَةِ وهُمَا للْحَرَّةِ . قال شيخُنَا : وقيل هو نسبةٌ إِلى اللُّوبِ لغةٌ في النُّوب الّذي هو جِيلٌ من السُّودانِ كما صرّح به السُّهَيْلِيُّ في الرَّوض . وأَلاَبَ الرَّجُلُ فهو مُليبٌ : إِذا عَطِشَتْ أَي حامَتْ إِبِلُهُ حَوْلَ الماءِ من العَطِش وأنشدَ الأصْمَعِيُّ :
صُلْبٍ مُليبِ وِرْدِهِ مُحِرِّهِ ... وإِنْ يُصَرِّرْها انْطَوَتْ لِصِرِّهِ وممّا يُسْتَدرَكُ عليه : اللُّوبُ : موضعٌ افي بلاد العرب . قال مُنْقِذُ بْنُ طَرِيفٍ :