ومما يستدرك عليه : خَشْتِيَارُ بفتح فسكون فكسر المثنّاة التَّحْتِّية وهو جَدّ أبِي الحُسَيْن طاهِرِ بْنِ مَحْمُود بْنِ النَّضْر بْنِ خَشْتِيارَ النَّسَفيّ الخَشْتِيَارِيّ إمام أهْلِ نَسَفَ في الحَدِيث . تُوُفِّيَ بها سنة 289 خصر
الخَصْرُ وَسَطُ الإنْسَانِ وقيل : هو المُسْتَدِقُّ فوق الوَرِكَيْن كما في المِصْباح . مِنَ المَجَاز : الخَصْر : أخْمَصُ القَدَمِ . ويقال هو تَحْتَ خَصْرِ قَدَمِه . من المَجَاز : الخَصْر : طَرِيقٌ بَيْنَ أعْلَى الرَّمْلِ وأسْفَلِهِ خَاصَّةً . يقال : أخَذٌوا خَصْرَ الرَّمْلِ ومُخَصَّره أي أسْفَله وما دَقَّ منه ولَطُفَ كما في الأساس . قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ :
أَضَرَّ بهِ ضَاحٍ فنَبْطَا أُسَالَةٍ ... فمَرٌّ فأَعْلَى حَوْزِهَا فَخُصُورُهَا وقال آخر :
" أَخَذْنَ خُصُورَ الرَّمْلِ ثمَّ جَزَعْنَه من المجَاز : الخَصْر : ما بَيْنَ أصْلِ الفُوقِ من السَّهْم والرِّيشِ عن أبي حَنيفَة . الخَصْر : مَوْضِعُ بُيُوتِ الأَعراب وقال بَعْضُهم : هُو مِنْ بُيُوتِ الأعرابِ مَوْضِعٌ نَظِيفٌ جَمْعُ الكُلِّ خُصُورٌ . الخَصَر بالتَّحْرِيك : البَرْدُ يَجِدُه الإنْسَانُ في أطْرَافهِ . وما أحْسَنَ بَيْتَ التَّلْخِيص :
لو اخْتَصَرْتُمْ من الإحْسَان زُرْتُكُمُ ... والعَذْبُ يُهْجَر للإفراطِ في الخَصَرِ قال شَيْخُنَا : وَوَقَع في التَّصْرِيح للشَّيْخ خَالِد ضَبْطُه بالحَاءِ والصّاد المُهْمَلَتَيْن في قَوْلِ امْرِئِ القَيْس :
" لَنِعْمَ الفَتَى تَعْشُو إلى ضَوْءِ نَارِهطَرِيفُ بْنُ مالٍ لَيْلَةَ الجُوعِ والحَصَر وهو غَلَط ظاهِرٌ والصَّواب والخَصَر بالخاءِ المُعْجَمَة كما أشَرْت إليه في حَاشِيَة التَّوْضِيح . الخَصِرِ ككَتِفٍ : البارِدُ من كُلِّ شَيْءٍ . وقال أبُو عُبَيْد : الخَصِر : الَّذي يَجِد البَرْدَ فإذا كَانَ مَعَه الجُوعُ فهو الخَرِص . وخَصِرَ الرَّجُلُ إذا آلَمَه البَرْدُ في أطْرَافِه . يُقال : خَصِرَت يَدِي وخَصِرَتْ أنامِلِي : تَألَّمَتْ من البَردُ وأخْصَرها القُرُّ : آلَمَهَا البَرْدُ . ويومٌ خَصِرٌ : ألِيمُ البَرْدِ . وخَصِرَ يَوْمُنَا : اشتَدَّ بَرْدُه . قال الشاعر :
رُبَّ خَالٍ لِيَ لَوْ أبْصَرْته ... سَبِطِ المِشْيَةِ في اليَوْمِ الخَصِرْ ومَاءٌ خَصِرٌ : باردٌ . المُخَصَّر كمُعَظَّم : الرَّجُلُ الدَّقِيقُ الخَصْرِ الضَّامِرُهُ أو ضامِرُ الخَاصِرَةِ . والخأصِرَةُ : الشَّاكِلَةُ وهما خَاصِرَتَان قيل : الخَصْرَانِ والخاصِرَتانِ : ما بَيْنَ الحَرْقَفَة والقُصَيْرَى وهو ما قَلَص عنه القَصَرَتَانِ وتقدَّم من الحَجَبَتَيْن وما فَوْق الخَصْر من الجِلْدَةِ الرَّقيِقَةِ الطِّفْطِفَة ذلك فقَوْلُ ابْنِ الأَجْدابِيّ إنّ الخَصْر والخَاصِرة مُترادِفَانِ أي بِهذا المَعنَى كما عَرَفْت هو كلام مُوَافِقٌ لِكَلاَم أئِمَّة اللُّغَة . فقَوْلُ شَيْخنا إنّه لا يُعْرَف ولا يُعْتَدُّ به مَحَلُّ تَأَمُّلٍ
ومَخاصِرُ الطَّرِيقِ : أقْربُها . ويقال لها : المُخْتَصَرَات أيضاً . والمِخْصَرَة كمِكْنَسةٍ كالسَّوْطِ وقيل : هو ما يأْخُذُه الرَّجلُ بِيَدِهِ يتَوكَّأُ عَلَيْه كالَعَصَا ونَحْوِه . يقال : نَكَتَ الأَرضَ بالمِخْصَرَة هُو ما يَأْخُذُه المَلِكُ يُشِيرُ بهِ إذَا خَاطَبَ ويَصِل به كَلاَمَه كذلك الخَطيِبُ إذا خَطَب . والمِخْصرَة : كانَت من شِعَارِ المُلُوكِ والجَمْعُ المَخَاصِرُ قال :
يَكادُ يُزِيلُ الأَرْضَ وَقْعُ خِطَابِهِمْ ... إذَا وَصَلُوا أيْمَانَهُم بالمَخَاصِروفي الحَدِيث : " أنَّ النَّبِيَّ صَلّىَ اللهُ عَلَيْه وسَلَّم خَرَجَ إلى البَقِيعِ وبِيَدِه مِخْصَرةٌ له فجَلَس فنَكَت بِها الأَرضَ " قال أبو عُبَيْد : المِخْصَرة : ما اخْتَصَر الإنْسَانُ بِيَدِه فأَمْسَكَه من عَصاً أو مِقْرَعَةٍ أو عَنَزَة أو عُكَّازَة أو قَضِيب ومَا أشْبَهَا وقد يُتَّكَأ عَلَيْه . وذُو المِخْصَرَةِ : لقَب عَبْد الله ابْن أُنَيْس بن أسْعَدَ الجُهَنِيّ ثمَّ الأنْصَارِيّ حلِيفهم عَقَبِيّ ويُكْنَى أبا يَحْيَى رَوَى عَنْه أولادُه عَطِيَّةُ وعَمْرٌو وضَمْرَةُ وعَبْدُ الله وبُسْر بن سَعِيد وإنَّما لُقِّب به لأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسَلَّم أعطاهُ مِخْصَرَةً وقال : " تَلْقَانِي بها في الجنَّة " فلَمَّا مات أوصَى أن تُدْفَن مَعَه في قَبْره . وذُو الخُوَيْصِرَةِ اليَمَاميّ : صَحابِيٌّ هكذا بالمِيمِ على الصَّواب ويُوجَد في بَعْضِ نُسَخ المَعَاجِم بالنُّون وهو البائِلُ في المَسْجِدِ هكذا يُرْوَى في حَدِيثٍ مُرْسَل . أما ذُو الخُوَيْصِرة التَّمِيمِيُّ فهو حُرْقُوصُ بْنُ زُهَيْر السَّعْدِيّ ضِئْضِئُ الخوارِجِ ورئِيسُهُم . قال الطَّبَرَيّ : له صُحْبة وأمَدَّ به عُمَرُ المُسلمين الّذيِن نازَلُوا الأهوازَ فافْتَتَح حُرْقُوصٌ سُوقَ الأَهْواز . وله أثَرٌ كَبِير في قِتَالِ الهُرْمُزانِ ثُمَّ كَانَ مع عَلِيٍّ بصِفِّين ثم صَارَ مِنَ الخَوَارِج عَلَيْه فقُتِل يَوْمَ النَّهْرَوانِ معهم وهو القائل : يا رَسُولَ الله اعْدِلْ . هو في صَحِيحِ الإمام أبِي عَبْدِ الله البُخَارِيَّ . ونَصّه فأَتاه ذُو الخُوَيْصِرَةِ فقال : يا رَسُولَ اللهِ اعْدِل . وقال مَرَّةً مِن طَرِيقٍ آخَرَ : فأَتاهُ عَبْدُ اللهِ بنُ ذِي الخُوَيْصِرَةِ وهو ذُو الخُوَيْصِرَة بعَيْنِه وكأّنَّه وَهَمٌ وتَفْصِيلُه في الإصابَة واللهُ أعْلَمُ بالحَقَائِق
واخْتَصَرَ الرَّجُلُ : أخَذَها أي المِخْصَرَةَ أوِ اعْتَمَد عَلَيْهَا في مَشْيِه . ومنه حَدِيث عَلِيّ وذّكّر عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فقال : واخْتَصَر عَنَزَتَه والعَنَزَة : شِبْه العُكَّازَة . ويُقال فيه : تَخَصَّر كما صَرَّح به صاحِبُ اللّسَان وغَيْرهُ . اخْتَصَرَ الكَلامَ : أوْجَزَه ويقال : أصْلُ الخْتِصار في الطَّرِيق ثم استُعْمِل في الكَلامِ مَجازاً . وقد فَرَّق بَعْضُ المُحَقِّيِن بَيْن الإخْتِصار والإيجَازِ فقال : الإيجَاز تَحْرِيرُ المَعْنَى من غَيْر رِعَايَة للَفْظِ الَصْل بلَفْظ يَسِيرٍ . والإخْتِصَار : تَجْرِيدُ اللَّفْظِ اليَسِير مِنَ اللَّفْظِ الكَثِير مع بَقَاءِ المَعْنَى كذا نَقَلَه شَيْخُنَا . وفي اللسان : والإخْتِصارُ في الكَلاَم : أنْ يَدَعَ الفُضُولَ ويَسْتَوْجِزَ الذي يَأْتِي على المَعْنَى وكَذلِك الإخْتِصَار في الطَّرِيق . اخْتَصَرَ السَّجْدَةَ : قَرَأَ سُورَتَها وتَرَك آيتَها كَيْ لا يَسْجُد أو أفْرَد آيتَها فقَرأَ بِها ليَسْجُد فيها وقد نُهِيَ عَنْهُمَا في الحَدِيث . ونَصُّه : " نَهَى عن اخْتِصار السَّجْدَة " . وذَكَرُوا فيه الوَجْهَيْن كما ذَكَره المُصَنِّف وكُرِهَ عِنْدَنَا الأَوَّل لا الثَّانِي كما في الكَنْزِ وشُرُوحِه
اخْتَصَرَ : وضَعَ يَدَه عَلَى خاصِرَتهِ وفي الأساس : على خَصْرِه كتَخَصَّرَ وفي الأسَاسِ : تَخَاصَرَ ويُؤَيّده عِبَارَةُ اللِّسان . والإخْتِصَار والتَّخَاصُر : أن يَضْرِبَ الرَّجُلُ يَدَه إلى خَصْره في الصَّلاَة . ورُوِيَ عن النَّبِيّ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْه وسَلَّم " أنَّه نَهَى أن يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مُخْتَصِراُ " وقيل مُتَخَصِّرا قيل : هو من المخْصَرَة : وقيل : مَعْنَاه أنْ يُصَلِّيَ وهو واضِعٌ يَدَه على خَصْرِه . وجاءَ في الحَدِيث : " الإخْتِصارُ في الصَّلاةِ رَاحَةُ أهْلِ النّار " أي أنَّه فِعْلُ اليَهُود في صَلاتِهِم وهُم لأهْلُ النَّارِقال الأَزْهَرِيّ في الحَدِيث الأوّل : لا أَدْرِي أرُوِيَ مُخْتَصِراً أو مُتَخَصِّراً . ورواه ابنُ سِيرِينَ عن أبِي هُرَيْرَةَ : مُخْتَصِراً . وكذلك رَوَاهُ لأَبُو عُبَيْد . قال : ويُرْوَى في كَرَاهِيَتهِ حَدِيثٌ مَرْفُوع ويُرْوَى فيه أيضا عن عائِشَةَ وأبِي هُرَيْرَةَ : اخْتَصَرَ : قَرَأَ آيَةً أو آيَتَيْن من آخرِ السُّورةِ في الصَّلاةِ ولم يَقْرأْ سُورَةً بكَمَالِها في فَرْضه . وبه فَسَّرَ الأزْهَرِيُّ حَدِيثَ أبِي هُرَيْرَةَ السَّابِقَ وهو أحَدُ الوَجْهَيْن في تَأْوِيله . وقال ابنُ الأثِير : هكذا رَوَاه ابنُ سِيرِينَ عن أبِي هُرَيْرَة . اخْتَصَر : حَذَفَ الفُضُولَ مِنَ الشَّيْءِ عَمّةً وهو الخُضَيْرَي بضَمٍّ ففَتْح فأَلِف مَقْصُورَة وفي بَعْض النُّسَخ بكَسْرِ الرَّاءِ وياءِ النِّسْبَةِ أَي الخَصْرِيّ . كالاخْتِصار . قال رُؤْبَةُ :
وفي الخُصَيْرَي أَنتَ عِنْد الوُدِّ ... كَهْفُ تَمِيمٍ كُلِّهَا وسَعْدِ اخْتَصَرَ الطَّرِيقَ : سَلَك أَقْرَبه . قال بَعْضُهم : هذا هُوَ الأَصْل اخْتَصَر في الحَزِّ هكَذا في النُّسَخ بالحَاءِ المُهْمَلَة والزَّاي وفي بَعْضِها بالجِيمِ والزَّاي إِذا ما اسْتَأْصَلَه . وخاصَرَهُ : أَخذَ بِيَدِه في المَشْيِ . قال عَبْدُ الرَّحْمن بنُ حَسّان :
ثُمَّ خَاصَرْتُها إِلى القُبَّةِ الخَضْ ... راءِ تَمْشِي في مَرْمَرٍ مَسْنُونِ . قال ابن بَرّيّ : هذا البَيْت يُرْوَى لعَبْدِ الرّحمن بْنِ حَسّان كما ذَكَرَه الجَوْهَرِيّ وغَيْره . قال : والصَّحِيح ما ذَهَب إليه ثَعْلَب أنّه لأبي دَهْبَل الجُمَحِيّ وذَكَر قِصَّتَه . وفي حَدِيثِ أبِي سَعِيدٍ وذَكَر صَلاَة العِيد : " فَخَرجَ مُخاصِراً مَرْوَان " . قال ابْنُ الأَثِير : والمُخاصَرَة أن يَأْخُذَ الرَّجُلُ بِيَد رَجُلٍ آخَرَ يَتَمَاشَيَانِ ويَدُ كُلِّ واحِدٍ منْهما عِنْد خَصْرِ صاحِبِه . كتَخاصَرَ يقال خَرَجَ القَوْمُ مُتَخاصِرِينَ إذا كَانَ بَعْضُهم آخِذاً يَدَ بَعْضٍ . أو خَاصَرَ : أخذَ كُلٌّ في طَرِيقٍ حتّى يَلْتَقِيا في مَكَانٍ وهو المُخَازَمة . وقال ابْنُ الأَعْرَابِيّ : أنْ يَمْشِيَ الرَّجُلانِ ثُمَّ يَفْتَرِقا حَتَّى يَلْتَقِيَا على غَيْرِ مِيعَاد . أو خاصَرَ إذَا مَشَى عِنْدَ وفي بَعْض النُّسَخ : إلَى جَنْبِه
والخِضَارُ ككِتَاب : الإزَارُ لأَنَّه يُتَخَصَّر به . وفي الحَدِيث : " المُتَخَصِّرُونَ يَوْمَ القِيامَة على وُجُوهِهِم النُّورُ " أي المُصَلُّونَ باللَّيْلِ فإذا تَعِبُوا وَضَعُوا أيْدِيَهُم على خَواصِرِهِم من التَّعَب . هكَذا أوردَه ابْنُ الأثِير وفَسَّره . قال وَمَعْنَاه يَكُون أنْ يأْتُوا يوم القيامةِ ومَعَهم أعْمَالٌ لَهُم صَالِحَة يَتَّكئِؤُن عَلَيْهَا . مَأْخُوذٌ من المَخْصَرَة . قال شَيْخُنا : وهذا هو الظَّاهِر الَّذِي ذّكَرَه أئِمَّةُ الغَرِيبِ وإلاَّ تَنَاقَضَ الحَدِيثان فاعْرِفْ ذَلِك . وكَشْحٌ مُخَصَّرٌ كمُعَظَّم : دَقِيقٌ . ومن المَجَاز : نَعْلٌ مُخَصَّرَةٌ أي مُسْتَدِقَّةُ الوَسَط . وخَصْرُ النَّعْلِ : ما استدقَّ من قُدَّامِ الأُذُنَيْن منها . قال ابنُ الأعرابِيّ : الخَصْرَانِ من النَّعْل : مُسْتَدَقُّها . ونَعْلٌ مُخَصَّرةٌ : لَهَا خَصْرانِ . وفي الحديث " أنَّ نَعْلَه صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم كانت مُخَصَّرَةً " أي قُطِعَ خَصْرَاهَا حتَّى صَارَا مُسْتَدقَّيْن . من المَجَاز : رَجُلٌ مُخَصَّر القَدَمَيْنِ إذا كانَت قَدَمُه تَمَسُّ الأَرْضَ من مُقَدَّمِهَا وعَقِبها ويُخَوَّى أخْمَصُها مع دِقَّةٍ فيه . وقَدَمٌ مُخَصَّرَة ومَخْصُورَة ويَدٌ مُخْصُورَة ومُخَصَّرَةٌ في رُسْغِها تَخْصِيرٌ كَأَنَّه مَرْبُوطٌ أو فِيهِ مَحَزٌّ مُسْتَدِيرٌ كالحَزِّ . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : رجُلٌ ضخْمُ الخَوَاصِرِ . وحَكَى اللِّحْيَانّي : إنَّهَا لمُنْتَفِخَةُ الخَوَاصِر كأَنَّهُمِ جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ خاصِرَة ثم جُمِعَ على هذَا . قال الشَّاعِر :
فلما سَقَيْنَاها العَكِيسَ تَمَذَّحَت ... خَواصِرُها وازْدَادَ رَشْحاً وَرِيدُهَاورَجُلٌ مَخْصُورٌ : يَشْتَكِي خَصْرَه أو خاصِرَته . وفي الحَدِيث : " فَأَصَابَني خَاصِرَةٌ " أي وَجَعٌ في خَاصِرَتي . وقيل : وَجَعٌ في الكُلْيَتَينِ . وفي مُسْنَدِ الحَارِث بْنِ أُسَامَة يَرْفَعُه : الخَاصِرَة : عِرْقٌ في الكُليَة إذا تَحَرَّكَ وَجِعَ صاحِبُه . والمُخَاصَرَةُ في البُضْعِ : أن يَضْرِبَ بيَدِه إلى خَصْرِهَا . ومُخْتَرَات الطُّرُقِ : التي تَقْرُبُ في عُورِهَا وإِذا سُلِكَ الطَّرِيقُ ألَبَعَدُ كان أَسْهَل . وثَغْرٌ بارِدُ المُخَصَّر : المُقَبَّلِ . وعِبَارَةُ الأَسَاس : ثَغْر خَصِرٌ بارِدُ المُقّبَّل . وهذا أَخْضَرُ مِنْ ذاك وأَقْصَر
مَخَرَتِ السَّفينَةُ كمَنَع ونَصَرَ تَمْخَرُ وتَمْخُرُ مَخْراً ومُخوراً كمَنْعٍ وقُعودٍ : جَرَتْ تَشُقُّ الماءَ مع صَوت أَو استقبلَت الرِّيحَ في جَرْيِها وفي بعض النُّسَخ : جِرْيَتِها فهي ماخِرَةٌ ومَخَرَ السابحُ : شَقَّ الماءَ بيَدَيْهِ إذا سبَحَ . ومَخَرَ المِحْوَرُ القبِّ إذا أَكلَه فاتَّسعَ فيه نقله الصَّاغانِيّ . وفي التَّنزيل " وتَرى الفُلْكَ فيهِ مَواخِرَ " يعني جَوارِيَ وقيل : المواخِرُ هي التي يُسمَعُ صوتُ جَرْيِها بالرِّياحِ قاله الفَرّاءُ . جمع ماخِرَة من المَخْر وهو الصَّوتُ أو التي تَشُقُّ الماءَ بجَآجِئها أي بمُقَدَّمِها وأَعلى صَدْرِها . والمَخْرُ في الأصل : الشَّقُّ يقال : مَخَرَت السَّفينةُ الماءَ إذا شَقَّتْهُ بصَدرِها وجَرَت قاله أَبو الهيثم : وقال أَحمد بن يحيى : الماخِرَة : السَّفينة التي تَمْخَرُ الماءَ أي تدْفَعُه بصدرِها أو المَواخِرُ هي المُقبِلَة والمُدْبِرَةُ بريحٍ واحدةٍ تراها كذلك . وامْتَخَرَهُ أي الشيءَ : اختارَهُ ويقال : امتَخَرَ القومَ إذا انتقَى خِيارَهم ونُخبتَهم قال الراجز :
" مِنْ نُخْبَةِ الناسِ الَّتي كانَ امْتَخَرْ و من ذلك امْتَخَرَ العظمَ إذا استخرجَ مُخَّهُ قال العجّاج :
" من مُخَّةِ الناسِ الّتي كانَ امْتَخَر و امْتَخَرَ الفرَسُ الرِّيحَ : قابلَها بأَنفِه ليكونَ أَرْوَحَ لنفسِهِ كاستمْخَرَها وتَمَخَّرَها قال الرّاجزُ يصف الذِّئْبَ :
يسْتَمْخِرُ الرِّيحَ إذا لمْ يَسْمَعِ ... بمثلِ مِقراعِ الصَّفا المُوَقَّعِ
وأَكثر ما يستعمل التمَخُّرُ في الإبل . ففي النَّوادر : تمَخَّرَت الإبلُ الرِّيحَ إذا استقبلَتْها واستَنْشَتْها . قلتُ : وقد استُعيرَ ذلك للناس ففي حديث الحارث بن عبد الله بن السّائبِ قال لنافِع بن جُبَيْرِ : من أَين ؟ قال : خرجتُ أَتَمَخَّرُ الرِّيحَ كأَنَّه أَرادَ : أَستنْشِقُها . ومَخَرَ الأَرْضَ كمَنَعَ مَخْراً : أَرْسَلَ في الصَّيف فيها الماءَ لِتَجودَ . وفي الأساس : لِتطيبَ فمَخَرَت هي أي الأرضُ كمَنَعَ أَيضاً كما يدلُّ عليه صريحُ ضبطِ المصنِّف وضبطَه ابن القطّاع بالمبنيِّ للمجهول وزاد : فهي مَمْخورَة : جادَتْ وطابَتْ من ذلك الماءِ . ومَخَرَ البيتَ يمخَره مَخراً : أَخذَ خِيارَ متاعِه فذهب به . ومَخَرَ الغُزْرُ بالضّمّ وسكون الزاي النَّاقةَ يَمْخَرُها مَخْراً إذا كانت غزيرةً فأَكْثرَ حلْبَها فجهِدَها ذلك وأَهزلَها . واليَمْخورُ بالفتح ويُضَمُّ على الإتباع : الطَّويلُ من الرِّجال ومن الجِمال : الطّويلُ الأَعناقِ . وعُنُقٌ يَمْخورٌ : طويلٌ وجَمَلٌ يَمْخورُ العُنُقِ : طويلُه . قال العجّاج يصف جملاً :
في شَعْشَعان عُنُقٍ يَمْخُورِ ... حابِي الحُيودِ فارِضِ الحُنْجورِ و الماخُورُ : بيتُ الرِّيبةِ ومَجْمَعُ أَهل الفِسْق والفَساد ومجلسُ الخَمَّارين ومنْ يلي ذلك البيتَ ويقودُ إليه أيضاً يسمَّى ماخُوراً معرَّب مَيْ خُور أي شارب الخَمْر فيكون تسمية المحل به مَجازاً أو عربيَّة من مَخَرَت السَّفينةُ إذا أَقبلَتْ وأَدبرَت سُمِّيَ لِتَرَدُّدِ الناس إليه فهو مَجاز أيضاً ج مَواخِرُ ومَواخيرُ ومن الثاني حديث زياد لمّا قدم البصرَة والياً عليها : ما هذه المَواخيرُ الشَّراب عليه حَرامٌ حّتّى تُسَوَّى بالأرضِ هَدْماً وإحراقاً ومن سجعات الأساس : لأَنْ تَطْرحك أهلُ الخير في المآخير خَيْرٌ من أنْ يُصَدِّرَكَ أَهل المواخير . وبناتُ مَخْر بالفتح : سحائبُ بيضٌ حِسانٌ رِقاقٌ منتصِباتٌ يأتينَ قُبُلَ الصَّيف وهنَّ بناتُ المَخْرِ . قال طَرَفَةُ :
كَبَناتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ كمَا ... أَنْبَتَ الصَّيفُ عَساليجَ الخَضِرْ وكُلُّ قطعةٍ منها على حِيالِها بَناتُ مَخْرٍ قال أبو علي الفارسيّ : كان أبو بكر محمد بن السَّريّ يشتقّ هذا من البخار فهذا يدلُّكَ على أنَّ الميمَ في مَخْرٍ بدل من الباء في بَخْر قال : ولو ذهب ذاهبٌ إلى أنَّ الميمَ في مَخر أَصلٌ أَيضاً غير مُبدَلَة على أن تجعَله من قوله عزّ اسمُه " وتَرى الفُلْكَ فيهِ مَواخِرَ " وذلكَ أنَّ السَّحابَ كأَنَّها تَمْخَرُ البحرَ لأَنَّها فيما يَذْهب إليه عنه تنشأُ ومنهُ تبدأُ لكان مُصيباً غيرَ مُبْعدٍ ألا ترى إلى قول أبي ذُؤَيْب :
شَرِبْنَ بماءِ البحرِ ثمَّ تَرَفَّعَتْ ... مَتَى لُحَجٍ خُضْرٍ لهُنَّ نَئيجُهذه عبارة أبي علي بنصّها . وقد أَجحفَ شيخُنا في نقلِها وقال بعد ذلك : قلتُ : البيتُ من شواهد التوضيح وقد أَنعَمْتُه شرحاً في إسفار اللِّثام والشاهد فيه استعمالُ مَتَى بمعنى مِنْ . والأصالةُ في الباءِ ظاهرةٌ في قوله الآتي : والمَخْرَةُ : ما خَرَجَ من الجَوفِ من رائحَةٍ خبيثةٍ . ولم يتعرَّضوا لهُ فتأَمَّلْهُ . قلتُ : والمَخْرَةُ هذه نقلها الصَّاغانِيّ في التكملة والزّمخشريّ في الأساس وزاد الأَخيرُ : وفي كلِّ طائر ذفر المخْرة . ولم يتعرَّض لها صاحب اللسان . والمَخْرَةُ مُثلَّثةً : الشيءُ الذي تختارُه والكسرُ أَعلى وهذا مخْرة المال أي خِيارُه . والمَخيرُ على فعِيل : لَبَنٌ يُشابُ بماءٍ نقله الصَّاغانِيّ . وفي الحديث : " إذا أَرادَ أَحدُكم البَوْلَ فلْيَتَمَخَّر الرِّيحَ " أي فلينظُر من أين مَجراها فلا يستقبِلَها كي لا تَرُدَّ عليه البولَ ويتَرَشَّشَ عليه بولُه ولكن يستدْبِرُها . وفي لفظٍ آخر : استمْخِروا رواه النَّضْرُ بنُ شُمَيْل من حديث سُراقة ونصَّه : إذا أَتيتُم الغائطَ فاسْتَمْخِروا الرِّيحَ " أي اجعلوا ظهورَكُم إلى الرِّيحِ عند البول كأنَّه هكذا في سائر النُّسخ وفي النِّهاية لابن الأَثير : لأَنَّه إذا وَلاّها فكأَنَّه قد شقَّها بظهرِه فأَخَذتْ عن يمينه ويساره . وقد يكونُ استقبالُها تَمَخُّراً كامْتِخارِ الفَرَسِ الرِّيحَ كما تقدّم غير أنَّه في الحديث استدبار . قلت : الاستدبارُ ليس معنىً حقيقيّاً للتمَخُّر كما ظنَّه المصنِّف وإنَّما المراد به النَّظَرُ إلى مَجرى الرِّيح من أين هو ثمَّ يُستَدْبَر وهو ظاهرٌ عند التأَمُّلِ الصادقِ . ومَخْرَى كَسَكْرَى : وَادٍ بالحجاز ذو حُصونٍ وقُرىً . ومما يستدرك عليه : مَخَرَ الأَرضَ مَخْراً : شَقَّها للزِّراعة . ومَخَرَ المَرأَةَ مَخْراً : باضَعَها . وهذه عن ابن القطّاع وفي الحديث : " لَتَمْخَرَنَّ الرُّومُ الشّامَ وتَخوضُه . وتجُوس خِلالَه وتتمكَن فيه . فشبَّهه بمَخْرِ السَّفينةِ البَحْرَ . وتَمَخَّرت الإبلُ الكلأَ إذا استقبلَتْها كذا في النوادر . وبعضُ العرب تقولُ : مَخَرَ الذِّئبُ الشّاةَ إذا شَقَّ بطنَها . كذا في اللسان