" خاضَ الماءَ يَخُوضُه خَوْضاً وخِيَاضاً " بالكَسْرِ : " دَحَلَهُ " ومَشَى فيه " كخَوَّضَه " تَخْوِيضاً " واخْتاضَهُ " . خَاضَ " بالفَرَسِ : أَوْرَدَه " الماءَ " كأَخَاضَهُ " إِخَاضَةً الأَخِيرُ عن أَبِي زَيْدٍ كَذلِكَ " خَاوَضَه " فيه مُخَاوَضَةً كما في الأَسَاس . خَاضَ " الشَّرَابَ " في المِجِدَحِ : " خَلَطَه " وحَرَّكَهُ وكَذلِكَ خَوَّضَهُ قال الحُطَيْئَةُ يَصِفُ امْرَأَةً سَمَّتْ بَعْلَها :
وقَالتْ شَرَابٌ بَارِدٌ فاشْرَبَنَّهُ ... ولَمْ يَدْرِ ما خَاضَتْ له في المَجَادِحِ من المَجَازِ : خاضَ " الغَمَراتِ " يَخُوضُهَا خَوْضاً : " اقْتَحَمها " نَقَلَه الجَوْهَرِيّ . خَاضَهُ " بالسَّيْفِ : حَرَّكَهُ في المَضْرُوبِ " كما في الصّحاح وذلِكَ إِذَا وَضَعْتَ السَّيْفَ في أَسْفَلِ بَطْنِه ثمّ رَفَعْتَهُ إِلى فَوْق . وهُوَ مَجَازٌ . " والمُخَاضَةُ : مَا جَازَ النَّاسُ فيه مُشَاةً ورُكْبَاناً " وهو المَوْضِعُ الَّذِي يَتَخَضْخَضُ مَاؤُه فيُخَاضُ عِنْدَ العُبُور عَلَيْه . " ج مَخَاضٌ وَمَخَاوِضُ " . الأَخِيرُ عن أَبِي زَيْدٍ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . مِنَ المَجَاز قَوْلُه تَعَالَى : " و " كُنَّا نَخُوضُ مع الخَائِضِين " أَي في البَاطِلِ ونَتْبَعُ الغاوِينَ " كما في العُبَاب وَكَذَا قولُهُ تَعَالى : و " هُمْ في خَوْضٍ يَلْعَبُون " قولُه تعالَى : " و " خُضْتُم كالَّذِي خَاضُوا " أَي كخَوْضِهِم " والعَرَبُ تَجْعَل ما والَّذِي وأَنْ مع صِلاَتِهَا بِمَنْزِلة المَصَادِرِ وكَذلك قَوْلُه تَعَالَى : " وإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ في آيَاتِنَا " . والخَوْضُ : اللَّبْسُ في الأَمْرِ . ومن الكَلامِ : ما فِيه الكَذِبُ والبَاطِلُ وقد خَاضَ فيه . " والمِخْوَضُ كمِنْبَرٍ لِلشَّرابِ كالمِجْدَحِ للسَّوِيقِ " . تَقُولُ منه : خَضْتُ الشَّرَابَ كما في الصّحاح . قال أَبو المُثْلَّم الهُذَلِيّ :
وأَسْعُطْكَ بالأَنْفِ مَاءَ الأَبا ... ءِ مِمَّا يُثَمَّلُ بالمِخْوَضِ ويروى : في المَوْفِض . " والخَوْضُ " : بَلَدٌ . كما قَالَهُ أَبو عَمْرٍو . وقال الأَصْمَعِيّ : " وَادٍ بشِقّ عُمَانَ " . قال ابنُ مُقبل :
" أَجَبْتُ بَنِي غَيْلاَنَ والخَوْضُ دُونَهُمْبأَضْبَطَ جَهْمِ الوَجْهِ مُخْتَلِفِ الشَّجْرِ " وخَوْضُ الثَّعْلَبِ : ع " باليَمَامَةِ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ وقِيلَ : " وَرَاءَ هَجَرَ " . وقال الزَّمَخْشَرِيّ : مَحَلٌّ خَلْفَ عُمَانَ . وضَبَطَهُ بالحَاءِ . وهو تَصْحِيفٌ . ويُقَالُ : " لَيْتَه وَرَاءَ خَوْضِ الثَّعْلَبِ " يُضْرَب فِيمَن يَتَمَنَّى البُعْدَ لِصَاحِبِه . وقال مُقَاتِلُ بنُ رِيَاحٍ الدُّبَيْرِيّ . وكان خَرَبَ إِبِلاً أَيّامَ حَطْمَةِ المَهْدِيّ :
" إِذَا أَخْذِتَ إِبِلاً من تَغْلِبِ
" فَلاَ تُشَرِّقْ بِي ولكِنْ غَرِّبِ
" وبِعْ بقرْحٍ أَو بِخَوْضِ الثَّعْلَبِ
" وإِنْ نُسِبْتَ فانْتَسِبْ ثمّ اكْذِبِ
" ولا أَلُومَنَّكَ في التَّنَقُّبِ " ويروى " : بقَرْحَى " . " والخَوْضَةُ " بالفَتْح : " اللُّؤْلُؤَةُ " عن أَبِي عَمْرٍو . في النَّوَادِرِ : " سَيْفٌ خَيِّضٌ ككَيِّسٍ " إِذا كانَ مَخْلُوطاً " من حدِيدٍ أَنِيثٍ وحَدِيدٍ ذَكَرٍ " وأَصْلُه خَيْوِضٌ على فَيْعِلٍ . " وتَخَوَّضَ " الرَّجُلُ : " تَكَلَّفَ الخَوْضَ " في المَاءِ هذا هو الأَصْلُ ثمّ استُعْمِلَ في التَّلَبُّس في الأَمْرِ والتَّصَرُّفِ فِيه ومنه الحَدِيث : " رُبَّ مُتَخَوِّضٍ في مالِ اللهِ تَعالَى " أَي رُبَّ مُتَصَرِّفٍ في مالِ اللهِ تَعَالَى بِمَا لا يَرْضَاهُ الله تَعالَى . وقِيلَ : التَّخَوُّضُ في المَالِ : التَّخْلِيطُ في تَحْصِيلِهٍ من غَيْرِ وَجْهِهِ كَيْفَ أَمْكَنَ . وهو مَجَازٌ . من المَجَاز : خَاضَ القَوْمُ و " تَخَاوَضُوا في الحَدِيثِ " أَيْ " تَفَاوَضُوا " كما في الأَسَاسِ واللّسَان والعُبَابِ والصّحاح . وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه : تَخَوَّضَ الماءَ : مَشَى فيه : أَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ :
" كَأَنَّهُ في الغَرْضِ إِذْ تَرَكَّضَا
" دُعْمُوصُ ماءٍ قَلَّ ما تَخَوَّضَا والخَوْضُ : اللَّبْسُ في الأَمْرِ . وأَخَاضَ القَوْمُ خَيْلَهُم الماءَ إِذا خَاضُوا بِهَا الماءَ . وخَوَّضَ الشَّرَابَ : حَرَّكَهُ وخَوَّضَ في نَجِيعِه . شُدِّدَ للمُبَالَغَة كما في الصّحاح . وخَاوَضَهُ في البَيْعِ : عَارَضَهُ وهو مَجاز . نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ وهي رِوَايَةُ ابْنِ الأَعْرَابِيّ ورَواه أَبو عُبَيْدٍ عن أَبِي عَمْرٍو بالصَّادِ المُهْمَلَة وقد تَقَدَّم . ومن المَجَازِ : الخِيَاضُ : أَن يُدْخِل قدْحاً مُسْتَعَاراً بَيْنِ قِدَاحِ المَيْسِرِ يتَيَمَّنُ به . ويُقَال : خُضْتُ به في القِدَاحِ خِيَاضاً . وخَاوَضْتُ القِدَاحَ خِوَاضاً . قال الهُذَلِيُّ يَصِف ماءً وَرَدَه :
فخَضْخَضْت صُفْنِيَ في جَمِّهِ ... خِيَاضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا خَضْخَضْت تَكْرِيرٌ من خَاضَ يَخُوضُ لَمَّا كَرَّرَه جعَله مُتَعَدِّياً . والمُدَابِرُ : المَقْمُورُ يُقْمَرُ فيَسْتَعِيرُ قِدْحاً يَثِقُ بفَوْزِه ليُعَاوِدَ مَنْ قَمَرَه القِمَارَ . ويُقَال للمَرْعَى إِذا كَثُرَ عُشْبُه والْتَفَّ : اخْتَاضَ اخْتِيَاضاً . وقال سَلَمَةُ بنُ الخُرْشُبِ الأَنْمَارِيّ :
ومُخْتاضٍ تَبِيضُ الرُّبْدُ فِيهِ ... تُحُومِيَ نَبْتُه فَهوَ العَمِيمُ
غَدَوْتُ له يُدَافِعُني سَبُوحٌ ... فِرَاشُ نُسُورِهَا عَجْمٌ جَرِيمُ وقد تُجْمَع المَخَاضَةُ على مَخَاضَاتٍ قال عَبْدُ اللهِ بنُ سَبْرَةَ الحَرَشِيّ :
إِذا شَالَتِ الجَوْزاءُ والنَّجْمُ طالِعُ ... فكُلُّ مَخَاضاتِ الفُرَاتِ مَعابِرُ وخاضَ إِلَيْه حتّى أَخَذَه . وخاضَ البَرْقُ الظَّلامَ . وخَاضَتِ الإِبِلُ : لَجَّتْ في السَّرَاب وكُلُّ ذلِك مَجَازٌ
فصل الدال مع الضاد
مَخَضَ اللَّبَنَ يَمْخُضه مِثْلَُّثَةَ الآتي كما قالَهُ الجَوْهَرِيّ أَي من حَدِّ ضَرَبَ ونَصَرَ ومَنَعَ فالماضي مفتوحٌ عَلَى كلِّ حالٍ : أَخَذَ زُبْدَهُ فهو مَخيضٌ ومَمْخوضٌ وَقَدْ تَمَخَّضَ . وقال اللَّيْثُ : المَخْضُ : تحريكُكَ المِمْخَضَ الَّذي فيه اللَّبَنُ المَخيضُ الَّذي قَدْ أُخِذتْ زُبْدَتُه . وتَمَخَّضَ اللَّبَنُ . وامْتَخَضَ أَي نحرَّكَ في المِمْخَضَةِ . وَقَدْ يكون المَخْضُ في أَشياءَ كثيرةٍ . يُقَالُ : مَخَضَ الشَّيْءَ مَخْضاً إذْ حرَّكه شديداً . وفي الحَدِيث " مُرَّ عَلَيْهِ بجَنازَةٍ تُمْخَضُ مَخْضاً " أَي تُحرَّكُ تحريكاً سريعاً كما في اللّسَان . وفي العُبَاب : تُمْخَضُ مَخْضَ الزِّقِّ فقالَ : عليكُمْ بالقَصْدِ أَي تُحَرَّكُ تَحْريكاً شديداً . ومن المَجَازِ : مَخَضَ البَعيرُ إِذا هَدَرَ بشَقْشَقَتِهِ . قالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ القُرُومَ :
" يَتْبَعْنَ زَأْراً وهدِيراً مَخْضَا
" في عَلِكاتٍ يَعْتَلِينَ النَّهْضَا ومن المَجَازِ : مَخَضَ الدَّلوَ هكَذَا في سَائِرِ النُّسَخِ والصَّوَابُ كما في الصّحاح والعُبَاب واللِّسَان : قالَ الفَرَّاءُ : مَخَضَ بالدَّلْوِ إِذا نَهَزَ بها في البئْر وأَنْشَدَ :
" إِنَّ لنَا قَلَيْذَماً هَمُومَا
" يَزِيدُها مَخْضُ الدِّلاَ جُمُومَا ويُروى مَخْجُ الدِّلاَ . ويُقَالُ : مخَضْتُ البئرَ بالدَّلْوِ إِذا أَكثرْتَ النَّزْعَ منها بدِلائكَ وحرَّكْتَها وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ :
" لَنَمْخَضَنْ جَوْفَكِ بالدُّلِيِّ
والمِمْخَضُ كمِنْبَرٍ : السِّقاءُ الَّذي فيه المَخيضُ . ومن المَجَازِ : مَخِضَت المرأةُ وكَذلِكَ النَّاقَةُ وغيرُها من البهائمِ كسَمِعَ واقتَصَرَ عَلَيْهِ الجَوْهَرِيّ . ومَخَضَت مثال مَنَعَ لم يذكُرْهُ أَحدٌ من الجَماعَةِ . ولا يبعدَ أَن يمونَ من هذا البابِ مع وجودِ حرفِ الحَلْقِ وفيه نَظَرٌ . ويُقَالُ أَيْضاً : مُخِضَتْ مثال عُنِيَ وهذه قَدْ أَنْكَرَها ابنُ الأَعْرَابيّ فإِنَّهُ قالَ : يُقَالُ : مَخِضَت المرأَةُ ولا يُقَالُ مُخِضَتْ ويُقَالُ مَخَضْتُ لَبَنَها . وقال نُصَيْرٌ : وعامَّةُ قَيْسٍ وتميمٍ وأَسَدٍ يقولون : مِخِضَت بكَسْرِ الميم ويفعلون ذلك في كلِّ حرفٍ كانَ قبل أَحد حُروف الحَلْقِ فِعِلْتُ وفِعِيل . يقولون : بِعِيرٌ وزِئيرٌ ونِهِيقٌ وشِهيقٌ ونِهِلَت الإِبلُ وسِخِرْتُ مِنْهُ ولم يُشر إِلَيْه المُصَنِّفِ وهو كما تَرَى لغةٌ صَحيحَةٌ مَخَاضاً بالفَتْحِ وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ ومِخاضاً بالكَسْرِ وبه قَرَأَ ابنُ كَثيرٍ في الشَّواذّ " فأَجاءهَا المِخاضُ " بكَسْرِ الميم . ومَخَّضَتْ تَمْخيضاً وفي بعض النُّسَخ : تَمَخَّضَتْ تَمَخُّضاً وكِلاهُمَا صَحيحان : أَخَذَها المَخاضُ أَي الطَّلْقُ وهو وَجَعُ الوِلادَةِ . وكلُّ حاملٍ ضَرَبَهَ الطَّلقُ فهي ماخِضٌ كما في الصّحاح . وقيل : الماخِضُ من النِّساءِ والإِبلِ والشَّاءِ : المُقْرِبُ وهي الَّتِي دنا وِلادُها وَقَدْ أَخَذَها الطَّلْقُ قالَهُ ابنُ الأَعْرَابيّ ج مَوَاخِضٌ ومُخَّضٌ وأَنْشَدَ غيرُه في الدَّجاجِ :
" ومَسَدٍ فَوْقَ الدَّجاجِ مَحَالٍ نُغَّضِ
" تُنْقِضُ إِنْقاضَ الدَّجاجِ المُخَّضِوأَمْخَضَ الرَّجُلُ : مَخَضَتْ إِبلُهُ . وقالت ابنَةُ الخُسِّ الإِياديِّ لأَبيها : مَخَضَتْ الفُلانيَّةُ لناقَةِ أَبيها قالَ : وما علمُكِ ؟ قَالَتْ : الصَّلاَ رَاجّ والطَّرْف لاَجّ وتَمْشي وتَفَاجّ . قالَ : أَمْخَضَتْ يا ابْنَتي فاعْقِلي . والمَخَاضُ : الحَوَاملُ من النُّوقِ كما في الصّحاح . وفي المُحكم : الَّتِي أَولادُها في بُطُونِها أَو هي العِشارُ وهي الَّتِي أَتى عَلَيْها مِنْ حملِها عشرَةَ أَشهُرٍ قالَهُ ثَعْلَبٌ . قالَ ابنُ سِيدَه : لم أَجِدْ ذلِكَ إلاَّ لهُ أَعني أَنْ يُعَبَّر عن المَخَاضِ بالعِشارِ . قالَ الجَوْهَرِيّ : الواحِدَةُ خَلِفَةٌ وهو نادرٌ عَلَى غير قِياسٍ ولا واحدَ لها مِنْ لفظِها . وقالَ أَبو زَيْدٍ : إِذا أَردْتَ الحَوَاملَ من الإِبِلِ قلتَ : نوقٌ مَخَاضٌ واحدتُها خَلِفَةٌ عَلَى غير قِياسٍ . كما قالوا لواحِدَةِ النِّساءِ : امرأةٌ . ولواحِدَةِ الإِبلِ : ناقةٌ أَو بعيرٌ . وقالَ ابن سِيدَه : وإِنَّما سمِّيَتْ الحَوَاملُ مَخَاضاً تفاؤُلاً بأنَّها تَصيرُ إِلَى ذلِكَ وتَسْتَمْخِضُ بولَدِها إِذا نُتِجَتْ . أَو المَخَاضُ : الإِبلُ حين يُرْسَلُ فيها الفَحْلُ . وفي أَوَّلِ الزَّمانِ حتَّى يَهْدِرْ قالَ ابن سِيدَه : هَكَذا وُجِدَ حتَّى يَهْدِرَ وفي بعض الرِّواياتِ : حتَّى يَفْدِرَ أَي تنقَطِع عن الضِّراب . كذا في النُّسَخ تنقَطِعُ بالمُثنَّاةِ الفوقيَّة والصَّوَابُ يَنْقَطعَ . جمعٌ بلا واحدٍ . وعِبَارَة المُحكم : لا واحِدَ لها . والفَصيلُ إِذا لَقِحَتْ أُمُّهُ : ابنُ مَخَاضٍ والأُنثى : بنتُ مَخَاضٍ . نَقَلَهُ صاحب اللّسَان والصَّاغَانِيُّ عن السُّكَّريّ كما سَيَأْتِي . أَو مَا دَخَلَ في السَّنَةِ الثَّانيَةِ . وعِبَارَةُ الصّحاح . والمَخَاضُ : الحَوَاملُ من النُّوق . ومِنْهُ قيلَ للفَصيلِ إِذا استكمَلَ الحَوْلَ ودَخَلَ في الثَّانِيَةِ : ابنُ مَخَاضٍ والأُنثى ابنَةُ مَخَاضٍ لأنَّه فُصِلَ عن أُمِّه وأُلحِقَتْ أُمُّه بالمَخَاضِ سَوَاءٌ لَقِحَتْ أَو لمْ تَلْقَح انْتَهَى . وقالَ الأَصْمَعِيّ : إِذا حَمَلْتَ الفَحْلَ عَلَى النَّاقةِ فلَقِحَتْ فهي خَلِفَةٌ وجمعُها مَخَاضٌ وولدُها إِذا استَكْمَلَ سَنَةً من يومِ وُلد ودُخول السَّنَةِ الأُخرى ابنُ مَخَاضٍ لأَنَّ أُمَّهُ لَحِقَتْ بالمَخَاضِ من الإِبلِ أَي الحَوَاملِ . وقالَ ابنُ الأثيرِ : المَخَاضُ : اسمٌ للنُّوقِ الحَوَاملِ . وبنتُ المَخَاضِ وابنُ المَخَاضِ : مَا دَخَلَ في السَّنَةِ الثَّانيَةِ لأنَّ أُمَّهُ لَحِقَتْ بالمَخَاضِ أَي الحَوَاملِ وإنْ لم تكُنْ حامِلاً أو مَا حَمَلَتْ أُمُّهُ أَو حَمَلَتْ الإِبِلُ الَّتِي فيها أُمُّهُ وإنْ لم تَحْمِلْ هي قالَ : وهذا هو معنى ابنِ مَخَاضٍ وبنتِ مَخَاضٍ لأَنَّ الواحدَ لا يكونُ ابنَ نُوقٍ وإِنَّما يكون ابنَ ناقَةٍ واحدَةٍ . والمُرادُ أَنْ تكونَ وَضَعَتْها أُمُّها في وقتٍ ما وَقَدْ حَمَلَتِ النُّوقُ الَّتِي وَضَعْنَ مع أُمِّها وإنْ لم تكنْ أُمُّها حامِلاً فنَسَبها إِلَى الجَماعَةِ بحُكْمِ مُجاوَرَتِها لأُمَّها . قالَ الجَوْهَرِيّ : ولا يُقَالُ في ج إلاَّ بناتُ مَخَاضٍ وبَنَاتُ لَبُونٍ وبناتُ آوَى . وقال غيرُه : لا يُثنَّى مَخَاضٌ ولا يُجمعُ لأنَّها إنَّما يُريدون أَنَّها مُضافَةً إِلَى هذه السِّنِّ الواحدَةِ . وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ لأَبي ذؤيبٍ يَصِفُ خَمْراً :
فلا تُشتَرَى إلاَّ برِبْحٍ سِباؤُها ... بَنَاتُ المَخَاضِ شُومُهَا وحِضَارُهَاورواه أَبو عَمْرو : شيمُهَا والأُولى رِوايَةُ الأصمعي وقال ابن حَبيبٍ : رَوَى أَبو عَبْدِ الله : بُزْلُها وعِشارُها . وقيل : ابنُ مَخَاضٍ يُقَالُ له ذلك إِذا لَقِحَتْ . قالَ ذلك السُّكَّريّ في شرحِ بيتِ أَبي ذُؤَيْبٍ هذا . انْتَهَى مَا قالَهُ الصَّاغَانِيُّ في العُبَاب . قُلْتُ : والذي قي شرح السُّكَّريّ ورَواهُ الأخفشُ : بناتُ اللَّبُون : شِيمُها . يَقُولُ : هذه الخَمْرُ تُشْتَرَى ببَنَاتِ المَخَاضِ . شُومُها : سُودُها وحِضارُها : بِيضُها . ولم أَجدْ فيه مَا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ وهو قَوْلُه : ابنُ مَخَاضٍ إِلَى آخرِهِ . فتأمَّلْ . وَقَدْ تدخُلُهُمَا الْ قالَ الجَوْهَرِيّ وابنُ مَخَاضٍ نَكِرَةٌ فإذا أَردْتَ تَعْريفَهُ أَدخلتَ عَلَيْهِ الأَلفَ والَّلامَ إلاَّ أَنَّهُ تعريفُ جِنْسٍ . قالَ الشَّاعرُ : قُلْتُ : هو جَريرٌ ونَسَبَه ابنُ بَرِّيّ في أَماليهِ للفَرَزْدَقِ وزادَ الصَّاغَانِيُّ : يَهْجو فُقَيْماً ونَهْشَلاً :
وَجَدْنا نَهْشَلاً فَضَلَتْ فُقَيْماً ... كفَضْلِ ابنِ المَخَاضِ عَلَى الفَصيلِ قالَ ابنُ الأَثيرِ : وإِنَّما سُمِّيتْ ابنَ مَخَاضٍ ونصُّ النِّهايَة : وإِنَّما سُمِّيَ ابنَ مَخَاضٍ في السَّنَةِ الثَّانيَةِ لأَنَّهمْ أَي العَرب إنَّما كانوا يَحْمِلونَ الفُحُولَ عَلَى الإِناثِ بعدَ وَضْعِها بسَنة ليَشْتَدَّ وَلَدُها فهي تَحْمِلُ في السَّنَةِ الثَّانيَةِ وتَمْخَضُ فيكونُ وَلَدُها ابنَ مَخَاضٍ . وقالَ الأَصْمَعِيّ : تَمَخَّضَتِ الشَّاةُ : لَقِحَتْ وهي ماخِضٌ ومَخُوضٌ . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : ناقةٌ مَاخِضٌ ومخُوضٌ وهي الَّتِي ضربَها المَخَاضُ وَقَدْ مَخِضَتْ تَمْخَضُ مَخَاضاً وإِنَّها لَتَمَخَّضُ بوَلَدِها وهو أَنْ يُضْرِبَ الوَلَدُ في بَطْنِها حتَّى تُنْتَجَ فَتَمْتَخِضَ . ومن المَجَازِ : تَمَخَّضَ الدَّهْرُ بالفِتنَةِ أَي أَتى بها . قالَ الشَّاعر :
وما زالَتِ الدُّنْيَا يَخونُ نَعيمُهَا ... وتُصْبِحُ بالأَمْرِ العَظيمِ تَمَخَّضُ ويُقَالُ للدُّنيا إِنَّها تتمَخَّضُ بفِتنةٍ مُنْكَرَةٍ وكَذلِكَ تمَخَّضَت المَنونُ وغيرُها . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لعَمْرو بنِ حسَّانَ أَحَدِ بني الحارِثِ بنِ همَّامٍ يُخاطبُ امرأتَه . قُلْتُ : وهكذا قالَهُ أَبو محمَّدٍ السِّيرافِيّ ويُروى لسَهْمِ بنِ خالدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الشَّيْبانيّ ولخالِدِ بنِ حقٍّ الشَّيْبانيّ وهكذا أَنْشَدَ أَبو عُبَيْدِ الله محمَّدُ بن عِمْرانَ بنِ مُوسى المَرْزُبانيّ في تَرْجَمَتَيْهما :
تَمَخَّضَتِ المَنُونُ لهُ بيَوْمٍ ... أَنَى ولكُلِّ حامِلَةٍ تِمَامُ وكأَنَّه من المَخَاضِ . قالَ الجَوْهَرِيّ : جعلَ قَوْلَه تَمَخَّضَتْ يَنوبُ مَنَابَ قوْله لَقِحَتْ بوَلَدٍ لأَنَّها مَا تَمَخَّضَتْ بالولَدِ إلاَّ وَقَدْ لَقِحَتْ . وقولُه : أَنَى أَي حانَ وِلادَتُهُ لتَمام أَيَّامِ الحَمْلِ . وأَوَّلُ هذه الأَبيات :
أَلا يا أُمَّ عَمْرٍو لا تَلُومي ... وأَبْقِي إنَّما ذا النَّاسُ هامُ وهكذا ساقَه الصَّاغَانِيُّ والجَوْهَرِيّ . وقال ابنُ بَرِّيّ : المشْهُورُ في الرِّوايَةِ : أَلا يا أُمَّ قَيْسٍ وهي زوجَتُهُ وكانَ قَدْ نَزَلَ به ضيفٌ يُقَالُ له إِسافٌ فعَقَرَ له ناقةً فلامَتْهُ فقال هذا الشَّعرَ . قالَ صاحب اللّسَان : وَقَدْ رَأَيْتُ أَنا في حاشيةٍ من نُسَخِ أَمالي ابنِ بَرِّيّ أَنَّهُ عَقَرَ له ناقَتَيْنِ بدليلِ قوله في القصيدَة :
أَفي نابَيْنِ نالَهُما إِسافٌ ... تَأَوَّهُ طَلَّتي مَا إِنْ تَنَامُوَقَدْ ذَكَرَ بقيَّةَ الأَبياتِ الصَّاغَانِيُّ في التَّكْمِلَة وفي العُبَاب فراجِعْها فإِنَّها حِكْمَةٌ ومَوْعِظَةٌ . وَقَدْ أَرَدْنا الاخْتِصارَ . ومَخِيضٌ كأَميرٍ : ع قربَ المَدينَةِ عَلَى ساكِنها أَفضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام مرَّ عَلَيْهِ النَّبِيّ صَلّى اللهُ عليه وسَلّم في غَزَاةِ بني لِحْيَانَ . والمُسْتَمْخِضُ : اللَّبَنُ البطيءُ الرَّوْبِ فإذا اسْتَمْخَضَ لم يَكَدْ يَروبُ وإذا رابَ ثن مَخَضْتَهُ فعاد مَخْضاً فهو المُسْتَمْخِضُ ولذلك أَطْيَبُ أَلبانِ الغَنَمِ لأَنَّ زُبْدَهُ استُهلِك فيه واسْتَمْخَضَ اللَّبَنُ أَيْضاً إِذا أَبطَأَ أَخْذُهُ الطَّعْمَ بعدَ حَقْنِهِ في السِّقاءِ . وأَمْخَضَ اللَّبَنُ وامْتَخَضَ : تحرَّكَ في المِمْخَضَةِ هَكَذا نصُّ العُبَاب . والَّذي في الصّحاح : وأَمْخَضَ اللَّبَنُ : حانَ لهُ أَنْ يُمْخَضَ وتَمَخَّضُ اللَّبَنُ وامْتَخَضَ أَي تحرَّكَ في المِمْخَضَةِ . والظَّاهرُ أَنَّهُ سَقَطَ ذلك في العُبَاب سهواً من الصَّاغَانِيُّ في نقلِهِ فقلَّدَهُ المُصَنِّفِ من غيرِ أَنْ يُراجِعَ الصّحاح وغيرَهُ من الأُصولِ . وقال الجَوْهَرِيّ : والمِمْخَضَةُ : الإِبْرِيجُ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ :
لَقَدْ تَمَخَّضَ في قَلْبي مَوَدَّتُها ... كما تَمَخَّضَ في إِبْرِيجِهِ اللَّبَنُ والإِمْخاضُ بالكَسْرِ : الحَليبُ ونصُّ اللَّيْثِ : مَا دامَ اللَّبَنُ المَخِيضُ في المِمْخَضَةِ فهو إِمْخاضٌ أَي مَخْضَةٌ واحِدَةٌ . قالَ : وقيلَ : هو مَا اجْتَمَعَ من اللَّبَنِ في المَرْعَى حتَّى صارَ وِقْرَ بَعيرٍ ويُجمعُ عَلَى الأَمَاخِيضِ . يُقَالُ : هذا إِحْلابٌ مِنْ لَبَنٍ وإِمْخاضٌ من لَبَنٍ وهي الأَحَاليبُ والأَمَاخيضُ . ومَخَاضٌ كسَحَابٍ : نهرٌ قُرْبَ المعرَّةِ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : امْتَخَضَتِ النَّاقَةُ مِثْلُ تمخَّضَت ومَخِضَتْ عن ابنِ شُمَيْلٍ . وتَمَخَّضَ الولَدُ وامْتَخَضَ : تحرَّكَ في بطنِ الحامِلِ . والماخِضُ : هي النَّاقَةُ الَّتِي أَخذَها المَخَاضُ لتَضعَ . ومِنْهُ الحَديثُ : " دَعِ الماخِضَ والرُّبَّى " . ومَخِضَت المرأَةُ : تحرَّكَ ولَدُها في بطنِها للوِلادَةِ عن إبراهيمَ الحَربيّ . والإِمْخاضُ : السِّقاءُ مثَّلَ به سِيبَوَيْه وفسَّرَهُ السِّيرافيّ . ومَخَضَ السَّحَابُ بمائِه وتَمَخَّضَ . وتَمَخَّضَتِ السَّماءُ : تهيَّأَتْ للمَطَرِ وهو مَجازٌ . وتَمَخَّضَتِ اللَّيْلَةُ عن يومِ سَوْءٍ إِذا كانَ صَبَاحُها صَبَاحُ سَوْءٍ وهو مَجازٌ . ومَخَضَ رَأْيَهُ حتَّى ظهَرَ لهُ الصَّوابُ وهو مَجازٌ . وكذا قولُهُم : مَخَضَ اللهُ السِّنينَ حتَّى كانَ ذلك زُبْدَتَها . وقال ابنُ بُزُرجَ : تقولُ العربُ في أُدْعِيَّةٍ يَتَدَاعَوْن بها : صَبَّ اللهُ عليْكَ أُمُّ حُبَيْنٍ ماخِضاً : يعني اللَّيْلَ