تئقَ السقاءُ كفَرِح : امتلأ . وأَتْأقْتُه أنا : ملأتُه كما في الصِّحاح وقالَ رُؤْبَةُ يمْدَحُ مُحَمَّدَ ابنَ مروانَ :
" مَدَّ لَهُ المَجْدُ خَلِيجاً مِتْأَقَا
" سَقَى فأَرْوَى ورَعَى فأَسْنَقَا وفي حَدِيثِ عَلي : أَتْأَقَ الحِياضَ بمَواتِحِه وقالَ الناّبِغَةُ :
يَنْضَحْنَ نَضْحَ المَزادِ الوُفْرِ أتْأَقَها ... شَدُّ الرُّواةِ بماءً غَيْرِ مَشْرُوبِ ماءٌ غيرُ مَشروبٍ يَعْنِي : العَرَقَ أَرادَ يَنْضَحْنَ بماء غَيْرِ مَشْرُوبٍ نَضْحَ المزادِ الوُفْرِ . ومن المَجاز : تَئقَ زيد إذا امتَلأَ غَضَباً وغَيْظاً كما في الصِّحاح أَو حُزْناً هكَذا نَقَلَه اللَّيْثُ في هذا التَّرْكِيب زادَ غيرُه : كادَ يَبْكي أَو إِذا امْتلأً سُرُوراً كما في اللِّسانِ . وككَتِفٍ ومِنبرٍ : السَّرِيع إِلى الشَّرِّ نَقَلَه الجَوْهَرِي عن الأمَوِي واقْتَصَر علِى الأول وأَمّا المِتْأَقُ كمِنْبَرٍ فقد فسرَه صاحِبُ اللِّسانِ بالحادِّ . ومن أمْثالِ العَرَبِ : أَنْتَ تَئق وأنا مَئِق فكَيْفَ نَتَّفِق ؟ قال اللِّحْيانِيّ : قِيلَ : مَعْناه أَنتَ ضَيِّقٌ وأَنا خَفيفٌ فكيف نَتَّفِق . وقالَ بعضُهم : أًنتَ سَرِيعُ الغَضَبِ وأَنا سَرِيع البُكاءَ فكيفَ نَتَّفِق ؟ وقالَ أَعْرابيّ من عامِرٍ : أنْتَ غَضْبانُ وأَنا غَضْبانُ فكيف نَتَّفِقُ . وقالَ الأَصْمَعِيُّ : يَقُول : أَنا مُمْتَلِئ من الغَيْظِ والحُزْنِ وأَخِي سَرِيعُ البُكاءَ فلا يَقَعُ بينَنا وِفاقٌ وقالَ الأَصْمَعِيُّ : التَّئَقُ : هو الحادُّ والمَئَقُ : السَّرِيعُ البُكاءَ ويقالُ : المُمْتَلِئُ من الغَضَب وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لعَدِيِّ بنِ زَيْدٍ يَصِفُ كَلْباً :
أَصْمَع الكَعْبَيْنِ مَهْضُوم الحَشى ... سَرْطَم اللَّحْيينِ مَعّاجٌ تَئقْ وقالَ الأَصْمَعِيُّ أيضاً : تَئَقَ الرَّجُلُ : إِذا امْتلأ غَضَباً وغَيْظاً ومَئَق : إِذا أَخَذَه شِبْهُ الفُواقِ عِنْدَ البُكاءَ قَبْلَ أَنْ يَبكِي وقالَ في قَوْلِ رُؤْبَةَ :
" كأَنَّما عَوْلَتُها منَ التَّأقْ
" عَوْلَة ثَكْلَى وَلْوَلَتْ بعدَ المَأق والمَأَقُ : نشَيِجُ البُكاءَ أَيْضاً والتَّأَقُ : الامْتلاءُ . وقالَ أَبُو الجرّاح : التَّئَقُ : المَلآنُ شِبَعاً ورِيّاً والمَئَقُ : الغَضْبانُ وقِيلَ : التَّئقُ هُنا : المُمْتَلِئ حُزناً وقِيلَ : النَّشِيطُ وقِيلَ : السيئُ الخُلُقِ . وقالَ اللَّيْثُ : التَّئقُ : الفَرَسُ المُمْتَلِئ نَشَاطاً وشَباباً وجَرْياً وهو مَجازٌ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لزُهَيْرِ بنِ مَسْعُودٍ الضَّبِّيِّ يصِفُ فَرَساً :
ضافِي السَّبِيب أَسِيلُ الخَدِّ مُشْتَرِف ... حابِي الضُّلُوع شَدِيدٌ أَسره تَئَقُ وقال أبو عمروٍ التأقة محركة شدة الغضب والسرعة إلى الشر وهو تياق وبه تأقة والمأقة شدة البكاء . وقال الليث أتأق القوس إذا شد نزعها وأغرق السهم فيها وهو مجاز
ومما يستدرك عليه : التأق محركة ضيق الخلق وتئق الصبي وغيره تأقاً وتأقة عن الليحاني فهو تئق إذا أخذه شبه الفواق عند البكاء ومن كلام تأبط شراً ولا أبته تئقاً . وإناء متأق بالضم شديد الامتلاء