الغَرْبُ والمَغْرِبُ بمعنى واحد ابن سيده الغَرْبُ خِلافُ الشَّرْق وهو المَغْرِبُ وقوله تعالى رَبُّ المَشْرِقَيْن ورَبُّ المَغْرِبَيْنِ أَحدُ المَغْرِبين أَقْصَى ما تَنْتَهي إِليه الشمسُ في الصيف والآخَرُ أَقْصَى ما تَنْتَهِي إِليه في الشتاءِ وأَحدُ المَشْرقين أَقْصى ما ...
الغَرْبُ والمَغْرِبُ بمعنى واحد ابن سيده الغَرْبُ خِلافُ الشَّرْق وهو المَغْرِبُ وقوله تعالى رَبُّ المَشْرِقَيْن ورَبُّ المَغْرِبَيْنِ أَحدُ المَغْرِبين أَقْصَى ما تَنْتَهي إِليه الشمسُ في الصيف والآخَرُ أَقْصَى ما تَنْتَهِي إِليه في الشتاءِ وأَحدُ المَشْرقين أَقْصى ما تُشرِقُ منه الشمسُ في الصيف وأَقْصَى ما تُشْرِقُ منه في الشتاءِ وبين المغرب الأَقْصَى والمَغْربِ الأَدْنى مائةٌ وثمانون مَغْرباً وكذلك بين المَشْرقين التهذيب للشمس مَشْرِقانِ ومَغْرِبانِ فأَحدُ مشرقيها أَقْصَى المَطالع في الشتاءِ والآخَرُ أَقصى مَطالعها في القَيْظ وكذلك أَحدُ مَغْرِبَيْها أَقصى المَغارب في الشِّتاءِ وكذلك في الجانب الآخر وقوله جَلَّ ثناؤُه فلا أُقْسِمُ برَبِّ المَشارق والمَغارِب جَمعَ لأَنه أُريد أَنها تُشْرِقُ كلَّ يومٍ من موضع وتَغْرُبُ في موضع إِلى انتهاءِ السنة وفي التهذيب أَرادَ مَشْرِقَ كلِّ يوم ومَغْرِبَه فهي مائة وثمانون مَشْرقاً ومائة وثمانون مغْرِباً والغُرُوبُ غُيوبُ الشمس غَرَبَتِ الشمسُ تَغْرُبُ غُروباً ومُغَيْرِباناً غابَتْ في المَغْرِبِ وكذلك غَرَبَ النجمُ وغَرَّبَ ومَغْرِبانُ الشمسِ حيث تَغرُبُ ولقيته مَغرِبَ الشمسِ ومُغَيْرِبانَها ومُغَيرِباناتِها أَي عند غُروبها وقولُهم لقيته مُغَيْرِبانَ الشمسِ صَغَّروه على غير مُكَبَّره كأَنهم صغروا مَغرِباناً والجمع مُغَيْرِباناتُ كما قالوا مَفارِقُ الرأْس كأَنهم جعلوا ذلك الحَيِّز أَجزاءً كُلَّما تَصَوَّبَتِ الشمسُ ذَهَبَ منها جُزْءٌ فَجَمَعُوه على ذلك وفي الحديث أَلا إِنَّ مَثَلَ آجالِكُم في آجالِ الأُمَمِ قَبْلَكم كما بين صلاةِ العَصْر إِلى مُغَيْربانِ الشمس أَي إِلى وَقتِ مَغِيبها والمَغرِبُ في الأَصل مَوْضِعُ الغُروبِ ثم استُعْمِل في المصدر والزمان وقياسُه الفتح ولكن استُعْمِل بالكسر كالمَشْرِق والمسجِد وفي حديث أَبي سعيدٍ خَطَبَنا رسولُ اللّهِ صلى اللّه عليه وسلم إِلى مُغَيربانِ الشمسِ والمُغَرِّبُ الذي يأْخُذُ في ناحية المَغْرِبِ قال قَيْسُ بنُ المُلَوّح وأَصْبَحْتُ من لَيلى الغَداة كناظِرٍ ... مع الصُّبْح في أَعْقابِ نَجْمٍ مُغَرِّبِ وقد نَسَبَ المُبَرِّدُ هذا البيتَ إِلى أَبي حَيَّةَ النُّمَيْري وغَرَّبَ القومُ ذَهَبُوا في المَغْرِبِ وأَغْرَبُوا أَتَوا الغَرْبَ وتَغَرَّبَ أَتَى من قِبَلِ الغَرْب والغَرْبيُّ من الشجر ما أَصابته الشمسُ بحَرِّها عند أُفُولها وفي التنزيل العزيز زَيْتُونةٍ لا شَرْقِيَّةٍ ولا غَرْبِيَّةٍ والغَرْبُ الذهابُ والتَّنَحِّي عن الناسِ وقد غَرَبَ عنا يَغْرُبُ غَرْباً وغَرَّبَ وأَغْرَبَ وغَرَّبه وأَغْرَبه نَحَّاه وفي الحديث أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم أَمَر بتَغْريبِ الزاني سنةً إِذا لم يُحْصَنْ وهو نَفْيُه عن بَلَده والغَرْبة والغَرْبُ النَّوَى والبُعْد وقد تَغَرَّب قال ساعدة بن جُؤَيَّة يصف سحاباً ثم انْتَهى بَصَري وأَصْبَحَ جالِساً ... مِنْه لنَجْدٍ طَائفٌ مُتَغَرِّبُ وقيل مُتَغَرِّبٌ هنا أَي من قِبَل المَغْرب ويقال غَرَّبَ في الأَرض وأَغْرَبَ إِذا أَمْعَنَ فيها قال ذو الرمة أَدْنَى تَقاذُفِه التَّغْريبُ والخَبَبُ ويُروى التَّقْريبُ ونَوًى غَرْبةٌ بعيدة وغَرْبةُ النَّوى بُعْدُها قال الشاعر وشَطَّ وليُ النَّوَى إِنَّ النَّوَى قُذُفٌ ... تَيَّاحةٌ غَرْبةٌ بالدَّارِ أَحْيانا النَّوَى المكانُ الذي تَنْوي أَنْ تَأْتِيَه في سَفَرك ودارُهم غَرْبةٌ نائِيَةٌ وأَغْرَبَ القومُ انْتَوَوْا وشَأْوٌ مُغَرِّبٌ ومُغَرَّبٌ بفتح الراءِ بعيد قال الكميت عَهْدَك من أُولَى الشَّبِيبةِ تَطْلُبُ ... على دُبُرٍ هيهاتَ شَأْوٌ مُغَرِّبُ وقالوا هل أَطْرَفْتَنا من مُغَرِّبةِ خَبَرٍ ؟ أَي هل من خَبَر جاءَ من بُعْدٍ ؟ وقيل إِنما هو هل من مُغَرِّبةِ خَبَرٍ ؟ وقال يعقوب إِنما هو هل جاءَتْك مُغَرِّبةُ خَبَرٍ ؟ يعني الخَبَر الذي يَطْرَأُ عليك من بلَدٍ سوَى بلدِك وقال ثعلب ما [ ص 639 ] عِنْدَه من مُغَرِّبةِ خَبرٍ تَسْتَفْهِمُه أَو تَنْفِي ذلك عنه أَي طَريفةٌ وفي حديث عمر رضي اللّه عنه أَنه قال لرجل قَدِمَ عليه من بعض الأَطْرافِ هل من مُغَرِّبةِ خَبَر ؟ أَي هل من خبَرٍ جديدٍ جاءَ من بلدٍ بعيدٍ ؟ قال أَبو عبيد يقال بكسر الراءِ وفتحها مع الإِضافة فيهما وقالها الأُمَوِيُّ بالفتح وأَصله فيما نُرَى من الغَرْبِ وهو البُعْد ومنه قيل دارُ فلانٍ غَرْبةٌ والخبرُ المُغْرِبُ الذي جاءَ غريباً حادثاً طريفاً والتغريبُ النفيُ عن البلد وغَرَبَ أَي بَعُدَ ويقال اغْرُبْ عني أَي تباعَدْ ومنه الحديث أَنه أَمَرَ بتَغْريبِ الزاني التغريبُ النفيُ عن البلد الذي وَقَعَتِ الجِنايةُ فيه يقال أَغرَبْتُه وغَرَّبْتُه إِذا نَحَّيْتَه وأَبْعَدْتَه والتَّغَرُّبُ البُعْدُ وفي الحديث أَن رجلاً قال له إِنَّ امرأَتي لا تَرُدُّ يَدَ لامِس فقال غرِّبْها أَي أَبْعِدْها يريدُ الطلاق وغَرَّبَت الكلابُ أَمْعَنَتْ في طلب الصيد وغَرَّبه وغَرَّبَ عليه تَرَكه بُعْداً والغُرْبةُ والغُرْب النُّزوحُ عن الوَطَن والاغْتِرابُ قال المُتَلَمِّسُ أَلا أَبْلِغا أَفناءَ سَعدِ بن مالكٍ ... رِسالةَ مَن قد صار في الغُرْبِ جانِبُهْ والاغْتِرابُ والتغرُّب كذلك تقول منه تَغَرَّبَ واغْتَرَبَ وقد غَرَّبه الدهرُ ورجل غُرُب بضم الغين والراء وغريبٌ بعيد عن وَطَنِه الجمع غُرَباء والأُنثى غَريبة قال إِذا كَوْكَبُ الخَرْقاءِ لاحَ بسُحْرةٍ ... سُهَيْلٌ أَذاعَتْ غَزْلَها في الغَرائبِ أَي فَرَّقَتْه بينهنّ وذلك أَن أَكثر من يَغْزِل بالأُجرة إِنما هي غريبةٌ وفي الحديث أَن النبي صلى اللّه عليه وسلم سُئِلَ عن الغُرباء فقال الذين يُحْيُونَ ما أَماتَ الناسُ من سُنَّتِي وفي حديث آخر إِنّ الإِسلامَ بَدأَ غريباً وسيعود غريباً كما بَدأَ فطوبَى للغُرباءِ أَي إِنه كان في أَوّلِ أَمْرِه كالغريبِ الوحيدِ الذي لا أَهل له عنده لقلة المسلمين يومئذ وسيعودُ غريباً كما كان أَي يَقِلُّ المسلمون في آخر الزمان فيصيرون كالغُرباء فطُوبى للغُرَباء أَي الجنةُ لأُولئك المسلمين الذين كانوا في أَوّل الإِسلام ويكونون في آخره وإِنما خَصَّهم بها لصبْرهم على أَذى الكفار أَوَّلاً وآخراً ولُزومهم دينَ الإِسلام وفي حديث آخر أُمَّتِي كالمطر لا يُدْرَى أَوَّلُها خير أَو آخِرُها قال وليس شيءٌ من هذه الأُحاديث مخالفاً للآخر وإِنما أَراد أَن أَهلَ الإِسلام حين بَدأَ كانوا قليلاً وهم في آخر الزمان يَقِلُّون إِلاَّ أَنهم خيارٌ ومما يَدُلُّ على هذا المعنى الحديثُ الآخر خِيارُ أُمَّتِي أَوَّلُها وآخِرُها وبين ذلك ثَبَجٌ أَعْوَجُ ليس منكَ ولَسْتَ منه ورَحَى اليدِ يُقال لها غَريبة لأَنّ الجيران يَتعاورُونها بينهم وأَنشد بعضُهم كأَنَّ نَفِيَّ ما تَنْفِي يَداها ... نَفِيُّ غريبةٍ بِيَدَيْ مُعِينِ والمُعينُ أَن يَسْتعينَ المُدير بيد رجل أَو امرأَة يَضَعُ يده على يده إِذا أَدارها واغْتَرَبَ الرجلُ نَكَح في الغَرائبِ وتَزَوَّجَ إِلى غير أَقاربه وفي الحديث اغْتَرِبُوا لا تُضْوُوا أَي لا يتزوّج الرجلُ القرابة القريبةَ فيجيءَ ولدُه ضاوِيّاً والاغْتِرابُ افتِعال من الغُرْبة أَراد تَزَوَّجُوا إِلى الغرائب من النساءِ غير الأَقارب فإِنه [ ص 640 ] أَنْجَبُ للأَولاد ومنه حديث المُغِيرة ولا غريبةٌ نَجِيبةٌ أَي إِنها مع كونها غريبةً فإِنها غيرُ نَجيبةِ الأَولاد وفي الحديث إِنّ فيكم مُغَرِّبين قيل وما مُغَرِّبون ؟ قال الذين يَشترِكُ فيهم الجنُّ سُمُّوا مُغَرِّبين لأَنه دخل فيهم عِرْقٌ غريبٌ أَو جاؤُوا من نَسَبٍ بعيدٍ وقيل أَراد بمشاركة الجنّ فيهم أَمْرَهم إِياهم بالزنا وتحسينَه لهم فجاء أَولادُهم عن غير رِشْدة ومنه قولُه تعالى وشارِكْهُم في الأَموال والأَولاد ابن الأَعرابي التغريبُ أَن يأْتي ببنينَ بِيضٍ والتغريبُ أَن يأْتِيَ ببَنينَ سُودٍ والتغريبُ أَن يَجْمَعَ الغُرابَ وهو الجَلِيدُ والثَّلْج فيأْكلَه وأَغْرَبَ الرجلُ صار غريباً حكاه أَبو نصر وقِدْحٌ غريبٌ ليس من الشجر التي سائرُ القِداحِ منها ورجل غريبٌ ليس من القوم ورجلٌ غريبٌ وغُرُبٌ أَيضاً بضم الغين والراءِ وتثنيته غُرُبانِ قال طَهْمانُ بن عَمْرو الكِلابيّ وإِنيَ والعَبْسِيَّ في أَرضِ مَذْحِجٍ ... غَريبانِ شَتَّى الدارِ مُخْتلِفانِ وما كان غَضُّ الطَّرْفِ منا سَجِيَّةً ... ولكننا في مَذْحِجٍ غُرُبانِ والغُرباءُ الأَباعِدُ أَبو عمرو رجل غَريبٌ وغَريبيٌّ وشَصِيبٌ وطارِيٌّ وإِتاوِيٌّ بمعنى والغَريبُ الغامِضُ من الكلام وكَلمة غَريبةٌ وقد غَرُبَتْ وهو من ذلك وفرس غَرْبٌ مُتَرامٍ بنفسه مُتَتابعٌ في حُضْره لا يُنْزِعُ حتى يَبْعَدَ بفارسه وغَرْبُ الفَرَسِ حِدَّتُه وأَوَّلُ جَرْيِه تقول كَفَفْتُ من غَرْبه قال النابغة الذبياني والخَيْلُ تَمْزَعُ غَرْباً في أَعِنَّتِها ... كالطَّيْرِ يَنْجُو من الشُّؤْبُوبِ ذي البَرَدِ قال ابن بري صوابُ انشادِهِ والخيلَ بالنصب لأَنه معطوف على المائة من قوله الواهِبِ المائةَ الأَبْكارَ زَيَّنَها ... سَعْدانُ تُوضِحَ في أَوبارِها اللِّبَدِ والشُّؤْبُوبُ الدَّفْعةُ من المَطر الذي يكون فيه البَرَدُ والمَزْعُ سُرْعةُ السَّيْر والسَّعْدانُ تَسْمَنُ عنه الإِبل وتَغْزُر أَلبانُها ويَطِيبُ لحمها وتُوضِحُ موضع واللِّبَدُ ما تَلَبَّدَ من الوَبر الواحدةُ لِبْدَة التهذيب يقال كُفَّ من غَرْبك أَي من حِدَّتك والغَرْبُ حَدُّ كلِّ شيء وغَرْبُ كلِّ شيءٍ حَدُّه وكذلك غُرابه وفرسٌ غَرْبٌ كثيرُ العَدْوِ قال لبِيد غَرْبُ المَصَبَّةِ مَحْمودٌ مَصارِعُه ... لاهي النَّهارِ لسَيْرِ الليلِ مُحْتَقِرُ أَراد بقوله غرْبُ المَصَبَّة أَنه جَوَادٌ واسِعُ الخَيْر والعَطاء عند المَصَبَّة أَي عند إِعْطاءِ المال يُكْثِرُه كما يُصَبُّ الماءُ وعينٌ غَرْبةٌ بعيدةُ المَطْرَح وإِنه لغَرْبُ العَين أَي بعيدُ مَطْرَح العين والأُنثى غَربةُ العين وإِياها عَنَى الطِّرمَّاحُ بقوله ذَاكَ أَمْ حَقْباءُ بَيْدانَةٌ ... غَرْبةُ العَيْنِ جَهادُ المَسَامْ وأَغْرَبَ الرجلُ جاءَ بشيءٍ غَريب وأَغْرَب عليه وأَغْرَب به صَنَع به صُنْعاً قبيحاً الأَصمعي أَغْرَب الرجلُ في مَنْطِقِه إِذا لم يُبْقِ شَيْئاً إِلاَّ تكلم [ ص 641 ] به وأَغْرَبَ الفرسُ في جَرْيه وهو غاية الاكثار وأَغْرَبَ الرجلُ إِذا اشْتَدَّ وجَعُه من مرضٍ أَو غيره قال الأَصمعي وغيره وكُلُّ ما وَاراك وسَتَرك فهو مُغْرِبٌ وقال ساعدة الهُذَليُّ مُوَكَّلٌ بسُدُوف الصَّوْم يُبْصِرُها ... من المَغارِبِ مَخْطُوفُ الحَشَا زَرِمُ وكُنُسُ الوَحْش مَغارِبُها لاسْتتارها بها وعَنْقاءُ مُغْرِبٌ ومُغْرِبةٌ وعَنْقاءُ مُغْرِبٍ على الإِضافة عن أَبي عليّ طائرٌ عظيم يَبْعُدُ في طَيرانه وقيل هو من الأَلْفاظِ الدالةِ على غير معنى التهذيب والعَنْقاءُ المُغْرِبُ قال هكذا جاءَ عن العَرَب بغير هاء وهي التي أَغْرَبَتْ في البلادِ فَنَأَتْ ولم تُحَسَّ ولم تُرَ وقال أَبو مالك العَنْقاءُ المُغْرِبُ رأْسُ الأَكمَة في أَعْلى الجَبَل الطويل وأَنْكر أَن يكون طائراً وأَنشد وقالوا الفتى ابنُ الأَشْعَرِيَّةِ حَلَّقَتْ ... به المُغْرِبُ العَنْقاءُ إِنْ لم يُسَدَّدِ ومنه قالوا طارَتْ به العَنْقاءُ المُغْرِبُ قال الأَزهري حُذفت هاء التأْنيث منها كما قالوا لِحْيةٌ ناصِلٌ وناقة ضامر وامرأَة عاشق وقال الأَصمعي أَغْرَبَ الرجلُ إِغراباً إِذا جاءَ بأَمر غريب وأَغْرَبَ الدابَّةُ إِذا اشْتَدَّ بياضُه حتى تَبْيَضَّ مَحاجِرُه وأَرْفاغُه وهو مُغْرِبٌ وفي الحديث طارتْ به عَنْقاءُ مُغْرِبٌ أَي ذَهَبَتْ به الداهيةُ والمُغْرِبُ المُبْعِدُ في البلاد وأَصابه سَهْمُ غَرْبٍ وغَرَبٍ إِذا كان لا يَدْري مَن رَماه وقيل إِذا أَتاه مِن حيثُ لا يَدْرِي وقيل إِذا تَعَمَّد به غيرَه فأَصابه وقد يُوصَف به وهو يسكَّن ويحرك ويضاف ولا يضاف وقال الكسائي والأَصمعي بفتح الراءِ وكذلك سَهْمُ غَرَضٍ وفي الحديث أَن رجلاً كان واقِفاً معه في غَزاةٍ فأَصَابَه سَهْمُ غَرْبٍ أَي لا يُعْرَفُ راميه يقال سَهْمُ غرب وسهمٌ غَربٌ بفتح الراءِ وسكونها بالإِضافة وغير الإِضافة وقيل هو بالسكون إِذا أَتاه مِن حيثُ لا يَدْرِي وبالفتح إِذا رماه فأَصاب غيره قال ابن الأَثير والهروي لم يثبت عن الأَزهري إِلا الفتح والغَرْبُ والغَرْبة الحِدَّةُ ويقال لِحَدِّ السيف غَرْبٌ ويقال في لسانه غَرْبٌ أَي حِدَّة وغَرْبُ اللسانِ حِدَّتُه وسيفٌ غَرْبٌ قاطع حديد قال الشاعر يصف سيفاً غَرْباً سريعاً في العِظامِ الخُرْسِ ولسان غَرْبٌ حَديدٌ وغَرْبُ الفرس حِدَّتُه وفي حديث ابن عباس ذَكَر الصِّدِّيقَ فقال كانَ واللّهِ بَرّاً تَقِيّاً يُصَادَى غَرْبُه ( يتبع )( ( ) تابع 1 ) غرب الغَرْبُ والمَغْرِبُ بمعنى واحد ابن سيده الغَرْبُ خِلافُ وفي رواية يُصَادَى منه غَرْبٌ الغَرْبُ الحِدَّةُ ومنه غَرْبُ السيف أَي كانَتْ تُدَارَى حِدَّتُه وتُتَّقَى ومنه حديث عمر فَسَكَّنَ من غَرْبه وفي حديث عائشة قالت عن زينب رضي اللّه عنها كُلُّ خِلالِها مَحْمودٌ ما خَلا سَوْرَةً من غَرْبٍ كانت فيها وفي حديث الحَسَن سُئل عن القُبلة للصائم فقال إِني أَخافُ عليك غَرْبَ الشَّباب أَي حِدَّته والغَرْبُ النَّشاط والتَّمادِي واسْتَغْرَب في الضَّحِك واسْتُغْرِبَ أَكْثَرَ منه وأَغْرَبَ اشْتَدَّ ضَحِكُه ولَجَّ فيه واسْتَغْرَبَ عليه الضحكُ كذلك وفي الحديث أَنه ضَحِكَ حتى استَغْرَبَ أَي بالَغَ فيه يُقال أَغْرَبَ في ضَحِكه واسْتَغْرَبَ وكأَنه من الغَرْبِ البُعْدِ [ ص 642 ] وقيل هو القَهْقهة وفي حديث الحسن إِذا اسْتَغْرَب الرجلُ ضَحِكاً في الصلاة أَعادَ الصلاةَ قال وهو مذهب أَبي حنيفة ويزيد عليه إِعادةَ الوضوء وفي دُعاءِ ابنِ هُبَيْرَة أَعُوذُ بك من كل شيطانٍ مُسْتَغْرِبٍ وكُلِّ نَبَطِيٍّ مُسْتَعْرِبٍ قال الحَرْبيُّ أَظُنُّه الذي جاوَزَ القَدْرَ في الخُبْثِ كأَنه من الاسْتِغْراب في الضَّحِك ويجوز أَن يكون بمعنى المُتَناهِي في الحِدَّةِ من الغَرْبِ وهي الحِدَّةُ قال الشاعر فما يُغْرِبُونَ الضَّحْكَ إِلاَّ تَبَسُّماً ... ولا يَنْسُبُونَ القولَ إِلاَّ تَخَافِيَا شمر أَغْرَبَ الرجلُ إِذا ضَحِكَ حتى تَبْدُوَ غُروبُ أَسْنانه والغَرْبُ الرَّاوِيَةُ التي يُحْمَلُ عليها الماء والغَرْبُ دَلْو عظيمة من مَسكِ ثَوْرٍ مُذَكَّرٌ وجمعهُ غُروبٌ الأَزهري الليث الغَرْبُ يومُ السَّقْيِ وأَنشد في يوم غَرْبٍ وماءُ البئر مُشْتَرَكُ قال أُراه أَراد بقوله في يوم غَربٍ أَي في يوم يُسْقَى فيه بالغَرْبِ وهو الدلو الكبير الذي يُسْتَقَى به على السانية ومنه قول لبيد فصَرَفْتُ قَصْراً والشُّؤُونُ كأَنها ... غَرْبٌ تَخُبُّ به القَلُوصُ هَزِيمُ وقال الليث الغَرْبُ في بيت لبيدٍ الرَّاوية وإِنما هو الدَّلْو الكَبيرةُ وفي حديث الرؤيا فأَخَذَ الدَّلْوَ عُمَرُ فاسْتَحالَتْ في يَدِه غَرْباً الغَرْبُ بسكون الراءِ الدلو العظيمة التي تُتَّخَذُ من جلدِ ثَوْرٍ فإِذا فتحت الراء فهو الماء السائل بين البئر والحوض وهذا تمثيل قال ابن الأَثير ومعناه أَن عمر لما أَخذ الدلو ليستقي عَظُمَتْ في يده لأَن الفُتُوح كان في زمنه أَكْثَرَ منه في زمن أَبي بكر رضي اللّه عنهما ومعنى اسْتَحالَتْ انقلبتْ عن الصِّغَر إِلى الكِبَر وفي حديث الزكاة وما سُقِيَ بالغَرْبِ ففيه نِصْفُ العُشْر وفي الحديث لو أَنَّ غَرْباً من جهنم جُعِلَ في الأَرض لآذى نَتْنُ رِيحِه وشِدَّة حَرِّه ما بين المَشْرق والمغرب والغَرْبُ عِرْقٌ في مَجْرَى الدَّمْع يَسْقِي ولا يَنْقَطِع وهو كالناسُور وقيل هو عرقٌ في العين لا ينقطع سَقْيُه قال الأَصمعي يقال بعينه غَرْبٌ إِذا كانت تسيل ولا تَنْقَطع دُمُوعُها والغَرْبُ مَسِيلُ الدَّمْع والغَرْبُ انْهِمالُه من العين والغُرُوبُ الدُّموع حين تخرج من العين قال ما لكَ لا تَذْكُر أُمَّ عَمْرو ... إِلاَّ لعَيْنَيْكَ غُروبٌ تَجْرِي واحِدُها غَرْبٌ والغُروبُ أَيضاً مَجارِي الدَّمْعِ وفي التهذيب مَجارِي العَيْنِ وفي حديث الحسن ذَكَر ابنَ عباس فقال كان مِثَجّاً يَسِيلُ غَرْباً الغَرْبُ أَحدُ الغُرُوبِ وهي الدُّمُوع حين تجري يُقال بعينِه غَرْبٌ إِذا سالَ دَمْعُها ولم ينقطعْ فشَبَّه به غَزَارَة علمه وأَنه لا ينقطع مَدَدُه وجَرْيُه وكلُّ فَيْضَة من الدَّمْع غَرْبٌ وكذلك هي من الخمر واسْتَغْرَبَ الدمعُ سال وغَرْبَا العين مُقْدِمُها ومُؤْخِرُها وللعين غَرْبانِ مُقْدِمُها ومُؤْخِرُها والغَرْبُ بَثْرة تكون في العين تُغِذُّ ولا تَرْقأُ [ ص 643 ] وغَرِبَت العينُ غَرَباً وَرِمَ مَأْقُها وبعينه غَرَبٌ إِذا كانت تسيل فلا تنقطع دُموعُها والغَرَبُ مُحَرَّك الخَدَرُ في العين وهو السُّلاقُ وغَرْبُ الفم كثرةُ ريقِه وبَلَلِه وجمعه غُرُوبٌ وغُروبُ الأَسنانِ مَناقِعُ ريقِها وقيل أَطرافُها وحِدَّتُها وماؤُها قال عَنترة إِذْ تَستَبِيكَ بِذي غُروبٍ واضِحٍ ... عَذْبٍ مُقَبَّلُه لَذِيذ المَطْعَمِ وغُروبُ الأَسنانِ الماءُ الذي يَجرِي عليها الواحد غَرْبٌ وغُروبُ الثَّنايا حدُّها وأُشَرُها وفي حديث النابغة تَرِفُّ غُروبُه هي جمع غَرْب وهو ماء الفم وحِدَّةُ الأَسنان والغَرَبُ الماءُ الذي يسيل من الدَّلْو وقيل هو كلُّ ما انصَبَّ من الدلو من لَدُنْ رأْسِ البئر إِلى الحوضِ وقيل الغَرَبُ الماءُ الذي يَقْطُر من الدِّلاءِ بين البئر والحوض وتتغير ريحُه سريعاً وقيل هو ما بين البئر والحوض أَو حَوْلَهُما من الماءِ والطين قال ذو الرمة وأُدْرِكَ المُتَبَقَّى من ثَميلَتِه ... ومن ثَمائِلها واسْتُنشِئَ الغَرَبُ وقيل هو ريح الماء والطين لأَنه يتغير ريحُهُ سريعاً ويقال للدَّالج بين البئر والحوْض لا تُغْرِبْ أَي لا تَدْفُقِ الماءَ بينهما فتَوْحَل وأَغْرَبَ الحَوضَ والإِناءَ ملأَهما وكذلك السِّقاءَ قال بِشْر بن أَبي خازِم وكأَنَّ ظُعْنَهُمُ غَداةَ تَحَمَّلُوا ... سُفُنٌ تَكَفَّأُ في خَليجٍ مُغْرَبِ وأَغربَ الساقي إِذا أَكثر الغَرْبَ والإِغرابُ كثرةُ المال وحُسْنُ الحال من ذلك كأَنَّ المالَ يَمْلأُ يَدَيْ مالِكِه وحُسنَ الحال يَمْلأُ نفسَ ذي الحال قال عَدِيُّ بن زيد العِبادِيّ أَنتَ مما لَقِيتَ يُبْطِرُكَ الإِغ ... رابُ بالطَّيشِ مُعْجَبٌ مَحبُورُ والغَرَبُ الخَمْرُ قال دَعِيني أَصْطَبِحْ غَرَباً فأُغْرِبْ ... مع الفِتيانِ إِذ صَبَحوا ثُمُودا والغَرَبُ الذَّهَبُ وقيل الفضَّة قال الأَعشى إِذا انْكَبَّ أَزْهَرُ بين السُّقاة ... تَرامَوْا به غَرَباً أَو نُضارا نَصَبَ غَرَباً على الحال وإِن كان جَوْهراً وقد يكون تمييزاً ويقال الغَرَب جامُ فِضَّةٍ قال الأَعشى فَدَعْدَعا سُرَّةَ الرَّكاءِ كما ... دَعْدَعَ ساقي الأَعاجِمِ الغَرَبا قال ابن بري هذا البيت للبيد وليس للأَعشى كما زعم الجوهري والرَّكاء بفتح الراءِ موضع قال ومِن الناسِ مَن يكسر الراء والفتح أَصح ومعنى دَعدَعَ مَلأَ وصَفَ ماءَينِ التَقَيا من السَّيل فملآ سُرَّة الرَّكاءِ كما ملأَ ساقي الأَعاجِمِ قَدَحَ الغَرَب خمْراً قال وأَما بيت الأَعشى الذي وقع فيه الغَرَبُ بمعنى الفضة فهو قوله تَرامَوا به غَرَباً أَو نُضارا والأَزهر إِبريقٌ أَبيضُ يُعْمَلُ فيه الخمرُ وانكبابُه إِذا صُبَّ منه في القَدَح وتَراميهم بالشَّراب هو مُناوَلةُ بعضهم بعضاً أَقداحَ الخَمْر والغَرَبُ [ ص 644 ] الفضة والنُّضارُ الذَّهَبُ وقيل الغَرَبُ والنُّضار ضربان من الشجر تُعمل منهما الأَقْداحُ التهذيب الغَرْبُ شَجَرٌ تُسَوَّى منه الأَقْداحُ البِيضُ والنُّضار شَجَرٌ تُسَوَّى منه أَقداح صُفْر الواحدةُ غَرْبَةٌ وهي شَجَرة ضَخْمةٌ شاكة خَضراءُ وهي التي يُتَّخَذُ منها الكُحَيلُ وهو القَطِرانُ حِجازية قال الأَزهري والأَبهَلُ هو الغَرْبُ لأَنَّ القَطِرانَ يُسْتَخْرَجُ منه ابن سيده والغَرْبُ بسكون الراءِ شجرة ضَخْمة شاكة خَضْراءُ حِجازِيَّة وهي التي يُعْمَلُ منها الكُحيلُ الذي تُهْنأُ به الإِبلُ واحِدَتُه غَرْبة والغَرْبُ القَدَح والجمع أَغْراب قال الأَعشى باكَرَتْهُ الأَغْرابُ في سِنَةِ النَّوْ ... مِ فتَجْري خِلالَ شَوْكِ السَّيالِ ويُروى باكَرَتْها والغَرَبُ ضَرْبٌ من الشجر واحدته غَرَبَةٌ قاله الجوهري ( 1 ) ( 1 قوله « قاله الجوهري » أي وضبطه بالتحريك بشكل القلم وهو مقتضى سياقه فلعله غير الغرب الذي ضبطه ابن سيده بسكون الراء ) وأَنشد عُودُكَ عُودُ النُّضارِ لا الغَرَبُ قال وهو اسْبِيدْدارْ بالفارسية والغَرَبُ داء يُصِيبُ الشاةَ فيتَمَعَّط خُرْطُومُها ويَسْقُطُ منه شَعَرُ العَين والغَرَبُ في الشاة كالسَّعَفِ في الناقة وقد غَرِبَت الشاةُ بالكسر والغارِبُ الكاهِلُ من الخُفِّ وهو ما بين السَّنام والعُنُق ومنه قولهم حَبْلُكِ على غارِبكِ وكانت العربُ إِذا طَلَّقَ أَحدُهم امرأَته في الجاهلية قال لها حَبْلُك على غارِبك أَي خَلَّيتُ سبيلك فاذْهَبي حيثُ شِئْتِ قال الأَصمعي وذلك أَنَّ الناقة إِذا رَعَتْ وعليها خِطامُها أُلْقِيَ على غارِبها وتُرِكَتْ ليس عليها خِطام لأَنها إِذا رأَت الخِطامَ لم يُهْنِها المَرْعى قال معناه أَمْرُكِ إِلَيكِ اعمَلي ما شِئْتِ والغارِب أَعْلى مُقَدَّم السَّنام وإِذا أُهْمِلَ البعيرُ طُرِحَ حَبلُه على سَنامه وتُرِكَ يَذْهَبُ حيث شاءَ وتقول أَنتَ مُخَلًّى كهذا البعير لا يُمْنَعُ من شيءٍ فكان أَهل الجاهلية يُطَلِّقونَ بهذا وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها قالت ليَزِيدَ بن الأَصَمِّ رُمِيَ بِرَسَنِك على غارِبك أَي خُلِّيَ سَبِيلُك فليس لك أَحدٌ يمنعك عما تريد تَشْبيهاً بالبعير يُوضَعُ زِمامُه على ظهرِه ويُطْلَقُ يَسرَح أَين أَراد في المرْعى وورد في الحديث في كنايات الطلاق حَبْلُكِ على غارِبِك أَي أَنتِ مُرْسَلةٌ مُطْلَقة غير مشدودة ولا مُمْسَكة بعَقْدِ النكاح والغارِبانِ مُقَدَّمُ الظهْر ومُؤَخَّرُه وغَوارِبُ الماءِ أَعاليه وقيل أَعالي مَوْجِه شُبِّهَ بغَوارِبِ الإِبل وقيل غاربُ كلِّ شيءٍ أَعْلاه الليث الغارِبُ أَعْلى المَوْج وأَعلى الظَّهر والغارِبُ أَعلى مُقَدَّمِ السَّنام وبعيرٌ ذُو غارِبَين إِذا كان ما بَينَ غارِبَيْ سَنامِه مُتَفَتِّقاً وأَكثرُ ما يكون هذا في البَخاتِيِّ التي أَبوها الفالِجُ وأُمها عربية وفي حديث الزبير فما زال يَفْتِلُ في الذِّرْوَةِ والغارِب حتى أَجابَتْه عائشةُ إِلى الخُروج الغاربُ مُقَدَّمُ السَّنام والذِّرْوَةُ أَعلاه أَراد أَنه ما زال يُخادِعُها ويَتَلطَّفُها حتى أَجابَتهُ والأَصل فيه أَن الرجل إِذا أَراد أَن يُؤَنِّسَ البعيرَ الصَّعْبَ لِيَزُمَّه ويَنْقاد له جَعَل يُمِرُّ يَدَه عليه ويَمسَحُ غاربَه ويَفتِلُ وبَرَه حتى يَسْتَأْنِسَ ويَضَعَ فيه الزِّمام [ ص 645 ] والغُرابانِ طَرَفا الوَرِكَينِ الأَسْفَلانِ اللَّذان يَلِيانِ أَعالي الفَخِذَين وقيل هما رُؤُوس الوَرِكَين وأَعالي فُرُوعهما وقيل بل هما عَظْمانِ رَقيقانِ أَسفل من الفَراشة وقيل هما عَظْمانِ شاخصانِ يَبْتَدّانِ الصُّلْبَ والغُرابانِ من الفَرس والبعير حَرفا الوَرِكَينِ الأَيْسَرِ والأَيمنِ اللَّذانِ فوقَ الذَّنَب حيث التَقَى رأْسا الوَرِكِ اليُمْنى واليُسْرى والجمع غِربانٌ قال الراجز يا عَجَبا للعَجَبِ العُجابِ خَمْسَةُ غِرْبانٍ على غُرابِ وقال ذو الرمة وقَرَّبْنَ بالزُّرْقِ الحَمائلَ بَعْدما ... تَقَوَّبَ عن غِرْبان أَوْراكها الخَطْرُ أَراد تَقَوَّبَتْ غِرْبانُها عن الخَطْرِ فقلبه لأَن المعنى معروف كقولك لا يَدْخُلُ الخاتَمُ في إِصْبَعِي أَي لا يَدْخُلُ إِصْبَعي في خاتَمي وقيل الغِرْبانُ أَوْراكُ الإِبل أَنْفُسها أَنشد ابن الأَعرابي سأَرْفَعُ قَوْلاً للحُصَينِ ومُنْذِرٍ ... تَطِيرُ به الغِرْبانُ شَطْرَ المَواسم قال الغِرْبانُ هنا أَوْراكُ الإِبِلِ أَي تَحْمِلُه الرواةُ إِلى المواسم والغِرْبانُ غِرْبانُ الإِبِلِ والغُرابانِ طَرَفا الوَرِك اللَّذانِ يَكونانِ خَلْفَ القَطاةِ والمعنى أَن هذا الشِّعْرَ يُذْهَبُ به على الإِبِل إِلى المَواسم وليس يُرِيدُ الغِربانَ دونَ غيرِها وهذا كما قال الآخر وإِنَّ عِتاقَ العِيسِ سَوْفَ يَزُورُكُمْ ... ثَنائي على أَعْجازِهِنَّ مُعَلَّقُ فليس يريد الأَعجاز دون الصُّدور وقيل إِنما خصَّ الأَعْجازَ والأَوْراكَ لأَنَّ قائِلَها جَعل كِتابَها في قَعْبَةٍ احْتَقَبها وشدَّها على عَجُز بعيره والغُرابُ حَدُّ الوَرك الذي يلي الظهْرَ والغُرابُ الطائرُ الأَسْوَدُ والجمع أَغْرِبة وأَغْرُبٌ وغِرْبانٌ وغُرُبٌ قال وأَنْتُم خِفافٌ مِثْلُ أَجْنحةِ الغُرُبْ وغَرابِينُ جمعُ الجمع والعرب تقول فلانٌ أَبْصَرُ من غُرابٍ وأَحْذَرُ من غُرابٍ وأَزْهَى من غُرابٍ وأَصْفَى عَيْشاً من غُرابٍ وأَشدُّ سواداً من غُرابٍ وإِذا نَعَتُوا أَرْضاً بالخِصْبِ قالوا وَقَعَ في أَرْضٍ لا يَطِير غُرابُها ويقولون وجَدَ تَمْرَةَ الغُرابِ وذلك أَنه يتَّبِعُ أَجودَ التَّمْر فيَنْتَقِيه ويقولون أَشْأَمُ من غُرابٍ وأَفْسَقُ من غُراب ويقولون طارَ غُرابُ فلانٍ إِذا شاب رأْسُه ومنه قوله ولمَّا رَأَيْتُ النَّسْرَ عَزَّ ابنَ دَايةٍ أَراد بابْنِ دايةٍ الغُرابَ وفي الحديث أَنه غَيَّرَ اسمَ غُرابٍ لمَا فيه من البُعْدِ ولأَنه من أَخْبَث الطُّيور وفي حديث عائشة لمّا نَزَلَ قولُه تعالى ولْيَضْرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ على جُيوبِهِنَّ فأَصْبَحْنَ على رؤوسِهِنَّ الغِرْبانُ شَبَّهَتِ الخُمُرَ في سوادها بالغِرْبان جمع غُراب كما قال الكميت كغِرْبانِ الكُروم الدوالِجِ وقوله زَمانَ عَليَّ غُرابٌ غُدافٌ ... فطَيَّرَهُ الشَّيْبُ عنِّي فطارا إِنما عَنى به شِدَّةَ سوادِ شعره زمانَ شَبابِه وقوله غرب الغَرْبُ والمَغْرِبُ بمعنى واحد ابن سيده الغَرْبُ خِلافُ فَطَيَّرَه الشَّيْبُ لم يُرِدْ أَن جَوْهَرَ الشَّعر زال لكنه أَراد أَنّ السَّوادَ أَزالَه الدهرُ فبَقِي الشعرُ مُبْيَضّاً وغُرابٌ غاربٌ على المبالغة كما قالوا شِعْرٌ شاعِرٌ ومَوتٌ مائِتٌ قال رؤبة فازْجُرْ من الطَّيرِ الغُرابَ الغارِبا والغُرابُ قَذالُ الرأْس يقال شابَ غُرابُه أَي شَعَرُ قَذالِه وغُرابُ الفأْسِ حَدُّها وقال الشَّمّاخ يصف رجلاً قَطَعَ نَبْعةً فأَنْحَى عليها ذاتَ حَدٍّ غُرابُها ... عَدُوٌّ لأَوْساطِ العِضاهِ مُشارِزُ وفأْسٌ حديدةُ الغُرابِ أَي حديدةُ الطَّرَف والغرابُ اسم فرسٍ لغَنِيٍّ على التشبيه بالغُرابِ من الطَّيرِ ورِجْلُ الغُراب ضَرْبٌ من صَرِّ الإِبلِ شديدٌ لا يَقْدِرُ الفَصِيلُ على أَن يَرْضَعَ معه ولا يَنْحَلُّ وأَصَرَّ عليه رِجْلَ الغرابِ ضاقَ عليه الأَمْرُ وكذلك صَرَّ عليه رِجلَ الغُرابِ قال الكُمَيْتُ صَرَّ رِجْلَ الغُرابِ مُلْكُكَ في النا ... سِ على من أَرادَ فيه الفُجُورا ويروى صُرَّ رِجْلَ الغُراب مُلْكُكَ ورجلَ الغرابِ مُنْتَصِبٌ على المَصْدَر تقديره صَرّاً مِثْلَ صَرِّ رِجْلِ الغراب وإِذا ضاقَ على الإِنسان معاشُه قيل صُرَّ عليه رِجْلُ الغُرابِ ومنه قول الشاعر إِذا رِجْلُ الغُرابِ عليَّ صُرَّتْ ... ذَكَرْتُكَ فاطْمأَنَّ بيَ الضَّمِيرُ وأَغرِبةُ العَرَبِ سُودانُهم شُبِّهوا بالأَغْرِبَةِ في لَوْنِهِم والأَغْرِبَةُ في الجاهلية عَنْترةُ وخُفافُ ابن نُدْبَةَ السُّلَمِيُّ وأَبو عُمَيرِ بنُ الحُبابِ السُّلَمِيُّ أَيضاً وسُلَيْكُ بنُ السُّلَكَةِ وهشامُ ابنُ عُقْبة بنِ أَبي مُعَيْطٍ إِلا أَنَّ هشاماً هذا مُخَضْرَمٌ قد وَلِيَ في الإِسلام قال ابن الأَعرابي وأَظُنُّهُ قد وَلِيَ الصائفَةَ وبعضَ الكُوَر ومن الإِسلاميين عبدُاللّه بنُ خازم وعُمَيْرُ بنُ أَبي عُمَير بنِ الحُبابِ السُّلَمِيُّ وهمّامُ بنُ مُطَرِّفٍ التَّغْلَبِيّ ومُنْتَشِرُ بنُ وَهْبٍ الباهِليُّ ومَطَرُ ابن أَوْفى المازِنيّ وتأَبَّطَ شَرّاً والشّنْفَرَى ( 1 ) ( 1 ليس تأبّط شراً والشنفرى من الإسلاميين وإنما هما جاهليّان ) وحاجِزٌ قال ابن سيده كل ذلك عن ابن الأَعرابي قال ولم يَنْسُبْ حاجزاً هذا إِلى أَب ولا أُم ولا حيٍّ ولا مكانٍ ولا عَرَّفَه بأَكثر من هذا وطار غرابُها بجَرادتِكَ وذلك إِذا فات الأَمْرُ ولم يُطْمَعْ فيه حكاهُ ابنُ الأَعرابي وأَسودُ غُرابيٌّ وغِرْبيبٌ شديدُ السوادِ وقولُ بِشْر بن أَبي خازم رأَى دُرَّة بَيْضاءَ يَحْفِلُ لَوْنَها ... سُخامٌ كغِرْبانِ البَريرِ مُقَصَّبُ يعني به النضيج من ثَمَر الأَراك الأَزهري وغُرابُ البَرِيرِ عُنْقُودُه الأَسْوَدُ وجمعه غِرْبانٌ وأَنشد بيت بشر بن أَبي خازم ومعنى يَحْفِلُ لَوْنَها يَجْلُوه والسُّخَامُ كُلُّ شيءٍ لَيِّن من صوف أَو قطن أَو غيرهما وأَراد به شعرها والمُقَصَّبُ المُجَعَّدُ وإِذا قلت غَرابيبُ سُودٌ تَجْعَلُ السُّودَ بَدَلاً من غَرابيبِ لأَن توكيد الأَلوان لا يتقدَّم وفي الحديث إِن اللّه يُبْغِضُ الشيخَ الغِرْبِيبَ هو [ ص 647 ] الشديدُ السواد وجمعُه غَرابيبُ أَراد الذي لا يَشيبُ وقيل أَراد الذي يُسَوِّدُ شَيْبَه والمَغارِبُ السُّودانُ والمَغارِبُ الحُمْرانُ والغِرْبِيبُ ضَرْبٌ من العِنَب بالطائف شديدُ السَّوادِ وهو أَرَقُّ العِنَب وأَجْوَدُه وأَشَدُّه سَواداً والغَرَبُ الزَّرَقُ في عَيْنِ الفَرس مع ابْيضاضِها وعينٌ مُغْرَبةٌ زَرْقاءُ بيضاءُ الأَشْفارِ والمَحاجِر فإِذا ابْيَضَّتْ الحَدَقةُ فهو أَشدُّ الإِغرابِ والمُغْرَبُ الأَبيضُ قال مُعَوية الضَّبِّيُّ فهذا مَكاني أَو أَرَى القارَ مُغْرَباً ... وحتى أَرَى صُمَّ الجبالِ تَكَلَّمُ ومعناه أَنه وَقَعَ في مكان لا يَرْضاه وليس له مَنْجًى إِلاّ أَن يصير القارُ أَبيضَ وهو شِبه الزفت أَو تُكَلِّمَه الجبالُ وهذا ما لا يكون ولا يصح وجوده عادة ابن الأَعرابي الغُرْبةُ بياض صِرْفٌ والمُغْرَبُ من الإِبل الذي تَبْيَضُّ أَشْفارُ عَيْنَيْه وحَدَقَتاه وهُلْبُه وكلُّ شيء منه وفي الصحاح المُغْرَبُ الأَبيضُ الأَشْفارِ من كل شيءٍ قال الشاعر شَرِيجَانِ من لَوْنَيْنِ خِلْطانِ منهما ... سَوادٌ ومنه واضِحُ اللَّوْنِ مُغْرَبُ والمُغْرَبُ من الخَيل الذي تَتَّسِعُ غُرَّتُه في وجهِه حتى تُجاوِزَ عَيْنَيْه وقد أُغْرِبَ الفرسُ على ما لم يُسمَّ فاعله إِذا أَخَذَتْ غُرَّتُه عينيه وابْيَضَّت الأَشفارُ وكذلك إِذا ابيضتْ من الزَّرَق أَيضاً وقيل الإِغرابُ بياضُ الأَرْفاغ مما يَلي الخاصرةَ وقيل المُغْرَب الذي كلُّ شيء منه أَبيضُ وهو أَقْبَحُ البياض والمُغْرَبُ الصُّبْح لبياضه والغُرابُ البَرَدُ لذلك وأُغْرِبَ الرجلُ وُلِدَ له وَلدٌ أَبيضُ وأُغْرِبَ الرجلُ إِذا اشْتَدَّ وَجَعُه عن الأَصمعي والغَرْبِيُّ صِبْغٌ أَحْمَرُ والغَرْبيُّ فَضِيخُ النبيذِ وقال أَبو حنيفة الغَرْبِيُّ يُتَّخَذُ من الرُّطَب وَحْده ولا يَزال شارِبُه مُتَماسِكاً ما لم تُصِبْه الريحُ فإِذا بَرَزَ إِلى الهواءِ وأَصابتْه الريحُ ذَهَبَ عقلُه ولذلك قال بعضُ شُرَّابه إِنْ لم يكنْ غَرْبِيُّكُم جَيِّداً ... فنحنُ باللّهِ وبالرِّيحِ وفي حديث ابن عباس اخْتُصِمَ إِليه في مَسِيلِ المَطَر فقال المَطَرُ غَرْبٌ والسَّيْلُ شَرْقٌ أَراد أَن أَكثر السَّحاب يَنْشَأُ من غَرْبِ القِبْلَة والعَيْنُ هناك تقول العربُ مُطِرْنا بالعَيْن إِذا كان السحابُ ناشئاً من قِبْلة العِراق وقوله والسَّيْلُ شَرْقٌ يريد أَنه يَنْحَطُّ من ناحيةِ المَشْرِقِ لأَن ناحيةَ المشرق عاليةٌ وناحية المغرب مُنْحَطَّة قال ذلك القُتَيْبي قال ابن الأَثير ولعله شيء يختص بتلك الأَرض التي كان الخِصَام فيها وفي الحديث لا يزالُ أَهلُ الغَرْبِ ظاهرين على الحق قيل أَراد بهم أَهلَ الشام لأَنهم غَرْبُ الحجاز وقيل أَراد بالغرب الحِدَّةَ والشَّوْكَةَ يريد أَهلَ الجهاد وقال ابن المدائني الغَرْبُ هنا الدَّلْوُ وأَراد بهم العَرَبَ لأَنهم أَصحابها وهم يَسْتَقُون بها وفي حديث الحجاج لأَضْرِبَنَّكم ضَرْبةَ غَرائبِ الإِبلِ قال ابن الأَثير هذا مَثَلٌ ضَرَبه لنَفْسه مع رعيته يُهَدِّدُهم وذلك أَن الإِبل إِذا وردت الماء فدَخَلَ عليها غَريبةٌ من غيرها ضُرِبَتْ وطُرِدَتْ حتى تَخْرُجَ عنها وغُرَّبٌ اسم موضع ومنه قوله في إِثْرِ أَحْمِرَةٍ عَمَدْنَ لِغُرَّبِ ابن سيده وغُرَّبٌ بالتشديد جبل دون الشام في بلاد بني كلب وعنده عين ماء يقال لها الغُرْبة والغُرُبَّةُ وهو الصحيح والغُراب جَبَلٌ قال أَوْسٌ فَمُنْدَفَعُ الغُلاَّنِ غُلاَّنِ مُنْشِدٍ ... فنَعْفُ الغُرابِ خُطْبُه فأَساوِدُهْ والغُرابُ والغَرابةُ مَوْضعان ( 1 ) ( 1 قوله « والغراب والغرابة موضعان » كذا ضبط ياقوت الأول بضمه والثاني بفتحه وأنشد بيت ساعدة ) قال ساعدةُ ابنُ جُؤَيَّةَ تذَكَّرْتُ مَيْتاً بالغَرابةِ ثاوِياً ... فما كانَ لَيْلِي بَعْدهُ كادَ يَنْفَدُ وفي ترجمة غرن في النهاية ذِكْرُ غُران هو بضم الغين وتخفيف الراء وادٍ قريبٌ من الحُدَيْبية نَزَلَ به سيدُنا رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم في مسيره فأَما غُرابٌ بالباءِ فجبل بالمدينة على طريق الشام والغُرابُ فرسُ البَراءِ بنِ قَيْسٍ والغُرابِيُّ ضَرْبٌ من التمر عن أَبي حنيفة
الغُرْبَةُ الاغْتِرَابُ تقول تَغَرَّبَ و اغْتَرَبَ بمعنى فهو غَرِيبٌ و غُرُبٌ بضمتين والجمع الغُرَبَاءُ والغُرباءُ أيضا الأباعد و اغْتَرَبَ فلان إذا تزوج إلى غير أقاربه وفي الحديث { اغتَرِبوا لا تُضوُوا
} وتفسيره مذكور في ض و ى و التَّغْرِيبُ النفي عن البلد و أغْرَبَ جاء ...
الغُرْبَةُ الاغْتِرَابُ تقول تَغَرَّبَ و اغْتَرَبَ بمعنى فهو غَرِيبٌ و غُرُبٌ بضمتين والجمع الغُرَبَاءُ والغُرباءُ أيضا الأباعد و اغْتَرَبَ فلان إذا تزوج إلى غير أقاربه وفي الحديث { اغتَرِبوا لا تُضوُوا
} وتفسيره مذكور في ض و ى و التَّغْرِيبُ النفي عن البلد و أغْرَبَ جاء بشيء غريب وأغرب أيضا صار غريبا وأسوَدُ غِرْبِيبٌ بوزن قِنديل أي شديد السواد فإذا قلت غَرابِيبُ سود كان السُّوُ بدلا من غَرابيب لأن توكيد الألوان لا يتقدم و الغَرْبُ و المَغْرِبُ واحد و غَرَب بَعُد يقال اغْرُبْ عني أي تباعد و غَرَبَتِ الشمس وبابهما دخل و الغَرْبُ بوزن الضرب الدلو العظيمة ز و غَرْبُ كل شيء أيضا حدُّهُ و الغَارِبُ ما بين السنام إلى العُنُق ومنه قولهم حبلُك على غاربك أي اذهبي حيث شئت وأصله أن الناقة إذا رعت وعليها الخِطام أُلقي على غاربها لأنها إذا رأته لم يَهْنئها شيء
التَّغَرانُ محرَّكةً : الغَلَيَانُ والفِعْلُ منه تَغِرَ كمَنَعَ وعَلِمَ يقال : تَغَرَتِ القِدْرُ تَتْغَرُو تَغِرَتْ تَتْغَرُ الكسرُ لغةٌ في الفتح تَغَراناً إذا غَلَتْ وأنشد :
وصَهْبَاءَ مَيْسَانِيَّةٍ لم يَقُمْ بِهَا ... حَنِيفٌ ولم تَتْغَرْ بها ساعةً قِدْرُ . كذا في التَّهْذِيب أو الصّوابُ النَّغَرانُ بالنُّون مصدرُ نَغَرَ ونَغِرَ ولم يُسمع تَغِرَ بالتَّاءِ أي فهي مُهْمَلَةٌ وإنّمَا تَصْحّفَ على الخَليلِ وهو ابنُ أحمدَ وتَبِعَه الجوهريُّ وغيرُه
قال الأزهريُّ : وأمّا تَغَرَ بالتَّاءِ فإن أبا عُبَيْدَةَ رَوَى في باب الجِراح قال : فإنْ سال منه الدَّمُ قيل : جُرْحٌ تَغَّارٌ ودَمٌ تَغّارٌ قال : وقال غيره : جُرْحٌ نَعّارٌ بالعَيْنِ والنُّون وقد رُوِيَ عن ابن الأعْرَابيّ : جُرْحٌ تَغّارٌ ونَغَّارٌ ومَن جَمَعَ بين اللُّغَتَيْنِ فَصُحَتا معاً ورَواهما شَمِرٌ عن أبي مالِكٍ : تَغَرَ ونَغَرَ ونَعَرَ . قال شيخُنَا : والاعتراضُ أورَدَه ابنُ بَرِّيٍّ والزُّبيديُّ وتَبِعَهما المصنِّفُ تقليداً وقد تَعَقَّبوهم وصَحَّحوا أنّ ما حَكاه الخليلُ هو الصَّوابُ
من المَجاز : التُّغُورُ بالضمِّ : انفجارُ السَّحَابِ بالماءِ وانفجارُ الكَلْبِ بالبَوْلِ مأْخوذٌ مِن تَغَرَ الجُرْحُ . والتِّيغارُ : كقِيفال : الإجّانَةُ والعامَّةُ تقولُه : تِغار بحذف الياءِ . وجُرْحٌ تَغَّارٌ : تَعّارٌ وكذا دَمٌ تَغّارٌ وقد سَبَقَ عن أبي عُبَيْدَةَ في باب الجِراح
من المَجاز : ناقةٌ تَغّارَةٌ مشدَّداً أي تَزَبَّدُ عند العَدْوِ وتَشْتَدُّ ولا تَنْثَنِي في مَرِّهَا شُبِّه بتَغَرانِ القِدْرِ . وتَغَرَ العِرْقُ كمَنَعَ : انْفَجَرَ بالدَّمِ وسالَ وعِرْقٌ تَغّارٌ
من ذلك : تَغَرتِ الْقِرْبَةُ إذا خَرَجَ الماءُ مِن خَرْقٍ فيها كما يَنْفَجِرُ العِرْقُ بالدَّمِ
الغَرْبُ قال ابنُ سيدَه : خِلاَفُ الشَّرْقِ وهو المَغْرِب وقَوْلُه تَعَالى رَبُّ المَشْرِقَيْنِ ورَبُّ المَغْرِبَيْن أَحدُ المَغْرِبَيْنِ : أَقْصَى ما تَنْتَهي إِلَيْه الشَّمْسُ في الصَّيْفِ والآخر أَقْصَى ما تَنْتَهِي إِلَيْهِ في الشِّتَاءِ وأَحَدُ المَشْرِقَيْن : أَقْصَى ما تُشْرِق منْه في الصَّيْفِ والآخَرُ أَقْصَى ما تُشْرِق مِنْه في الشِّتَاءِ . وبين المَغْرِب الأَقْصَى والمَغْرِبِ الأَدْنَى مائَةٌ وثَمَانُونَ مَغْرباً وكذلك بَيْنَ المَشْرِقَيْنِ . وفي التَّهْذِيب : للشَّمْسِ مَشْرِقَانِ ومَغْرِبَانِ فأَحَدُ مَشْرِقَيْهَا أَقْصى المَطالِع في الشِّتَاء والآخَرُ أَقْصَى المَطَالِعها في القَيْظِ وكَذَلِكَ أَحدُ مَغْرِبَيْهَا أَقْصَى المَغَارِب في الشِّتَاءِ وَكَذَلكَ الآخَرُ . وقولُه جَلَّ ثَنَاؤُهُ فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبِّ المَشَارِقِ والمغَارِب جَمع ؛ لأَنَّه أُرِيد أَنَّهَا تُشْرِقُ كُلَّ يوم من موضِع وتَغْرُب في موضع إِلَى انْتِهَاء السَّنَة . والغُرُوبُ غُروب الشَّمْسِ . وغَرَبَتِ الشَّمْسُ تَغْرُب سَيَأْتِي قَرِيباً . الغَرْبُ : الذَّهابُ بالفَتْح مَصْدر ذَهب . الغَرْبُ : التَّنَحِّي عن النَّاسِ وقد غَرَبَ عَنَّا يَغْرُب غَرْباً . الغَرْبُ : أَوَّلُ الشَّيء وحَدُّه كَغُرَابهِ بالضَّمِّ . الغَرْبُ والغَرْبَةُ : الحِدَّةُ . في التَّهْذِيبِ : يقال : كُفَّ عَنْ غَرْبك أَي حِدَّتك . وغَرْبُ الفَرس : حِدَّتُه وأَوَّلُ جَرْيِه . تقول : كَفَفْتُ مِن غَرْبِه قال النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ :
" والخَيْلُ تَمزَعُ غَرْباً في أَعْنَّتِهَاكالطِّيْرِ يَنْجُو مِنَ الشُّؤْبُوبِ ذِي البَرَد هكذا أَنْشَدَهُ الجَوْهَرِيّ قال ابْنُ بَرِّيّ : صَوَابُ إِنْشَادِه والخَيْلَ بالنَّصْبِ لأَنَّه معْطُوفٌ على المائة مِنْ قَوْلِه :
الواهِبِ المائَةَ الأَبْكَارَ زَيَّنَها ... سَعْدَانُ تُوضِحَ في أَوْبارِها اللِّبَد والشُّؤْبُوبُ : الدَّفْعَةُ منَ المطَرِ الَّذِي يَكُون فيه البَرَدُ وقد تَقَدَّمَ والمَزْعُ : سُرْعَةُ السَّيْر . والسَّعْدَانُ : نَبْتٌ تَسمن عنْه الإِبلُ وتَغزُر أَلبانُها وَيطِيبُ لَحْمُها . وتُوضِحُ : موْضع . واللِّبَد : ما تَلَبَّدَ من الوبر الواحِدَةُ لِبْدَة كذا في لسان العرب . ويقال : في لِسَانِه غَرْبٌ أَي حِدَّةٌ وغَرْبُ اللِّسَانِ : حِدَّتُه . وسيْفٌ غَرْبٌ أَي قَاطعٌ حدِيد قال الشَّاعِر يصِف سَيْفاً :
" غَرْباً سَرِيعاً في العِظَامِ الخُرْس ولِسَانٌ غَرْبٌ : حَدِيدٌ وفي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاس ذَكَر الصِّدِّيقَ فقال : كَانَ واللهِ بَرّاً تَقِيّاً يُصادَى غَرْبُه وفي رواية يُصادَى مِنْه غَرْبٌ . الغَرْبُ : الحدَّةُ ومنه غَرْبُ السَّيْف أَي كَانَت تُدَارَى حِدَّتُه وتُتَّقَى . ومنه حَدِيثُ عمر فسَكَّن مِنْ غَرْبه . وفي حديث عَائشَةَ قالت عن زَيْنبَ رَضِيَ اللهُ عنهما : كُلُّ خِلالِها محْمُودٌ ما خلا سَوْرَةً من غرْبٍ كانتْ فِيها وفي حديث الحسَن : سُئل عن قُبْلةِ الصَّائِم فقال : إِنِّي أَخافُ عليك غَرْبَ الشَّبابِ أَي حِدَّتَه . هذا كُلُّه خُلاصَةُ ما في التَّهْذيب والمُحْكَمِ والنِّهَايَة . الغَرْبُ : النَّشَاطُ والتَّمادِي في الأَمْرِ . الغَرْبُ : الرَّاوِيَةُ التي يُحْمَل علَيْها الماءُ قال لَبِيد :
غَرْبُ المَصَبَّة محْمودٌ مَصَارِعُه ... لاَهِي النَّهارِ لِسيْرِ اللَّيْلِ مُحْتَقِرُوفَسَّره الأَزْهَرِيُّ بالدَّلْو . الغَرْبُ : الدَّلْوُ العظيمَةُ تُتَّخَذُ من مَسْكِ ثَوْرِ مُذَكَّر وجمعه غُرُوبٌ . وبه فُسِّر حَديثُ الرُّؤْيَا فأَخَذَ الدَّلْوَ عُمرُ فاسْتَحالَتْ في يَدِه غَرْباً قال ابنُ الأَثير : ومعْنَاهُ أَنَّ عُمَرَ لَمَّا أَخَذَ الدَّلْوَ لِيَسْتَقِيَ عَظُمَت في يَدِه ؛ لأَنَّ الفُتُوحَ كانَت في زَمَنِه أَكثَرَ مِنْهَا في زَمَن أَبِي بَكْر رَضِي اللهُ عَنْهما . ومعنى اسْتَحالَتْ انقَلَبت عن الصِّغَرِ إِلى الكِبَر . وفي حَدِيثِ الزَّكَاة وما سُقِيَ بالغَرْب ففيه نِصْفُ العُشْرِ وفي الحَدِيث لوْ أَنَّ غَرْباً من جَهَنَّمَ جُعِلَ في الأَرْض لآذَى نَتنُ رِيحِه وشِدَّةُ حَرِّه ما بَيْن المَشْرِق والمَغْرِب الغَرْبُ : عِرْقٌ في مَجْرَى الدَّمْع وهو كالنَّاسُورِ وقيل : هو عِرْق في العَيْن يَسْقِي ولا يَنقَطِع سَقْيُه . قال الأَصْمَعِيُّ : يقال : بِعَيْنه غَرْبٌ إِذا كانت تسيل ولا تَنْقَطع دُمُوعُها . الغَرْبُ : الدَّمعُ حين يَخْرُج من العَيْن جمعه غُرُوبٌ قال :
" مالكَ لا تذكُرُ أُمَّ عَمْرِو
" إلاَّ لعَيْنَيْك غُروبٌ تَجْرِي وفي حديث الحَسَن ذكرَ ابنَ عبَّاس فقال : كان مِثَجّاً يَسِيل غَرْباً . شَبَّه به غَزَارَةَ عِلْمه وأَنَّه لا يَنْقَطع مَدَدُه وجَرْيُه . الغَرْبُ : مَسِيلُه أَي الدَّمْع أَو هو انْهِلاَلُه وفي نسخة انْهمالُه من العيْنِ . و الغَرْبُ : الفَيْضَةُ من الخَمْر و كذلك هي من الدَّمْع الغَرْبُ : بَثْرَةٌ تَكُونُ في العَيْن تُغِذُّ ولا تَرْقَأُ . غَرِبت العَيْنُ غَرَباً وهو وَرم في المَآقي . الغَرْب : كَثرةُ الرِّيقِ في الفَمِ وبَلَلُه وجمعه غُروب : الغَرْبُ في السِّنّ مَنْقَعُه أَي مَنْقَعُ رِيقِه وقيل : طَرَفُه وحِدَّتُه ومَاؤُه . قال عَنْتَرَة :
إِذ تَسْتَبِيكَ بذِي غُرُوبٍ وَاضِحٍ ... عَذْبٍ مُقَبَّلُه لَذِيذِ المَطْعَمِ الغَرْبُ : شجَرَةٌ حِجَازِيَّةٌ خَضراءُ ضخمةٌ شاكَةٌ بالتَّخْفِيفِ وهي التي يُعْمَل منها الكُحَيْل الذي تُهنأُ به الإِبِل واحِدَتُه غَرْبة قاله ابن سِيده . والكُحَيْل هو القَطِرَانُ حِجَازِيَّة كذا في التَّهْذِيب . وقال أَيضاً : الأَبْهَلُ هو الغَرْبُ لأَن القَطِرَانَ يُسْتَخْرَجُ منه وقِيل : ومِنْه الحَدِيث لا يَزَالُ أَهْلُ الغَرْبِ ظاهِرين على الحَقّ . لم يَذْكُره أَهلُ الغَرِيب فلِغرَابَته ذَكرِه هُنَا . وفي لسان العرب : وقيل : أَراد بهم أَهلَ الشأْم ؛ لأَنهم غَرْبُ الحَجَازِ . وقيل : أَراد الحِدَّة والشَّوْكَةَ يريد أَهلَ الحجازِ . وقال ابن المَدَائِنِيّ : الغَرْبُ هنا الدَّلْوُ وأَراد بهم العَرَبَ لأَنَّهم أَصحابُها وهم يَسْتَقُونَ بها . قال شَيْخُنَا : ورجَّح عِيَاضٌ في الشِّفاء وَغَيْرُه من أَهْلِ الغَرِيب على الحَقِيقَةِ وأَيَّده بأَنَّ الدارَقُطْنِي رواه المغرب بِزِيادة . المِيمِ وهو لا يُحْتَمِل غيرَه وفيه كَلاَمٌ في شُرُوحِ الشِّفَاءِ . الغَرْبُ : يَوْمُ السَّقْي . نَقله الأَزْهَرِيُّ عن اللَّيْث قال :
" في يَومِ غَرْب ومَاءُ البِئْر مُشْتَرَكٌ وأَراد بقَوْله في يَوْم غَرْبٍ أَي في يَوْم يُسْتَقَى بِهِ على السَّانِيَة قال : ومنه قَوْلُ لَبِيد :
فصَرَفْتُ قَصْراً والشُّؤُونُ كأَنَّهَا ... غَرْبٌ تَحُبُّ به القَلُوصُ هَزِيمُ وفَسَّره اللَّيْثُ بالدَّلْوِ الكَبِيرة وقد تَقَدَّم . الغَرْبُ : الفَرَسُ الكَثِيرُ الجَرْي قال لَبِيد :
غَرْبُ المَصَبَّةِ مَحْمُودٌ مَصَارِعُه ... لاهِي النَّهَارِ لسَيْرِ اللَّيْل مُحْتَقِرُ أَرادَ بقَوْله : غَرْبُ المَصَبَّة أَنَّه جَوادٌ وَاسِعُ الخَيْرِ والعَطاءِ . عند المَصَبَّة أَي عند إِعْطاءِ المال يُكْثِرُهُ كما يُصَبُّ الماءُ : ويقال : فَرَسٌ غَرْبٌ أَي مُتَرامٍ بنَفْسِه مُتَتابِعٌ في حُفْرِه لا يُنْزِعُ حَتَّى يَبْعَدَ بِفارِسِه . الغَرْبَانِ : مُقْدِمُ العَيْنِ ومُؤْخِرُهَا وللعيْن غَرْبَانِ . الغَرْبُ : النَّوَى والبُعْدُ كالغَرْبَة بالفَتْح . ونَوىً غَرْبَة : بَعِيدَة . وغَرْبَةُ النَّوى بُعْدُهَا . قال الشَّاعِر :" وَشَطَّ وَلْيُ النَّوَى إِنَّ النَّوَى قُذُفٌتَيَّاحَةٌ غَرْبَةٌ بِالدَّارِ أَحِيانَا والنَّوَى : المَكَانُ الَّذي تَنْوِي أَن تَأْتِيَه في سَفَرك . ودَارُهُم غَرْبَة : نَائية وقد تَغَرَّبَ . قال سَاعِدةُ بْنُ جُؤَيَّةَ يَصِفُ سَحَاباً :
ثم انْتَهَى بَصَرِي وأَصِبَحَ جَالساً ... مِنْه لنَجْد طائقٌ مُتَغَرِّبُ وقيل : مُتَغَرِّبٌ هنا : أَتَى منْ قِبَل المَغْرب . فظهر بما ذَكَرْنَا أَنَّ المُؤَلِّف ذَكَرَ لِلْغَرْب أَرْبَعةً وَعِشْرِين مَعْنىً ؛ وهو : المَغْرِب والذَّهَابُ والتّنَحِّي وأَوَّلُ الشَّيْء وحَدُّه والحِدَّةُ والنَّشَاطُ والتَّمَادِي والرَّاوِيَةُ والدَّلْوُ والعِرْقُ والدَّمْعُ ومسِيلُه وانْهِمَالُه والفَيْضَة والبَثْرَةُ والوَرَمُ وكَثْرَةُ الرِّيق والبَلَلُ والمَنْقَع والشَّجَرَةُ ويومُ السَّقْي والفَرَسُ ومُقْدِمُ العَيْن والنَّوَى . اقْتَصَرَ منها في الأَسَاسِ على التِّسْعَة والبَقِيَّةُ في المُحْكَمِ والتَّهْذِيبِ والنِّهايَةِ . ومما يُسْتدرَك على المُؤَلِّف من مَعَانِيه : الغَرْبُ : السَّيْفُ القَاطِعُ الحَدِيدُ . قَال :
" غَرْباً سَرِيعاً في العِظَامِ الخُرْسِ والغَرْبُ : اللِّسَانُ الذَّلِيقُ الحَدِيدُ والغَرْبُ : الشَّوْكَةُ . يقال : فَلَّ غَرْبَهُمْ وكَسَر غَرْبَهم أَي شَوْكَتَهم كما تَقَدَّم وهو مَجَاز . قال شَيْخُنا في آخِرِ المَادَّة : وبَقِي غُرُوبُ الأَسْنَانِ وهي حِدتُهَا ومَاؤُها وَاحِدُها غَرْب وقد أُطْلِقَت بمَعْنَى الأَسْنَان كَمَا في حَدِيثِ النَّابِغَةِ الجَعْدِيّ . قال الرَّاوِي : ولا تَولَّت بَرْق غُروبه أَي تبرق أَسنانه من بَرَف البَرْقُ إِذَا تلأْلأَ . والغُرُوبُ : الأَسْنَان وكنتُ تركْتُ نقلَه لشُهْرَته في دَوَاوِين الغَرِيب فوقَف بَعْضُ الأَصْحَاب على كِتابِنا العُيونُ السَّلسَلَة في الأَسَانِيدِ المُسْلْسَلَة فأَنْكَر الغُرُوبَ بمَعْنَى الأَسْنَان واستدَلّ بأَنَّها لَيْسَتْ في القامُوس فقُلْت في العُيُون : الغُرُوبُ : الأَسْنَانُ كما في الصِّحَاح وغَيْرِه وأَغْفَلَه المَجْدُ في قَامُوسِه تَقْصِيراً على عَادَتِه إِلى آخر ما قال . قلت : والَّذي في الأَسَاسِ : وكأَنَّ غُرُوبَ أَسنَانِها وَميضُ البَرْقِ أَي مَاؤُها وظَلْمُها . وفي التَّهْذِيبِ والنِّهَاية والمُحْكَمِ ولِسَانِ العَرَب : وغُرُوبُ الأَسْنَانِ : مَنَاقِعُ رِيقها وقيل : أَطْرَافُهَا وحِدَّتُها وَمَاؤُهَا . قال عنترة :
إِذ تَسْتَبِيكَ بِذِي غُرُوبٍ واضِحٍ ... عَذْبٍ مُقْبَّلُه لَذِيذ المَطْعَمِ وغُرُوبُ الأَسْنَان : المَاءُ الَّذي يَجْرِي عَلَيْها الوَاحِد غَرْبٌ وغُرُوبُ الثَّنَايَا حَدُّهَا وأُشَرُها . وفي حَدِيثِ النَابِغَة : تَرِفُّ غُرُوبُه هي جمع غَرْب وهو ماء الفَمِ وحِدَّةُ الأَسْنَان فيُسْتَدْرَك عليهم الغَرْبُ بمَعْنى السِّنِّ . والمَعَانِي الثَّلاَثَة التي استَدْرَكْنَاها فَصَارَ المَجْموعُ ثَمَانِيَةً وعِشْرِينَ مَعْنىً وإِذا قُلْنا : مُؤْخِر العَيْنِ المَفْهُوم من قَوْله والغَرْبَان فَهِي تِسْعَةٌ وعِشْرُون . ويُزَاد عَلَيْه أَيْضاً الغُرُوبُ : جمع غَرْبٍ وهي الوَهْدَةُ المُنْخَفِضَة . ولِله دَرُّ الخَلِيل ابْنِ أَحْمَد حيثُ يَقُولُ :
يا وَيْحَ قَلْبِي من دَوَاعِي الهَوى ... إِذْ رحَل الجِيرَانُ عِنْد الغُرُوبْ
أَتْبَعْتُهم طَرْفي وقد أَزْمعُوا ... ودَمْعُ عينيّ كفَيْضِ الغُرُوبْ
بَانُوا وفِيهِم طفْلَةٌ حُرَّةٌ ... تفتَرُّ عن مِثْل أَقَاحِي الغُرُوبْالأَوّلُ غروبُ الشَّمْسِ . والثَّانِي : الدِّلاءُ العَظِيمَةُ . والثَالِثُ : الوَهْدَةُ المُنْخَفِضَةُ . فكمل بذلك ثَلاَثُونَ . ثم إِنّي وَجَدْتُ في شرح البَدِيعِيَّة لبَدِيع زَمَانِه عَلِيِّ بْنِ تاج الدِّين القلعيّ المَكّيّ رَحِمه اللهُ تَعالى قال ما نَصُّه في سَانْحَات دُمَى القَصْر للعَلاَّمَة دَرْوِيش أَفندي الطَّالُوِي رَحِمَه اللهُُ : كَتَب إِليّ الأَخ الفَاضِل دَاوود بْن عُبَيْد خَلِيفَة نَزِيل دِمَشْق عن بعض المدارس في لفظ مشترك الغرب طالِباً مِنّي أَنْ أَنْسُج على مِنْوَالِهَا وأَحذُوَ على أَمثالها وهي :
لقد ضَاءَ وجهُ الكَوْنِ وانْسلَّ غَرْبُهُ ... فَلَمْ يَدْرِ أَيْمَا شرقُه ثم غَرْبُهُ
وسائِل وَصْلٍ منه لَمَّا رأَى الجَفَا ... بما قَدْ جَرَى من بعده سَالَ غَرْبُهُ
يَمُرُّ عليه الحَتْفُ في كُلِّ ساعَةٍ ... ولكنْ بِحُجِبِ السُّقْم يُمْنَعُ غَرْبُهُ
تَدَلَّى إِليه عندما لاَح فَقْدُه ... بثَغْرٍ شَنِيبٍ قد رَوَى الغلَّ غربُهُ فكتبتُ إِليه هَذِه الأَبياتِ العربية التي هي لا شَرْقِيَّة ولا غَرْبيَّة وهي :
أَمِنْ رَسْم دَارٍ كاد يُشْجِيك غَربُهُ ... نَزَحْتَ ركيّ الدَّمْع إِذْ سَالَ غَرْبُهُ عرق الجبين
عفا آيَةُ نَشْرُ الجَنُوبِ مَعَ الصَّبَا ... وكُلُّ هَزِيم الوَدْقِ قد سَال غَرْبُه الدلو
به النَّوْء عَفَّى سطْرَه فكأَنَّه ... هِلالٌ خِلاَ الدَارِ يَجْلوه غَرْبُهُ محل الغروب
وقَفْتُ به صَحْبِي أُسائِلُ رَسْمه ... على مِثْلِها والجَفْنُ يَذْرِف غَرْبُهُ الدمع
على طَلَلٍ يَحْكِي وُقُوفاً برَسْمِه ... بحاجة صَبٍّ طالَ بالدَّارِ غَرْبُهُ التمادي
أَقُولُ وقد أَرْسَى العَنَا بعِراصِه ... وأَتْرفَ أَهليه البِعادُ وغرْبُهُ النوم
سَقَى ربعَك المعهودَ رَيْعَانُ عارضٍ ... يَسُحُّ على سُحْم الأَثَافِيّ غَربُهُ الراوية
وليل كيوْمِ البَيْن مُلْقٍ رِوَاقَه ... عليَّ وقد حَلَّى الكواكبَ غربُهُ أَول الشيء
أُراعِي به زُهْرَ النُّجُوم سَوابحاً ... ببَحْرٍ من الظَّلماءِ قد جَاشَ غَرْبُهُ أَعلى الماء
يُرَاقِب طَرْفي السَّابِحَاتِ كأَنَّما ... لِطُولِ دَوَامٍ نيطَ بالشُّهْب غُرْبُهُ مُقْدِم العين
كأَنَّ جَنَاحَيْ نَسْرِه حُصَّ مِنهما ... قَوَادِمُ حتى ما يُزايِل غَرْبُهُ التنحّي
ذكرْتُ به لُقْيَا الحَبِيبِ وبَيْنَنَا ... أَهاضِيبُ أَعلامِ الحِجَاز وغَرْبُهُ شجر
فهَاجَ لِيَ التَّذْكَارُ نَارَ صَبَابَةٍ ... لها الجَفْنُ أَضْحَى سائِلَ الدَّمْع غَرْبُه المبل
إِلى أَنْ نَضَا كَفُّ الصباح سِلاحَه ... وأُغْمِد من سَيْفِ المَجَرَّةِ غربُهُ الحد
وولّت نجومُ اللَّيْل صَرْعَى كأَنَّما ... أُرِيقَ عليهَا من فَم الكأْسِ غَربُهُ فيض
وأَقبلَ جيشُ الصُّبْح يُغْمِد سيفَه ... بنَحْرِ الدُّجَى والليلُ يركُضَ غربُهُ فرس يجري
وزَمْزم فوق الأَيْكِ قُمْرِيُّ بانَةٍ ... بروضٍ كَفَاه عن نَدَى السُّحْب غَربُهُ يوم السَّقْي
فهَبَّ يُدِيرُ الرَاحَ بدرٌ يَزْينُه ... إِذَا قامَ يجلُوه على الشّرب غَربُهُ النشاط
من الرِّيم خُوطِيّ القَوَامِ بثَغْرِه ... وسَلْسَال راحٍ يُبْرِئُ السُّقْمَ غَربُهُ سيلان الريق
بِخَدٍّ أَسِيلٍ يَجْرَحُ اللُّبَّ خَدُّه ... وطَرْفٍ كَحِيل ينفُثُ السِّحْرَ غَرْبُهُ مُؤْخِر العين
يُرِيكَ شَبِيهَ الدُّرِّ منه مُنْضَّداً ... كمَنْطِق داوُودٍ إِذا صَالَ غَرْبُهُ اللسان
فتىً قد كَسَاه الفضلُ ثَوْبَ مَهَابَةٍ ... لها خَصْمُه قد نَسَّ بالفَم غَرْبُهُ الريق
إِلَيْكَ أَتَتْ تَفْلِي الفَلاَ بَدَوِيَّةٌ ... ولم يُنضِهَا طُولُ المَسِير وغَرْبُهُ البعدأَرقّ من الصَّهْبَاءِ فاعْجبْ نَسِيمُها ... وأَعْذَبُ من ثَغْرٍ حَوَى الشَّهْدَ غربُهُ منقطع الريق
إِذا ما جَرَت في حَلْبَةِ الشِّعْرِ لم يَكُ ال ... كُميْت يُدَانِيها وإِن زَادَ غَرْبُهُ الجري
ولو عَرَضْتْ يوماً لغَيْلانَ لم يَكُنْ ... بأَطْلالِ مَيٍّ يُغْرِق الجفْنَ غربُهُ انهلال الدمع
" فدُونَكَها لازِلْتَ تَسْمُو إِلَى العُلاَمَدَى الدَّهْر ما صَبٌّ سَقَى الدَّارَ غَرْبُهُ فيضَة من دمه فَزَادَ على المُصَنِّف فيما أَورده : عَرَق الجَبِين والنَّوم وأَعْلَى المَاء والجَرْي فَصَارَ المجمُوعُ أَربعةً وثَلاَثِين مَعْنىً للفْظ الغَرْب فافْهَم ذَلِك والله أَعْلم . الغُرْبُ . بالضَّمِّ : النُّزُوحُ عن الوَطَنِ كالغُرْبَة بالضَّمِّ أَيْضاً والاغْتِرَاب والتَّغْرُّب والتَّغَرُّب أَيضاً البُعْدُ تَقُولُ منه : تَغرَّب واغْتَرَب . الغَرَبُ : بالتَّحْرِيك : شَجَرٌ يُسوَّى منه الأَقْدَاحُ البِيضُ كذا في التَّهْذِيب . وقال ابنُ سِيدَه : هو ضَرْب من الشَّجَر واحِدَته غَرَبَةٌ وأَنْشَدَ :
" عُودُك عُودُ النُّضَارِ لا الغَرَبُ الغَرَبُ : الخَمْرُ قال :
دَعِينِي أَصْطَبِح غَرَباً فأُغْرِبْ ... مع الفِتْيَانِ إِذ صَبَحُوا ثُمُودَا الغَرَبُ : الذَّهَبُ وقيلَ : الفِضَّةُ . قال الأَعْشَى :
إِذَا انْكَبَّ أَزْهَرُ بين السُّقَاةِ ... تَرَامَوْا بِهِ غَرَباً أَو نُضَارَا نَصَب غَرَباً على الحَال وإِن كان جَوْهَراً وقد يكُون تَمْيِيزاً . الغَرَبُ جَامٌ مِنْهَا أَي الفِضَّة قال الأَعْشَى :
فدَْعْدَعَا سُرَّةَ الرَّكاءِ كَمَا ... دَعْدَعَ سَاقِي الأَعَاجِمِ الغَرَبَا في لِسَانِ العَرَبِ قال ابنُ بَرِّي هَذَا البَيْتُ لِلَبِيدٍ ولَيْسَ للأَعْشَى كما زَعَم الجَوْهَرِي والرَّكاءُ بفَتْح الرَّاء : مَوْضِع قال : ومِنَ النَّاس من يكْسر الرَّاء : والفَتْحُ أَصحُّ ومَعْنَى دَعْدَعَ : ملأَ وصفَ مَاءَيْن التَقَيَا من السَّيْل فملآ سُرَّةَ الرَّكاة كما ملأَ ساقي الأَعاجم قَدَحَ الغَرَب خَمْراً . قال : وأَمَّا بيتُ الأَعْشَى الَّذِي وقَعَ فيه الغَرَب بمعنى الفِضَّة فهو الَّذِي تَقَدَّم ذِكْرُه . والأَزْهَرُ : إِبْرِيق أَبيضُ يُعْمَلُ فِيهِ الخَمْر وانْكبَابُه إِذَا صُبَّ منه في القَدح وتَرَامِيهِم بِالشَّرَابِ هو مُنَاولَة بَعْضِهِم بَعْضاً أَقْدَاحَ الخَمْر . وقيل : الغَرَب والنُّضَار ضَرْبَان ن الشَّجَر تُعْمَل منهُمَا الأَقْدَاحُ . وفي التَّهْذِيب : النُّضارُ : شَجَرٌ تُسوَّى منه أَقدَاحٌ صُفْر وسَيَأْتي في محلَّه الغَرَب : القَدَحُ وجَمْعُه أَغْرابٌ . قال الأَعْشى :
بَاكَرَتْهُ الأَغْرَابُ في سِنَةِ النَّوْ ... مِ فَتجْرِي خِلاَلِ شَوْكِ السَّيَالِ الغَرَبُ : دَاءٌ يُصِيبُ الشَّاةَ فيَتَمَعَّطُ خُرْطُومُهَا ويَسْقُط منه شَعَرُ العَيْن . والغَرَبُ في الشاة كالسَّعَْف في النَّاقَة وقد غَرِبَت الشَّاةُ بالكَسْر . الغَرَبُ : الذَّهَبُ وكان يَنْبَغِي ذِكرُه عند الفِضَّة وقد أَشرْنَا إِليه آنفاً . الغَرَبُ : المَاءُ الذي يقْطُر مِنَ الدَّلْو بَيْنَ البِئرِ والحَوْض هكذا في النُّسَخ وفي أُخْرَى تَقْدِيمِ الحَوْض على البِئر وقيل : هُو كُلُّ ما يَنْصَبُّ من الدَّلاَء من لَدُن رَأْسِ البِئر إِلى الحَوْض ويَتَغَيَّر رِيحُه سَرِيعاً وقيل : هو ما حَوْلَهُمَا من الماءِ والطِّين . قال ذُو الرُّمَّة :
وأُدْرِكَ المُتَبَقَّى مِنْ ثَمِيلَتِه ... ومن ثَمَائلها واسْتُنْشِئَ الغَرَبُقيل : هو رِيحُ المَاءِ والطِّينِ لأَنَّه يتغَيَّر سَرِيعاً . ويقال للدَّالِج بِيْن البِئر والحَوْض لا تُغْرِب أَي لا تَدْفُقِ المَاءَ بَيْنَهُمَا فتَوْحَلَ الغَرَب : الزَّرَقُ في عَيْنِ الفَرَس مع ابْيِضَاضِها . والغُرَابُ : م أَي معرُوف فلا يُحْتَاج إِلى ضَبْطِه وهو الطَّائِرُ الأَسْوَد . وقَسَّمُوه إِلَى أَنواعٍ . وفي الحَدِيث أَنَّه غَيَّر اسمَ غُرَب لِمَا فيه من البُعْد ولأَنَّه من أَخْبَثِ الطُّيُور . والعَرَبُ تَقُولُ : فلانٌ أَبصَرُ من غُرَابٍ وأَحْذَرُ مِنْ غُرَابٍ وأَزْهَى من غُرَاب وأَصْفَى عَيْشاً من غُرَاب وأَشَدُّ سَواداً منْ غُرَاب وهذا بِأَبِيه أَشبَهُ مِنَ الغُرَابِ بالغُرَابِ وإِذا نَعَتُوا أَرْضاً بالخِصْب قالوا : وقَع في أَرْض لاَ يَطِيرُ غُرَابُهَا . ويَقُولُون : وَجَدَ ثَمرَة الغُرَابِ وذلك أَنَّه يَتَّبع أَجْوَدَ الثَّمَر فيَنتقِيه ويَقُولُون : أَشأَمُ مِنْ غُرَاب وأَفْسَقُ مِنْ غُرَاب وَيَقُولُون : طَارَ غُرَابُ فلانٍ إِذَا شَابَ رأْسُه وغُرَابٌ غَاربٌ على المُبَالَغَة, كما قالوا : شِعْرٌ شَاعْرٌ ومَوْتٌ مَائتٌ . قال رؤبَة :
" فازجُرْ مِنَ الطَّيْرِ الغُرَابَ الغَارِبَا قال شيخُنَا : قالوا : وليس شَيْءٌ في الأَرْض يُتَشَاءَم بِه إِلاّ والغُرَابُ أَشأَمُ مِنْهُ . وللبَدِيع الهَمَذَانِيّ فَصْلٌ بَدِيع في وَصْفِه ذَكَره في المُضَاف والمَنْسُوب . وأَورَد ما يُضَافُ إِلَيْه الغُرَابُ ويُضَافُ إِلَى الغُرَاب والأَبْيَاتُ في غُرَاب البَيْنِ كَثيرَةٌ مُلئت بها الدَّفَاتِر وإِنَّمَا الكلامُ فيما حَقَّقه العَلاَّمَة الكَبِير قَاضِي غَرْنَاطَةَ أَبو عَبْدِ اللهِ الشَّرِيفُ الغَرْنَاطِيّ في شَرْحه الحَافِل على مَقْصُورَة الإِمام حَازِم وصرَّح بأَنَّ غُرَاب البَيْنِ في الحقيقَة إِنَّمَا هو الإِبِلُ التي تَنْقُلُهم مِنْ بِلاد إِلى بِلاَد . وأَنْشَدَ في ذلك مَقَاطِيعَ مِنْهَا :
غَلِطَ الَّذِينَ رَأَيْتُهُم بجَهَالَة ... يَلْحَون كُلُّهمُ غُراباً يَنْعَقُ
ما الذَّنْب إِلاّ للأَباعر إِنَّها ... مِمَّا يُشَتِّتُ جمْعَهمْ ويُفَرِّقُ
إِنَّ الغُرَابَ بيُمْنِهِ تَدْنُو النَّوَى ... وتُشَتِّتُ الشملَ الجَمِيعَ الأَيْنُقُ وأَنشَدَ شَيْخُنا ابْنُ المسَنَّاويّ لابْنِ عَبْدِ رَبّه وهو عَجِيبٌ :
زَعَق الغُرَابُ فقلتُ أكذَبُ طَائِرٍ ... إِن لم يُصَدِّقْهُ رُغَاءُ بَعِيرِ انْتَهى . ج أَغْرُبٌ وأَغْرِبَةٌ وغِرْبَانٌ بالكسر وغُرْبٌ بضَمٍّ فسُكُون قال :
" وأَنْتُم خِفَافٌ مِثْل أَجْنِحةِ الغُرْبِ جج أَي جَمْعُ الجَمْع غَرَابِينُ وهو جَمْع غِرْبَان كسِرْحَان وسَرَاحِين . بلا لام فَرَسٌ كانت لِغَنِيِّ بْنِ أَعْصُر على التَّشْبِيه بالغُرَاب من الطِّيْر . وفرس آخر للبَرَاء بْنِ قَيْسْ والغُرَابُ من الفَأْسِ : حَدُّها قال الشَّمَّاخُ يَصِف رَجُلاً قَطَع نَبْعَةً :
فأَنْحَى عليها ذَاتَ حَدٍّ غُرَابُها ... عَدُوٌّ لأَوْسَاطِ العِضَاهِ مُشَارِزُ الغُرَابُ : البَرَدُ والثَّلْجُ مأْخوذٌ من المُغرَب وهو الصبح لبياضهما . الغُرَابُ : لَقَبُ أَبِي عَبْدِ اللهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَصْفَهَانِيّ المُحَدِّث عن غانم البرجيّ وعنه على ابن بوزندان . الغُراب : جَبَلٌ قال أَوْسٌ :
فمُنْدَفَعُ الغُلاَّن غُلاَّنِ مُنْشِدٍ ... فنَعْفُ الغُرَاب خُطْبُه فَأَسَاوِدُهْ الغُرَابُ : ع بِدِمَشْقَ وجَبَلٌ آخر شَاهِقٌ وفي نسخة : شامي بالمَدِينَةِ أَي على طَرِيق الشَّام كذا في النِّهَاية في تَرْجَمَة غرن . الغُرَابُ : قَذَالُ الرَّأْسِ . يقال : شاب غُرَابُه أَي شَعَرُ قَذَالِه . وطار غُرَابُ فُلاَن إِذا شَابَ . نقله الصَّاغَانِيّ . الغُرَابُ من البَرِيرِ بالمُوَحَّدَة كأَمِير : عُنْقُودُه الأَسْوَدُ جَمْعُهَا غِرْبَان . قال بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِم :
رَأَى دُرَّةً بيضاءَ يَحْفِل لَوْنَها ... سَخَامٌ كغِرْبَان البَرِيرِ مُقَصَّبُيعني به النَّضِيجَ من ثَمَر الأَرَاك ومَعْنَى يَحْفِل لَوْنَها : يَجْلُوه والسُّخَام : كُلُّ شَيء لَيِّنٍ من صُوفٍ أَو قُطْن أَو غَيْرِهما وأَرَادَ بِهِ شَعَرها والمُقْصَّبُ : المُجَعَّدُ . والغُرَابَانِ هما : طَرَفَا الوَرْكِيْنِ الأَسْفَلاَنِ اللذان يلِيَان أَعَالِيَ الفَخِذيْن وقيل : هما رُءوسُ الوِرْكَيْن وأَعَالِي فُرُوعهما هما عَظْمَانِ رَقِيقَان أَسْفَلَ مِنَ الفَرَاشَةِ . والغُرَابَانِ من الفَرسِ والبَعير : حَرْفَا الوَرِكَيْن الأَيْسرِ والأَيمنِ اللَّذَانِ فوق الذَّنَب حيث الْتَقَى رَأْسا الوَرِك اليُمْنَى واليُسْرى والجَمْعُ غِرْبَانٌ . قال الرَّاجِزُ :
" يا عَجَباً للعَجَبِ العُجابِ
" خَمْسَةُ غرْبانٍ عَلَى غُرَابِ وقال ذُو الرُّمَّة :
وقَرَّبْنَ بالزُّرْقِ الجَمائِلَ بَعْدَمَا ... تَقَوَّبَ عن غرْبَانٍ أَوْراكِها الخَطْرُ أَراد تَقَوَّبَت غِربانُهَا عن الخَطْرِ فقَلَبه لأَنَّ المَعْنَى معروفٌ كقَوْلك : لا يدخُلُ الخاتَمُ في إِصْبعِي أَي لا يدْخُل إِصْبَعي في خَاتَمي . وقيل : الغِرْبَانُ : أَوراكُ الإِبِل أَنْفُسِها أَنْشَدَ ابْنُ الأعْرَابِيّ :
سأَرْفَعُ قولاً للحُصَيْن ومُنْذِرٍ ... تَطِيرُ به الغِرْبَانُ شَطْرَ المَوَاسِمِ قال : الغرْبانُ هُنَا أَوراكُ الإِبِل . أَي تَحْمِلُه الرُّوَاةُ إِلى المَوَاسِم والغِرْبَانُ : غِربَانُ الإِبِلِ . والغُرَابَانِ : طَرَفَا الوَرِك اللَّذَانِ يكُونَان خَلْف القَطَاةِ والمعنى أَنَّ هَذَا الشِّعَر يُذهَبُ به على الإِبل إِلَى المَوَاسِم وليس يُريدُ بالغِرْبَانِ غيرَ ما كرْنا . وهَذَا كَما قَالَ الآخر :
وإِنَّ عِتَاقَ العِيسِ سَوْفَ يزُورُكُم ... ثَنَاءٌ على أَعْجَازِهِنّ مُعَلَّقُ فلَيْسَ يُرِيدُ الأَعْجازَ دَونَ الصُّدُورِ . والغُرَابُ : حَدُّ الوَرك الذي يلي الظَّهْرَ كَذا في لسان العرب . ورِجْلُ الغُرَاب : ضَرْبٌ مِنْ صَرِّ الإِبِلِ شَدِيد لاَ يَقْدِرُ مَعَهُ الفَصِيلُ أَن يَرْضَع أُمَّه ولا ينْحَلّ . وحَشِيشَةٌ مذكورة في التَّذْكرة وغيرها من كتب الطّبّ وهي التي تُسَمَّى بالبَرْبَرِيّةِ أَي لِسَانِ البَرْبَر : الجِيلِ المَعْرُوف آطْرِيلاَل بالكَسْر وهو كالشَّبَتِ محركة وبِكَسْرِ الأَوَّل وسُكُون الثَّانِي في سَاقِه وجُمَّتِه بالضَّم فتشديد وأَصْله أَي شَبِيه بالشَّبَت في هَذِه الثّلاثة غَيْرَ أَنّ زَهْرَهُ أَيْ رِجْلِ الغُرَاب أَبيَضُ بِخلاَف الشَّبَت هو يَعْقِدُ حَبّاً كحَبِّ المَقْدُونِسِ تقريباً ثم ذكر خَوَاصَّها فقال : ودرِهَمٌ من بِزْرِه حالة كونه مَسْحُوقاً مَخْلوطاً بالعَسَل المَنْزُوع الرَّغْوَةِ مُجَرَّبٌ مَشْهُور في استئْصَالَ مَادَّة البَرَص و كذا البَهَقِِ وهما مُحَرَّكتان شُرباً وقد يُضَافُ إِليه أَيضاً رُبْعُ دِرْهَم من عَاقِرِ قَرْحَا المَعْرُوف بعُودِ القَرْح شرط أَن يَقْعُد في شَمْس صَيْف حَارَّة حَالَةَ كونه مَكْشُوفَ المَوَاضِع البَرِصَة والبَهقة . وزاد الصَّاغَانيّ : وأَصلها إِذَا طُبِخ نَفَع من الإِسْهَال وهذَا الذِي ذَكَرَه المُؤَلِّف هنا مَذْكُورٌ في التَّذكرة وغَيْرِها من كُتُبِ الطّبّ مشْهُورٌ عندَهُم وإِنما ذَكَرها لغَرابَتِها ولمَا فِيها من هذِه الخَاصِّيَّة العَجِيبَة فأَحبّ أَن لا يُخْلِيَ كتَابه من فَائدة ؛ لأَنه القَامُوس المُحيط والله أَعلم . من المجاز يقال : صُرَّ عَلَيْه رِجْلُ الغُرَاب إِذَا ضَاقَ الأَمْرُ علَيْه وكذلك أُصِرَّ وقيل : إِذا ضَاقَ على الإِنْسَان مَعَاشُه قال :
إِذا رِجْلُ الغُرَاب عليَّ صُرَّتْ ... ذكرتُكَ فاطْمأَنَّ بيَ الضَّميرُ وقال الكُمَيْتُ :
صَرَّ رِجْلَ الغُرابِ مُلْكُكَ في النَّا ... سِ على مَنْ أَرادَ فِيه الفُجُورَاوالغُرابِيُّ أَي بالضَّم : ثَمَرٌ هَكَذَا وصَوَابه : تَمْر بالمثناة الفَوْقيَّة . وقال أَبُو حنِيفَة : هو ضرب من التَّمْر . الغُرَابِيُّ : حِصْنٌُ باليَمَن في جَبلٍ عَالٍ ذَات الأَنْوَار عُبِدَت في الجَاهِليّة وَهُو من فُتُوح سَيِّدنَا عَلِيّ رضي الله عنه . و : ع بِطَرِيقِ مصْر هكذا في النُّسَخ وفي بَعْض : وحِصْن و : ع بطريق اليمنِ وفي أُخرى : في رُمَيْلَةِ مصر . وقال الحَافظ : في رَمْلِ مصْر والصَواب هي الأُولَى . أَبو بكر محمد بنُ مُوسَى الغَرَّاب كشَدَّاد البطَلْيوسِيّ شيخٌ لأَبِي عَلِيٍّ الغَسّانِي . وأَغْرِبَةُ العَرَبِ : سُودَانُهم ؛ شُبِّهُوا بالأَغْربة في لَونهم . زاد شيخُنا وكلُّهم سَرَى إِليهم السواد من أُمَّهَاتهم والأَغْرِبَةُ في الجَاهِليَّة أَي قَبْلَ الإِسلام : أَبُو الفَوَارِس عَنْتَرَةُ ابنُ شَدَّاد بْنِ مُعَاوِيَة بْنِ قُرادٍ المَخْزُوميُّ ثم العَبْسِيّ ويقال له عَنْتَرَة ابنُ زَبِيبَةَ ؛ وَهِي أَمَةٌ سوداءُ وخُفَافٌ كغُرَاب ابنُ عُمَيْر بْنِ الحَارِثِ بْنِ الشَّرِيد السُّلمي ابْن نُدْبَةَ بالضم وهي جاريَةٌ سوداءُ سباها الحَارِثُ ووَهَبَها لابنِه عُميْر فولَدَت له خُفَافاً قال شيخُنا : وصَرَّحُوا أَنه مُخَصرَمٌ . وقال ابن الكَلْبِيّ : شَهِد الفَتْح . وقال غيرُه : شَهِد حُنَيناً وعاش إِلى زَمَن سيّدِنا عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب رَضِي اللهُ عنه . وترجمته في الإِصابة والمُعْجَم . وأَبو عُمَيْرِ بْنُ الحُبَابِ : السُّلَمِيُّ أَيضاً وسُلَيْكُ : المَقانب بن السُّلَكَة كهُمَزَة وَهِيَ أُمَّه . عَدَّاء بَالِغ : يقال : أَعْدَى من السُّلَيْك وسيأْتي . وهشَامُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْط إِلاَّ أَنَّه أَي هِشَاماً هذا مُخَضْرَمٌ قد وَلِي في الإِسْلاَمِ . قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : وأَظُنُّه قَد وَلِيَ الصائِفَة وَبَعْضَ الكُوَر . قال شيخُنا : ظاهِرُه أَنه وحدَه مُخَضْرَمٌ وسبق أَنَّهُم عَدُّوا خُفافاً مُخَضْرَماً ثم إِنَّ هذِه الأَرْبَعةَ اقْتَصَرَ عليهم أَبُو مَنْصُور الثَّعَالِبِيُّ في ثمار القلوب وزَادَ في التَّهْذِيبِ والمُحْكَم ولسان العرب . أَغْرِبَةُ العَرَب مِنَ الإِسْلاَمِيِّين : وعُمَيْرُ بْنُ أَبِي عُمَيْر بْنِ الحُبَاب السُّلَمِيّ المُتَقَدِّم ذكرُه . وهَمَّام كشَدَّادٍ ابْنُ مُطَرِّف التَّغْلَبِيّ . ومُنْتَشِرُ ابنُ وَهْب البَاهِليّ . وَمَطَرُ بْن أَوْفَى المَازِنيّ . وتَأَبَّطَ شَرّاً لقب ثَابِت بْنِ جَابر بْنِ مُضَر بنِ نزَار وسَيَأْتِي . والشَّنْفَرَى : اسمُ شَاعِر من الأَزْد من العَدَّائين . وحَاجزٌ قال ابن سيده : كُلُّ ذلك عن ابن الأَعْرَابيّ غَيْرَ أَن حَاجِزاً غَيْر مَنْسُوب إِلى أَبٍ ولا أُمٍّ ولا حَيٍّ ولاَ مَكَانٍ ولا عَرَّفَه ابنُ الأَعْرَابيّ بأَكْثَرَ منْ هذَا . والإِغْرَابُ : إِتْيَانُ الغَرْبِ . يقال : غَرَّبَ القومُ : ذَهَبُوا في المَغْرِبِ . وأَغْرَبُوا : أَتَوا الغَرْبَ . الإِغْرَابُ : الإِتْيَانُ بالغَرِيبِ . يقال : أَغربَ الرجلُ إِذَا جَاءَ بشيْءٍ غَرِيبٍ ولا يَخْفَى ما في كلام المُصَنِّف من حُسْنِ السبك . وفي الأَسَاس : يقال : تَكَلَّمَ فأَغْرَبَ : جاءَ بغَرِيبِ الكلام ونَوَادِرِه وفلان يُغرِبُ كلامَه ويُغْرِبُ فِيه . الإِغْرَابُ : المَلْءُ . يقال : أَغرَبَ الحَوْضَ والإِنَاءَ : ملأَهُمَا وكذلك السِّقَاءَ . قال بِشْرُ بْنُ أَبِي خَازِم :
وكأَنَّ ظُعْنَهُمُ غَدَاةَ تَحَمَّلُوا ... سُفُنٌ تَكَفَّأُ في خَلِيجٍ مُغْرَبِ الإِغْرَابُ : كَثْرَةُ المَالِ وحُسْنُ الحَالِ من ذلك ؛ لأَنَّ المالَ يَمْلأُ يَدَيْ مالِكه وحُسْنَ الحَال يَمْلأُ نَفْس ذِي الحال . قال عَدِيُّ بْنُ زَيْد العِبَادِيُّ :
أَنتَ مِمَّا لَقيتَ يُبْطِرُكَ الإِغْ ... اربُ بالطَّيْشِ مُعْجَبٌ مَحْبُورُالإِغْرَابُ : إِكْثارُ الفرَسِ منْ جَرْيه . يقال : أَغربَ الفرسُ في جَرْيه وهو غَايَةُ الإِكثار وقد تقدم في المهملة أَيضاً . الإِغْرَابُ إِجْرَاءُ الرَّاكِب فَرَسَه إِلَى أَنْ يَمُوتَ وذلك إِذَا أَجْرَاهُ وبالفَرَس حاجَةٌ إِلى البَوْل فاحتقَن فماتَ . نقله الصّاغانِيّ عن الكِسَائيّ . الإِغْرَابُ : المُبَالَغَةُ في الضَّحِكِ . وأَخْصَرُ من هذا عِبَارَةُ الأَسَاس : وأَغْرَبَ الفرسُ في جَرْيهِ والرَّجُلُ فِي ضَحِكِه : بالَغَا . الإِغْرَابُ : الإِمْعانُ فِي الْبِلاَدِ يقال : أَغْرَبَ القَوْمُ : انْتَوَوْا . وأَغْرَبَ فِي الأَرْضِ إِذَا أَمْعنَ فِيها كالتَّغْرِيبِ قال ذُو الرُّمَّةِ :
فَراحَ مُنْصَلِتاً يحْدُو حَلاَئِلَه ... أَدْنَى تَقَاذُفِهِ التَّغْرِيبُ والخَبَبُ وغَرَّبت الكلابُ : أَمعَنَت في طَلَب الصَّيْد . ويُقَالُ للرَّجُل : يا هَذَا غَرِّب شَرِّق ومثله في الأَسَاس الإِغْرَاب : بيَاضُ الأَرْفَاغ ممّا يَلي الخَاصِرة . ومَغْرِبَانُ الشَّمْس على لفْظ تَثْنِيَة المَغْرِب : حيث تَغْرُبُ . و قَوْلُهُم : لَقِيتُه مَغْرِبَها ومغْرِبانَها ومَغْرِبَانَاتِهَا ومُغَيْرِبانَها ومُغَيْرِبَانَاتِهَا أَي عِنْدَ غُرُوبِهَا . وفي لِسَان العَرَب وقولُهُم : لَقِيتُه مُغَيْرِبَانَ الشَّمْسِ صَغَّروهُ على غَيْر مُكَبَّرِه كأَنَّهم صَغَّرُوا مَغْرِبَاناً والجَمْع مُغَيْرِبانَاتٌ كما قَالُوا : مَفارِقُ الرَّأْس كأَنَّهم جعَلُوا ذلك الحَيِّز أَجزاءً كُلَّما تَصَوَّبَت الشمسُ ذَهب منها جُزْءٌ فجَمَعُوه على ذلك . وفي الحَدِيثِ أَلاَ إِنَّ مَثَلَ آجَالِكُم في آجَالِ الأُمَمِ قبلَكُم كما بَيْن صلاَة العَصْر إِلَى مُغَيْرِبَانِ الشَّمْس أَي إِلَى وَقْتِ مَغِيبهَا . وفي حديث أَبي سعيد خَطَبَنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إِلَى مُغَيْرِبَانِ الشَّمْسِ . وتَغَرَّب : أَتَى مِنَ قِبَل المَغْرِبِ وبه فَسَّر بعضُهُم قولَ سَاعِدة بْن جُؤَيَّة في وَصْف السَّحَاب المُتَقدِّم ذكره والغَرْبِيُّ مِنَ الشَّجَرِ : ما أَصَابَتْه الشَّمْسُ بحَرِّهَا عند أُفُولِهَا وفي التنزيل العزيز زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّة ولا غَرْبِيَّةٍ . الغَرْبِيُّ : نَوْعٌ من التَّمْرِ وقد تَقَدَّم عن أَبِي حَنِيفَة أَنَّه الغُرَابِيّ الغُرَابِيُّ الغَرْبِيُّ : صِبْغٌ أَحْمَرُ نقله الصَّاغانِيّ . الغَرْبِيُّ : فَضِيخُ بمُعْجَمَات كأَمِير النَّبِيذ قال أَبو حَنِيفَة : الغَرْبيّ يُتَّخَذُ من الرُّطَبِ وَحْدَه ولا يَزَالُ شَارِبُه مُتماسِكاً ما لم يُصِبْه الرِّيحُ فإِذا بَرَزَ إِلَى الهواء وأَصَابَه الرِّيحُ ذَهَب عَقْلُهُ ولذلِكَ قال بَعْضُ شُرَّابه :
إِن لم يَكُن غَرِبيُّكُم جَيِّداً ... فنَحْنُ بِاللهِ وبِالرِّيحِ الغُرُوبُ : غُيُوبُ الشَّمْس . وغَرَبَت الشَّمْسُ تغرُب غُروباً ومُغَيْرِبَاناً : غَابَتْ في المَغْرِب وكذلك غَرَبَ النجمُ أَي غَابَ كَغَرَّب مُشَدَّداً وغَرَب الوحشُ : غابَ في كِناسِه من الأَسَاس غَرَبَ غَرْباً : بَعُدَ كغَرَّب وتَغَرَّب ويقال : اغْرُبْ عَنِّي أَي تَبَاعَدْ . واغْتَرَبَ الرجلُ : نَكَحَ في الغَرَائبِ . وتَزَوَّجَ في غَيْرِ الأَقَارِبِ . وفي الحديث اغْتَرِبُوا لا تُضْوُوا أَي لا يَتَزَوَّج الرَّجُلُ في القَرَابَةِ فيجِيءَ ولَدُه ضَاوِيّاً . والاغْترَابُ : افْتعَالٌ من الغُرْبَة أَراد تَزَوَّجُوا إِلَى الغَرَائِب منَ النِّسَاءِ غَيْرِ الأَقَارِب فإِنّه أَنجبُ للأَوْلاَد . ومنه حديث المُغِيرَة ولا غَرِيبَةٌ نَجِيبَةٌ أَي أَنَّها مع كَوْنها غَرِيبةً فإِنَّها غيرُ نَجِيبَةِ الأَوْلاَد . غُرَّبٌ كسُكَّرٍ : جَبَلٌ بالشَّام دونها في بِلاد بَنِي كَلْب وبهاءٍ عَيْن مَاء عِنْدَه وهي الغُرَّبة بالتَّشْدِيد وقد يُخَفَّفُ والتَّشْدِيد هُوَ الصَّحيح هذَا قول ابن سِيده . وقال غيره : غُرَّب : اسْمُ مَوْضِع ومنه قَوْلُه :
" في إِثْرِ أَحْمِرَةٍ عَمَدْن لغُرَّبِواسْتَغْرَبَ في الضَّحِك مَبْنِيّاً للمَعْلُوم واسْتَغْرَبَ في الضَّحِكِ مَبْنِيّاً للمَعْلُوم واسْتُغْرِبَ مَبْنِيّاً للمَجْهُول أَي أَكثرَ مِنْه وهذه عن الصَّاغَانيّ . يقال : أَغْرَبَ : بَالَغَ في الضَّحِكِ أَو إِذَا اشتَدَّ ضَحِك ولَجَّ فيه واستَغْرَب عليه الضَّحِكُ كذلك . وفي الحديث أَنَّه ضَحِكَ حتَّى استَغْرَبَ . أَي بَالَغ فيه . يقال : أَغْرَبَ في ضَحِكه واستَغْرَب وكَأَنَّه من الغَرْب وهو البُعْد . وقيل : هو القَهْقَهَة . وفي حَدِيثِ الحَسَن إِذا استَغْرَبَ الرجلُ ضَحِكاً في الصَّلاَةِ أَعَادَ الصَّلاَة وقال وهو مَذْهَب أَبِي حَنِيفَة ويزيد عليه إِعَادَةَ الوُضُوء . وفي دعاءِ أَبي هُبَيْرَة : أَعوذُ بِكَ من كُلِّ شَيْطان مُسْتَغْرِب وكُلِّ نَبَطِيٍّ مُسْتَعْرِبٍ . قال الحَرْبِيُّ : أَظُنُّه الذي جَاوَز القَدْرَ في الخُبْثِ كأَنَّه من الاستِغْرَابِ في الضَّحِك ويجوز أَن يكون بمعنى المُتَنَاهِي في الحِدَّة من الغَرْب وهي الحِدَّة . قال الشاعر :
فما يُغْرِبُونَ الضَّحْكَ إِلاّ تَبَسُّماً ... ولا يَنْسُبُون القَوْلَ إِلاّ تَخَافِيَا وعن شَمر : يقال : أَغرَبَ الرجلُ إِذا ضَحِكَ حتّى تَبْدُوَ غُرُوبُ أَسْنَانه كذَا في لسان العرب وبَعْضُه من المُحْكَم والتَّهْذِيب والأَسَاسِ . والعَنْقَاءُ المُغرِبُ بالضَّمِّ أَي بِضَمِّ المِيمِ وَعَنْقَاءُ مُغْرِبٌ بغير الهَاء فِيهِما عَنْقَاءُ مُغْرِبَةٌ بالهاء عَنْقَاءُ مُعْرِب مُضَافَةً عن أَبِي عَلِيّ : طَائِر مَعْرُوفُ الاسْم لا الجِسْم وفي الصَّحَاح مَجْهُول الاسم . وقال أَبُو حَاتِم في كِتَاب الطَّيْرِ : وأَما العْنقَاءُ المُغْرِبةُ فالدَّاهِيَةُ ولَيْست من الطَّيْر فيما عَلمْنا وقال الشَّاعرُ :
ولولا سُلَيْمَانُ الخَلِيفَةُ حَلَّقَت ... بِهِ مِنْ يَدِ الحَجَّاج عَنْقَاءُ مُغْرِبُ أَو هو طَائِرٌ عَظِيمٌ يُبْعِدُ في طَيرَانه . يُقَال : هو العُقَاب وقيل : لَيْسَ بِهِ لا تُرى إِلاَّ في الدُّهُور وقال : الزَّجَّاج : لَمْ يَرَه أَحدٌ وقيل في قَوْلِه تَعَالى : طَيْراً أَبَابِيلَ هي عَنْقَاءُ مُغْربةٌ . وقال ابْنُ الكَلْبِيّ : كان لأَهْلِ الرَّسِّ نَبيٌّ يقال له حَنْظَلَهُ بنُ صَفْوَان وكان بأَرْضِه جَبل يقال له دَمْخ مَصعدُه في السَّماء مِيلٌ فكان يَنْتَابُه طَائِرٌ كأَعظَمِ ما يكُونُ له عَنَقٌ طَوِيلٌ كأَحْسَن ما يَكُون فيه من كُلِّ لَوْن وكانَت تَقَع مُنْقَضَّة على الطَّيْر فتأَكُلُهَا فجاعت وانقَضَّت على صبِيٍّ فذهَبَت بِهِ فسُمِّيت عَنْقَاءَ مُغْرِباً ؛ لأَنها تَغْرُب بكُلِّ ما أَخذَتْه ثم انقَضَّت على جَارِية تَرعْرَعت فضَمَّتْهَا إِلَى جَنَاحَيْن لها صغيرين ثم طارَتْ بهَا فشَكَوْا ذَلِك إِلى نَبِيِّهم فدَعَا عليها فسلَّطَ اللهُ عَلَيْها آفَةً فهلَكَت فضَرَبت بها العربُ مَثَلاً في أَشْعَارِها . أَو هو مِنَ الأَلْفَاظِ الدَّالّةِ على غَيْرِ مَعْنىً وقال ابنُ دُرَيْد : كلمةٌ لا أَصْلَ لَها . وقال غَيْرُه : لم يبْقَ في أَيْدي النَّاسِ من صِفَتِهَا غيرُ اسْمِهَا في الحديث : طَارَتْ بِهِ عنْقَاءُ مُغْرب أَي ذَهَبَت به الدَّاهِيَةُ وسيَأْتِي ذلكَ للمُصَنّف بعَيْنه في ع ن ق . قال أَبو مَالِك : العَنْقاءُ المُغْرِبُ : رأْسُ الأَكَمَةِ في أَعْلَى الجَبَلِ الطَّوِيل وأَنكَرَ أَن تَكُونَ طَائِراً وأَنشد :
" وقَالُوا الفَتَى ابْنُ الأَشْعَرِيَّةِ حلَّقَتبِهِ المُغْرِبُ العنْقَاءُ إِنْ لم يُسَدَّدِومنه قالوا : طارَت بِهِ العَنْقَاءُ المُغْرِبُ . قال الأَزْهَرِيُّ : حذِفَت هاء التأْنِيث مِنْهَا كما قَالُوا : لِحْيَةٌ ناصِلٌ وأَغرَبَ الدابَّةُ إِذَا اشْتَدَّ بَيَاضُه . في التَّهْذِيبِ : والعَنْقَاءُ المُغْرِبُ قال : هكَذَا جاءَ عن العَرب بغَيْر هَاءٍ وهي الّتِي أَغْربَت في البِلاَد فَنَأَتْ أَي بَعُدت فلم تُحَسَّ ولَمْ تُرَ مَبْنِيّاً للمجهول فيهما . والتَّغْرِيبُ : أَن يَأْتِيَ بِبَنِينَ بِيضٍ وبَنِينَ سُودٍ فَهُو ضِدٌّ . قال شَيْخُنَا : هذا تَعَقَّبُوه وقَالُوا : لا ضِدّيّةَ فِيهِ فإِنَّ التَّغْرِيبَ هو الإِتْيَانُ بالنَّوْعَيْن جَمِيعاً والإِتيانُ بكُلِّ وَاحد من النَّوْعَيْنِ على انفرادِه لا يُسَمَّى تَغْرِيباً حَتَّى يَكُونَ من الأَضْدَادِ : كما أَشَار إِلَيْه سعدي جلبي انتهى . والتَّغْرِيبُ : أَنْ تَجْمَعَ الغُرَابَ ؛ وهو الثَّلْج والصَّقِيع فَتَأْكُلَه . والتَّغْرِيبُ في الأَرْضِ : الإِمْعَانُ وقَدْ تَقَدَّم وغَرَّبَه إِذَا نَحَّاه كأَغْرَبَه . والتَّغْرِيبُ : النَّفْيُ عن البلد الّذِي وَقَعَت الخِيَانَةُ فِيهِ . وفي الحَدِيث أَنَّ رَجُلاً قَالَ لَه : إِنَّ امْرَأَتي لاَ تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ فقال : غَرِّبْهَا . أَي أَبْعِدْها يُرِيد الطَّلاَقَ . وغَرَّبهُ الدَّهْرُ وغَرَّبَ عَلَيْه : تَرَكَه بُعْداً . والمُغرَب بفَتْحِ الرَّاءِ أَي مع ضَمِّ المِيم : الصُّبْحُ لِبَياضِه . والغُرَابُ : البَرَدُ لِذَلِك وقد تقدَّمَت الإِشَارَةُ إِلَيْه المُغْرَبُ : كُلُّ شَيْءٍ أَبْيَضَ . قال مُعَاوِيَةُ الضَّبِّيّ :
فهَذَا مَكَانِي أَوْ أَرَى القَارَ مُغْرَباً ... وحَتَّى أَرَى صُمَّ الجِبَالِ تَكَلَّمُ ومَعْنَاه أَنَّه وَقَعَ في مَكَان لا يَرْضَاه ولَيْسَ لَه مَنْجيً إِلاّ أَنْ يَصيرَ القَارُ أَبيضَ وهو شِبْهُ الزِّفْت أَو تُكَلِّمَهُ الجِبَال وهذا ما لا يَكُونُ ولا يَصِحُّ وُجُودُه عادَةً . المُغْرَبُ : ما كُلّ شَيْء منه أَبْيَضُ وَهُوَ أَقْبَحُ البَيَاضِ . و في الصّحاح : المُغْرَبُ : ما ابْيَضَّ أَشْفَارُه من كُلّ شَيْء . قال الشَّاعِرُ :
" شَريجَان مِنْ لَوْنَيْنِ خِلْطَانِ مِنْهُمَاسَوَادٌ ومِنْهُ وَاضِحُ اللَّوْنِ مُغْرَبُ وعن ابن الأَعْرَابِيّ : الغُرْبَةُ : بياضٌ صِرْفٌ . والمُغْرَبُ مِنَ الإِبِل : الَّذِي تَبْيَضُّ أَشْفَارُ عَيْنَيْه وحَدَقَتَاه وهُلْبُه وكُلُّ شَيْءٍ منه . وقال غيرُه المُغْرَب من الخَيْلِ : الَّذِي تَتَّسع غُرَّتُه في وَجْهِه حتَّى تُجَاوِزَ عَيْنَيْه . ويقال : عَيْنٌ مُغْرَبَةٌ أَي زَرْقَاءُ بيْضَاءُ الأَشْفَارِ والمَحَاجِر فإِذَا ابيضَّت الحَدَقَة فهو أَشَدُّ الإِغْرَاب . والغِرْبِيبُ بالكَسْرِ : ضَرْبٌ من العِنَب بالطَّائِف شَدِيدُ السَّوَدِ وهو مِنْ أَجْوَدِ العِنَبِ وأَرَقِّه وأَشَدِّه سَوَاداً في الحَدِيث : إِنَّ الله يُبْغِضُ الشَّيْخ الغِرْبِيب هو الشَّدِيد السَّواد وجَمْعُه غَرَابِيبُ . أَراد الَّذِي لا يَشِيبُ وقيل : أَرادَ الَّذِي يُسَوِّدُ شَيْبَه بالخِضَابِ و يقال : أَسْوَدُ غِرْبِيبٌ أَي حَالِكٌ شَدِيدُ السَّواد . وأَما إِذَا قُلْتَ : غَرَابِيب سُودٌ فإِ نَّ السُّود بَدَلٌ من غَرَابِيب لأَنَّ تَوْكيدَ الأَلْوَانِ لا يَتَقَدَّم وهو عِبَارَةُ ابْن مَنْظُور . قال شَيْخُنَا نَقْلاً عن السُّهَيْليّ : وظاهرُه أَنَّ تَوْكِيدَ غَيْرِ الأَلْوان يتَقَدَّم ولا قَائِلَ بِه من أَهْلِ العَرَبِيَّة : وقال الهَرَوِيّ : أَي ومن الجِبَال غَرَابِيبُ سُودُ وهي الجدر ذوات الصُّخُورِ السُّود . وأُغرِبَ الرَّجُلُ بالضَّم أَي اشْتَدَّ وَجَعُه من مَرَضٍ أَو غَيْرِه عن الأَصْمَعِيّ : أُغْرِب عَلَيْه وأُغْرِب به : صُنِع بِهِ صَنِيعٌ قَبيحٌ كما في التَّكْمِلَة . أُغْرِب الفَرسُ : فَشَتْ غُرَّتُه وأَخذَت عَيْنَيْه وابيَضَّت الأَشْفَارُ وكذلك إِذَا ابيَضَّت من الزَّرَق أَيْضاً وقد تقدم بيان الإِغْرَاب في الخَيْل . والغُرُب بضَمَّتَيْن : الغَرِيبُ . ورجلٌ غَرِيبٌ وغُرُبٌ بِمَعْنىً أَي لَيْسَ مِنَ القَوْم وهُمَا غُرُبَانِ : قال طَهْمَانُ بْنُ عَمْرٍو الكِلاَبِيُّ :وإِنِّيَ والعَبْسِيَّ في أَرْضِ مَذْحِجٍ ... غَرِيبانِ شَتَّى الدَّارِ مُخْتلِفَانِ
وما كان غَضُّ الطَّرْفِ مِنَّا سَجِيَّةً ... ولكِنَّنَا في مَذْحِجٍ غُرُبَانِ والغُرَباءُ : الأَبَاعِدُ . وعن أَبي عَمْرو : رَجُلٌ غَرِيب وغَرِيبِيٌّ وشَصِيبٌ وطَارِيٌّ وإِتاوِيّ بِمَعْنىً . وفي لِسَانِ العَرَب : والأُنْثَى غَرِيبَةٌ والجَمْعُ غَرَائِب قَالَ :
إِذَا كوكبُ الخَرْقَاءِ لاَحَ بسُحْرَةٍ ... سُهَيْل أَذَاعَتْ غَزْلَهَا في الغَرَائِبِ أَي فَرَّقَتْه بينَهُن . وذلك لأَنَّ أَكثَر مَنْ تَغْزِل بالأُجْرَة إِنَّمَا هِيَ غَرِيبَة . وفي الحَدِيثِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ علَيْه وسَلَّم سُئلَ عن الغُرَبَاءِ فَقَالَ : الَّذِين يُحْيُون ما أَمَاتَ النَّاسُ من سُنَّتِي وفي آخرَ : إِنَّ الإِسْلاَمَ بَدَأَ غَرِيباً وسَيعُودُ غَرِيباً فطُوبَى للغُرَبَاءِ أَي أَنّه في أَوَّل أَمْره كالغَرِيب الوَحيدِ الَّذي لا أَهْلَ لَه عِنْدَه . والغُرَابَاتُ والغُرَابِيُّ والغُرُبَاتُ كقُرُبَات وغُرْيُبٌ كقُنْفُذٍ ونِهْيُ بالكسر غُراب و نِهْيُ غُرُبٍ بضمهن راجع للكل وفي نسخة بضَمَّتَيْن : مَوَاضِعُ . الثَّانِي من حُصُونِ اليَمَن وقد تقدم ذكرُه في أَوَّل المَادَّة والأَوَّلُ والثَّالثُ والرَّابعُ ومَا بَعْدَهَا نَقَلَه الصَّاغَانِيّ وضَبَطَ الرَّابع كزُبَيْر وقد جاءَ ذِكْرُه في شِعْرٍ مُضَافاً إِلى ضَاحٍ وهو وَادٍ في دِيَارِ بَنِي كِلاَب فَتَأَمَّل . في الأَسَاس : وجْهٌ كمرْآةِ الغَرِيبَة