" حَثَّهُ " يَحُثُّهُ حَثّاً إِذا أَعْجَلَهُ في اتِّصَالٍ وقيل : هو الاسْتِعْجَالُ ما كان . وحثَّه " علَيْه واسْتحَثَّهُ " اسْتِحْثاثاً " وأَحثَّهُ " إِحْثَاثاً " واحْتَثَّهُ " احْتِثَاثاً " وحثَّثَهُ " تَحْثِيثاً " وحَثْحَثَهُ " حَثْحَثَةً كلُّ ذلك بمعنَى " حَضَّهُ " عليه ونَدَبَه له وإِليه وهذا ظاهرٌ في كَوْنِ الحَثِّ والحضِّ مُتَرَادِفَيْنِ . وزعم الحَرِيريّ أَنَّ بَيْنَهُمَا فَرْقاً وأَنَّ الحَثَّ في السَّيْرِ والحَضَّ في غيرِه ونقله عن الخليل . قالَهُ شيخُنا . ويقال : حَثَّثَ فُلاناً " فاحْتَثَّ لازِمٌ مُتَعدٍّ " قال ابن جِنّي : أَما قولُ تأَبَّطَ شَرّاً :
كأَنَّمَا حَثْحَثُوا حُصّاً قَوادِمُه ... أَو أُمَّ خِشْفٍ بذِي شَثٍّ وطُبَّاقِ
إِنه أَرادَ حَثَّثُوا فأَبْدل من الثَّاءِ الوُسطَى حاءً فمردودٌ عندنا قال : وإِنما ذَهَب إِلى هذا البَغْدَادِيّون قال : وسأَلتُ أَبا عليٍّ عن فَساده فقال : العِلَّةُ أَنّ أَصلَ البَدَلِ في الحُروفِ إِنما هو فيما تَقَارَبَ منها وذلك نحو الدّال والطّاء والتّاء والظّاءِ والذّال والثاءِ والهاءِ والهمزة والميمِ والنُّون وغير ذلك مما تَدَانَتْ مَخارِجُه وأَما الحاءُ فبعيدةٌ من الثاء وبينهما تَفَاوُتٌ يَمْنَعُ من قَلْبِ إِحداهُمَا إِلى أُخْتِها كذا في اللسان . وأَشار له شيخُنَا مُخْتَصِراً ونُقِلَ القَلْبُ عن ابن القَطّاع في كتاب الأَبْنِيَةِ . " والحُثْحُوثُ " بالضمّ " : الكَثِيرُ " عن أَبي عَمْرٍو . هو أَيْضاً " السَّرِيعُ " ما كان . الحُثْحُوثُ " : المُنْكَرَةُ من المِعْزَى " . نقله الصاغانيّ . الحُثْحُوثُ " : الحَضُّ كالحَثِّ " بالفتح . " والحِثِّيثَي " بالكسر وفي الصّحاحِ : الحِثِّيثَي : الحَثُّ وكذلك الحُثْحُوثُ . قال ابنُ سِيدَه : الحُثْحُوثُ : " الكَتِيبَةُ " أُرَى . " والحَثُوثُ " كصَبُورٍ " : السَّرِيعُ كالحَثِيثِ " رجل حَثِيثٌ وحَثُوثٌ : حادٌّ سَرِيعٌ في أَمْرِهِ كأَنّ نَفْسَه تَحُثُّه . وَولَّي حَثِيثاً أَي مُسْرِعاً حَرِيصاً وقومٌ حِثَاثٌ . وامرأَة حَثِيثَةٌ في موضعِ حَاثَّةٍ . وَحَثِيثٌ في موضعِ محْثُوثَة قال الأَعْشي :
تَدَلَّى حَثِيثاً كَأَنَّ الصِّوَا ... رَ يَتْبَعُه أَزْرَقِىٌّ لَحِمْ شَبَّه الفَرَسَ في السُّرْعَةِ بِالبَازِيّ . " والحَثْحَاثِ " بالفَتْح معطُوفٌ على ما قَبْلَهُ . يقال : خِمْسٌ حَثْحَاثٌ وحَذْحَاذٌ وقَسْقَاسٌ كلّ ذلك : السَّيْرُ الذي لا وَتِيرَةَ فيه وقَرَبٌ حَثْحَاثٌ وثَحْثَاحٌ وحَذْحَاذٌ ومُنَحِّبٌ أَي شديد وقَرَبٌ حَثْحَاثٌ أَي سريع ليس فيه فُتُورٌ وخِمْسٌ قَعْقَاعٌ وحَثْحَاثٌ إِذا كانَ بَعِيداً والسَّيرُ فيهِ مُتْعِباً لا وَتِيرَةَ فيه أَي لا فُتُورَ فِيه . لا يَتَحَاثُّونَ على طَعَامِ المسْكِينِ " التَّحَاثُّ : التَّحَاضُّ " أَي لا يَتَحاضُّون . والتَّقْوَى أَفْضَلُ ما تَحَاثَّ الناسُ عليه وتَدَاعَوْا إِليْه . ما ذُقْتُ حَثَاثاً ولا حِثَاثاً أَي ما ذُقْتُ نَوْماً و " ما اكْتَحَلَ حَثَاثاً بالفَتْحِ " قال أَبو عُبَيْدةَ : هو أَصحُّ " وبالكَسْرِ " رأْىُ الأَصمعيِّ وأَورَدَهُما ثَعْلَبٌ معاً ونقلَ الكسْرَ عن الفَرّاءِ قال شيخُنَا : ونَسَبُوا الفَتْحَ إِلى أَبي زَيْد أَيضاً أَي " ما نَامَ " أَنشد ثعلبٌ :
وللهِ ما ذَاقَتْ حَثَاثاً مَطِيَّتِي ... ولاذُقْتُه حتى بَدَا وَضَحُ الفَجْر وقد يُوصَفُ به فيقال : نَوْمٌ حِثَاثٌ أَي قليل كما يقال : نَوْمٌ غِرَارٌ وما كُحِلَتْ عيني بحَثاث أَي بنَوْمٍ وقال " الزُّبَيْر " الحَثْحَاثُ والحُثْحُوثُ : النَّوْمُ وأَنشد :
" ما نِمْتُ حُثْحُوثاً ولا أَنامُهُ
" إِلاّ على مُطَرَّدٍ زِمَامُهُ وقال زَيْدُ بنُ كَثْوَةَ : ما جَعَلْتُ في عيْنِي حِثَاثاً عند تَأْكِيدِ السَّهَرِ . وحَثَّثَ الرَّجُلُ : نامَ . وقال ابنُ دُرُسْتَوَيْه : الحَثَاثُ : النَّومُ الحَثِيثُ أَي الخَفِيفُ فمن كسرَ الحَاءَ شَبَّهَه بالغِرَارِ وهو القَلِيلُ من النَّوْمِ ومن فَتَحَه شَبَّهَه بالغَمَاضِ وَالذَّوَاقِ واللَّمَاجِ ؛ لأَنَّهَا أَسماءُ القَلِيلِ من الأَكْلِ والشُّرْبِ والنَّوْمِ قال : وروى عن أَعْرابِيِّ أَنه قال : الحَثَاثُ : القَلِيلُ من الكُحْلِ وهو عند غيرِه : القَلِيلُ من النَّوْمِ وكذلك في نَوادِر اللِّحْيانّي ونقلَ عن الفِهْرِيّ : الحَثَاثُ : البَرُودُ وهو الكُحْلُ ونقلَه ابنُ هِشَامٍ اللَّخْمِيّ وسَلَّمه ونقل ابنُ خَالَويْه ما يُخَالفه . " والحُثُّ بالضمّ : حُطَامُ التِّبْنِ " وهو ما تَكَسَّر منه . الحُثُّ أَيضاً : " المُتَرَقْرِقُ " هكذا في نسختنا وفي اللّسان : المدْقُوق من كُلِّ شْيءٍ وفي التَّكْمِلَة : الخَفِيّ المُتَفَرِّقُ " من الرَّمْلِ والتُّرَابِ " وليس بطِينَةٍ صَمِغَةٍ " أَو اليَابِسُ " الغَلِيظُ " الخَشِنُ من الرَّمْلِ " وأَنشد الأَصمعيّ :
" حتّى يُرَى في يَابِسِ الثَّرْياءِ حُثّْ
" يَعْجِزُ عن رِيّ الطُلَيِّ المُرْتَغِثْهكذا أَنشده ابنُ دُريْد عن عبدِ الرّحمن بن عبدِ الله عن عمّه الأَصمعيّ . الحُثُّ " : الخُبْزُ القَفَارُ " عن أَبي عُبَيْد . " ومَا لَمْ يُلَتَّ من السَّوِيقِ " يقال : سَوِيقٌ حُثٌّ أَي ليس بِدَقِيقِ الطَّخْنِ وقيل : غيرُ مَلْتُوت وكُحْلٌ حُثٌّ مِثلُهُ وكذلك مِسْكٌ حُثٌّ وأَنشد ابنُ الأَعْرابيَ
" إِنَّ بأَعْلاكِ لَمِسْكاً حُثّاً " وحَثْحَثَ " المِيلَ في العَيْنِ " : حرَّكَ " . والحَثْحَثَةُ : الحَرَكَةُ المُتَدَارِكةُ يقال : حَثْحَثُوا ذلك الأَمَر ثمّ تَرَكُوهُ أَي حَرَّكُوه . وحَيَّةٌ حَثْحَاثٌ ونَضْنَاضٌ : ذو حرَكَةٍ دَائِمة وفي حَدِيث سَطِيح
" كأَنَّما حُثْحِثَ مِنْ حِضْنَيْ ثَكَنْ أَي حُثَّ وأُسْرِعَ . حَثْحَثَ " البَرْقُ : اضْطَرَبَ " وخَصّ بعضُهم به اضطرابَ البَرْقِ " في السَّحابِ " وانْتِخَالَ المَطَرِ أَو البَرَدِ أَو الثَّلْجِ من غيرِ انْهِمَارٍ . " والأَحَثُّ : ع " في بلادِ هُذَيْلٍ ولهم فيه يومٌ مَشْهُورٌ قال أَبو قِلابَةَ الهُذَلِيّ :
يا دارُ أَعْرِفُهَا وَحْشاً مَنَازِلُها ... بَيْنَ القَوَائِمِ مِن رَهْطٍ فأَلْبَانِ
فدِمْنَةٍ برُحَيَّاتِ الأَحَثِّ إِلى ... ضَوْجَىْ دُفَاقٍ كسَحْقِ المَلْبَسِ الفانِي ومما يستدرك عليه : الحِثَاثَةٌ بالكسر : الحَرُّ والخُشُونَةُ يَجِدُهُمَا الإِنْسَانُ في عَيْنَيْهِ قال راوِيَةُ أَمالِي ثَعْلَب : لم يَعْرِفُهَا أَبو العَبّاس . وتَمْرٌ حٌثٌّ : لا يَلْزَقُ بعضُهُ بِبَعْضٍ عن ابن الأَعْرَابِيّ قال : وجاءَنَا بِتَمْرٍ فَذِّ وفَضٍّ وحُثٍّ أَي لا يَلْزَقُ بعضُه بِبَعْضٍ . وفَرَسٌ جَوادُ المَحَثَّةِ أَي إِذا حُثَّ جاءَه جَرْىٌ بعدَ جَرْىٍ . وحُثَّ الرَّجُلُ بالضّم : لُغَةٌ في جُثَّ بالجيم أَي ذُعِر فهو مَحْثُوثٌ : مَذْعُور . والحِثَاثُ ككِتَابٍ : مَوضِعٌ من أَعْرَاضِ المدِينَةِ . والحُثُّ بالضَّمّ : من مَنَازِل بَني غِفَارٍ بالحِجَاز
" الحَوْثُ . عِرْقُ الحَوْثَاءِ لِلْكَبِدِ " عن النّضْر وقيل : الكَبِدُ " وما يَلِيها " قال الرّاجز :
" إِنّا وَجَدْنَا لَحْمَهُ طَرِيَّا
" الكِرْشَ والحَوْثاءَ والمَرِيَّا أَوْقعَ بهِم فلانٌ ف " تَرَكهم حَوْثَ بَوْثَ وحَيْثَ بَيْثَ " بالوَاو وبالياءِ " وحِيثَ بِيثَ " بكسر أَوّلِهما مبنِيّات على الفَتْح في الكُلّ " وحاثِ باثِ " مبنيّان على الكسْرِ " وحَوْثاً بَوْثاً " بالتّنوين " : إِذا فَرَّقَهُمْ وبَدَّدَهُم " . وتَرَكَهُم حَوْثاً بَوْثاً أَي مُختِلفِين . وحاث باثِ - مبنيّانِ على الكسر - : قُمَاشُ النّاسِ . وقال اللِّحْيانيّ : تَرَكْتُه حاثِ باثِ . ولم يُفَسِّرْه . قال ابنُ سِيدَه : وإِنْمَا قَضَيْنَا على أَلفِ حاثِ أَنّهَا مُنْقَلِبَةٌ عن الواو وإِن لم يَكُنْ هُنَالك ما اشْتُقَّتْ منه لأَنَّ انْقِلابَ الأَلِفِ إِذا كانتْ عيْناً عن الوَاوِ أَكْثَرُ من انقِلابِهَا عن اليَاءِ . وروى الأَزْهَرِيّ عن الفراءِ قال : معنَى هذه الكلمات : إِذا أَذْلَلْتَهُم ودَقَقْتَهُم . وقال اللِّحْيَانيّ : معناهُ إِذا تَرَكْتَهُ مُخْتَلِطَ الأَمْرِ فأَمَّا حاثِ باثِ فإِنه خَرَجَ مَخْرَجَ قَطَامِ وحَذَامِ وأَما حِيثَ بِيثَ فإِنّه خَرَجَ مَخْرَجَ حِيصَ بِيصَ . وعن ابنِ الأَعْرَابِيّ . يقالُ : تَرَكْتُهُم حاثِ باثِ إِذا تَفَرَّقُوا قال ومِثْلُهُمَا في الكلام مُزْدَوِجاً : خاقِ باقِ وهو صوْتُ حَرَكَةِ أَبِي عُمَيْرٍ في زَرْنَبِ الفَلْهَمِ قال : وخَاشِ ماشِ : قُماشُ البَيْتِ وخَازِبَازِ : وَرَمٌ وهو أَيضاً صَوْتُ الذُّبابِ وتركتُ الأَرضَ حاثِ باثِ إِذا دَقَّتْهَا الخَيْلُ . قد " أَحاثَ الأَرْضَ واسْتَحاثَها : أَثَارَهَا " وأَحَاثَتْهَا الخَيْلُ وأَحَثْتَ الأَرْضَ وأَبَثْتُهَا . وقال الفرّاءُ : أَحْثَيْتُ الأَرْضَ وأَبْثَيْتُهَا فهي مُحْثَاةٌ ومُبْثَاةٌ وقال " غيرُه " : أَحَثْتُ الأَرْضَ وأَبَثْتُهَا فهي مُحاثَةٌ ومُبَاثَةٌ والإِحَاثَةُ والإِبَاثَةُ والاسْتِحَاثَةُ والاسْتِبَاثَةُ واحدٌ . اسْتَحَاثَ الأَرْضَ إِذا ضَاعَ شَيءٌ و " طَلَبَ ما فِيهَا " . والاستِحَاثَةُ : الاسْتِخْرَاجُ . أَحاثَ " الشَّيْءَ : حَرَّكَهُ وفَرَّقَهُ " عن ابن الأَعْرَابيّ وقوله أَنْشَدَهُ ابنُ دُرَيْدٍ :
" بِحَيْثُ نَاصَى اللِّمَمَ الكِثَاثَا
" مَوْرُ الكَثِيبِ فجَرَى وحَاثَا
قال ابنُ سِيدَه : لم يُفسِّرْه قال : وعندي أَنّه أَرادَ : وأَحَاثَا أَي فَرَّقَ وحَرَّكَ فاحْتَاجَ إِلى حَذْفِ الهَمْزَة فحَذَفهَا قال : وقد يَجُوز أَن يُرِيدَ : وحَثَاً فقَلَبَ . " وحَوْثُ " بالواو " لُغَةٌ في حَيْثُ طائِيَّة " صَرّح به شَيْخُهُ ابنُ هِشَامٍ في المغنِى أَو تَمِيمِيَّة وقال اللِّحْيَانّي : هي لُغَةُ طَيِّىٍء فقط . قال ابنُ سِيده : وقد أَعْلَمْتُك أَنّ أَصلَ حَيْثُ إِنّمَا هُو حُوْثُ على ما نَذْكُره في تَرْجَمَةِ حيث ومن العَرَبِ من يَقُول : حَوْثَ فيفتح رواه اللِّحْيَانيّ عن الكِسَائِيّ كما أَنّ منهم من يقول : حَيْثَ رَوى الأَزْهَرِيّ بإِسْنَادِه عن الأَسوَدِ . قال : سَأَلَ رَجُلٌ ابنَ عُمَرَ : كيْفَ أَضَعُ يَدَيَّ إِذا سَجَدْتُ ؟ قال : ارْمِ بِهِمَا حَوْثُ وَقَعَتَا . قال الأَزْهَرِيّ : كذا رَوَاهُ لَنَا وهي لغةٌ صحِيحَةٌ حَيْثُ وحَوْثُ : لُغَتَان جَيِّدتانِ والقرآنُ نزلَ باليَاءِ وهي أَفصحُ اللُّغَتَيْنِ . " والحَوْثاءُ : المرأَةُ السَّمِينَةُ " التَّارَّةُ وسيأْتي في الخَاءِ المعجمةِ فيما بعدُ . " والحُوثَةُ بالضّمّ اسمٌ " نقله الصاغَانيّ
ومما يستدرك عليه : حُوثُ بالضَّمّ : قَريةٌ من بِلاد عَبْس بالقُرْبِ من تَعِزّ منها عبدُ الله بنُ محمَّدِ بنِ أَبي القَاسِمِ بنِ عَلِيِّ بنِ فَضْلِ " الله " بنِ ثَامِرٍ العَكِّيّ الفَزارِيّ العَبْسِيّ الحَنَفِيّ ويعرف بالنَّجْرِيّ أَحَدُ العُلَمَاءِ المَشْهُورِين ترجمه السَّخَاوِيّ في الضَّوْءِ