الرَّضْفُ : الْحِجَارَةُ الْمُحْمَاةُ بالشَّمْسِ أَو بالنَّارِ نَقَلَهُ الأَصْمَعِيُّ يُوغَرُ بِهَا اللَّبَنُ كما في الصحاحِ الوَاحِدَةُ : رَضْفَةٌ قال المُسْتُوْغِرُ :
يَنِشُّ الْمَاءُ في الرَّبَلاَتِ مِنْهَا ... نَشِيشَ الرَّضْفِ في اللَّبَنِ الْوَغِيرِ
وقال الأَزْهَرِيُّ : رأَيْتُ الأَعْرَابَ يأْخُذُونَ الحِجَارَةَ يُوقِدُون عليها فإِذا حَمِيَتْ رَضَفُوا بها اللَّبَنَ البارِدَ الحَقِينَ لتَكْسِرَ مِن بَرْدِه فيَشْرَبُونَه ورُبَّمَا رَضَفُوا الماءَ للخَيْلِ إِذا بَرَدَ الزَّمَانَ وفي الحديثِ : ( كان في التَّشَهُّدِ الأَوَّلِ كأَنَّه علَى الرَّضْفِ ) كَالْمِرْضَافَةِ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ هكذا بمَعْنَى الرَّضْفِ وفَسَّرَهُ في اللِّسَان بآلَةٍ مِن الرَّضْفِ وبه فُسِّرَ حديثُ مُعَاذٍ في عَذابِ القَبْرِ : ( ضَرَبَهُ بمِرْضَافَةٍ وَسَطَ رَأْسِهِ ) ويُرْوَى بالصَّادِ وقد تقدَّمْ ورَضَفَهُ يَرْضِفُهُ : كَوَاهُ بِهَا أَي بالحِجَارَةِ المُحْمَاةِ ومنه الحديثُ : ) أَنَّه أُتِىَ برَجلٍ نُعِتَ له الكَيُّ فقال : ( اكْوُوهُ ثم ارْضِفُوهُ ) أَي : كَمِّدُوه بالرَّضْفِ . قال اللَّيْثُ : الرَّضْفُ : عِظَامٌ في الرُّكْبَةِ كَالأَصابِعِ الْمَضْمُومَةِ قد أَخَذَ بَعْضُهَا بَعْضاً . قال ابن شُمَيْلٍ في كتابِ الخَيْلِ : الرَّضْفُ مِن الْفَرَسِ : رُكْبَتَاهُ فِيمَا مَا بَيْنَ الْكُرَاعِ والذِّرَاعِ وهي أَعْظُمٌ صِغَارٌ مَجْتَمِعَةٌ في رَأْسِ أَعْلَى الذِّرَاعِ وَاحِدَتُها : رَضْفَةٌ بالفَتْحِ ويُحَرَّكُ قَالَهُ اللَّيْثُ وفي المُحْكَمِ : الرَّضْفَةُ : والرضفة عَظْمٌ مُطْبِقٌ علَى رَأْسِ السَّاقِ ورَأْسِ الفَخِذِ والرَّضْفَةُ : طَبَقٌ يمُوجُ علَى الرُّكْبَةِ . وقيل : الرَّضْفَتانِ مِن الفَرَسِ : عَظْمَانِ مُسْتَدِيرانِ فيهما عَرْضٌ مُنْقَطِعَانِ من العِظامِ كأَنَّهُمَا طَبَقَانِ للرُّكْبَتَيْنِ . وقيل : الرَّضْفَةُ : جِلْدَةٌ عَلَى الرُّكْبَةِ . وقيل : عَظْمٌ بين الحَوْشَبِ والوَظِيفِ ومُلْتَقَى الجُبَّةِ في الرُّسْغِ . وقيل : عظمٌ مُنْقَطِعٌ في جَوْفِ الحافِرِ . من المَجَازِ : مُطْفَئِةُ الرَّضْفِ : دَاهِيَةٌ تُنْسِي التي قَبْلَهَا فتُطْفِئُ حَرَّهَا ومنه المَثَلُ : جاءَ فُلانٌ بِمُطْفِئَةِ الرَّضْفِ قَالَهُ أَبو عُبَيْدةَ وبَسَطَه المَيْدَانِيُّ في المَجْمَعِ . قال اللَّيْثُ : مُطْفِئَةُ الرَّضْفِ : شَحْمَةٌ إِذا أَصَابَتِ الرَّضْفَةَ ذَابَتْ فَأَحْمَدَتْهُ وفي الأَسَاسِ : شَاةٌ مُطْفِئَةٌ الرُّضْفِ للسَّمِينةِ وهو مَجَازٌ قال الأَزْهَرِيُّ : والقَوْلُ مَا قَالَهُ أَبو عُبَيْدَةَ . قيل : مُطْفِئَةُ الرَّضْفِ ويُشَدَّدُ : حَيَّةٌ تَمُرُّ علَى الرَّضْفِ فَيُطْفِئُ سَمُّهَا نَارَهُ ومنه قَوْلُ الكُمَيْتِ :
" أَجِيبُوا رُقَى الآسِى النِّطَاسِىِّ وَاحْذَرُوامُطَفِّئَةَ الرَّضْفِ التي لاَ شَوَى لَهَا والرَّضِيفُ كَأَمِيرٍ : اللَّبَنُ يَغْلِي بِالرَّضْفَةِ وهو الذي يُطْرَحُ فيه الرَّضْفُ ليَذْهَبَ وَخَمُه ومنه قَوْلُهم : شَرِبْتُ الرَّضِيفَ وقيل : لَبَنٌ رَضِيفٌ : مَصْبُوبٌ علَى الرَّضْفِ . والْمَرْضُوفُ : شِوَاءٌ يُشْوَى عَلَيْهَا أَى علَى الرَّضْفَةِ المَرْضُوفُ أَيضاً : مَا أُنْضِجَ بِها يُقَال : حَمَلٌ مَرْضَوفٌ : يُلْقَى الرَّضْفُ إِذا أَحْمَرَّ في جَوْفِهِ حتى يَنْضَجَ الحَمَلُ كما في اللِّسَانِ والأَسَاسِ . ورَضَفَ بِسَلْحِهِ : رَمَى عن ابنِ عَبَّادٍ . رَضَفَ الوِسَادَةَ : ثَنَاهَا قال ابنُ دُرَيْدٍ : يَمَانِيَّةٌ . والْمَرْضُوفَةُ في قَوْلِ الْكُمَيْتِ ابنِ زَيْدِ أَبى المُسْتَهِلِّ :
" ومَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طَاهِياًعَجِلْتُ إِلى مُحْوَرِّهَا حِينَ غَرْغَرَاالقِدْرُ أُنْضِجَتْ بالرَّضْفِ ولم تُؤْنِ : أَي لم تَحْبِسْ ولم تُبْطِئْ هكذا فَسَّرَه الجَوْهَرِيُّ وقال أَبو عُبَيْدَةَ : المَرْضُوفَةُ في البيت : الكَرِشُ يُغْسَلُ ويُنَظَّفُ ويُحْمَلُ في السَّفَرِ فإِذا أَرادُوا أَنْ يَطْبُخُوا ولَيْسَتْ معهم قِدْرٌ قَطَّعُوا اللَّحْمَ وأَلْقُوهُ في الْكَرِشِ ثُمَّ عَمَدُوا إِلى حِجَارَةٍ فَأَوْقَدُوا عَلَيْهَا حتى تَحْمَى ثُم يُلْقُونَهَا في الْكَرِشِ وهكذا فَسَّره شَمِرٌ أَيضاً . قال اللَّيْثُ : الرَّضَفَةُ مُحَرَّكَةً : سِمَةٌ تُكْوَى بِحِجَارَةٍ حيثُما كانتْ وقد رَضَفَهُ يَرْضِفُه رَضْفاً . ورَضَفَاتُ الْعَرَبِ أَرْبَعَةٌ وهي قبائلُ : شَيْبَانُ وتَغْلِبُ وبَهْرَاءُ وإِيَادُ نَقَلَهُ اللَّيْثُ قِيل لهم رَضَفَاتٌ لشِدَّتِهم كما قِيل لِغَيْرِهم : جَمَرَاتٌ لاجْتِماعِهِم وقد تقدَّم . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : رَضَفَ اللَّبَنَ يَرْضِفُهُ رَضْفاً : إِذا غَلاهُ بالرِّضافِ وكذا المَاءَ . والرَّضِيفٌ : ما يُشْوَى مِن اللَّحْمِ علَى الرَّضْفِ ومنه حديثُ أَبي بكر رَضِيَ اللهُ عنه ( وإِذا قُرَيْصٌ مِنْ مَلَّةِ فيه أَثَرُ الرَّضِيفِ ) يُرِيدُ : أَثَرَ ما عَلِقَ علَى القُرْصِ مِن دَسَمِ اللَّحْمِ المَرْضُوفِ والرَّضِيفَةُ : هي الكَرِشُ التي مَرَّ تَفْسِيرُها قال شَمِرٌ : سمعتُ أَعْرَابِيَّاً يَصِفُ الرِّضائِفَ وقال : يُعْمَدُ إِلَى الجَدْيِ فيُلْبَأُ مِن لَبَنِ أُمِّهِ حتى يَمْتَلِئَ ثم يُذْبَحُ فيزَقَّقُ مِن قِبَلِ قَفاه ثم يُعْمَدُ إِلَى حِجَارَةٍ فتُحْرَقُ بالنَّارِ ثم تُوضَعُ في بَطنِهِ حتى يَنْشَوِىَ . والمَرْضُوفَةُ : القِدْرُ أُنْضِجَتْ بالرَّضْفِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ في شَرْحِ قَوْلِ الكُمَيْتِ السَّابِقِ وتَرَكَه المُصَنِّفُ وهو غَرِيبٌ فإِنّه معنىً في حَدِّ ذَاتِه صَحِيحٌ ولو لم يُفَسَّرْ به قَوْلُ الكُمَيْتِ فتَأَمَّلْ . ورُضَافُ الرُّكْبَةِ كغُرَابٍ : مَا كَانَ تَحْتَ الدَّاغِصَةِ في المَثَلِ خُذْ مِنَ الرَّضْفَةِ مَا عَلَيْهَا وهي إِذا أُلْقِيَتْ في اللَّبَنِ لَزِقَ بها منه شَيْءٌ فيُقَال : خُذْ ما عليها فإِنَّ تَرْكَكَ إِيَّاه لا يَنْفَعُ ويُضْرَبُ في اغْتنَامِ الشَّيْءِ يُؤْخَذُ مِن البَخِيلِ وإِنْ كانَ نَزْراً نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ . ويُقَال : فُلانٌ ما يُنَدِّى الرَّضْفَةَ أَي : بَخِيلٌ وهو مَجَازٌ . وشَاةٌ مُطْفِئَةُ الرَّضْفِ أَي : سَمِينَةٌ . ويقال : هو علَى الرَّضْفِ : إِذا كان قَلِقاً مَشْخُوصاً به أَو مُغْتَاظاً . ورَضَّفْتُه تَرْضِيفاً : أَغْضَبْتُه حتى حَمِيَ كأَنَّهُ جَعَلَه علَى الرَّضْفِ وكلُّ ذلك مَجَازٌ كما في الأَسَاسِ