السَّمَيْذَعُ بفتح السِّين والميمِ بعدَها مُثَنَّاةٌ تَحْتِيَّةٌ هكذا في نُسخَتِنا وهو الصّوابُ ووُجِدَ في بعضِها زِيادَة ومُعجَمَةٌ مَفتوحَةٌ وهذه الزِّيادَةُ ساقِطَةٌ في غالب النُّسَخِ فإنَّ ظاهِرَ كلامِ الجَوْهَرِيّ وابنِ سِيدَه والصَّاغانِيّ إهمالُ الدَّالِ بل صَرَّحَ بعضُهُم بأَنَّ إعجامَ ذالِه خَطَأٌ وفي بعضِ النُّسَخِ : السَّمَيْدَعُ كغَضَنْفَرٍ وهي صحيحةٌ إنَّما فيها عدم اعتبار صورة الزَّائِدِ في الوَزْنِ وفي بعضِها : كعُصَيْفِرٍ وهي مثل التي قبلَها لأَنَّ حروفَ غَضَنْفَرٍ وعُصَيْفرٍ سواءٌ إنَّما تختلِفُ في النَّقْطِ وهي مُحَرَّفَةٌ لا يُعَوَّلُ عليها فإنَّ الجَوْهَرِيّ قال : ولا تُضَمُّ السِّين فإنَّه خَطَأٌ وزادَ بعضُهُم : كإعجامِ ذالِهِ كما تقدَّمَ وفي الفَصيحِ : هو السَّمَيْدَع ولا تُضَمُّ السّين وتَبعوهُ على ذلك دونَ مُخالَفَةٍ قال ابنُ التَّيَّانِيِّ في شرحِ الفصيح نقلاً عن أَبي حاتِم : السَّمَيْدَعُ بالفتح ومَن ضَمَّ السّينَ فقد أَخْطأْ . قال سيبويهِ ويكونُ على فَعَيْلَل قالوا : سَمَيْدَعٌ وقال ابن دَرَسْتَوَيْهِ : العامَّةُ تَضُمُّ السّينَ وهو خَطاٌ لأَنَّه ليس في كلام العَرَبِ اسمٌ على فُعَيْلَل : السَّيِّدُ كما في الصِّحاحِ والعَيْنِ وزادَ في العُبابِ : الكريمُ الشَّريفُ السَّخِيُّ وزادَ ابنُ التَّيّانِيِّ في شرحِ الفصيحِ عن الأَصمعيِّ قال : سأَلْتُ مُنتَجِعَ بنَ نَبهانَ عن السَّمَيْدَعِ فقال : هو السَّيِّدُ المُوَطّأُ الأَكنافِ ومثلُه في الصِّحاحِ وهكذا فَسَّرَه أَبو حاتِمٍ أَيضاً وأَنْشَدَ الصَّاغانِيُّ للحادِرَةِ :
تَخِدُ الفَيافي بالرِّجال وكُلُّها ... يَعدو بمُنْخَرِقِ القَميصِ سَمَيْدَعِ
قال الليثُ : السَّمَيْدَع : الشُّجاعُ قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ رضي الله عنه يَرثي أَخاهُ مالِكاً :
" وإنْ ضَرَّسَ الغَزْوُ الرِّجالَ رأَيْتَهُأَخا الحَرْبِ صَدْقاً في اللِّقاءِ سَمَيْدَعا قال النَّضْرُ : والذِّئْبُ يُقال لهُ : السَّمَيْدَعُ لسُرعَتِه والرَّجُلُ الخفيفُ في حوائجِه سَمَيْدَعٌ من ذلك . السَّمَيْدَعُ أَيضاً : السَّيْفُ . قال الصَّاغانِيُّ : وَزْنُ السَّمَيْدَعِ عندَ النَّحْوِيّينَ : فَعَيْلَلٌ وقال أَبو أُسامَةَ جُنادَةُ بنُ محمّد بنِ الحُسَيْنِ الأَزدِيُّ : وزنُه فَمَيْعَلٌ والميمُ زائدةٌ واشتقاقُه من السَّدْعِ وهو الذَّبْحُ والبَسْطُ يقال : سَدَعَه : إذا ذَبَحَه وبَسَطَه . السَّمَيْدَعُ : اسمُ رَجُلٍ قال رُؤْبَةُ :
هاجَتْ ومِثلِي نَوْلُه أَنْ يَربَعا ... حَمامَةٌ هاجَتْ حَماماً سُجَّعا
" أَبْكَتْ أَبا العَجْفاءِ والسَّمَيْدَعا ولَمّا قُرِئَتْ هذه الأُرجُوزَةُ على ابنِ دُريدٍ قال : الرِّوايَةُ : أَبا الشَّعْثاءِ وهو العَجّاجُ والسَّمَيْدَعُ بنُ خَبّابٍ الطّائِيُّ وَلِيَ عسكَرَ المَهْدِيِّ . والسَّمَيْدَعُ أَيضاً : من أَعلام النِّساءِ هي السَّمَيْدَعُ بنتُ قيسِ بنِ مالِكٍ الصَّحابِيَّةُ رضي الله عنها كما في العباب . السَّميدَع : فَرَسُ البَراءِ بنِ قيسِ بنِ عتّابِ بنِ هَرْمِيّ . وممّا يُستدرَك عليه : السَّمَيْدَعُ : الأَسَدُ نقله ابنُ الدَّهّانِ اللُّغَوِيُّ والصَّاغانِيّ في كتابيه . والسَّمَيْدَعُ : الرَّئيسُ تشبيهاً بالأَسَدِ . والسَّمَيْدَعُ : الجَميلُ الجَسيمُ نقله ابنُ التَّيّانِيِّ في شرحِ الفصيحِ عن أَبي زَيدٍ . وقال ابنُ جِنّيّ : جَمْعُ السَّمَيْدَعِ سَمادِعُ . وأَبو السَّمَيْدَعِ : لُغَوِيٌّ
مَذَعَ لَهُ كمَنَعَ مَذْعاً ومَذْعَةً : حَدَّثَه ببَعْضِ الخَبَرِ وكَتَمَ بعضاً نَقَلهُ أبو عُبَيْدٍ عن الكِسائِيِّ كمنا في الصِّحاحِ وقيلَ : أخْبَرَه ببعْضِه ثمَّ قَطَعَه وأخَذَ في غَيْرِه
ومَذَعَ ببَوْلِه أي : رَمَى بهِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ
وقالَ المُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ : مَذَعَ يَمِيناً أي : حَلَفَ
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ المَذْعُ : سَيَلانُ المَزادَة وقيلَ : هُو السَّيَلانُ منَ العُيُون الّتِي تَكُونُ في شَعَفَاتِ الجِبَالِ وقالَ الأزْهَرِي في تَرْجَمةِ بذع البَذْعُ : قَطْرُ حُبِّ الماءِ قال : وهُوَ المَذْعُ أيْضاً يُقَالُ بَذَعَ ومَذَعَ : إذا قَطَرَ
والمَذّاعُ كشَدّادٍ : الكَذّابُ وقد مَذَعَ : إذا كَذَبَ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ
وقيلَ : هُوَ منْ لا وَفاءَ لهُ وهو المُتَمَلِّقُ الّذِي لا يَفِي ولا يَحْفَظُ أحَداً بالغَيْبِ أي بِظَهْرِهِ
وقيل : هوَ منْ لا يَكْتُمُ السِّرَّ نَقَله الجَوْهَرِيُّ : عن أبي عُبَيدٍ
وقيلَ : هُوَ الّذِي يَدُورُ ولا يَثْبُتُ عن ابنِ عَبّادٍ قالَ : ومِنْهُ : ظِلٌّ مَذّاعٌ
قالَ : والمَذّاعُ أيْضاً : من يُرْسِلُ نُزْلَهُ أي : مَنِيَّهُ أوْ بَوْلَه قبْلَ حِينهِ يُقَالُ : مَذَعَ الفَحْلُ بِمائِه أي : قَذَفَ بهِ
ومِذْعَى كذِكْرَى : ماءٌ لبَنِي جَعْفَر بنِ كِلابٍ بالحَزِيز حَزِيزِ رامَةَ مُؤَنَّثٌ مَقْصُورٌ قالَ الشاعِرُ :
تُهَدِّدُني لتَأْخُذَ جَفْرَ مِذْعَى ... ودُونَ الجَفْرِ غَوْلٌ للرِّجالِ وقالَ جَريرٌ :
سَمَتْ لَكَ مِنْهَا حاجَةٌ بَيْنَ ثَهْمَدٍ ... ومِذْعَى وأعْناقُ المَطِيِّ خَوَاضِعُ
قُلْتُ : ومِذْعَى أيْضاً : ماءٌ لغَنِيِّ ابنِ أعْصُرَ كما في المُعْجَمِ
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ : تَمَذَّعْتُ الشَّرَابَ : شَرِبْتُه قَليلاً قَليلاً كما في التَّكْمِلَةِ
ومَذَعَ الضَّرْعَ مَذْعاً : حَلَبَ نِصْفَ ما فيهِ نَقَلَهُ ابنُ القَطّاعِ
ذاعَ الشيءُ والخبَرُ يَذيعُ ذَيْعَاً وذُيوعاً بالضَّمّ وذَيْعُوعَةً كَشَيْخوخةٍ وذَيَعَاناً مُحرّكةً : فَشا وانتشرَ . والمِذْياعُ بالكَسْر : من لا يَكْتُمُ السِّرَّ أو من لا يستطيعُ كَتْمَ خبَرِه والجَمعُ المَذايِيع . ومنه قولُ عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه - في صِفةِ الأَوْلياء - : الأَوْلياءُ ليسوا بالمَذاييعِ البُذُرِ . وقيل : أرادَ لا يُشيعون الفَواحِش . وهو بناءُ مُبالغةٍ ويقال : فلانٌ للأَسرارِ مِذْياعٌ وللأسبابِ مِضْياعٌ . وأذاعَ سِرَّه وبه : أفشاه وأَظْهَرَه أو نادى به في الناس وبه فَسَّر الزَّجَّاج قَوْله تَعالى : " وإذا جاءَهم أَمْرٌ من الأَمنِ أو الخَوفِ أذاعوا به " أي أَظْهَروه ونادَوْا به في الناس وأنشد :
أذاعَ به في الناسِ حتى كأنّه ... بعَلْياءَ نارٌ أُوقِدَتْ بثُقوبِ أذاعَتِ الإبلُ أو القومُ ما في الحَوض وبما في الحوض إذاعةً أي شَرِبوه كلَّه كما في الصِّحاح أو شربوا ما فيه كما في اللِّسان . أذاعَ الناسُ بما لي : ذهبوا به وكلُّ ما ذُهِبَ به فقد أُذيعَ به . ومنه بَيتُّ الكتاب :
" رَبْعٌ قَواءٌ أذاعَ المُعْصِراتُ به أي أذهبَتْه وطَمَسَتْ مَعالِمَه . ومنه قول الآخَر :
" نَوازِلُ أَعْوَامٍ أذاعَتْ بخَمسَةٍوتَجعَلُني إن لم يَقِ اللهُ سادِيَا واوِيَّةٌ يائِيَّةٌ . الصوابُ أنّها يائِيَّةٌ . والذَّوْعُ الذي استدركه الخارزَنْجيُّ مَنْظُورٌ فيه لأنّه ليس بثِقةٍ عندهم . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : ذاعَ الجَوْرُ : انتَشرَ . وذاعَ الجرَبُ في الجِلدِ إذا عَمَّ وانتشرَ وهو مَجاز
فصل الراء مع العين