التُّحْفَةُ بِالضَّمِّ وكَهُمَزَة نَقَلَهَا الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانيُّ : ما أَتْحَفْتَ به الرَّجُلَ مِن البِرّ واللَّطَف مُحَرَّكَةً وفي بعض النُّسَخِ بِالضَّمِّ التُّحْفَةُ : الطُّرْفَةُ مِن الْفَاكِهَةِ وغيرِهَا من الرَّياحِينِ ج : تُحَفٌ وقد أَتْحَفْتُهُ تُحْفَةً : إِذا أَطْرَفْتَه بها وفي الحَدِيث : ( تُحْفَةُ الصَّائِمِ الدُّهْنُ والمِجْمَرُ ) يَعْنِي أَنَّه يُذْهِبُ عنه مَشَقَّة الصَّومِ وشِدَّتَهُ وفي حديث أَبِي عَمْرَةَ : ( تُحْفَةُ الكَبيرِ وصُمْتَةُ الصَّغِيرِ ) وفي حديثٍ آخر : ( تُحْفَةُ الْمُؤْمِنِ الْمَوْتُ ) أَو أصْلُهَا وُحْفَةٌ بالوًاوِ إِلاَّ أَنَّ هذِه التاءَ لاَزمَةٌ في تَصْرِيفِ الفِعْل كُلِّه إِلاِّ في قَوْلِهِم : يَتَفَعَّلُ فإنَّهم يقولون : أَتْحَفْتُ الرُّجُلَ تُحْفَةً وهو يَتَوَحَّفُ كما يقولون : يَتَوَكَّفُ قَالَهُ اللَّيْثُ وكأَنَّهُم كَرِهُوا لُزُومَ البَدَلِ هنا لاجْتِماعِ المِثْلَيْنِ فرَدّوه إِلَى الأَصْلِ فإِنْ كانَ عَلَى ما ذَهَبَ إِليه فتُذْكَرُ في و ح ف وكذلك التُّهَمَةُ والتُّخَمَةُ وتُقَاةٌ وتُرَاثٌ وأَشْبَاهُها
ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : اتَّحَفَهُ بتَشْدِيد التَّاءِ فهو مُتَّحِفٌ بمعنَى أَتْحَفَهُ قال ابنُ هَرْمَةَ :
حَفِظَهُ كعَلمِهُ حِفْظَاً : حَرَسَه كما في الصّحاح
و حَفِظَ القُرْآنَ : اسْتَظْهَرَهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيضاً أَي وَعَاهُ على ظَهْرِ قَلْبٍ كما في المِصْبَاح وهو من ذلِكَ . ومنهُ قَوْلُ المُحَدِّثين : عَرَض مَحْفُوظَاتهِ علَى فُلانٍ
وحَفِظَ المَالَ والسِّرَّ : رَعاهُ وحَفِظَ الشَّيْءَ حِفْظاً فهو حَفِيظٌ عن اللِّحْيَانِيّ . ورَجُلٌ حافِظٌ مِنْ قَوْمٍ حُفَّاظٍ وهُمْ الَّذِينَ رُزِقُوا حِفْظَ ما سَمِعُوا وقَلَّمَا يَنْسَوْنَ شَيْئاً يَعُونَهُ وحافِظٌ من قَوْمٍ حَفَظَةٍ مُحَرَّكة ككَاتِبٍ وكَتَبةٍ . ورَجُلٌ حَافِظُ العَيْنِ أَيْ لا يَغْلِبُه النَّوْمُ عن اللِّحْيَانيّ وهو من ذلِكَ لأَنَّ العَيْنَ تَحْفَظُ صاحِبَها إِذا لَمْ يَغْلِبْهَا النَّوْمُ
والحَفِيظُ : المُوَكَّلُ بالشَّيْءِ يَحْفَظُه كالحَافِظِ يُقَالُ : فُلانٌ حَفِيظٌ عَلَيْكم أَي حافِظٌ . وفي الصّحاح : الحَفِيظُ : المُحافِظُ . ومِنْهُ قَوْلُه تَعالَى : " وما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ " . والحَفِيظُ في الأَسْمَاءِ الحُسْنَى : الَّذِي لا يَعْزُب عَنْهُ شَيْءٌ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ أَي عن حِفْظِهِ في السَّمواتِ ولا فِي الأرْضِ تَعالَى شَأْنُهُ وقد حَفِظَ على خَلْقِهِ وعِبَادِه ما يَعْمَلُون مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ وقد حَفِظَ السَّمواتِ والأَرْضَ بِقُدْرَتِهِ " ولا يَؤُودُه حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَليُّ العَظِيمُ " وفي التَّنْزِيل العَزِيز : " بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ " وقُرِئَ مَحْفُوظٌ وهو نَعْتٌ لِلقُرْآن وكَذا قَوْلُه تَعَالَى : " فاللهُ خَيْرٌ حِفْظاً " وقَرَأَ الكُوفِيُّون - غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ - : حافِظاً وعَلَى الأَوَّلِ أَي حِفْظُ اللهِ خَيْرُ حِفْظٍ وعَلَى الثّاني فالمُرَادُ اللهُ خَيْرُ الحَافِظِينَ . وقَوْلُه تَعَالَى : " يَحْفَظُونَه مِنْ أَمْرِ الله " أَي ذلِكَ الحِفْظ من أَمْرِ الله
وقال النَّضْرُ : الحافِظُ : الطَّرِيقُ البَيِّنُ المُسْتَقِيمُ الَّذِي لا يَنْقَطِعُ وهو مَجَازٌ قال فأَمَّا الطَّرِيقُ الَّذِي يَبِينُ مَرَّةً ثمَّ يَنْقَطعُ أَثَرُهُ فَلَيْسَ بحَافِظٍ
والحَفَظَةُ مُحَرَّكَةً : الَّذِينَ يُحْصُونَ أَعْمَالَ العِبَادِ ويَكْتُبُونَها عَلَيْهِم مِنَ المَلائكَة وهم الحافِظُونَ . وفي التَّنْزِيلِ : " وإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ " وأَخْصَرُ مِنْهُ عِبَارَةُ الجَوْهَرِيّ : والحَفَظَةُ : المَلائكَةُ الَّذِين يَكْتُبُونَ أَعْمَالَ بَنِي آدَم . والحِفْظَةُ بالكَسْرِ والحَفِيظَةُ : الحَمِيَّةُ والغَضَبُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ زادَ غَيْرُه : لحُرْمَةٍ تُنْتَهَكُ مِنْ حُرُمَاتِكَ أَو جَارٍ ذِي قَرَابَةٍ يُظْلَمُ مِنْ ذَوِيكَ أَو عَهْدٍ يُنْكَثُ . شاهِدُ الأَوَّلِ قَوْلُ العَجّاج :
معَ الجلاَ ولائِحِ القَتِيرِ ... وحِفْظَةٍ أَكَنَّها ضَميرِي فُسِّرَ على غَضْبَةٍ أَجَنَّها قَلْبِي
وشاهِدُ الثّانِيَةِ قَوْلُ الشاعِرِ :
" وما العَفْوُ إِلاَّ لامْرِئٍ ذِي حَفِيظَةٍمَتَى يُعْفَ عَنْ ذَنْبِ امْرئِ السَّوْءِ يَلْجَجِ وقال قُرَيْطُ بنُ أُنَيْفٍ :
إِذاً لَقَامَ بِنَصْرِي مَعْشَرٌ خُشُنٌ ... عِنْدَ الحَفِيظَةِ إِنْ ذُو لُوثَةٍ لاَنا وفي التَّهْذِيبِ : والحِفْظَةُ : اسْمٌ من الاحْتِفَاظِ عِنْدَمَا يُرَى مِنْ حَفِيظَة الرَّجُلِ يَقُولُونَ : أَحْفَظَه حِفْظَةً أَي أَغْضَبَهُ . ومنه حَدِيثُ حُنَيْنٍ أَرَدْتُ أَنْ أُحْفِظَ النَّاسَ وأَنْ يُقَاتِلُوا عن أَهْلِيهِم وأَمْوَالِهِم . وفي حَدِيث آخَرَ ؟ فَبَدَرَت مِنّي كَلِمَةٌ أَحْفَظَتْهُ أَي أَغْضَبَتْهُ فاحْتَفَظَ أَيْ غَضِبَ . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لِلْعُجَيْرِ السَّلُولِيّ :
" بَعِيدٌ من الشَّيْءِ القَلِيلِ احْتِفاظُهُعَلَيْكَ ومَنْزُورُ الرَِّضَا حِينَ يَغْضَبُ أَوْ لا يَكُونُ الاِحْفَاظُ إِلاّ بِكَلامٍ قَبِيحٍ مِنَ الَّذِي تَعَرَّضَ لَهُ وإِسْمَاعِهِ إِيَّاه ما يَكْرَهُْ
والمُحَافَظَةُ : المُوَاظَبَةُ على الأَمْرِ ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى : " حافِظُوا على الصَّلَوَاتِ " أَيْ صَلُّوها في أَوْقَاتِها . وقال الأَزْهَرِيّ : أَيْ واظِبُوا على إِقَامَتِهَا في مَوَاقِيتِهَا . ويُقَالُ : حافَظَ عَلَى الأَمْرِ وثَابَرَ عَلَيْه وحَارَص وبَارَك إِذا داوَمَ عَلَيْه . وقال غَيْرُه : المُحَافَظَةُ : المُرَاقَبَةُ وهو من ذلِكَ
والمُحَافَظَةُ : الذَبُّ عَنِ المَحَارِمِ والمَنْعِ عِنْدَ الحُرُوبِ كالحِفاظِ بالكَسْرِ وإِطْلاقُهُ يُوهِمُ الفَتْحَ ولَيْسَ كَذِلِكَ يقال إنه لذو حفاظ وذو محافظة إِذَا كانَتْ له أَنَفَةٌ . قالَ رُؤْبَةُ - ويُرْوَى للعَجّاجِ - :
إِنَّا أُناسٌ نَلْزَمُ الحِفَاظا ... إِذْ سَئِمَتْ رَبِيعَةُ الكِظَاظَا ويُقَالُ : الحِفَاظُ : المُحَافَظَةُ على العَهْدِ والوَفَاءُ بالعَقْدِ والتَّمَسُّكُ بالوُدِّ
والاسْمُ الحَفيظَةُ قال َ زُهَيْريَسُوسُونَ أَحْلاماً بَعِيداً أَناتُهَا ... وإِنْ غَضِبُوا جاءَ الحَفِيظَةُ والجِدُّ والجَمْعُ الحَفائظُ ومنه قَوْلُهم : الحَفائِظُ تُذْهِبُ الأَحْقَادُ أَيْ إِذا رَأَيْتَ حَمِيمَكَ يُظْلَمُ حَمِيتَ لَهُ وإِنْ كانَ في قَلْبِكَ عَلَيْهِ حِقْدٌ كما في الصّحاح
واحْتَفَظَهُ لنَفْسِهِ : خَصَّها بهِ . يُقَالُ : احْتَفَظْتُ بالشَيْءِ لِنَفْسِي . وفي الصّحاح : ُقَال : احْتَفِظْ بِهَذا الشَّيْءِ ؟ أي أحفظه والتحفظ : الإحتراز يقال تحفظ عنه أَيْ احْتَرَز . وفي المُحْكَمِ : الحِفْظُ : نَقِيضُ النِّسْيَان وهو التَّعاهُدُ وقِلَّةُ الغَفْلَةِ
وفي العُبَاب والصّحاحِ : التَّحَفُّظُ : التَّيَقُّظُ وقِلَّةُ الغَفْلَةِ ولكِنْ هكَذَا في النَّسَخِ بِغَيْرِ وَاوِ العَطْفِ . والحِفْظُ : قِلُّةُ الغَفْلَةِ فَشَرَحْناهُ بِمَا ذَكَرْنَا والأَوْلَى : وقِلِّة الغَفْلَة ليَكُونَ مِنْ مَعَانِي التَّحَفُّظِ كما في العُبَابِ والصّحاح فتَأَمَّل
وفي اللِّسَانِ : التَّحَفُّظُ : قِلَّةُ الغَفْلَةِ في الأُمُورِ والكَلامِ والتَّيُقُّظ مِنْ السَّقْطَةِ كَأَنَّهُ حَذِرٌ مِنَ السُّقُوطِ وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
إِنِّي لأُبْغِضُ عاشقاً مُتَحفِّظاً ... لمْ تَتَّهِمْهُ أَعْيُنٌ وقُلُوبُ واسْتَحْفَظَهُ إِياهُ أَي سَأَلَه أَنْ يَحْفَظَهُ كما في الصّحاح ولَيْسَ فِه إِيّاه زَادَ الصّاغَانِيُّ : مالاً أَوْ سِرّاً . وقَوْلُه تَعالَى : " بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ الله " أَيْ اسْتُودِعُوه و ائْتُمِنُوا عَلَيْه . وحَكَى ابنُ بَرِّيّ عن القَزَّازِ قال : اسْتَحْفَظْتُه الشَّيْءِ : جَعَلْتُه عِنْدَهُ يَحْفَظُهُ يَتَعدَّى إِلى مَفْعُولَيْنِ ومِثْلُه : كَتَبْتُ الكِتَابَ واسْتَكْتَبْتُه الكِتابَ . واحْفاظَّتِ الحَيَّةُ هكذا في النُّسَخِ وهو غَلَطٌ صَوابُهُ الجِيفَةُ احْفِيظاظاً : انْتَفَخَت هكذا ذَكَرَهُ ابنُ سِيدَه في الحَاءِ . ورَوَاه الأَزْهَرِيُّ عن اللَّيْثِ في الجِيمِ والحَاءِ : أَو الصَّوابُ بالجِيمِ وَحْدَهُ والحاءُ تَصْحِيفٌ مُنْكَرٌ قالَه الأَزْهَرِيُّ . قال : وقدْ ذَكَرَ اللَّيْثُ هذَا الحَرْفَ في بابِ الجِيم أَيضاً فَظَنَنْتُ أَنَّه كانَ مُتَحَيِّراً فيه فذَكَرهُ في مَوْضِعَين
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : وقَدْ يَكُونُ الحَفِيظُ مُتَعَدِّياً يُقَال : هُوَ حَفِيظٌ عِلْمَكَ وعِلْمَ غَيْرِكَ
وتَحَفَّظْتُ الكِتَابَ أَي اسْتَظْهَرْتُهُ شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ
والمُحْفِظاتُ : الأُمُورُ الَّتِي تُحْفِظُ الرَّجُلَ أَي تُغْضِبُهُ إِذا وُتِرَ في حَمِيمِهِ أَو في جِيرانِهِ . قال القَطَامِيُّ :
أَخُوكَ الَّذِي لا تَمْلِكُ الحِسَّ نَفْسُهُ ... وتَرْفَضُّ عِنْدَ المُحْفِظات الكتائفُ يَقُولُ : إِذا اسْتَوْحَشَ الرَّجُلُ مِنْ ذِي قَرَابَتِهِ فاضْطَغَنَ عليه سَخِيمَةً لإِساءَةٍ كانَتْ مِنْهُ إِلَيْه فَأَوْحَشَتْهُ ثُمَّ رَآه يُضامُ زَالَ عن قَلْبِهِ ما احْتَقَدَهُ عَلَيْهِ وغَضِبَ لَهُ فَنَصَرَهُ وانْتَصَرَ لَهُ مِنْ ظُلْمه . وحُرَم الرَّجُل مُحْفِظاتُه أَيضاً
ويُقَالُ : تَقَلَّدَتْ بحَفِيظِ الدُّرِّ أَي بمَحْفُوظِهِ ومَكْنُونِه لنَفاسَتِهِ . وفي المَثَلِ المَقْدِرةُ تُذْهِبُ الحَفِيظَةَ يُضْرَبُ لِوُجُوب العَفْوِ عند المَقْدرَةِ كما في الأَساسِ
والحَفِيظَةُ : الخَرَزُ يُعَلَّقُ على الصَّبِيّ . ورَجُلٌ حُفَظَةٌ كهُمَزة أَيْ كَثِيرُ الحِفْظِ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ
والمَحْفُوظُ : الوَلَدُ الصَّغِيرُ مَكِّيّة والجَمْعُ مَحَافِيظُ تَفاؤُلا
والحَافِظُ عِنْدَ المُحَدِّثِينَ مَعْرُوفٌ إِلاَّ أبا مُحَمَّدٍ النَّعّالَ الحافِظَ فإِنَّهُ لُقِّبَ به لحِفْظِهِ النِّعالَ