أَلَقَ البَوْقُ يَألِقُ من حَدّ ضَرَب ألْقاً بالفَتْح وإِلاقاً ككِتابٍ إِذا كَذَبَ قالَه أَبو الهَيْثَمِ فهو أَلاَّق كشَدّادٍ : كاذِب لا مَطَرَ فيهِ . والإِلاقُ كَكِتابٍ : البَرق الكاذِبُ الذي لا مطَرَ له قال النابِغَةُ الجَعْدِيُّ رضِي اللهُ عنهُ وجَعَلَ الكَذُوبَ إَلاقاً :
ولَسْتُ بذِي مَلَق كاذِبٍ ... إِلاقٍ كبَرْقٍ مِنَ الخُلَّبِ والإِلقُ بالكَسْرِ : الذِّئْبُ نقَلَه الجَوْهَرِيّ وهو قول ابنِ الأعْرابِيِّ وكذلك الإِلْسُ قالَ والإِلْقَةُ : الذِّئْبَة وجَمْعُها إِلَقٌ قال رؤبَةُ :
" جَدَّ وجَدَّت إِلْقَةٌ من الإِلَقْ ورُبّما قالُوا : القِرْدةُ إِلْقَةٌ وذَكَرُها قرْدٌ ورُبَاح لا إِلقٌ قالَ بِشْر بن المعتَمِرِ :
وإِلْقَة تُرْغثُ ربّاحَهَا ... والسَّهْلُ والنَّوْفَلُ والنَّضْرُ وقالَ اللَّيْثُ : الإِلْقَةُ يُوصَفُ بها المَرْأَةُ الجَريئَةُ لخُبْثِها . والأَوْلَقُ : الجُنُون نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وهو قَوْلُ الرِّياشي قال الجَوْهَرِي : هو فَوْعَل قالَ : وإِن شئْتَ : جَعَلتَه أَفْعَلَ لأَنه يُقالُ : أُلِقَ الرَجُلُ كعُنِىَ أَلْقَاً فهو مَألُوق على مَفْعولٍ أي : جنَّ قالَ الرِّياشِيّ : وأَنْشَدَنِي أَبو عُبَيْدة :
" كأَنَّما بي مِنْ إراني أَولَقُ وقالَ رُؤْبَةُ :
" كأَنَّ بِي مِنْ أَلقِ جِنٍّ أَوْلقا والأَوْلَقُ : سَيْفُ خالِدِ بنِ الوَلِيدِ رضِىَ اللهُ تَعالَى عنه وهو القائِلُ فيه :
أَضْربهُمْ بالأَولَق ... ضَرْبَ غُلامٍ مُمْئِقِ
" بصارِم ذي رَوْنَقِ والمَألُوقُ : المَجْنُونُ هو من ألِقَ كعُنِىَ كالمُؤَوْلَق على مُفَوْعَل وذَكَرَه الجَوْهَرِي في صُورَةِ الاستِدْلالِ على أَنَّ الأَوْلَق وزنُه فَوْعَلٌ قال : لأَنَّه يقالُ للمَجنُون : مُؤَوْلَقٌ . قلتُ : وهو مَذْهَبُ سيبَوَيْهِ كما تَقُولُ : جَوْهَرٌ ومُجَوْهَرٌ وذهَبَ الفارِسِيُّ إِلى احْتِمالِ كَوْنِه أَفْعَلَ بزيادةِ الهَمْزَةِ وأَصالَةِ الواوِ وهو القَوْلُ الثاّنِي الذي ساقَهُ الجَوْهَرِيّ بقولِه : وإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ الأَوْلَقَ أَفْعَلَ وقالَ ابنُ درَيْد : قالَ بعضُ النَّحْويِّين : أَوْلَقُ أَفْعَل وهذا غَلَطٌ عِنْدَ البَصْرِيِّينَ لأَنَّه عِنْدَهُم في وَزْنِ فَوْعَل . قلتُ : ولكِن أَيَّدوا هذا القَوْلَ الأَخيرَ بأنَّ ابنَ القَطَّاع حَكَى وَلَقَ وفيه كلام لابنِ عصْفُور وأَبِى حَياّن وغيرهِما وأَنشَدَ الجَوْهَرِي للشّاعِر وهو نافع بنُ لَقيط الأَسَدِي :
ومُؤَوْلقٍ أَنضَخت كية رأسهِ ... فتَركْتُه ذَفراً كرِيَح الجورَبِ
أَي : هجوته قال ابنُ بَرِّي : قَوْل الجَوْهَرِيِّ : لأَنَه يُقال : ألِقَ الرجُل فهو مَأْلوقٌ على مفْعول هذا وَهم منه وصوابُه أَنْ يَقولَ : وَلقَ يَلِقُ وأما ألِقَ فهو يَشهد بكونِ الهَمزَةِ أَصلاً لا زائِدَةً فتَأَمَّل . والمَألُوق : فَرَسَ المُحَرقِ بقِ عَمْرو السَّدُوسِيَ صفَة غالِبُة على التَّشْبِيهِ وفي بَعْضِ النّسخ : المُحَرِّشِ ابنِ عَمْرو . والمِئْلقُ كمِنْبَرِّ : الأَحْمَقُ عن ابنِ الأعرابي وأَنشَدَ :
" شَمَردَل غَيْر هراء مئلق أَو المَعتُوه قالَهُ ابنُ الأَعْرابِيِّ أيضاً . وقال أَبو زيْدِ : امرَأَة ألَقَى كجَمَزَى : سَرِيعَةُ الوَثْب . وألاق كغرابٍ : جبَل بالتيهِ من أَرضِ مصرَ من ناحِيَةِ الهامَةِ قالَه ياقوت . والإلق كإمع المتألقُ . وقال ابن فارِس : الأَلُوقة : طَعام طيب أَو زبْد برطبٍ وهذا قول ابن الكَلبي قال وفيه لغتان : أَلوقَة ولُوقَة نقلَه ابن بري وأَنشدَ الليث لرجلٍ من بني عذْرَةَ :
وإني لمن سَالَمْتمَ لأَلوقَة ... وإِني لِمَن عادَيْتمُ سم أَسْوَدِ وقال ابن سيده : الأَلوقَة : الزُّبْدَةُ وقِيل : الزبدَة بالرطَب لتَأَلقِها أي بَرِيقِها قال : وقَد تَوَهَّمَ قومٌ أَنَّ الأَلوقَةَ لماّ كانَتْ هي اللوقَة في المَعْنَى وتَقارَبَتْ حُروفُهما من لَفْظِهِما وذلِك باطِل لأَنَها لَو كانَتْ مِنْ هذا اللفْظِ لوَجَبَ تَصْحِيح عَينِها إَذ كانَت الزَيادَةُ في أَوَلِها من زِيادةِ الفعلِ والمِثال مثاله فكيف يجب على هذا أنَ يَكونَ أَلوقَةَ كما قالوا في أَثوب وأَسوُق وأعْين وأَنيُبٍ بالصحةِ ليُفْرَقَ بذلِك بينَ الاسم والفعْلِ . وتَأَلَقَ البَرقُ : الْتَمَعَ نقَلَه الجَوهَويُّ ومنه قول الزفَيانِ :
" والبِيض في أيمانِهِمْ تأَلق كائْتلَقَ نقَلَه الجَوْهري وقالَ ابنُ جِنِّى : أَي لمعَ وأضاءَ وأَنشد ابن فارس في المقاييس :
يصبحُ طَوْراً وطَوراً يَقتَرى دَهِساً ... كأَنَّه كَوكَبٌ بالرَّمْلِ يَأتَلِق قلت : وقد عَدَّى الأَخيرَ ابنُ أحمرَ فقال :
تلففها بديباج وخز ... ليجلوها فتأتلق العيونا وقد تجاوز أن يكون عداه بإسقاط حف أو لأن معناه تختطف . وتألقت المرأة إذا تبرقت وتزينت نقله الصاغاني . أو شمرت للخصومة واستعدت للشر ورفعت رأسها فاله ابن فارس وقال ابن الأعرابي : معناه صارت مثل الإلقة
ومما يستدرك عليه : الألق بالفتح والألق كغراب : الجنون عن أبي عبيدة وألقه الله يألقه ألقاً وألقاً . وأليق البرق : لمعانه . والألق بالفتح الكذب تقول ألق يألق ألقاً ومنه قراءة أبي جعفر وزيد بن أسلم : إذ تألقونه بألسِنتِكم وفي الحدِيثِ : اللهم إِني أَعوذُ بكَ من الأَلْسِ والأَلْقِ قال القُتَيبيُّ : وأَصْلُه الوَلْقُ فأبْدِلَ الواو هَمْزَة وقد اعتَرَضَه ابنُ الأَنْبارِيّ وقالَ : إِبْدالُ الهَمْزَةِ من الواو المَفْتُوحَةِ لا يُجْعَل أَصلاً يُقَاسُ عليه وإِنما يتَكَلم بما سمع منه وقال أَبو عُبَيْدٍ : الأَلقُ هنا : الجُنُون . ورَجُلٌ إِلاق ككِتابٍ : خَدّاع مُتلَوِّن . وبرْق ألَّقٌ : مثلُ خُلَّب . ورَجل إِلْقٌ بالكسرِ : سيئ الخلقِ وكذلك امْرَأَةٌ إِلْقَةٌ . والإِلْقَة : السِّعلاةُ ة لخُبْثِها . وامْرَأَة إِلَّقَةٌ كإِمَّعَةٍ : سَرِيعَة الوَثْبِ . وبَرْق آلِق ومنه قَول السِّعْلاةِ صاحِبَةِ عَمْرِو بنِ يَرْبُوعٍ وكانَ قد تَزَوَجَها :
أمسك بنيكَ عَمْرُو إِنَي آبِقُ ... بَرْقٌ على أَرضِ السَّعالَى آلِقُ والمَيْلَقُ كمَقْعَدِ : اشْتَهَر بهِ العَلاّمة شِهابُ الدِّينِ أحمَدُ بنُ عبدِ الواحِدِ اللَّخْمي الإِسْكَنْدَرِي عرف بابن المَيْلَقِ وسئِل عن شُهْرَتهِ فقَالَ . المَيْلَق : هو مَحَلُّ الذَّهَب . قلت : وهذَا هو الباعِث في ذِكْرِه هُنا كأَنهّ من أَلَقَ يألِقُ : أي لَمَعَ وأَضاء ومِنْ آلِ بيتْهِ نَجْمُ الدِّينِ بن المَيْلَقِ كتَبَ عنه الحافظُ اليَعْمُرِيُّ من شعرِه وعَطاءُ اللّهِ بن مُختارِ بنِ المَيْلقِ كتبَ عنه الحافِظُ الدِّمْياطِيُّ وناصِرُ الدِّينِ محَمَّدُ بنْ عبدِ الدّائِم ابنِ بِنتِ المَيْلَقِ اجْتَمَع بهِ الحافِظُ ابن حجر وكان واعِظاً مشهوراً
السمْلَقُ كجَعْفَرٍ كَتَبَه بالحُمْرةِ على أنَّه مُسْتَدْرَك على الجَوْهَرِيِّ وليس كذلك بل ذَكَرَه الجَوْهَرِي في تَرْكِيبِ " س ل ق " على أَنَّ المِيمَ زائِدَةٌ ويُؤَيِّدُه أَنَّ مَعْناه ومَعْنَى السَّلْقِ واحِد وهو : القاعُ الصفْصَفُ فالأوْلَى كَتْبُه بالسَّوادِ وقالَ غيرُه : هو الَقفرُ الذي لا نَباتَ فِيه ويُقال : هو الأرْضُ المُسْتَوِيَةُ الجَرْداءُ قال رُؤبَةُ :
" وإِنْ أَثارَتْ مِن رِياغٍ سَمْلَقَا
" تُهْوِى حَوامِيها بهِ مُدَقّقَا وقال جَمِيلٌ :
" أَلَمْ تَسْال الرَّبْعَ القَدِيمَ فيَنْطِقُوهَلْ يُخْبِرَنْكَ اليَوْمَ بَيْداءُ سَمْلَقُ وقال عمارَة :
" يَرْمِي بهِن سَمْلَقٌ عن سَمْلَقِ وفي حَدِيثِ عَلِي رضِيَ اللهُ عنه : " ويَصِيرُ مَعْهَدُها قاعاً سَمْلَقَا "
ومما يُسْتَدرَكُ عليه : عَجُوزٌ سَمْلَق كجَعْفَر : صَخّابَة وقالَ أَبُو عَمْرٍو : سَيئَةُ الخُلُق قال :
" أَشْكُو إلى اللهِ عِيالاً دَرْدَقَا
" مُقَرْقَمِينَ وعَجُوزًا سَمْلَقَا والسمالِقُ : الصَّحارى وقال الواحِدِيُّ هي الأرض البَعِيدَةُ الطَّوِيلَة قال أَبُو زُبَيْدٍ :
فإلَى الوَلِيدِ اليَوْمَ حنت ناقَتِي ... تَهْوِى بمُغْبَرِّ المُتُونِ سَمالِقِ وامْرَأَة سَمْلَقٌ : لا تَلِدُ شُبهَت بالأرْضِ التي لا تُنْبِتُ
والسَّمْلَقُ والسَّمْلَقَةُ : الرَّدِيئَةُ في البَضْعَ
والسمْلَقَةُ : الّتِي لا إِسْكَتانِ لَها . وكَذِب سَمَلَّقٌ كعَمَلس : بَحْتٌ قال رُؤْبةُ :
ملَقَه يمْلُقه ملْقاً : مَحاهُ كلَمَقَه نقَلَه الجوهريُّ . ومَلَقَ جاريَتَه وملَجَها أي : جامَعَها كما يمْلُقُ الجَدْيُ أمَّه إذا رضَعها . وملَقَ الثّوْبَ والإناءَ يملُقه ملْقاً : غسَلَه . والمَلْقُ : الرّضْعُ . يُقال : ملَق الجدْيُ أمَّه يمْلُقها ملْقاً : رضَعَها وكذلك الفَصيلُ والصّبيُّ عن ابن الأعرابيّ . وقُرِئَ على المُنْذِري : مَلق الجدْيُ أمَّهُ يمْلِقُها قال : وأحسَب ملَقَ الجدْيُ أمَّه يمْلُقها : إذا رضَعها لُغة . وملَقَه بالسّوطِ والعصا ملْقاً : ضرَبَه . ويُقال : ملَقه ملَقاتٍ إذا ضرَبَه . وقال الأصمعيّ : ملَق فُلانٌ : إذا سار شَديداً وكذلِك ملَخ . وتملّقه . وتملّق له تملُّقاً وتِمِلاّقاً بكسْرتَيْن مع تشْديدِ اللام : تودّد إليه وتلطّفَ له . قال الشاعر :
ثَلاثةُ أحبابٍ فحُبُّ عَلاقَةٍ ... وحُبُّ تِمِلاّقٍ وحُبٌّ هو القتْلُ وقد ذُكِر البيت في علق . والمَلَق مُحرّكةً : الوُدُّ واللُّطْفُ الشّديدُ وأصْلُه التّليينُ . وقيل : هو شِدّة لُطْفِ الوُدِّ وقيل : التّرفُّقُ والمُداراةُ والمَعْنَيان مُتقارِبان . والمَلَقُ أيضاً : أن تُعْطيَ باللِّسان ما ليْسَ في القَلب . ومنه الحديث : ليْسَ من خُلُق المؤْمِن المَلَقُ . والفِعْل مَلِق كفرِح وهو مَلِقٌ . ومنه قولُ المُتَنخِّل :
أرْوَى بجِنِّ العهْد سلْمَى ولا ... يُنصِبْك عهدُ المَلِقِ الحُوَّلِ
وقيل : المَلِق : الذي يعِدُك ويُخلِفُك فلا يَفي ويتزيّنُ بما ليس عندَه . والمَلَقُ أيضاً : ما اسْتَوى من الأرض . قال رؤبةُ يصِفُ الحِمار :
" مُعْتزِمُ التّجْليحِ مَلاّخُ الملَقْ
" يرْمي الجَلاميدَ بجُلْمودٍ مِدَقّْ الواحدة ملَقَة . والمَلَق أيضاً : ألطَفُ الحُضْرِ وأسْرَعُه عن أبي عُبَيدة : قال : ومنه فرسٌ ملِق ككتِف وهي بهاءٍ وأنشد للنّابغةِ الجَعْديّ رضي الله عنه :
ولا مَلِقٌ ينْزو ويُنْدِرُ روثَه ... أُحادَ إذا فأسُ اللِّجامِ تصَلْصَلا ومَلِقَ الخاتَمُ كفَرِح : جرِجَ أي : قلِق . وقال الأصمعيّ : المَلِق ككَتِفٍ : الضّعيفُ . وقال خالدُ بنُ كُلْثوم : المَلِقُ من الخيْل : فرسٌ لا يوثَقُ بجرْيِه أخذَه من ملَقِ الإنسانِ الذي لا يصْدُقُ في مودّتِه . وأنشد قولَ النابغةِ السّابق . وقال الزّمخشَريّ : فرَسٌ ملِقٌ : يقْفِزُ ويضْرِبُ الأرضَ بحوافِرِه ولا جرْيَ عندَه وهو مجازٌ . والمالَق كهاجَر : ما يُمَلِّسُ به الحارثُ الأرضَ المُثارَةَ قاله اللّيث . وقال النّضرُ : هي الخشَبةُ العريضةُ التي تُشَدُّ بالحِبال الى الثّورين فيَقوم عليها الرّجُل ويجُرُّها الثّوران فيُعَفّى آثارَ اللؤمَةِ والسِّنّ . وقال أبو سعيد : ومالَجُ الطّيّانُ يُقال له : مالَق كالمِمْلَق كمِنْبَر . وقال أبو حنيفة : المِمْلَقَةُ : خشَبة عريضَة يجُرُّها الثّيران . وقد ملّقَ الأرضَ والجِدارَ تمْليقاً أي : ملّسها بالمالَق . وقال الأزهريّ : ملّقوا وملّسوا واحد فكأنّه جعلَ المالَق عربيّاً . ومالَقَة بفتْح اللام والعامّة تكسِرُها قال الصاغانيّ : وهو غلَط وأكثَرُ الأندَلُسيّين يضبِطونه بفَتْحِها . قال شيخُنا : وسمِعْنا من الشّيوخِ أنّه الوجهَين : د بالأندلُس كثيرُ الفَواكِه والثِّمار ولاسيّما الزّيتون والتّين والأمثالُ تُضرَبُ بتِينِه ومنه يُحمَل الى الآفاقِ وقيل : إنّه ليسَ في الدُنيا مثلُه . وفيه يقول أبو الحجّاج يوسُفُ بنُ الشيخِ البَلَويُّ المالَقِيّ حسبما أنشدَه غيرُ واحد وهو في نفْح الطيب وغيره من تَواريخِ الأندلس :
مالَقَةٌ حُيّيتَ يا تينَها ... الفُلكُ من أجلِك يا تينَها
نَهى طَبيبي عنه في علّتي ... ما لِطَبيبي عن حَياتي نَهَى وقد ذيّل عليه الخَطيبُ أبو عبدِ الوهّاب المُنْشي بقَوله :
وحِمْصُ لا تنْسَ لها تِينَها ... واذكُرْ مع التّينِ زَياتينَها والمَيْلَق كحيْدَر : السّريع والياءُ زائدة قال الزَّفَيانُ :
" ناجٍ مُلِحٌّ في الخَبارِ ميْلَقُ
" كأنّه سُوذانِقٌ أو نِقْنِقُ والميْلَق : اسم ومنهُم ابنُ الميْلَق المشْهور وقد ذكرْناه وآل بيتِه في أ ل ق فراجِعْه . وانْمَلَق الشيءُ : امّلس أي : صارَ أمْلَس . قال الراجز :
" وحوْقَلٍ ساعدُه قد انْمَلَقْ
" يقول قَطْباً ونِعماً إن سلَقْ أي : انْسحَجَ من حمْلِ الأثْقالِ كامّلَق على افْتَعَل . وانْمَلَق منّي وانْملَس أي : أُفلِت . والمَلَقَة مُحرّكة : الصّفاةُ الملْساءُ اللّيِّنة والجمْعُ ملَقاتٌ . قال صخْرُ الغيِّ :
أُتيحَ لها أُقَيْدِرُ ذو حَشيفٍ ... إذا سامَتْ علَى الملَقاتِ ساماويروى : أُغَيبِر ويُرْوى : ذو قطاع . وقيل : الملَقاتُ : صُفوح ليّنةٌ مُلتزِقةٌ من الجبَل وقيل : هي الآكامُ المُفتَرِشَة وقيل : المَلَقَة : مكانٌ أملَسُ يُزلَقُ منه . ومُلاق كغُراب : نهْر . ومَلَقونِيَةُ مُخَفَّفة كحلَزُونِيَة : د بالرّوم قُربَ قونِيَة ومعْناها بلُغَتِهم : مقْطَع الأرْحاءِ ؛ لأنّ من جبَلِها تُقْطَعُ أرْحاؤها . وقال ابنُ عبّاد : فرسٌ ممْلوقُ الذَّكَر أي : حديثُ العهدِ بالنِّزاءِ . ومن المجاز : أمْلَقَ زيدٌ : أنْفَقَ مالَه حتى افْتَقَر . قال الصاغانيّ وهو جارٍ مجْرى الكِناية ؛ لأنه إذا أخْرجَ مالَه من يدِه ردَفَه الفقْر فاستُعمِل لفْظُ السّبَبِ في موضع المُسَبّب . قال الله تَعالى : ( ولا تقْتُلوا أولادَكُم من إمْلاقٍ ) . وقال ابنُ عبّاد : أملَقَت الفَرسُ مثل : أزْلَقَتْ والولَدُ مليقٌ كأميرٍ . وفي اللّسان : يقال : ولَدت النّاقةُ فخرَج الجنينُ مَليقاً من بطنِها أي : لا شضعْرَ عليه . والمَلَق : المُلوسَةُ وقال الأصمعيّ : الجَنينُ مَليطٌ بهذا المعنى . وأملَقَ الثّوب : غسَلَه لغةٌ في ملَق . وقال ابنُ عبّاد : امْتَلَقَه أي : الفَرَسُ قَضيبَه من الحَياءِ أي : أخْرجَه . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : رجُلٌ مَلاّق ككتّان : مثل ملِقٍ . والمَلَقُ : الدُعاءُ والتّضرُّع ومنه قولُ العجّاج :
" لا هُمَّ ربَّ البيْتِ والمُشَرَّقِ
" إيّاكَ أدْعو فتقبّلْ مَلَقي يعْني دُعائي وتضرُّعي . وملّقَ الشيءَ تمْليقاً : ملّسضه . وقال ابنُ شُمَيل : الإمْلاق : الإفْساد . وإنه لمُمْلِقٌ أي : مُفسِد . وقال غيرُه : المُمْلِقُ : الذي لا شيءَ له . وقال شَمِر : أملَق لازمٌ متعدّ . أما اللازِم فقد ذكَره المُصنِّف . وأما المُتعَدّي فيُقال : أملَق الدّهرُ ما بيَدِه . ومنه قولُ أوْس :
لمّا رأيتُ العُدْمَ قيّدَ نائِلي ... وأمْلَقَ ما عِنْدي خُطوبٌ تنبَّلُ وأملقَتْه الخُطوب : أفقَرتْه . وأملَقَ مالِي خُطوبُ الدّهرِ : أذْهَبَتْه . ويُقال : أملَق ما معَه إمْلاقاً وملَقَه ملْقاً : إذا أخْرَجه ولم يحْبِسْه . ورجُلٌ أمْلَقُ من المالِ أي : فَقيرٌ منه . وملقَ الأديمَ يمْلُقه ملْقاً : إذا دَلَكَه حتّى يَلينَ . ويُقال : ملَقْتُ جِلدَه : إذا دلَكْته حتى يمْلاسّ قال :
" رأتْ غُلاماً جِلدُه لم يُمْلَقِ
" بماءِ حمّامٍ ولم يُخَلَّقِ والاسْتِمْلاقُ : يُكْنَى به عن الجِماع استِفْعالٌ من المَلْق وهو الرّضْع ؛ لأنّ المرأةَ ترضَعُ ماءَ الرّجُلِ إذا خالَطَها كما يرضَعُ الرّضيعُ إذا لَقِمَ حلَمَة الثّدْي . وملَقَ عينَه يمْلُقُها ملْقاً : ضرَبها . والمَلْقُ : ضرْبُ الحِمار بحوافِره الأرْضَ . قال رؤبَة يصِفُ حِماراً :
" مُعتَزِمُ التّجليح ملاّخُ المَلَقْ أراد الملْق فثقّلَه . يقول : ليسَ حافِرُ هذا الحِمار بثَقيل الوقْع على الأرْض . وفيه قولٌ آخر سبَق آنِفاً . وملْقُ الأديم : غسْلُه . والمَلْقُ : المَرُّ الخَفيف . يُقال : مرَّ يمْلُقُ الأرضَ ملْقاً . وانْمَلَق الخِضابُ : املاسّ وذهَبَ . وأبشيه المَلَق : قريةٌ بالغَرْبية من أعمالِ مِصْر . وشَبْرا ملَق : أخرى بها . والنِّساءُ يتملّقْن العِلْكَ بأفْواهِهنّ أي : يمضُغْنَ ويستَخْرِجْنَ . ومُلقاباذ : من مَحالّ أصفهان يُنسَب إليه جَماعةٌ من المُحدّثين