الرِّفْقُ بالكسرِ : ما اسْتعِينَ به وقال العَضُدُ : الرِّفْقٌ : حُسنُ الانْقِيادِ لما يؤَدِّي إلى الجَميلِ . والرِّفق : اللُّطْفُ وهو ضِدُّ العُنْفِ ومنه الحَدِيث : " ما كان الرِّفْقُ في شيءٍ إِلا زانَه " وقد رَفُقَ به وعَلَيْه كلاهُما عن أَبِي زَيْدِ زادَ غيرُه : ورَفَقَ له مُثَلَّثَةً اقْتصرَ الجوهريُّ على رَفَقَ كنَصَرَ . وكعَلِمَ وكرُمَ نَقَلَهُما الصاغانِيُّ وقالَ : هما لُغَتان وفي الحَدِيث : " اللّهُمّ مَنْ " رَفَقَ بأمتِي فارْفُقْ بهِ " وقالَ اللّيْث : الرِّفْقُ : ليِنُ الجانِب ولَطافَةُ الفِعْل وصاحِبُه رَفِيقٌ وقد رَفقَ يَرْفُق رِفقاً بالكسر ومَرْفِقاً كمَجْلسٍ ومَرفَقاً مثل مَقْعَدِ ومِرفَقاً مثل مِنبرٍ الأوّلُ والثاني والرابعُ عن أَبي زَيدٍ والثالِث عن غيرِه وقُرىءَ قولُه تعالى : " ويهَيِّىءْ لَكُم من أَمرِكمْ مِرْفَقاً " بالوَجْهينِ أَي : ما تَرْتَفِقُون به قرأَ بفَتحَ الميمَ وكسرِ الفاء أَبو جَعْفَرٍ ونافِع وابنُ عامر والأَعْمَشُ والبُرْجُمِيُّ عن أبي بكر عن عاصمً والباقونَ بكسرِ الميمَ وفتح الفاءَ ولم يَقْرأ بفتح المِيم والفاءَ أَحدٌ وفي التهذيبِ : كَسَرَ الحسنُ والأَعمشُ الميم من مِرْفَق ونَصَبَها أَهلُ المدينة وعاصِمٌ فكأَنَ الذين فَتَحُوا الميم وكَسَرُوا الفاء أَرادُوا أَنْ يُفَرَقوا بين مِرْفِق من الأَمرِ وبين المِرْفَقِ من الإِنسانِ . والمِرْفَقُ كمِنبَرٍ ومَجْلِسٍ : مَوْصِلُ الذّرواعِ في العَضُد . كما في الصِّحاح . وقال ابنُ سِيدَه : المِرْفَق من الإنسانِ والدَّابَّة : أَعْلَى الذِّراعَ وأَسفلُ العَضُدِ واَلجمع المَرافِقُ قال اللهُ تَعالَى : " وأَيْدِيَكُم إِلى المَرافِقِ " قالَ الأَزْهريُّ : وأَكثر العَرَبِ على كسرِ الميم للمِرفَقِ من الأمر ومن مِرْفَق الإِنسانِ قال : والعَرَبُ أَيضاً تفتَح المِيمَ منْ مَرْفِقِ الإِنْسان لُغَتانِ في هذا وفي هذا وقال يونُس : الّذي اخْتَارهُ المَرفِقُ : في الأَمْرِ والمرِفَقُ في اليدِ
ومَرافِق الدّارِ : مَصابُّ الماءَ ونَحْوُها وكانَ ابن سِيرينَ إِذْا دَخَلَ المِرْفَقَ كَفَّ كُمَّه على كَفِّهِ . وفي التهذِيب : المِرفَقُ من مَرافِقِ الدّارِ من المُغْتَسَل والكَنِيفِ ونَحْوِه وفي حديث أبي أَيُّوَبَ - رضِيَ الله عنه - : " وَجَدْنا مَرافِقَهم قد اسْتُقْبِلَ بها القِبلَة " يُريدُ الكُنُفَ والحُشُوشَ ويُرْوَى : " مَراحِيضَهُم " . والمِرْفَقَةُ كمِكْنَسَة : المِخَدَّةُ والمُتَّكَأُ . والرفْقَة مثلثة . والرُفاقَةُ كثُمامَةٍ : جماعَة تُرافِقُهم في َسفَرِك ج : رِفاقٌ وأَرْفاقٌ ورُفَقٌ ككِتابٍ وأَصْحابٍ وصُرَدٍ قالَ الأَعْشَى - يصفُ الجِمالَ :
قاطِعاتٍ بَطْنَ العَتِيكِ كما تَمْ ... ضِي رِفاق أمامَهُنَّ رِفاقُ وقال تابَّطَ شَراً :
سَبّاقِ غاياتِ مَجْدٍ في عشَيرَتِه ... مُرَجِّعُ الصَّوْتِ هَدًّا بينَ أَرْفاقِ وقال رُؤْبَةُ :
" حِينَ احْتَذاها رُفْقَةٌ من الرُّفَقْ والرَّفِيقُ : المُرافِقُ وقيلَ : هو الصاحِبُ في السَّفَرِ خاصّة . ج : رُفَقاءُ ككَرِيم وكُرَماءَ وقِيلَ : إِذا عَدَا الرَّجُلانِ بلا عَمَلٍ فهما رَفِيقان فإِن عَمِلا عَلَى بَعِيرَيْهِما فهُما زَمِيلان فإِذا تَفرّقُوا ذَهَبَ اسمُ الرّفْقَةِ ولا يَذْهَبُ اسم الرَّفِيق وهو أَيضاً : للواحِد و الجَمِيع مثل : الصَّدِيق والخَلِيط ومنه قولُه تعالى : " وحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً " والحديث : " بل الرَّفِيقَ الأَعْلَى من الجَنَّةِ " أَي : جَماعةَ الأَنْبياءَ . والمَصْدَر الرَّفْاقَةُ كالسَّماحَةِ وقال الفَرّاءُ : سمعتُ رَجُلاً بعَرَفات يَقُول : جَعَلَكُم اللهُ في رِفاقِ مُحمَّد صَلّى اللّهُ عليه وسَلّم . أَو الرِّفقَةُ بالكسرِ : جَع رَفيِق والرُّفْقَةُ بالضمِّ : اسمٌ للجَمْع ج : رِفَقٌ ورِفاقٌ كعِنَب وصُرَد وجِبالٍ قالَ ابنُ سِيدَه : وقال ابنُ بَرِّىٍّ : الرِّفاقُ : جمِعُ رُفْقَة كعُلْبَةٍ وعِلابٍ قالَ ذُو الرُّمَّةِ :
قياماً ينْظرونَ إِلى بِلالٍ ... رِفاقَ الحَجِّ أَبْصَرَتِ الهِلالاقالوا في تَفْسِيرِ الرِّفاقِ : جَمْعُ رُفْقَةٍ ويُجْمَعُ رُفَق أَيضاً ومن قالَ : رِفْقَة قالَ : رِفَقٌ ورِفاقٌ وقَيْسٌ تَقُول : رِفْقَة وتَمِيم : رُفْقَةٌ . ورِفاقٌ أَيضاً : جَمْعُ رَفِيقٍ ككَرِيم وكِرامٍ . والرِّفاقُ : مَصدرُ رافَقْتُه . وقالَ اللَّيْثُ : الرُّفْقَةُ يُسَمَّوْنَ رُفْقَةً ما دامُوا مُنْضَمَينَ في مَجْلسِ واحدٍ ومَسِيرٍ واحد فإذا تَفَرَّقُوا ذَهَب عنهم الرُّفْقَة والرُّفْقَةُ : القومُ ينهَضُونَ في سَفَر ويسِيرونَ مَعاً ويَنْزِلُون معاً ولا يَفْتَرِقُون وأَكثرُ ما يُسَمَّوْنَ رُفْقَةً إِذا نَهضُوا سُيّارًا . والرَّفِيقُ أَيضاً : ضِدُّ الأَخْرَق وقد رَفُقَ ككَرُمَ . ورَفَقَ فُلانٌ فُلاناً : إِذا نَفَعَه وكذلِك : رَفَقَ به كأَرْفَقَهُ ومنه الحَدِيثُ : " في إِرْفاقِ ضَعِيفِهم وسَدِّ خَلَّتِهم " أي : إِيصالِ الرِّفْقِ إِليهم . ورَفَقَه رَفْقاً : ضَرَبَ مِرْفَقَهُ كعَضَدَه ورَأسَهُ وصَدَرَه . ورَفَقَ النّاقَةَ يَرْفُقُها رَفْقاً : شَدَّ عَضُدَها بالحبْلِ قال الأَصْمَعِيُّ : وذلك إِذا خِيفَ أَنْ تَنْزِعَ أي : تَشْتاقَ إِلى وَطَنِها وذلِكَ الحَبْلُ رِفاقٌ ككِتابٍ والجمعُ : رُفُقٌ بضمَّتَيْنِ وهو حَبْلٌ يُشَدُّ من الوَظيفِ إلى العَضُد وقِيلَ : يُشَدُّ في عُنُقِ البَعيرِ إلى رُسْغِه قالَ بِشرُ بن أبِي خازِمٍ :
فإِنِّى والشَّكاةَ مِنَ الِ لأْمٍ ... كذاتِ الضِّغْنِ تَمْشِي في الرِّفاقِيَقولُ : أَنا مُمْسِكٌ عن هِجائهم كهذِه الناقَةِ التي حَنَّتْ إلى وَطَنِها فشُدَّتْ وحُبِسَتْ فإِن صارُوا إِلى ما أُحِبُّ وإلاّ أَطْلَقْتُ لِسانِي بهِجائِهم . وقالَ ابن دُرَيْدٍ : بَعِيرٌ مَرْفُوقٌ : إذْا كان يَشْتَكِي مِرْفَقَهُ . وقالَ اللَّيثُ : جَمَلٌ أَرْفَقُ بَيِّنُ الرَّفَقِ مُحَرَّكَة أَي : مُنْفَتِلُ المِرْفَق عن جَنْبِه وقد رَفِقَ كفَرِحَ وهي رَفْقاءُ وقالَ الأَزهرِي : الذي حَفِظْتَهُ من العَرَب جَمَلٌ أَدْفَقُ وناقَةٌ دَفْقاءُ : إِذا انْفَتَق مِرْفَقُه عن جَنْبِه بالدّال وقد تَقَدَّم ذِكْرُه وناقةٌ رَفْقاءُ عن الأَصمعيِّ ورَفِقةٌ كفَرحَة عن زَيدِ بن كُثْوَةَ أي : مُنْسَدٌّ إِحليلُ خِلْفِها فتَحْلِبُ دَماً وبها رَفَقٌ مُحَرَكَةٌ قال - في الأَخيرِ - : وهو حَرْفٌ غَريبٌ وقيل : ناقَةٌ رَفِقةٌ : إذا وَرِمَ ضِرعُها وقيل : هي التي تُوضَعُ التَّوْدِيَةُ على إِحْلِيلِها فيَقْرحُ . أَو الرَّفَقُ : فَسادٌ في الإحْليلِ من سُوءِ حَلْبِ الحالِب أَو تَرْكِ نَفْضِهِ إيّاه فيَرْتَّدُ اللَّبنُ في الضَّرَّةِ فيَعودُ دماً أَو خَرَطاً . والمِرفاقُ من الجمالِ : ما يُصيبُ مِرْفَقُهُ جَنْبَهُ . ومن النَّوقِ وفي العَيْنِ : من الإبلِ : ما إذا صُرَّتْ أَوجَعَها الصِّرارُ وإذا حُلِبتْ خَرَجَ منها دَمٌ وهي الرَّفِقّةُ أيضاً كما تقدَّم قاله اللَّيْثُ . وماءٌ رَفَقٌ مُحَرَّكَةً وكذا : مَرْتّعٌ رَفَقٌ أي : سَهْلٌ . أو ماءٌ رَفَقٌ أي قَصِيرُ الرَّشاءِ ومَرْتَعٌ رَفَقٌ : ليس بكَثِيرٍ . ويُقال : طَلَبْتُ حاجةً فوجَدْتُها رَفَق البِغْيَةِ بالتَّحْرِيكِ : إذا كانَتْ سَهلَة . ورُفَيْقٌ كزُبَيرٍ : ابنُ عُبَيْد عن وَهْبِ بنِ مُنَبِّه وعنه مِرْداسُ بن مَافَنّه وأَبو رافِقَةَ : مُحَدِّثانِ . والرّافِقَةُ : د مُتَّصِلُ البِناءِ بالرّقّةِ وهي على ضَفَّةِ الفُراتِ قالَ بن الأَثيرِ : تُعْرَفُ اليومَ بالرَّقَّةِ كان محمدُ بنُ خالِدِ بنِ جَبَلَة يَنزِلُها يُقال : إِنَّ البُخارِيَّ حدَّثَ عنه في الصَّحِيح وقالَ اليَعْقُوبِيُّ : الرَّافِقةُ : مدينةٌ جانِبَ الرَّقَّةِ بناها المَنْصُور العَبَاسِيُّ أَبو جَعْفَرٍ وأَتَمَّها المَهْديُّ ونَزَلها الرَّشِيدُ مِنْها : مُعافى بن مُدْرِكٍ عن أَيُّوبَ بنِ سَوادٍ . وقولُ شَيْخِنا : فالرَّافِقَةُ والرَّقَّةُ بلدٌ واحد لا بَلَدانِ كما يُتَوَهَّمُ من تَعْداد الاسمَ واختِلافِه فيه نظر ظاهِرٌ . والرافِقةُ أيضاً : ة بالبَحْرَيْنِ . وقال ابن دُرَيْدٍ : يُقالُ : أَوْلَى فُلانٌ فُلاناًرافِقَةً وهو الرِّفْقُ واللُّطْفُ وحُسْنُ الصَّنِيعَ . وحَكَى أَبو زَيْدٍ : أَرْفَقَهُ أَي : رَفَقَ به ويُقالُ أَيضاً : أَرْفَقَه أيى : نَفَعَهُ وهو مَجازٌ . ويقال : شاةٌ مُرَفقَةٌ كمُعَظَّمَة أَي : يَداها بَيْضاوانِ إِلى مِرْفَقَيْها نقله الصّاغانِيُّ . وارْتَفَق الرَّجُلُ : اتَّكَأَ على مِرْفَقِ يَدِه ومنه الحَدِيثُ : " هو الأَبْيَضُ المُرْتَفِقُ " . وباتَ فُلانٌ مُرْتَفِقاً : أَي مُتكِئاً على مِرْفَقِ يَدِه وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ لأَعْشَى باهِلَةَ :
فبِتُّ مُرْتَفِقاً والعَينُ ساهِرَةٌ ... كأَنَّ نَوْمِي عَلَىَّ اللَّيْلَ مَحْجُورُ أَو ارْتَفَقَ : إِذا اتكَأَ على المِخَدَّةِ . ومنه حَدِيثُ ابنا ذِي يَزَنَ :
" فاشْرَبْ هَنِيئاً عَلَيْكَ التّاجُ مُرْتَفِقاً وارْتَفَق : إذا امْتَلأَ . ومِنهُ المُرْتَفِقُ من القِيعانِ وهو : الواقِفُ الثّابتُ الدّائِمُ كَرَبَ أَنْ يَمْتَلِىءَ أَو امْتَلأً قال شَمِر عن ابنِ الأَعرابِيِّ وبه فَسَّرَ بيتَ عَبِيدِ بنِ الأَبْرصِ :
فأَصْبَحَ الرَّوْضُ والقِيعانُ مُتْرَعَةً ... مِنْ بينِ مُرْتَفِقٍ منها ومُنْصاح وفَسَّرَ المُنْصاحَ بالفائضِ الجارِي على الأَرْضِ ورَواه أَبو عُبَيْدٍ : " من بينِ مُرْتَتِقٍ ... " وقد تَقَدَّم في " رت ق "
وتَرَفَّقَ به بمعنى : رَفقَ وأَرْفَقَ . ورافَقَهُ مُرافَقَةً ورِفاقاً : صارَ رَفِيقَهُ في السَّفَرِ والمَسِيرَةِ . وتَرافَقا في السَّفَرِ : صارَا رُفقاءَ . ومما يُسْتدرَكُ عليه : يُقال : هذا الأَمرُ رَفِيقٌ بكَ ورافِقٌ بكَ ورافِقٌ عليكَ أَي : نافِعٌ نَقَلَه اللَّيْثُ . وأَنْشَدَ :فبعضَ هذا الوَجء يا عَجْرَدٌ ... ماذا عَلَى قومِكَ بالرّافِقِ وهو مَجازٌ وكَذا قولُهم : هذا أَرْفَقُ بكَ أَي : أَنْفَعُ . ورَفَقَ كنَصَر : انْتَظَرَ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ ويَقال للمُتَطَبِّبِ : مُتَرَفِّقٌ ورَفِيقٌ . وارْتَفَقَ به : تَرَفَّقَ . والمُرْتَفَقُ : المُتَّكَأْ ومنه قولُه تَعالَى : " وحسُنَتْ مُرْتَفَقاً " قاله ابنُ السِّكِّيتُ وقال الفَرّاءُ : أَنَّثَ الفِعْلَ عَلَى معنى الجَنَّة . والمِرْفَقُ كمِنْبر : المُتَّكَأْ قاله اللَّيْثُ وتَمَرْفَقَ : أَخَذَ مِرْفَقاً . وناقَةٌ رَفِقَةٌ كفَرِحَهْ : مُذْعِنَةٌ . وارْتَفَقُوا : تَرافَقُوا . وقال أَبو عَدْنان : قَوْلُه في الدُّعاءِ : " اللهمَّ أَلْحِقْنِي بالرَّفِيقِ الأَعْلَى " سَمِعْتُ أَبا القَهْدِ الباهِلِيَّ يقولُ : إنَّه تبارَكَ وتَعالى رَفِيقٌ رَفِيقٌ فكانَّ مَعناهُ أَلْحِقْنِي بالرَّفيقِ أَي : باللّهِ يُقال : اللهُ رَفِيقٌ بعِبادِه من الرِّفْقِ والرَّأفَةِ فهو فَعِيلٌ بمعنى فاعِل قال الأَزهرِيُّ : والعُلَماءُ على أَنَّ معناه أَلْحِقنِي بجَماعةِ الأَنْبِياءِ وهو اسمٌ جاءَ على فَعِيلٍ ومعناهُ الجَماعَةُ قال : ولا أَعْرِفُ الرَّفِيقَ في صِفاتِ اللهِ . ورَفِيقَةُ الرَّجُلِ : امْرَأَتُه هذه عن اللِّحْيانِيِّ قالَ : وقالَ أبو زِيادٍ في حَدِيثِه : " سأَلَنِي رَفِيقِي " أَرادَ زَوْجَتِي قالَ : ورَفِيقُ المَرْأَةِ : زَوْجُها . ويُقالُ : في مالِهِ رَفَق مُحَرَّكةً أَي : قِلَّةٌ ورواهُ أَبو عُبَيْد بقافَيْن . والرِّفاقُ ككِتابٍ : مَضمَرُ رافَقَه في السفَرِ وأَيضاً بمعنى النِّفاقِ وبه فُسِّرَ حَدِيثُ طَهْفَةَ : " ما لم تُضْمِرُوا الرِّفاقَ " . ومَرْفَقٌ كمَقْعَدٍ : اسمُ رَجُلٍ من بَنِي بَكرِ بنِ وائِل قَتَلَتْهُ بنو فَقْعَس قالَ المَرّارُ الفَقعَسِيُّ :
وغادَرَ مَرْفَقاً والخَيْلُ تَرْدِى ... بسَيْلِ العِرْضِ مُستلَباً صَرِيعاً واستَرْفَقَة : استَنْفَعَه . وارْتَفَقَ به : انْتَفَع . والرافِقَة : قريةٌ بمِصْرَ من أعمالِ الشرقِيّة
المَرْقُ : الطّعْنُ بالعَجَلةِ عن ابنِ الأعْرابيّ . والمَرْقُ : إكْثارُ مَرَقَةِ القِدْر كالإمْراق . يُقال : مرَقْتُها أمرُقُها وأمرِقُها مرْقاً وأمْرَقْتُها أي : أكثرتُ مَرَقَها . والمَرْقُ : نتْفُ الصّوف والشَّعَر عن الجِلْدِ . وخَصّ بعضُهم به المطْعون إذا دُفِن ليَستَرْخي . والمَرْقُ : غِناءُ الإماءِ والسَّفِلة وهو اسمٌ كالنّصبِ لغِناءِ الرُّكْبانِ . والمَرْقُ : الإهابُ المُنْتِنُ وهو الذي عُطِنَ في الدِّباغ وتُرِكَ حتى أنْتَن وامّرَطَ عنهُ صوفُه . قال الحارث بن خالدٍ :
ساكِناتُ العَقيقِ أشْهى الى القلْ ... بِ من السّاكِناتِ دورَ دِمَشْقِ
يتضوّعْنَ لو تضمّخْنَ بالمِسْ ... كِ ضِماخاً كأنّه ريحُ مرْقِ والمُرْقُ بالضّمِّ : الذّئابُ المُمَعّطَةُ عن ابنِ الأعرابيّ . والمِرْقُ بالكسْرِ : الصّوفُ المُنتِنُ هكذا في النُّسَخ وصَوابُه المُنَفَّشُ كما هو نصُّ ابنِ الأعرابيّ . ومرَقُ بالتّحْريك : ة بالمَوْصِل على مرْحَلَتيْن منها للقاصِدِ مصر . والمَرَق : آفة تُصيبُ الزّرْعَ نقله الجوهريّ . والمَرَقُ من الطّعام : م معْروف وهو الذي يُؤْتَدَمُ به واحدَتُه مرَقةٌ والمَرَقة أخصُّ منه قالَه الجوهريّ . وفي الحديث : يا أبا ذرّ إذا طبَخْت مرَقَةً فأكثِرْ ماءَها وتعاهَدْ جيرانَك . وقال ابنُ عبّاد : يُقال : أطعَمَنا فلانٌ مرَقَة مرقَيْن وهي التي تُطبَخ بلُحوم كثيرة . ومَرَقَ السّهْمُ من الرّمِيّة مرْقاً ومُرُوقاً بالضمِّ : خرَج طرفه من الجانِب الآخَرِ وسائِرُه في جوفِها . وبه سُمّيت الخَوارِج مارِقَة لخُروجِهم عن الدِّين وهو مَجازٌ . وفي حديث أبي سَعيد الخُدْريّ - رضي الله عنه - وذكر الخَوارجَ : يمْرُقونَ من الدّين كما يمْرُقُ السّهْمُ من الرّميّة أي : يجوزونَه ويخرِقونَه ويتَعدّونه كما يخرِقُ السّهْمُ المَرْميَّ به ويخرُجُ منه . وفي حديث عليٍّ رضي الله عنه : أُمِرْتُ بقِتالِ المارِقين يعْني الخَوارِجَ . وقال ابنُ رشيقٍ في العُمدة : المُروقُ : سُرْعةُ الخُروج من الشّيء . مرَق الرجلُ من دينِه ومن بيْته . ويُقال : كانَت امرأةٌ تغْزو قال ابنُ برّي : قال المُفضَّل : هي رقاشِ الكِنانيّة كانوا يتيمّنون برأيِها وكانت كاهِنةً لها حزْمٌ ورأْي فأغارَت طَيِّئٌ - وهي عليهم - على إيادِ بنِ نِزارِ بنِ مَعَدٍّ يومَ رَحَى جابِرٍ فظَفِرَتْ بهم وغنِمَت وكان فيمَنْ أصابَت من إياد شابٌّ جميلٌ فاتّخذتْهُ خادِماً فرأتْ عورَتَه فأعْجبَتْها فدعَتْه الى نفسِها فحبِلَتْ فذُكِر لها الغزْوُ فقالوا : هذا زمانُ الغزْوِ فاغزِي إن كُنتِ تُريدينَ الغزْوَ فقالت : رُوَيْدَ الغزْوَ ينْمَرِقْ فأرسَلتْها مثلاً أي : أمْهِلِ الغزْوَ حتّى يخرُجَ الولَدُ ثم جاءُوا لعادَتهم فوجَدوها نُفَساءَ مُرضِعاً قد ولَدَت غُلاماً فقال شاعِرُهم :
نُبِّئْتُ أن رَقاشِ بعدَ شِماسِها ... حبِلَتْ وقد ولَدَتْ غُلاماً أكْحَلا
فاللهُ يُحظيها ويرْفَعُ بُضْعَها ... والله يُلْقِحُها كِشافاً مُقْبِلا
كانَتْ رَقاشِ تَقود جيْشاً جحْفَلاً ... فصَبَتْ وأحرِ بمَنْ صَبا أن يحْبَلاومرِقَت النّخْلةُ كفَرِح : نفَضَت حمْلَها بعدَ الكثْرَة كما في العُباب . وفي اللّسان : سقَط حملُها بعد ما كبِرَ . ومرِقَت البيضَةُ مرَقاً ومذِرَتْ مَذراً : فسَدَت فصارَتْ ماءً . وفي حديث عليٍّ رضي الله عنه : إنّ من البيْضِ ما يَكونُ مارِقاً أي : فاسِداً . والمُرَّيْقُ كقُبَّيْطٍ هكذا في سائِر النُسَخ وهو غلَط لأنه قد سبَق له في دَرَأ أنه ليسَ في الكَلامِ فُعِّيل - بضمٍّ فكَسْر مع تشْديد - إلا دُرِّئ ومُرِّيق هذا ففيه مُخالَفة ظاهِرة . وأما الصاغانيّ فإنّه ضبَطَه بضمّ فكَسر وزادَ فقال : وبعضُهم يكْسِر الميمَ فالصّوابُ إذن ضبْطُه بضمٍّ فكسْر : العُصْفُرُ وقيل : حَبُّ العُصْفُرِ . وفي التّهذيب : شحْمُ العُصْفُر . واختلفوا فيها فقيل : إنّها عربيّةٌ محضَة وبعضٌ يقول : ليست بعربيّة . وابنُ دفرَيد يقول : أعجميٌّ معرّب وهكذا قالَه أبو العبّاس . قال ابنُ سيدَه : وقال سيبَوَيْه : حكاه أبو الخطّاب عن العرَبِ فكيفَ يكونُ أعجَميّاً وقد حكاه عن العرَب . والمُتَمَرَّقُ بفتْحِ الراء : الثّوْب المصْبوغُ بهِ أو بالزّعْفَران وهكذا فسّر المازنيُّ ما أنشدَه الباهِليّ :
يا لَيْتَني لكِ مئْزَرٌ مُتَمرَّقٌ ... بالزّعْفَرانِ لبِسْتِه أيّاما وفي اللّسان : قولُه متمرَّق أي : مصْبوغٌ بالعُصْفُر . وقال بالزّعْفَران ضَرورةً وكان حقُّه أنْ يقول بالعُصْفُر . والمتَمَرِّقُ بكسْر الراء : الذي أخذَ في السِّمنِ من الخيْل وغيرِها نحو المُتَملِّح . والمُراقَة كثُمامة : ما انتتَفْتَهُ من الصّوفِ والشَّعر وخصّ بعضُهم به ما يُنْتَفُ من الجِلْدِ المعْطون . أو ما انْتَتَفْتَه من الكلأ القَليل لبَعيرِك رُبّما قيلَ له ذلك كالمُراطَةِ وقال أبو حنيفة : هو الكَلَأُ الضّعيفُ القَليلُ . وقال غيرُه : ما يُشْبِعُ المالَ . قال اللِّحْيانيّ : وكذلِك الشيءُ يسقُطُ من الشّيءِ والشّيء يفْنى منه فيبْقَى منه الشيءُ . ومن المَجاز : أمْرَقَ الرجلُ : إذا أبْدى عوْرَتَه نقله ابنُ عبّاد والزّمخْشَري . وأمْرَقَ الجِلْدُ : حانَ له أنْ يُنْتَفَ وذلك إذا عطِنَ . والامْتِراقُ : سُرْعة المُروق وقد امْتَرَقَت الحَمامةُ من الوَكْرِ وكذا امْتَرَق من البيْتِ : إذا أسْرَعَ الخُروجَ وهو مَجازٌ . وبِئْرُ مرْقٍ بالتّسْكين . وقد يُحَرَّكُ بالمَدينَة على ساكِنِها أفضَلُ الصّلاةِ والسلام لها ذِكْرٌ في حديثِ أوّلِ الهِجْرة والتّحْريكُ هو المَشْهورُ عند المُحدّثين كما في النّهاية والمُعْجم . والمُمَرِّق كمُحَدِّث : الذي يَصير فوْقَ اللّبَن من الزُّبْد الذي يَصير تبارِيقَ كأنّها عُيونُ الجَرادِ نقَله الصاغانيّ . والأمْراقُ والمُروقُ : سَفا السُّنْبُلِ عن ابن عبّاد
والمُمَّرَق : المَخْرَج . قال رؤبَةُ يصِفُ صائِداً بَنَى ناموساً :
" وقد بَنَي بيْتاً خفيَّ المُنْزَبَقْ
" رمْساً من النّاموسِ مسْدودَ النّفَقْ
" مُقتَدِرَ النّقْبِ خفيَّ المُمَّرَقْ وكذلك المَمْرَق كمَخْرَجٍ وزْناً ومعْنىً وهو شِبْه كوّة تمْرُقُ منه الرّيحُ . ومَرَقا الأنفِ مُحرّكة : حرْفاه . قال ثعْلبٌ : هكذا ضبَطَه ابنُ الأعْرابيّ والصّوابُ : مرقّا الأنف بالتّشديدِ وقد ذكر في ر ق ق . ومُنْيَةُ أُمارقة : قرْية بمِصْر من أعمال المنْصورة . ومحلّةُ مرقة : أخْرى بالبُحَيْرة
النُّمْرُق والنُّمْرُقَة مُثلّثة أي : بتثْليث النّون الضمُّ هو المشْهور والكسْرُ لُغة حَكاها يعْقوب كما في الصِّحاح والعُباب . وقال الفرّاءُ : وسمِعْتُها من بعْض كلْبٍ كما في اللِّسان . وأما الفتْح فلم أرَه فيما تيسّر عندِي من المَوادّ إلا أن تكون اللّغَةُ الثالثةُ فتْحَ الرّاء مع ضمّ الميم ولكن يحْتاجُ الى دليل قويٍّ : الوِسادَةُ قاله الفرّاءُ أو الصّغيرة أو هي المِيثَرَة ؛ وهي : ما افْترشَتْ استُ الرّاكب على الرّحْلِ كالمِرْفَقَة غير أنّ مُؤَخَّرَها أعظمُ من مُقدَّمِها ولها أربعةُ سُيورٍ تُشَدُّ بآخِرة الرّحْلِ قاله أبو عُبَيد . أو هي الطِّنْفِسَة التي فوْق نُمرُق الرّحْل قاله أبو عُبَيد أيضاً . والجمْعُ النّمارِقُ قال الله تعالى ونَمارِقُ مصْفوفَة
قال محمد بنُ عبد الله بن نُمَيْرٍ الثَّقَفيّ : إذا ما بِساطُ اللّهْوِ مُدَّ وقُرِّبَتْ ... للذّاتِه أنماطُهُ ونمارِقُهْ وقال آخر : تضِجُّ من أسْتاهِها النّمارِقُ مفارشُ الرِّحالِ والأيانِقُ وفي حديث هِنْد : نحنُ بَناتُ طارِق نمْشي على النّمارِق
وذو النُّمْرُق الكِنْديّ هو النُعْمانُ بنُ يَزيد بن شُرَحْبيل بن يَزيد بن امرئِ القيْس بن عمْرو المَقصور بن حُجْر آكلِ المُرار بن عَمْرو بن مُعاوية . ويُقال : ما علَى السّحاب نِمْرِقَة .
النِّمْرِقَةُ - بالكسْر - من السّحاب : ما كان بينَه خُلوصٌ أي : فُتوقٌ نقَله الصاغانيّ