" اللَّيْثُ : " القُوَّة والشِّدة قيل : ومنه اللَّيْثُ يمعني " الأَسَد كاللاّئِثِ " زعم كُراع أَنه مُشتقّ من اللَّوْثِ الذي هو القُوَّة قال ابن سِيده : فإِن كان كذلك فالياءُ منقلِبة عن واوٍ وقال : وهذا ليس بقويّ لأَن الياءَ ثابتة في جميع تصارِيفه ولذا ذكره المصنّف هنا . قلت : وما زعمه كُراع ذكره السُّهَيْليّ في الرَّوْض وصَوَّبَه جماعة . وإِنّه لبَيِّن اللِّيَاثَةِ . والجمع لُيُوثُ ويقال : يَجْمَعُ اللَّيْثَ مَلْيَثَةٌ مثل مَسْيَقَةٍ ومَشْيَخَة قال الهُذليُّ :
وأَدْرَكَتْ من خُثَيْمٍ ثَمَّ مَلْيَثَةٌ ... مِثْلُ الأُسُودِ على أَكْتَافِها اللِّبَدُ قال عَمْرُو بنُ بَحْرٍ : اللَّيْثُ : " ضَرْبٌ من العَنَاكِبِ " قال : وليس شيءٌ من الدّوابِّ مثله في الحِذْقِ والخَتْلِ وصَوَابِ الوَثْبَةِ والتَّسْدِيدِ وسُرْعَةِ الخَطْفِ والمُدَارَاةِ لا الكلْبُ ولا عَنَاقُ الأَرْضِ ولا الفَهْدُ ولا شَيْءٌ من ذواتِ الأَرْبعِ وإِذا عاين الذُّبابَ ساقِطاً لطَأَ بالأَرض وسَكّنَ جوَارحَه ثمّ جمعَ نفْسه وأَخّر الوَثْب إِلى وقْتِ الغِرّةِ وتري منه شيئاً لم تَرَهُ في فَهدٍ وإِنْ كانَ موْصُوفاً بالخَتْلِ للصيْدِ . وعن الليْثِ قال : اللَّيْثُ : العَنكبوتُ وقيل : الذي يأْخُذُ الذُّبَابَ وهو أَصغَرُ من العنْكبوتِ . اللَّيْثُ في لغةِ هُذَيْلٍ : " اللَّسِنُ " الجَدِلُ " البلِيغُ " . لَيْثٌ : " أَبو حيٍّ " وهو لَيْثُ ابن بَكْرِ بنِ عبد منَاةَ بنِ كِنَانةَ بنِ خُزَيْمةَ بنِ مُدْرِكَةَ بنِ الْياسِ بنِ مُضرَ . وفي التّهْذِيب : بنو لَيْثٍ : حَيٌّ من كِنَانَةَ . اللِّيث " بالكسر : " وادٍ معروفٌ أَو " : ع " بالحجاز وهو " بين السِّرَّينِ " بالكسر وتشديد الرّاءِ المفتوحة " ومكةَ " زِيدتْ شَرفاً " وله يومٌ " معروف قال ساعدةُ بن جُؤَيَّة يَرثِي ابْنَه :
وقد كانَ يومُ اللِّيثِ لو قُلْتَ أُسْوةً ... ومَعْرَضةً لو كنْتَ قُلْتَ لقَائِلِ اللِّيث بالكسر : " جمعُ الأَلْيَثِ : الشُّجَاعِ " عن ابنِ الأَعْرابيّ ؛ كبِيضٍ جمع أَبيضَ والشُّجاع الجر : بَدلٌ من الأَلْيَثِ قصد به تَفسيرَه قاله شيخُنا وفي حديث ابنِ الزُّبير : " أَنَّه كان يُواصل ثَلاثاً ثم يُصْبِحُ وهو أَلْيَثُ أَصحابِه " أَي أَشَدُّهم وأَجْلدُهم وبه سُمِّيَ الأَسد لَيْثاً كذا في اللِّسان قال شيخُنَا : ومن كتبه : " والشجاع " فقد حرَّفه ؛ لأَنَّه لا معنّي له . " وتَليَّثَ " الرَّجلُ " صار لَيْثِيَّ الهَوي " والعصبِيَّةِ قال رُؤْبةُ :
" دُونَكَ مدْحاً من أَخٍ مُلَيَّثِ
" عَنْكَ بما أَوْلَيْتَ في تَأَثُّثِ وفي اللسان : تَليَّثَ : صارَ كاللّيْثِ . " كلَيَّث " واستَلْيثَ " ولُيِّثَ " مبنيّاً على المفعول . وفي الأَساس : لَيّثَ : انتَمي لبني لَيْثٍ . " والمِلْيَثُ كمِنبر : الشَّدِيدُ " العارِضَةِ وقيل : الشَّدِيدُ " القَوِيُّ " . المُلَيَّثُ " كمُحَمَّدٍ : السَّمِينُ المُذَلَّلُ " نقله الصَّاغَانيّ . " والمُلَيِّيثُ كعُصيْفِيرٍ : " الخَدْلُ " المُمْتَلِيءُ الكَثِيرُ الوَبَرِ " نقله الصاغَانيّ . " واللَّيْثَةُ من الإِبِلِ : الشَّدِيدَةُ " القَوِيَّةُ . قولهم : إِنه لأَشْجَعُ من " لَيْثِ عِفِرِّينَ " قال أَبو عمْرٍو : هو الأَسدُ وقال الأَصمعيّ : هو دابَّةٌ مثلُ الحِرْباءِ تَتَعرَّضُ للرّاكِبِ نُسِب إِلى عِفِرِّينَ اسمِ بَلَدٍ قال الشاعر :
فلا تَعْذِلي في حُنْدُجٍ إِنَّ حُنْدُجاً ... ولَيْثَ عِفِرِّينٍ إِلىّ سَواءُ وسيأْتِي ذِكْرُه في حرف الرّاءِ إِن شاءَ الله تعالى
ومما يستدرك عليه : لاَيَثَه إِذا زايَلَه مُزايَلَةً قال الشاعر :
" شَكْسٌ إِذا لاَ يَثْتَهُ لَيْثِيُّ ويقال : لايَثَهُ أَي عامَلَهُ مُعَامَلَةَ اللَّيْثِ أَو فاخَرَه بالشَّبَهِ باللَّيْثِ . واللَّيْثُ : أَنْ يكونَ في الأَرْضِ يَبِيسٌ فيُصِيبَه مَطَرٌ فينْبُتَ فيكونَ نِصْفُه أَخضَرَ ونصفُه أَصفَرَ . ومكان مَلِيثٌ ومَلُوثٌ وكذلك الرأْسُ إِذا كان بعضُ شَعَرِه أَسوَدَ وبعضُه أَبْيَضَ وهذا ذكرَه المصنِّف في ل و ث وهو بالواو وبالياءَ . واللِّيثُ بالكسر : نَبَاتٌ مُلْتَفٌّ صارت الواو ياءً لكسرةِ ما قبلها وقد تقدّم
فصل الميم مع المثلثة
" اللَّوْثُ : القُوَّةُ " والشِّدّة قال الأَعْشَي :
" بِذَاتِ لَوْثٍ عَفَرْنَاةٍ إِذا عَثَرَتْفالتَّعْسُ أَدْنَى لَهَا من أَنْ يُقَالَ : لَعَا وناقَةٌ ذَاتُ لَوْثَةٍ ولَوْثٍ أَي قُوَّةٍ . وفي اللسان : وناقَةٌ ذاتُ لَوْثٍ أَي لَحْمٍ وسِمَنٍ قد لِيثَ بها . وعن اللَّيْثِ : ناقَةٌ ذاتُ لَوْث : وهي الضَّخْمَةُ ولا يمنَعُهَا ذلك من السُّرْعة . ورجل ذو لَوْثٍ أَي ذُو قُوّةٍ . اللَّوْثُ " : عَصْبُ العِمَامَةِ " . ولاثَ الشَّيْءَ لَوْثاً : أَدارَهُ مرَّتينِ كما تُدار العِمَامَةَ والإِزارُ . ولاثَ العِمَامَةَ على رَأْسِه يَلُوثُها لَوْثاً أَي عَصَبَها وفي الحديث : " فحَلَلْتُ من عِمَامَتِي لَوْثاً أو لَوْثَيْنِ " أَي لَفَّةً أَو لَفَّتَيْنِ . وقال ابنُ قُتَيْبَةَ : أَصلُ اللَّوْثِ الطَّيّ لُثْتُ العِمَامَةَ أَلُوثُها لَوْثاً . وفي التَّهْذِيبِ عن ابنِ لأَعْرَابِيّ : اللَّوْثُ : الطَّيُّ واللَّوْثُ : اللَّيُّ . اللَّوْثُ " : الشَّرُّ " . اللَّوْثُ : " اللَّوْذُ " لاثَ بِه يَلُوثُ كلاَذَ وإِنّه لَنِعْمَ المَلاَثُ للضِّيفانِ أَي المَلاذُ وزعمَ يعقوبُ أَنّ ثاءَ لاثَ ها هُنا بَدَلٌ من ذَالِ لاذَ يقال : هو يَلُوثُ بِي ويَلُوذُ . اللَّوْثُ " : الجِرَاحاتُ " . اللَّوْثُ " المُطَالَبَاتُ بالأَحْقَادِ " قال أَبو منصور : اللَّوْثُ عند الشّافِعيّ : " شِبْه الدَّلاَلَةِ " ولا يكونُ بَيِّنَهً تَامّةً وفي حديث القَسَامَة ذُكر اللَّوْثُ وهو أَنْ يَشْهَدَ شاهِدٌ واحدٌ على إِقرارِ المَقْتُولِ قبلَ أَن يموتَ أَنَّ فُلاناً قَتَلَنِي أَو يشهدَ شاهِدانِ على عَدَاوةٍ بينهما أَو تَهْدِيدٍ منه له أَو نحوِ ذلك وهو من التَّلَوُّثِ : التَّلَطُّخِ كما سيأْتي . اللَّوْثُ " تَمْراغُ اللُّقْمَةِ في الإِهَالَةِ " وفي اللسان وغيرهِ : تَمْرِيغُ بدل تَمْراغ وهو بالفتح من المصادِر النّادرة . اللَّوْثُ " : لُزُومُ الدّارِ " عن ابن الأَعْرَابيّ وأَنشد :
" تَضْحَكُ ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعَاثِ
" مِنْ عَزَبٍ ليسَ بِذَي مَلاَثِ
أَي ليْسَ بذى دارٍ يَأْوِى إِليها ولا أَهْلٍ . اللَّوْثُ " : لَوْكُ الشَّىْءِ في الفَمِ " كاللُّقْمَةِ وغيرِهَا . اللَّوْثُ : " البُطْءُ في الأَمْرِ " وقد لَوِثَ لَوَثاً والْتَاثَ وهو أَلْوَثُ كذا في المحكم . وقال غيره : لاثَ فلانٌ عن حاجَتِي أَي أَبْطَأَ بها . " واللُّوثَةُ بالضّمّ : الاسْتِرْخَاءُ والبُطْءُ " ورجل ذُو لُوثَةٍ : بَطِىءٌ مُتَمَكِّثٌ ذو ضَعْفٍ . اللُّوْثَةُ " : الحُمْقُ " ويُفْتَح وذكَر الوَجْهَيِن ابنُ سِيدَهْ في المحكم عن ابنِ الأَعرابيّ . اللُّوثَةُ " : الهَيْجُ " بفتح فسكون " ومَسُّ الجُنُونِ " وعن الأَصمعيّ : اللَّوْثَةُ : الحَمْقَة واللَّوْثَة : العَزْمَة بالعَقِْل . وقال ابن الأَعرابيّ : اللُّوثَةُ واللَّوْثَةُ بمعنى الحَمْقَة فإِن أَردت عَزْمةَ العَقْلِ قُلْتَ : لَوْثٌ أَي حَزْمٌ وقُوَّة . وعن الليث : رجلٌ فيه لُوثَةٌ إِذا كان فيه اسْتِرْخاءٌ . اللَّوْثَةُ في النَّاقَةِ " كَثَْرُة اللَّحْمِ والشَّحْمِ " ويقال : نَاقَةٌ ذاتُ لَوْثةٍ إِذا كانتْ كثِيرَةَ الشَّحْمِ واللَّحْمِ . اللُّوثَةُ : " الضَّعْفُ " عن ابنِ الأَعرابيّ ويفتح وفي الحديث : " أَنّ رجُلاً كَانَ به لُوثَةٌ فكان يُغْبَنُ في البَيْعِ " أَي ضَعْفٌ في رَأْيِهِ وتَلَجْلُجٌ في كَلامِه . في الحديث : " فَلَمّا انْصَرَفَ من الصَّلاةِ لاثَ بهِ النَّاسُ " أَي اجْتَمَعُوا حولَهُ يقالُ : لاثَ بهِ يَلُوثُ وأَلاثَ بِمَعْنىً . واللُّوثَةُ : خِرْقَةٌ تُجْمَعُ ويُلْعَبُ بِها " جمعُه لُوثاتٌ . " والالْتِيَاثُ " : الاجتماعُ و " الاخْتِلاطُ والالْتِبَاسُ وصُعُوبةُ الأَمرِ وشِدَّتُه من قولهم الْتاثَتْ عليهِ الأُمُورُ إِذا الْتَبَسَتْ واخْتَلَطَتْ . الالْتِباثُ : " الالْتِفافُ " يقال : الْتَاثَت الخُطُوبُ والْتَاثَ برأْسِ القلمِ شَعْرَةٌ . الالْتِياثُ : الإِبْطَاءُ " افتعالٌ من اللَّوْثِ وهو البُطْءُ والْتَاثَ وهو أَلْوَثُ . والْتَاثَ فلانٌ في عمله أَي أَبْطَأَ كذا في المحكم وفي حديثِ أَبي ذَرٍّ : " كُنَّا معَ رَسُولِ اللهِ صلّى الله تعالى عليه وسلّم إِذا الْتاثَتْ رَاحِلَةُ أَحِدِنا طَعَنَ بالسَّرْوَةِ " وهي نَصْلٌ صغيرٌ أَي أَبْطَأَتْ واسْتَرْخَت . الالْتِيَاثُ : افتعالٌ من اللَّوْثِ وهو " القُوَّةُ " قال الأَزْهَرِيّ : أَنشد المَازِنِيّ :
" فالْتَاثَ من بعدِ البُزُولِ عامَيْن
" فاشْتَدَّ نابَاهُ وغيرُ النّابَيْن الالْتِبَاثُ : " السِّمَنُ " افتعالٌ من اللَّوْثِ وهو كَثْرَةُ اللّحْمِ والشّحمِ وقد تقدّم . الالْتِبَاثُ : " الحَبْسُ " والمُكْثُ افتعالٌ من اللَّوْثِ يقال : ما لاَثَ فُلانٌ أَنْ غَلَب فُلاَناً أَي ما احْتَبَس " كالتَّلْوِيثِ " . ظاهِر عبارته أَنه يشارك الالْتِباثَ في سائرِ مَعانيه المذكورة وليس كذلك وإِنما استُعْمِل الوجهانِ في معنى الاختلاط والالتفافِ فقط صرَّحَ به ابن منظور وغيرُه كما يَدلّ لذلك عبارتُه بعدُ . " والتَّلْوِيثُ : التَّلْطِيخُ " ومنه اللَّوْثُ في القَسَامَةِ وقد تقدّم . التَّلْوِيثُ : الخَلْطُو المَرْسُ كاللَّوْثِ " وكلّ ما خَلَطْتَه ومَرسَتْهَ فقد لُثْتَه ولَوَّثْتَه . ولَوَّثَ ثِيابَه بالطِّينِ أَي لَطَّخَها . ولَوَّثَ الماءَ : كَدَّرَه . من المجاز : " المَلاَثُ " يقال : هو مَلاَثٌ من المَلاَوِثَةِ أَي المَلاَذُ السَّيِّد " الشّرِيف كالمِلْوَثِ كمِنْبَرٍ " لأَنّ الأَمرَ يُلاثُ به ويُعْصَب أَي تُقْرَنُ به الأُمورُ وتُعْقَد و " ج المَلاَوِثُ " . عن الكسائي : يقالُ للقومِ الأَشرافِ إِنّهُم لَمَلاَوِثُ أَي يُطاف بهم ويُلاثُ وقال :
هَلاّ بَكَيْت مَلاَوِثاً ... من آلِ عَبْدِ مَنَافِ كذلك " المَلاوِثَة وقال :
مَنَعْنَا الرَّعْلَ إِذْ سَلَّمْتُمُوه ... بِفِتْيَانِ مَلاوِثَةٍ جِلاَدِ " والمَلاَوِيثُ في . قولِ أَبي ذُؤَيْبٍ الهُذَليّ أَنشد يَعقوبُ :
" كانُوا مَلاَوِيثَ فاحْتَاج الصَّدِيقُ لَهُمْفَقْدَ البِلادِ إِذا ما تُمْحِلُ المَطَرَاقال ابن سِيدَه : إِنّمَا أَلحقَ الياءَ لإِتمام الجُزْءِ ولو تركَه لغَنِىَ عنه قال ابن بَرّىّ : فَقْدَ : مفعولٌ من أَجله أَي احتاج الصديق لهم لمّا هَلَكوا كفقدِ البِلادِ المَطَرَ إِذا أَمْحَلَتْ . " واللُّوَاثَةُ بالضَّم : الجَمَاعَةُ " من الناس وكذلك من سائرِ الحيوان " كاللَّوِيثَةِ " على فَعِلية الجَماعة من قَبائلَ شَتَّى كذا في النّوادر ويقال : رأَيْتُ لُوَاثَةً ولَوِيثَةً من الناس وهُوَاشَة . اللُّوَاثَةُ " : دَقِيقٌ يُذَرُّ على الخِوَانِ تَحْتَ العَجِينِ " لئِلاّ يَلْزَقَ به " كاللُّوَاثِ " بالضّمّ وعليه اقتصَر ابنُ منظور ونقلَه عن الفَرّاءِ . اللُّوَاثَةُ أَيضاً : " الذي يَتَلَوَّثُ في كُلِّ شَىْءٍ " ويَتَلَطَّخُ به نقله الصّاغَانيّ . " وأَلْوَثَتِ الأَرْضُ : أَنْبَتَت الرُّطْبَ " بضمٍّ فسكون " في اليابِسِ " . وعبارة اللّسان : وأَلْوَثَ الصِّلِّيَانُ : يَبِسَ ثم نَبَتَ فيه الرُّطْبُ بعد ذلك ثمّ قال : وقد يكون في الضَّعَةِ والهَلْتَى والسَّحَمِ ولا يكاد يُقالُ في الثُّمَامِ : أَلْوََث ولكن يقال فيه : بَقَلَ ولا يُقَال في العَرْفَجِ : أَلْوَثَ ولكن : أَدْبَى وامْتَعَسَ زِئْبِرُهُ " والأَلْوَثُ : المُسْتَرْخِى والقَوِىُّ . ضِدٌّ " وقد تقدّم أَن اللّوثَةَ بالضم : الضَّعْفُ وبالفَتْحِ : القُوّة والشّدّة والاسم من كلٍّ منهما أَلْوَثُ فيكون بهذا الاعتبارِ أَيضاً من الأَضداد . الأَلْوَثُ أَيضاً : " البَطِىءُ " الكلامِ " الثَّقِيلُ " وفي بعض الأُمهات : الكَلِيلُ " اللِّسَانِ " والأُثنى لَوْثَاءُ والفِعْلُ كالفِعْل . " واللِّيثُ بالكسر : نباتٌ " مُلْتَفٌّ صارت الواوُ ياءً لكسرةِ ما قَبْلَهَا . " ولِحْيَةٌ لَيِّثَةٌ ككَيِّسَةٍ " : مُلْتَفّةٌ تَشْبِيهاً بالنَّبَات فهو مَجاز " اخْتَلَطَ شَمَطُهُ بِبَيَاضِه " هكذا في النُّسخ التي بأَيْدِينا وقد تكلَّم شيخُنَا على ذلك فقال : الأَوْلَى " شَمَطُهَا ببياضِها " لأَنّ اللِّحْيَة مؤنَّثَة ثم الصواب اختلَطَ شَمَطُهَا بِسَوَادِهَا ؛ لأَن الشَّمَطَ هو بياضُ الشَّيْبِ الذي يَعْتَرِى الشَّعرَ فتأَمَّلْ . انتهى وسيأْتي في ل ي ث . " ونَبَاتٌ لائتٌ ولاَثٌ ولَيِّثٌ " ككَيِّسٍ " : الْتَفَّ بَعْضُه بِبَعْضِ " والْتَبَس وكذلك الكَلأُ وفي بعض المسخ : " على بَعْضٍ " فأَمّا لائِتٌ فعَلَى وَجْهِه وأَمّا لاثٌ : فقد يكونُ فَعِلاً كبَطِرٍ وفَرِقٍ وقد يكون فاعِلاً ذَهَبَتْ عَيْنُهُ " وأَمّا لاثٍ فمقلوبٌ عن لائث من لاث يلوث فهو لائثٌ ووزنهُ فالِع " قال العَجّاج :
" لاثِ به الأَشَاءُ والعُبْرِىُّ وشجرٌ لَيِّثٌ كلاَثٍ والْتَاثَ وأَلاثَ كلاَثَ . وقال ابن منظور : واللاّئِثُ واللاَّثُ من الشَّجَرِ والنّبَات : ما قد الْتَبَس بعضُه على بعض تقول العَرَبُ : نباتٌ لائِتٌ ولاث على القلْب وقال عدىّ بن زيد :
ويَلْهَدْنَ ما أَغْنَي الوَلِيُّ ولم يُلِثْ ... كأَنّ يحافاتِ النِّهَاءِ المَزَارِعَا أَي لم يَجْعَلْهُ لائثاً ويقال : لم يُلِثْ أَي لم يُلِثْ بعضُهُ على بعضٍ من اللَّوْثِ وهو اللَّيُّ . وقال أَبو عبيد : لاثٍ بمعني لائِث وهو الذي بعضُه فوقَ بعْضٍ . " وأَلَثْتُ به مالِي : استَوْدَعْتُه إِيّاه " إِفعالٌ من اللَّوْثِ بمعنى اللَّوْذِ كأَنَّه جعلَه مَحْرُوساً في حِمايَتِه, " والمُلَيَّثُ كمُعَظَّمِ " من الرّجال : " البَطِيءُ لِسِمَنِهِ " . اللَّيْثُ و " اللاّئِثُ : الأَسدُ " من اللَّوْثِ وهو القُوَّة وسيأْتي ذِكْرُ اللَّيْثِ بعد ذلك . لاثَهُ المطرُ ولَوَّثَه . و " دِيمَةٌ لَوْثَاءُ " وهي التي " تَلُوثُ النَّبَاتَ بعضَه على بَعْضٍ " كما تَلُوثُ التِّبْنَ بالقَتِّ وكذلك التَّلَوُّثُ بالأَمْرِ كذا عن اللَّيث . وقال أَبو منصور : السَّحَابَة اللَّوْثَاءُ : البَطيئة وإِذا كان السَّحَابُ بَطِيئاً كان أَدْوَمَ لِمَطَرِه قال الشَّاعر :
" من لَفْحِ سارِيَةِ لَوْثَاءَ تَهْمِيمُ والذي قالَه اللَّيْث في اللَّوْثَاءِ ليس بصَحيحٍ كذا في اللّسانٍ . إِن المَجلِسَ ليَجْمَعُ " لَوِيثَةً من النَّاسِ " أَي " لَبِيثَةٌ " وقد تَقَدَّم في محلّه أَي اخْلاطاً من قَبَائِلَ شَتَّي وإِعادتُه هنا مع تقدُّم قوله كاللَّوِيثَةِ تَكْرارٌ كما هو ظاهرومما يستدرك عليه : الأَلْوَث : الأَحْمَقُ كالاثْوَلِ قال طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ :
إِذا ما غَزَا لم يُسقِطِ الخَوْفُ رُمْحَهُ ... ولم يَشْهَدِ الهَيجَا بأَلْوَثَ مُعْصِمِ وعن ابن الأَعْرابيّ : اللُّوثُ جمع الأَلْوَث وهو الأَحْمَق الجَبانُ وقال ثُمامَةُ بنُ مخبر السَّدوسيّ :
أَلاَ رُبَّ مُلتَاثٍ يَجُرُّ كِساءَهُ ... نفَي عَنْهُ وِجْدَانُ الرِّقِينَ العَزايِمَا يقول : رُبَّ أَحمقَ نفَى كَثرةُ مالِه أَن يُحَمَّقَ أَراد أَنّه أَحمقُ قد زَيَّنَه مالُه وجعلَه عند عوامّ الناس عاقِلاً . ولم يُلِثْ في قول العجاج - يصف شاعِراً غالَبه فغلَبه :
" فلمْ يُلِثْ شَيْطَانَةُ تَنَهُّمِي أَي لم يُلْبِثْ تَنَهُّمِي إِيّاه أَي انْتِهاري . وفي حديث الأَنْبِذَةِ والأَسقِيَةِ " التي تُلاثُ على أَفواهِهَا " أَي تُشَدُّ وتُرْبَطُ . وفي الحديث : " أَن امرأَةً من بني إِسرائِيلَ عَمَدَتْ إِلى قَرْنٍ من قرونها فلاثَتْهُ بالدُّهْنِ " أَي أَدارَتْه وقيل : خَلَطَتْه وفي حديث ابنِ جَزْءٍ : " وَيْلٌ لِلَّوَّاثِينَ الذين يَلُوثُونَ مع البَقَرِ ارفَعْ يا غلامُ ضَعْ يا غُلام " قال ابن الأَثير . قال الحَرْبِيّ : أَظُنّه الذين يُدَار عليهم بأَلوانِ الطّعَام من اللَّوْث وهو إِدارةُ العمامةِ . وجاءَ رجل إِلى أَبي بكرٍ رضي الله عنه " فَلاَثَ لَوْثاً من الكَلامِ " أَي لَوَى كلاَمه ولم يُبَيّنه ولم يَشْرحْه ولم يُصَرِّح به يقال : لاَثَ بالشيْءِ يَلُوثُ به إِذا أَطافَ به وقال ابن قُتيبةَ : أَراد أَنه تَكلَّم بكلام مَطْوِيّ لم يُبَيِّنْه للاستحياءِ حتى خَلا بِهِ . ولاثَ الرَّجُلُ يَلُوثُ أَي دَارَ . واللِّثَةُ : مَغْرِزُ الأَسنانِ من هذا الباب في قول بعضهم ؛ لأَنّ اللَّحْمَ لِيثَ بِأُصولِهَا . ولاثَ الوَبَرَ بالفَلْكَةِ : أَدارهَ بها قال امرؤ القيس :
إِذا طَعَنْتُ به مالَتْ عِمَامَتُه ... كما يُلاَثُ برَأْسِ الفَلْكَةِ الوَبَرُ واللُّوثُ : فِرَاخُ النَّحْلِ عن أَبي حنيفةَ . ومن المَجَاز : لاَثَ الضَّبَابُ بالجَبَلِ كذا في الأَساس