الدَّرَكُ
اللحَاق وقد أَدركه ورجل دَرَّاك مُدْرِك كثير الإدْراك وقلما يجئ فَعَّال من
أَفْعَلَ يُفْعِل إلا أَنهم قد قالوا حَسَّاس دَرّاك لغة أَوازدواج ولم يجئ
فَعَّال من أَفْعَلَ إلاَّ دَرَّاك من أَدْرَك وجَبّار من أَجبره على الحكم أَكرهه
وسَأْآر من ق
الدَّرَكُ
اللحَاق وقد أَدركه ورجل دَرَّاك مُدْرِك كثير الإدْراك وقلما يجئ فَعَّال من
أَفْعَلَ يُفْعِل إلا أَنهم قد قالوا حَسَّاس دَرّاك لغة أَوازدواج ولم يجئ
فَعَّال من أَفْعَلَ إلاَّ دَرَّاك من أَدْرَك وجَبّار من أَجبره على الحكم أَكرهه
وسَأْآر من قوله أَسأَر في الكأْس إِذا أَبقى فيها سؤْراً من الشراب وهي البقية
وحكى اللحياني رجل مُدْرِكةٌ بالهاء سريع الإدْراكِ ومُدْرِكةُ إسم رجل مشتق من
ذلك وتَدَاركَ القومُ تلاحقوا أَي لَحِق آخرُهم أَولَهم وفي التنزيل حتى إذا
ادّارَكُوا فيها جميعاً وأَصله تَدَاركوا فأدغمت التاء في الدال واجتلبت الألف
ليسلم السكون وتَدَارك الثَّرَيان أَي أَدرك ثرى المطر ثرى الأرض الليث الدَّرَك
إدراك الحاجة ومَطْلبِه يقال بَكِّرْ ففيه دَرَك والدَّرَك اللَّحَقُ من
التَّبِعَةِ ومنه ضمان الدَّرَكِ في عهدة البيع والدَّرَك اسم من الإدْراك مثل
اللَّحَق وفي الحديث أَعوذ بك من دَرْك الشَّقاء الدَّرْك اللَّحاق والوصول إلى
الشيء أدركته إدْراكاً ودركاً وفي الحديث لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دَرَكاً
له في حاجته والدَّرَك التَّبِعةُ يسكن ويحرك يقال ما لَحِقك من دَرَكٍ فعليَّ
خلاصُه والإدْراكُ اللحوق يقال مشيت حتى أَدْرَكته وعِشْتُ حتى أَدْرَكْتُ زمانه
وأَدْرَكْتُه ببصري أَي رأَيته وأَدْرَكَ الغلامُ وأَدْرَكَ الثمرُ أَي بلغ وربما
قالوا أَدْرَكَ الدقيق بمعنى فَنِيَ واستَدْرَكْت ما فات وتداركته بمعنى وقولهم
دَرَاكِ أَي أَدْرِكْ وهو اسم لفعل الأَمر وكسرت الكاف لاجتماع الساكنين لأَن حقها
السكون للأَمر قال ابن بري جاء دَرَاك ودَرَّاك وفَعَال وفَعَّال إِنما هو من فعل
ثلاثي ولم يستعمل منه فعل ثلاثي ون كان قد استعمل منه الدَّرْكُ قال جَحْدَر بن
مالك الحنظلي يخاطب الأَسد لَيْثٌ ولَيْثٌ في مَجالٍ ضنكِ كلاهما ذو أنَف ومَحْكِ
وبَطْشةٍ وصِوْلةٍ وفَتْك إن يَكْشِف الله قِناع الشك بظَفَرٍ من حاجتي ودَرْك فذا
أَحَقُّ مَنْزِل بتَرْكِ قال أَبو سعيد وزادني هفّان في هذا الشعر الذئب يَعْوي
والغُراب يَبْكي قال الأصمعي هذا كقول ابن مُفَرِّغ الريحُ تَبْكي شَجْوَها
والبرقُ يَضحك في الغَمَامة قال ثم قال جحدر أَيضاً في ذلك يا جُمْلُ إِنكِ لو
شهِدْتِ كَرِيهتي في يوم هَيْجٍ مُسْدِفٍ وعَجاجِ وتَقَدُّمِي لليث أَرْسُف نحوه
كَيْما أكابِرَه على الأَحْرَاجِ قال وقال قيس بن رفاعة في دَرَّاك وصاحب الوَتْرِ
ليس الدهر مُدْرِكَهُ عندي وإني لدَرَّاكٌ بأَوْتارِ والدَّرك لحاق الفرسِ الوحْشَ
وغيرها وفرس دَرَك الطَّريدة يُدْرِكها كما قالوا فرس قَيْدُ الأَوَابِدِ أَي أَنه
يُقَيِّدها والدَّرِيكة الطَّريدةُ والدَّراك اتباع الشيء بعضه على بعضٍ في
الأَشياء كلها وقد تَدَارك والدِّراك المُداركة يقال دَارَك الرجل صوته أَي تابعه
وقال اللحياني المُتَدَارِكة غير المُتَوَاتِرة المُتَواتِرُ الشيءُ الذي يكون
هُنَيَّةً ثم يجيءُ الآخر فإذا تتابعت فليست مُتَوَاتِرة هي مُتَداركة متواترة الليث
المُتَدَارِك من القَوَافي والحروف المتحركة ما اتفق متحركان بعدهما ساكن مثل
فَعُو وأَشباه ذلك قال ابن سيده والمُتَدَارِكُ من الشِّعْر كل قافية توالى فيها
حرفان متحركان بين ساكنين وهي متفاعِلُنْ ومستفعلن ومفاعِلُنْ وفَعَلْ إذا اعتمد
على حرف ساكن نحو فَعُولُنْ فَعَلْ فاللام من فعل ساكنة وفُلْ إذا اعتمد على حرف
متحرك نحو فَعُولُ فُلْ اللام من فُلْ ساكنة والواو من فَعُولُ ساكنة سمي بذلك
لتوالي حركتين فيها وذلك أَن الحركات كما قدمنا من آلات الوصل وأَماراته فكأنَّ
بعض الحركات أدرك بعضاً ولم يَعُقْده عنه اعتراض الساكن بين المتحركين وطَعَنَهُ
طعناً دِراكاً وشرِب شرباً دِراكاً وضرب دِراكٌ متتابع والتَّدْرِيكُ من المطر أَن
يُدَارِكَ القَطْرُ كأنه يُدْرِك بعضُه بعضاً عن ابن الأَعرابي وأَنشد أَعرابي
يخاطب ابنه وَابِأَبي أَرْواحُ نَشْرِ فِيكا كأَنه وهْنٌ لمن يَدْرِيكا إذا الكَرى
سنَاتِهِ يُغْشِيكا رِيحَ خُزامَى وُلِّيَ الرَّكِيكا أَقْلَعَ لمَّا بَلَغَ
التَّدْرِيكا واسْتَدْرَك الشيءَ بالشيءِ حاول إِدْراكه به واستعمل هذا الأَخفش في
أَجزاء العروض فقال لأَنه لم ينقص من الجزء شيء فيستدركه وأَدْرَكَ الشيءُ بلغ
وقته وانتهى وأَدْرَك أَيضاً فَنِيَ وقوله تعالى بل ادَّارَكِ علمهم في الآخرة روي
عن الحسن أَنه قال جهلوا علم الآخرة أَي لا علم عندهم في أَمر الآخرة التهذيب
وقوله تعالى قل لا يعلم مَنْ في السموات والأَرض الغيب إلا الله وما يشعرون
أَيَّان يُبْعثون بل ادَّارَكَ علمهم في الآخرة قرأَ شيبة ونافع بل ادَّرَاك وقرأَ
أَبو عمرو بل أَدْرَكَ وهي في قراءة مجاهد وأَبي جعفر المدني وروي عن ابن عباس
أَنه قرأَ بَلى آأَدْرَك علمهم يستفهم ولا يشدد فأَما من قرأَ بل ادَّارَكَ فإن
الفراء قال معناه لغةً تَدَارَك أَي تتابع علمهم في الآخرة يريد بعلم الآخرة تكون
أو لا تكون ولذلك قال بل هم في شك منها بل هم منها عَمُون قال وهي في قراءة أَُبيّ
تَدارَكَ والعرب تجعَل بل مكان أَم وأَم مكان بل إذا كان في أَول الكلمة استفهام
مثل قول الشاعر فوالله ما أَدْرِي أَسَلْمَى تَغَوَّلَتْ أَم البُومُ أَم كلٌّ
إِليَّ حَبِيبُ معنى أَم بل وقال أَبو معاذ النحوي ومن قرأَ بل أَدْرَك ومن قرأَ
بل ادّارك فمعناهما واحد يقول هم علماء في الآخرة كقول الله تعالى أَسْمعْ بهم
وأَبْصِرْ يوم يأْتوننا ونحو ذلك قال السدي في تفسيره قال اجتمع علمهم في الآخرة
ومعناها عنده أَي عَلِمُوا في الآخرة أَن الذي كانوا يوعَدُون به حق وأَنشد
للأَخطل وأَدْرَكَ عِلْمي في سوَاءَة أَنها تقيم على الأَوْتار والمَشْرَب الكدر
أَي أَحاط علمي بها أَنها كذلك قال الأَزهري والقول في تفسير أَدْرَكَ وادَّارَكَ
ومعنى الآية ما قال السدي وذهب إليه أَبو معاذ وأَبو سعيد والذي قاله الفراء في
معنى تَدَارَكَ أَي تتَابع علمهم في الآخرة أَنها تكون أَو لا تكون ليس بالبَيِّنِ
إِنما المعنى أَنه تتَابع علمهم في الآخرة وتواطأَ حين حَقَّت القيامة وخسروا وبان
لهم صدق ما وُعِدُوا حين لا ينفعهم ذلك العلم ثم قال سبحانه بل هم اليوم في شك من علم
الآخرة بل هم منها عَمُون أَي جاهلون والشَّك في أَمر الآخرة كفر وقال شمر في قوله
تعالى بل أَدْرَكَ علمهم في الآخرة هذه الكلمة فيها أَشياء وذلك أَنا وجدنا الفعل
اللازم والمتعدي فيها في أَفْعَلَ وتَفَاعَلَ وافْتَعَلَ واحداً وذلك أَنك تقول
أَدْرَكَ الشيءَ وأَدْرَكْتُه وتَدَارك القومُ وادَّارَكوا وادَّرَكُوا إذا
أَدرَكَ بعضهم بعضاً ويقال تَدَاركتهُ وادَّارَكْتُه وادَّرَكْتُه وأَنشد
تَدَاركتُما عَبْساً وذُبْيان بعدما تفانَوْا ودَقُّوا بينهم عِطْر مَنْشِمِ وقال
ذو الرمة مَجَّ النَّدَى المُتَدارِكِ فهذا لازم وقال الطرماح فلما
ادَّرَكْناهُنَّ أَبدَيْنَ للهَوَى وهذا متعد وقال الله تعالى في اللازم بل
ادَّارَكَ علمهم قال شمر وسمعت عبد الصمد يحدث عن الثوري في قوله بل ادَّارَكَ
علمُهم في الآخرة قال مجاهد أَم تواطأَ علمهم في الآخرة قال الأَزهري وهذا يوافق
قول السدي لأَن معنى تواطأَ تحقق واتفق حين لا ينفعهم لا على أنه تواطأَ بالحَدْس
كما ظنه الفراء قال شمر وروي لنا حرف عن ابن المظفر قال ولم أَسمعه لغيره ذكر أَنه
قال أَدْرَكَ الشيءُ إذا فَنِيَ فإن صح فهو في التأويل فَنِيَ علمُهم في معرفة
الآخرة قال أَبو منصور وهذا غير صحيح في لغة العرب قال وما علمت أَحداً قال أَدْرك
الشيءُ إذا فني فلا يعرّج على هذا القول ولكن يقال أَدْرَكتِ الثِّمار إذا بلغت
إناهَا وانتهى نُضْجها وأَما ما روي عن ابن عباس أَنه قرأَ بلى آأَدْرَكَ عِلْمهم
في الآخرة فإنه إن صح استفهام فيه ردّ وتهكّم ومعناه لم يُدْرِكْ علمهم في الآخرة
ونحو ذلك روى شعبة عن أَبي حمزة عن ابن عباس في تفسيره ومثله قول الله عز وجل أَم
له البَناتُ ولكم البنُون معنى أَم أَلف الإستفهام كأَنه قال أَله البنات ولكم
البنون اللفظ لفظ الإستفهام ومعناه الردّ والتكذيب لهم وقول الله سبحانه وتعالى لا
تخاف دَرَكا ولا تخشى أَي لا تخاف أَن يُدْرِ كَكَ فرعونُ ولا تخشاه ومن قرأَ لا
تَخَفْ فمعناه لا تَخَفْ أَن يُدْرِ كَكَ ولا تخشَ الغرق والدَّرْكُ والدَّرَكُ
أَقصى قَعْر الشيء زاد التهذيب كالبحر ونحوه شمر الدَّرَكُ أَسفل كل شيء ذي عُمْق
كالرَّكِيَّة ونحوها وقال أَبو عدنان يقال أَدْرَكوا ماء الرَّكيّة إِدراكاً
ودَرَك الرَّكِيَّة قعرها الذي أُدرِكَ فيه الماء والدَّرَكُ الأَسفل في جهنم نعوذ
بالله منها أَقصى قعرها والجمع أَدْرَاك ودَرَكاتُ النارِ منازل أَهلها والنار
دَرَكات والجنة درجات والقعر الآخر دَرْك ودَرَك والدَّرَك إلى أَسفل والدَّرَجُ
إلى فوق وفي الحديث ذكر الدَّرَك الأسفل من النار بالتحريك والتسكين وهو واحد
الأَدْراك وهي منازل في النار نعوذ بالله منها التهذيب والدَّرَكُ واحد من
أَدْرَاك جهنم من السبع والدَّرْكُ لغة في الدَّرَك الفراء في قوله تعالى إن المنافقين
في الدَّرْك الأَسفل من النار يقال أَسفل دَرَجِ النار ابن الأَعرابي الدَّرْك
الطَّبَقُ من أَطباق جهنم وروي عن ابن مسعود أَنه قال الدَّرْكُ الأَسفل توابِيتُ
من حديد تصَفَّدُ علهيم في أَسفل النار قال أَبو عبيدة جهنم دَرَكاتٌ أَي منازل
وأَطباق وقال غيره الدَّرَجات منازل ومَرَاقٍ بعضها فوق بعض فالدَّرَكات ضد
الدَّرَجات وفي حديث العباس أَنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم أَما كان ينفع
عَمَّك ما كان يصنع بك ؟ كان يحفظك ويَحْدَب عليك فقال لقد أُخْرِجَ بسببي من
أَسفل دَرَك من النار فهو في ضَحْضَاحٍ من نار ما يَظُنُّ أَن أَحداً أَشدُّ
عذاباً منه وما في النار أَهون عذاباً منه العذاب لجعله صلى الله عليه وسلم إياه
ضدّاً للضَّحضاح أو كالضد له والضَّحضاح أُريد به القليل من العذاب مثل الماء
الضحضاح الذي هو ضد الغَمْر وقيل لأَعرابي إن فلاناً يدعي الفضل عليك فقال لو كان
أَطول من مسيرة شهر ما بلغ فضلي ولو وقع في ضَحْضاح لغَرِقَ أَي لو وقع في القليل
من مياه شَرَفي وفضلي لغرق فيه قال الأَزهري وسمعت بعض العرب يقول للحبل الذي يعلق
في حَلْقةِ التَّصْديرِ فيشد به القَتَبُ الدَّرَكَ والتَّبْلِغَةَ ويقال للحبل
الذي يشد به العَرَاقي ثم يُشَدّ الرِّشاءُ فيه وهو مثني الدَّرَكُ الجوهري
والدَّرَك بالتحريك قطعة حبل يشد في طرف الرِّشاءِ إِلى عَرْقُوَةِ الدلو ليكون هو
الذي يلي الماء فلا يعفَن الرِّشاءُ ابن سيده والدَّرَك حبل يُوَثَّقُ في طرف
الحبل الكبير ليكون هو الذي يلي الماء فلا يعفَن بعض الرشاء عند الإستقاء
والدِّرْكةُ حَلْقة الوَتَرِ التي تقع في الفُرْضة وهي أَيضاً سير يوصَلُ بوَتَر
القَوْس العربية قال اللحياني الدَّرْكة القطعة التي توصل الحبل إذا قَصُر أَو
الحِزام ويقال لا بارَك الله فيه ولا دارَك ولا تارَك إتباع كله بمعنى ويوم الدَّرَكِ
يوم معروف من أَيامهم ومُدْرِك ومُدْرِكَةُ اسمان ومُدْرِكةُ لقب عمرو بن إِلياس
بن مُضَر لقبه بها أَبوه لما أَدرك الإبل ومُدْرك بن الجازي فرس لكُلْثوم بن الحرث
ودِراكٌ اسم كلب قال الكميت يصف الثور والكلاب فاخْتلَّ حِضْنَيْ دِراكٍ وانْثَنى
حرِجاً لزارعٍ طَعْنَةٌ في شِدْقها نَجَلُ أي في جانب الطعنة سعة وزارع أَيضاً اسم
كلب
معنى
في قاموس معاجم
دَارَ الشيءُ
يَدُورُ دَوْراً ودَوَرَاناً ودُؤُوراً واسْتَدَارَ وأَدَرْتُه أَنا ودَوَّرْتُه
وأَدَارَه غيره ودَوَّرَ به ودُرْتُ به وأَدَرْت اسْتَدَرْتُ ودَاوَرَهُ
مُدَاوَرَةً ودِوَاراً دَارَ معه قال أَبو ذؤيب حتى أُتِيح له يوماً بِمَرْقَبَةٍ
ذُو مِرَّة
دَارَ الشيءُ
يَدُورُ دَوْراً ودَوَرَاناً ودُؤُوراً واسْتَدَارَ وأَدَرْتُه أَنا ودَوَّرْتُه
وأَدَارَه غيره ودَوَّرَ به ودُرْتُ به وأَدَرْت اسْتَدَرْتُ ودَاوَرَهُ
مُدَاوَرَةً ودِوَاراً دَارَ معه قال أَبو ذؤيب حتى أُتِيح له يوماً بِمَرْقَبَةٍ
ذُو مِرَّةٍ بِدِوَارِ الصَّيْدِ وَجَّاسُ عدّى وجاس بالباء لأَنه في معنى قولك
عالم به والدهر دَوَّارُ بالإِنسان ودَوَّارِيُّ أَي دائر به على إِضافة الشيء
إِلى نفسه قال ابن سيده هذا قول اللغويين قال الفارسي هو على لفظ النسب وليس بنسب
ونظيره بُخْتِيٌّ وكُرْسيٌّ ومن المضاعف أَعْجَمِيٌّ في معنى أَعجم الليث
الدَّوَّارِيُّ الدَّهْرُ الدائرُ بالإِنسان أَحوالاً قال العجاج والدَّهْرُ
بالإِنسانِ دَوَّارِيُّ أَفْنَى القُرُونَ وهو قَعْسَرِيُّ ويقال دَارَ دَوْرَةً
واحدةً وهي المرة الواحدة يدُورُها قال والدَّوْرُ قد يكون مصدراً في الشعر ويكون
دَوْراً واحداً من دَوْرِ العمامة ودَوْرِ الخيل وغيره عام في الأَشياء كلها
والدُّوَارُ والدَّوَارُ كالدَّوَرَانِ يأْخذ في الرأْس ودِيَر به وعليه وأُدِيرَ
به أَخذهن الدُّوَارُ من دُوَارِ الرأْس وتَدْوِيرُ الشيء جعله مُدَوَّراً وفي
الحديث إِن الزمان قد اسْتَدَار كهيئته يوم خلق الله السموات والأَرض يقال دَارَ
يَدُورُ واستدار يستدير بمعنى إِذا طاف حول الشيء وإِذا عاد إِلى الموضع الذي
ابتدأَ منه ومعنى الحديث أَن العرب كانوا يؤخرون المحرم إِلى صفر وهو النسيء
ليقاتلوا فيه ويفعلون ذلك سنة بعد سنة فينتقل المحرم من شهر إِلى شهر حتى يجعلوه
في جميع شهور السنة فلما كانت تلك السنة كان قد عاد إِلى زمنه المخصوص به قبل
النقل ودارت السنة كهيئتها الأُولى ودُوَّارَةُ الرأْس ودَوَّارَتُه طائفة منه
ودَوَّارَةُ البطن ودُوَّارَتُه عن ثعلب ما تَحَوَّى من أَمعاء الشاة والدَّائرة
والدَّارَةُ كلاهما ما أَحاط بالشيء والدَّارَةُ دَارَةُ القمر التي حوله وهي
الهَالَةُ وكل موضع يُدَارُ به شيء يَحْجُرُه فاسمه دَارَةٌ نحو الدَّاراتِ التي
تتخذ في المباطخ ونحوها ويجعل فيها الخمر وأَنشد تَرَى الإِوَزِّينَ في أَكْنافِ
دَارَتها فَوْضَى وبين يديها التِّبْنُ مَنْثُورُ قال ومعنى البيت أَنه رأَى
حَصَّاداً أَلقى سنبله بين يدي تلك الإِوز فقلعت حبّاً من سنابله فأَكلت الحب وافتضحت
التبن وفي الحديث أَهل النار يحترقون إِلا دارات وجوههم هي جمع دارة وهو ما يحيط
بالوجه من جوانبه أَراد أَنها لا تأْكلها النار لأَنها محل السجود ودارة الرمل ما
استدار منه والجمع دَارَاتٌ ودُورٌ قال العجاج من الدَّبِيلِ ناشِطاً لِلدُّورِ
الأَزهري ابن الأَعرابي الدِّيَرُ الدَّارَاتُ في الرمل ابن الأَعرابي يقال
دَوَّارَةٌ وقَوَّارَةٌ لكل ما لم يتحرك ولم يَدُرْ فإِذا تحرك ودار فهو
دَوَّارَةٌ وقَوَّارَةٌ والدَّارَةُ كل أَرض واسعة بين جبال وجمعها دُورٌ ودَارَات
قال أَبو حنيفة وهي تُعَدُّ من بطون الأَرض المنبتة وقال الأَصمعي هي الجَوْبَةُ
الواسعة تَحُفُّها الجبال وللعرب دارات قال محمد بن المكرم وجدت هنا في بعض
الأُصول حاشية بخط سيدنا الشيخ الإِمام المفيد بهاء الدين محمد ابن الشيخ محيي
الدين إبراهيم بن النحاس النحوي فسح الله في أَجله قال كُرَاعٌ الدارةُ هي البُهْرَةُ
إِلا أَن البُهْرَة لا تكون إِلا سهلة والدارة تكون غليظة وسهلة قال وهذا قول أَبي
فَقْعَسٍ وقال غيره الدارة كلُّ جَوْبَةٍ تنفتح في الرمل وجمعها دُورٌ كما قيل
ساحة وسُوحٌ قال الأَصمعي وعِدَّةٌ من العلماء رحمهم الله تعالى دخل كلام بعضهم في
كلام بعض فمنها دارة جُلْجُل ودارةُ القَلْتَيْنِ ودارةُ خَنْزَرٍ ودارةُ صُلْصُلٍ
ودارةُ مَكْمَنٍ ودارةُ مَاسِلٍ ودارة الجَأْبِ ودارة الذِّئْبِ ودارة رَهْبى
ودارةُ الكَوْرِ ودارةُ موضوع ودارةُ السَّلَمِ ودارةُ الجُمُدِ ودارةُ القِدَاحِ
ودارةُ رَفْرَفٍ ودارةُ قُِطْقُِطٍ ودارةُ مُحْصَنٍ ودارةُ الخَرْجِ ودارة وَشْحَى
ودارةُ الدُّورِ فهذه عشرون دَارَةً وعلى أَكثرها شواهد هذا آخر الحاشية
والدَّيِّرَةُ من الرمل كالدَّارةِ والجمع دَيِّرٌ وكذلك التَّدْورِةُ وأَنشد
سيبويه لابن مقبل بِتْنَا بِتَدْوِرَة يُضِيءُ وُجُوهَنَا دَسَمُ السَّلِيطِ
يُضِيءُ فَوْقَ ذُبالِ ويروى بتنا بِدَيِّرَةٍ يضيء وجوهنا والدَّارَةُ رمل مستدير
وهي الدُّورَةُ وقيل هي الدُّورَةُ والدَّوَّارَةُ والدَّيِّرَةُ وربما قعدوا فيها
وشربوا والتَّدْوِرَةُ المجلسُ عن السيرافي ومُدَاوَرَةُ الشُّؤُون معالجتها
والمُدَاوَرَةُ المعالجة قال سحيم بن وثيل أَخُو خَمْسِينَ مُجْتَمِعٌ أَشُدِّي
ونَجَّدَنِي مُدَاوَرَةُ الشُّؤُونِ والدَّوَّارَةُ من أَدوات النَّقَّاشِ
والنَّجَّارِ لها شعبتان تنضمان وتنفرجان لتقدير الدَّارات والدَّائِرَةُ في
العَرُوض هي التي حصر الخليل بها الشُّطُورَ لأَنها على شكل الدائرة التي هي
الحلقة وهي خمس دوائر الأُولى فيها ثلاثة أَبواب الطويل والمديد والبسيط والدائرة
الثانية فيها بابان الوافر والكامل والدائرة الثالثة فيها ثلاثة أَبواب الهزج
والرجز والرمل والدائرة الرابعة فيها ستة أَبواب السريع والمنسرح والخفيف والمضارع
والمقتضب والمجتث والدائرة الخامسة فيها المتقارب فقط والدائرة الشَّعَرُ المستدير
على قَرْنِ الإِنسان قال ابن الأَعرابي هو موضع الذؤابة ومن أَمثالهم ما
اقْشَعَرَّتْ له دائرتي يضرب مثلاً لمن يَتَهَدَّدُكَ بالأَمر لا يضرك ودائرة رأْس
الإِنسان الشعر الذي يستدير على القَرْنِ يقال اقشعرت دائرته ودائرة الحافر ما
أَحاط به من التبن والدائرة كالحلقة أَو الشيء المستدير والدائرة واحدة الدوائر
وفي الفرس دوائر كثيرة فدائرة القَالِع والنَّاطِحِ وغيرهما وقال أَبو عبيدة دوائر
الخيل ثماني عشرة دائرة يكره منها الهَقْعَةُ وهي التي تكون في عُرضِ زَوْرِه
ودائرة القَالِعِ وهي التي تكون تحت اللِّبْدِ ودائرة النَّاخِسِ وهي التي تكون
تحت الجَاعِرَتَيْنِ إِلى الفَائِلَتَيْنِ ودائرةُ اللَّطَاةِ في وسط الجبهة وليست
تكره إِذا كانت واحدة فإِن كان هناك دائرتان قالوا فرس نَطِيحٌ وهي مكروهة وما سوى
هذه الدوائر غير مكروهة ودَارَتْ عليه الدَّوائِرُ أَي نزلت به الدواهي والدائرة
الهزيمة والسوء يقال عليهم دائرة السوء وفي الحديث فيجعل الدائرة عليهم أَي
الدَّوْلَة بالغلبة والنصر وقوله عز وجل ويَتَرَبَّصُ بكم الدوائر قيل الموت أَو
القتل والدُّوَّارُ مستدار رمل تَدُورُ حوله الوحش أَنشد ثعلب فما مُغْزِلٌ
أَدْماءُ نام غَزَالُها بِدُوَّارِ نِهْيٍ ذي عَرَارٍ وحُلَّبِ بأَحْسَنَ من
لَيْلَى ولا أُمُّ شَادِنٍ غَضِيضَةُ طَرْفٍ رُعْتُها وَسْطَ رَبْرَبِ والدائرة
خشية تركز وسط الكُدْسِ تَدُورُ بها البقر الليث المَدَارُ مَفْعَلٌ يكون موضعاً
ويكون مصدراً كالدَّوَرَانِ ويجعل اسماً نحو مَدَار الفَلَكِ في مَدَارِه
ودُوَّارٌ بالضم صنم وقد يفتح وفي الأَزهري الدَّوَّارُ صنم كانت العرب تنصبه
يجعلون موضعاً حوله يَدُورُون به واسم ذلك الصنم والموضع الدُّوَارُ ومنه قول امرئ
القيس فَعَنَّ لنا سِرْبٌ كأَنَّ نِعاجَهُ عَذَارَى دُوَارٍ في مُلاءٍ مُذَيَّلِ
السرب القطيع من البقر والظباء وغيرها وأَراد به ههنا البقر ونعاجه إِناثه شبهها
في مشيها وطول أَذنابها بِجَوَارٍ يَدُرْنَ حول صنم وعليهن الملاء والمذيل الطويل
المهدّب والأَشهر في اسم الصنم دَوَارٌ بالفتح وأَما الدُّوَارُ بالضم فهو من
دُوَارِ الرأْس ويقال في اسم الصنم دُوارٌ قال وقد تشدد فيقال دُوَّارٌ وقوله
تعالى نَخْشَى أَن تصيبنا دائرة قال أَبو عبيدة أَي دَوْلَةٌ والدوائر تَدُورُ
والدَّوائل تَدولُ ابن سيده والدَّوَّار والدُّوَّارُ كلاهما عن كراع من أَسماء
البيت الحرام والدَّارُ المحل يجمع البناء والعرصة أُنثى قال ابن جني هي من دَارَ
يَدُورُ لكثرة حركات الناس فيها والجمع أَدْوُرٌ وأَدْؤُرٌ في أَدنى العدد
والإِشمام للفرق بينه وبين أَفعل من الفعل والهمز لكراهة الضمة على الواو قال
الجوهري الهمزة في أَدؤر مبدلة من واو مضمومة قال ولك أَن لا تهمز والكثير دِيارٌ
مثل جبل وأَجْبُلٍ وجِبالٍ وفي حديث زيارة القبور سلامٌ عليكم دَارَ قَوْمٍ مؤمنين
سمي موضع القبور داراً تشبيهاً بدار الأَحياء لاجتماع الموتى فيها وفي حديث
الشفاعة فأَسْتَأْذِنُ على رَبِّي في دَارِه أَي في حضرة قدسه وقيل في جنته فإِن
الجنة تسمى دار السلام والله عز وجل هو السلام قال ابن سيده في جمع الدار آدُرٌ
على القلب قال حكاها الفارسي عن أَبي الحسن ودِيارَةٌ ودِيارَاتٌ ودِيرَانٌ ودُورٌ
ودُورَاتٌ حكاها سيبويه في باب جمع الجمع في قسمة السلامة والدَّارَةُ لغة في
الدَّارِ التهذيب ويقال دِيَرٌ ودِيَرَةٌ وأَدْيارٌ ودِيرَانٌ ودَارَةٌ ودَارَاتٌ
ودُورٌ ودُورَانٌ وأَدْوَارٌ ودِوَارٌ وأَدْوِرَةٌ قال وأَما الدَّارُ فاسم جامع
للعرصة والبناء والمَحَلَّةِ وكلُّ موضع حل به قوم فهو دَارُهُمْ والدنيا دَارُ
الفَناء والآخرة دَارُ القَرار ودَارُ السَّلام قال وثلاث أَدْؤُرٍ همزت لأَن
الأَلف التي كانت في الدار صارت في أَفْعُلٍ في موضع تحرّك فأُلقي عليها الصرف ولم
تردّ إِلى أَصلها ويقال ما بالدار دَيَّارٌ أَي ما بها أَحد وهو فَيْعَالٌ من دار
يَدُورُ الجوهري ويقال ما بها دُورِيٌّ وما بها دَيَّارٌ أَي أَحد وهو فَيْعَالٌ
من دُرْتُ وأَصله دَيْوَارٌ قالوا وإِذا وقعت واو بعد ياء ساكنة قبلها فتحة قلبت
ياء وأُدغمت مثل أَيَّام وقَيَّام وما بالدّارِ دُورِيٌّ ولا دَيَّارٌ ولا
دَيُّورٌ على إِبدال الواو من الياء أَي ما بها أَحد لا يستعمل إِلا في النفي وجمع
الدَّيَّارِ والدَّيُّورِ لو كُسِّرَ دَواوِيرُ صحت الواو لبعدها من الطرف وفي
الحديث أَلا أُنبئكم بخير دُورِ الأَنصار ؟ دُورُ بني النَّجَّارِ ثم دُور بني
عَبْدِ الأَشْهَلِ وفي كلِّ دُورِ الأَنصارِ خَيْرٌ الدُّورُ جمع دار وهي المنازل
المسكونة والمَحَالُّ وأَراد به ههنا القبائل والدُّورُ ههنا قبائل اجتمعت كل
قبيلة في مَحَلَّةٍ فسميت المَحَلَّةُ دَاراً وسمي ساكنوها بها مجازاً على حذف
المضاف أَي أَهل الدُّورِ وفي حديث آخر ما بقيتْ دَارٌ إِلاَّ بُنِيَ فيها مسجد
أَي ما بقيت قبيلة وأَما قوله عليه السلام وهل ترك لنا عَقِيلٌ من دار ؟ فإِنما
يريد به المنزل لا القبيلة الجوهري الدار مؤنثة وإِنما قال تعالى ولنعم دار
المتقين فذكَّر على معنى المَثْوَى والموضع كما قال عز وجل نِعْمَ الثوابُ
وحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً فأَنث على المعنى والدَّارَةُ أَخص من الدَّارِ وفي حديث
أَبي هريرة يا لَيْلَةً من طُولها وعَنَائِها على أَنها من دَارَةِ الكُفْرِ
نَجَّتِ ويقال للدَّارِ دَارَة وقال ابن الزِّبَعْرَى وفي الصحاح قال أُمية بن
أَبي الصلت يمدح عبدالله بن جُدْعان لَهُ دَاعٍ بمكةَ مُشْمَعِلٌّ وآخَرُ فَوْقَ
دَارَتِه يُنادِي والمُدَارَات أُزُرٌ فيها دَارَاتٌ شَتَّى وقال الشاعر وذُو
مُدَارَاتٍ على حَصِير والدَّائِرَةُ التي تحت الأَنف يقال لها دَوَّارَةٌ
ودَائِرَةٌ ودِيرَةٌ والدَّارُ البلد حكى سيبويه هذه الدَّارُ نعمت البلدُ فأَنث
البلد على معنى الدار والدار اسم لمدينة سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وفي
التنزيل العزيز والذين تَبَوَّأُوا الدَّارَ والإِيمان والدَّارِيُّ اللازِمُ
لداره لا يبرح ولا يطلب معاشاً وفي الصحاح الدَّارِيُّ رَبُّ النِّعَمِ سمي بذلك
لأَنه مقيم في داره فنسب إِليها قال لَبِّثْ قليلاً يُدْرِكِ الدَّارِيُّون ذَوُو
الجيادِ الُبدَّنِ المَكْفِيُّون سَوْفَ تَرَى إِن لَحِقُوا ما يُبْلُون يقول هم
أَرباب الأَموال واهتمامهم بإِبلهم أَشد من اهتمام الراعي الذي ليس بمالك لها
وبَعِيرٌ دَارِيٌّ متخلف عن الإِبل في مَبْرَكِه وكذلك الشاة والدَّارِيُّ
المَلاَّحُ الذي يلي الشِّرَاعَ وأَدَارَهُ عن الأَمر وعليه ودَاوَرَهُ لاوَصَهُ
ويقال أَدَرْتُ فلاناً على الأَمر إِذا حاوَلْتَ إِلزامَه إِياه وأَدَرْتُهُ عن
الأَمر إِذا طلبت منه تركه ومنه قوله يُديرُونَنِي عن سَالِمٍ وأُدِيرُهُمْ
وجِلْدَةُ بينَ العَيْنِ والأَنْفِ سَالِمُ وفي حديث الإِسراء قال له موسى عليه
السلام لقد دَاوَرْتُ بني إِسرائيل على أَدْنَى من هذا فَضَعُفُوا هو فاعَلْتُ من
دَارَ بالشيء يَدُورُ به إِذا طاف حوله ويروى رَاوَدْتُ الجوهري والمُدَارَةُ
جِلْدٌ يُدَارُ ويُخْرَزُ على هيئة الدلو فيستقى بها قال الراجز لا يَسْتَقِي في
النَّزَحِ المَضْفُوفِ إِلاَّ مُدَارَاتُ الغُرُوبِ الجُوفِ يقول لا يمكن أَن
يستقى من الماء القليل إِلا بدلاء واسعة الأَجواف قصيرة الجوانب لتنغمس في الماء
وإِن كان قليلاً فتمتلئ منه ويقال هي من المُدَارَاةِ في الأُمور فمن قال هذا
فإِنه ينصب التاء في موضع الكسر أَي بمداراة الدلاء ويقول لا يستقى على ما لم
يسمَّ فاعله ودَارٌ موضع قال ابن مقبل عادَ الأَذِلَّةُ في دَارٍ وكانَ بها هُرْتُ
الشَّقاشِقِ ظَلاَّمُونَ للجُزُرِ وابنُ دَارَةَ رجل من فُرْسَانِ العرب وفي المثل
محا السَّيْفُ ما قال ابنُ دَارَةَ أَجْمَعَا والدَّارِيُّ العَطَّارُ يقال أَنه
نُسِبَ إِلى دَارِينَ فُرْضَةٍ بالبَحْرَيْنِ فيها سُوق كان يحمل إِليها مِسْكٌ من
ناحية الهند وقال الجعدي أُلْقِيَ فيها فِلْجانِ من مِسْكِ دَا رِينَ وفِلْجٌ من
فُلْفُلٍ ضَرِمِ وفي الحديث مَثَلُ الجَلِيس الصالِح مَثَلُ الدَّارِيِّ إِن لم
يُحْذِكَ من عِطْرِه عَلِقَكَ من ريحه قال الشاعر إِذا التَّاجِرُ الدَّارِيُّ
جاءَ بفَأْرَةٍ من المِسْكِ رَاحَتْ في مَفَارِقِها تَجْري والدَّارِيُّ بتشديد
الياء العَطَّارُ قالوا لأَنه نسب إِلى دَارِينَ وهو موضع في البحر يؤتى منه
بالطيب ومنه كلام عليّ كرّم الله وجهه كأَنه قِلْعٌ دَارِيُّ أَي شِراعٌ منسوب
إِلى هذا الموضع البحري الجوهري وقول زُمَيْلٍ الفَزَارِيِّ فلا تُكْثِرَا فيه
المَلامَةَ إِنَّهُ مَحا السَّيْفُ ما قالَ ابنُ دَارَةَ أَجْمَعا قال ابن بري
الشعر للكُمَيت بن مَعْرُوف وقال ابن الأَعرابي هو للكميت بن ثعلبة الأَكبر قال
وصدره فلا تُكْثِرُوا فيه الضَّجَاجَ فإِنه مَحا السَّيْفُ ما قالَ ابنُ دَارَةَ
أَجْمَعا والهاء في قوله فيه تعود على العقل في البيت الذي قبله وهو خُذُوا
العَقْلَ إِنْ أَعْطاكمُ العَقْلَ قَومُكُم وكُونُوا كمن سَنَّ الهَوَانَ
فَأَرْتَعَا قال وسبب هذا الشعر أَن سالم بن دارة هجا فَزَارَةَ وذكر في هجائه
زُمَيْلَ بن أُم دينار الفَزَارِيَّ فقال أَبْلِغْ فَزَارَةَ أَنِّي لن أُصالِحَها
حتى يَنِيكَ زُمَيْلٌ أُمَّ دِينارِ ثم إِن زميلاً لقي سالم بن دارة في طريق
المدينة فقتله وقال أَنا زُمَيْلٌ قاتِلُ ابنِ دَارَهْ ورَاحِضُ المَخْزَاةِ عن
فَزَارَهْ ويروى وكاشِفُ السُّبَّةِ عن فَزَارَهْ وبعده ثم جَعَلْتُ أَعْقِلُ
البَكَارَهْ جمع بَكْرٍ قال يعقل المقتول بَكارَةً ومَسَانّ وعبدُ الدَّار بطنٌ من
قريش النسب إِليهم عَبْدَرِيٌّ قال سيبويه وهو من الإِضافة التي أُخذ فيها من لفظ
الأَول والثاني كما أُدخلت في السَّبَطْر حروفُ السَّبِطِ قال أَبو الحسن كأَنهم
صاغوا من عَبْدِ الدَّارِ اسماً على صيغة جَعْفَرٍ ثم وقعت الإِضافة إِليه ودارِين
موضع تُرْفَأُ إِليه السُّفُنُ التي فيها المسك وغير ذلك فنسبوا المسك إِليه وسأَل
كسرى عن دارين متى كانت ؟ فلم يجد أَحداً يخبره عنها إِلا أَنهم قالوا هي
عَتِيقَةٌ بالفارسية فسميت بها ودَارَانُ موضع قال سيبويه إِنما اعتلَّت الواو فيه
لأَنهم جعلوا الزيادة في آخره بمنزلة ما في آخره الهاء وجعلوه معتلاًّ كاعتلاله
ولا زيادة فيه وإِلا فقد كان حكمه أَن يصح كما صح الجَوَلانُ ودَارَاءُ موضع قال
لَعَمْرُكَ ما مِيعادُ عَيْنِكَ والبُكَا بِدَارَاءَ إِلا أَنْ تَهُبَّ جَنُوبُ
ودَارَةُ من أَسماء الداهية معرفة لا ينصرف عن كراع قال يَسْأَلْنَ عن دَارَةَ أَن
تَدُورَا ودَارَةُ الدُّور موضع وأُراهم إِنما بالغوا بها كما تقول رَمْلَةُ
الرِّمالِ ودُرْنَى اسم موضع سمي على هذا بالجملة وهي فُعْلى ودَيْرُ النصارى
أَصله الواو والجمع أَدْيارٌ والدَّيْرَانِيُّ صاحب الدَّيْرِ وقال ابن الأَعرابي
يقال للرجل إِذا رأَس أَصحابه هو رأْس الدَّيْرِ