السِّمْحاق كقِرْطاسٍ ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ في " سحق " على أَن المِيمَ زائِدَةٌ وهي : قِشْرَةٌ رَقِيقَة فوقَ عَظم الرَّأْسِ كما في العُبابِ وفي التّهذِيبِ : جِلْدَةٌ رَقِيقَة فَوْقَ قِحْفِ الرَّأس وبِها سُمِّيَتِ الشَّجَّةُ إِذا بَلَغَتْها سِمْحاقاً . وقِيلَ : السِّمْحاقُ من الشِّجاج : الَّتِي بَلَغَت السحاةَ بَيْنَ العَظْم واللّحم وتِلْكَ السَّحاة تسَمى السِّمْحاقَ وقِيلَ : السِّمْحاقُ : الجِلْدَةُ الَّتِي بينَ العَظْم وبَيْنَ اللَحْم فوقَ العَظْم ودُونَ اللحم ولِكُلِّ عَظْم سِمْحاقٌ وقِيلَ : هي الشَّجَّةُ التي تَبْلُغُ تِلْكَ القِشْرَةَ حتى لا يَبْقَى بينَ اللَّحْم والعَظْم غَيْرها
والسُّمْحُوقُ كعُصْفُورٍ من النَّخْلِ : الطَوِيلَةُ كما في العُبابِ وقالَ اللَّيْث : السمحُوق : الطوِيلُ الدَّقِيقُ قال الأزْهَرِيُّ : ولم أَسْمَعْ هذا الحَرْفَ في بابِ الطوِيلِ لغَيْرِه
ومن المَجازِ : سَماحِيق السَّماء هي القِطَعُ الرِّقاقُ من الغَيْم على التشْبِيهِ بالقِشْرَة الرقِيقةِ
وكَذا قولهم : عَلَى ثَرْبِ الشّاةِ سَماحيقُ من شَحْم أي : شيءٌ رَقِيقٌ كالقِشْرَةِ
ومما يُسْتَدرَكُ عليه : السِّمْحاقُ بالكسرِ : أثَرُ الخِتانِ
مَحَقَه كمَنَعه يمْحَقُه مَحْقاً : أبْطَله ومَحاهُ حتّى لم يبْقَ منه شيءٌ . وقال ابنُ الأعرابي : المَحْقُ : أن يذهَبَ الشيءُ كُلُّه حتى لا يُرَى منه شَيءٌ . قال الله تعالى : ( ويمْحَقَ الكافِرِين ) أي : يسْتأصِلهم ويُحْبِط أعمالَهم . كمحَّقَه تمْحيقاً للمُبالَغَة . ومنه قراءَةُ عبدِ الله بن الزُبَير رضي الله عنهما ( يُمَحِّقُ اللهُ الرِّبا ويُرَبِّي الصّدَقات ) من التّمْحيقِ والتّربيَةِ فتمحَّق وامْتَحَق وامّحَق كافْتَعَل أي : انتقَصَ وبَطَل . وقال أبو زيْد : مَحَق الله تعالى الشيءَ مَحْقاً : ذهَب ببَركَتِه وخيْرِه ورَيْعِه كأمْحَقَه في لُغيّةٍ رَديئة وأبى الأصمعيُّ إلا مَحَقه . ومن المَحْقِ الخفيِّ النّخْلُ المُتقارِبُ قال ابنُ سيدَه : المَحْقُ : النّخْلُ المُقارَبُ بيْنه في الغَرْس . ومَحَق الحَرُّ الشيءَ مَحْقاً : أحْرَقَه وأهْلَكَه فامْتَحَق . والمَحاقُ مُثلَّثة واقتَصر الصاغانيّ على الضمِّ والكسْرِ كالأزْهَريّ وابنِ سيدَه : آخِرُ الشّهْرِ إذا امَّحَقَ الهِلالُ فلم يُر عن ابنِ سيدَه وأنشد :
أتَوْني بها قبْلَ المُِحاق بلَيْلَةٍ ... فكانَ مُِحاقاً كُلَّه ذلِك الشّهرُ وأنشد الأزهريُّ :
يزْدادُ حتّى إذا ما تمّ أعْقَبَه ... كرُّ الجَديدَيْن منه ثمّ يَمَّحِقُ أو ثَلاثُ لَيالٍ من آخِرِه وفيها السِّرارُ : وهو قولُ أبي عُبَيْدٍ وابنِ الأعْرابيّ وإليه مالَ الزّمَخْشَريّ والصاغانيّ . أو أن يَسْتَسِرَّ القَمَر ليْلَتَيْن فلا يُرَى غُدْوَةً ولا عشيّة وهو قولُ ابنِ الأعرابيّ . ومنهم من جعَل لياليَ المُحاق ليلة خمْس وسِتٍّ وسبْعٍ وعشرين ؛ لأنّ القَمَر يطلع وهذا قولُ الأصمعيّ وابنِ شُمَيل وإليه ذَهَب أبو الهَيثَم والمُبَرِّدُ والرِّياشيُّ . قال الأزهري : وهو أصحُّ القَوْلَيْن عِنْدي . وقال ابنُ الأعرابي : سُمِّي به لأنّه طلَع مع الشّمْس فمَحَقَتْه فلم يَرَه أحد . ومن المجاز : نصْلٌ مَحيقٌ كأميرٍ : أي مُرَقَّقٌ مُحَدّدٌ كأنّه مُحِقَ لفَرْطِ رِقّتِه ولُطْفه . وكذلك قرْنٌ مَحيقٌ : إذا دُلِكَ فذَهَب حدُّه ومَلُس . قال المُفضَّلُ النُّكْريّ :
يُقلِّب صَعْدَةً جرْداءَ فيها ... نَقيعُ السَّمِّ أو قرْنٌ مَحيقُ قال الجوهريّ : فَعيلٌ من مَحَقه . وأما قولُ ابنِ دُريد إنّه مَفْعولٌ فبَعيدٌ كما في الصِّحاح . ويومٌ ماحِقُ الحَرّ : أي شَديدهُ لأنّه يمْحَقُ كلّ شيءٍ ويُحْرِقه . وقال الأصمعيّ : يُقال : جاءَ في ماحِقِ الصّيْفِ أي : في شِدّة حرِّه . قال ساعِدةُ بنُ جُؤَيّة الهُذَلي يصِف الحُمُر :
ظلّتْ صَوافِنَ بالأرْزانِ صاوِيَةً ... في ماحِقٍ من نَهارِ الصّيْفِ محْتَدِمِ وأمْحَقَ : هلَكَ كمِحاقِ الهِلالِ وهو قولُ أبي عمْرو قال : الإمْحاقُ : أن يهْلِكَ المالُ أو الشّيءُ كمُحاقِ الهِلاث . ومنه قولُ سَبْرةَ بنِ عمْرو الأسَديّ يهجو خالدَ بنَ قَيْس :
أبوكَ الذي يكوِي أنوفَ عُنوقِهِ ... بأظفاره حتى أنَسّ وأمحَقا
ومحّق فُلانٌ بفُلان تمْحيقاً وذلِك أنّهم في الجاهِليّة إذا كان يومُ المِحاق من الشّهْرِ بدَر الرّجُلُ الى ماءِ الرّجُل إذا غابَ عنْه فينزِل عليه ويسْقي به مالَه فلا يَزالُ قيِّمَ الماءِ ذلكَ الشّهْرَ حتّى ينسلِخَ فإذا انْسَلَخ كان ربُّه الأوّلُ أحَقَّ به فذلِك يُدْعى عندهم المَحيقَ كأميرٍ . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : الأمْحاق : جمعُ المَحْقِ . قال رؤبةُ :
" بلالُ يا بْنَ الأنْجُمِ الأطْلاقِ
" لسْنَ بنَخْساتٍ ولا أمْحاقِ وشيءٌ مَحيقٌ : ممْحوقٌ . وهذا الشيءُ مَمْحقَةٌ للبركَة مَفْعلةٌ من المَحْقِ أي : مظِنّةٌ له ومَحْراةٌ به . وامْتِحاقُ القمرِ : احتِراقُه وهو أن يطلُع قبل طُلوعِ الشّمْسِ فلا يُرَى يفْعَلُ ذلِك ليلَتيْن من آخِر الشهرِ . ومُحِق الرّجُلُ كعُنِيَ وامّحَق كافْتَعل : قارب الموت . وأما قول رؤبة :
" وَفْقُ هِلالٍ بينَ ليْل وأُفُقْ
" أمسى شَفَى أو خَطُّه يومَ المحَقْ فإنّه يُريدُ المِحاقَ في آخرِ الشّهْرِ حينَ دقَّ وصَغُرَ . وامْتَحَق النّباتُ : يبِسَ واحْترَق بشدّةِ الحرِّ . والانْمِحاقُ : الانْمِحاءُ والانْسِحاق . وأمْحق القمرُ : دخل في المِحاق . والمَحقَةُ مُحرّكةً : الهَلَكة . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : م خ ق
الحَقُّ : من أسماء اللهِ تَعالَى أو من صفاتِه قالَ ابنُ الأثِيرِ : هو المَوجُودُ حقيقةً المُتحَققُ وجُودُه وإلهِيته وقال الراغِبُ : أصلُ الحَقِّ : المُطابقةُ والمُوافَقَة كمُطابَقَةِ رِجلِ الباب في حُقهِ لدَوَرانِه على الاستِقامَةِ والحَقًّ : يقالُ لمُوجدِ الشيءَ . بحَسَب ما تَقْتَضِيه الحِكمَةُ ولِذلِكَ يُقال : فِعلُ اللهٍ كُله حَق وللاعْتقادِ في الشيء التطابِقِ لما عَلَيه ذلِكَ الشَّيء في نَفْسِه نحو : اعتَقادُ زَند في البَعثِ حَق وللفِعل والقَولِ الواقِع بِحَسَب ما يَجِبُ وقَدر ما يَجِبُ في الوَقتِ الَّذِي يَجِبُ نحو : فِعلك حَق وقولُكَ حَق . والحَق : القُرآنُ قاله أبو إسحاقَ في قَولِه تَعالَى : " ولا تَلْبسُوا الحَق بالباطل " قال : الحَق : أَمرُ النبِي صَلَّى اللهُ عليه وسَلمَ وما جاء بهِ من القُرْآن وكذلِكَ قالَ في قَوْلِه تَعالى : " بَل نَقْذِفُ بالحَقِّ عَلَى الباطِل " . والحَق : خِلاف الباطِل جَمعُه : حُقُوق وحقاقٌ وليسَ له بِناءُ أَدنَى عدَد . والحَقُّ : الأمرُ المقتضى المَفعُول وبه فُسرَ قولُه تعالى : " ما نُنَزلُ المَلائِكَةَ إلا بالحَقِّ " ويبَيِّنُ ذلِكَ قولُه تَعالى : " ولو أَنْزَلنا مَلَكاً لقُضىَ الأمرُ " . والحَق : العَدلُ . والحَقُّ : الإسلام وبه فُسر قولُ عُمَرَ - رضِي الله عنه - لمّا طُعِنَ أوقِظَ للصلاةِ فقالَ : الصَّلاةُ واللهِ إذَنْ ولا حَق أي : لاحظَّ في الإسلام لمَن تَرَكها . والحَقُّ : المالُ . والحق : المِلْكُ بكسرِ الميم . والحَق : المَوْجُودُ الثابِتُ الذي لا يَسُوغُ إِنْكارُه . والحَقُّ : الصِّدقُ في الحَدِيثِ . والحَقُّ : المَوْتُ وبه فُسِّرَ قولُه تَعالى : " وجاءَتْ سَكْرَةُ المَوْت بالحَقِّ " كما في العُبابِ والمَعْنى : جاءَت السَّكْرَة التي تَدُلُّ الإِنْسانَ أَنَّه مَيِّت بالحَقِّ أَي : بالمَوْتِ الذي خُلِقَ له قالَ ابنُ سِيدَه : ورُوىَ عن أبي بَكْرٍ رضِي اللّهُ عنه : وجاءَتْ سَكْرَةَ الحَقِّ بالمَوْتِ والمَعْنى واحِد . والحَقُّ : الحَزمُ وبه فَسرَ الشّافِعيًّ - رضِي اللهُ عنه - قَوْلَ النبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلًّمَ : ما حَقًّ امرِئ مُسلِم أَنْ يَبِيتَ لَيْلَتَينِ إِلاّ ووصِيَّتُه عِنْدَه قال مَعْناهُ : ما الحَرمُ لامْرِئً وما المَعْرُوف في الأخلاقِ الحَسَنَةِ لامرِئ ولا الأحوَطُ إلاّ هذَا لا أَنَّه واجِبٌ ولا هُوَ من جِهَةِ الفَرْضِ وفي شَرْح العَقائدِ : الحَق عُرْفاً : الحُكْمُ المُطابِقُ للواقِع يُطلَقُ على الأقوالِ والعَقائدِ والأدْيانِ والمَذاهِبِ باعتِبار اشْتِمالِها عَلَى ذلِك ويُقابِلُه الباطِلُ وأَمَّا الصِّدْقُ فشاعَ في الأَقْوالِ فَقَط ويُقابِلُه الكَذِبُ وفُرِّقَ بينَهُما بأنَّ المُطابَقَةَ تُعْتَبَرُ في الحَقِّ من جانِبِ الواقِع وفي الصِّدق من جانِبِ الحُكْم فمَتَى صَدَق الحُكمُ صَدَقَ مطابَقَتُه للواقِع ومَعْنَى حَقِّيَّتِه : حَقِّيَّة مُطابَقَةِ الواقِع إيّاه . والحَقُّ : واحِدُ الحُقُوقِ والحَقَّةُ : أَخَص منه يُقالُ : هذِه حَقَّتِي أي : حَقِّي نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ . والحَقَّةُ أيْضاً : حَقِيقَة الأمْرِ يُقال : لمّا عَرَفَ الحَقَّةَ مِنِّي هَرَب نَقَله الجَوْهَرِي . وحَقِيقَةُ الأمْرِ : ما يَصيرُ إِليه حَقُّ الأمْرِ ووُجُوبُه يُقال : بَلَغَ حَقِيقَةَ الأمْرِ أي : يَقِينَ شَأنِه . وقولُهم : كان ذلِكَ عندَ حَقّ لِقاحِها بفَتْح الحاءَ ويُكْسَرُ أَي : حينَ ثَبَتَ ذلِكَ فيها وفي الأساس : حِينَ ثَبَتَ أنّها لاقِح وهو مَجازٌ . ويُقال : سَقَطَ فلان على حَق رأِسه وحاقّهِ أي : وَسَطِه ويُقال : جِئتُه في حاقِّ الشِّتاءَ أي : في وَسَطِه . وفي حَدِيثِ أبِي بَكْرٍ رضِي الله عنه : أنَّه خَرَج بالهاجِرَةِ إلى المَسْجِدِ فقيلَ له : ما أَخْرَجَكَ هذه الساعةَ ؟ قال : ما أَخْرَجَنِي إلا ما أَجِدُ مِنْ حَق الجُوعِ أَي : من صادِقِه ويَقُولون : رَجل واللّهِ حاقُّ الرَّجُلِ وحاق الشُّجاع وحاقَّتُهُما لا يثَنَّيانِ ولا يُجْمَعان والمَعْنَى : كامِلٌ فِيهِما أَي : صادِقُ جِنْسِه في الرجولِيَّة والشجاعَةِ ويُرْوَى حديث أَبي بكرٍ بتَخفِيفِ القافِ مِن حاقَ بهِ البلاءُ حَيْقاً وحاقاً : إذا أحْدَقَ به أَي : من اشتِمالِ الجُوع عليه ويجوز أنْ يكونَبمعنَى الحائِقِ كالشّال والنّالِ . قال ابن سيدَه : قال سِيبَوَيْهِ : قالُوا : هذا العالِمُ حَقُّ العالِم يُرِيدُون بذلِكَ التَّناهي وأَنه قد بَلَغ الغايةَ فيما يصِفهُ من الخصال قالَ : وقالُوا : هذا عَبْدُ اللّه الحَقَّ لا الباطِلَ دخلت فيه الّلامُ كدُخُولها في قولهم : أرسَلَها العراك إِلاّ أنّه قد تَسقُطُ منه فتَقُول : حَقَاً لا باطِلاً . والحاقةُ : النّازِلَةُ الثّابِتَةُ كالحَقَّةِ وقِيلَ : سُمِّيَتِ القِيامَةُ حاقة لأنَّها تَحُقُّ كلَّ إِنْسان من خَيْرٍ وشَرّ قاله الزَّجّاجُ وقالَ الفَرَّاءُ : سُمِّيت حاقَّةً لأنَّ فِيها حَواقَّ الأمُورِ والثوابَ قال الله تَعالَى : " الحَاقَّة ما الحَاقَّةُ وما أدْراك ما الحاقَةُ " أو لأنّها تَحُقُّ لكل قَوْم عَمَلَهُم وقِيلَ : تَحُقًّ كُلَّ مُحاق في دينِ الله بالباطِلِ أَي : كُل مُجادِلٍ ومخاصِمٍ وهو من قَوْلِهم : حَقَّهُ كمَدَّهَ يَحُقه حَقّاً : إذا غَلَبَه وخَصَمَه قالَ ابنُ عَباد : على الحَق ويُقال : حاقَقْته أحاقُّه حِقاقاً ومُحاقةً فحَققته أحقُّه أي : غَلَبْتُه وفَلَجتُ عليه . كأحَقَّه إِحْقاقاً نَقَلَهُ الأزهرِيُّ عن الكسِائيِّ قال : وأنْكَرَه أَبو عُبَيد . وحَقَّ الشّيءَ : أَوجْبَهَ وأثبَتَه وصارَ عندَه حَقاً لا يَشُك فيه ويُقال : يَحِقّ عليكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذا أَي : يَجبُ كأحَقَّه وحَققَه وقِيلَ : أحَقَّه : صَيًّرَه حَقاً . وحَق الطرِيقَ : ركِبَ حاقهُ أَي : وَسَطَه ومنه الحَدِيثُ أنه قالَ للنساءَ : ليسَ لَكُنَّ أنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عليكُن بحافاتِ الطَّرِيقِ . وحَق فُلاناً يَحقَّه حَقُّاً : ضَرَبَه في حاقِّ رَأسِه أي : وَسَطِه أو ضَرَبَه في حق كَتِفِه : اسم للنُّقْرَةِ التي عَلَى رأْسِ الكَتِفِ وقِيل : هو رَأس العَضُدِ الذي فيه الوابِلَةُ . وحَق الأمرُ يَحُقُّ بالضمّ وبَحِق بالكسرِ حَقةً بالفتحِ وذِكرُ الفَتح مُسْتَدرَكٌ وكذلك حَقاً وحُقوقاً كقُعُودٍ : صارَ حَقاً وثَبَتَ قال الأزهَرِي : مَعناه : وَجَبَ وُجُوباً ومنه قولُه تَعالى : " ولكِنْ حَقَّت كَلِمَةُ العَذابِ على الكافِرِينَ " أَي : وَجَبَت وثَبَتَتْ وكذلِكَ قولُه تعالَى : " لَقَد حَقَّ القَوْلُ على أَكْثَرِهِمْ " . وقالَ ابنُ درَيد : حَقَّ الأمْرُ يَحِقُّ حَقاً ويَحُقُّ : إِذا وَقَعَ بلا شَك ونص الجَمْهَرِة : وَضَحَ ولم يَكُ فيه شك لازِم مُتَعَد . وحَقَقْت حَذرَه أحُقُّه حَقاً وأحْقَقْتُه : إِذا فَعَلْت ما كانَ يَحْذَرُه نقله الصاغانِيُّ وأنْكَره الأزْهَرِي وقال : إنَّما هو أَحْقَقْت حَذَرَه لا غَيْره . وحَقَقْتُ الأمْرَ : إِذا تَحَققْته وتَيَقنته أي : وصرتَ منه عَلَى يَقِين حكاه أَبو عُبَيْدٍ . وحَقَقْتَ فُلاناً : إذا أَتَيته كأحْقَقْتَه حكاه أَبو عُبَيْدٍ أَيضاً . وقال الكِسائِي : يُقال : حُقَّ لكَ أنْ تَفْعَلَ ذا بالضَّمِّ وحَقِقْتَ أَن تفْعَلَه بمعنىً واحِد وحُق له أَن يَفْعَل كذا وهو مَحْقُوقٌ به أَي : خَلِيق وهم مَحقُوقُونَ . وقال ابن عَبّاد هو حَقِيقٌ به وحق أَي : جَدِيرٌ وخَلِيقٌ وقوله تعالَى : " حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاّ الحَقَّ " أي : أنا حَقِيقٌ بالصِّدْقِ وقرأ : نافعٌ " حَقِيقٌ عليَّ " بتشديدِ الياءَ أَي : واجِبٌ عليَّ وقال شَمرٌ : تَقُول العَرَبُ : حُق عليَّ أَن أَفْعَلَ ذَلك وحَق وإِني لمَحقُوقٌ أنْ أَفْعَلَ خَيْراً وهو حَقِيق به ومَحْقُوقٌ به أَي : خَلِيقٌ له والجَمعُ أَحِقّاءُ ومَحْقُوقُونَ وقال الفَراء : حق لَكَ أَن تَفْعَلَ ذلِك وحَقَّ وإِني لمَحقُوقٌ أنْ أَفْعَلَ كذا فإِذَا قُلْتَ : حُقَّ قلْتَ : لَكَ وإذا قُلْتَ : حَق قلتَ : عَلَيْكَ قال : وتَقول : يَحِق عليكَ أن تَفْعَلَ كذا وحُق لكَ ولم يَقُولُوا : حَقَقْتَ أن تَفْعَلَ وقوله تعالى : " وَأَذِنَتْ لرَبِّها وحُقَّتْ " أَي : وحُق لَها أَنْ تَفْعَلَ ومعنَى قَولِ من قال : حَق عليكَ أنْ تَفْعَلَ : وَجَبَ عليكَ وقالُوا : حَق أَنْ تَفعَلَ وحَقيق أَنْ تَفْعَلَ وحقِيق - في حَق وحُق - : فَعِيل بمَعْنَى مَفْعُول قالَ الشّاعِر : ى الحائِقِ كالشّال والنّالِ . قال ابن سيدَه : قال سِيبَوَيْهِ : قالُوا : هذا العالِمُ حَقُّ العالِم يُرِيدُون بذلِكَ التَّناهي وأَنه قد بَلَغ الغايةَ فيما يصِفهُ من الخصال قالَ : وقالُوا : هذا عَبْدُ اللّه الحَقَّ لا الباطِلَ دخلت فيه الّلامُ كدُخُولها في قولهم : أرسَلَها العراك إِلاّ أنّه قد تَسقُطُ منه فتَقُول : حَقَاً لا باطِلاً . والحاقةُ : النّازِلَةُ الثّابِتَةُ كالحَقَّةِ وقِيلَ : سُمِّيَتِ القِيامَةُ حاقة لأنَّها تَحُقُّ كلَّ إِنْسان من خَيْرٍ وشَرّ قاله الزَّجّاجُ وقالَ الفَرَّاءُ : سُمِّيت حاقَّةً لأنَّ فِيها حَواقَّ الأمُورِ والثوابَ قال الله تَعالَى : " الحَاقَّة ما الحَاقَّةُ وما أدْراك ما الحاقَةُ " أو لأنّها تَحُقُّ لكل قَوْم عَمَلَهُم وقِيلَ : تَحُقًّ كُلَّ مُحاق في دينِ الله بالباطِلِ أَي : كُل مُجادِلٍ ومخاصِمٍ وهو من قَوْلِهم : حَقَّهُ كمَدَّهَ يَحُقه حَقّاً : إذا غَلَبَه وخَصَمَه قالَ ابنُ عَباد : على الحَق ويُقال : حاقَقْته أحاقُّه حِقاقاً ومُحاقةً فحَققته أحقُّه أي : غَلَبْتُه وفَلَجتُ عليه . كأحَقَّه إِحْقاقاً نَقَلَهُ الأزهرِيُّ عن الكسِائيِّ قال : وأنْكَرَه أَبو عُبَيد . وحَقَّ الشّيءَ : أَوجْبَهَ وأثبَتَه وصارَ عندَه حَقاً لا يَشُك فيه ويُقال : يَحِقّ عليكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذا أَي : يَجبُ كأحَقَّه وحَققَه وقِيلَ : أحَقَّه : صَيًّرَه حَقاً . وحَق الطرِيقَ : ركِبَ حاقهُ أَي : وَسَطَه ومنه الحَدِيثُ أنه قالَ للنساءَ : ليسَ لَكُنَّ أنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عليكُن بحافاتِ الطَّرِيقِ . وحَق فُلاناً يَحقَّه حَقُّاً : ضَرَبَه في حاقِّ رَأسِه أي : وَسَطِه أو ضَرَبَه في حق كَتِفِه : اسم للنُّقْرَةِ التي عَلَى رأْسِ الكَتِفِ وقِيل : هو رَأس العَضُدِ الذي فيه الوابِلَةُ . وحَق الأمرُ يَحُقُّ بالضمّ وبَحِق بالكسرِ حَقةً بالفتحِ وذِكرُ الفَتح مُسْتَدرَكٌ وكذلك حَقاً وحُقوقاً كقُعُودٍ : صارَ حَقاً وثَبَتَ قال الأزهَرِي : مَعناه : وَجَبَ وُجُوباً ومنه قولُه تَعالى : " ولكِنْ حَقَّت كَلِمَةُ العَذابِ على الكافِرِينَ " أَي : وَجَبَت وثَبَتَتْ وكذلِكَ قولُه تعالَى : " لَقَد حَقَّ القَوْلُ على أَكْثَرِهِمْ " . وقالَ ابنُ درَيد : حَقَّ الأمْرُ يَحِقُّ حَقاً ويَحُقُّ : إِذا وَقَعَ بلا شَك ونص الجَمْهَرِة : وَضَحَ ولم يَكُ فيه شك لازِم مُتَعَد . وحَقَقْت حَذرَه أحُقُّه حَقاً وأحْقَقْتُه : إِذا فَعَلْت ما كانَ يَحْذَرُه نقله الصاغانِيُّ وأنْكَره الأزْهَرِي وقال : إنَّما هو أَحْقَقْت حَذَرَه لا غَيْره . وحَقَقْتُ الأمْرَ : إِذا تَحَققْته وتَيَقنته أي : وصرتَ منه عَلَى يَقِين حكاه أَبو عُبَيْدٍ . وحَقَقْتَ فُلاناً : إذا أَتَيته كأحْقَقْتَه حكاه أَبو عُبَيْدٍ أَيضاً . وقال الكِسائِي : يُقال : حُقَّ لكَ أنْ تَفْعَلَ ذا بالضَّمِّ وحَقِقْتَ أَن تفْعَلَه بمعنىً واحِد وحُق له أَن يَفْعَل كذا وهو مَحْقُوقٌ به أَي : خَلِيق وهم مَحقُوقُونَ . وقال ابن عَبّاد هو حَقِيقٌ به وحق أَي : جَدِيرٌ وخَلِيقٌ وقوله تعالَى : " حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاّ الحَقَّ " أي : أنا حَقِيقٌ بالصِّدْقِ وقرأ : نافعٌ " حَقِيقٌ عليَّ " بتشديدِ الياءَ أَي : واجِبٌ عليَّ وقال شَمرٌ : تَقُول العَرَبُ : حُق عليَّ أَن أَفْعَلَ ذَلك وحَق وإِني لمَحقُوقٌ أنْ أَفْعَلَ خَيْراً وهو حَقِيق به ومَحْقُوقٌ به أَي : خَلِيقٌ له والجَمعُ أَحِقّاءُ ومَحْقُوقُونَ وقال الفَراء : حق لَكَ أَن تَفْعَلَ ذلِك وحَقَّ وإِني لمَحقُوقٌ أنْ أَفْعَلَ كذا فإِذَا قُلْتَ : حُقَّ قلْتَ : لَكَ وإذا قُلْتَ : حَق قلتَ : عَلَيْكَ قال : وتَقول : يَحِق عليكَ أن تَفْعَلَ كذا وحُق لكَ ولم يَقُولُوا : حَقَقْتَ أن تَفْعَلَ وقوله تعالى : " وَأَذِنَتْ لرَبِّها وحُقَّتْ " أَي : وحُق لَها أَنْ تَفْعَلَ ومعنَى قَولِ من قال : حَق عليكَ أنْ تَفْعَلَ : وَجَبَ عليكَ وقالُوا : حَق أَنْ تَفعَلَ وحَقيق أَنْ تَفْعَلَ وحقِيق - في حَق وحُق - : فَعِيل بمَعْنَى مَفْعُول قالَ الشّاعِر :" قَصِّر فإنَّكَ بالتَّقْصِيرِ مَحْقُوقُ يُقال للمَرْأَةِ : أنْتِ حَقِيقَةٌ لذلِكَ يَجعَلونَه كالاسْم وأنْتِ مَحْقُوقةٌ لذلِك وأنْتِ مَحْقُوقة أَنْ تَفْعَلِي ذلِكَ وأمّا قولُ الأعْشَى :
وإِنَّ امْرَأَ أَسْرَى إليكِ ودُونَه ... من الأرضِ مَوْماةٌ ويَهْماءُ سمْلَق
لمَحْقُوقةٌ أَنْ تَستَجِيبِي لصَوْتِه ... وأَنْ تَعلَمِي أَن المعانَ مُوَفقُ فإنه أَرادَ : لَخُلَّةٌ مَحْقُوقَةٌ يعني بالخُلَّةِ الخَلِيلَ ولا تَكُونُ الهاة في مَحْقُوقةٍ للمُبالَغةِ إِنّما هي في أسماءَ الفاعِلِينَ دونَ المَفْعُولِينَ ولا يَجُوز أَن يكونَ التقديرُ : لمَحقُوقَة أنْتِ لأن الصّفةَ إِذا جَرَت على غَيْرِ مَوْصُوفِها لم يكن عندَ أَبِي الحَسَنِ الأخْفَشِ بُد من إِبرازِ الضمِيرِ وهذا كلُّه تَعْلِيلُ الفارسيّ . وفي الأساسِ : فإن قُلتَ : فما وَجْهُ قولِهم : أنْتَ حَقِيقٌ بأنْ تَفْعَلَ وأَنْت مَحقُوق به وإنكِ مَحقُوقَة بأن تفعَلِي وحَقِيقَة به وحقِقْتَ بأنْ تَفعَلَ وحُق لكَ أَن تَفْعَلَ . قلتُ : أما حَقِيقٌ فهو من حَققَ في التقديرِ كما قالَ سِيبَوَيهِ في فَقِيرٍ : إنّه من فَقُرَ مُقَدراً وفي شَدِيد : مِن شَدُدَ ونَظِيرُه خَلِيقٌ وجَدِير من خَلُقَ بكَذا وجَدرَ بهِ ولا يَكُون فَعِيلاً بمعنى مَفْعُول وهو مَحقُوق لقولِهم : أنتِ حَقيقَة بكذا وامْرَأَة حَقِيقَةٌ بالحَضانَةِ وأَمّا حُقِقتَ بأنْ تَفعَلَ وأَنْتَ مَحقُوق بهِ فبمعنىَ : جُعِلْتَ حَقِيقاً به وهو من باب فَعَلْتُه ففَعَلَ كقَبحَ وقبَحَهُ الله وبَرَدَ الماءُ وبَرَدتُه ويَجُوز كوُنه من حَقَقتُ الخَبَرَ أَي : عُرِفْتَ بذلِك وتُحُققَ منك أَنَّكَ تَفعلهُ بشهادَةِ أَحوالِكَ وأَمّا حُقَّ لكَ أَن تَفْعَلَ فمِن حَق اللهُ الأمرَ أَي : جَعَلَه حَقّاً لك أَنْ تَفْعَلَ أَو أَثْبَتَ لَكَ ذلِك انتهى وهو تَحقِيق نَفِيس . والحَقِيقَة : ما أقِر في الاستِعْمالِ على أَصْل وَضْعِه . وقِيلَ : هو اسمٌ لِما أريدَ به ما وُضِعَ له فَعِيلَة من حَق الشًّيءُ : إِذا ثَبَتَ بمَعْنَى فاعِلَة والتاءُ فيه للنقل من الوَصفية إلى الاسميَّة كما في العَلاّمةِ لا للتأنِيثِ وقال بَعضُهم : إن ما بهِ الشيء هو هو باعْتِبارِ حَقِيقَتِه حقيقةٌ وباعْتبارِ تَشَخصِه هُوَ به - ومع قَطع النظر عن ذلك - : ماهِية وهو ضِد المَجازِ وإنما يَقَعُ المَجازُ ويُعدَلُ إليه عن الحَقِيقةِ لمَعانٍ ثَلاثة وهي : الاتساعُ والتوكِيدُ والتشبِيه فإنْ عُدِمَ هذه الأوصافُ كانت الحَقِيقَةُ البَتةَ . والحَقِيقَةُ : ما يحِقُّ عليكَ أنْ تَحمِيَهُ يُقال : فلانٌ حامِي الحَقِيقَةِ نَقَلَه الجَوهَرِي وهو مَجاز كما في الأساسِ وفي اللسانِ : حَقِيقَةُ الرجل : ما يَلزَمُه حِفظُه ومَنْعُه ويَحِق عليه الدّفاعُ عنه من أَهل بَيتِه وجَمعُها : الحَقائِقُ . ويُقال : الحَقِيقَةُ : الرّايَة ومنه قولُ أَبي المُثَلَّمِ يَرثِي صَخْرَ الغَيِّ الهذَليّ :
حامِي الحَقِيقَةِ نَسّال الوَدِيقَةِ مِع ... تاقُ الوَسِيقَةِ جَلْدٌ غير ثُنْيانِ وأَنْشَدَ الجَوهَرِي لعامرِ بنِ الطُّفَيْل :
لقَد عَلِمَت عُلْيا هَوازِنَ أَننِي ... أَنا الفارِسُ الحامِي حَقِيقَةَ جَعفَرِ قالَ الصاغانِيُّ : جَعفَر هذا أَبو جَدِّهِ لأنه عامِرُ بنُ الطُّفَيل بنِ مالك بنِ جَعفَرِ بنِ كِلابٍوبَناتُ الحُقَيق كزبيْرٍ : تَمر رَدِئ قِيلَ : هو الشِّيصُ نقَله الليثُ وابنُ عبّاد وكَذَا أَبو رافع عَبدُ اللهِ وقِيلَ : سَلاّمُ بنُ أَبي الحُقَيقِ اليَهُودِيُّ الذي قَتَلَه عَبدُ اللهِ بن عَتِيك رَضِي الله عنه بأمرِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فإنه مُصَغرٌ أَيضاً . وقَرب حَقحاق : جاد وذلِكَ إذا كانَ السَّيرُ فيهِ شَدِيداً مُتْعِباً وكذلِكَ هَقْهَان وقَهقاه على القلْبِ والبَدَلِ وسَيَأتي . والحقةُ بالضم : وعاء من خَشَبٍ أَو عاج أَو غَيرِهِما مما يَصلُحُ أَنْ يُنْحَت منه عَرٌبِي مَعرُوفٌ وقد جاءَ في الشِّعر الفَصِيح . ج : حُق بالضمِّ جَعَلُوه من بابِ سِدرَة وسِدرٍ وهذا أَكثرهُ إنّما هو في المَخلُوقِ دُونَ المَصنُوع ونظيره من المَصنُوع : دواةٌ ودَوى وسَفِينَةٌ وسَفِين وقالَ عَمرُو بنُ كُلْثُوم :
وصَدراً مثلَ حُقِّ العاج رَخْصاً ... حَصاناً من أكُفِّ الّلامِسِينَا ويُقالُ أيضاً في جَمعِه : حُقُوق بالضمِّ ويُقال : هو جَمعُ الحُقِّ فيكون جَمعَ الجَمعَ . وقِالَ ابن سِيدَه : جَمْع الحُقةِ : حُقَق وجَمعُ الحقِّ : أحقاقٌ وحِقاقٌ قالَ رُؤْبَة - يصفُ حوافِر حُمرِ الوَحْشِ :
" سَوَّى مَساحِيهِن تَقْطِيط الحُقَق
" تَقلِيلُ ما قارَعنَ من سُفرِ الطرَق والحُقَّةُ : الدّاهِيَةُ لثُبُوتِها ويُفْتَح نَقَلَه الأزْهَرِيُّ . والحُقةُ : المَرْأةُ على التشْبِيه . والحُق بلا هاءً : بَيْتُ الكَهْوَلِ أي : العَنْكَبوتِ ومنه حَدِيثُ عَمرِو ابن العاص أنّه قالَ لمُعاوِيَة في مُحاورات كانَت بينَهما : لقَدْ رَأَيْتُكَ بالعِراقِ وإنَّ أمْرَكَ كحُق الكَهْوَلِ وكالحَجاةِ في الضُّعْف فما زِلْتُ أَرُمهُ حتىّ استحكم أي : واهٍ قالَ الأزْهرِيُّ : وقد رَوَى ابن قُتَيْبَةَ هذا الحَرْفَ بعينِه فصَحفَه وقال : مثل حقِّ الكَهْدَلِ بالدالِ بدلَ الواو وخَبَطَ في تَفْسيرِه خَبْطَ العَشْواء والصواب مثلُ حُقّ الكَهْوَلِ والكَهْوَلُ : العَنكَبُوتُ وحُقُّه : بيتُه وسَيَأتِي ذلِكَ إنْ شاءَ الله تعالَى
والحُق : أَصل رَأس الوَرِكِ الذي فيه عَظمُ رَأسِ الفَخِذِ . وقِيلَ : هو رَأس العَضُدِ الّذِي فيه الوابِلَةُ ونَص ابنِ درَيْد في الجَمْهَرة : رأس العَضُدِ الَّذِي فيه عَظْمُ الفَخِذِ وقد تَقدمت الإشارَةُ إليه . وفي حَدِيثِ يُوسُفَ بن عُمَرَ أَنّه قالَ : إن عامِلاً من عُمّالي يذْكُر أَنّه زَرَعَ كُلَّ حُقّ ولُق الحق : الأرضُ المُسْتَدِيرَةُ أو هِي المُطمَئنَّة واللُّق : المُرْتَفِعَة قال الصاغانِي : فأما في حَدِيثِ الحَجّاج فالخَاءُ مُعْجَمَةٌ مفْتُوحَة . وقيلَ : الحُقُّ : مثل الجُحر في الأرْضِ . والحُقيًّ بياء النسبَةِ : تَمْرٌ نَقَلَه الصاغاني . والحِق بالكسر من الإِبِل : الدّاخِلَةُ في الرّابِعَةِ بعد اسْتِكْمالِها الثّالثةَ عن أَبي عُبَيْد وقد حَقت تَحِق حِقة وحِقاً بكَسْرِهِما وهما مَصدَرانِ وأَحَقَّتْ وهي حِق وحِقة بَيِّنَةُ الحِقَّةِ بالكسرِ أيضاً قال ابنَ سِيدَه : وإِنما حُكمُه بَيِّنَةُ الحَقاقَةِ والحُقُوقةِ أو غير ذلِكَ من الأبْنِيَةِ المُخالِفَةِ للصِّفَة لأنَّ المَصدرَ في مِثل هذا يُخالِفُ الصِّفَةَ ولا نَظِيرَ لَها في مُوافَقَةِ المصدرِ الاسمَ في البناءَ إِلاّ قَولهم : أَسَدٌ بَيِّنُ الأسَدِ وأَنْشَدَ ابن دُرَيْد :
" إِذا سُهَيل مَغْرِبَ الشَّمْسِ طَلَع
" فابن اللَّبُونِ الحِق والحِق جَذَع وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ للأعْشَى :
بحقتها رُبِطَت في اللجي ... نِ حَتى السَّدِيسُ لها قد أَسَنّْ أرادَ أَنّها رُبِطَت في اللجينِ وَقْتَ أَنْ كانت حِقَّةً إِلى أَن نَجَمَ سديسها أَي : نَبَتَ ج : حِقَق كعِنَبٍ وحِقاق بالكسرِ نقله الجَوهَرِيُّ وقال الأعشَى :
وهُمُ ما همُ إِذا عَزَّتِ الخَم ... ر وقامت زقَاقُهم والحِقاق أَي : يبِيعُون زِقّاً بحِق لصُعُوبة الزمانِ وجج أَي : جمع الجمع بضمتَينِ ككِتاب وكتُبٍ ومنه قولَ المُسَيبِ بن علَس :
قد نالِني مِنْهُم على عَدَم ... مثلُ الفَسِيل صِغارُها الحُقُقُكما في الصحاح سُمى حِقة لأنهُ استحَقَّ أن يُركَبَ ويُحمَلَ عليه وأن يُنْتَفَعَ به نقَلَه الجَوهرِي أو لأنَّه استحَق الضِّرابَ نقَلَه بَغضُهم كما في اللسانِ . والحِقُّ أيضاً : أن تَزِيدَ النَّاقَةُ على الأيّام التي ضُرِبَتْ فِيها قال ابن سِيدَه وبعضُهُم يجعَلُ الحِقَّةَ - في قولِ الأعْشَى - : الوَقْت ويُقال : أَتَتِ النّاقَةُ علي حِقَّتِها أَي : على وَقْتِها الذي ضَرَبَها الفَحْلُ فيه من قابِلٍ وهُوَ إِذا تَم حمْلُها وزادَت على السَّنَةِ أَياماً من اليَوْمِ الذي ضُرِبَتْ فيه عاماً أَوَّلَ حَتّى يَسْتوفي الجَنِينُ السنَةَ وقِيلَ : حِق الَناقَةِ واسْتِحقاقُها : تَمامُ حَمْلِها قال ذُو الرُّمَّةِ :
أَفانِينَ مَكْتُوبٌ لها دُونَ حِقِّها ... إِذا حَملها راشَ الحِجاجَيْنِ بالثكْلِ أي : إِذا نَبَتَ الشّعرُ على وَلَدِها أَلْقَتْه مَيِّتاً وقال الأصْمَعِيُّ : إِذا جازَت النّاقَةُ السَّنَةَ ولم تَلدْ قِيلَ : قد جازَت الحِقَّ . والحِق : النّاقَةُ التي سَقَطَت أَسْنانها هَرَماً . والحِقَّةُ بالكَسْرِ : الحَق الواجِبُ يُقالُ : هذِه حِقَّتِي وهذا حَقِّي يُكْسَرُ مع التاءَ ويُفْتَحُ دُونَها وقد مَرَّ له آنِفاً أنه يُفْتَحُ مع الهاءَ أَيْضاً وحينَئِذِ يَكُون أَخَص من الحَقِّ كما نَقَلهَ الجَوْهريُّ وغيره فتَأمل ذلِكَ . وأم حِقةَ : اسمُ امْرَأَةٍ قالَ مَعْنُ بنُ أوْس :
فقَدْ أنْكَرَتْهُ أم حِقةَ حادِثاً ... وأَنْكَرها ما شِئتَ والوُدُّ خادِعُوالحِقَّةُ بالكَسْرِ : لَقَبُ أمِّ جَرِير الشّاعِر بن الخَطَفَى وذلَكَ لأن سُوَيْدَ ابنَ كُراعِ خَطَبَها إِلى أَبِيها فقَالَ : إِنّها لصَغِيرَةٌ ضرعَةٌ قال سُوَيدٌ : لقد رَأيْتُها وهي حِقَّةٌ أَي : كالحِقَّةِ من الإبِل في عِظَمِها . أو في حديثِ أبي وَجزَةَ السعدِيّ : حتىّ رَأَيتُ الأرنَبَةَ يَأكُلُها صِغارُ الإبِل مِن وراء حِقاق العُرْفُطِ قال الصّاغانِي : الأرنَبَةُ : الأرنبُ كالعَقرَبَةِ في العَقْرَبِ وقيل : هي نَبْتٌ وقال شَمِرٌ : هي الأريْنَة وهي : نَباتٌ يُشْبهُ الخَطْمِيًّ عرِيضُ الوَرَقِ قال الصّاغانِي : أولُ ما رأَيتُ الأرَينَةَ سنة 605 ، دُونَ جَمرَةِ العَقَبَة بينَها وبين جبل حراء وحِقاق العرفطِ : صِغارهَ وشوابّه . مُستعارَة من حِقاقِ الإبِلِ والمَعْنَى - فيمن جَعَل الأرْنَبَةَ واحِدَ الأرانِبِ - أن السيلَ حَمَلَها فتَعَلَّقَتْ بالعُرْفطِ ومضى السَّيْلُ ونَبَتَ المَرْعَى فخَرَجَت الإِبِلُ تأكُل عِظامَ الأرانِبِ إِحْماضاً بها . وفيمَن فَسرَها بالنَّباتِ : أَنّه طالَ واكْتَهَلَ حَتّى أَكَلَه صِغارُ الإِبل ونالَتْهُ من وراءَ شَجَرِ العُرْفُطِ . وفي حِديثِ علي رضِي اللّهُ عنه : إِذا بَلَغْنَ أي : النِّساءُ والرِّوايَة : إذا بَلَغَ النّساءُ نصَّ الحِقاق أو نَص الحَقائِق كما في رِوايَةٍ أخْرى فالعصَبَةُ أولَى قال أبُو عُبَيْدٍ : نَص كُلِّ شَيءً : مُنْتَهاه ومَبْلَغُ أقْصاه أي : إِذا بَلَغْنَ الغايَةَ التي عَقَلْنَ فِيها وعَرَفْنَ فيها حَقائِقَ الأمورِ أَو قَدَرْنَ فِيها على الحِقاقِ أَي : الخِصام وهو المُحاقَّةُ أو حُوقَّ فيهِنَّ أَي : خُوصمَ فقالَ كُل من الأَولِياءَ : أَنا أَحَق بها ونَصُّ أبِي عبَيْدٍ : هو أنْ يُحاقَّ الأمَّ العصَبَةُ في الجارِيَةِ فتقول : أنا أحَقُّ بها ويَقُولونَ : بلْ نَحْنُ أَحَق أَو المَعْنَى : إِذا بَلَغْنَ نِهايَةَ الصِّغارِ أَي الوقتَ الّذِي يَنْتَهِي فيه صِغَرُهُنَّ ويَدْخُلْنَ في الكبرِ استعارَ لهُنَّ اسم الحِقاقِ من الإبِلِ قال الصاغاني : هذا ونَحْوُه مما يَتَمسكُ به مَن اشْتَرَط الوَلِي في نِكاح الصَّغِيرَة وقال أَبُو عُبَيْد أرادَ بنَصِّ الحِقاقِ : الإدْراكَ لأنَّ وَقْت الصغَرِ يَنتَهِي فتَخْرُجُ الجارِيَة من حَدِّ الصِّغَرِ إِلى الكبَرِ يَقُولُ : ما دامَت الجارِيَة صَغِيرَةً فأمها أوْلَى بِها فإذا بَلَغَت فالعَصَبَةُ أوْلىَ بأمْرِها من أمّها وبتَزْوِيجِها وحَضانَتِها إِذا كانُوا مُحْرَماً لها مثلَ الآباءَ والإِخْوَةِ والأعْمام . وقالَ ابنُ المُبارَك : نَصُّ الحقاقَ : بلوغُ العَقْلِ وهو مِثْلُ الإِدْراكِ لأنَّهُ إنَّما أرادَ مُنْتَهَى الأمْرِ الذي تَجِبُ به الحُقوقُ والأحْكامُ فهو العَقْلُ والإدْراك . وقِيلَ : المُرادُ بلوغُ المَرْأَةِ إلى الحَدِّ الذي يَجوزُ فيه تَزْوِيجُها وتَصَرفُها في أمْرِها تَشْبِيهاً بالحِقاقِ من الإبِلِ وعِنْدَ ذلِكَ يُتَمَكَّن من رُكُوبه وتحْمِيله ومن رَواه نَصّ الحَقائِق أرادَ جمعَ الحَقِيقةَ أو جَمع الحِقةِ من الإِبِلِ . ويقال : إِنَه لنَزِق الحِقاقِ أَي : مُخاصِم في صِغارِ الأَشياءِ وهو مَجاز . والأَحَقّ من الخَيْلِ : الفرَس الذي يَضَع حافِرَ رجْلِه موضِعَ يَدِه وذلِك عَيب والشَّئَيت الذي يَقصُر موقِع حافرِ رِجله عن مَوْقِع حافرِ يَدِه وذلك عَيْب أًيضاً . وقال الجوهويُّ : هو الّذِي لا يَعْرَقُ وهو عَيْب أيضاً قالَ : وأَنْشَدَ أَبُو عمرو لرَجل من الأَنْصار قلت : هو عَدِي ابنُ خَرَشَةَ الخطمِيّ :
وأَقْدر مُشْرِف الصهوات ساطٍ ... كُمَيْت لا أَحَقَُّ ولا شَئَيتُ هذه رِوايَةُ أبي عَمْرو وأَبي عبَيْدٍ وفي المحْكَم : وروَى ابن دُرَيدٍ :
بأَجْرَدَ من عِتاقِ الخَيلِ نَهد ... جَواد لا أَحَقُّ ولا شَئَيتقلت : والذي في الجَمْهَرةِ مثل روايَةِ أَبِي عَمرو وأَبِي عبَيْدٍ ومصدَرهما الحَقَقُ محَركَةً يقال : أَحَق بَيِّن الحَقق . وحَقَقْت عليه القَضاءَ أَحُقَه حقاً وأحققته أحقه إحقاقاً أوجبته وهذا قد تقدم فهو تكرار وقال أبو مالك أحقت البكرة إذا استوفت ثلاث سنين . وقال ابن عباد أحقت صارت حقة مثل حقت . ويقال : رمى فأحق الرمية إذا قتلها على المكان عن ابن عباد والزمخشري وهو مجاز . والمحق ضد المبطل يقال : أحققت ذلك أي أثبته حقاً أو حكمت بكونه حقاً ومنه قوله تعالى : " ويحق الله الحق بكلماته " وقال الراغب : إحقاق الحق ضربان أحدهما : بإظهار الأدلة والآيات والثاني بإكمال الشريعة وبثها . والمحاق من المالِ يكونُ الحَلْبَةَ الأولَى والثانيةُ منها لِبَأٌ قاله أَبو حاتِم وقال ابنُ عَبّادٍ : هي : التي لم يُنْتَجن في العام الماضِي ولم يُحلَبْنَ فيه . وحَقًّقَهُ تَحْقِيقاً : صَدقَه وقالَ ابنُ دُرَيْدِ : صَدَّقَ قائِلَه وقِيلَ : حَققَ الرَّجُلُ : إِذا قالَ هذا الشيء هو الحَق كقَوْلِكَ : صَدَّقَ . والمحَقَّقُ من الكلام : الرَّصِين المحْكًمُ النَّظْم وهو مَجازٌ قال رؤبَة :
" دعْ ذا وراجِعْ مَنْطِقاً محَققا ويُرْوى : مذلقاً . والمُحَقَّقُ من الثِّيابِ : المُحْكمُ النَّسخ الذي عَلَيْهِ وَشى على صُورَةِ الحُقَقِ كما يُقال : برد مرجل وهو مجاز أيضاً وقال :
تَسَرْبَلْ جِلْدَ وَجْهِ أَبِيكَ إنّا ... كَفَيْناكَ المحقَّقَةَ الرقاقَا والاحْتِقاقُ : الاخْتِصامُ وذلك أن يقولَ كُلُّ واحد منهم : الحَقُّ بيَدِي ومَعِي ومنه حديثُ الحضانَةِ : فجاءَ رَجُلانِ يَحْتَقّان في وَلَدِ أَي : تختصِان ويطْلُبُ كُلُّ واحدٍ منها حقه وفي حَديثٍ آخر : متى ما تَغْلُوا في القُرآن تَحْتَقُّوا يَعْنِي المِراءَ في القُرآنِ . ومن المَجازِ : طَعْنَةٌ محَققَةٌ : إِذا كانَتْ لا زَيْغَ فِيها وقد نَفَذَتْ هكَذا في سائرِ النسخ والصوابُ : طَعْنَةٌ مُحْتَقَّةٌ كما هو نصُّ اللِّسانِ والأَساس والعُبابِ . واحْتَقَّا : اختصَما وهذا قَدْ ذُكِرَ قريباً فلا حاجَةَ لذكرِه ثانِياً ولَعَلَّه أَعادَه ثانِياً إِشارةً إِلى أَنّه لا يُقالُ : احْتَقَّ للواحِدِ كما لا يُقال : اخْتَصَم للواحِدِ دُون الآخَرِ وإِنَّما يُقال : احْتَقَّ فلان وفُلانٌ . واحْتَقَّ المال : سَمِنَ والَّذِي في اللسان والأَساسِ والعُباب : احْتَقَّ القَوْمُ احْتِقاقاً : إِذا سَمِنَ ما لهُمْ وانْتَهَى سمَنه . واحْتَقَّت به الطعْنَةُ أَي : قَتَلَتهُ نَقَله أَبوُ عَمْرو وفَسَّرَ به قولَ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِي :
وَهَلا وقَدْ شرعَ الأَسنةَ نَحوَها ... من بَيْنِ مُحْتَقِّ بِها ومُشرَّموقال الأَصْمَعِيُ : أَي حَقتْ به الطَّعْنَة لا زَيْغ فِيها وهو مَجازٌ وفي اللِّسانِ : المُحَقِّقُ من الطَّعْنِ : النافِذُ إِلى الجَوْفِ وقالَ في معنَى بيتِ أَبِي كَبِيرٍ : أَرادَ مِنْ بَيْنِ طَعْن نافِذٍ في جَوْفِها وآخرَ قد شَرَمَ جِلْدَها ولم ينْفُذْ إِلى الجَوْفِ . أَو احْتقَّتْ به الطَّعْنَة : إِذا أَصابَتْ حُقَّ وَرِكِهِ وهو المَوْضِعُ الذي يَدورُ فِيه قالَه ابنُ حَبِيب . واحْتَقَّ الفَرَس ضَمُرَ هُزالاً . وقالَ ابنُ عَبّادِ : انْحَقَّت العُقْدَة أَي : انشَدَّتْ وهو مَجازٌ . واستَحَقَّهُ أَي : الشيءَ : اسْتَوْجَبَه وقولُه تَعالَى : " فإِنْ عُثرَ عَلَى أَنَّهما اسْتَحَقَّا إِثْماً " أَي : استَوْجَباه بالخِيانَةِ وقِيلَ : معناه : فإِن اطُّلِعٍ على أَنّهما اسْتَوْجَبا إِثْماً أَي : خِيانة باليَمِينِ الكاذِبَةِ التي أَقْدَما عليها وإذا اشْتَرَى رجلٌ داراً من رَجُلٍ فادّعاها رجلٌ آخَر وأَقام بَيَنَةً عادِلَةً على دَعْواه وحَكَم له الحاكِمُ ببَيِّنَتِه فقد استَحَقَّها على المُشْتَرِي الذي اشْتَراها أَي : مَلَكَها عليه وأَخْرَجَها الحاكِمُ من يدِ المُشْتَرِي إِلى يدِ مَن اسْتَحَقَّها ورَجَعَ المشْتَرِي على البائِع بالثَّمَنِ الذي أَدَّاه إِليه والاسْتِحْقاقُ والاسْتيجابُ قَرِيبانِ من السَّواءِ قال الصاغانِيّ : وقولُ النّاسِ : المسْتَحِقُّ مَحْرُومٌ فيه خَلَلانِ الأَوّلُ : أَنّها كلمةُ كُفْرٍ لأَنَّ من اسْتَحَقَّ شَيئاً أَعْطاهُ الله ما يَسْتَحِقُّه والثانِي : أَنَّهُم يَجْعَلونَه من الأَحادِيثِ وليس كَذلك . وتَحَقّقَ عنده الخَبَر أَي : صَحَ . وفي حَدِيثِ مطَرِّفِ بن عَبْدِ الله ابنِ الشِّخِّيرِ أَنَه قالَ لابْنه حِينَ اجتهَدَ فِي العِبادةِ ولَمْ يقْتَصِدْ : خَيْرُ الأمورِ أَوساطُها والحَسَنَة بين السيئتين وشَرّ السيرِ الحَقْحَقَة يقال : هوَ أَرْفّعُ السير وأَتْعَبُه للظهر نقله الجَوهَرِيُّ وهو إِشارَةٌ إِلى الرِّفْقِ في العِبادَةِ يَعني عليكَ بالقَصدِ في العِبادَةِ ولا تحْمِلْ على نَفْسك فتسْأم وخير العَمَلِ ما دِيمَ وإِن قَلَّ أَو اللَّجاج في السيْرِ حتى يُنقَطَعَ به قال رُؤْبَةُ :
" ولا يُرِيدُ الوِرْدَ إلا حَقحَقَا أَو هُوَ : السَّيْرُ في أَوَّلِ اللَّيل ونُهىَ عن ذلِكَ نَقَلَه الجَوهري وهو قول اللَّيْثِ ونصُّه في العَيْنِ . الحَقحَقَةُ : السير أَوَّل اللَّيْلِ وقد نُهى عنه قالَ : وقالَ بعضُهم . الحَقحَقَةَ في السيرِ : إِتعابُ ساعَةٍ وكَفُّ ساعَةِ انتهى قال الأَزهرِيّ : ولم يصِب اللَّيْثُ في واحد مما فَسر وما قالَه إن الحَقْحقةَ : السير أَولَ اللَّيْلِ فهو باطلٌ ما قاله أَحَد ولكن يقال . قَحَّموا عن اللًّيل أَي : لا تَسيروا فيه . أَو هو : أنْ يَلجَّ في السيرِ حَتى تَعطَب راحلته أو تَنقطعَ هذَا هو الذي صَوبَه الأَزْهَرِي وأَيدَه بقولِ العَرَبِ ونَصُّه : أنْ يُسارَ البَعِير ويحِّمَلَ على ما يتعبه وما لا يطيقه حتى يبدع براكِبه وقالَ ابنُ الأًعرابِي : الحَقْحَقَة : أَن يجْهد الضَعِيفَ شدةُ السير . والتَحاق : التَّخاصم وحاقَّه محاقَّةً : خاصَمَه وادَّعَى كُل واحد منهُما الحَقَّ فإِذا غَلَبَه قِيلَ : قد حَقهُ حَقَّاً وقد ذكِر ذلِك وأَكثرُ ما يَستَعْمِلونَه في الفِعلِ الغائِب يَقولون حاقني ولم يحاقَنِي فيه أَحَد
ومما يُستدرك عليهِ : الحَق : الحظُّ يقال : أَغطَى كَل ذي حَق حَقه أي : حَظه ونَصِيبه . الذي فْرضَ له ومنه حديث عمرَ رضِي الله عَنهُ لمّا طعِن أَوقِظَ للصَلاة فقال : " الصَّلاة واللهِ إِذن ولا حَقَّ أي لاحَظَّ في الإسلام لمَنْ تَرَكَها ويحتمل : ولا فيها لأنه وجد نفسه على حال سقطت عنه الصلاة فيها قال الصاغانيِّ : وهذا أوقَع . والحَق : اليقين بعد الشَكِّ وحَقَه حَقاً : أحقهُ : صَيَرهُ حَقاً لا شك فيهِ وحَقه حَقاً : صَدقَه . وأحْققتَ الأمرَ إحقاقاً أحكَمته وصَححته وهو مجاز قال :
" قد كُنْت أوعَزت إلى العلاء
" بأنْ يحِقَ وَذَم الدَلاءَوحَقَّ الأَمْرَ وأّحَقَّهُ . كانَ منه على يقين . ويقال : ما لِي فِيك حق ولا حَقَق أي : خصومة . واسْتحقه : طلَب حَقه . واحتقه إلى كذا إذا أخره وضيق عليه . وهو في حاق من كذا أي : ضيق . وما كان يَحقكَ أَن تفعَله في معنى ما حق لك . وأحقَ عليكَ القضاءُ فحَق أَي : أُثبتَتَ فثَبَت . وحقِيقَةُ الإِنسان . خالِصه ومَحضه وكنهه . والحَقِيقَةَ : الحرمَة والفِناءُ . وأَحَقَ الرجل : قالَ شَيئاً أَو ادَعى شيئاً فوَجَبَ له . وقالَ الكسائي : حَقَقت ظَنَّه مثل حَقَّقته . وأَنا أحق لكم هذا الخَبَر أَي : أعلَمُه لكم وأَعرفُ حقِيقتَه . وقَوْلهم : لَحقُ لا آتِيكَ قال الجوْهَوِيّ : هو يمينٌ للعَرَب يَرْفَعونَها بغير تَنوينٍ إِذا جاءَتْ بعدَ اللام وإِذا أَزالُوا عَنها اللامَ قالوا : حقاً لا آتَيكَ وفي الأَساسِ : لَحَقّ لا أفعَلُ هو مُشَبَّه بالغاياتِ وأَصله : لَحَقّ الله فحذفَ المضاف إِليه وقُدر وجُعلَ كالغاية . ولمّا رَأَى الحاقةَ مِنِّي هَرَبَ كالحَقَّة . وحَقَقْتُ العُقْدَةَ : شَدَدْتُها عن ابن عَبّادٍ وفي الأساس : أحْكمْتُ شدَّها وهو مَجازٌ . وأَتَتِ الناقَةُ على حِقِّها أي وَقْتِ ضِرابها ومعناهُ دارت السَّنَةُ وتَمَّتْ مُدَّةُ حَمْلِها وهو مجاز . وحقوق الدّارِ : مَرافِقُها . وحَقَّت الحاجَة : نَزَلَتْ واشتَدتْ . وحَقِيقَة الشيء : منتَهاه وأَصله المشتمل عليه . وقوله تعالى : " لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِن شهادَتهما " يَجُوزُ أَن يكونَ مَعْناه أَشد استِحقاقاً للقَبُولِ ويَكُونُ إِذ ذاكَ عَلَى طَرح الزّائِدِ مِن استحَقَ أَعنِي السينَ والتاء ويَجوز أَن يكونَ أَرادَ أَثْبتَ من شَهادَتِهما مُشْتَق من قوْلِهم : حَقَّ الشيءُ : ثَبَتَ . وفي المصْباح : قولُهم : هو أحَقُّ بكذا له مَعْنَيانِ أحَدهما : اختصاصُه بغَيرِ شرِيك كزَيْدِ أحَق بمالِه أَي : لا حَق لغيرِهَ فيه الثانِي : أَنْ يكونَ أَفْعَلَ تَفضِيلٍ فيقْتَضي اشتراكَهُ معِ غَيْره وترجِيحَه عليه ومنه : الأَيم أَحَقُّ بنَفْسِها من وَلِيِّها فهما مُشْتَرِكان لكنْ حَقُّها آكدُ . والحاقَّة : النازِلَة . والحُققُ بضَمتَيْنِ : القَرِيبو العَهْدِ بالأمور خيرها وشرِها
وأَيْضاً : المُحِقونَ لمَا ادَّعوا . وتُجْمَعُ الحِقَّةُ أَيضاً على الحَقائِق كقَوْلِهم : امرَأَة غِرَّة على غرائَرَ وقال الجَوْهَرِيُّ : كإِفالٍ وأَفائل فهو جَمْعُ حِقاق لا حِقةٍ وأَنشَدَ لعُمارَةَ ابنِ طارِقٍ :
" ومسَدٍ أُمِرَّ مِنْ أيانِق
" لَسْن بأنياب ولا حَقائِقِ قال ابن سِيدَه : وهو نادِر . وهلال بن حق بالكسَرِ : من المُحَدِّثِين . وبابُ حُقّات بالضمِّ : من أَبوابِ عَدَن أَبْيَنَ وحقّاتٌ : خارِجَ هذا البابِ بَيْنَهُ وبينَ جَبَلِ ضُرَاس قِيلَ : إِنها مجنةٌ
واستِحقاق الناقَةِ : تَمامُ حَمْلِها . وحِقاق الشَّجَرِ : صِغارُها بصِغارِ الإِبل قاله الأصْمعِيُّ . وصَبَغْتُ الثَّوْبَ صَبغاً تَحْقِيقاً أَي : مشْبَعاً . وأنا حقيق على كَذا أَي . حَرِيص عليه عن أَبِي علي وبه فُسِّرَ قوله تعالَى : " حَقيق عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاّ الحَق . وحقٌّ العَجُوزِ : ثَدْيها وحقُّ الكَمْأَةِ : بَيْضها كِلاهُما بالضَّمِّ . وأَصابَ حاقَ عَيْنِه أَي : وَسَطَها قال الأَزهريُّ : سمِعْتُ أَعْرابِيّاً يَقول لنقبَةِ من الجَرَبِ ظهرت ببعيرٍ فشَكُّوا فيها فقال : هذا حاقّ صمادِح الجَرَبِ . وسَقَطَ على حَقَ القفا أَي : حاقَهِ . ويُقالُ : اسْتَحَقَّتْ إِبلُنا رَبِيعاً وأَحَقَّتْ رَبِيعاً : إِذا كان الرَّبِيع تامّاً فرَعَته . وأَحَق القومُ إِحْقاقاً : سَمِنَ مالُهم . قالَ ابن سِيده : أَحَقَّ القَومُ من الرِّبِيع : ْ إِذا سَمِنوا ة عن أَبِي حَنِيفَةَ يرِيدُ سَمِنت مَواشِيهِم وحقت النّاقَةُ وأحَقت واستَحقَّت
سمنت . واستحقت الناقة لقاحاً إذا لقحت واستحقت لقاحها يجعل الفعل مرة للناقة ومرة للقاح . ويقال : لا يحق ما في هذا الوعاء رطلاً أي لا يزن رطلاً . وقرب محقحق : جاد . وحقتني الشمس بلغتني . ولقيته عند حاق المسجد وعند حق بابه أي بقربه وهو مجاز . والحاقاني منسوب إلى الحق كالرباني إلى الرب