التَّوْرُ : الجَرَيانُ قيل : ومنه سُمِّيَ التَّوْرُ للإناء لأنَّه يُتَعَاوَرُ به ويُرَدَّدُ كما حَقَّقه الزَّمَخْشَرِيُّ في الأساس أي فهو من معنَى الجَرَيانِ . التَّوْرُ : الرَّسُولُ بين القومِ عربيُّ صَحِيحٌ قال :
والتَّوْرُ فِيما بَيْنَنَا مُعْمَلُ ... يَرْضَى به المَأْتِيُّ والمُرْسِلُ . قيل : ومنه سُمَّيَ التَّوْرُ للإناءِ
التَّوْرُ : إناءٌ صغيرٌ وعليه اقتَصر الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَساس قيل : هو عربيٌّ وقيل : دَخِيلٌ . وفي التَّهْذِيب التَّوْرُ إِناءٌ معروفٌ يُشْرَبُ فيه مُذَكَّرٌ وفي حديث أُمِّ سُلَيْمٍ : " أنَّهَا صَنَعَتْ حَيْساً في تَوْرٍ " هو إناءٌ من صُفْرٍ كالإجّانَةِ وقد يُتَوَضَّأُ منه
قال الزَّمَخْشَرِيُّ : ومررتُ ببابِ العُمْرَةِ على امرأة تقولُ لجارَتِها : أعِيرينِي تُوَيْرَتَكِ
التَّوْرَةُ بهاءٍ : الجارِيَةُ تُرْسَلُ بين العُشّاقِ قالَه ابن الأعرابيِّ . والتَّارَةُ : الحِينُ والمَرَّةُ ألفُهَا واوٌ . ج تاراتٌ وتِيَرٌ قال : يَقُومُ تارَاتٍ ويَمْشِي تِيَرَا . وقال ابن الأعرابيّ : تَأْرَةٌ مهموزٌ فلما كَثُرَ استعمالُهم لها تَرَكُوا هَمْزَها قال أَبو منصورٍ : وقال غيرُه : جَمْعُ تَأْرَةٍ تِئَرٌ مهموزة
قال : ومنه يقال : أَتارَه : أَعادَه مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ أَي أدامَ النَّظَرَ إليه تارةً بعد تارةٍ
وأتَرْتُ إليه النَّظَرَ والرَّمْيَ أُتِيرُ إتارَةً فهو مُتَارٌ ومنه قولُ الشاعر :
" يَظَلُّ كأنَّه فَرَأٌ مُتَارُ
وأَتْأَرْتُه بالهمزِ أي حَدَّدْتُ النَّظَرَ إِليه كذا في التَّهْذِيب . وتاراءُ بالمدِّ : ع بالشَّأْم قُرْبَ تَبُوكَ ومنه مسجدُ تاراءَ لرسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم بين المدينةِ وتَبُوكَ ذَكَره أَهْلُ السِّيَرِ
وتَارَانُ : جَزِيرَةٌ بين القُلْزُمِ وأيْلَةَ في حُدُودِ مِصرَ يسكُنُهَا بنو حُدّانَ
قولُهم : يا تاراتِ فُلانٍ حَكَاه أبو عَمْرٍو ولم يُفَسِّرْه وأَنشدَ قولَ حَسّانَ :
لَتَسْمَعُنًّ وَشِيكاً في دِيَارِكُمُ ... اللهُ أَكْبَرُ يا تَاراتِ عُثْمانَا . قال ابن سِيدَه : وعندي أنه مَقْلُوبٌ مِن الوَتْرِ للدَّمِ وإن كان غيرَ مُوازَن به
وتِيرَ الرجلُ : أُصِيبَ التّارُ منه هكذا جاءَ على صِيغَةِ ما لم يُسَمَّ فاعِلُه . وتُورَانُ بالضمّ : اسمٌ لجميعِ ما وراءَ النَّهْرِ ويُقَال لِمَلِكَهَا : تُورانْ شاهْ كما يقال لمُقَابِله من دِيَار العَجَمِ : إيرانُ بالكسر ولِمَلِكِهَا : إيرانْ شاهْ . تُورانُ : ة بحَرّانَ منها أبو محمّد سعدُ بنُ الحَسَنِ العَرُوضِيُّ الحَرَّانِيُّ التُّورانِيُّ له شِعرٌ حَسَنٌ سَمِعَ منه أبو سعدِ بنِ السَّمْعَانِيِّ وعاش بعدَه إلى سنة ثمانين وخمسمائة ذَكَرَه ابنُ نُقْطَةَ ومحمّدُ بنُ أحمدَ القَزّازُ بنُ التُّورانِيِّ ويقال في اسم القَرْيَةِ أيضاً : تُور تُوُفيَ سنةَ 705 ، رَوَى عن بان الجُمّيزيِّ وابن المنى وأَخَذَ عنه الذَّهَبِيُّ
وغُبُّ تُورانَ بالضمّ : ع قُرْبَ خَوْرِ الدَّيْبُلِ من بلاد السَّنْد
عن ابن الأعرابيّ : التائِرُ : المُداوِمُ على العَمَلِ بعدَ فُتُورٍ
ومّما يُستدرَكُ عليه : عن أبي عَمْروٍ : فُلانٌ يُتَارُ على أن يُؤْخَذَ أي يُدارَ على أنْ يُؤْخَذَ وأنشدَ لعامرِ بنِ كثير المحاربيِّ :
لقد غَضِبُوا عليَّ وأَشْقَذُونِي ... فصِرْتُ كأَنَّنِي فَرَأٌ يُتارُ . ويُرْوَى : مُتَارٌ وقد تقدَّم
وفي الأساس : تور : فَعَلَه تارةَ أي مَرَّةً بعد أُخْرَى . وهذه شَرُّ تاراتِكَ . وتاوَرْتُه : عاوَدْتُه . وتارانُ : اسمُ ابنِ لُقْمَانَ الذي ذُكِرَ في القُرْآن فيما ذَكَرَ الزَّجّاجُ وغيرُه ونقلَه السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْض
الوَرْكُ بالفَتْحِ والكَسرِ وككَتِفٍ ثلاثُ لُغاتٍ الأُولَى مُخَفَّفَةٌ عن الأَخِيرَةِ كفَخِذٍ وفَخْذٍ : ما فَوْقَ الفَخِذِ كالكَتِفِ فوقَ العَضُدِ مُؤَنَّثَةٌ قال الراجِزُ :
" ما بَيْنَ وَرْكَيها ذِراعٌ عَرضَا
" لا تُحْسِنُ التَّقْبِيلَ إِلا عَضَّا أَوْراكٌ لا يُكَسَّرُ على غيرِ ذلِكَ اسْتَغْنَوْا ببِناءِ أَدْنَى العَدَدِ قال ذُو الرمَّةِ :
ورَمْلٍ كأَوْراكِ العَذارَى قَطَعْتُه ... إِذا أَلْبَسَتْهُ المُظْلِماتُ الحَنادِسُ شَبَّه كُثْبانَ الأَنْقاءِ بأَعْجازِ النِّساءِ فجَعَلَ الفَزعَ أَصْلاً والأَصلَ فَرعا والعُرفُ عَكْسُ ذلك وهذا كأَنَّه يَخْرُجُ مَخْرَجَ المُبالغةِ أي قد ثَبَتَ هذا المَعْنَى لأَعْجازِ النِّساءِ وصار كأنه الأَصْلُ فيه حتّى شبِّهَتْ به كُثْبانُ الأَنْقاءِ
وحَكَى اللِّحْيانيُّ : إِنّه لعَظِيمُ الأَوْراكِ كأَنَّهُم جعلُوا كُلَّ جُزْءٍ من الوَرِكَيْن وَرِكًا ثم جُمِعَ على هذا
والوَرَكُ مُحَرَكَةً : عِظَمُها والنّعْتُ أَوْرَكُ يُقال : رجُلٌ أَوْرَكُ : إِذا كانَ عَظِيمَ الوَرِكَين
وهي وَرْكاءُ قالَه اللَّيثُ
ووَرَكَ الرّجُلُ يَرِكُ وَرْكًا كوَعَدَ يَعِد وَعْداً
وكَذلكَ تَوَرَّكَ وتَوارَكَ : إِذا اعْتَمَدَ على وَرِكِه وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابي :
تَوارَكْتُ في شِقِّي لَهُ فانْتَهَزتُه ... بفَتْخاءَ في شَد من الخَلْقِ لِينُها وتَوَرَّكَ فُلانٌ الصَّبي : جَعَلَه عَلَى وَرِكِه مُعْتَمِداً عليها ومنه الحَدِيثُ : جاءَتْ مُتَوَرِّكَةً الحَسَنَ أي حامِلَتَه على وَركِها وقال الشّاعِر :
تَبَيّن أَنَّ أُمَّكَ لَم تُوَرِّكْ ... ولم تُرضِعْ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَا ويروى تُؤَرَّكْ من الأَرِيكَةِ وهي السَّرِيرُ وقد تَقدَّمَ
وتَوَرَّكَ في الصَّلاةِ : إِذا وَضَعَ الوَرِكَ عَلَى الرجْلِ اليُمْنَى كما في الصِّحاحِ وهذا سُنَّةٌ ومنه حَدِيث مُجاهِدٍ : كانَ لا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَتَوَرَّكَ الرَّجُلُ على رِجْلِه اليُمْنَى في الأَرضِ المُستَحِيلَةِ في الصلاةِ
أَو تَوَرَّكَ : وَضَعَ أَليتيهِ أَو إِحْداهُما على الأرْضِ كذا نَصُّ الصِّحاحِ وجاءَ في حَدِيث إِبْراهِيمَ النَّخَعِي : عَلَى عَقِبَيه وهذا مَنْهى عَنْهُ وجاءَ في حَدِيثٍ : لَعَلَّكَ من الَّذِينَ يُصَلّونَ على أَوْراكِهِم وفُسِّرَ بأَنه الذي يَسجُدُ ولا يَرتَفعُ على الأَرْضِ ويُعْلِي وَرِكَه لكنَّه يُفَرِّجُ رُكْبتيهِ فكأَنَّه يَعْتَمِدُ على وَرِكِه وقالَ أَبو عُبَيدٍ في تَفْسِيرِ حَدِيثِ عَبدِ اللّه : أَنّه كَرِهَ أَنْ يَسجُدَ الرَّجُلُ مُتَورِّكًا أَو مُضْطَجعًا أي : أَن يَرفَعَ وَركَيه إِذا سَجَدَ حَتّى يُفْحِشَ في ذلك أَو مُضْطَجِعًا يعني أَنْ يتَضامَّ ويُلْصِقَ صَدْرَه بالأَرْضِ ويَدَعَ التَّجافي في سُجُودِه قال الأَزْهَرِيّ : معنى التَّوَرُّكِ في السُّجودِ أَن يُوَرِّكَ يُسراهُ فيَجْعَلَها تحتُ يمْناهُ كما يَتَوَرَّكُ الرجلُ في التَّشَهُّدِ ولا يَجُوزُ ذلك في السّجودِ قال : وهذا هو الصَّوابُ وما قالَه أَبُو عُبَيدٍ فإِنّه غيرُ مَعْرُوفٍ
وتورَّكَ على الدّابَّةِ : إِذا ثنى رِجْله وَوَضع أَحَدَ وَرِكيهِ في السَّرجِ ليَنْزِل أَو لِيَستريحَ وذلك إِذا أَعْيَا فيسدِل رِجْليهِ عَلى مَعْرَفةِ الدّابَّةِ
ومِنْهُ : لا تَرِكْ فإِنَّ الوُرُكُ مَصْرَعَةٌ وقد وَرَكَ على السَّرجِ أَو الرَحْلِ وَركًا قال الراعِي :
ولا تُعْجِلِ المَرءَ قبل الوُرُو ... كِ وَهي برُكبَتِه أَبْصَرُ وتوَرَّك عن الحاجَةِ : تبَطَّأَ نقله اللِّحْيانيُ عن أبي زِيادٍ وهو مَجاز
قال ابنُ سِيدَه : وأرَى اللِّحْيانيَ حَكى عن أبي الهَيثم العُقيلِيٍّ : توَرَّك في خُرئِه كتصَوَّك ؛ أي : تَلَطَّخَ به
ومَوْرِكُ الرَّحْلِ كمَجْلِس ومَوْرِكَتُه ووارِكُه ووِرَاكُه بالكسرِ : المَوْضِعُ الذي يَجْعَلُ عليهِ الرّاكِبُ رِجْلَه وفي المُحْكَمِ : يَضًع فيه الرَّاكِبُ رِجْلَه وقال أَبُو عُبَيدَةَ : المَوْرِكُ والمَورِكَةُ : المَوْضِعُ الذي يَثْنى الرّاكِبُ رِجْلَه عليهِ قُدّامَ واسِطَةِ الرَّحْلِ إِذا مَل مِنَ الرُّكُوبِ ومنه الحَديث : حَتَّى إِن رَأْسَ ناقتِه لتصِيبُ مَوْرِكَ رِجْلِه أَرادَ أَنّه قد بالَغَ في جَذْبِ رَأْسِها إِليه ليكفهَا عن السَّيرِ
والوِراكُ ككِتاب : ثَوْبٌ يُزَيَّن بهِ المَوْرِكُ وأَكْثَرُ ما يَكُونُ من الحِبَرَةِ وُرُكٌ ككُتُبٍ ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عن أبي عُبَيدَةَ قال : الوِراكُ : النُّمْرُقَةُ التي تُلْبَسُ مُقَدَّمَ الرَّحْلِ ثم تُثْنَى تَحْتَه تُزَيَّنُ به وأَنْشَدَ لزُهَير :
مُقْوَرَّةٌ تَتَبارَى لاشَوَارَ لَها ... إِلا القُطُوعُ على الأَجْوازِ والوُرُكُ وفي حَدِيث عُمَرَ رضي اللّه تعالَى عنه : أَنَّه كانَ يَنْهى أَنْ يُجْعَلَ في وِراكٍ صَلِيبٌ قالُوا : هو ثَوْبٌ يُنْسَجُ وَحْدَه يُزَيَنُ به الرَحلُ
وقالَ أَبو عُبَيدٍ : الوِراكُ : رَقْمٌ يُعْلَى المَوْرِكَةَ وله ذُؤابَةُ عُهُونٍ كذا نَصّ العُبابِ ونَصُّ اللِّسانِ : ولها ذُؤابَةُ عُهُون وقال أَبو زَيْدٍ : الوِراكُ : الذي يُلْبَسُ المَوْرِكَةَ أَو هي خِرقَةٌ مُزَيَّنَةٌ صَغِيرَةٌ تُغَلطِي المَوْرِكَةَ . ويُقال : وَركَ الرَّجُلُ على المَوْرِكَةِ
والمِوْرَكَةُ كمِكْنَسَةٍ : قادِمَةُ الرَّحْل كالمِوْراكِ كذا في سائِرِ النُّسَخِ وفي اللِّسانِ كالوِراكِ أي ككِتاب وقال أَبو عَمْرو : هي المِيرَكَةُ وسيأْتي
والمِوْرَكَةُ أَيْضًا : مِثْل المِصْدَغَة يَتَّخذُها الرّاكبُ تحْت وَرِكِه ويَحْتضنُ الواسطَ بمَأبِضها وهُوَ مُنْثَنَى الرُّكْبَةِ نَقَلَه الزمَخْشَرِيُّ
ووَرَك الحَبلَ أَو الرَّحْلَ يَرِكُ كَوعَدَ يَعِدُ وَركًا : جَعَله حِيال وَرِكهِ كوَرَّكه تَوْرِيكًا والذي نقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن أبي عُبَيدٍ عن الأَصْمَعِي : وَرَكَ الجَبَلَ وَركًا : جَعَلَه حِيالَ وَرِكِه هكذا هو بالجِيمِ والمُوَحَّدَةِ وأَنْشَدَ قولَ زُهَيرٍ :
ووَرَّكْنَ بالسُّوبانِ يَعْلُون مَتْنَه ... عَليهِنَّ دَلُّ الناعِمِ المْتَنَعِّمِ وأَنْشَدَ غيره في التَّوْرِيكِ لبَعْضِ الأَغْفالِ :
" حَتَّى إِذا وَرَّكْتُ مِنْ أُيَيرِي
" سوادَ ضِيفيهِ إِلى القُصَيرِ" رَأَتْ شُحُوبي وبَذاذَ شَورِي وقال ابنُ دُرَيْد : وَرَكَ بالمكانِ يَرِكُ وُرُوكًا كقُعُودٍ : أَقامَ بهِ قال اللِّحْيانيُّ : كتَورَّكَ بهِ
ووَرَكَ عَلَى الأَمْرِ وُرُوكًا بالضمِّ : قَدَرَ عليهِ كوَرَّكَ تَورِيكًا وتَوَرَّكَ
ووَرَكَ الحِمارُ على الأَتانِ وَرْكًا ووُرُوكًا : إِذا وَضَعَ حَنَكَه على قَطاتِها نَقَله الصّاغاني
ووَرَكَ الرَجُلُ يَرِكُ وَرْكًا : ثَنَى وَرِكَه عَلَى الدّابَّةِ ليَنْزِلَ وذلِك إِذا مَلَّ مِنَ الركُوبِ قال أَبو حاتِم : يُقالُ : ثَنى وَرِكَه فنَزَلَ ولا يَجُوز وَرْكَه في ذا المَعْنَى إِنّما هو مَصْدَرُ وَركَ يَرِكُ وَركًا . ووَرَكَ فُلانًا يَرِكُه وَرْكًا : ضَرَبَه في وَرِكِهِ
ووارَكَ الجَبَلَ : إٍذا جاوَزَه
ووَرَّكَه تَوْرِيكًا : أوْجَبَه
ومن المَجازِ : وَرَّكَ الذَّنْب عَلَيهِ إِذا حَمَلَه وأَضافَه إِليهِ وقَرَفَه به كأنه يُلْزِمُه إِيّاهُ ومنه قَوْلُ الحَسَنِ : مَنْ أَنْكَرَ القَدَرَ فقَدْ فَجَر ومَنْ وَرَّكَ ذَنْبَه عَلَى اللّه فقَدْ كَفَر
وِإنَّه لمُوَرَّكٌ - كمُعَظَّمٍ - في هذا الأَمْرِ أي : لَيسَ لَه فِيه ذَنْبٌ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ومِنْه تَوْرِيكُ العُلَماءِ في مُصَنَّفاتِهِم على بَعْضٍ
والوِرْكُ بالكسرِ : جانِبُ القَوْسِ ومَجْرَى الوَتَرِ مِنْها عن ابنِ الأَعْرابيِّ وأَنْشَدَ :
هَلْ وَصْلُ غانِيَة عَضَّ العَشِيرُ بِها ... كما يَعَضُّ بظَهْرِ الغارِب القَتَبُ
إِلا ظُنُونٌ كَوِركِ القَوْسِ إِنْ ترِكَتْ ... يَوْمًا بِلا وَتَرٍ فالوِرْكُ مُنْقَلِبُ ورَوَى الفَرّاءُ فيهِ الفَتْحَ أَيْضًا وقال : هو موضع العِجْسِ
وقال أَبو حنيفة : الوَرْكُ : القَوْسُ المَصْنُوعَةُ مِن وَرِكِ الشَّجَرَةِ أي عَجُزِها وقالَ غيرُه : أي أَصْلِها وأَنْشَدَ للهُذَلِي :
بِها مَحِصٌ غيرُ جافي القُوَى ... إذا مُطْىَ حَنَّ بِوَرْكٍ حُدالْ وقالَ الأَصْمَعِي : الوِرْكُ : أَشَدُّ مَوْضِع فيهِ وقالَ ابنُ حَبِيب عَنْهُ : الوِرْكُ : أَصْل القَضِيبِ وهو أَشَدُّ له ووِرْكُه أَشَدُّه
قلتُ : والهذَلِي هو أُمَيَّةُ بن أبي عائِذٍ يَصِفُ قَوْسًا وقولُه مُطْىَ : أَرادَ مُطِيَ فأسْكَنَ الحَرَكَة
والوُرُكُ بالضم وبضَمَّتَينِ : جمع وِراكٍ بالكسرِ وقد تَقَدَّمَ شَاهِدُه من قولِ زُهَيرٍ قَريبًا واقْتَصَرَ المُصَنِّفُ هنا على أَحَدِ الوَجْهَين
والوَرِكانِ بكسرِ الرّاءِ : ما يَلِي السِّنْخ مِنَ الأَصْلِ وظاهِرُ سِياقِ المُصَنِّفِ يَقْتَضِي أَنه بالفَتْحِ وهو غَلَطٌ
وكوَرِثَ هكذا في سائِرِ النُّسَخِ والصَوابُ كوَعَدَ كما في اللِّسانِ والصِّحاحِ وُرُوكًا : اضْطَجَعَ كأَنه وَضَعَ وَرِكَه على الأرضِ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ
وقَوْلُهم : هذه نَعْل مَوْرِكَةٌ كمَوعِدَةٍ ومثل مَوعِد أَيضًا عن أبي عُبَيدٍ نقلهما الجَوْهَرِيُّ . وزادَ غيرُه مَوْرُوكة : إِذا كانت من الوَرِكِ ؛ أي : مِنْ نعْلِ الخُفِّ كما في الصِّحاحِ والعُبابِ وقال بَعْضُهم إِذا كانتْ من حِيالِ الوَرِكِ
وقال أَبو عَمْرو : المِيرَكَةُ كمِيجَنَة تكُونُ بَيْنَ يَدَي الكُورِ يَضَعُ الرّاكِبُ عَليها رِجْله إِذا أَعْيَا وهي المِورَكةُ كمِكنسَة التّي تقدَّمَتْ ولو ذكرَها هُناكَ كان أَحْسَن والجَمع المَوارِكُ قال :
" إِذا جَرَّدَ الأَكْتافَ مَوْرُ المَوارِكِ وقال أَبو عَمْرو : الإِيراكُ من قوْلِهِم : هُوَ مُورِكٌ في هذِه الإِبِل كمُحْسِن أي : ليسَ له مِنْها شيءٌ وهو مَجَازٌ
ومنَ المَجازِ : التَّوْرِيكُ في اليَمِينِ قالَ إِبْراهِيمُ النَّخَعِيّ : هو نِيَّةٌ يَنْوِيها الحالِفُ غَيرَ ما نَوَاهُ مُستَحْلِفُه وبه فسَّرَ قولَ الرَّجُلِ يُستَحْلَفُ إِنْ كانَ مَظْلُومًا فوَرَّكَ إِلى شيء جَزَى عنه التَّوْرِيكُ وإِنْ كانَ ظالِمًا لم يَجْزِ عنه التَّوْرِيكُ
والوَرِكَةُ كفَرِحَةٍ : رَمْلَةٌ باليَمامَةِ غَرِبيَّها وقال نَصْرٌ : مَوْضعٌ باليَمامَةِ عند الغُزَيْزِ . ماء لتَمِيمووَركانُ : مَحَلَّةٌ بأَصْفَهانَ منها عائِشَةُ بنت الحَسَنِ بنِ إِبْراهِيمَ العالِمَةُ الواعِظَة عن أبي عبدِ اللِّه مُحَمَّدِ بنِ إِسْحاقَ بنِ مَنْدَه وعَنْها أمُّ الرضَي ضَوْءُ بنتُ مُحَمَّدِ بنِ عَلي الحبّالِ ماتت سنة 495
والوَرْكاءُ : الأَلْيانَةُ من النِّساءِ كالوَرَكانَة وهذه بالتَّحْرِيكِ كما قَيَّدَه الصّاغاني وسِياقُ المُصَنِّف يَقْتَضِي أَنّه بالفَتْحِ
قالَ والوَرْكاءُ : مَوْلِدُ إِبْراهِيمَ الخَلِيل صَلّى اللّه عليهِ وسَلَّم
ومن المَجازِ القَوْمُ عَلىَ وَرْكٌ واحِدٌ بالفَتْحِ وككَتِف أي : إلْبٌ واحِدٌ نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ والصّاغاني
وقالَ الفَرّاءُ : يُقال : إِنّ عِنْدَه لوَرْكَى خَبَرٍ كسَكْرَى ويُكْسر أي : أَصْلُ خَبَر نقَلَه الصّاغانيُ
ومما يستدرك عليه : تَوَرَّكَ على دابَّتِه : إِذا وَضَعَ عليها وِرْكَه فنَزَلَ بجزمِ الرّاءِ
ووَرَكَ وَرْكًا : اعْتَمَدَ على وَرِكِه
وتَوَرَكَّ الرَّجُلُ الرَّجَلَ : اعْتَقَلَه برِجْلِه فصَرَعَه
وقالَ ابنُ الأعْرابِي : ما أحْسَنَ رِكَتَه ووُرْكَة من التَّوَرُّكِ
والتَّوْرِيكُ عَلَى الدَّابَّةِ كالتَّوَركِ
وقالَ الأَصْمَعِي : وَرَّكَت الإِبِل تَوْرِيكًا أَي : جاوَزَته
وقولُ زُهَيرٍ : ووَرَّكْنَ بالسُّوبانِ إلخ يُقال : وَرَّكَت الإِبِلُ مَوْضِعَ كذا : إِذا خَلَّفَتْهُ وراءَ أَوْراكِها ويُقال : وَرَّكْنَ : أي عَدَلْنَ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ
ووَرَّكَ عليه السَّيفَ : حَمَلَه قالَ ساعَدَةُ :
" فَوَرَّكَ لَينًا لا يُثَمْثِمُ نَصْلُه
" إِذا صابَ أَوْساطَ العِظامِ صَمِيمُ أَرادَ : نَصْلُه صَمِيم أي : يُصَمِّمُ في العَظْمِ ومعنى وَرَّكَ لَينًا أي : أمالَه للضَّربِ حَتّى ضَرَبَ بهِ يعني : السَّيفَ وهو مجاز
ووَرَّكَ في الوادِي : إِذا عَدَلَ فيهِ وذَهَبَ
وفي المَثَلِ : كوَرِكٍ على ضِلَعٍ وقد جاءَ ذِكْره في الحَدِيث ثمَّ ذَكَرَ فِتْنَةً تَكُونُ فقال : ثُمَّ يَصْطَلِحُ النّاسُ عَلَى رَجُلٍ كوَرِكٍ على ضِلَعٍ أي يَصْطَلِحُوِنَ على أَمْرٍ واهٍ لا نِظامَ له ولا اسْتَقَامَةَ لأنَّ الوَرِكَ لا يَستَقِيمُ على الضِّلَعِ ولا يَتَرَكَّبُ عليهِ لاخْتِلافِ ما بَينَهُما وبُعْدِه
ومن المَجازِ : الوَرِكُ من السَّفِينَةِ : موضِعُ الاسْتِيامِ يُقال : قَعَدَ المَلاّح على وَرِكِ السَّفِينَةِ
وهو مَوْرُوكٌ في هذه الإِبِلِ : مثل مُورِكٍ كمُحْسِن عن أبي عَمْرو
ونامَ مُتَوَرِّكًا : مُتَّكئًا على أَحدِ وَرِكَيهِ
وعُمَرُ بنُ حَفْصٍ الوَرْكِيُ : مُحَدِّثٌ مَنْسوبٌ إِلى وَرْكَةَ وهي قَريَة بُبَخَارى