تَبِعَهُ كفَرِحَ يَتْبَعُهُ تَبَعاً مُحَرَّكَةً وَتَبَاعَةً كسَحَابَةٍ : مَشَى خَلْفَهُ أَوْ مَرَّ به فمَضَى مَعَهُ يُقَالُ : تَبعَ الشَّيْءَ تَبَاعاً فِي الأَفْعَالِ . وتَبِعَ الشَّيْءَ تُبُوعاً : سارَ في إِثْرِهِ
والتَّبِعَةُ كَفَرِحَةٍ وكِتَابَةٍ : الشَّيْءُ الَّذِي لك فيه بُغْيَةٌ شِبْهُ ظُلاَمَةٍ ونَحْوِها كما في العُبَابِ والتَّهْذِيب . وفي اللّسَانِ : ما اتَّبَعْتَ به صاحِبَكَ من ظُلامَةٍ ونَحْوِهَا . ويُقَالُ : ما عَلَيْه من اللهِ في هذَا تَبِعَةٌ ولا تِبَاعَةٌ ومِنْهُ الحَدِيثُ : ما المالُ الَّذِي لَيْسَ فِيه تَبِعَةٌ مِنْ طالِبٍ ولا مِنْ ضَيْفٍ يريد بالتَّبِعَةِ ما يَتْبَعُ المالَ مِنْ نَوَائبِ الحُقُوقِ وهو من : تَبِعْتُ الرَّجُلَ بحَقِّي . وقالَ الشاعِرُ :
أَكَلَتْ حَنِيفَةُ رَبَّهَا ... زَمَنَ التَّقَحُّمِ والمَجَاعَهْ
لَمْ يَحْذَرُوا مِن رَبِّهِمْ ... سُوءَ العَوَاقِبِ والتِّبَاعَهْ والتَّبِعَاتُ التِّباعَاتُ : ما فيه إِثْمٌ يُتْبَعُ به قَالَ وَدّاكُ بنُ ثُمَيْلٍ :
هِيمٌ إِلى الموت إِذا خُيِّروا ... بَيْنَ تِبَاعاتٍ وتَقْتَالِ والتَّبَعُ مُحَرَّكَة : التَّابِعُ يَكُونُ وَاحِداً وجَمْعاً ومِنْهُ قُوْلَهُ تَعَالَى : " إِنّا كُنّا لَكُمْ تَبَعاً " يَكُونُ اسْماً لجَمْعِ تابِعٍ ويَكُونُ مَصْدَراً أَي ذَوِي تَبَعٍ . وج : أَتْبَاعٌ . وقالَ كُرَاع : جَمْعُ تابِعٍ . ونَظِيرُهُ : خَادِمٌ وخَدَمٌ وطَالِبٌ وطَلَبٌ وغَائِبٌ وغَيَبٌ وسَالِفٌ وسَلَفٌ ورَاصِدٌ ورَصدٌ ورائِح ورَوَحٌ وفَارِطٌ وفَرَطٌ وحَارِسٌ وحَرَسٌ وعَاسِسٌ وعَسَسٌ وقافِلٌ من سَفره وقَفَلٌ وخَائِلٌ وَخَوَلٌ وخَابِلٌ وخَبَلٌ وهو الشَّيْطَانُ وبَعِيرٌ هامِلٌ وهَمَلٌ وهو الضّالُّ المُهْمَلُ فكُلُّ هؤلاءِ جَمْعٌ . وقالَ سيبَوَيْه : إِنَّهَا أَسْماءٌ لِجَمْعٍ وهو الصَّحِيحُ . والتَّبَعُ أَيْضاً : قَوَائمُ الدَّابَّةِ وأَنْشَدَ سِيبَوَيهِ لأَبِي كاهِلٍ اليْشَكُرِيّ :
يَسْحَبُ اللَّيْلُ نَجُوماً طُلَّعاً ... فتَوَالِيها بَطِيئاتُ التَّبَعْ ويُرْوَى : ظُلَّعاً . وقَالَ أَبو دُوَادٍ يَصِفُ الظَّبْيَةَ :
وقَوَائِمِ تَبَعٌ لَهَا ... مِنْ خَلْفِهَا زَمَعٌ زَوَائِدْ وفي التَّهْذِيب عن اللَّيْثُ : التَّبَعُ : ما تَبِعَ أَثَرَ شَيْءٍ فهو تَبَعُهُ وأَنْشَدَ لَهُ يَصِفُ ظَبْية :
وقَوَائمٌ تَبَعٌ لهَا ... من خَلْفِهَا زَمَعٌ مُعَلَّق قال الصّاغَانِي : الرَّوَايَة :
وقُوَائمٌ خُذُفٌ لَهَا ... مِنْ فَوْقِها . . وخُذُفٌ أَي تَخْذِفُ الحَصَى . وقَوْلُهُ يَصِفُ ظَبْيَةً غَلَطٌ وإِنَّمَا يَصِفُ ثَوْراً
والتُّبُّعُ بضَمَّتَيْن مُشَدَّدة الباءِ وكَذلِكَ التُّبَّع كسُكَّرٍ : الظِّلُّ سُمِّيَ به لأَنَّهُ يَتْبَعُ الشَّمْسَ حَيْثُمَا زَالَتْ وبهما رُوِيَ قَوْلُ سُعْدَى الجُهَنِيَّةِ تَرْثِي أَخاها أَسْعَدَ :
يَرِدُ المِيَاهَ نَفِيضَةً وحَضِيرَةً ... وِرْدَ القَطَاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ اسْمِئْلالُهُ : بُلُوغُهُ نِصْفَ النَّهَارِ وضُمُورُهُ . قَال أَبُو لَيْلَى : لَيْسَ الظِّلُّ هُنَا ظِلَّ النَّهَار إِنَّمَا هو ظِلُّ اللَّيْلِ . قالَ اللهُ تَعَالَى : " أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ " والظِّلُّ هو اللَّيْلُ في كَلامِ العَرَبِ . أَرَادَتْ أَنّ هذا الرَّجُلَ يَرِدُ المِيَاهَ بالأَسْحَارِ قَبْلَ كُلِّ أَحِدٍ وأَنْشَدَ :
قَدْ صَبَّحَتْ والظِّلُّ غَضُّ مَا زَحَلْ ... وحَاضِرُ الماءِ هُجُودٌ ومُصَلْ قالَ : والتُّبَّع : ظِلُّ النَّهَارِ واشْتُقَّ هذا مِن ظِلِّ اللَّيْلِ
وتَبَعَةٌ مُحَرَّكَة وتَقَدَّمَ أَنَّ أَبا عُبَيْدٍ البَكْرِيّ ضَبَطَهُ بِفَتْحِ الباءِ المُوَحَّدَةِ وسُكُونِ التَّاءِ المُثَنّاةِ الفَوْقِيَة ومِثْلُه في مُعْجَمِ ياقُوتٍ نَقْلاً عن الأَصْمَعِيِّ وقَدْ صَحَّفَهُ الصّاغَانِيّ وقَلَّدَهُ المُصَنِّفُ . قال الأَصِمَعِيُّ : هي هَضْبَةٌ بجِلْذَانَ من أَرْضِ الطّائفِ فيها نُقوبٌ كُلُّ نَقْبٍ قَدْرُ ساعَةٍ كانَتْ تُلْتَقَطُ فِيهَا السُّيُوفُ العَادِيَّةُ والخَرَزُ وساكِنُوها بَنُو نَصْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ
والتّابِعُ والتّابِعَةُ : الجِنِّيُّ والجِنِّيَّةُ يَكُونَانِ مع الإِنْسَانِ يَتْبَعَانِهِ حَيْثُ ذَهَبَ . ومنه حَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عنه : أَوَّلُ خَبَرٍ قَدِمَ المَدِينَةَ امْرَأَةٌ لها تَابعٌ فجاءَ في صُورَةِ طائرٍ حَتَّى وَقَعَ فقالَتْ : انْزِلْ قالَ : إِنَّهُ ظَهَرَ بمَكَّةَ نَبِيٌّ حَرَّمَ الزِّنَا ومَنَعَ مِنّا القَرَارَ . والتابِعُ هُنَا : جِنِّيٌّ يَتْبَعُ المَرْأَةَ يُحِبُّهَا . والتّابِعَةُ : تَتْبَعُ الرَّجُلَ تُحِبُّه
وقِيلَ : التّابِعَةُ : الرَّئِيُّ من الجِنِّ وإِنَّمَا أَلْحَقُوا الهاءَ للمُبَالَغَةِ أَوْ لتَشْنِيعِ الأَمْرِ أَو عَلَى إِرادَةِ الدّاهِيَة والجَمْعُ : التَّوَابعُ وهُنَّ القُرَنَاءُ . وتَابِعُ النَّجْمِ : اسْمُ الدَّبَرَانِ وسُمِّيَ به تَفاؤُلاً وفي العُبَابِ : تَطَيُّراً مِنْ لَفْظِهِ قال الأَزْهَرِيّ : وسَمِعْتُ بَعْضَ العَرَبِ يُسَمِّى الدَّبَرانَ تُوَيْبِعاً بالتَّصْغِيرِ . وقَالَ ابنُ بَرِّيّ : ويُقَالُ له : الحادِي والتَّالِي وأَنْشَدَ لِمُهَلْهِلٍ :
كَأَنّ التّابِعَ المِسْكِينَ فيها ... أَجِيرُ في حُدَايَاتِ الوَقِيرِ ويُسَمَّى الدَّبَرانُ أَيْضاً تُبَّعاً كسُكَّرٍ قَالَهُ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ : وبه فُسِّرَ بَيْتُ سُعْدَى الجُهَنِيّة وقالَ : إِنَّما سُمِّىَ به لإتِّباعِه الثُّرَيَّا . قالَ الأَزْهَرِيُّ : وما أَشْبَهَ ما قَالَهُ بالصُّوابِ لأَنَّ القَطَا تَرِدُ المِيَاهَ لَيْلاً وقَلَّمَا تَرِدُ نَهَاراً ولذلِكَ يُقَالُ : أَدَلُّ مِن قَطَاةٍ ويَدُلُّ عَلَى ذلِكَ قَوْلُ لَبِيدٍ :
فوَرَدْنَا قَبْلَ فُرَّاطِ القَطَا ... إِنَّ مِنْ وِرْدِيَ تَغْلِيسَ النَّهَلْ والتَّبِيعُ كأَمِيرٍ : النَّاصِرُ تَقُولُ : وَجَدْتُ علَى فُلانٍ تَبِيعاً أَيْ نَصِيراً مُتَابِعاً . نَقَلَهُ اللَّيْثُ
والتَّبِيعُ : الَّذِي لك عَلَيْهِ مَالٌ وتَتَابِعُهُ أَي تَطَالِبُه به
والتَّبِيعُ أَيْضاً : التَّابِعُ ومنه قَوْلُه تَعالَى : " ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً " قَالَ الفَرّاءُ : أَيْ ثَائراً ولا طَالِباً بالثَّأْرِ . وقالَ الزَّجَّاجُ : مَعْنَاهُ لا تَجِدُوا مَنْ يَتْبَعُنَا بإِنْكَارِ مَا نَزَلَ بِكُمْ ولا يَتْبَعُنَا بِأَنْ يَصْرِفَه عَنْكُمْ وقِيلَ : تَبِيعاً : مُطَالِباً . والتَّبِيعُ : وَلَدُ البَقَرَةِ في الأُولَى ثُمَّ جَذَعٌ ثُمَّ ثَنِيٌّ ثُمَّ رَبَاعٌ ثُمَّ سَدِيسٌ ثم سَالِغٌ قالَهُ أَبُو فَقْعَسٍ الأَسَدِيُّ وهي بِهَاءٍ
وقالَ اللَّيْثُ : التَّبِيعُ : العِجْلُ المُدْرِكُ لأَنَّهُ يَتْبَعُ أُمَّهُ بَعْدُ . قالَ الأَزْهَرِيّ : وهذا وَهَمٌ لأَنَّهُ يُدْرِكُ إِذا أَثْنَى أَي صَارَ ثَنِيّاً . والتَّبِيعُ من البَقَرِ يُسَمَّى تَبِيعاً حِينَ يَسْتَكْمِلُ الحَوْلَ ولا يُسَمَّى تِبِيعاً قَبْلَ ذلِكَ فإِذَا اسْتَكْمَلَ عَامَيْنِ فهو جَذَعٌ . فإِذا اسْتَوْفَى ثَلاَثَةَ أَعْوَامٍ فهو ثَنِيٌّ وحِينَئِذٍ مُسِنٌّ والأُنْثَى مُسِنَّةٌ وهي الَّتِي تَؤْخَذُ في أَرْبَعِينَ مِن البَقَرِ . قُلْتُ : وسَيَأْتِي البَحْثُ في ذلِكَ في س ل غج : تِبَاعٌ وتَبَائعُ كصِحَافٍ وصَحَائفَ . وفي العُبَابِ : مِثْلُ أَفِيلٍ وإِفَالٍ وأَفائِلَ عن أَبي عَمْروٍ والَّذِي في اللِّسَان : جَمْعُ تِبِيعٍ أَتْبِعَةٌ وأَتابِعُ وأَتَابِيعُ كلاهُمَا جَمْعُ الجَمْعِ والأَخِيرَةُ نَادِرَةٌ
والتَّبِيعُ : الَّذِي اسْتَوَى قَرْناهُ وأُذُنَاهُ . قالَهُ الشَّعْبِيُّ قالَ ابنُ فارِسٍ : هذا من طَرِيقَةِ الفُتْيَا لا مِن القِيَاسِ في اللُّغَة . وتَبِيعٌ : وَالِدُ الحَارِثِ الرُّعَيْنِي الصَّحابِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ هكَذَا ضَبَطَهُ ابنُ مَاكُولاَ كأَمِيرٍ . قالَ الذَّهَبِيّ : لَهُ وِفَادَةٌ وشَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ أَو هو تُبَيْعٌ كزُبَيْرٍ . وقالَ ابنُ حَبِيب : هو الحَارِثُ بن يُثَيْعٍ بضم الياءِ التَّحْتِيَّة وفَتْح الثاءِ المُثَلَّثِةِ مُصغَّراً كتُبَيْعِ بنِ عامِرٍ الحِمْيَرِيّ وهو ابن امرأَةِ كَعْبِ الأَحْبَارِ من المُحَدِّثِينَ وقد سَبَقَ له في ح ب ر أَنَّه لا يُقَالُ كَعْبُ الأَحْبَار وإِنَّمَا يُقَالُ كَعْبُ الحَبْرِ وقد غَفَلَ عَنْ ذلِكَ . وتُبَيْعِ بنِ سُلَيْمَانَ أَبِي العَدَبَّسِ المُحَدِّث وهو المَعْرُوفُ بالأَصْغَرِ سَمَّاهُ أَبُو حاتِمٍ هكَذَا مَرَّةً وقالَ مَرَّةً أُخْرَى : لا يُسَمَّى ويَرْوِي عَن أَبِي مَرْزُوقٍ وعَنْهُ أَبُو العَدَبَّسِ وقد تَقَدَّمَ ذِكْرُه في ع د ب س وهُنَاكَ لَمْ يُذْكَر إِلاَّ أَبا العَدَبَّس الأَكْبَرَ ولَوْ جَمَعَ بَيْنَهُمَا كانَ أَحْسَنَ . فراجِعْهُ
والتَّبَابِعَةُ هكَذا بِباءَيْنِ مُوَحَّدَتَيْنِ : مُلُوكُ اليَمَنِ ويُوجَدُ في بَعْضِ النُّسَخِ : التَّتابَعَةُ بتاءَيْنِ فَوْقَيِّتَيْن وهو غَلَطٌ الوَاحِدُ تُبَّعٌ كسُكَّرٍ سُمُّوا بذلِكَ لأَنَّهُ يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً كُلَّمَا هَلَكَ وَاحِدٌ قامَ مَقَامَهُ آخَرُ تَابِعاً له على مِثْلِ سِيرَتِهِ وزَادُوا الهاءَ في التَّبَابِعَةِ لإِرادَةِ النَّسَبِ
وقَوْلُه تَعالَى : " أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمٌ تُبَّعٍ " قالَ الزَّجّاج : جاءَ في التَّفْسِيرِ أَنَّ تُبَّعاً كانَ مَلِكاً من المُلُوكِ وكانَ مُؤْمِناً وأَنَّ قَوْمَهُ كانُوا كافِرِينَ وجاءَ أَيْضاً أَنَّهُ نُظِرَ إِلَى كِتَابٍ عَلَى قَبْرَيْنِ بنَاحِيَةِ حَمْيَرَ : هذا قَبْرُ رَضْوَى وقَبْرُ حُبَّى ابْنَتَيْ تُبَّعٍ لا تُشْرِكان بِاللهِ شَيْئاً . وفي الحَدِيثِ لا تَسُبُّوا تُبَّعاً فإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ كَسَا الكَعْبَة وقِيلَ : اسْمُه أَسْعَدُ أَبُو كَرِبٍ . وقالَ اللَّيْثُ : التَّبَابِعَةُ في حِمْيَرَ كالأَكاسِرَةِ في الفُرْسِ والقَيَاصِرَةِ في الرُّومِ ولا يُسَمَّى به إِلاَّ إِذا كَانَتْ هكَذَا في النُّسَخ ونَصُّ العَيْنِ : دَانَتْ لَهُ حِمْيَرُ وحَضْرَمَوْتُ وزادَ غَيْرُه : وسَبَأٌ وإِذا لَمْ تَدِنْ لَهُ هاتانِ لَمْ يُسَمَّ تُبَّعاً
ودَارُ التَّبَابِعَةِ بِمَكَّةَ مَعْرُوفَةٌ وهي الَّتِي وُلِدَ فِيها النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم كما في العُبَابِ
والتُّبَّعُ كسُكَّرٍ : الظِّلُّ لأَنَّهُ يَتْبَعُ الشَّمْسَ وهذِهِ هي اللُّغَةُ الثَّانِيَةُ الَّتِي أَشَرْنَا إِلَيْهَا قَرِيباً ولَوْ ذَكَرَهُمَا في مَوْضِعٍ وَاحِدٍ كَانَ أَصْنَعَ وهكَذَا رُوِيَ بَيْتُ سُعْدَى الجُهَنِيَّةِ الَّذِي تَقَدَّم ذِكْرُهُ
ومِنَ المَجَازِ : التُّبَّع : ضَرْبٌ من اليَعَاسِيبِ أَعْظَمُها وأَحْسَنُهَا ج : التَّبَابِيعُ نَقَلَهُ اللَّيْثُ ويُقَالُ مِنْ ذلِكَ : تَبِعَت النَّحْلُ تُبَّعَهَا أَيْ يَعْسُوبَها الأَعْظَم تَشْبِيهاً بِأْولئِكَ المُلُوكِ ووَقَعَ في اللِّسَانِ : والجَمْعُ التَّبَابِعُ . وقالَ ابنُ عبّادٍ : يُقَالُ : ما أَدْرِي أَيُّ تُبَّعٍ هُوَ ؟ أَيْ أَيُّ النّاسِ هووأَبو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيدٍ التُّبَّعِيّ : مُحَدِّثٌ روَى عن القاسِمِ بن الحَكَمِ وعنه زَنْجَوَيْه بنُ مُحَمَّدٍ اللَّبّادُ نَقَلَه الحَافِظُ . وقالَ يُونُسُ : رَجُلٌ تُبَعٌ للكَلامِ كصُرَدٍ وهو مَنْ يُتْبَعُ بَعْضَ كَلامِهِ بَعْضاً . وتَبُّوعُ الشَّمْسِ كتَنُّورٍ : رِيحٌ يُقَال لَهَا : النُّكَيْبَاءُ تهُبُّ الغَدَاةِ مع طُلُوعِهَا مِن نَحْوِ الصَّبا لا نَشَءَ معها فتَدُورُ في مَهَابِّ الرِّيَاحِ حَتَّى تَعُودَ إِلَى مَهَبِّ الصَّبَا حَيْثُ بَدَأَتْ بالغَدَاةِ . قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : والعَرَبُ تَكْرَهُها . وتِبْعُ المَرْأَةِ بالكَسْرِ : عاشِقُها وتَابِعُهَا حَيْثُ ذَهَبَتْ . وحَكَى اللِّحْيَانِيّ : هو تِبْعُ نِسَاءٍ وهي تِبْعَتُه . وقالَ الأَزْهَرِيّ : تِبْعُ نِسَاءٍ أَيْ يَتْتَبعُهُنَّ وحِدْثُ نِسَاءٍ : يُحَادِثُهُنَّ وزِيرُ نِسَاءٍ : يَزُورُهُنَّ وخِلْبُ نِسَاءٍ : إِذا كَانَ يُخَالِبُهُنَّ
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : بَقَرَةٌ تَبْعَى كسَكْرَى أَيْ مُسْتَحْرِمَةٌ . وأَتْبَعْتُهُم مِثْلُ تَبِعْتُهُم وذلِكَ إِذا كَانُوا سَبَقُوكَ فلَحِقْتَهَمْ نَقَلَه أَبُو عُبَيْدٍ . ويُقَالُ : أَتْبَعَهُ : إِذا قَفَاهُ وتَطَلَّبَهُ مُتَتَبِّعاً لهُ وأَتْبَعْتُهُم أَيْضاً غَيْرِي . وقَوْلُه تَعالَى : " فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعُوْنُ بِجُنُودِه " أَراد أَتْبَعَهُمْ إِيّاهُمْ . وقالَ ابنُ عَرَفَةَ : أَيْ لَحِقُهُمْ أَو كادَ ومنهُ قَوْلُه تعالَى : " فأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ " أَي لَحِقَهُ . قالَ الفَرّاء : يُقَالُ : تَبِعَهُ وأَتْبَعَهُ ولَحِقَهُ وأَلْحَقُهُ وكَذلِكَ قَوْلُه : " فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ " وقَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ : " فأَتْبَعَ سَبَباً " وفاتَّبَعَ سَبَباً بتَشْدِيدِ التَّاءِ ومَعْنَاها تَبِعَ وكانَ أَبُو عَمْروِ بنُ العَلاءِ يَقْرَؤُها بالتَّشْدِيدِ وهي قِرَاءَةُ أَهْلِ المَدِينَةِ وكانَ الكِسَائيُّ يَقْرَؤُهَا بقَطْعِ الأَلِفِ أَيْ لَحِقَ وأَدْرَكَ . قَالَ أَبو عَبَيْدٍ : وقِرَاءَةُ أَبِي عَمْروٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِن قَوْلِ الكِسَائيّ
وفي المَثَلِ : أَتْبِعِ الفَرَسَ لِجَامَهَا أَوْ أَتْبِعِ النَّاقَةَ زِمَامَها أَو أَتْبِعِ الدَّلْوَ رِشَاءَهَا كُلُّ ذلِكَ يُضَرَبُ لِلأَمْرَ باسْتِكْمَالِ المَعْرُوفِ واسْتِتْمَامِهِ وعلَى الأَخِيرِ قَوْلُ قَيْسِ ابنِ الخَطِيمِ :
" إِذا ما شَرِبْتُ أَرْبَعاً خَطَّ مِئْزَرِيوأَتْبَعْتُ دَلْوِي في السَّمَاحِ رِشَاءَهَاوقال أَبو عُبَيْدٍ : أَرَى مَعْنَى المَثَلِ الأَوّلِ : إِنَّكَ قَدْ جُدْتَ بالفَرَسِ واللِّجَامُ أَيْسَرُ خَطْباً فَأَتِمَّ الحَاجَةَ لِمَا أَنَّ الفَرْسَ لا غِنَى به عَن اللِّجَام . قالَهُ ضِرارُ بنَ عَمْروٍ الضَّبِّيُّ والَّذِي حَقَّقه المُفَضّل وغَيْرُه أَنَّ المَثَلَ لعَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ قالُوا : لَمَّا أَغَارَ ضِرارٌ عَلى حَيِّ عَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ الكَلْبِيِّ فأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ وسَبَى ذَرَارِيَّهم وسارَ بالغَنَائمِ والسَّبْيِ إِلَى أَرْضِ نَجْدٍ ولَمْ يَحْضُرْهُمْ عَمْرو أَي لم يَشْهَدْ غارَةَ ضِرَارٍ عَلَيْهِمْ فحَضَرَ أَيْ قَدِمَ علَى قَوْمِهِ فقيلَ لَهُ : إِنَّ ضِرَارَ بنَ عَمْروٍ أَغارَ على الحَيِّ فَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ وذَرَارِيَّهُمْ فتَبِعَهُ عَمْروٌ فلَحِقَه قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلى أَرْضِهِ فَقَالُ عَمْروُ بنُ ثَعْلَبَةَ لضِرَارٍ : رُدَّ عَلَيَّ أَهْلِي ومَالِي . فرَدَّهُمَا عَلَيْه فَقَالَ : رُدَّ عَلَيَّ قِيَانِي فَرَدَّ عَلَيْه قَيْنَتَه الرائعَةَ وحَبَسَ ابْنَتَهَا سَلْمَى بِنْتَ عَطِيَّة بنِ وائلٍ . فقَالَ له حِينَئذٍ : يا أَبا قَبِيصَةَ أَتْبِعِ الفَرَسَ لِجَامَهَا . وكانَ المُفَضَّلُ يَذْكُرُ أَنّ المَثَلَ لعَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ الكَلْبِيّ أَخِي عَدِيّ بنِ جَنَابٍ الكَلْبِيّ وكان ضِرارُ بنُ عَمْروٍ الضَّبِّيُّ أِغَارَ عَلَيْهُمْ فَسَبَى يَوْمَئذٍ سَلْمَى بِنْتَ وَائِلٍ وكانَتْ يَوْمَئذٍ أَمَةً لعَمْرِو بن ثَعْلَبَةَ وهي أُمُّ النُّعْمَانِ ابنِ المُنْذِرِ فمَضَى بِها ضِرَارٌ مع ما غَنِمَ فأَدْرَكُهُمْ عَمْرُو بنُ ثَعْلَبَةَ وكَانَ صَدِيقاً له وقال : أُنْشِدُكَ الإِخَاءَ والمَوَدَّةَ إِلاَّ رَدَدْتَ عَلَيَّ أَهْلِي . فجَعَلَ يَرُدُّ شَيْئاً شَيْئاً حَتَّى بَقِيَتْ سَلْمَى وكانَتْ قد أَعْجَبَتْ ضِراراً فأَبَى أَنْ يَرُدَّها فقالَ عَمْروٌ : يا ضِرارُ أَتْبِعِ الفَرَسَ لِجَامَها فَأَرْسَلَها مَثَلاً
وشَاةٌ مُتْبِعٌ وبَقَرَةٌ مُتْبِعٌ وجارِيَةٌ مُتْبِعُ كمُحْسِنٍ في الكُلِّ : يَتْبَعُهَا وَلَدُهَا ويُقَالُ : بَقَرَةٌ مُتْبِعٌ : ذَاتُ تَبِيعٍ وحَكَى ابنُ بَرِّيّ فيها : مُتْبِعَةٌ أَيْضاً وخَادِمٌ مُتْبِعٌ : يَتْبَعُهَا وَلَدُها حَيْثُما أَقْبَلَتْ وأَدْبَرَتْ وعَمّ بِه اللِّحْيَانِيّ فقال : المُتْبِعُ : الَّتِي مَعَهَا أَوْلاَدٌ . والإِتْبَاعُ في الكَلامِ مِثْلُ : حَسَنْ بَسَنْ وقَبِيح شَقِيح وشَيْطَان لَيْطان ونَحْوِهَا . والتَّتْبِيعُ : التَّتَبُّعُ وقال اللَّيْثُ : أَمّا التَّتْبُّع فهُوَ أَنْ يَتَتَبَّع في مُهْلَةٍ شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ وفلانٌ يَتَتَبَّع مَسَاوِئَ فُلان وأَثَرَهُ ويَتَتَبَّع مَدَاقَّ الأُمُور ونَحْوَ ذلِك
والإِتْبَاعُ والاتِّباعُ الأَخِيرُ على افْتِعَالٍ كالتَّبَعِ ويُقَالُ : أَتْبَعَهُ أَيْ حَذَا حَذْوَهُ . وقَال أَبُو عُبَيْدٍ : اتَّبَعْتُهُمْ مِثْلُ افْتَعَلْتُ إِذا مَرُّوا بِكَ فمَضَيْتَ وتَبِعْتُهُمْ تَبَعاً مِثْلُه . ويُقَالُ : ما زِلْتُ أَتَّبِعُهُمْ حَتَّى أَتْبَعْتُهُمْ أَيْ حَتَّى أَدْرَكْتُهُم . وقالَ الفَرّاءُ : أَتْبَعَ أَحْسَنُ مِنَ اتَّبَعَ لأَن الإتِّباع أَنْ يَسِيرَ الرَّجُلُ وأَنْتَ تَسِيرُ وَرَاءَهُ فإِذا قُلْتَ : أَتْبَعْتُهُ فكَأَنَّكَ قَفَوْتَهُ . وقالَ اللَّيْثُ : تَبِعْتُ فُلاناً واتَّبَعْتُهُ وأَتْبَعْتُهُ سَوَاءٌ
وأَتْبَعَ فُلانٌ فُلاناً إِذا تَبِعَهُ يُرِيدُ بِهِ شَرّاً كَمَا أَتْبَعَ الشيطانُ الذي انَسَلخَ من آيات اللهِ فكان من الغاوِينَ وكما أَتْبَعَ فِرْعُوْنُ مُوسَى . ووَضَعَ القُطَامِيّ الإتباع مَوْضِعَ التَّتَبُّع مَجَازاً فقال :
وخَيْرُ الأَمْرِ ما اسْتَقْبَلْتَ مِنْهُ ... ولَيْسَ بِأَنْ تَتَبَّعَه إتِّبَاعَاً قال سِيبَوَيْهِ : تَتَبَّعَهُ إتِّبَاعاً لأَنَّ تَتَبَّعْتُ في مَعْنَى اتَّبَعْتُ . والتِّبَاعُ بالكَسْرِ : الوِلاَءُ وقَدْ تابَعَهُ عَلَى كَذا قَالَ القُطَامِيّ :
فَهُمْ يَتَبَيَّنُونَ سَنَا سُيُوفٍ ... شَهَرْنَاهُنَّ أَيّاماً تِبَاعَاًوقَوْلُ أَبِي وَاقِدٍ الحارِثِ بنِ عَوْفِ اللَّيْثيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ : تَابَعْنَا الأَعْمَالَ فلَمْ نَجِدْ شَيْئاً أَبْلَغَ في طَلَبِ الآخِرَةِ مِن الزُّهْدِ في الدُّنْيَا أَيْ مَارَسْنَاهَا وأَحْكَمْنا مَعْرِفَتَهَا مِن قَوْلهم : تابَعَ البَارِي القَوْس : إِذا أَحْكَمَ بَرْيَهَا وأَعْطَى كُلَّ عُضْوٍ مِنْهَا حَقَّهُ قالَ أَبُو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ يَصِفُ قَوْساً :
وعُرَاضَةِ السِّيَتَيْنِ تُوبِعَ بَرْيُهَا ... تَأْوِي طَوَائفُهَا بعَجْسٍ عَبْهَرِ وقالَ السُّكَّرِيّ : تُوبِعَ بَرْيُهَا أَيْ جُعِلَ بَعْضُهُ يَتْبَعُ بَعْضاً
قال الصّاغَانِيُّ : ومِنْهُ أَيْضاً الحَدِيثُ : تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ والعُمْرَةِ فإِنَّ المُتَابَعَةَ بَيْنَهُمَا تَنْفِي الفَقْرَ والذُّنُوبَ كما يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ . وقال كُراع : قَوْلُ أَبِي وَاقِدٍ المَذْكُورُ مِن قَوْلِهِمْ : تَابَعَ فُلانٌ عَمَلَهُ وكَلاَمَهُ إِذا أَتْقَنَهُ وأَحْكَمَهُ . ويُقَالُ : تَابَعَ المَرْعَى الإِبِلَ وعِبَارَةُ اللِّسَان المَرْتَعُ المَالَ إِذا أَنْعَمَ تَسْمِينَهَا وأَتْقَنَهُ وهو مَجَازٌ : قال أَبُو وَجْزَةَ السَّعْدِيّ :
حَرْفٌ مُلَيكِيَّةٌ كالفَحْلِ تَابَعَهَا ... في خِصْبِ عَامَيْنِ إِفْرَاقٌ وتَهْمِيلُ وكُلُّ مُحْكَمٍ مُبَالغٍ في الإِحْكَامِ مُتَابَعٌ . وتَتَابَعَ : تَوَالَى قال اللَّيْثُ : تَتَابَعَت الأَشْيَاءُ والأَمْطَارُ والأَمُورُ إِذا جاءَ وَاحِدٌ خَلْفَ وَاحِدٍ عَلَى أَثَرِهِ . وفي الحَديِثِ : تَتَابَعَتْ عَلَى قُرَيْشٍ سِنُو جَدْبٍ . وقال النابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ :
أَخَذَ العَذَارَى عِقْدَه فنَظَمْنَهُ ... مِنْ لُؤْلُؤٍ مُتَتَابِعٍ مُتَسَرِّدِ ومِنْهُ : صَامَ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ . ومِنَ المَجَازِ : فَرسٌ مُتَتَابِعُ الخَلْقِ أَيْ مُسْتَوِيه زادَ الزّمَخْشَرِيّ : مُعْتَدِلُ الأَعْضَاءِ مُتَتابِعُهَا . وقالَ حُمَيْدُ بنُ ثوْرٍ رِضِيَ اللهُ عَنْهُ :
تَرَى طَرَفَيْهِ يَعْسِلان كِلاَهُمَا ... كَمَا اهْتَزَّ عُودُ السَّأْسَمِ المُتَتابِعُ ومِن المَجَازِ : رَجُلٌ مُتَتَابعُ العِلْمِ إِذا كَانَ يُشَابِهُ عِلْمُهُ بَعْضُهُ بَعْضاً لا تَفاوُتَ فِيه
ومِن المَجَازِ : غُصْنٌ مُتَتابِعٌ إِذا كانَ مُسْتَوياً لا أُبَنَ فيه
وتتَبَّعَه : تَطَلَّبَهُ في مُهْلَةٍ شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ قالُه اللَّيْثُ وقد تَقَدَّم قَرِيباً ومِنْهُ قَوْلُ زَيْدِ بنِ ثابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في جَمْعِ القُرْآنِ : فعَلِقْتُ أَتَتَبَّعُهُ من اللِّخَافِ والعُسُبِ أَيْ يَتَطَلَّبُه . ولَمْ يَقْتَصِرْ عَلَى ما حَفِظَ هو وغَيْرُهُ احْتِيَاطاً لئَلاَّ يَسْقُط مِنْه حَرْفٌ لسُوءِ حِفْظِ حافِظِهِ أَو يَتَبَدَّل حَرْفٌ بغَيْرِه وهذا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الكِتَابَةَ أَضْبَطُ مِن صُدُورِ الرِّجَالِ وأَحْرَى أَلاّ يَسْقُطَ مِنْهُ شَيْءٌ
ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : تَبَعْتُ الشَّيْءَ تُبُوعاً : سِرْتُ فِي أَثَرِهِ
وتَابِعْ بَيْنَنَا وبَيْنَهُمْ عَلَى الخَيْرَاتِ أَيْ جعلنا نَتَّبِعُهُم عَلَى ما هم عَلَيْهِ
وأَتْبَعَهُ الشَّيْءَ : جَعَلَهُ له تابِعاً . واسْتَتْبَعَه : طَلبَ إِلَيْه أَنْ يَتْبَعَهُ . والتَّابِعُ : التّالِي والجَمْعُ تُبَّعٌ وتُبَّاعٌ كسُكَّرٍ ورُمَّانٍ . واتَّبَعَ القُرْآنَ : ائْتَمَّ به وعَمِلَ بما فيه . والتَّابِعُ : الخَادِمُ ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى : " أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِى الإِرْبَةِ " قالَ ثَعْلَبٌ : هُمْ أَتْبَاعُ الزَّوْجِ مِمَّنْ يَخْدُمُهُ مِثْلُ الشَّيْخِ الفانِي والعَجُوزِ الكَبِيرَةِ
والتَّبِيعُ كأَمِيرٍ : الخادِمُ أَيْضاً ومِنْهُ حَدِيثُ الحُدَيْبِيَة : كُنْتُ تَبِيعاً لطَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ
وتَبَعُ كُلِّ شَيْءٍ مُحَرَّكَةً : ما كَانَ عَلَى آخِرِه . وقالَ الأَزْهَرِيُّ : التَّبَعُ : ما تَبِعَ أَثَرَ شَيْءٍ
والمُتَابَعَةُ : التِّبَاعُ . وتابَعَهُ عَلَى الأَمْرِ : أَسْعَدَهُ عَلَيْهِ . والتِّبْع بالكَسْر : تَبِيعُ البَقَرِ والجَمْعُ أَتْبَاعٌويُقَالُ : هو تُبَّعُ نِسَاءٍ كسُكَّرٍ إِذا جَدَّ في طَلَبِهِنّ حَكَاهُ كُرَاع في كِتَابَيْه المُنْجَّدُ والمُجَرَّد
وقالَ غَيْرُهُ : هو تِبْعُ ضِلَّةٍ بالكَسْرِ : إِذا كانَ يتَتَبَّعُ النِّسَاءَ وتِبْعٌ ضِلَّةٌ على النَّعْتِ أَيْ لا خَيْرَ فِيهِ ولا خَيْرَ عِنْدَهُ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ . وقالَ ثَعْلَبٌ : إِنَّمَا هو تِبْعُ ضِلَّةٍ مُضَافٌ
ويُقَال : أُتْبِعَ فُلانٌ بفُلانٍ أَي أُحِيل له عليه . وأَتْبَعَهُ عليه : أَحالَهُ وهو مجازٌ . ومنهُ الحَدِيثُ الظُّلْمُ لَيُّ الوَاجِدِ وإِذا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِئٍ فَلْيَتَّبِعْ معناهُ : إِذا أُحِيلَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِئٍ قادر فَلْيَحْتَلْ مِن الحوَالَةِ هكَذَا ضَبَطَهُ الخَطَّابِيّ قالَ : وأَصْحَابُ الحَدِيثِ يَرْووُنَهُ بالتَّشْدِيدِ
والمُتَابَعَةُ : المُطَالَبَةُ . وإتِّباعٌ بالمَعْرُوفِ في الآيَة هو المُطَالَبَةُ بالدِّيَة أَيْ لِصَاحِبِ الدَّمِ
والتَّبَعُ مُحَرَّكَةً : من أَسْمَاءِ الدِّبَرانِ نقَلَهُ ابنُ بَرِّيّ والزَّمَخْشَرِيّ
والتُّبَّعُ كسُكَّرٍ : ضَرْبٌ من الطَّيْرِ ويُقَالُ : هُوَ يُتَابِعُ الحَدِيثَ إِذا كانَ يَسْرُدُهُ . وقالَ الزَّمَخْشَرِيّ : إِذا كانَ يُحْسِنُ سِيَاقَهُ وهو مَجَازٌ . وتَتَابَعَتِ الإِبِلُ أَيْ سَمِنَتْ وحَسُنَتْ وهو مَجَازٌ
وتَتَابَعَ الفَرَسُ : جَرَى جَرْياً مُسْتَوِياً لا يَرْفَعُ بَعْضَ أَعْضَائهِ وهو مَجازٌ
والتَّبَاعِيُّون بالكَسْرِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ حَدَّثُوا مِنْهُمْ مُظَفَّرُ الدِّينِ عَمْرُو بنُ عَلِيّ السُّحُولِيُّ حَدَّثَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيلَ ابنِ أَبِي الضَّيْفِ اليَمَنِيّ وغَيْرِهِ وعَنْهُ وَلَدُه البُرْهَانُ إِبْرَاهِيمُ بنُ عَمْروٍ وقَدْ وَقَعَ لنا البُخَارِيُّ مِنْ طَرِيقِهِ مُسَلْسَلاً بأَهْلِ اليمَنِ منْ طريق ابنِ أُخْتِهِ مُحَدِّثِ اليَمَنِ الجَمَالِ مُحَمَّد بن عِيسَى بْنِ مُطَيْرٍ الحَكَمِيّ
وكشَدّادٍ لَقَبُ أَبِي الأَمْدَادِ عَبْدَ العَزِيزِ بنِ عَبْدِ الحَقِّ المُرّاكُشِيّ المُتَوَفَّى سنَةَ تِسْعِمِائَةٍ وأَرْبَعَةَ عَشَرَ أَخَذَ عَنِ الجَزُولِيّ صاحِبِ الدّلائلِ . وقَدْ مَرَّ ذِكْرُه أَيضاً في ح ر ر
" بَعْضُ كُلِّ شَيْءٍ : طائِفَةٌ مِنْه " سَوَاءٌ قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ يُقَالُ : بَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ . " ج أَبْعَاضُ " قال ابنُ سِيدَهْ : حَكَاهُ ابنُ جِنِّي فلا أَدْرِي أَهو تَسَمُّحٌ أَم هُو شَيْءٌ رَوَاه . " ولا تَدْخُلُهُ الَّلامُ " أَي لامُ التَّعْرِيف لأَنَّهَا في الأَصْلِ مُضَافَةٌ فهي مَعرفةٌ بالإِضَافَةِ لَفْظاً أَو تَقْدِيراً فلا تَقْبَل تَعْرِيفاً آخَرَ " خِلافاً لابْنِ دَرَسْتَوَيْه " والزَّجَاجِيِّ فإِنَّهما قَالا : البَعْضُ والكُلُّ . قال ابنُ سِيدَه : وفيه مُسَامَحَة وهُو في الحَقِيقَة غيْرُ جَائِزٍ يَعْنِي أَنَّ هذا الاسْمَ لا يَنْفَصِلُ عن الإِضَافَةِ . وفي العُبَابِ : وقد خَالَفَ ابنُ دَرَسْتَوَيْهِ النَّاسَ قاطِبَةً في عَصْرِه وقال النَّاقِدِيّ :
فَتَى دَرَسْتَوِيّ إِلى خَفْضِ ... أَخْطَأَ في كُلِّ وفي بَعْضِ
دِمَاغُه عَفَّنَه نَوْمُه ... فصارَ مُحْتاجاً إِلى نَفْضِ
قال " أَبُو حَاتم " : قلت للأَصْمَعِيّ : رَأَيْت في كِتَابِ ابنِ المُقَفَّع : العِلْم كَثِير ولكِنَّ أَخْذَ البَعْضِ خيْرٌ من تَرْكِ الكُلَّ فأَنْكَرَهُ أَشَدَّ الإِنْكَار وقال : الأَلفُ والَّلامُ لا يَدْخُلاَن في بَعْضٍ وكُلِّ لأَنَّهُمَا مَعْرِفَةٌ بغيْرِ أَلِفٍ ولاَمٍ . وفي القُرْآنِ العَزيز : " وكُلّ أَتُوْهُ دَاخِرِينَ " . قال أَبو حاتِمٍ : لا تَقُولُ العَرَبُ الكُلّ ولا البَعْض وقد " اسْتَعْمَلَها " النَّاسُ حَتَّى " سِيبَويْه والأَخْفَشُ في كِتَابَيْهِما لِقِلَّة عِلْمِهِما بِهذَا النَّحْوِ " فاجْتَنِبْ ذلِكَ فإِنَّهُ ليْسَ من كَلامِ العَرَب . انْتَهَى . قال شيْخُنَا : وهذَا من العَجَائِب فلا يَحْتَاج إِلى كَلاَمٍ . قُلتُ : وقالَ الأَزْهَرِيُّ : النَّحْوِيُّون أَجَازُوا الأَلِفَ والَّلامَ في بَعْضِ وكُلٍّ وإِنْ أَبَاهُ الأَصمَعِيُّ . قال شيْخُنا أَيْ بِناءً على أَنَّها عِوَضٌ عن المُضَافِ إِليْه أَو غيْر ذلِكَ وجَوَّزَهُ بَعْضٌ . على أَنَّهُ مُؤَوَّلٌ بالجُزْءِ وهو يَدْخُلُ عَليْه " ال " فَكَذَا ما قَامَ مَقَامَه وعُورِضَ بأَنَّه ليْسَ مَحَلَّ النِّزَاعِ . " والبَعُوضَةُ : البَقَّة ج بَعُوضٌ " قاله الجَوْهَرِيّ وقد وَرَدَ في الحَدِيث وهكذا فُسِّرَ وقال الشَّاعِرُ :
يَطِنُّ بَعُوضُ المَاءِ فَوْقَ قَذَالِهَا ... كمَا اصْطَخبَت بَعْدَ النَّجِيِّ خُصُومُ وأَنْشَدَ مُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ الأَعْرَابِيُّ :
" ولَيْلَةٍ لَمْ أَدْرِ ما كَرَاهَا
" أُسَامِرُ البَعُوضَ في دُجَاهَا
" كُلّ زَجُولٍ يُتَّقَى شَذَاهَا
" لا يَطْرَبُ السَّامِعُ مِنْ غِنَاهَا وقال المُصَنِّف في البَصَائِر : إِنّما أُخِذَ لَفْظُه من بَعْضٍ لصِغَرِ جِسْمه بالإِضَافَةِ إِلى سَائر الحَيَوانات . البَعُوضَةُ : " مَاءٌ لبَنِي أَسَدٍ " قَرِيبُ القَعْرِ كانَ لِلْعَرَب فيه يَوْمٌ مَذْكُورٌ . قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ يَذْكُرُ قَتْلَى ذلِكَ اليَوْمِ :
" على مِثْلِ أَصْحَابِ البَعُوضَةِ فاخْمِشِيلَكِ الوَيْلُ حُرَّ الوَجْهِ أَوْ يَبْكِ مَن بَكَى ورَمْلُ البَعُوضَةِ : مَوْضِعٌ في البَادِية قالَهُ الكِسَائِيّ . " وبُعِضُوا بالضَّمِّ : آذَاهُم " وفي الأَساسِ : أَكَلَهُمُ البَعُوضُ . " ولَيْلَةٌ بَعِضَةٌ " كفَرِحَة " ومَبْعُوضَةٌ وأَرْضٌ بَعِضَةٌ " " أَي كَثِيرَتُه . وأَبْعَضُوا " فهم مُبْعِضُونَ : " صَارَ في أَرْضِهِمْ البَعُوضُ " أَو كَثُرَ كما في الأَسَاس . من المَجَاز : " كَلَّفَنِي " فُلانٌ " مُخَّ البَعُوضِ أَي مَالا يَكُون " كما في التَّكْمِلَةِ . وفي الأَساسِ : أَي الأَمْرَ الشَّدِيدَ . قال اللَّيْثُ : " البُعْضُوضَةُ بالضَّمِّ : دُوَيْبَّة كالخُنْفَساءِ " تَقْرِضُ الوِطَابَ وهي غيْرُ البُعْصَوصَةِ بالصادِ الّتي تَقَدَّم ذِكْرُها . " والغِرْبانُ تَتبَعْضَضُ " أَي " يَتَنَاوَلُ بَعْضُهَا بَعْضاً " نقله الصّاغَانِيّ . " وبَعَّضْتُهُ تَبْعِيضاً : جَزَّأْتُهُ فتَبَعَّضَ " أَيْ " تَجَزَّأَ " نقله الجَوْهَرِيّ . ومنه : أَخَذُوا مالَه فبَعَّضُوه أَي فَرَّقُوهُ أَجْزاءً . وبَعَضَ الشَّاةَ وبَعَّضَهَا . قال الصَّاغَانِيُّ : والتَّرْكِيب يَدُلُّ على تَجْزِئَةِ الشَّيْءِ وقد شَذَّ عَنْهُ البَعُوض . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : البَعْضُ : مَصْدَرُ بَعَضَهُ البَعُوض يَبْعَضُه بَعْضاً : عَضَّهُ وآذَاهُ ولا يَقَال في غيْرِ البَعُوضِ . قال يَمْدَحُ رَجُلاً باتَ في كِلَّةٍ :
لَنِعْمَ البَيْتُ بَيْنُ أَبِي دِثَارٍ ... إِذا ما خَافَ بَعْضُ القَوْمِ بَعْضَا قوله بَعْضاً أَي عَضّاً . وأَبو دِثَارٍ : الكِلَّةُ . وقَوْمٌ مَبْعُوضُونَ وأَرْضٌ مَبْعَضَةٌ كما يُقَال : مَبَقَّة أَيْ كَثِيرَتُهُمَا . تَذْنِيبٌ : نُقِلَ عن أَبي عُبَيْدَةَ أَنَّهُ جَعَلَ البَعْضَ من الأَضْدادِ وأَنَّهُ يَكُون بمَعْنَى الكُلِّ واسْتَدَلَّ له بقَوْلِه تَعالى : " يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكم " أَي كُلّه . واستَدَلَّ بِقَوْلِ لبِيد :
" أَوْ يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفُوسِ حِمَامُهافإِنَّهُم حَمَلُوه على الكُلِّ . قُلتُ : وهكذا فَسَّرَ أَبُو الهيْثَمِ الآيَةَ أَيضاً . قال ابنُ سِيدَه : وليْسَ هذَا عِنْدي على ما ذَهَب إِليْه أَهْلُ اللُّغَةِ مِنْ أَنَّ البَعْضَ في مَعْنَى الكُلّ . هذا نَقْضٌ ولا دَلِيلَ في هذا البَيْتِ لأَنَّهُ إِنَّمَا عَنَى ببَعْضِ النُّفُوسِ نَفْسَهُ . قال أَبُو العَبّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى : أَجْمَع أَهْلُ النَّحْوِ على أَنَّ البَعْضَ شَيْءٌ من أَشيَاءَ أَو شَيْءٌ من شَيْءٍ إِلاّ هِشَاماً فإِنَّه زَعَم أَنَّ قَوْلَ لِبيدٍ : أَوْ يَعْتَلِقْ إِلخ فادَّعَى وأَخْطَأَ أَنَّ البَعْضَ هُنَا جَمْعٌ ولم يَكُنْ هذَا مِنْ عَمَلِهِ ؛ وإِنّمَا أَرادَ لبِيدٌ ببَعْضِ النُّفُوسِ نَفْسَهُ . قال : وقَوْلُه تَعَالَى : يُصِبْكم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُم " أَنَّه كان وَعَدَهُم بشَيئين عَذَاب الدُّنِيَا وعَذَاب الآخِرَة فقَال : يُصِبْكُمْ هذَا العَذَابُ في الدُّنيَا وهو بَعْضُ الوَعْدَين من غيْرِ أَنْ نَفَى عَذَابَ الآخِرَة . وقال أَبو إِسْحاقَ في قَوْله : " بَعْضُ الَّذِي يَعِدكم " من لَطِيفِ المَسَائِل أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إِذا وَعَدَ وَعْداً وَقَعَ الوَعْدُ بأَسْرِه ولم يَقَعْ بَعْضُه فمِنْ أَيْنَ جازَ أَنْ يَقُولَ بَعْض الَّذِي يَعِدُكُم وحَقُّ اللَّفْظِ : كُلُّ الَّذِي يَعِدُكُم وهذا بَابٌ من النَّظَرِ يَذْهَبُ فيه المُنَاظِرُ إِلى إِلْزَام حُجَّتِه بأَيْسَرِ مَا فِي الأَمْرِ وليْس هذا في مَعْنَى الكُلِّ وإِنَّمَا ذَكَرَ البَعْضَ لِيُوجِبَ له الكُلَّ لأَنَّ البَعْضَ هو الكُلُّ . ونَقَل المصَنِّف في البَصَائر عن أَبِي عُبَيْدَةَ كَلاَمَهُ السَّابِقَ إِلاّ أَنَّه ذَكَر في اسْتِدْلاَلِهِ قَوْلَهُ تَعَالَى : " ولأُبَيِّنَ لكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ " أَي كُلَّ وذَكَر قَوْلَ لبِيدٍ أَيْضاً . قَال : هذا قُصُورُ نَظَرٍ منه وذلِكَ أَنَّ الأَشيَاءَ على أَرْبَعَةِ أَضْرُبٍ : ضَرْب في بَيانِهِ مَفْسَدَةٌ فلا يَجُوزُ لِصَاحِبِ الشَّرِيعَةِ بَيَانُه كوَقْتِ القِيَامَة ووَقْتِ المَوْتِ . وضَرْب مَعْقُول يُمْكِن لِلْنَّاسِ إِدراكُه من غيْر نَبيّ كمَعْرِفة اللهِ ومَعْرِفَةِ خَلْقِ السَّموَاتِ والأَرْضِ فلا يَلْزَمُ صَاحِبَ الشَّرْعِ أَنْ يُبَيِّنَه أَلاَ تَرَى أَنَّه أَحالَ مَعْرِفَتُه على العُقُول في نَحْوِ قَولِه " قُل انْظُروا مَاذَا فِي السَّموَاتِ والأَرْضِ " وقوله : " أَوْلَم يَنْظُرُوا في مَلَكُوتِ السَّمواتِ " . وضَرْب يَجِبُ عليه بَيَانُه كأَصُولِ الشَّرْعِيّات المُخْتَصَّةِ بشَرِعِهِ . وضَرْب يُمْكِنُ الوُقُوفُ عليه بِمَا يُبَيِّنُه صاحِبُ الشَّرْع كفُرُوعِ الأَحْكَام . فإِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ في أَمْرٍ غيْرِ الَّذِي يَخْتَصُّ بالنَّبِيِّ بَيَانُه فهو مُخَيَّر بَيْنَ أَنْ يُبَيِّنَ وبَيْنَ أَنْ لا يُبَيِّنَ حَسْبَ ما يَقْتَضِيه اجْتِهَادُه وحِكْمَتُه . وأَمّا الشَّاعِرُ فإِنّهُ عَنَى نَفْسَهُ . والمَعْنَى إِلاّ أَنْ يَتَدَارَكَنِي المَوْتُ لكِنْ عَرَّضَ ولَمْ يُصَرِّح تَفَادِياً من ذِكْرِ مَوْتِ نَفْسِه فتَأَمَّلْ