الوَفيقُ من الرّجال كأمير : الرّفيقُ . يُقال : رَفيقٌ وَفيق قاله أبو زيد . ووَفيقٌ بلا لام : عَلَمٌ . والوَفْقُ من المُوافَقَة بين الشّيْئَيْن كالالْتِحام . يُقال : حَلوبَتُهُ وَفْقُ عِيالِه أي : لَبَنُها قدْر كِفايَتِهم لا فَضْلَ فيه كما في الصّحاح . وقيل : قَدْر ما يَقوتُهم . قال الراعي :
أمّا الفَقيرُ الذي كانت حَلوبَتُه ... وَفْقَ العِيال فلم يُتْرَكْ له سَبَدُ ويُقال : أتيتُك لوَفْقِ الأمرِ وتوْفاقِه وتَيْفاقِه وتِيفاقِه بالكسْر وكذا : لتَوْفيقِه كله بمعْنى . ويقال : أتيتُك لتوْفيقِ الهِلال وتوْفاقِه وتِيفاقِه بالفَتْح والكسْر وميفاقِه بالكسْر وتوَفُّقِه الأولى والأخيرة - وهما التّوفيقُ والتّوَفُّق - عن اللّحْياني وما عَداهُما عن الأحْمَر أي : حينَ أهَلّ الهِلالُ أي : وقت طَلَع الهِلال . وفي حَديثِ عليٍّ رضي الله عنه وسُئلَ عن البيتِ المَعْمور فقال : هو بيْتٌ في السّماءِ تِيفاقَ الكعْبَةِ بالكسْر ويُفْتَحُ أي : حِذاءَها ومُقابِلَها . وأصلُ الكلِمة الواوُ والياءُ زائِدَةٌ وقد ذكَره المُصنِّفُ أيضاً في ت ف ق . والصّوابُ أنّ موضعَه هنا . ووَفِقْتَ أمْرَك تفِقُ بالكسْر فيهما كرَشِدْتَ أمرَك أي : صادفْتَه مُوافِقاً . قال شيخُنا : الأوْلَى وزنه بوَرِثْتَ ؛ لأنّ أخوه وأمّا رشِد فالأفْصَح فيه فتْح الماضي وضمُّ المُضارع ككتَب وربّما قيل رَشِدَ بالكسر والحديثُ إنما رُوي كنَصَر كما وقَع في مُناظَرَةِ الدّمياطيّ وابنِ المُرَحَّلِ وعليه اقتَصَر سيبَوَيْهِ في الكِتابِ وابنُ هِشامٍ وغيرُ واحد فلا مُشابَهَة بيْنه وبين وَفِقَ حتى يزِنَه به انتهى . قل : الأمرُ كما ذكره شيخُنا وكأنّ المُصنِّفَ نظَر الى اتِّحادِهما في المَعْنى مع اشْتراكِهما في الضّبطِ ولو على غيْرِ الأفْصحِ ويدُلّ لذلك نصُّ الجوهري والصاغانيّ قالا : يُقال : وفِقْتَ أمْرَك تفِقُ بالكسر فيهما أي : صادَفْتَه موافِقاً وهو من التّوفيق كما يُقال : رشِدْتَ أمْرَك . قُلت : وهكذا هو نصّ الكِسائيّ . يُقال : رشِدْتَ أمْرَكَ ووَفِقْتَ رأيَك . ومعْنى وَفِق أمرَه : وجَدَه مُوافِقاً فتأمّل ذلك . وأوفَقَ السّهْمَ وأوْفَق بهِ : إذا وضَع الفُوقَ في الوَتَر ليَرْميَ كأنّه قلْبُ أفْوق . ولا يُقال أفْوَق كما في الصّحاح واشتُقّ هذا الفعل من مُوافقَة الوَتَر مَحَزَّ الفوق . قال الأزهريّ : الأصل أفْوَق ومن قال : أوْفَق فهو مقْلوبٌ . وأنشدَ الأصمعيّ :
" وأوْفَقَتْ في الرّمْيِ حَشْراتُ الرَّشَقْ
وقد مضى شيءٌ من ذلك . وقال ابنُ بُزُرجَ : أوفَقَ القومُ لفُلان : إذا دَنَوْا منه واجتَمَعت كلِمَتُهم عليه . قال : وأوفَقَت الإبِلُ أي : اصطفّتْ واستَوَتْ مَعاً كذا في اللّسان والعُباب . ويُقال : أُوفِقَ لزَيد لقاؤُنا بالضمّ أي : كان لِقاؤه فجْأة ومُصادَفةً نقله الصاغانيّ . ووافَقْتُ السّهْمَ بالسّهْمِ أي : قصدتُ له به نقَله الصاغانيّ . ووافَقتُ فُلاناً بموضِع كذا أي : صادَفْتُه . وكذا وافَقْتُه على كذا أي : اتّفَقْنا عليه مَعاً كما في الأساس . والتّوافُق : الاتفاق والتّظاهُر . يُقال : وافَقَه مُوافَقَة ووِفاقاً واتّفَق معه وتَوافَقا . وقد تَوافَقوا بالنّبل . واتّفَقا : تَقارَبا واجْتَمعا على أمْرٍ واحدٍ . والمُتَوَفِّقُ : مَنْ جمَع الكلامَ وهيّأَه نقَله الصاغانيّ . واستوفَقْتُ اللهَ جلّ وعزّ : سألْتُه التّوفيق أي : الإلهامَ للخَيْر . وإنّه لمُسْتَوفَقٌ له بالحُجّة بفتْح الفاء ومُفيق له : إذا أصابَ فيها . ويُقال : وفّقَه اللهُ توفيقاً : ألْهَمَه للخَير أو جعلَه رشيداً . ويُقال : لا يتوفّقُ عبْدٌ إلاّ بتوْفيقِه وهو مأخوذٌ من الحديث : لا يتوفّقُ عبْدٌ حتى يوفِّقَه الله . ومما يُستَدْرَكُ عليه : الوِفاقُ بالكسْر : المُوافَقَةُ وقولُه تعالى : ( جَزاءً وِفاقاً ) أي : جَزاءً وافَقَ أعْمالَهم . وقال مُقاتِلٌ : وافَقَ العذابُ الذّنبَ فلا ذنْبَ أعْظمُ من الشِّرْكِ . وتقول : هذا وَفْقُه ووِفاقُه وفيقُه وفوقه وسيُّه وعِدْلُه واحد . قال اللّيثُ : الوَفْقُ : كلُّ شيءٍ يكونُ متّفِقاً - على تيفاقٍ واحِد - فهو وَفْق كقوله :
" يهْوِين شتّى ويَقَعْنَ وَفْقا ومنه المُوافَقَة . وقال عُوَيْفُ القَوافي :
" يا عَمرَ الخيْرِ المُلَقّى وَفْقَهْ
" سُمّيت بالفاروقِ فافْرُق فَرْقَهْ قلت : ومنه الوَفْق عند أئمّة الحرْف لتَوافُق أضلاعِه وأقْطاره والجمْع أوفاقٌ . ووافَقَه على أمرٍ : اتّفَقَ معه عليه . وجاءَ القومُ وَفْقاً أي : مُتوافِقِين . وكُنتُ عندَ وَفْقِ طَلَعَتِ الشّمسُ أي : حين طلَعت أو ساعةَ طلَعَت عن اللّحيانيّ . والوَفْق : التّوفيقُ . وإنّ فلاناً موَفَّقٌ أي : رَشيدٌ . وكُنّا من أمرنا على وِفاقٍ . ووفّق بيْن الأشياءِ المُختلفة : إذا ضمّها بالمُناسَبة . ووفِق الأمرُ يفِق - بالكسْر فيهما - : كان صَواباً مُوافِقاً للمُراد كما في الأساس . وقيل : حسُن كما في شرْح لامِيّة الأفعالِ لابْنِ النّاظِم . وقال اللّحياني : وَفِقه بالكسْر : إذا فهِمه قال : ونظيرُه ورِع يرِع ووَثِق يثِق . وفي النّوادِر : فلانٌ لا يفِقُ لكَذا وكَذا أي : لا يقْدِر له لوقْتِه . وحَكى اللّحياني : أتَيْتُك لوَفْقِ تفْعَل ذلِك وتَوْفاق وتيفاق وميفاق أي : لحين فعْلِك ذلِك . ووَفِقْتَ أمرَك : صادَفْتَه مُوافِقاً لإرادَتِك . ووُفِّقْتَ أمْرَك : أُعطيتَه مُوافِقاً لمُرادِك كما في الأساس . وقد سمّوا مُوفَّقاً ووِفاقاً كمُعَظَّم وكِتاب . والمُوفَّقُ كمُعَظَّم : لقَبُ عبد العزيز بن عبد الرّحمن الثّعالبيّ قاضي القُضاة بالمَغْرب