الرِّدْفُ بِالْكَسْرِ : الرَّاكِبُ خلْفَ الرَّاكِبِ كَالْمُرْتَدِفِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والرَّدِيفِ وجَمْعُه : رِدَافٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيضاً والرُّدَافَى كَحُبَارَى ومنه قَوْلُ الرَّاعِي :
" وخُودٍ مِنَ الَّلائِي يُسَمَّعْنَ في الضُّحَىقَرِيضَ الرُّدَافَى بِالْغِناءِ الْمُهَوَّدِ ويُقَال : الرُّدَافَى هنا : جَمْعُ رَدِيفٍ وبِهِمَا فُسِّرَ . وكُلُّ مَا تَبِعَ شَيْئاً فهو رِدْفُهُ . قال اللَّيْثُ : الرِّدْفُ : كَوْكَبٌ قَرِيبٌ مِن النَّسْرِ الْوَاقِعِ . الرِّدْفُ أَيضاً : تَبِعَةُ الأَمْرِ يُقال : هذا أَمْرٌ ليس له رِدْفٌ أَي : ليس لَهُ تَبِعَةٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وهو مَجازٌ ويُحَرَّكُ أَيضاً نَقلَهُ الصَّاغَانِيُّ . الرِّدْفُ : جَبَلٌ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . واللِّيْلُ والنَّهَارُ وهُمَا رِدْفَانِ لأَنَّ كُلَّ واحدٍ منهما رِدْفُ الآخَرِ ويُقَالُ : لا أَفْعَلَهُ ما تَعَاقَبَ الرِّدْفَانِ وهو مَجَازٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ والصَّاغَانِيُّ . الرِّدْفُ : جَلِيسُ الْمَلِكِ عَن يَمِينِهِ إِذا شَرِبَ يَشْرَبُ بَعْدَهُ قَبْلَ النَّاسِ ويَخْلُفُهُ علَى النَّاسِ إِذا غَزَا ويقْعُدُ مَوْضِعَ المَلِكِ حتى يَنْصَرِفَ وإِذا عَادَتْ كَتِيبَةُ المَلِكِ أَخَذَ الرِّدْفُ المِرْبَاعَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . مِن المَجَازِ : الرِّدْفُ في الشِّعْرِ : حَرْفٌ سَاكِنٌ مِن حُرُوفِ الْمَدِّ واللِّينِ يَقَعُ قَبْلَ حَرْفِ الرَّوِيِّ ليس بَيْنَهما شَيْءٌ فإِنْ كان أَلِفاً لم يَجُزْ مَعَها غَيْرُهَا وإِن كان وَاواً جازَ مَعَهَا الياءُ كذا في الصِّحاحِ . قلت : وشاهدُ الأَوّل قولُ جَرير :
أَقِلِّي اللَّوْمَ عَاذِلَ والْعِتَابَا ... وقُولِي إِنْ أَصَبْتُ لقد أَصَابَا وشاهِدُ الثَّانِي قوْلُ عَلْقَمَةَ بنِ عَبْدَةَ :
طحَا بِكَ قَلْبٌ في الحِسَانِ طَرُوبُ ... بُعَيْدَ الشَّبَابِ عَصْرَ حَانَ مَشِيبُ وقال ابنُ سِيدَه : الرِّدْفُ : الأَلِفُ والْيَاءُ والواوُ التي قَبْلَ الرَّوِيِّ سُمِّيَ بذلك لأَنَّهُ مُلْحَقٌ في الْتِزَامِهِ وتَحَمُّلِ مُرَاعَاتِهِ بالرَّوِيَّ فجَرَى مَجْرَى الرِّدْفِ للرَّاكِبِ . والرِّدْفَانِ في قَوْلِ لَبِيد رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه يَصِفُ السَّفِينةَ :
فَالْتَامَ طَائِفُهَا الْقَدِيمُ فَأَصْبَحَتْ ... ما إِنْ يُقَوِّمُ دَرْأَهَا رِدْفَانِ قيل : هَمَا مَلاَّحَانِ يَكُونَانِ في وفي العُبَابِ واللِّسَانِ : على مُؤَخَّرِ السَّفِينَةِ والطَّائِفُ : ما يخرُج مِن الجَبَلِ كالأَنْفِ وأًرَادَ هَنَا : كَوْثَلَ السَّفِينَةِ . وفي قَوْلِ جَرِيرٍ :
مِنْهُمْ عُتَيْبَةُ والْمُحِلُّ وقَعْنَبٌ ... والْحَنْتَفَانِ ومنهمُ الرِّدْفَانِ هما : قَيْسٌ وعَوْفٌ ابْنَا عَتَّابِ بنِ هَرَمِيٍّ قَالَهُ أَبو عُبَيْدَةَ أَو أَحَدُ الرِّدْفَيْنِ : مَالِكُ بنُ نُوَيْرَةَ الثانِي : رَجُلٌ آخَرُ مِن بَنِي رَبَاحِ بنِ يَرْبُوعٍ وكانت الرِّدَافَةُ في الجاهِلِيَّةِ في بَنِى يَرْبُوعٍ كما سَيَأْتي . والرَّدِيفُ : نَجْمٌ آخَرٌ قَرِيبٌ مِن النَّسْرِ الْوَاقِعِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وهو بعِيْنِه الرِّدْفُ الذي تَقَدَّم ذِكْرُه عن اللِّيْثِ . الرَّدِيفُ أَيضاً : النَّجْمُ الذي يَنُوءُ مِن الْمَشْرِقِ إَذا غَرَبَ وفي الصِّحاحِ : غَابَ رَقِيبُهُ في المَغْرِبِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . قال أَبو حاتمٍ : الرَّدِيفُ : الذي يَجِيءُ بِقِدْحِهِ بَعْدَ فَوْزِ أَحِدِ الأَيْسَارِ أَو الاثْنِينِ منهم فَيَسْأَلُهُمْ أَنْ يُدْخِلُوا قِدْحَهُ في قِدَاحِهِمْ وقال غيرُه : هو الذي يَجِيءُ بقِدْحِهِ بَعْدَما اقْتَسَمُوا الجَزُورَ فلا يَرُدُّونَهُ خَائِباً ولكنْ يَجْعَلُونَ له حَظّاً فيما صَارَ لهم من أَنْصِبَائِهِمْ والجمعُ : رِدَافٌ . قال اللَّيْثُ : الرَّدِيفُ في قَوْلِ أَصْحابِ النُّجُومِ : النَّجْمُ النَّاظِرُ إِلى النَّجْمِ الطَّالِع وبه فُسِّرَ قَوْلُ رُؤْبَةَ :
" ورَاكِبُ الْمِقْدَارِ والرَّدِيفُ
" أَفْنَى خُلُوفاً قَبْلَهَا خُلُوفُ وراكبُ المِقْدارِ : هو الطَّالِعُ . قال ابنُ عَبَّادٍ : بَهْمٌ رَدْفَى كَسَكْرَى : أَي وُلِدَتْ في الخَرِيفِ والصَّيْفِ في آخِرِ وِلاَدِ الْغَنَمِ فكأَنَّهَا رَدِفَ بَعْضُها بَعْضاً . الرَّدَافُ كَكِتَابٍ : الْمَوْضِعُ الذي يَرْكَبُهُ الرَّدِيفُ وأَخْصَرُ منه عبارةُ المُفْرَدَاتِ : والرِّدَافُ : مَرْكَبُ الرِّدْفِ وفي الأَسَاسِ : ووَطَّأَ له علَى رِدَافِ دَابَّتِهِ وهو مَقْعَدُ الرَّدِيفِ مِن وِطَائِهَا ومنه قَوْلُ الشاعِرِ : لِيَ التَّصْدِيرُ فَاتْبَعْ في الرِّدَافِ والرِّدَافَةُ بَهَاءٍ : فِعْلُ رِدْفِ الْمَلِكِ كَالْخِلاَفَة وكانَتْ في الجاهِلِيَّةِ لِبَنِى يَرْبُوعٍ : لأَنَّه لم يكُنْ في العربِ أَحَدٌ أَكْثَرَ غارةً علَى مُلُوكِ الحِيرَةِ مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ فصَالَحُوهم علَى أَن جَعَلُوا لهم الرِّدَافَةَ وَيَكُفُّوا عن أَهْلِ العِراقِ الغَارَةَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ لَجَرِيرٍ - وهو من بَنِي يَرْبوعٍ :
" رَبَعْنَا وأَرْدَفْنَا الْملُوكَ فَظَلِّلُواوِطَابَ الأَحَالِيبِ الثُّمَامَ الْمُنَزَّعَاوِطَاب : جَمْعُ وَطْبِ اللَّبَنِ قال ابنُ بَرِّيّ : الذي في شِعْرِ جَريرٍ : ( ورَادَفْنَا الملُوكَ ) قال : وعليه يَصِحُّ كلامُ الجَوْهَرِيِّ لأَنَّه ذكَره شَاهِداً على الرِّدَافَةِ والرِّدافَةُ مَصْدَر رَادَفَ لا أَرْدَفَ وقال المبَرِّد : للرِّدافةِ مَوْضِعانِ : أَحَدُهما : أَنْ يُرْدِفَه الملُوكُ دَوَابَّهم في صَيْدٍ والآخَر أَن يَخْلُفَ المَلِكَ إِذا قامَ عن مَجْلِسِهِ فَيَنْظُرُ في أَمْرِ الناسِ قال : كان المَلِكُ يُرْدِفُ خَلْفَهُ رجلاً شَرِيفاً وكانوا يَرْكَبُونَ اٌلإِبِلَ وأَرْدَافُ المُلُوكِ : هم الذين يَخْلُفُونَهم في القِيَامِ بأَمْرِ المَمْلَكةِ بمَنْزِلَةِ الوُزَرَاءِ في الإِسْلامِ واحدُهم رِدْفٌ والاسْمُ الرِّدافَةُ كالوِزَارةِ . والرَّوَادِفُ : رَوَاكِيبُ النَّخْلِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ قال ابنُ بَرِّيّ : الرَّاكُوبُ : ما نَبَتَ في أَصْلِ النَّخْلِة وليس له في الأَرْضِ عِرْقٌ . قال ابنُ عَبّادٍ : الرَّوَادِفُ : طَرَائِقُ الشَّحْمِ ومنه حديثُ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ : ( علَى أَكْتَافِهَا أَمْثَالُ النَّوَاجِدِ شَحْماً تَدْعُونَهُ أَنتم الرَّوَادِفَ ) الْوَاحِدَةُ رَادِفَةٌ . أَمَّا رَادُوفٌ فهو وَاحِدُ الرَّوَادِيفِ بمَعْنَى رَاكُوبِ النَّخْلِ كما في المُحِيطِ . والرُّدَافَى كَحُبَارَى الأَوْلَى تَمْثِيلُهَا بكُسَالَى : الْحُدَاةُ أَي حُدَاةُ الظُّعْنِ والأَعْوَانُ لأَنَّهُ إِذا أَعْيَا أَحْدُهُمْ خَلَفَهُ الآخَرُ وقال لَبِيدٌ رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه :
عُذَافِرَةٌ تَقَمَّصُ بِالرُّدَافَى ... تَخَوَّنَهَا نُزُولِى وارْتِحَالِى هو جَمْعُ رَدِيفٍ كالفُرَادَى جَمْعٌ فَرِيد منه قَوْلُهم : جَاءُوا رُدَافَى أَي مُتَرَادِفِينَ يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وذلك إِذا لم يَجِدُوا إِبِلاً يتَفَرَّقونَ عليها ورأَيتُ الجَرَادَ رُدَافَى رَكِبَ بَعْضُها بَعْضاً وجاءُوا فُرَادَى ورُدَافَى : وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ مُتَرَادِفِينَ . والرُّدَافَى فِي قَوْلِ الْفَرَزْدَق يَهْجُو جَريراً وَبنِي كُلَيْبٍ :
ولكِنَّهُمْ يُكْهِدُونَ الحَمِيرَ ... رُدَافَى علَى الْعَجْبِ والْقَرْدَدِ جَمْعُ رَدِيفٍ لا غَيْرُ ويُكْهِدُونَ : يُتْعِبُونَ . ورَدِفَهُ كَسَمِعَهُ وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهَريُّ وغيرُه رَدَفَهُ مِثْلُ نَصَرَهُ وبه قَرَأَ الأَعْرَج : ( رَدَفَ لَكُمْ ) بفَتْحِ الدَّالِ : تَبِعَهُ يُقَال : نَزَلَ بهم أَمْرٌ فرَدِفَ لهم آخَرُ أَعْظَمُ منه وقَوْلُه تعالَى : ( عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ ) قال ابنُ عَرَفَةَ : أَي دَنَا لكم وقال غيرُه : جاءَ بَعْدَكُم وقيل : مَعْناه : رَدِفَكم وهو الأَكْثَرُ وقال الفَرَّاءُ : دَخَلَت اللاَّمُ لأَنَّه بمعنَى قَرُبَ لكم واللامُ صِلَةٌ كقَوْلِه تعالَى : ( إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ) كَأَرْدَفَهُ مِثَالُ تَبِعَهُ وأَتْبَعُهُ ومنه قَوْلَهُ تعالَى : ( بِأَلْفٍ مِن الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفِين ) قال الزَّجَّاجُ : يَأْتُونَ فِرْقَةً بَعْدَ فِرْقَةٍ وقال الفَرَّاءُ : أَي : مُتَتَابِعِينَ : رَدِفَه وأَرْدَفَهُ بمَعْنًى واحدٍ وقَرَأَ أَبو جعفرٍ ونافِعٌ ويعقوبُ وسَهْلٌ : ( مُرْدَفِينَ ) بفَتْحِ الدَّالِ أَي فُعِلَ ذلك بهم أَي : أَرْدَفَهُمْ اللهُ بغَيْرِهِم وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لخُزَيْمَةَ بنِ مالكِ بنِ نَهْدٍ قلتُ : هو ابنُ زيدِ بنِ لَيْثِ بنِ سُوْدِ بنِ أَسْلَمَ بنِ الْحَافى بنِ قُضَاعَةَ :
إِذَا الْجَوْزَاءُ أَرْدَفَتِ الثُّرَيَّا ... ظَنَنْتُ بِآل فَاطِمَةَ الظُّنُونَا قلتُ : وبَعْدَهُ :
ظَنَنْتُ بها وظَنُّ المَرْءِ حَوْبٌ ... وإِنْ أَوْفَى وإِنْ سَكَنَ الحَجُونَا
وحَالَتْ دون ذلك مِنْ هُمُومِي ... هُمُومٌ تُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِينَا قال الجْوْهَرِيُّ : يَعْنِي فاطَمَةَ بنتَ يَذْكُرَ بنِ عَنَزَةَ أَحَدِ القَارِظَيْنِ . قال ابنُ بَرِّىّ : ومِثْلُ هذا البيتِ قَوْلُ الاخَرِ :
قَلاَمِسَةٌ سَاسُوا الأُمُورَ فَأَحْسَنُوا ... سِيَاسَتَهَا حَتَّى أَقَرَّتْ لِمُرْدِفِقال : ومَعْنَى بيتِ خُزَيْمَةَ علَى ما حَكَاهُ عن أَبِي بكرِ بنِ السَّرَّاجِ أَنَّ الجَوْزَاءَ تَرْدُفُ الثُّرَيَّا في اشْتِدَادِ الحَرِّ فتَتَكَبَّدُ السَّمَاءَ في آخِرِ اللَّيْلِ وعندَ ذلك تَنْقَطِعُ المِيَاهُ وتَجِفُّ وتَتَفَرَّقُ النَّاسُ في طَلَبِ المِيَاهِ فتَغِيبُ عن مَحْبُوبَتُه فلا يَدْرِي أَينَ مَضَتْ ولا أَينَ نَزَلَتْ . وقال شَمِرٌ : رَدِفْتَ وأَرْدَفْتَ : فَعَلْتَ بنفسِك فإِذا فَعَلْتَ بغَيْرِك فأَرْدَفْتَ لا غيرُ قال الزَّجَّاجُ : يُقَال : رَدِفْتُ الرَّجُلَ : إِذا رَكِبْتَ خَلْفَه وأَرْدَفْتُه : أَرْكَبْتُه خَلْفِي قال ابنُ بَرِّىّ : وأَنْكَرَ الزُّبَيْدِيُّ : أَرْدَفْتُه مَعَهُ بمَعْنَى أَرْكَبْتُهُ قال : وصَوَابُهُ : ارْتَدَفْته فأَمَّا أَرْدَفْتُه وَردِفْتُه فهو أَن تكونَ أَنتَ رِدْفاً له وأَنْشَدَ :
" إِذَا الجَوْزَاءُ أَرْدَفَتِ الثُّرَيَّالأَنَّ الجَوْزاءَ خَلْفَ الثُّرَيَّا كالرِّدْفِ . أَرْدَفَتِ النُّجُومُ : إِذا تَوَالَتْ . ومُرَادَفَةُ الْمُلُوكِ : مُفَاعَلَةٌ مِن الرَّدَافَةِ ومنه قَوْلُ جَرِير الذي تقدُّم ذِكْرُه : رَبَعْنَا وأَرْدَفْنَا المُلُوكَ وتقدَّم الكلامُ عَلَيْه . المُرَادَفَةُ مِن الْجَرَادِ : رُكُوبُ الذَّكَرِ الأُنْثَى ورُكُوبُ الثَّالِثِ عَلَيْهِمَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . يُقَال : هّذِه دَابَّةٌ لا تُرَادِفُ وهو الكلامُ الفَصِيحُ وعليهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِىُّ جَوَّز اللَّيْثُ : لا تُرْدِفُ وتَبِعَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ والرَّاغِبُ وقيل : هي قَلِيلَةٌ أَو مُوَلَّدَةٌ مِن كَلامِ الحَضَرِ كما قَالَهُ الأَزْهَرِيُّ : أَي لا تَحْمِلُ وفي الأَسَاسِ : لا تَقْبَلُ رَدِيفاً . وارْتَدَفَهُ : رَدِفَهُ ورَكِبَ خَلْفَهُ قال الخليلُ : سَمِعْتُ رجلاً بمكَّةَ يَزْعُم أَنَّهُ مِن القُرَّاءِ وهو يَقْرَأُ : مُرُدِّفِينَ بضَمِّ المِيمِ والرًّاءِ وكَسْرِ الدَّالِ وتَشْدِيدِها - وعنه في هذا الوَجْهِ كَسْرُ الرَّاءِ - فالأُولَى أَصْلُهَا : مُرْتَدِفِينَ لكنْ بعدَ الإِدْغَامِ حُرِّكتِ الرَّاءُ بحَرَكةِ المِيمِ وفي الثَّانِيَةِ حَرَّكَ الرَّاءَ السَّاكِنَةَ بالكَسْرِ وعنه في هذا الوجْهِ وعن غيرِه بفَتْحِ الرَّاءِ كأَنَّ حَرَكَةَ التَّاءِ أُلْقِيَتْ عليها وعن الجَحْدَرِىِّ بسُكُونِ الراءِ وتَشْدِيدِ الدَّالِ جَمْعاً بيْن السَّاكنَيْن . ارْتَدَفَ العَدُوِّ : إِذا أَخَذَهُ مِن وَرَائِهِ أَخْذاً نَقَلَهُ الجَوْهَرِىُّ عن الكِسَائِيِّ . واسْتَرْدَفَهُ : سَأَلَهُ أَنْ يُرْدِفَهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن الكِسَائِيِّ فَأَرْدَفَهُ . قال الأَصْمَعِيُّ : تَرَادَفَا عليه وتَعَاوَنَا بمَعْنًى وَاحِدٍ وكذلك تَرَافَدَا . من المَجَازِ : تَرَادَفَا أَى تَنَاكَحَا قال اللَّيْثُ : كِنَايَةً عن فِعْلٍ قَبِيحٍ . تَرَادَفَا أَيْضاً : تَتَابَعَا يُقَال : تَرَادَفَ الشَّيْءُ أَي : تَبِعَ بَعْضُه بَعْضاً . مِن المَجَازِ : الْمُتَرَادِفُ مِن الْقَوَافِي : ما اجْتَمَع فِيهَا أَي في آخِرِهَا سَاكِنَانِ وهي مُتَفَاعِلانْ ومُسْتَفْعِلانْ ومفاعلان ومفتعلان وفاعِلتَان وفعلتان وفعليان ومفعولان وفاعلان وفعلان ومفاعيل وفعول سُمِّىَ بذلك لأَنَّ غَالِبَ العَادةِ في أَواخِرِ الأَبْيَاتِ أَن يكونَ فيها ساكنٌ واحِدٌ رَوِيَّاً مُقَيَّداً كان أَو وَصْلاً أَو خُرُوجاً فلمَّا اجْتَمَعَ في هذه القافِيَةِ سَاكِنَانِ مُتَرادِفانِ كان أَحَدُ السَّاكِنَيْنِ رِدْفَ الآخَرِ ولاَحِقاً بِه . المُتَرَادِفُ : أَنْ تَكُونَ أَسْمَاءٌ لِشَيْءٍ وَاحِدٍ وهي مُوَلَّدَةٌ ومُشْتَقَّةٌ مِن تَرَاكُبِ الأَشْيَاءِ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ . ورَدَفَانُ مُحَرَّكَةً : ع عن ابنِ دُرَيْدٍ . ورِدْفَةُ بِالْكَسْرِ : ع آخَرُ نَقَلَهُ الصَّاغَانِىُّ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : رِدْفُ كُلِّ شَيْءٍ : مُؤَخَّرُه . والرِّدْفُ : الكَفَلُ : والعَجُزُ وخَصَّ بَعْضُهم به عَجِيزَةَ المَرْأَةِ والجَمْعُ مِن كلِّ ذلك : أَرْدَافٌ . والرَّوادِفُ : الأَعْجَازُ قال ابنُ سِيدَه : ولا أَدْرَى أَهو جمع ردف نادر أم هو جَمْعُ رَادِفَةٍ وكلُّه مِن الإِتْباعِ . والعَجِبُ مِن المُصَنِّفِ كيف تَرَكَ ذِكْرَ الرَّدْفِ بمَعْنَى الكَفَلِ وقد ذَكَرَهُ اللَّيْث والجَوْهَرِىُّ والزَّمَخْشَرِىّ والصّاغَانِيُّ . والارْتِدَافُ : الإسْتِدْبارُ . وأَرْدَفَ الشَّيْءَ بالشَّيءِ وأَرْدَفَهُ عليه : أَتْبَعَهُ عليْه قال :
" فأَرْدَفَتْ خَيْلاً على خَيْلٍ لِي
" كالثِّقْلِ إِذْ عَالَى بِهِ الْمُعَلِّىوجَمْعُ الرَّدِيفِ : رُدَفاءُ . وقال أَبو الهَيْثَمِ : يُقَال : رَدِفْتُ فُلاناً : أَي صِرْتُ له رِدْفاً . والرادف : المتأخر والمُرْدِفُ : المُتَقَدِّم . وقيل : مَعْنَى ( مُرْدِفِينَ ) في الآيَةِ : أَي مُرْدِفِين مَلاَئِكَةً أُخْرَى فعلَى هذا يكونُونَ مُمَدِّينَ بأَلْفَيْنِ مِن المَلائِكَةِ وقيل : عَنَى بالمُرْدِفِينِ المُتَقَدِّمِين للعَسْكَرِ يُلْقُونَ في قُلوبِ العِدَى الرُّعْبَ وقُرِىءَ ( مُرْدَفِينَ ) بفَتْحِ الدَّالِ أَي أَرْدَفَ كلُّ إِنْسَانٍ مَلَكاً قَالَهُ الرَّاغِبُ . والرِّدْفُ : الحَقِيبَةُ وغيرُهَا مِمَّا يكونُ وَرَاءَ الإِنْسَانِ كالرِّدْفِ ومنه قَولُ الشاعِرِ :
فَبِتُّ علَى رَحْلِي وبَاتَ مَكَانَهُ ... أُرَاقِبُ رِدْفِي تَارَةً وأُبَاصِرُه وأَردَافُ النُّجُومِ : تَوَالِيهَا وتَوَابعُهَا قال ذُو الرُّمَّةِ :
" قَمَصَ الفَرَسُ وغَيْرُه يَقْمُصُ " بالضَّمّ " ويَقْمِصُ " بالكَسْرِ " قَمْصاً وقُمَاصاً بالضَّمّ والكَسْرِ " واقْتَصَر الجَوْهَرِيّ على الكَسْرِ : ومَنَعَ الضَّمَّ وهُمَا جَمِيعاً في كِتَاب " يافِع ويَفَعَة " فَقَال : هو قُمَاصُ الدَّابَّةِ وقِمَاصُه " أَوْ إِذَا صَارَ " ذلِك " عادَةً له فبالضَّمِّ وهُوَ " أَي القَمْصُ والقُمَاصُ " أَنْ يَرْفَعَ يَدَيْهِ ويَطْرَحَهُمَا مَعاً ويَعْجِنَ برِجْلَيْهِ " وهو الاسْتِنَانُ أَيضاً . قَمَصَ " البَحْرُ بالسَّفينة " إِذا " حرَّكَهَا " بالمَوْجِ كما في الصّحاح وهو مَجاز . من المَجازِ : القِمَاصُ " ككِتَابٍ : القَلَقُ " والنُّفُورُ " والوَثْبُ ويُضَمُّ " . يُقَالُ : هذِهِ دَابَّةٌ فيهَا قِمَاصٌ وقُمَاصٌ . وزادَ في اللِّسَان الفَتْحَ أَيضاً فهو مُثَلَّث قال : والضَّمُّ أَفْصَحُ . في المَثَل : " " ما بِالعيْرِ منْ قُمَاصِ " " بالوَجْهَيْن " يُضْرَبُ لضَعِيفٍ لا حَرَاكَ بِهِ ولمَنْ ذَلَّ بَعْدَ عزّ " نَقَلهما الصَّاغَانِيُّ وعَلَى الأَخِيرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ ويُرْوَى المَثَل أَيْضاً : " أَفَلاَ قمَاصَ بالبَعِيرِ " وهذا حَكَاهُ سِيبَوَيْه . وفي حَدِيث سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ " فقَمَصَتْ بِهِ فصَرَعَتْه " أَي وَثَبَتْ ونَفَرَت فأَلْقَتْهُ . وفي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ " لتَقْمِصَنَّ بكم الأَرْضُ قُمَاصَ النُّفُرِ " يَعْني الزَّلْزَلَةَ . والقُمَاصُ بالضَّمِّ : أَن لا يَسْتَقرَّ في مَوْضِعٍ تَرَاه يَقْمصُ فيَثِبُ منْ مَكَانه منْ غَيْرِ صَبْرٍ . ويُقَال للْقَلِقِ : قد أَخَذَهُ القُمَاصُ . وفي حديث عُمَرَ : " فقَمَصَ مِنْهَا قَمْصاً : أَي نَفَرَ وأَعْرَضَ . القَمُوصُ " كصَبُورٍ : الدَّابَّةٌ تَقمِصُ بصَاحِبِها " أَيْ تَثِبُ . قال امرُؤُ القَيْسِ يَصِفُ ناقَةً :
تَظَاهَرَ فيها النَّيُّ لا هِيَ بَكْرَةٌ ... ولا ذَاتُ ضَفْرٍ في الزِّمَم قَمُوصُ وقال عَديُّ بنُ زَيْد :
ومُرْتَقَى نِيقٍ عَلَى نَقْنَق ... أَدْبَرَ عَوْدِ ذِي لِكَافٍ قَمُوصْ " كالقَمِيصِ " أَيضاً كأَمِيرٍ وهو البِرْذَوْنُ الكَثِيرُ القُمَاصِ . القَمُوصُ : " الأَسَدُ " عن ابن خالَوَيْه هو " القَلِقُ " الَّذِي " لا يَسْتَقِرّ " في مَكَانٍ لأَنّه يَطُوفُ في طَلَبِ الفَرَائسِ وهو مَأْخُوذٌ من القُمَاصِ . القَمُوصُ : " جَبَلٌ بخَيْبَرَ عليه حصْنُ أَبِي الحُقَيْقِ اليَهُوديّ " . " والقَمِيص " : الَّذي يُلْبَس مُذَكَّر " وقَدْ يُؤَنَّث " - إِذا عُنِيَ به الدِّرْعٌ . وقد أَنَّثَهُ جَرِيرٌ حينَ أَرادَ به الدِّرْعَ :
تَدْعُو هَوَازِنَ والقَميصُ مُفَاضَةٌ ... تَحْتَ النِّطَاق تُشَدُّ بالأَزْرار
فإِنَّهُ أَراد : وقَميصُه درْعٌ مُفَاضَةٌ . ويُرْوَى : تَدْعُو رَبِيعَةَ يَعْنِي له رَبِيَعَةَ بْنَ مَالكِ بن حَنْظَلَه - : " م " معروفٌ . وذَكَرَ الشَّيْخُ ابنُ الجَزَريّ وغَيْرُه أَنَّ القَمِيصَ ثَوْبٌ مَخيطٌ بكُمَّيْنِ غَيْرُ مُفرجٍ يُلْبَسُ تَحْتَ الثِّيَاب " أَوْ لاَ يَكُونُ إِلاَّ من قُطْن " أَو كَتّانٍ . وفي بَعْض النُّسَخ : ولا يَكُون بالوَاو " وأَمَّا منَ الصُّوفَ فَلا " نقَلَه الصّاغَانيّ . وفي شَرْحِ الشَّمَائِلِ لابْنِ حَجَرٍ المَكِّيّ بعد ما نَقَلَ عبَارَةَ المُصَنِّف وكَأَنَّ حَصْرَهُ المَذْكُورِ لِلْغَالب . قال شَيْخُنا : وقال قَوْمٌ : ولَعَلَّه مَأْخُوذٌ من الجِلْدَة الَّتي هيَ غِلاَفُ القَلْبِ وقِيلَ : مَأْخُوذٌ من التَّقَمُّصِ وهو التَّقَلُّب . " ج قُمُصٌ " بضَمَّتَيْن " وأَقْمِصَةٌ وقُمْصَانٌ " بالضَّمِّ . القَمِيصُ : " المَشِيمَةُ " نَقَلَه الصَّاغَانيّ . قال ابنُ الأَعْرَابِيّ : القَميصُ : " غلافُ القَلْبِ " وهو مَجاز . وقال ابنُ سِيدَه : قَميصُ القَلْبِ : شَحْمُه أُرَاهُ على التَّشْبِيه . وفي الأَسَاس : يُقَال : هَتَكَ الخَوْفُ قَمِيصَ قَلْبِه . من المَجازِ " في الحَديث " : " قال النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم لِعُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه : " إِنَّ الله سَيُقَمِّصُكَ قَميصاً " وإِنَّكَ سَتُلاصُ على خَلْعِه فإِيّاكَ وخَلْعَهُ " هكذا رَوَاه ابنُ الأَعْرَابِيّ بسَنَدِهِ . ويُرْوَى : " فَإِنْ أَرادُوكَ عَلَى خَلْعه فلا تَخْلَعُهُ " " أَي " إِنَّ اللهَ " سيُلْبسُك لبَاسَ الخلاَفَةِ " أَي يُشَرِّفُكَ بها ويُزَيِّنك كما يُشَرَّفُ ويُزَيَّنُ المَخْلُوعُ عليه بخِلْعَتِهِ . والإلاصَةُ : الإِدارَةُ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : أَراد بالقَميص الحلاَفَةَ في هذا الحَدِيث وهو من أَحْسَنِ الاسْتِعَارَاتِ . " والقِمِصَّى كزِمِكَّى : القِبِصَّى " وهو العَدْوُ السَّرِيعُ عن الفَرّاءِ وقال كُرَاع : القِمِصَّى : القُمَاصُ . " والقَمَصُ مُحَرَّكَةً : ذُبَابٌ صِغَارٌ تكونُ فَوْقَ الماءِ " الوَاحدة قَمَصَةٌ كَذَا في بَعْض نُسَخِ الصّحاح " أَو البَقُّ الصِّغَارُ " يَكُونُ " على الماءِ الرَّاكِدِ " قَالَه ابنُ دُرَيْد . القَمَصُ أَيضاً : " الجَرَادُ أَوَّلَ مَا يَخْرُجُ من بَيْضِهِ " والوَاحِدَةُ قَمَصَةٌ . " وقَمَّصَهُ تَقْمِيصاً : أَلْبَسَهُ قَميصاً فتَقَمَّصَ هُوَ " أَي لَبِسَهُ . وقد يُسْتَعَارُ فيُقَالُ : تَقَمَّصَ الإِمَارَةَ وتَقَمَّصَ الوِلاَيَةَ وتَقَمَّصَ لِبَاسَ العِزِّ
وممَّا يُسْتَدْرَك عليه : قمَّصَ الثَّوْبَ تَقْمِيصاً : قَطَع منه قَمِيصاَ . ويُقَال : قَمِّصْ هذا الثَّوْبَ كما يُقَال : قَبِّ هذا الثَّوْبَ أَي اقْطَعْه قَبَاءً عن اللِّحْيَانيّ . وإِنّه لحَسَنُ القِمْصَةِ بالكَسْر عن اللِّحْيَانيّ أَيضاً . وتَقَمَّص في النَّهْرِ : تَقَلَّبَ وانْغَمَسَ والسِّين لُغَة فيه . والقَامِصَةُ : النّاقِزَة برِجْلِهَا هو في حَدِيثِ عَلِيٍّ كرَّم اللهُ تَعالَى وَجْهَهُ وقد مَرَّ في " ق ر ص " . ويقال للفَرَس إِنّه لقَامِصُ العُرقوبِ وذلِكَ إِذا شَنِجَ نَسَاهُ فقَمَصَتْ رِجْلُه . عن ابن الأَعْرَابِيّ . ويُقَال للكَذَّاب : إِنَّه لَقَمُوصُ الحَنْجَرة حَكَاه يَعْقُوبُ عن كُرَاع وقد مَرّ في " غ و ص " أَيضاً وَهُوَ مَجَاز . وتَقَامَص الصِّبْيَانُ . وبَيْنَهُم مُقامَصَةٌ . وقَمَّصَتِ النَّاقَةُ بالرَّدِيف : مَضَتْ بهِ نَشِيطَةً وهو مَجَاز . وأَبو الفَتْحِ الحُسَيْنُ بنُ أَبِي القاسِم بنِ أَبِي سَعْدٍ النَّيْسَابُورِيُّ القَمَّاصُ كشَدَّادٍ من شُيُوخِ أَبي سَعْد السَّمْعَانِيّ نُسِب إِلى بَيْعِ القُمْصَانِ مَات سنة 507 . ومُنْيَةُ القُمُّصِ بضمّ القَافِ والمِيمِ المُشَدَّدة : قَرْيَةٌ بمِصُرَ بالقُرْب من مُنْيَةِ ابنِ سَلْسِيل ومِنْهَا الجَلالُ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ أَحْمَدَ القُمُّصِيّ من شُيُوخِ الجَلالِ السُّيُوطِيّ رَحِمَهُما الله تَعالَى