" حَاضَتِ المَرْأَةُ تَحِيضُ حَيْضاً ومَحِيضاً " زَادَ أَبو إِسْحَاقَ : " ومَحَاضاً فهي حائِضٌ " هُمِزَتْ وإِنْ لم تَجْرِ على الفعْلِ لأَنَّه أَشْبَهَ في اللَّفْظ ما اطَّرَدَ هَمْزه من الجَارِي على الفِعْلِ نَحْو قائِمٍ وصائمٍ وأَشْبَاهِ ذلِكَ . قال ابنُ سِيدَه : ويَدُلُّك على أَنَّ عَيْنَ حائِضٍ هَمْزَةٌ وليْسَت ياءً خالصَةً كما لَعَلَّه يَظُنُّه كَذلِكَ ظَانٌّ قَوْلُهم : امْرَأَةٌ زائِرٌ من زِيَارَةِ النِّسَاءِ أَلا تَرَى أَنَّه لو كَانَتِ العيْنُ صَحِيحَةً لوَجَبَ ظُهُورُهَا واواً وأَن يُقَالَ : زَاوِر وعَلَيْه قَالُو : العَائِرُ للرَّمِدِ وإِنْ لم يَجْرِ على الفِعْل لمَّا جاءَ مَجيءَ ما يَجِب هَمْزُهُ وإِعْلالُه في غَالِبِ الأَمْرِ ومِثْلُه الحَائِشُ . قَال الجَوْهَرِيّ : حاضَتْ فهي " حائِضَةٌ " عن الفَرّاءِ وأَنْشَدَ :
رَأَيْتُ حُيُونَ العَامِ والعامِ قَبْلَهُ ... كحائِضَة يُزْنَى بها غَيْرَ طاهِرِ " من " نِسَاءٍ " حَوَائِضَ وحُيَّضٍ " . قال أَبُو المُثَلَّم الهُذَلِيّ :
مَتَى ما أَشَأْ غَيْرَ زَهْوِ المُلُو ... كِ أَجْعَلْكَ رَهْطاً عَلَى حُيَّضِ وقال ابن خالَوَيْه : يقال : حاضَتْ ونُفِستْ ودَرَسَتْ وطَمِثَتْ وضَحِكَتْ وكادَتْ وأَكْبَرَتْ وصَامَتْ وزادَ غَيْرُه : تَحَيَّضَتْ وعَرَكَتْ أَيْ " سَالَ دَمُها " . قال شَيْخُنَا : ولِلحَيْضِ أَسماءٌ فَوْقَ الخَمْسَةَ عَشَرَ . وقال المُبرِّدُ : سُمِّيَ الحَيْضُ حَيْضاً من قَوْلهم : حَاضَ السَّيْلُ إِذا فاضَ . وقال أَبُو سَعِيد : حاضَتْ : إِذَا سَالَ الدَّمُ مِنْهَا في أَوْقَاتٍ مَعْلُومة . قَولُه تَعالَى : " يَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ " قال الزَّجّاجُ : " المَحِيضُ " في هذِه الآيَةِ المَأْتَى مِن المَرْأَة لأَنَّهُ مَوْضِعُ الحَيْضِ فكَأَنَّهُ قال : اعْتَزِلُوا النِّسَاءَ في مَوْضِعِ الحَيْضِ ولا تُجامِعُوهُنّ في ذلِكَ المَكَانِ . فهو " اسمٌ ومَصْدَرٌ . قِيلَ : ومِنْهُ الحَوْضُ لأَنَّ الماءَ " يَحيضُ أَي " يَسِيلُ إِلَيْه " قال : والعَرَبُ تُدْخِلُ الْوَاوَ على الْيَاءِ والْيَاءَ على الْوَاوِ لأَنَّهُمَا من حَيَّزٍ وَاحِد وهو الهَوَاءُ وهما حَرْفَا لِينٍ . قاله الأَزْهَرِيّ ونَقَلَه الصَّاغَانِيُّ أَيْضاً فلا عِبْرَةَ باسْتِبْعَادِ شَيْخِنا له وهو ظاهِرٌ . " والحَيْضَةُ : المَرَّةُ " الوَاحِدَةُ أَي مِنْ دُفَعِ الحَيْضِ ونُوَبِهِ . الحِيضَةُ " بالكَسْر : الاسْمُ " والجَمْعُ الحِيَضُ كما في الصّحاحِ . وفي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ : " لَيْسَتْ حِيضَتُكِ في يَدِكِ " هو بالكَسْرِ الاسْمُ من الحَيْضِ والحالُ التي تَلْزَمُهَا الحَائِضُ من التَّجَنُّبِ كالجِلْسَةِ والقِعْدَةِ من الجُلُوسِ والقُعُودِ . الحِيضَةُ أَيْضاً : " الخِرْقَةُ " الَّتِي " تَسْتَثْفِر بِهَا " المَرْأَةُ . وقَالَت عَائِشَةُ رَضيَ اللهُ عنها : " لَيْتَني كُنْتُ حِيضَةً مُلْقَاةً " . " والتَّحْيِيضُ : التَّسْيِيلُ " قال عُمَارَةُ بنُ عَقِيلٍ :
" أَجالَتْ حَصَاهُنَّ الذَّوَارِي وحَيَّضَتْعَلَيْهِنّ حَيْضَاتُ السُّيُولِ الطَّوَاحِمِالتَّحْيِيضُ : " المُجَامَعَةُ في الحَيْض " نَقَلَه الصَّاغَانِيّ . " والمُسْتَحَاضَةُ : مَنْ يَسِيلُ دَمُها " ولا يَرْقَأُ في غَيْرِ أَيّام مَعْلُومَة " لا مِنْ " عِرْقِ " الحَيْضِ بَلْ من عِرْق " يُقَالُ له " العَاذِل " وقد استُحِيضَتْ . وفي الصّحاح : استُحِيضَة المَرْأَةُ أَي اسْتَمَرَّ بها الدَّمُ بَعْدَ أَيَّامِهَا فهي مُسْتَحاضَةٌ هكذا بالمَبْنِيّ على المَفْعُول ووُجِدَ بِخَطِّ أَبي زَكَرِيَّا : استُحِيضَتْ وهو اسْتِفْعَالٌ من الحَيْض وإِذا استُحِيضَت المَرْأَةُ في غَيْرِ أَيّام حَيْضِهَا صَلَّتْ وصَامَتْ ولم تَقْعُدْ كما تَقْعُد الحائِضُ عن الصَّلاةِ . " وحَيْضٌ : جَبَلٌ بالطَائِفِ " ويُقَالُ . هوَ شِعْبٌ بتِهَامَةَ لهُذَيْلٍ يَجِيءُ من السَّرَاة . وقيل : حَيْضٌ ويَسُومُ : جَبَلانِ بنَخْلَةَ كما في العُبَابِ . " وتَحَيَّضَتْ : قَعَدَت أَيّامَ حَيْضِهَا عَنِ الصَّلاَةِ " أَي تَنْتَظِر انْقِطَاعَ الدَّم . وفي الحَدِيثِ : " تَحَيَّضِي في عِلْمِ اللهِ سِتّاً أَو سَبْعاً " كما في الصّحاح أَي عُدِّي نَفْسَكِ حائِضاً وافْعَلَي ما تَفْعَل الحائضُ وإِنَّمَا خَصَّ السِّتَ أَو السَّبْعَ لأَنَّهَا الغَالِبُ على أَيَّامِ الحَيْض . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : حاضَ السَّيْلُ : فاضَ . والحِيضَةُ بالكَسْر : الدَّمُ نَفْسُه وكَذلِكَ المَحِيضُ . والحِيَاضُ ككِتَابٍ : دَمُ الحَيْضَةِ . قال الفَرَزْدَق :
خَوَاقُ حِيَاضِهِنَّ تَسِيلُ سَيْلاً ... على الأَعْقَابِ تَحْسبُهَا خِضَابَا وحَاضَت السَّمُرَةُ حَيْضاً وهي شَجَرَةٌ يَسِيلُ مِنْهَا شَيْءٌ كالدَّم كما في الصّحاح وهو مَجَاز . وقال غَيْرُهُ : حَاضَتِ الشَّجَرَةُ : خَرَجَ منها الدُّوَدِمُ وهو شَيْءٌ كالدَّمِ على التّشْبِيه . قال الزَّمَخْشَرِيّ : يُضَمَّدُ به رأْسُ المَوْلُودِ لِيُنَفَّرَ عنه الجَانُّ . وقال اللِّحْيَانِيُّ في باب " الصَّاد والضَّاد " حاصَ وحاضَ بمَعْنَىً وَاحِدٍ وكذلِك قَالَه ابنُ السِّكِّيت . ومن المَجَاز : العَزْلُ حَيْضُ الرِّجَالِ . وتَقُولُ : فُلانٌ دَيْدَنُه أَنْ يَحِيصَ ويَحِيضَ . ويُوشِكُ أَن يَحِيضَ . وتَحَيَّضَتْ مِثْلُ حَاضَت أَو شَبَّهَتْ نَفْسَهَا بالحَائضِ . وحاضَتْ : بَلَغَتْ سِنَّ المَحِيضِ . ومنه الحَدِيثُ : " لا تُقْبَلُ صَلاَةُ حَائِضٍ إِلى بخِمَارٍ " فإِنَّهُ لَمْ يُرِدْ في أَيّام حَيْضِهَا لأَنَّ الحَائِضَ لا صَلاةَ عَلَيْهَا . والمِحْيَضَةُ : الخِرْقَةُ المُلْقَاةُ والجَمْعُ المَحَايِضُ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ . ومنه حَدِيثُ بِئْرِ بُضَاعَةَ : " يُلْقَى فِيهَا المَحَايِضُ " . وقِيلَ : المَحَايِضُ جَمْعُ المَحِيضِ وهو مَصْدَرُ حَاضَ فَلَمَّا سُمِّيَ به جَمَعَهُ . ويَقَعُ المَحِيضُ على المَصْدَرِ والزَّمَانِ والدَّم كما تَقَدَّمَ . والحَيْضَةُ : السَّيْلَةُ والجَمْعُ الحَيْضَاتُ . ويُجْمَعُ الحائضُ أَيْضاً على حَاضَةٍ كحَائك وحَاكَةٍ وسَائِق وسَاقَةٍ
فصل الخاءِ مع الضاد
المَحْضُ : اللَّبنُ الخالصُ بلا رغوَةٍ . قالَهُ اللَّيْثُ . وقال الجَوْهَرِيّ : هو الَّذي لم يُخالطهُ الماءُ حُلْواً كانَ أَو حامضاً . ولا يسمَّى اللَّبنُ مَحْضاً إلاَّ إِذا كانَ كَذلِكَ . وفي حديث عُمَرَ " لمَّا طُعِنَ شَرِبَ لَبَناً فخَرَجَ مَحْضاً " أَي خالصاً عَلَى وجهِهِ لم يختَلِط بشيءٍ . وفي حديثٍ آخرَ : " بارِكْ لهمْ في مَحْضِها ومَخْضِها " أَي الخالِصِ والمَمْخوضِ . وفي حديث الزَّكاةِ " فاعْمِدوا إِلَى شاةٍ مُمْتَلِئَةٍ شحماً ومَحْضاً " أَي سمينَةً كثيرَةَ اللَّبنِ . وَقَدْ تكرَّرَ في الحَدِيث بمَعْنَى اللَّبنِ مُطْلقاً ج مِحاضٌ بالكَسْرِ . ورَجُلٌ ماحِضٌ ومَحِضٌ ككتِف : يشتَهِيهِ كِلاهُما عَلَى النَّسَبِ . وفي العُبَاب : رَجُلٌ مَحِضٌ يُحِبُّ المَحْضَ كما يُقَالُ شَحِمٌ لَحِمٌ : إِذا كانَ يُحبُّهُما أَو رجلٌ ماحِضٌ : ذو مَحْضٍ كقولِكَ : لابنٌ وتامِرٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . ومَحَضَهُ كَمَنَعَهُ : سقَاهُ المَحْضُ كأَمْحضَهُ كما في الصّحاح . وامْتَحَضَ : شرِبَهُ مَحْضاً . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للرَّجز :
" امْتَحِضَا وسَقِّيانِي الضَّيْحَا
" فَقَدْ كَفَيْتُ صاحِبَيَّ المَيْحَا كمحِضَ بالكَسْرِ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . ومن المَجازِ : هو مَمْحوضُ النَّسَبِ أَي خالِصُه والذي في الصّحاح : وعَربيٌّ مَحْضٌ أَي خالصُ النَّسبِ الأُنثى والذَّكرُ والجمعُ فيهِ سواءٌ وإِنْ شِئتَ أَنَّثتَ وجَمَعْتَ مِثْلُ قلبٍ وبَحْتٍ . وفي العُبَاب : قالَ أَبو عُبَيْدٍ : هذا عربيٌّ مَحْضٌ وهذه عَرَبيَّةٌ مَحْضَةٌ ومَحْضٌ وبَحْتَةٌ وبحْتٌ وقَلْبَةٌ وقَلْبٌ . ومن المَجَازِ : فِضَّةٌ مَحْضٌ ومَحْضَةٌ ومَمْحوضَةٌ أَي خالصَةٌ كَذلِكَ قالَ سِيبَوَيْه فإذا قُلْتَ : هذه الفضَّةُ مَحْضاً قلتَهُ بالنَّصبِ اعتِماداً عَلَى المصدرِ . ومن المَجَازِ : أَمْحضَهُ الوُدَّ عن أَبي زَيْدٍ ونَسَبَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ لابنِ دُرَيْدٍ أَي أَخلَصَهُ كمَحَضَهُ كذا نقل الجَوْهَرِيّ الوجهَيْنِ . وقال ابنُ بَرِّيّ : ولم يعرِف الأَصْمَعِيّ أَمْحَضَهُ الوُدَّ وكَذلِكَ مَحَضَتُ له النُّصحَ وأَمْحَضْتُه . قالَ الجَوْهَرِيّ : وكلُّ شيءٍ أَخْلَصْتَهُ فَقَدْ أَمحَضْتَهُ . قالَ : وأَنْشَدَ الكِسَائِيّ :
قُلْ للغَوانِي أَما فِيكُنَّ فاتِكَةٌ ... تَعلُو اللَّئيمَ بضَرْبٍ فيه إِمْحاضُ
وأَمْحَضَهُ الحديثَ : صَدَقَهُ . نَقَلَهُ ابنُ القَطَّاع وهو من الإِخلاصِ وهو مجازٌ . والأُمْحوضَةُ بالضَّمِّ : النَّصيحَةُ الخالصَةُ وهو مجازٌ . والمَحْضَةُ : بلِحْفِ آرَةَ بَيْنَ الحَرَمَيْنِ الشَّريفَيْنِ . والمَحْضَةُ أَيْضاً : باليَمامَةِ نَقَلَهُما الصَّاغَانِيُّ . وَقَدْ مَحُضَ ككَرُمَ مُحُوضَةً : صارَ مَحْضاً في حَسَبِه . ومن المَجَازِ : هو مَمْحوضُ الضَّريبَةِ : مَمْحوضُ الحَسَبِ أَي مُخْلَصٌ كما في العُبَاب . قالَ الأّزْهَرِيّ : كلامُ العَرَبِ : رَجُلٌ مَمْحوصُ الضَّريبَةِ بالصَّاد إِذا كانَ مُنَقَّحاً مُهَذَّباً . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : المَحْضُ مِنْ كلِّ شيءٍ : الخالصُ . وقال الأّزْهَرِيّ : كلُّ شيءٍ خلصَ حتَّى لا يَشوبهُ شيءٌ يُخالِطُه فهو مَحْضٌ . وفي حديث الوَسْوَسَةِ : " ذاكَ مَحْضُ الإِيمانِ " أَي خالِصه وصَريحُه وهو مَجازٌ . ورجلٌ مَحْضُ الحَسَبِ : خالِصُه . وجمعُه مِحاضٌ وأَمحاضٌ . شاهِدُ المِحاضِ قَوْلُه :
تَجِدْ قَوْماً ذَوِي حَسَبٍ وحَالٍ ... كِراماً حَيْثُما حُسِبُوا مِحَاضَا وشاهِدُ الأَمْحاضِ قَوْلُ رُؤْبَةَ :
" بِلالُ يا ابنَ الحَسَبِ الأَمْحاضِ
" لَيْسَ بأَدْناسٍ ولا أَغْماضِ وأَمْحَضَ الدَّابَّةَ : عَلَفَها المَحْضَ وهو القَتُّ نَقَلَهُ ابنُ القَطَّاع وهو مجازٌ . والمَحْضُ : لَقَبُ جماعَةٍ من العَلَوِيِّين مِنْهُم عَبْدُ اللهِ بنُ الحَسَنِ بنِ الحَسَن بنِ عليّ