التَّلْعَةُ : ما ارْتَفَعَ مِنَ الأَرْضِ وأَشْرَفَ وأَيْضاً : ما انْهَبَطَ مِنْهَا وانْحَدَرَ نَقَلَهُما أَبو عُبَيْدَة وهو مِن الأَضدادِ عِنْدَه كما في الصّحاحِ . وحَكَى ابنُ بَرِّيّ عَنْ ثَعْلَبٍ قالَ : دَخَلْتُ علَى مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ طاهِرٍ وعِنْدَهُ أَبو مُضَرَ أَخُو أَبِي العَمَيْثَلِ الأَعْرَابِيّ فقالَ لِي : ما التَّلْعَة ؟ فَقُلْتُ : أَهْلُ الرِّوَايَةِ يَقُولُونَ : هَو مِنَ الأَضْدادِ لِما عَلاَ ولِمَا سَفَلَ قالَ الرّاعِي في العُلُوِّ :
كدُخَانِ مُرْتَجِلٍ بأَعْلَى تَلْعَةٍ ... غَرْثَانَ ضَرَّمَ عَرْفَجاً مَبْلُولاَ وقالَ زُهَيْرٌ في الانْهِبَاطِ :
" وإِنِّي مَتَى أَهْبِطْ مِنَ الأَرْضِ تَلْعَةًأَجِدْ أَثَراً قَبْلِي جَدِيداً وعافِيَاً
قالَ : ولَيْسَ كَذلِكَ إِنَّمَا هِيَ مَسِيلُ المَاءِ مِن أَعْلَى الوَادِي إلَى أَسْفَلِه فمَرَّةً يُوصَفُ أَعْلاَها ومَرَّةً يُوصَفُ أَسْفَلُهَا . قُلْتُ : وهو قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِيّ
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : التَّلْعَةُ ما اتَّسَعَ من فُوَّهِةَ الوَادِي قالَ : ورُبمَا سُمِّيَت القِطْعَةُ المُرْتَفِعَةُ مِنَ الأَرْضِ تَلْعَةً والأَوّلُ هو الأَصْلُ . وقال غَيْرُهُ : التَّلْعَةُ : أَرْضٌ مُرْتَفِعَةٌ غَلِيظَةٌ يَتَرَدَّدُ فيها السَّيْلُ ثُمَّ يَدْفَعُ منْهَا إِلَى تَلْعَةٍ أَسْفَلَ منْهَا وهي مَكْرَمَةٌ للنَّبَاتِ
ج : تَلَعاتٌ مُحَرَّكَةً وتَلْعٌ كتَمَراتٍ وتَمْرٍ وتِلاَعٌ كقَلْعَةٍ وقِلاَعٍ . قالَ رَبِيعَةُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّيّ :
كَأَنَّهَا ظَبْيَةٌ بِكْرٌ أَطَاعَ لَها ... مِنْ حَوْمَلٍ تَلَعَاتُ الجَوِّ أَوْ أُودَا وقَال أَبُو كَبِيرٍ الهَذَلِيّ :
هَلْ أُسْوَةٌ لَكَ فِي رِجَالٍ قُتِّلُوا ... بتِلاَعِ تِرْيَمَ هُامُهُمْ لَمْ تُقْبَرِ أَو التِّلاعُ : مَجَارِي أَعْلَى الأَرْضِ إِلَى بُطُونِ الأَوْدِيَةِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن أَبِي عَمْروٍ وقال شَمِرٌ : التِّلاع : مَسَايِلُ الماءِ تَسِيلُ من الأَسْنَادِ والنِّجَافِ والجِبَالِ حَتَّى يَنْصَبَّ في الوَادِي قالَ : وتَلْعَةُ الجَبَلُ أَنَّ الماءَ يَجِيءُ فيَخُدُّ فيه ويَحْفِرُه حَتَّى يَخْلُصَ منْه قالَ : ولاَ تَكُونُ التَّلاعُ إِلاَّ في الصّحَارَى قالَ : ورُبما جاءَتِ التَّلْعَةُ مِن أَبْعَدَ مِن خَمْسَةِ فَرَاسِخَ إِلَى الوَادِي فإِذا جَرَتْ مِن الجِبَالِ فوَقَعَتْ في الصَّحَارى حَفَرَتْ فيها كَهَيْئَةِ الخَنْدَقِ قَالَ : وإِذَا عَظُمَتِ التَّلْعَةُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ نِصْفِ الوَادِي أَوْ ثُلُثَيْهِ فهي مَيْثاءُ . وفي حَدِيثِ الحَجّاجِ في وَصْفِهِ المَطَر : وأَدْحَضَتِ التِّلاعَ أَي جَعَلَتْهَا زَلَقاً تَزْلَقُ فِيها الأَرْجُلُ . وفي المَثَلِ : فُلانٌ لاَ يَمْنَعُ ذنَبَ تَلْعَةٍ يُضْرَبُ للذَّلِيلِ الحَقِيرِ . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : من أَمْثَالِهِم : لا أَثِقُ بِسَيْلِ تَلْعَتِكَ يُضْرَبُ لِمَنْ لا يُوثقُ بِهِ أَي لا أَثِقُ بِمَا تَقُولُ وبِمَا تَجِيءُ به . يُوصَفُ بالكَذِب
وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ : مِنْ أَمْثالِهم : ما أَخافُ إِلاّ مِنْ سَيْل تَلْعَتِي قالَ : أَيْ مِن بَنِي عَمِّي وأَقَارِبِي لأَنَّ مَنْ نَزَلَ التَّلْعَةَ وهي مَسِيلُ الماءِ فهو على خَطَرٍ إِنْ جاءَ السَّيْلُ جَرَفَ به قالَ : وقالَ هذا وهُوَ نازِلٌ بالتَّلْعَةِ فقالَ : لا أَخافُ إِلاَّ مِن مَأْمَنِي فهذِه ثَلاثَةُ أَمْثَالٍ جاءَت في التَّلْعَة
والتَّلاَعَةُ بالفَتْحِ : ماءَةٌ لِكِنَانَةَ قالَ بُدَيْلُ بنُ عَبْدِ مَنَاةَ الخُزَاعِيّ :
" ونَحْنُ صَبَحْنَا بِالتَّلاَعَةِ دارَكُمْبِأَسْيَافِنَا يَسْبِقْنَ لَوْمَ العَوَاذِلِ وقالَ اللَّيْثُ : التَّلَعُ مُحَرَّكَةً : شَبِيهُ التَّرَع في بَعْضِ المَعَانِي . وقالَ أبو عُبَيْدٍ : أَكْثَرُ ما يُرَادُ بالتَّلَعِ طُولُ العُنُقِ وقال غَيْرُهُ : هو انْتِصابُهُ وغِلَظُ أَصْلِهِ وجَدْلُ أَعْلاهُ . وقد تَلعَ ككَرُمَ وفَرِحَ تَلَعاً فهو أَتْلَعُ وتَلِيعٌ يُقَالُ : عَنُقٌ أَتْلَعُ وتَلِيعٌ فِيمَنْ ذَكَّرَ أَيْ طَوِيلٌ وتَلْعَاءُ فِيمَن أَنَّثَ . وجِيدٌ تَلِيعٌ : طَوِيلٌ . قال الأَعْشَى :
يَوْمَ تُبْدِي لَنَا قُتَيْلَةُ عَنْ جِي ... دٍ تَلِيعٍ تَزِينُهُ الأَطْواقُ ومِنَ المَجَازِ : تَلَعَ النَّهَارُ كمَنَعَ يَتْلَعُ تَلْعاً وتُلوعاً : ارْتَفَعَ كما في المُحْكَمِ والعُبَابِ والأَسَاسِ . وفي الصّحاحِ : طَلَعَ . وقالَ ابن دُرَيْدٍ : تَلَعَتِ الضُّحَى تُلُوعاً إِذا انِبَسَطَتْ . وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :
وكَأَنَّهُمْ في الآلِ إِذْ تَلَعَ الضُّحَى ... سُفُنٌ تَعُومُ قَدُ ألْبِسَتْ أَجْلالاَقالَ : وتَقُولُ : تَلَعَ الرَّجُلُ : إِذا أَخْرَجَ رَأْسَهُ كُلِّ شَيْءٍ كانَ فِيهِ وهو شِبْهُ طَلَعَ إِلاَّ أَنَّ طَلَعَ أَعَمُّ . وتَلَعَ الظَّبْىُ والثَّورُ مِن الكِنَاسِ إِذا أَخْرَجَ رَأْسَهُ مِنْهُ وسَمَا بجِيدِه عن ابن دُرَيْدٍ كَأَتْلَعَ . يُقَالُ : أَتْلَعَ رَأْسَهُ أَيْ أَطْلَعَ لِيَنْظُرَ نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ . قال ذُو الرُّمَّةِ :
" كما أَتْلَعَتْ مِنْ تَحْتِ أَرْطَى صَرِيمَةٍإِلَى نَبْأَةِ الصَّوْتِ الظَّباءُ الكَوَانِسُ ونَقَلَهُ اللَّيْثُ أَيْضاً هكَذَا . وإِنَاءٌ تَلِعٌ ككَتِفٍ : مَلآنُ لُغَةٌ في تِرَعٍ أَو لُثْغَةٌ كما في الصّحاح زادَ في اللَّسَانِ : أَوْ بَدَلٌ . وتَوْلَعٌ كجَوْهَرٍ ويُقَالُ : مِثْلُ فُوفَلٍ : ع قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَلَمَةَ :
لِمَنِ الدِّيَارُ بتَوْلَعٍ فيَبُوسِ ... فبَيَاضُ رَيْطَةَ غَيْرُ ذاتِ أَنِيسِ وقد تَقَدَّم إِنْشَادُه في ي ب س . ويُقَالُ : أَتْلَعَ الرَّجُلُ إِذا مَدَّ عُنُقَهُ مُتطَاوِلاً ومنهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنه : لَقَدْ أَتْلَعُوا أَعْنَاقَهُمْ إِلَى أَمْرٍ لَمْ يَكُونُوا أَهْلَهُ فوَقَعُوا دُونَهُ أَيْ رَفَعُوها
وقال ابنُ عَبّادٍ : المُتْلِعُ كمُحْسِنٍ : المَرْأَةُ الحَسْناءُ لأَنَّهَا تُتْلِعُ أَيْ تَمُدُّ رَأْسَهَا تَتَعَرَّض للنّاظِرِين إِلَيْهَا . والمُتَتَلِّعُ : الشَّاخِصُ لِلأَمْرِ . والَّذِي في العُبَابِ والتَّكْمِلَةِ : يُقَالُ : رَأَيْتُهُ مُسْتَتْلِعاً لِلْخَبَرِ أَي شاخَصاً له . والمُتَتَلِّعُ : الرَّافِعُ رَأْسَهُ يُقَالُ لِمَنْ لَزِمَ مَكَانَهُ : قَعَدَ فَما يَتَتَلَّعُ أَيْ فَما يَرْفَعُ رَأْسَه للنُّهُوضِ ولا يُرِيدُ البَراحَ . كَما في الصّحاح
ويُقَالُ : المُتَتَلِّعُ : المُتَقَدِّمُ قال أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الحَمِيرَ :
وَرَدْنَ والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رابِئِ ال ... ضُّرَباءِ فَوْقَ النَّجْمِ لا يَتَتَلَّعُ قال ابنُ بَرِّيّ : صَوَابُه خَلْفَ النَّجْمِ وكَذلِكَ رَوَاهُ سِيبَوَيه . قُلْتُ : ورَوَى أَبُو سَعِيدٍ دُونَ النَّجْمِ وفي رِوَايَة : فَوْق النَّظْم . والمُتَتَلِّع : فَرسُ مَزْيَدَة الحَارِثيّ كما في العُبَاب ووقع في التَّكْمِلَة : المُحَارِبيّ ورَوَاهُ ابنُ بَرّيّ في ب ل ع بالمُوَحَّدَةِ وقد أَشَرْنَا إِلَى ذلِك هُنَاكَ
وتَتَالَعَ في مَشْيِهِ إِذا مَدَّ عُنُقَهُ ورَفَعَ رَأْسَه وكَذلِكَ تَتَلَّع
ومُتَالِعٌ بالضَّمِّ : جَبَلٌ بالبَادِيَةِ في بِلادِ طَيِّئٍّ مُلاصِقٌ لأَجِأَ بَيْنَهُمَا طَرِيقٌ لبَنِي جُوَيْنِ بنِ جَرْمِ طَيِّئٍ ويُقَالُ لَه : مُتَالِعٌ الأَبْيَضُ وجَبَلٌ أَيْضاً في بِلادِهِمْ لِبَنِي صَخْرِ بنِ جَرْمٍ بَيْنَهُ وبَيْنَ أَجَأَ لَيْلَةٌ يقالُ لَهُ : مُتَالِعٌ الأَسْوَدُ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للَبِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه :
" دَرَسَ المَنَا بمُتَالِعٍ فأَبَانِ قالَ : أَرادَ المَنَازِلَ فحَذَفَ وهو قَبِيحٌ . قُلْتُ : وعَجْزُه فِيما رَواه الصّاغانِيّ وابنُ بَرِّيّ :
" فتَقَادَمَتْ بالحُبْسِ فالسُّوبانِ ويُرْوَى :
" بالحُبْسِ بَيْنَ البِيدِ والسُّوبانِ أَوْ جَبَلٌ لغَنِىّ بالحِمَى أَو جَبَلٌ لِبَنِي عُمَيْلَةَ : قالَ صَدَقَةُ بنُ نَافِعٍ العُمَيْلِيّ :
وهَلْ تَرْجِعَنْ أَيّامُنَا بمُتَالِعٍ ... وشَرْبٌ بأَوْشَالٍ لُهُنَّ طَلاَلُ أَو جَبَلٌ بِنَاحِيَة البَحْرَيْنِ بَيْنَ السَّوْدَةِ والأَحْسَاءِ كَذا في التَّهْذِيبِ وفي المُعْجَمِ وَرَاءَ طَخْفَةَ وفي سَفْحِهِ عَيْنٌ تَسِيحُ مَاء يُقَال لَهُ : عَيْنُ مُتَالِع . وفي المُعْجَمِ : يُقَالُ لها : الخَرّارَةُ وقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ حماراً وأَتَانَهُ :
" نَحَاهَا لِثَأْجٍ نَحْوَةً ثُمَّ إِنَّهُتَوَخَّى بِهَا العَيْنَيْنِ عَيْنَيْ مُتَالِعِ وقَالَ كُثَيِّر يَذْكُرُ رَوِايَتَه السّائِبَ - رَجُلاً مِنْ سَدُوسَ - :
بَكَى سائِبٌ لَمَّا رَأَى رَمْلَ عالِجٍ ... أَتَى دُونَهُ والهَضْبُ هَضْبُ مُتالِعِوزَادَ في المُعْجَمِ : ومُتَالِعُ أَيْضاً : جَبَلٌ في أَرْضِ كِلاَبٍ بَيْنَ الرُّمَّة وضَرِيَّةَ وشِعْبٌ فِيهِ نَخْلٌ لِبَنِي مُرَّةَ بنِ عَوْفٍ وقِيلَ : جَبَلٌ في دِيَارِ أَسَدٍ وقِيلَ : مَوْضِعٌ بين فَزارَةَ وَطَيِّئَ حَيْثُ يَلْتَقِي رَعِىُ الحَيَّيْنِ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : أَتْلَعَ النَّهَارُ : ارْتَفَعَ . ذَكَرَهُ ابن سِيَده والزَّمَخْشَرِيّ وهو مَجَاز . وأَتْلَعَت الضُّحَى : انْبَسَطَتْ ذَكَرَه ابنُ دُرَيْدٍ . وتَلَعُ الضُّحَى : وَقْتُ تُلُوعِهَا عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ :
أَأَن غَرَّدَت في بَطْنِ وَادٍ حَمَامَةٌ ... بَكَيْتَ ولم يَعْذِرْك بالجَهْلِ عاذِرُ
تَعَالَيْنَ فِي عُبْرِيِّه تَلَعَ الضُّحَى ... عَلَى فَنَنٍ قَد نعَّمَتْه السَّرِائرُ وتَلَعَ الرَّأْسُ نَفسُه إِذا خَرَجَ . نَقَلَه الأَزْهَرِيّ . والأَتْلَعُ والتَّلِعُ والتَّلِيعُ : الطَّوِيلُ . وقِيلَ : الطَّوِيلُ العُنُقِ . وقالَ اللَّيْثُ : والتَّلِعُ أَيْضاً : الأَتْلَع لأَنَّ فَعِلاً قَدْ يَدْخُلُ عَلَى أَفْعَلَ . وقَالَ الأَزْهَرِيُّ في تَرْجَمة بتع البَتِعُ : الطَّوِيلُ العُنُقِ . والتَّلِعُ : الطَّوِيلُ الظَّهْرِ . ويُقَالُ : رَجُلٌ تَلِعٌ بَيِّنُ التَّلَعِ وامْرَأَةٌ تَلْعَاءُ بَيِّنَةُ التَّلَعِ . ويقال : تَلِعَةٌ وتَليعة الأَخِيرَةُ عَن ابنِ عَبّادٍ
والتَّلِعَاتُ : جَمْعُ تَلِعَةٍ بكَسْرِ الّلامِ وهي قُلُوعُ السُّفُنِ وبه فُسِّرَ قَوْلُ غَيْلانَ الرَّبَعِيّ :
" يَسْتَمْسِكُونَ مِنْ حِذَارِ الإِلْقَاءْ
" بتَلِعَاتٍ كجُذُوعِ الصَّيصاءْ أَرادَ مِنْ خَشْيَةِ أَنْ يَقَعُوا في البَحْرِ فيَهْلِكُوا فيَتعَلَّقُونَ بقُلُوعِ هذِه السَّفِينَةِ الطَّوِيلَةِ حَتَّى كأَنَّهَا جُذُوعُ النَّخْلَةِ . ورَجُلٌ تَلِعٌ : كَثِيرُ التَّلَفُّتِ حَوْلَهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وكذلِكَ رَجُلٌ تَلِيعٌ . وسَيِّدٌ تَلِيعٌ وتَلِعٌ : رَفِيعٌ نقله اللَّيْثُ . وفي الحَدِيث : فيَجِيءُ مَطَرٌ لا يَمْتَنِعُ مِنْهُ ذَنَبُ تَلْعَةٍ يُرِيدُ كَثْرَتَهُ وأَنَّه لا يَخْلُو منه مَوْضِعٌ . وفي حَدِيثٍ آخَرَ لَيَضْرِبَنَّهُمُ المُؤْمِنُونَ حَتَّى لا يَمْنَعُوا ذَنَبَ تَلْعَةٍ . وقِيلَ : التَّلْعَةُ مِثْلُ الرَّحَبَة والجَمْعُ تَلْعُ . قال عارِقٌ الطّائِيّ :
وكُنَّا أُناساً دائِنِينَ بغِبْطَةٍ ... يَسِيلُ بِنَا تَلْعُ المَلاَ وأَبَارِقُهُ والتِّلاعَةُ بالكَسْرِ : ما ارْتَفَعَ مِن الأَرْضِ ويُشَبَّهُ به الناقَةُ ومنه قَوْلُ كُثَيِّرِ عَزَّةَ :
بِكُلِّ تِلاَعَةٍ كالبَدْرِ لَمَّا ... تَنَوَّرَ واسْتَقَلَّ عَلَى الجِبَالِ وقِيلَ : التِّلاعَةُ هُنَا : الطَّوِيلَةُ العُنُقِ المُرْتَفِعَتُه . وتَلْعَةُ بالفَتْح : مَوْضِعٌ قُرْبَ اليَمَامَةِ قالَ جَرِيرٌ :
أَلا رُبَّمَا هاجَ التَّذَكُّرُ والهَوَى ... بِتَلْعَةَ إِرْشاشَ الدُّمُوعِ السَّوَاجِمِ وقَالَ أَيْضاً :
وقَدْ كانَ في بَقْعَاءَ رِيٌّ لشَائكُمْ ... وتَلْعَةُ والجَوْفاءُ يَجْرِي غَدِيرُها وهكَذَا فَسَّرَه أَبو عُبَيْدَة كما سَيَأْتِي في ج و ف
مَتَعَ النَّهَارُ كمَنَعَ يَمْتَعُ مُتُوعاً بالضَّمِّ : ارْتَفَعَ وطالَ كما في الصِّحاحِ زادَ غيرُه : وامْتَدَّ وتَعَالَى وهُوَ مجازٌ كما صَرَّحَ بهِ الزَّمَخْشَرِيُّ وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لسُوَيْدٍ اليَشْكُرِيِّ :
يَسْبَحُ الآلُ على أعْلامِهَا ... وعلى البِيدِ إذا اليَوْمث مَتَعْ وهكذا أنْشَدَهُ ابنُ بَرِّيّ أيْضاً وأنْشَدَ اللَّيثُ :
وأدْرَكْنَا بها حَكَمَ بنَ عَمْروٍ ... وقَدْ مَتَعَ النَّهَارُ بِنا فَزَالا وقيلَ : مَتَعَ النَّهارُ مُتَوُعاً : إذا ارْتَفَعَ غايَةَ الارْتِفَاعِ وهو ما قَبْلَ الزَّوالِ كما في الأساسِ
ومن المَجَازِ مَتَعَ الضُّحَى وتَلَعَ : بَلَغ آخِرَ غايتهِ وهوَ عِنْدَ الضُّحَى الأكْبَرِ يُقَالُ جِئْتُه وقْتَ الضُّحَى الماتِعِ وهوَ الأكْبَر أو مَتَعَ الضُّحَى مُتُوعاً : تَرَجَّلَ وبَلَغ الغايَةَ وذلكَ عندَ أوّلِ الضُّحَى ومنه حَديثُ ابنِ عَبّاسٍ : أنّه كانَ يُفْتِي النّاسَ حَتّى إذا مَتَعَ الضُّحَى وسئِمَ... .
ومن المَجَازِ مَتَعَ بفُلانٍ مَتْعاً بالفَتْحِ ويُضَمُّ أي : كاذَبَه
ومن المَجَازِ : مَتَع السّرابُ مُتُوعاً : ارْتَفَعَ في أوّلِ النَّهارِز ومن المَجَازِ : مَتَعَ الحَبْلُ مُتُوعاً أي : أشْتَدَّ وذلك إذا جادَ فَتْلُه
ومن المَجَازِ : مَتَعَ النَّبِيذُ مُتُوعاً : إذا اشْتَدَّتْ حُمْرَتُه يُقَالُ : نَبِيذٌ : ماتِعٌ وكذلكَ خَلٌّ ماتِعٌ أي : شَدِيدانِ في الحُمْرَةِ وذلكَ إذا بَلغَا
ومن المَجَازِ : مَتَعَ الرَّجُلُ مُتُوعاً : جادَ وظَرُفَ وكَمُلَ في خِصالِ الخَيْرِ كمَتُعَ ككَرُمَ
ومن المَجَازِ : مَتَعَ بالشَّيءِ مَتْعاً بالفتْحِ : وعَلَيْهِ اقْتَصر الجَوْهَرِيُّ ومُتْعَةً بالضَّمِّ أي : ذَهَبَ بهِ يُقَالُ : لئن اشتَرَيْتَ هذا الغُلامَ لتَمْتَعَنَّ منْهُ بغُلامٍ صالحٍ أي : لتَذْهَبَنَّ بهِ نَقَله الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشريُّ والصّاغَانِيُّ إلاّ أن في نصّ الجَوْهَرِيُّ لتُمَتَّعَنَّ بالتَّشْدِيدِ لأنّه أوْرَدَهُ بعدَ قَوْلهِ : والمَتَاعُ أيْضاً : المَنْفَعَةُ وما تُمُتِّعَ بهِ وقد مَتَع بهِ يَمْتَعُ مَتْعاً يُقَالُ : لئن اشْتَرَيْتَ إلى آخرِه وأنْشَدَ للمُشَعَّثِ :
تَمَتَّعْ يا مثشَعَّثُ إنَّ شيئاً ... سَبَقْتَ بهِ المَماتَ هُوَ المَتاعُ قالَ : وبهذا البَيْتِ سُمِّي مُشعَثاً
والماتِعُ : الطَّويلُ منْ كُلِّ شَيءٍ وقد مَتَعَ الشَّيءُ مُتُوعاً كما في الصِّحاحِ يُقال : جَبَلٌ ماتِعٌ أي : طَويلٌ مُرْتَفعٌ ونَخْلَةٌ ماتِعَةٌ وفي حَديثِ كَعبٍ والدَّجَّالِ : يُسَخَّرُ مَعَهُ جَبَلٌ ماتِعٌ خِلاطُه ثَرِيدٌ أي : شاهِقٌ
ومن المَجَازِ الماتِعُ : الجَيِّدُ البالِغُ في الجَوْدَةِ منْ كُلِّ شَيءٍ قالَهُ أبو عَمْروٍ وأنْشَد :
خُذْهُ فَقَدْ أُعْطِيَتَهُ جَيّداً ... قَدْ أُحْكِمَتْ صَنْعَتُه ماتعَا والماتِعُ : الفاضِلُ المُرْتَفعُ منَ المَوَازِين أو الرّاجِحُ الزّائِدُ وفي بَعْضِ النُّسَخِ : والرّاجِحُ ومنْهُ قولُ النّابِغَةِ الذُّبْيانِيِّ :
إلى خَيْرِ دِينٍ نُسْكُه قدْ عَلِمْتُه ... ومِيزانُه في سُورَةِ البِرِّ ماتِعُ قالَ الجَوْهَرِيُّ : أي : راجِحٌ زائِدٌ
قُلْتُ : وبهِ يُفَسَّرُ أيْضاً قَوْلُ حَسّانٍ رضيَ اللهُ عنه :
إنْ سابَقُوا الناسّ يوْماً فازَ سَبْقُهم ... أوْ وازَنُوا أهْلَ مَجْدٍ بالنَّدَى مَتَعُوا أي : فَضُلُوا وارْتَفَعُوا أوْ رَجَحُوا وزادُوا
والماتِعُ : الجَيِّدُ الفَتْلِ منَ الحِبَالِ والماتِعُ : الشّديدُ الحُمَرَةِ منَ النَّبيذِ والخَلِّ وقَدْ مَتَعَ مُتَوعاً في كُلِّ ذلكَ
وماتِعٌ بلا لامٍ : والِدُ كَعْبٍ الحَبْرِ وقدْ تَقَدَّمَ ذِكرهُ في حبر والمَتَاعُ : المَنْفَعَةُ ومنه حَديثُ ابنِ الأكْوَعِ : قالُوا يا رسولَ اللهِ لوْلاَ مَتَّعْتَنَا بهِ أيْ تَرَكْتَنا نَنْتَفِعُ به وبهِ فُسِّرَتِ الآيةُ ليسَ عليْكُمْ جُناح أن تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فيهَا متاعٌ لكُمْ جاءَ في التَفْسيرِ أنَّه عَنَى بها الخَرَاباتِ الّتِي يَدْخُلُها أبْناءُ السَّبيل للانْتِفَاصِ منْ بَوْلٍ أو خَلاءٍ ومَعْنَى قَوْلِه عزَّ وجَلَّ : فيها متَاعٌ لكُمْ أي مَنْفَعَةٌ لَكُمْ تَقْضُونَ فيها حَوائِجَكُمْ مُسْتَتِرينَ عن الأبْصَارِ ورُؤْيَةِ النَّاسِ فذلكَ المَتَاعُ واللهُ أعْلَم بما أرادَ
والمَتَاعُ : السِّلْعَةُ
والمَتَاعُ : الأدَاةُ ومنه الحديثُ : أنَّهُ حَرَّمَ شَجَرَ المَدِينة ورَخَّصَ في الهَشِّ ومَتاعِ النّاضِحِ أرادَ أداةَ البَعِير الّتِي تُؤْخَذُ منَ الشَجَرِ
والمَتاعُ : كُلُّ ما تَمَتَّعْتَ بهِ كذا في الصِّحاحِ زادَ غَيْرُه : منَ الحَوَائِجِ ونَصُّ اللَّيْثِ : المَتَاعُ : ما يَسْتَمْتِعُ بهِ الإْنسَانُ في حَوَائِجِه وقالَ الأزْهَرِيُّ : المَتَاعُ في الأصْلِ : كُلُّ شَيءٍ يُنْتَفَعُ بهِ ويُتَبَلَّغُ بهِ ويُتَزَوَّدُ قالَ اللَّيْثُ : والدُّنْيَا مَتاعُ الغُرُورِ أرادَ : إنَّمَا العَيْشُ مَتاعُ أيّامٍ ثُمَّ يَزُولُ أي : بَقَاءُ أيّامٍ ج : أمْتِعَةٌ كما في العَيْنِ
وقَوْلُهُ تعالَى : ابْتِغَاءِ حِلْيَةٍ أي : ذهَبٍ وفِضَّةٍ أو مَتَاعٍ أيْ : حَديدٍ وصُفْرٍ ونُحَاسٍ ورَصاصٍ كذا في العُبَابِ وتَبِعَهُ المُصَنِّف في البَصائِرِ
والمُتْعَةُ بالضَّمِّ والكَسْرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الضّمِّ والكَسْرِ نَقَله الصّاغَانِيُّ في التَّكْمِلَةِ : اسْمٌ لتَّمْتِيعِ كالمَتَاعِ وفي العُبابِ : المُتْعَةُ والمَتَاعُ : اسْمَانِ يَقُومَانِ مَقامَ المَصْدَرِ الحَقيقيِّ وهُوَ التَّمْتِيعُ وهو في اللِّسانِ أيْضاً هكذا قالَ ومنْهُ قولُه تعالَى : مَتَاعاً إلى الحَوْلِ غَيْرَ إخْرَاجٍ أرادَ : مَتِّعُوهُنَّ تَمْتِيعاً فوَضَعَ مَتاعاً مَوْضِعَ تَمْتِيعٍ ولذلكَ عَدّاهُ بإلى أي : انْفَعُوهُنَّ بما تُوصُونَ بهِ لَهُنَّ منْ صِلَةٍ تَقُوتُهُنَّ إلى الحَوْلِ
ومن المَجَازِ : المُتْعَةُ بالضَّمِّ : أنْ تتَزَوَّجَ امْرَأةً تَتَمَتَّعُ بها أيّاماً ثُمَّ تُخَلِّي سَبيلَها وكان ذلكَ بمَكَّةَ حَرسها الله تعالى ثلاثَةَ أيّامٍ حِينَ حَجُّوا معَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ حَرَّمَهَا اللهُ تعَالى إلى يَوْمِ القِيامَةِ كانَ الرَّجُلُ يُشارِطُ المَرْأَةَ شَرْطاً على شَيءٍ بأجَلٍ مَعْلُومٍ ويُعْطِيهَا شَيْئاً فيَستَحِلُّ بذلكَ فَرْجَها ثُمَّ يُخَلِّ سَبِيلَهَا منْ غَيْرِ تَزْويجٍ ولا طَلاقٍ كما في العُبابِ
وقالَ الزَّجاجُ في قَوْلِه تعالى في سُورَةِ النِّساءِ : فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بهِ مِنْهُنَّ فآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً هذه الآيَةُ قَدْ غَلِطَ فيها قَوْمٌ غَلطاً عَظِيماً لجَهْلِهِم باللُّغَةِ وذلك أنَّهُم ذَهَبُوا إلى قَوْلهِ : فما استَمْتَعْتُمْ بهِ مِنْهُنَّ من المُتْعَةِ الّتِي أجْمَعَ أهْلُ العِلْمِ أنَّهَا حَرامٌ وإنَّما مَعْنَى فمَا اسْتَمتَعْتُم بهِ منْهُنَّ : فما نَكَحْتُم منْهُنَّ على الشَّرِيطَةِ الّتِي جَرَى في الآيَةِ آيَةِ الإحْصَانِ : أنْ تَبْتَغُوا بأمْوالكِمْ مُحْصِنينَ أي : عاقِدينَ التَّزْويجَ أي : فما استمتعْتُم بهِ منهُنَّ على عَقْدِ التَّزْويجِ الّذِي جَرَى ذِكْره آنِفاً : فآتُوهُنَّ أجُورَهُنَّ أي : مُهُورَهُنَّ فَرِيضَةً فإن استَمْعَ بالدُّخُولِ بها آتى المَهْرَ تَامّاً وإن اسْتَمْتَعَ بعَقْدِ النِّكاحِ آتَى نِصْفَ المَهْرِقالَ الأزْهَرِيُّ : فإن احتجَّ مُحْتَجٌ من الرَّوافِضِ بما يُرْوَى عن ابْنِ عباسٍ أنّه كانَ يَرَاها حَلالاً وأنَّه كانَ يَقْرَؤُها : فما اسْتَمْتَعتم بهِ منْهُنَّ إلى أجَلٍ مُسَمَّى فالثّابتُ عِنْدَنا أنَّ ابنَ عبّاسٍ كانَ يرَاها حلالاً ثُمَّ لمّا وقَفَ على نَهْي النبيِّ صلى الله عليه وسلم رَجَع عنْ إحلالِها
ثُمَّ قالَ : وقد صحَ النَّهْيُ عن المُتْعَةِ الشَّرْطِيَّةِ من جِهَاتٍ لو لَمْ يكُنْ فيهِ إلاّ ما رُويَ عن أميرِ المؤمنينَ عليِّ بنِ ابي طالبٍ رضيَ اللهُ عنه ونَهْيهِ ابنَ عبّاسٍ عَنْهَا لكانَ كافياً وقَدْ كانَ مُباحاً في أوَّلِ الإسْلامِ ثمَّ حُرِّمَ وهو الآنَ جائِزٌ عنْدَ الشِّيعَةِ
ومن المَجَازِ أيْضاً : مُتْعَةُ الحَجِّ وهو : أن تَضُمّ عُمْرةً إلى حَجِّكَ وقد تمَتَّعْتَ وصُورَتُه : أنْ يُحْرِمَ بالعُمْرَةِ في أشْهُرِ الحَجِّ فإذا أحْرَمَ بالعُمْرَةِ بَعْدَ إهْلالِهِ شَوّالاً فقَدْ صارَ مُتَمَتِّعاً بالعُمْرَةِ إلى الحَجِّ وسُمِّيَ بهِ لأنَّهُ إذا قَدِمَ مَكَّةَ وطافَ بالبيتِ وسَعَى بينَ الصَّفَا والمَرْوةَ حَلَّ منْ عُمْرَتهِ وحَلَقَ رأسَهُ وذَبحَ نُسُكَه الواجِبَ عليهِ لتَمَتُّعِه وحَلَّ لَهُ كلُّ شَيءٍ كانَ حَرُمَ عليهِ في إحْرامِهِ منَ النِّساءِ والطِّيبِ ثمَّ يُنشئُ بعدَ ذلكَ إحْراماً جَديداً للحَجِّ وقْتَ نُهُوضِه إلى مِنىً أو قَبْلَ ذلكَ منْ غَيْرِ أنْ يجبَ عليهِ الرُّجُوعُ إلى المِيقاتِ الّذِي أنْشَأَ مِنْهُ عُمْرَتَه فذلك تَمَتُّعهُ بالعُمْرة إلى الحجِّ أي : انتْفاعُه وتَبلُّغُه بما انْتَفعَ بهِ منْ حلْقٍ وطِيبٍ وتنَظُّفٍ وقضاءِ تَفثٍ وإلمامٍ بأهلهِ إنْ كانتْ معَهُ كذا في النِّهَايَةِ
والمُتْعَةُ : ما يُتَبَلَّغُ بهِ منَ الزّادِ ويُكْسَرُ فيهما أي : في الزّادِ وعُمْرةِ الحَجِّ ج : مُتَعٌ كصُرَدٍ وعِنَبٍ فيهِ لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّبٌ
والمُتْعَةُ : بالضَّمِّ : الدَّلُو والسّقاءُ والرِّشاءُ لأنَّ كُلاً من ذلك يُتَمَتَّعُ بهِ
وقيلَ : المُتْعَةُ الزّادُ القَليلُ والبُلْغَةُ من العَيشِ لا يَخْفَى أنَّ هذا معَ قَوْلِه قَريباً : ما يُتَبَلغُ بهِ تَكرارٌ فتأمَّلْ ويَقُولُ الرَّجُلُ لصاحِبه : ابْغِني مُتْعَةً أعِيشُ بها أي أبغِ لي شَيئاً آكُلُه أو زاداً أتزَوَّدُه أو قُوتاً اقْتاتُه
ومن ذلكَ : المُتْعَةُ : ما يُتَمَتَّعُ بهِ من الصَّيْدِ والطَّعامِ والجَمْعُ : مُتَعٌ ومنْهُ قَوْلُ الأعْشى يَصِفُ مَهاةً :
حتى إذا ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ صَبَّحَها ... منْ آلِ نَبْهانَ يَبْغِي صَحْبَهُ المُتَعا أي : صَيْداً يَعِيشُونَ بهِ ويُكْسَرُ في الثَّلاثَةِ الأخِيرَةِ نَقَلَه اللَّيثُ عن بَعْضٍ والجَمْعُ : مِتَعٌ كعِنَبٍ
ومن المَجَازِ : مُتْعَهُ المَرْأةِ : ما وُصِلَتْ بهِ بَعْدَ الطَّلاقِ منْ ثَوْبٍ أو طَعَامٍ أوْ دَرَاهِمَ أو خادِمٍ منْ غَيْرَ أنْ يَكُونَ لهُ لازِماً ولكنْ سُنَّةً وقَدْمَتَّعَها تَمْتِيعاً وقَوْلُه تعالَى : ومَتِّعُوهُنَّ على المُوسِعِ قَدَرُهُ وعلى المُقْتِرِ قَدَرُه أي : أعْطُوهُنَّ ما يَسْتَمْتِعْنَ بهِ ولَيسَ بمَعْنَى زَوِّدُوهُنَّ المُتَعَ قالَه الأزْهَرِيُّ
وأمْتَعَهُ اللهُ بكذا : أبْقَاهُ ليَتَمَتَّعَ بهِ فيما يُحِبُّ منَ الانْتِفَاعِ بهِ والسُّرُورِ بمَكانِهِ وقيلَ : مَتَّعَهُ اللهُ وأمْتَعَهُ : أطالَ لَهُ الانْتِفَاعَ بهِ وهو مجازٌ وقَرَأ ابنُ عامِرٍ فأُمْتِعُهُ قَلِيلاً بالتَّخْفيفِ أي : أُوَّخِّرُهُ وقولهُ تعالى : يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً أي : يُبْقِكُمْ بَقَاءً في عافِيَةٍ إلى وَقْتِ وَفَاتِكُمْ ولا يَسْتَأْصِلْكُمْ بالعَذابِ وأنْشأهُ بالشِّينِ المُعْجَمَةِ وفي بَعْضِ النُّسَخِ بالسِّين المُهْمَلَةِ وهو صَحيحٌ أيْضاً أي : أخَّرَه إلى أنْ يَنْتَهِيَ شَبَابُه كمَتَّعَهُ تَمْتِيعاً
وأمْتَعَ عَنْهُ : اسْتَغْنَى حَكاهُ أبو عَمْروٍ عن النُّمَيْرِيِّ كما في الصِّحاحِ
وأمْتَعَ بمالِهِ : تَمَتَّعَ وهُوَ قَوْلُ أبي زَيْدٍ وأبي عَمْروٍ ونَصُّ الأوّلِ : أمْتَعْتُ بالشَّيءِ : تَمَتَّعْتُ بهِ وأنْشَدَ الرّاعِي :خَلِيطَينِ في شَعْبَيْنِ شَتَّى تَجَاوَرَا ... قَدِيماً وكانَا بالتَّفَرُّقِ أمْتَعَا وأنْشَدَ الثانِي للرّاعِي أيْضاً :
ولكِنّما أجْدَى وأمْتَعَ جَدُّهُ ... بفِرْقٍ يُخَشِّيهِ بهَجْهَجَ ناعِقُهْ أي : تَمَتَّعَ جَدُّه بفِرْقٍ منَ الغَنَمِ وخالَفَهُمَا الأصْمَعِيُّ وروَى البَيْتَ الأوَّلَ : وكانَا للتَّفَرُّقِ باللامِ يَقُول : لَيْسَ أحَدٌ يُفارِقُ صاحِبَه إلاّ أمْتَعَهُ بشَيءٍ يَذْكُرُه بهِ فكانَ ما أمْتَعَ كُلُّ واحِدٍ منْ هذيْنِ صاحِبَه أنْ فارَقَهُ ورَوَى البَيْتَ الثانِي وأمْتَعَ جَدَّهُ بالنَّصْبِ أي : أمْتَعَ اللهُ جَدَّهُ كما في الصِّحاحِ كاسْتَمْتَعَ وقالَ الفَرّاءُ : اسْتَمْتَعُوا يَقُول : رَضُوا بنَصِيبِهمْ في الدُّنْيَا منْ أنْصِبائِهِمْ في الآخِرَةِ قالَهُ في تَفْسَِيرِ قوْلِه تعالى : فاسْتَمْتَعْتُمْ بخَلاقِكُمْ وقالَ الزَّجّاجُ : في قَوْلِه تعالى : فمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بهِ مِنْهُنَّ أي انْتَفَعْتُمْ بهِ منْ وَطْئهِنَّ
ويُقَالُ : أمْتَعَ بالشَّيءِ وتَمَتَعَ بهِ واسْتَمْتَعَ : دامَ لهُ ما يَسْتَمِدُّ مِنْهُ : قالَ أبو ذُؤَيْبٍ :
مَنايَا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ منَ أهْلِها ... جِهاراً ويَسْتَمْتِعْنَ بالأنَسِ الجَبْلِ وقد تَقَدَّمَ شَرْحُه في أنس
والتَّمْتِيعُ : التَّطْوِيلُ يُقَالُ : مَتُعَ الشَّيءِ : طالَ ومَتَّعَهُ غَيْرُه : طَوَّلَه نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأنْشَدَ للَبِيدٍ يَصِفُ نَخْلاً نابِتاً على الماءِ حتى طالَ إلى السَّمَاءِ فقالَ :
سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفَا وسَرِيُّهُ ... عُمٌّ نَواعِمُ بَيْنَهُنَّ كُرُومُ والصَّفَا والسَّرِيُّ : نَهْرَانِ بالبَحْرِينِ يَسْقِيانِ نَخِيلَ هَجَرَ
والتَّمْتِيعُ : التَّعْمِيرُ ومنْهُ قوْلُه تعالى : أفَرَأيْتَ إنْ مَتَّعْنَاهُمْ سنِينَ أي : أطَلْنا أعْمَارَهُم قالَهُ ثَعْلَبٌ وكذلك قَوْله تعالى : يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً أي يُعَمِّرْكُمْ وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : مَتاعُ المَرْأةِ : هَنُها
ومتَعَ النَّبَاتُ : طالَ
والمَطَرُ يُمَتِّعُ الكَلأ والشَّجَرَ
والمَرْأَةُ تُمَتِّعُ صَبِيَّها أي : تَغْذُوهُ بالدَّرِّ
وخَلٌّ ماتِعٌ : بالِغٌ
وهذهِ أمْتِعَةُ فُلانٍ وأماتِعُه : جَمْعُ الجَمْعِ وحَكَى ابنُ الأعْرَابِيّ أماتِيعُ فَهُو منْ بابِ أقاطِيعَ
والمُتْعُ والمَتْعُ بالضَّمِّ والفَتْحِ : الكَيْدُ الأخِيرَةُ عنْ كُراع والأُولَى أعْلَى قالَ رُؤْبَةُ :
" مِنْ مُتْعِ أعْداءٍ وحَوْضٍ تَهْدِمُهْ . وأمْتَعَنِي بفِرَاقِه : جَعَلَ مَتاعِي فِرَاقَه وهو مجازٌ
وقولُ الفَرَزْدَقِ فيما أنْشَدَه المازِنِيُّ :
ومِنّا غَداةَ الرَّوْعِ فِتْيانُ نَجْدَةٍ ... إذا مَتَعَتْ بَعْدَ الأكُفِّ الأشَاجِعُ فَسَّرَه فقالَ : أي احْمَرَّتِ الأكُفُّ والأشَاجِعُ منَ الدَّمِ وقالَ غَيْرُهُ : أي : ارتَفَعَتْ