أرْغَيانُ كأصْبَهَانَ أهمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانش وقالَ ياقُوت والصّاغَانِيُّ : ناحِيَةٌ بنَيْسَابُورَ وضَبَطَه ياقُوت بكَسْرِ الغَيْنِ وقالَ : يُقَالُ : إنَّها تَشْتَمِلُ على إحْدَى وسَبْعِينَ قَرْيَةً قَصَبَتُهَا الراوَنِير يُنْسَبُ إليْهَا جَمَاعَةٌ منْ أهْلِ العِلْمِ والأدَبِ منهم الحاكِمُ أبو الفَتْحِ سَهْلُ بنُ أحْمَدَ بنِ عليٍّ الأرْغَيَانِيُّ تُوُفِّيَ سنة 499
فصل الباء مع الغين
المَرْغُ : المُخَاطُ وقيلَ : الرِّيقُ وقيلَ : اللُّعَابُ وقيلَ : لُعابُ الشّاءِ وهُوَ في الإنْسَانِ مُسْتَعارٌ كقَوْلِهِمْ : أحْمَقُ ما يَجْأَي مَرْغَهُ أي لا يَسْتُرُ لُعابَهُ وجَأيْتُ الشَّيءَ : سَتَرْتُه وفي العُبَابِ : أي لا يَحْبِسُ لُعابَهُ وعَمَّ بهِ بَعْضُهُم وقَصَرَهُ ابنُ الأعْرَابِيّ على الإنْسانِ فقالَ : المَرْغُ للإنْسَانِ والرُّوالُ غَيْرُ مَهْمُوزٍ للخَيْلِ واللُّغَامُ للإبِلِ قال الحِرْمَازِيُّ يُخاطِبُ أمَةً :
" وأنْ تَرَى كَفَّكِ ذاتَ نَفْغِ
" تَشْفِينَها بالنَّفْثِ أو بالمَرْغِ والمَرْغُ : مُجْتَمَعُ وفي العُبابِ : مَصِيرُ بعَرِ الشّاةِ الّذِي يَجْتَمِعُ فيهِ
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ : المَرْغُ : الرَّوْضَةُ أو هِيَ : الكَثِيرَةُ النَّبَاتِ كالمَرْغَةِ عن أبي عَمْرو وابنِ الأعْرَابِيِّ أيْضاً
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : مَرَغَ كمَنَعَ : أكَلَ العُشْبَ قالَ أبو حَنِيفَةَ : مَرَغَتِ السّائِمَةُ والإبِلُ العُشْبَ تَمْرَغُه مَرْغاً : أكَلَتْهُ
وقالَ أبو عمرو : مَرَغَ العَيْرُ في العُشْبِ : أقامَ فيه يَرْعَى وأنْشَدَ :
" إني رَأيْتُ العَيْرَ في العُشْبِ مَرَغْ
" فجِئْتُ أمْشِي مُسْتَطاراً في الرَّزَغْ قلتُ : هُو لرِبْعِيٍّ الدُّبَيْرِيِّ
وقالَ ابنُ عَبادٍ : مَرَغَ البَعِيرُ مَرْغاً : كأنَّهُ رَمَى باللُّغَامِ
قال : وبِكَارٌ مُرَّغٌ كسُكَّرٍ : يَسِيلُ لُغامُهَا وهو في قَوْلِ رُؤْبَةَ :
" أعْلُو وعِرْضِي لَيْسَ بالمُمَشَّغِ
" بالهَدْرِ تَكْشاشَ البِكَارِ المُرَّغِ ولا واحِدَ لها وقالَ أبو عَمْروٍ : المُرَّغُ : مُرَّغٌ في التُّرَابِ
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ : المُرَّغُ : الّتِي تَمَرَّغُها الفُحُولُ
والمَرَاغَةُ : كسَحَابَةٍ : مُتَمَرَّغُ الدّابَّةِ كالمَراغِ أي : مَوْضِعُ تَمَرُّغِها وفي صِفَةِ الجَنَّةِ : مَرَاغُ دَوابِّها المِسْكُ
وقالَ أبو النَّجْمِ يصِفُ نَاقَةً :
" يَجْفِلُها كُلُّ سَنامٍ مُجْفِلِ
" لأْياً بَلأْيٍ في المَراغِ المُسْهِلِ وقالَ ابنُ عَبّادٍ : المرَاغَةُ : الأتَانُ لا تَمْنَعُ الفُحُولَةَ وعِبَارَةُ اللَّيْثِ : لا تَمْتَنِعُ منَ الفُحُولِ
والمَرَاغَةُ : أُمُّ جَريرٍ الشّاعِرِ لَقَّبَهَا الفَرَزْدَقُ لا الأخْطَلُ ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ أي : مَرَاغَةٌ للرِّجالِ أي يَتَمَرَّغُ عليها الرِّجالُ أو لُقِّبَتْ لأنَّ أُمَّهُ وُلِدَتْ في مَرَاغَةِ الإبِلِ وهذا قَوْلُ الغُورِيِّ وقال ابنُ دُريدٍ : فأمّا قَوْلُ الفَرَزْدَقِ لجَريرٍ : يابْنَ المَرَاغَةِ فإنَّمَا يُعَيِّرُه ببَنِي كُلَيبٍ لأنَّهُم أصْحَابُ حَمِيرٍ وقالَ ابنُ عَبادٍ : وقيلَ : هي مَشْرَبُ النّاقَةِ الّتِي أرْسَلَها جَريرٌ فجَعَلَ لَها قِسْماً من الماءِ ولأهْلِ الماءِ قِسْماً قالَ الفَرَزْدَقُ يهْجُو جَرِيراً :
يا ابْنَ المَرَاغَةِ أيْنَ خالُكَ إنَّنِي ... خالِي حُبَيْشٌ ذُو الفَعالِ الأفْضَلُ وقالَ الجَوْهَرِيُّ : المَرَاغَةُ : أمُّ جَريرٍ لَقَّبَها بهِ الأخْطَلُ حَيْثُ يَقُولُ :
وابْنُ المَرَاغَةِ حابِسٌ أعْيَارَهُ ... قَذْفَ الغَرِيبَةِ ما تَذُوقُ مِلالا أرادَ أُمَّهُ كانَتْ مَرَاغَةً للرِّجالِ ويُرْوَى رَمْيَ الغَرِيبَةِ ونَقَلَ الصّاغَانِيُّ هذا القَوْلَ في التَّكْمِلَةِ ثمّ قالَ : و الّذِي قالَهُ الجَوْهَرِيُّ حَرْزٌ وقِياسٌ والقَوْلُ ما قَالتْ حَذَامِ
ومَرَاغَةُ : د بأذْرَبِيجانَ منْ أشْهَرِ مُدُنِهَا
والمَرَاغَةُ : د لبَنِي يَرْبُوع ابنِ حَنْظَلَةَ قالَ أبو البِلادِ الطُّهَوِيُّ وكانَ خَطَبَ امْرَأَةً فزُوِّجَتْ منْ رجُلٍ منْ بَنِي عَمْروِ بنِ تَميمٍ فقَتَلَها فهَرَب :
" ألا أيُّهَا الظَّبْيُ الّذِي لَيْسَ بارِحاًجَنُوبَ المَلا بَيْنَ المَرَاغَةِ والكُدْرِ
" سُقِيتَ بعَذْبِ الماءِ هلْ أنْتَ ذاكِرٌلنَا مِنْ سُلَيْمَى إذْ نَشَدْناكَ بالذِّكْرِ ؟ وبَنُو المَرَاغَةِ : بُطَينٌ منَ العَرَبِ قالَه ابنُ دُرَيدٍ قالَ شَيْخُنَا : يُقَالُ : إنَّهُ منَ الأزْدِ
ويُقَالُ : هُوَ مَرَاغَةُ مالٍ كما يُقَالُ : إزاؤُهُ نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ
قالَ : ورَجُلٌ مَرّاغَةٌ بالتَّشْدِيد وهُوَ : المَتمَرِّغُ
والمَرَائِغُ : كُورَةٌ بصَعِيدِ مِصْرَ غَرْبِيَّ النِّيلِ كذا في العُبابِ
قلتُ : أما الكُورَةُ فهِيَ المَعْرُوفَةُ الآنَ بجَزِيرَةِ شَنْدَوِيل وإذا أُطْلِقَتْ الجَزِيرَةُ في الصَّعِيدِ فالمُرادُ بها هِيَ وأما المَرَاغَةُ فهِيَ قَصَبَتُها وهِيَ قَرْيَةٌ صَغِيرَةٌ وقد دخَلْتُها وتُعَدُّ الآنَ منْ أعْمَالِ إخْمِيمَ ويُنْسَبُ إليْهَا الشَّيْخُ وقَارُ الدِّينِ أبو القاسِمِ بنُ أحْمَدَ بنِ عَبدِ الرَّحْمنِ المالِكيُّ صاحِبُ الزّاوِيَةِ بها وحَفِيدُه الشَّمْسُ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أحْمَدَ بن أبي القاسِمِ سَمِعَ من ابنِ سِيِّدِ النّاسِ لَقِيهُ الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ كذا في تاريخِ السَّخَاوِيّوالمِمْرَغَةُ كمِكْنَسَةٍ : المِعَي الأعْوَرُ سُمِّي أعْوَرَ لأنَّهُ كالكِيسِ لا مَنْفَذَ لَهُ وسُمِّيَ بالمِمْرَغَةِ لأنَّهُ يُرْمَى بهِ كما في العُبابِ والصِّحاحِ واللِّسانِ
والمارِغُ : الأحْمَقُ لعَدَمِ حَبْسِهِ اللُّعابَ
والأمْرَغُ : المُتَمَرِّغُ في الرّذائِلِ وهُوَ مجازٌ وبهِ فُسِّرَ قَوْلُ رُؤْبَةَ :
" خالَطَ أخْلاقَ المُجُونِ الأمْرَغِ أي : خالَطَ الأخْلاقَ السَّيِّئَةَ المُنْتِنَةَ فصارَ كالمُتَمَرِّغِ في السَّوْءَاتِ وقدْ مَرِغَ عِرْضُه كفَرِحَ : دَنِسَ
وشَعَرٌ مَرِغٌ ككَتِفٍ : ذُو قَبُولٍ للدُّهْنِ
وأمْرَغَ الرَّجُلُ والبَعِيرُ كذلكَ : سالَ مَرْغُه أي لُعَابُه من جانِبَيْ فِيهِ وذلك إذا نامَ الإنْسَانُ
وأمْرَغَ الرَّجُلُ : كَثُرَ كَلامُه في خَطَإٍ ونَصُّ العُبابِ والصِّحاحِ : إذا أكْثَرَ الكَلامَ في غَيْرِ صَوابٍ ومِثْلُه في اللِّسَانِ
وأمْرَغَ العَجِينَ : أكْثَرَ ماءَهُ حتى رَقَّ لُغَةٌ في أمْرَخَهُ فلمْ يَقْدِرْ أنْ يُيَبِّسَهُ
ومَرَّغَ الدَّابَةَ في التُّرَابِ تَمْرِيغاً : قَلَّبَها ومَعَّكَهَا فتَمَرَّغَتْ
وتَمَرُّغَ الإنْسَانُ : تَقَلَّبَ وتَمَعَّكَ ومنْهُ حديثُ عَمّارٍ رضي الله عنه : أجْنَبْنا في سَفَرٍ ولَيْسَ عِنْدَنا ماءٌ فتَمَرَّغْنَا في التُّرَابِ ظَنَّ أنَّ الجُنُبَ يَحْتَاجُ أنْ يُوصِلَ التُّرَابَ إلى جَمِيعِ جَسَدِه كالماءِ
وعن ابنِ الأعْرَابِيِّ : تَمَرَّغَ الرَّجُلُ أي : تَنَزَّهَ
ومن المَجَازِ : تَمَرَّغَ الرَّجُلُ : إذا تَلَوَّى وتَقَلَّبَ منْ وَجَعٍ يَجِدُهُ تَشْبِيهاً بالدّابَّةِ
وتَمَرَّغَ الحَيَوانُ : رَشَّ اللُّعَابَ منْ فِيهِ قالَ الكُمَيْتُ يُعَاتِبُ قُرَيشاً :
فلَمْ أرْغُ ممّا كانَ بَيْنِي وبَيْنَها ... ولَمْ أتَمَرَّغْ أنْ تَجَنَّى غُضُوبُهَا قَوْلُه : فَلمْ أرْغُ منْ رُغاءِ البَعِيرِ
وقالَ أبو عمرو : تَمَرَّغَ المالُ : إذا أطالَ الرَّعْيَ في المَرْغَةِ أي : الرَّوْضَةِ
ومن المَجَازِ : تَمَرَّغَ في الأمْرِ : إذا تَرَدَّدَ فيهِ نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ وابنُ عَبادٍ
وقالَ أبو عَمْروٍ : تَمَرَّغَ على فُلانٍ : إذا تَلَبَّثَ وتَمَكَّثَ
وقالَ غَيْرُه : تَمَرَّغَ الرَّجُلُ : إذا صَبَغَ كذا بالباءِ المُوَحَدَّةِ والغينِ المُعْجَمَةِ في سائِرِ النُّسَخِ وفي بَعْضِها صَنَعَ بالنُّونِ والعينِ المُهْمَلَةِ وهو الصَّوابُ نَفْسَهَ بالادِّهانِ والتَّزَلُّقِ وهو مجازٌ
وممّا يستدْركُ عليهِ : الأمْرَغُ : الرَّجُلُ ذُو شَعَرٍ مَرِغٍ
والمَرْغُ : الإشْبَاعُ بالدُّهْنِ نَقَلَه اللَّيثُ
وأمْرَغَ عِرْضه ومَرَّغَهُ تَمْرِيغاً : دَنَّسَه نَقَلَه الصّاغَانِيُّ في التَّكْمِلَةِ وصاحِبُ اللِّسانِ وهو مجازٌ
ومارَغَهُ بالتُّرابِ مِراغاً : ألْزَقَهُ بهِ والاسْمُ : المَرَاغَةُ بالفَتْحِ
والمُمارَغَةُ : المُخاتَلَةُ
ومن المَجَازِ : هُوَ يَتَمَرَّغُ في النَّعِيمِ : أي : يَتَقَلَّبُ فيهِ
والمَرَاغَةُ : ماءٌ خَبِيثٌ لبَنِي كَلْبٍ
والأمْرَغُ : مَوْضِعٌ عن ابنِ دُرَيْدٍ ونَقَلَه ياقُوت أيْضاً عنْهُ
ومَرِيغَةُ بالفَتْحِ : مَوْضِعٌ