التَّغَرانُ محرَّكةً : الغَلَيَانُ والفِعْلُ منه تَغِرَ كمَنَعَ وعَلِمَ يقال : تَغَرَتِ القِدْرُ تَتْغَرُو تَغِرَتْ تَتْغَرُ الكسرُ لغةٌ في الفتح تَغَراناً إذا غَلَتْ وأنشد :
وصَهْبَاءَ مَيْسَانِيَّةٍ لم يَقُمْ بِهَا ... حَنِيفٌ ولم تَتْغَرْ بها ساعةً قِدْرُ . كذا في التَّهْذِيب أو الصّوابُ النَّغَرانُ بالنُّون مصدرُ نَغَرَ ونَغِرَ ولم يُسمع تَغِرَ بالتَّاءِ أي فهي مُهْمَلَةٌ وإنّمَا تَصْحّفَ على الخَليلِ وهو ابنُ أحمدَ وتَبِعَه الجوهريُّ وغيرُه
قال الأزهريُّ : وأمّا تَغَرَ بالتَّاءِ فإن أبا عُبَيْدَةَ رَوَى في باب الجِراح قال : فإنْ سال منه الدَّمُ قيل : جُرْحٌ تَغَّارٌ ودَمٌ تَغّارٌ قال : وقال غيره : جُرْحٌ نَعّارٌ بالعَيْنِ والنُّون وقد رُوِيَ عن ابن الأعْرَابيّ : جُرْحٌ تَغّارٌ ونَغَّارٌ ومَن جَمَعَ بين اللُّغَتَيْنِ فَصُحَتا معاً ورَواهما شَمِرٌ عن أبي مالِكٍ : تَغَرَ ونَغَرَ ونَعَرَ . قال شيخُنَا : والاعتراضُ أورَدَه ابنُ بَرِّيٍّ والزُّبيديُّ وتَبِعَهما المصنِّفُ تقليداً وقد تَعَقَّبوهم وصَحَّحوا أنّ ما حَكاه الخليلُ هو الصَّوابُ
من المَجاز : التُّغُورُ بالضمِّ : انفجارُ السَّحَابِ بالماءِ وانفجارُ الكَلْبِ بالبَوْلِ مأْخوذٌ مِن تَغَرَ الجُرْحُ . والتِّيغارُ : كقِيفال : الإجّانَةُ والعامَّةُ تقولُه : تِغار بحذف الياءِ . وجُرْحٌ تَغَّارٌ : تَعّارٌ وكذا دَمٌ تَغّارٌ وقد سَبَقَ عن أبي عُبَيْدَةَ في باب الجِراح
من المَجاز : ناقةٌ تَغّارَةٌ مشدَّداً أي تَزَبَّدُ عند العَدْوِ وتَشْتَدُّ ولا تَنْثَنِي في مَرِّهَا شُبِّه بتَغَرانِ القِدْرِ . وتَغَرَ العِرْقُ كمَنَعَ : انْفَجَرَ بالدَّمِ وسالَ وعِرْقٌ تَغّارٌ
من ذلك : تَغَرتِ الْقِرْبَةُ إذا خَرَجَ الماءُ مِن خَرْقٍ فيها كما يَنْفَجِرُ العِرْقُ بالدَّمِ
" الغَرَض مُحَرَّكَة : هَدَفٌ يُرْمَى فيه " كما في الصّحاح والعُبَابِ وقال ابنُ دُرَيْدٍ : الغَرَضُ : ما امْتَثَلْتَهُ للرَّمْي " ج أَغْرَاضٌ " كسَبَبٍ وأَسْبَابٍ وكَثُرَ ذلكَ حَتَّى قيلَ : الناسُ أَغْرَاضُ المَنِيَّةِ وجَعَلْتَنِي غَرَضاً لشَتْمكَ . وفي الحَديث : " لا تَتَّخِذُا شَيْئاً فيه الرُّوحَ غَرَضاً " . وفي البَصَائر : ثمّ جُعِلَ اسْماً لكُلِّ غَايَةٍ يُتَحَرَّى إِدْراكُهَا . الغَرَضُ : " الضَّجَرُ والمَلاَلُ " . ومنه حَديثُ عَدِيٍّ " فسِرْتُ حَتَّى نَزَلْتُ جَزيرَةَ العَرَبِ فَأَقَمْتُ بها حَتَّى اشْتَدَّ غَرَضِي " أَيْ ضَجَرِي ومَلاَلِي . وأَنْشَدَ ابْنُ بَرّيّ لحُمَام بنِ الدُّهَيْقِينِ :
" لَمَّا رَأَتْ خَوْلَةُ مِنِّي غَرَضَا
" قَامَتْ قِيَاماً رَيِّثاً لتَنْهَضَا ومن سَجَعَاتِ الأَسَاس : إِذا فَاتَهُ الغَرَض فَتَّهُ الغَرَضُ . أَي الضَّجَرُ . الغَرَضُ أَيْضاً : شِدَّةُ النَّزَاعِ نَحْوَ الشَّيْءِ " والشَّوْقُ " إِلَيْه " غَرِضَ كفَرِحَ فيهِما " . أَمَّا في مَعْنَى الضَّجَرِ فإِنَّه يُعَدَّى بمِنْ يُقَالُ : غَرِضَ مِنْه غَرَضاً فهو غَرِضٌ أَي ضَجِرَ وقَلِقَ . ومنه الحَديثُ " كَانَ إِذَا مَشَى عُرِفَ في مَشْيِه أَنَّه غَيْرُ غَرِضٍ أَي غَيْرُ قَلِقٍ . وأَمّا الغَرَضُ بمَعْنَى الشَّوْقِ فإِنَّهُ يُعَدَّى بإِلى يُقَالُ : غَرِضَ إِلى لِقَائهِ غَرَضاً فهو غَرِضٌ : اشتَاقَ إِليه . قال ابنُ هَرْمَةَ كما وَقَع في التَّهْذيب والإِصْلاح ولَيْس " لابن هَرْمة " كما في العُبَاب :
مَنْ ذَا رَسُولٌ ناصِحٌ فمُبَلِّغٌ ... عَنِّي عُلَيَّةَ غَيْرَ قِيلِ الكَاذِبِ
أَنِّي غَرِضْتُ إِلى تَنَاصُفِ وَجْهِهَا ... غَرَضَ المُحِبّ إِلى الحَبيبِ الغَائبِ ونَقَل الجَوْهَرِيّ عن الأَخْفَش في مَعْنَى غَرِضْتُ إِلَيْهِ أَي اشْتَقْتُ إِلَيْه تَفْسِيرُها : غَرِضْت من هؤُلاءِ إِلَيْه لأَنَّ العَرَبَ تُوصِلُ بهذِهِ الحُرُوفِ كُلِّهَا الفِعْلَ قال الشَّاعِرُ وهو أَعْرَابِيٌّ من بَني كِلابٍ :
فمَنْ يَكُ لَمْ يَغْرَضُ فإِنِّي ونَافَتِي ... بحَجْزٍ إِلَى أَهْلِ الحِمَى غَرِضَانِ
تَحِنُّ فتُبْدِي ما بِهَا من صَبَابَةٍ ... وأُخْفِي الَّذِي لَوْلاَ الأَسَى لقَضَانِي
أَي لقَضَى عَلَيَّ . وقال الزَّمَخْشَريّ : إِنَّمَا عُدِّيَ بإِلَى لتَضَمُّنِه مَعْنَى اشْتَقْتُ وحَنَنْتُ . قال شَيْخُنَا : وقد أَوْردَ ابنُ السِّيدِ الغَرَضَ بمَعْنَى المَلاَلِ والشَّوْقِ وعَدَّه من الأَضْدادِ لمُنَاقَضَةِ المَحَبَّةِ والشَّوْقِ للمَلاَلِ والضَّجَرِ قال : وهو مَنْصُوصٌ أَيْضاً للمُبَرِّد في الكامِلِ . قُلْتُ : ومثْلُه في كِتَابِ ابْنِ القَطّاع . قال ابنُ عَبَّادٍ : الغَرَضُ " المَخَافَةُ " . في الصّحاح : " غَرُضَ الشَّيْءُ غِرَضاً كصَغُرَ صِغَراً فهو غَرِيضٌ أَي طَرِيٌّ " يقَال : لَحْم غَريضٌ . قال أَبو زُبَيْدٍ الطّائِيّ يَصِفُ أَسَداً ولَبُؤَتَه :
يَظَلُّ مُغِبّاً عِنْدَها من فَرَائِسٍ ... رُفَاتُ عِظَامٍ أَو غَرِيضٌ مُشَرْشَرُ ويُرْوَى : رَفِيتُ . ومُغِبّاً أَي غَابّاً . ومُشَرْشَرٌ أَي مُقَطَّعٌ . " والغَرِيضُ : المُغَنِّي المُجِيدُ من المُحْسِنِينَ المَشْهُورِينَ سُمِّيَ للِينِهِ . وقال ابنُ بَرِّيّ : الغَرِيضُ : كلُّ غِنَاءٍ مُحْدَثٍ طَرِيٍّ ومنه سُمِّيَ المُغَنِّي الغَرِيض لأَنَّه أَتَى بغِنَاءٍ مُحْدَثٍ . وقال الحافِظُ في " التَّبْصير " : الغَرِيض : مُخَنَّثٌ مَشْهُورٌ واسْمُهُ عَبْدُ المَلِكِ . قُلتُ : وهو مَوْلَى الثُّرَيّا بنْتِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحارِثِ بن أُمَيَّةَ التي كان يَتَشَبَّبُ بها ابنُ أَبي رَبِيعَةَ . " ومَاءُ المَطَرِ " غَرِيضٌ لطَرَاءَتِهِ " كالمَغْرُوضِ " كما في الصّحاح وأَنْشَدَ للشَّاعِرِ وهو الحادِرَةُ :
بغَرِيضِ سارِيَةٍ أَدَرَّتْه الصَّبَا ... منْ ماءِ أَسْجَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ وقال آخَرُ هو لَبيدٌ رَضِيَ اللهُ عَنْه :
تَذَكَّرَ شَجْوَهُ وتَقَاذَفَتْه ... مُشَعْشَعَةٌ بمَغْرُوضٍ زُلاَلِ يُقَال : " كُلُّ أَبْيَضَ طَرِيٍّ " غَرِيضٌ كما في الصّحاح . الغَرِيضُ : " الطَّلْعُ كالإِغْريضِ فيهما " نَقَلَه الجَوْهَريُّ واللَّيْثُ . وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : الإِغْريضُ : الطَّلْعُ حين يَنْشَقُّ عن كَافُورِه . وقال الكِسَائيُّ : الإِغْرِيضُ : كُلُّ أَبْيَضَ مثْلُ اللَّبَن ؛ وما يَنْشَقُّ عنه الطَّلْعُ . وقال غَيْرُه : الطَّلْعُ يَدْعُونَهُ الإِغْرِيضَة . ومن سَجَعَاتِ الأَسَاسِ : كَأَنَّ ثَوْبَهَا إِغْرِيض ورِيقَها رَيِّقٌ غَرِيض يُشْفَى برَشْفِه المَرِيض . الإِغْريضُ : ما يَنْشَقُّ عنه الطَّلْعُ . ورَيِّقُ الغَيْثِ : أَوَّلُه . " وغَرَضَ الإِنَاءِ يَغْرِضُه " من حَدِّ ضَرَبَ : " مَلأَه " كما في الصّحاح وكذَا غَرَضَ السِّقَاءَ والحَوْضَ إِذا مَلأَهُمَا . وأَنْشَدَ للرَّاجز وهو أَبو ثَرْوَانَ العُكْلِيّ :
" لا تَأوِيَا لِلْحَوْضِ أَنْ يَغِيضَا
" أَنْ تَغْرِضَا خَيْرٌ من أَنْ تَغِيضَا " كأَغْرَضَهُ " . قال ابنُ سِيدَه : وأُرَى اللِّحْيَانيّ حَكاهُ . غَرَضَهُ أَيْضاً إِذَا " نَقَصَهُ عن المَلْءِ " فهو " ضِدٌّ " صَرَّح به الجَوْهَرِيّ وأَنشد للرَّاجِزِ :
" لَقَدْ فَدَى أَعْنَاقَهُنَّ المَحْضُ
" والدَّأْظُ حَتَّى مالَهُنَّ غَرْضُيَقُولُ : فَدَاهُنَّ من النَّحْرِ والبَيْعِ المَحْضُ والدَّأْظُ . وقال الباهليُّ : الغَرْضُ : أَنْ يَكُونَ في جُلُودِهَا نُقْصَانٌ . غَرَضَ " السِّقَاءَ " يَغْرِضُه غَرْضاً : " مَخَضَه فإِذا ثَمَّرَ " أَيْ صارَ ثَمِيرَةً قَبْلَ أَن يَجْتَمِعَ زُبْدُهُ " صَبَّهُ فسَقَاهُ القَوْمَ " نَقَلَهُ الجَوْهَريّ عن ابْنِ السِّكِّيت . قال يُقَالُ أَيضاً : غَرَضَ " السَّخْلَ " يَغرِضُهُ غَرْضاً إِذا " فَطَمَهُ قَبْلَ إِنَاهُ " أَي قَبْلَ إِدْرَاكِه . غَرَضَ " الشَّيْءَ " يَغْرِضُهُ غَرْضاً : " اجْتَناهُ " غَرِيضاً أَي " طَرِيّاً أَوْ أَخَذَه كَذلكَ " أَي طَرِيّاً . وفي النُّسخ : أَو جَذَّهُ وهُو غَلَطٌ " كغَرَّضَه فيهما " تغْرِيضاً . " والغَرْضُ للرَّحْل كالحِزَام للسَّرْج " والبِطَانِ للقَتَبِ " ج : غُرُوضٌ " كفَلْسٍ وفُلُوسٍ " وأَغْرَاضٌ " أَيْضاً كما في الصّحاح . وفي الحَدِيث " لا تُشَدُّ الغُرْضُ إِلاَّ إِلى ثَلاثَةِ مَسَاجدَ : المَسْجدِ الحَرَامِ ومَسْجِدِي هذا ومَسْجِدِ بَيْتِ المَقْدِسِ " " كالغُرْضَة بالضَّمِّ " وهو التَّصْديرُ " ج " غُرضٌ " ككُتُبٍ وكُتْبٍ " كما في الصّحاح . وأَنشَد الصّاغَانيُّ لابْنِ مُقْبلٍ في الغُرُوضِ :
إِذا ضَمَرَتْ وأَمْسَى الحُقْبُ مِنْهَا ... مُخَالِفَةً لأَحْقِيهَا الغُرُوضُ الغَرْضُ : " شُعْبَةٌ في الوَادِي غَيْرُ كاملَةٍ أَوْ أَكْبَرُ من الهَجِيج " قاله ابنُ الأَعْرَابيّ . وهما قَوْلٌ وَاحدٌ كما هو نَصُّ ابْنِ الأَعْرَابِيّ في النَّوادِرِ فإِنّه قال : الغَرْضُ : شُعْبَةٌ في الوَادِي أَكْبَرُ من الهَجِيج ولا تَكُونُ شُعْبَةً كَامِلَةً " ج غُرْضَانٌ بالضَّمِّ والكَسْر " . يُقَالُ : أَصَابَنَا مَطَرٌ أَسالَ زَهَادَ الغُرْضَانِ . وزَهَادُهَا : صِغَارُهَا . الغَرْضُ : " مَوضِعُ مَاءٍ " . كَذا بخَطِّ أَبي سَهْلٍ في نُسْخَةِ الصّحاح وهو الصَّوَابُ - ووُجِدَ في المَتْنِ بخَطِّ بَعْضِهم : مَوْضِعٌ ما - " تَرَكْتَه فلَم تَجْعَلْ فيه شَيْئاً " . كذَا في الصّحاح وقال بَعْضُهم : هُوَ كالأَمْتِ في السِّقَاءِ . وبه فُسِّرَ قَوْلُ الرَّاجِز :
" والدَّأْظُ حَتَّى مالَهُنَّ غَرْضُ قال أَبُو الهَيْثم : الغَرْضُ : " التَّثَنِّي " . والغَرْضُ أَيْضاً : " أَنْ يَكُونَ " سَمِيناً فيُهْزَلَ فيَبْقَى في جَسَده غُرُوضٌ " . نقله الصّاغَانيّ . عن ابْن عَبَّادٍ : الغَرْضُ : " الكَفُّ " . يُقَال : غَرَضْتُ منْه أَي كَفَفْتُ . قال أَيْضاً : الغَرْضُ : " إِعْجَالُ الشَّيْءِ عَنْ وَقْته " . وكُلُّ شَيْءٍ أَعْجَلْتَهُ عن وَقْتِهِ فقَدْ غَرَضْتَهُ كما في العُبَاب والتَّكْمِلَة . " والمَغْرِضُ كمَنْزِلٍ من البَعِير كالمَحْزِمِ للفَرَسِ " . ونَصُّ العُبَابِ : من الفَرَسِ والبَغْلِ والحِمَارِ ونَصّ الصّحاح كالمَحْزِمِ من الدّابَّةِ . قال : وهي جَوَانِبُ البَطْنِ أَسْفَلَ الأَضْلاعِ الَّتي هي مَوَاضِعُ الغَرْضِ مِنْ بَطُونِهَا وأَنْشَدَ للرَّاجِزِ وهو أَبو مُحَمَّدِ الفَقْعَسِيّ :
" يَشْرَبْن حَتَّى تُنْقِضَ المَغَارِضُ
" لا عَائِفٌ منْهَا ولا مُعَارِضُ وأَنْشَدَ الصّاغَانِيّ لابْنِ مُقِبلٍ :
" ثُمَّ اضْطَغَنْتُ سِلاَحِي عِنْدَ مَغْرِضِهَاومِرْفَقٍ كرِئَاسِ السَّيْفِ إِذْ شَسَفَا وفي اللّسَان : وأَنْشَدَ آخَرُ لشَاعرٍ :
عَشَّيْتُ جَابَانَ حَتَّى اشْتَدَّ مَغْرِضُه ... وكَادَ يَهْلِكُ لَوْلاَ أَنَّه طَافَا أَي انْسَدَّ ذلِكَ المَوْضعُ منْ شِدَّة الامْتِلاءِ . وقيلَ : المَغْرِضُ : رَأْسُ الكَتِفِ الَّذي فيه المُشَاشُ تَحْتَ الغُرْضُوفِ . وقيلَ : هو بَاطِنُ ما بَيْنَ العَضُدِ مُنْقَطَعِ الشَّرَاسِيفِ . يُقَالُ : " طَوَيْتُ الثَّوْبَ على غُرُوضِه أَي غُرُورِه " قالَهُ الزَّمَخْشَرِيّ ونقله الصّاغَانيّ عن ابنِ عَبّادٍ . قال أَبو عُبَيْدَة : " في الأَنْف غُرْضَانِ بالضَّمِّ " مُثَنَّى غُرْضٍ . " وهُوَ " كَذَا في النُّسَخ ومِثْلُه في العُبَاب ونَصُّ اللِّسَان : وهُمَا " ما انْحَدَرَ منْ قَصَبَةِ الأَنْفِ من جَانِبَيْه جَمِيعاً " كما في العُبَاب وفِيهمَا عِرْقُ البُهْرِ كما في اللّسَان . قال أَبو عُبَيْدَةَ : وأَمّا قَوْلُه :" كِرَامٌ يَنَالُ الماءَ قَبْلَ شِفَاهِهِمْلَهُمْ وَارِدَاتُ الغَرْضِ شُمُّ الأَرَانِبِ فقد قِيلَ : إِنّه أَرادَ الغُرْضُوفَ الذي في قَصَبَةِ الأَنْفِ فحَذَفَ الواوَ والفَاءَ ورَواهُ بَعْضُهم : لَهُمْ عارِضَاتُ الوِرْد وقد تَقَدّم في " ع ر ض " . " والغَارِضُ مِنَ الأَنُوف : الطَّويلُ " . الغَارِضُ : " مَنْ وَرَدَ الماءَ بَاكِراً " . يُقَال : وَرَدْتُ الماءُ غَارِضاً أَيْ مُبْكراً كما في الصّحاح . وذلك المَاءُ غَرِيضٌ كما في اللّسَان ويُرْوَى بالعَيْن المُهْمَلَة . كما تَقَدَّم . من المَجَاز : " أَغْرَضَ لَهُمْ غَرِيضاً " أَيْ " عَجَنَ عَجِيناً ابْتَكَرَهُ ولَمْ يُطْعِمْهم بَائِتاً " . وفي الأَسَاس : غَرَضْتُ للضَّيْفِ غَرِيضاً : أَطْعَمْتُهُم طَعَاماً غَيْرَ بَائتٍ . أَغْرَضَ " النَّاقَةَ : شَدَّهَا بالغُرْضَةِ " والغَرْضِ " كَغَرَضَها غَرْضاً " . ويُقَال : غَرَضَ البَعِيرَ بالغَرْضِ : شَدَّه وأَغْرَضَه : شَدَّ عليه الغَرْضَ . " وغَرَّضَ " الرَّجلُ " تَغْرِيضاً : أَكَلَ اللَّحْمَ الغَرِيضَ " أَيْ الطَّرِيَّ . غَرَّضَ أَيْضاً : " تَفَكَّهَ " نَقَلَه الصّاغَانِيّ . وفي اللّسَان مِنَ الفُكَاهَةِ وهو المُزَاحُ . قال ابنُ عَبّادٍ : " تَغَرَّضَ الغُصْنُ " كما هُوَ نَصُّ العُبَاب وفي التَّكْملَة : انْغَرَضَ الغُصْنُ إِذا " انْكَسَرَ ولم يَتَحَطَّمْ . ويَشْهَدُ لِمَا في التَّكْملَة نَصُّ اللِّسَانِ : انْغَرَضَ الغُصْنُ : تَثَنَّى وانْكَسَرَ انْكِسَاراً غَيْر بَائنٍ . من المَجَاز : غَارَضَ إِبلَهُ " إِذا " أَوْرَدَهَا " غَارِضاً أَي " بُكْرَةً " كما في العُبَاب والأَساس . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : المُغَرَّضُ كمُعَظَّمٍ : مَوْضِعُ الغُرْضَةِ قَالَهُ ابنُ خَالَوَيْه . قالَ : ويُقَالَ للْبَطْنِ : المُغَرَّضُ . وقال غَيْرُهُ : هو المَوْضِعُ الَّذي يَقَعُ عليه الغَرْضُ أَو الغُرْضَةُ قال :
" إِلَى أَمُونٍ تَشْتَكِي المُغَرَّضَا وقال ابنُ بَرِّيّ : ويُجْمَع الغَرْضُ أَيْضاً على أَغْرُضِ كأَفْلُسٍ وأَنْشَدَ لهِمْيَانَ بنِ قُحَافَةُ :
" يَغْتَالُ طُولَ نِسْعِهِ وأَغْرُضِهْ
" بنَفْخِ جَنْبَيْه وعَرْضِ رَبَضِهْ وغَرَضَ الشَّيْءَ يَغْرِضُه غَرْضاً أَي كَسَرَهُ كَسْراً لَمْ يَبِنْ . والغَرِيضُ : الطَّرِيُّ من التَّمْرِ . وغَرَضْتُ له غَرِيضاً : سَقَيْتُهُ لَبَناً حَلِيباً . وهو مَجَاز . وأَتَيْتُهُ غَارِضاً : أَوَّلَ النَّهَار . والغَرِيضَةُ : ضَرْبٌ من السَّوِيقِ يُصْرَمُ من الزَّرْعِ ما يُرَادُ حَتَّى يَسْتَفْرِكَ ثمّ يُشَهَّى وتَشْهِيَتُه أَنْ يُسَخَّنَ على المِقْلَى حَتَّى يَيْبَسَ وإِنْ شَاءَ جَعَلَ مَعَهُ على المِقْلَى حَبَقاً فهو أَطْيَبُ لطَعْمِه وهو أَطْيَبُ سَوِيقٍ . والغَرِيضُ : الماءُ الَّذي وُرِدَ عَلَيْه بَاكِراً . والغَرَضُ : القَصْدُ . يُقَالُ : فَهِمْتُ غَرَضَك أَي قَصْدَكَ كما في الصّحاح . يُقَال : غَرَضُه كَذَا أي حَاجَتُه وبَغْيَتُهُ . قَال شَيْخُنَا : قد كَثُرَ حَتَّى تَجَوَّزُوا به عن الفَائدَةِ المَقْصُورَةِ من الشَّيْءِ وهو حَقيقَةٌ عُرْفِيَّة بَعْدَ الشُّيُوعِ لِكُوْنه مَقْصِداً وقَبْلَ الشُّيُوعِ اسْتعَارَةٌ أَو مَجَازٌ مُرْسَلٌ . واغْتَرَضَ الشَّيْءَ : جَعَلَه غَرَضَهُ . وغَرِضَ أَنْفُ الرَّجُلِ : شَرِبَ فنَالَ أَنْفُه الماءَ منْ قَبْلِ شَفَتِهِ . والإِغْرِيضُ : البَرَدُ قالَه اللَّيْثُ وأَنْشَدَ يَصِفُ الأَسْنَانَ :
" وأَبْيَضَ كالإِغْريضِ لمْ يَتَثَلَّمِ وقال ثَعْلَبٌ : الإِغْريضُ : ما في جَوْفِ الطَّلْعَةِ ثُمَّ شُبِّهَ به البَرَدُ لا أَنَّ الإِغْريضَ أَصْلٌ في البَرَدِ . والإِغْريضُ أَيْضاً : قَطْرٌ جَلِيلٌ تَرَاهُ إِذا وَقَعَ كأَنَّهُ أُصُولُ نَبْلٍ وهو من سَحَابَةٍ مُتَقَطِّعَةِ وقيل : هو أَوّلُ ما يَسْقُط منها . قال النَّابِغَة :
يَمِيحُ بعُودِ الضِّرْوِ إِغْرِيضَ بَغْشَةٍ ... جَلاَ ظَلْمَةُ ما دُونَ أَنْ يَتَهَمَّمَاويُقَالُ : غَرِّضْ في سِقَائِكَ أَي لا تَمْلأْه كما في الصّحاح . وفُلانٌ بَحْرٌ لا يَغَرَّضُ أَي لا يُنْزَحُ . كما في الصّحاح . وفي الأَسَاس : لا يُنْزَف . واغْتُرِضَ فُلانٌ : مَاتَ شَابّاً نَحْو اخْتُضِرَ . وهو مَجَازٌ كما في الأَساس . وأَغْرَضَ الرَّجُلُ : أَصابَ الغَرَضَ . نَقَلَهُ ابنُ القَطّاع