المَرْقُ : الطّعْنُ بالعَجَلةِ عن ابنِ الأعْرابيّ . والمَرْقُ : إكْثارُ مَرَقَةِ القِدْر كالإمْراق . يُقال : مرَقْتُها أمرُقُها وأمرِقُها مرْقاً وأمْرَقْتُها أي : أكثرتُ مَرَقَها . والمَرْقُ : نتْفُ الصّوف والشَّعَر عن الجِلْدِ . وخَصّ بعضُهم به المطْعون إذا دُفِن ليَستَرْخي . والمَرْقُ : غِناءُ الإماءِ والسَّفِلة وهو اسمٌ كالنّصبِ لغِناءِ الرُّكْبانِ . والمَرْقُ : الإهابُ المُنْتِنُ وهو الذي عُطِنَ في الدِّباغ وتُرِكَ حتى أنْتَن وامّرَطَ عنهُ صوفُه . قال الحارث بن خالدٍ :
ساكِناتُ العَقيقِ أشْهى الى القلْ ... بِ من السّاكِناتِ دورَ دِمَشْقِ
يتضوّعْنَ لو تضمّخْنَ بالمِسْ ... كِ ضِماخاً كأنّه ريحُ مرْقِ والمُرْقُ بالضّمِّ : الذّئابُ المُمَعّطَةُ عن ابنِ الأعرابيّ . والمِرْقُ بالكسْرِ : الصّوفُ المُنتِنُ هكذا في النُّسَخ وصَوابُه المُنَفَّشُ كما هو نصُّ ابنِ الأعرابيّ . ومرَقُ بالتّحْريك : ة بالمَوْصِل على مرْحَلَتيْن منها للقاصِدِ مصر . والمَرَق : آفة تُصيبُ الزّرْعَ نقله الجوهريّ . والمَرَقُ من الطّعام : م معْروف وهو الذي يُؤْتَدَمُ به واحدَتُه مرَقةٌ والمَرَقة أخصُّ منه قالَه الجوهريّ . وفي الحديث : يا أبا ذرّ إذا طبَخْت مرَقَةً فأكثِرْ ماءَها وتعاهَدْ جيرانَك . وقال ابنُ عبّاد : يُقال : أطعَمَنا فلانٌ مرَقَة مرقَيْن وهي التي تُطبَخ بلُحوم كثيرة . ومَرَقَ السّهْمُ من الرّمِيّة مرْقاً ومُرُوقاً بالضمِّ : خرَج طرفه من الجانِب الآخَرِ وسائِرُه في جوفِها . وبه سُمّيت الخَوارِج مارِقَة لخُروجِهم عن الدِّين وهو مَجازٌ . وفي حديث أبي سَعيد الخُدْريّ - رضي الله عنه - وذكر الخَوارجَ : يمْرُقونَ من الدّين كما يمْرُقُ السّهْمُ من الرّميّة أي : يجوزونَه ويخرِقونَه ويتَعدّونه كما يخرِقُ السّهْمُ المَرْميَّ به ويخرُجُ منه . وفي حديث عليٍّ رضي الله عنه : أُمِرْتُ بقِتالِ المارِقين يعْني الخَوارِجَ . وقال ابنُ رشيقٍ في العُمدة : المُروقُ : سُرْعةُ الخُروج من الشّيء . مرَق الرجلُ من دينِه ومن بيْته . ويُقال : كانَت امرأةٌ تغْزو قال ابنُ برّي : قال المُفضَّل : هي رقاشِ الكِنانيّة كانوا يتيمّنون برأيِها وكانت كاهِنةً لها حزْمٌ ورأْي فأغارَت طَيِّئٌ - وهي عليهم - على إيادِ بنِ نِزارِ بنِ مَعَدٍّ يومَ رَحَى جابِرٍ فظَفِرَتْ بهم وغنِمَت وكان فيمَنْ أصابَت من إياد شابٌّ جميلٌ فاتّخذتْهُ خادِماً فرأتْ عورَتَه فأعْجبَتْها فدعَتْه الى نفسِها فحبِلَتْ فذُكِر لها الغزْوُ فقالوا : هذا زمانُ الغزْوِ فاغزِي إن كُنتِ تُريدينَ الغزْوَ فقالت : رُوَيْدَ الغزْوَ ينْمَرِقْ فأرسَلتْها مثلاً أي : أمْهِلِ الغزْوَ حتّى يخرُجَ الولَدُ ثم جاءُوا لعادَتهم فوجَدوها نُفَساءَ مُرضِعاً قد ولَدَت غُلاماً فقال شاعِرُهم :
نُبِّئْتُ أن رَقاشِ بعدَ شِماسِها ... حبِلَتْ وقد ولَدَتْ غُلاماً أكْحَلا
فاللهُ يُحظيها ويرْفَعُ بُضْعَها ... والله يُلْقِحُها كِشافاً مُقْبِلا
كانَتْ رَقاشِ تَقود جيْشاً جحْفَلاً ... فصَبَتْ وأحرِ بمَنْ صَبا أن يحْبَلاومرِقَت النّخْلةُ كفَرِح : نفَضَت حمْلَها بعدَ الكثْرَة كما في العُباب . وفي اللّسان : سقَط حملُها بعد ما كبِرَ . ومرِقَت البيضَةُ مرَقاً ومذِرَتْ مَذراً : فسَدَت فصارَتْ ماءً . وفي حديث عليٍّ رضي الله عنه : إنّ من البيْضِ ما يَكونُ مارِقاً أي : فاسِداً . والمُرَّيْقُ كقُبَّيْطٍ هكذا في سائِر النُسَخ وهو غلَط لأنه قد سبَق له في دَرَأ أنه ليسَ في الكَلامِ فُعِّيل - بضمٍّ فكَسْر مع تشْديد - إلا دُرِّئ ومُرِّيق هذا ففيه مُخالَفة ظاهِرة . وأما الصاغانيّ فإنّه ضبَطَه بضمّ فكَسر وزادَ فقال : وبعضُهم يكْسِر الميمَ فالصّوابُ إذن ضبْطُه بضمٍّ فكسْر : العُصْفُرُ وقيل : حَبُّ العُصْفُرِ . وفي التّهذيب : شحْمُ العُصْفُر . واختلفوا فيها فقيل : إنّها عربيّةٌ محضَة وبعضٌ يقول : ليست بعربيّة . وابنُ دفرَيد يقول : أعجميٌّ معرّب وهكذا قالَه أبو العبّاس . قال ابنُ سيدَه : وقال سيبَوَيْه : حكاه أبو الخطّاب عن العرَبِ فكيفَ يكونُ أعجَميّاً وقد حكاه عن العرَب . والمُتَمَرَّقُ بفتْحِ الراء : الثّوْب المصْبوغُ بهِ أو بالزّعْفَران وهكذا فسّر المازنيُّ ما أنشدَه الباهِليّ :
يا لَيْتَني لكِ مئْزَرٌ مُتَمرَّقٌ ... بالزّعْفَرانِ لبِسْتِه أيّاما وفي اللّسان : قولُه متمرَّق أي : مصْبوغٌ بالعُصْفُر . وقال بالزّعْفَران ضَرورةً وكان حقُّه أنْ يقول بالعُصْفُر . والمتَمَرِّقُ بكسْر الراء : الذي أخذَ في السِّمنِ من الخيْل وغيرِها نحو المُتَملِّح . والمُراقَة كثُمامة : ما انتتَفْتَهُ من الصّوفِ والشَّعر وخصّ بعضُهم به ما يُنْتَفُ من الجِلْدِ المعْطون . أو ما انْتَتَفْتَه من الكلأ القَليل لبَعيرِك رُبّما قيلَ له ذلك كالمُراطَةِ وقال أبو حنيفة : هو الكَلَأُ الضّعيفُ القَليلُ . وقال غيرُه : ما يُشْبِعُ المالَ . قال اللِّحْيانيّ : وكذلِك الشيءُ يسقُطُ من الشّيءِ والشّيء يفْنى منه فيبْقَى منه الشيءُ . ومن المَجاز : أمْرَقَ الرجلُ : إذا أبْدى عوْرَتَه نقله ابنُ عبّاد والزّمخْشَري . وأمْرَقَ الجِلْدُ : حانَ له أنْ يُنْتَفَ وذلك إذا عطِنَ . والامْتِراقُ : سُرْعة المُروق وقد امْتَرَقَت الحَمامةُ من الوَكْرِ وكذا امْتَرَق من البيْتِ : إذا أسْرَعَ الخُروجَ وهو مَجازٌ . وبِئْرُ مرْقٍ بالتّسْكين . وقد يُحَرَّكُ بالمَدينَة على ساكِنِها أفضَلُ الصّلاةِ والسلام لها ذِكْرٌ في حديثِ أوّلِ الهِجْرة والتّحْريكُ هو المَشْهورُ عند المُحدّثين كما في النّهاية والمُعْجم . والمُمَرِّق كمُحَدِّث : الذي يَصير فوْقَ اللّبَن من الزُّبْد الذي يَصير تبارِيقَ كأنّها عُيونُ الجَرادِ نقَله الصاغانيّ . والأمْراقُ والمُروقُ : سَفا السُّنْبُلِ عن ابن عبّاد
والمُمَّرَق : المَخْرَج . قال رؤبَةُ يصِفُ صائِداً بَنَى ناموساً :
" وقد بَنَي بيْتاً خفيَّ المُنْزَبَقْ
" رمْساً من النّاموسِ مسْدودَ النّفَقْ
" مُقتَدِرَ النّقْبِ خفيَّ المُمَّرَقْ وكذلك المَمْرَق كمَخْرَجٍ وزْناً ومعْنىً وهو شِبْه كوّة تمْرُقُ منه الرّيحُ . ومَرَقا الأنفِ مُحرّكة : حرْفاه . قال ثعْلبٌ : هكذا ضبَطَه ابنُ الأعْرابيّ والصّوابُ : مرقّا الأنف بالتّشديدِ وقد ذكر في ر ق ق . ومُنْيَةُ أُمارقة : قرْية بمِصْر من أعمال المنْصورة . ومحلّةُ مرقة : أخْرى بالبُحَيْرة
النُّمْرُق والنُّمْرُقَة مُثلّثة أي : بتثْليث النّون الضمُّ هو المشْهور والكسْرُ لُغة حَكاها يعْقوب كما في الصِّحاح والعُباب . وقال الفرّاءُ : وسمِعْتُها من بعْض كلْبٍ كما في اللِّسان . وأما الفتْح فلم أرَه فيما تيسّر عندِي من المَوادّ إلا أن تكون اللّغَةُ الثالثةُ فتْحَ الرّاء مع ضمّ الميم ولكن يحْتاجُ الى دليل قويٍّ : الوِسادَةُ قاله الفرّاءُ أو الصّغيرة أو هي المِيثَرَة ؛ وهي : ما افْترشَتْ استُ الرّاكب على الرّحْلِ كالمِرْفَقَة غير أنّ مُؤَخَّرَها أعظمُ من مُقدَّمِها ولها أربعةُ سُيورٍ تُشَدُّ بآخِرة الرّحْلِ قاله أبو عُبَيد . أو هي الطِّنْفِسَة التي فوْق نُمرُق الرّحْل قاله أبو عُبَيد أيضاً . والجمْعُ النّمارِقُ قال الله تعالى ونَمارِقُ مصْفوفَة
قال محمد بنُ عبد الله بن نُمَيْرٍ الثَّقَفيّ : إذا ما بِساطُ اللّهْوِ مُدَّ وقُرِّبَتْ ... للذّاتِه أنماطُهُ ونمارِقُهْ وقال آخر : تضِجُّ من أسْتاهِها النّمارِقُ مفارشُ الرِّحالِ والأيانِقُ وفي حديث هِنْد : نحنُ بَناتُ طارِق نمْشي على النّمارِق
وذو النُّمْرُق الكِنْديّ هو النُعْمانُ بنُ يَزيد بن شُرَحْبيل بن يَزيد بن امرئِ القيْس بن عمْرو المَقصور بن حُجْر آكلِ المُرار بن عَمْرو بن مُعاوية . ويُقال : ما علَى السّحاب نِمْرِقَة .
النِّمْرِقَةُ - بالكسْر - من السّحاب : ما كان بينَه خُلوصٌ أي : فُتوقٌ نقَله الصاغانيّ
عَفَتْ أَجَلَي مِنْ أهلِها فقَلِيبُها ... إلى الدَّوْم فالرَّنْقاء قَفْرًا كَثِيبُها روق
الرَّوْقُ : القَرْنُ من كُلِّ ذَي قَرْنٍ والجَمْعُ : أَرواقٌ قالَ عامِر بنُ فُهَيْرَةَ - رضِيَ اللّهُ عنه - :
" كالثَّوْرِ يَحْمِي أنْفَهُ برَوْقِه وسَيَأْتِي بقيَّتُه في " ط و ق " . ومَعْنَى : رَوْق مِنَ اِللَّيْل أَي : طائِفَةٌ منه قال ابْنُ بَرِّيّ : وجَمْعُه أَرْوقٌ وأَنْشَدَ :
" خُوصا إذا ما للِّيْل أَلَفَى الأَرْوُقَا
" خَرَجْنَ من تَحْتِ دُجاه مُرَّقَا وفَسّره أَبو عَمْرٍو الشَّيبانِيُّ فقال : هو جَمْعُ رُواقٍ . والرَّوْقُ من البَيْتِ : رُواقُه أَي : الشُّقَّةُ التي دُونَ الشقةِ العُلْيا نقله الأَزْهَرِي وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّةِ :
" بثِنْتَيْنِ إِنْ تَضْرِبْ ذِهِي تَنْصَرِفْ ذِهِيلكِلْتَيْهِما رَوْقٌ إِلى جَنْبِ مِخْدَعِ قالَ غيرُه : وقد يكُونُ الرواقُ من شُقَّةٍ وشُقَّتَيْنِ وثَلاثِ شُقَقٍ . وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : قَعَدُوا في رَوْقِ بَيْتِه ورُواقِ بَيْتِه أَي : مُقَدَّمِه وهو مَجازٌ . ومن المجازِ : مَضى من الشَّبابِ رَوْقُه أَي : أوّلُه وكذا : فَعَل ذلك في رَوْقِ شَبابِه
والروْقُ : العُمْرُ ومنه : أَكَلَ رَوْقَهُ وعَلَى رَوْقِه أَي : أَسَنَّ وفي العُبابِ : أَي : طالَ عُمْرُه حَتّى تَتَحاتَّ أَسْنانُه
والرَّوْقُ من الخَيل : الحَسَنُ الخَلْقِ يُعْجِبُ الرّائي كالرَّيْقِ وأَنْشَدَ المُفَضَّلُ :
عَلَى كُلِّ رَيْقٍ تَرَى مُعْلَماً ... يُهَدِّرُ كالجَمَلِ الأجْرَبِ
والرَّوْقُ : السِّتْرُ يُمَدُّ دُونَ السَّقْفِ . والرَّوْقُ : مَوضِعُ الصائِدِ مُشَبَّهٌ بالرُّواقِ . والرَّوْقُ : الرُّواقُ وهو مُقَدَّمُ البَيْتِ وسَيَأْتي قَرِيباً . والرَّوْقُ : الشُّجاعُ الذي لا يُطاق . والرَّوْقُ : الفُسْطاطُ وقالَ اللَّيْث : بيتٌ كالفُسْطاطِ يُحْمَلُ على سِطاع واحِدٍ في وَسَطِه ومنه الحَدِيث : " وضَرَبَ الشَّيْطانُ رَوْقَه ومَدَّ أَطْنابَه " . والرَّوْقُ : عَزْمُ الرَّجُل وفِعالُهِ وهَمُّه ومنه قَوْلُهم : " أَلْقَى عليهِ أَرْواقَه " كما سَيَأتِي . والرَّوْقُ : السَّيِّدُ عن ابْنِ الأَعْرابِيِّ وهو مَجازٌ . قال : والرَّوْقُ : الصّافي من الماءَ وغَيْرِه . قال والرَّوْقُ : المُعْجِبُ كالرَّيْقِ . والرَّوْقُ : نَفْسُ النَّزْع . وقال غيرُه : الرَّوْقُ : الإِعْجابُ بالشَّيْءِ وقد راقَهُ يَرُوقُه : إِذا أَعْجَبَهُ . والرَّوْقُ : الجَماعَةُ يُقال : جاءَنا رَوْقٌ من بَنِي فُلانٍ أي : جَماعَةٌ منهم كما يُقال : جاءَنا رَأسٌ لجَماعَةِ القَوْم نَقَله الأَصْمَعِيُّ . والرَّوْقُ : الحُبُّ الخالِصُ . والرَّوْقُ : مَصْدَرُ راقَ عليهِ أَي : زادَ عليهِ فَضْلاً قالَ ابنُ قَيْسِ الرُّقَيّاتِ :
راقَتْ عَلَى البِيضِ الحِسا ... نِ بحُسْنِها وصَفائِها ورَوْقٌ : جَدٌّ لمُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ ابنِ عَبْدِ اللهِ بنِ رَوقٍ الرّاسِبِيِّ الرَّوْقِيِّ المُحَدِّثِ المَرْوَزِي حَدَّثَ عن يَحْيى ابنِ آدَمَ وعنه أَبو بَكْرٍ أَحمَدُ بنُ محمَّدٍ البِسْطامِيُّ مات سنة 268 . وفاته : عُبَيْدُ اللهِ بنُ طاهِرٍ الرَّوْقِي أبو البَرَكاتِ وسَعِيدُ بنُ أَسْعَدَ بنِ مُحَمدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ كتَبَ عنه ابن السَّمْعانِيِّ . والرَّوقُ : البَدَلُ من الشَّيءْ عن ابْنِ عَبّادٍ . والرَّوْقُ : الجُثَّةُ نَفْسُها ومنه قولُهم : رَمَوْنا بأَرْواقِهِم أي : بأَنْفُسِهِمْ . ومن المَجازِ : داهِيَة ذاتُ رَوْقَيْنِ تَثْنِيَةُ الرَّوْقِ وهو القَرْنُ أَي : عَظِيمَةٌ وفي شِعْرِ عليٍّ - رضِي الله عنه :
تِلْكُم قُرَيْشُ تَمَنّانِي لتَقْتُلَنِي ... فلا وَرَبِّكَ ما بَرُّوا وما ظَفِرُوا
فإِنْ هلَكْتُ فرَهْنٌ ذِمَّتِي لَهُمُ ... بذاتِ رَوْقَيْنِ لا يَعْفُو لها أَثَر ويُرْوَى " بذاتِ وَدْقَيْنِ " وسَيَأتِي للمُصَنِّفِ هذه الأَبْياتُ في " وَدَقَ " وقِيلَ : أَرادَ بها هنا الحَرْبَ الشَّدِيدَة
ويُقال : رَمَى فُلانٌ بأَرْواقِه عَلَى الدّابَّةِ : إِذا رَكِبَها ورَمَى بأَرْواقِه عَنْها : إِذا نَزَلَ عنها كذا في المُحِيط واللِّسان
وأَلْقَى عليه أَرْواقَه : إِذا عَدَا فاشْتَدَ عَدْوُه حكاه أَبو عُبَيْدٍ ومنه قولُ تأبَّطَ شَرَّاً :
نَجَوْتُ مِنْها نَجائِي مِنْ بَجيلَةَ إِذْ ... أَلْقَيْتُ ليلةَ جَنْبِ الجَوِّ أَرْواقِي أي : لم أَدَعْ شَيئاً من العَدْوِ إِلا عَدَوْتُهُ وأَنْكَرَهُ شَمِرٌ وقالَ : لا أَعْرِفه بهذا المَعْنَى ولكنه أَعرِفُه بمعنَى الجِدِّ في الشَّيْءَ وأَنْشَدَ بيتَ تأَبْطَ شَرُّاً هذا . ورُبّما قالُوا : ألْقَى أرْواقَه : إذا أَقامَ بالمَكانِ مُطْمَئنّاً كما يُقال : أَلْقَى عَصاهُ كأَنهُ ضِدٌّ وفيه نَظَرٌ . وأَلْقَى عليكَ أَرْواقَه وهو أَنْ تُحِبَّهُ حُباًّ شَدِيدًا حَتّى تُسْتَهْلَكَ في حُبِّه وكذلِكَ أَلْقَى شَراشِرَهُ وقد ذُكِرَ في مَوْضِعِه وبه فُسِّرَ قولُ رُؤْبَة :
" والأَرْكُبُ الرّامُونَ بالأَرْواقِ ومن المجازِ : ألْقَت السّحابَةُ على الأرْضِ أرْواقَها أي : مَطَرَها ووَبْلَها وقِيلَ : ألَحَّتْ بهِما وثَبَتَتْ بالأَرْضِ قال :
" وباتَتْ بأَرْواقٍ علينا سَوارِيَا أَو ألْقَتِ السَّما : بأَرْواقِها أي : بجمِيع ما فِيها من الماءَ قالَهُ ابنُ الأَنْبارِيّ وقِيلَ : مِياهها الصّافِيَة من راقَ الماءُ : إِذا صَفا واستَبْعَده ابنُ الأنْبارِيّ قالَ : لأَنَّ العَرَبَ لم تستعمِلْ ماءٌ رَوْقٌ وماءَانَ رَوْقان وأَمْواهٌ أرْواقٌ وقال غيرُه : بأَرْواقِها أي : مِياهِها المُثْقَلَةِ بالسحابِ ويُقال : أَرْخَتْ السماءُ أَرْواقها وعَزاليها . وأرْواقُ اللَّيْلِ : أثْناءُ ظُلْمَتِه قالَ :
" وليلَةٍ ذاتِ قَتامٍ أطْباقْ" وذاتِ أَرْواقٍ كأَثْناءَ الطّاقْ وهو مَجاز . والأَرْواقُ من العَيْنِ : جَوانِبُها قالَ الطِّرِمّاحُ :
عَيْناكَ غَرْبا شَنَّة أَسْبَلَتْ ... أَرْواقَها من كَيْنِ أخْصامِها ويُقال : أَسبَلَتْ أَرْواقُها أَي : سالَتْ دُمُوعُها وهو مجاز وأما قَوْلُ الأَعْشَى :
ذاتِ غَرْبٍ تَرْمِى المُقَدم بالردْ ... فِ إِذا ما تَلاقَتِ الأرْواقُ ففيه ثلا ثةُ أَقْوالٍ قِيلَ : أرادَ أَرْواقَ اللّيْلِ وقِيلَ : الأَجساد إذا تَدافَعَت في السَّيْرِ وقِيلَ : أَرادَ بها القُرون
ورَوْقُ الفَرَسِ : الرمحُ الَّذَى يَمُدة الفارِسُ بينَ أُذُنَيْهِ وذلك الفَرَسُ أرْوَقُ فإن لم يَفْعَلْ فارِسُه ذلك فهو أَجَمُّ
والرِّواقُ ككِتاب وغُرابٍ وعلى الأولِ اقتَصَر الجَوْهرِيُّ وغيرُه : بَيْت كالفُسْطاطِ يُحْمَلُ على سِطاعٍ واحِد في وَسَطِه قالَهُ اللّيْثُ أو سَقْفٌ في مُقَدم البَيْتِ نقله الجَوْهرِيُّ وقِيلَ : هو سِتْرٌ يُمَد في دُونَ السَّقْفِ وقالَ أبو زَيدٍ : رُواقُ البَيْتِ : سِتْرَةُ مُقدَّمِهِ من أعْلاه إِلى الأرْضِ وكِفاؤُه : سِترةُ أعلاهُ إلى أَسْفَله من مُؤَخرِه وسِتْرُ البيتِ : أصْغَرُ منَ الرّواقِ وفي البَيْتِ في جَوْفِه سِتْرٌ آخَر يُدْعَى الحَجَلَةَ وقالَ بعضُهم : رُواقُ البَيْتِ : مُقَدْمُه وكِفاؤُه : مُؤَخرُه وخالِفَتاه : جانِباهُ ج : أَرْوِقَةٌ وفي الكَثِيرِ : رُوقٌ بالضَّمّ قالَ سِيبَوَيْهِ : لم يَجُزْ ضَم الواوِ كَراهِيةً للضمةِ قَبْلَها والضَّمَّة فِيها . والرِّواقُ : حاجِبُ العَيْنِ ولها رُواقانِ عن ابْنِ عَبّادٍ . والرُّواقُ من اللَّيْلِ : مُقدَّمُه وجانِبُه نَقَله ابنُ سِيدَه وأَنْشَدَ :
" يَرِدْنَ واللَّيْلُ مُرِمٌّ طائِرُه
" مُرْخىً رُواقاهُ هُجُودٌ سامِرُهْ ويُرْوَى " مُلْقًى رُواقاهُ " . والنَّعْجَةُ تُسَمى رُواقاً وتُشْلَى للحَلْبِ فيُقال : رُواقْ رُواقْ قال ابنُ عَبّادٍ : وإِنَّما تسَمّى بهِ إِذا كانَتْ الرَّوْقاء . وكشَدّادٍ : رَجُلٌ من عُقَيْلٍ هو الرَّوّاقُ بنُ مالِكِ بنِ يَزِيدَ بنِ خَفاجَةَ ابنِ عُقَيْل من ولَدِه : جابِرُ بنُ عَبْدِ اللّهِ ابنِ جابِرِ بنِ الحُرِّ بنِ الرَّوّاقِ يُعَد في التّابِعِينَ . والرّاوُوقُ : المِصْفاةُ ورُبّما سَمّوا الباطِيَةَ رِاوُوقاً . وقالَ اللَّيْثُ : الرّاوُوقُ : ناجُودُ الشرابِ الذِي يُرَوَّقُ بهِ فيُصَفَّى والشَّرابُ يَتَرَوَّقُ منهُ من غيرِ عَصْرٍ . قلتُ : وقد تَقَدَّمَ في موضِعِه أَنّ الناجُودَ هي الباطِيَةُ قال العِبادِيُّ :
قَدَّمَتْهُ على عُقارٍ كعَيْنِ ال ... دِّيكِ صَفَّي سُلافَهُ الرّاوُوقُ وقالَ ابنُ الأَعْرابِيّ : الرّاوُوقُ : الكأسُ بعَيْنِها قالَ شَمِرٌ : خالَفَ ابنُ الأعْرابِي - أَي : في ذلك - جَمِيعُ النّاس
وفي المُحكَم : رَيْقُ الشَّبابِ وغيرِه بالفَتْح ورَيِّقُه ككَيَّس أَي : أَوَّلُه قالَ البَعِيثُ :
مَدَحْنا لَها رَيْقَ الشَّبابِ فعارَضَتْ ... جَناب الصِّبا في كاتِم السِّرِّ أَعْجَمَا ويُقال : فَعَلَه في رَوْقِ شَبابه ورَيِّقِ شَبابِه أَي : في أَوَّلِه وأصْلَه رَيْوِقٌ فَيْعِل فأُدْغِم ورُبما يُخَفَّفُ كهَيْنٍ وهيِّن
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : قِيلَ : الرَّيِّقُ : أنْ يُصِيبَكَ من المَطَرِ يَسِيرٌ وهو من الأَضْدادِ أَي : مع قولِهِم رَيّقُ كُلَ شيءٍ : أَوَلُه
وغِلْمانٌ رُوقَةٌ بالضم : حِسانٌ جَمْعُ رائِقٍ كفارِهٍ وفُرْهَةٍ وصاحِبٍ وصُحْبَةٍ وهو مِنْ راقَ الشَّيْءُ : إِذا صَفا وقالَ الفَرّاءُ : غُلامٌ رُوقَةٌ وجَمَل رُوقَةٌ وجارِيَةٌ رُوقَةٌ أيْضاً وكذا ناقَةٌ رُوقَة وكذلِك نُوقٌ رُوقَةٌ قالَ :
" تَرْمِيهِمُ بِبَكَراتٍ رُوقَهْ أَنْشَدَه ابنُ الأَعرابِيِّ إِلاّ أَنّه قال : رُوقَةُ هنا جَمْعُ رائِقٍ وقال ابنُ سِيدَه : فأمّا الهاءُ عندِي فلتَأْنِيْثِ الجَمْعِوقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : الرُّوقَةُ : الشّيْءُ اليَسِيرُ لُغَةٌ يمانِيَة . والرُّوقَةُ : الجَمِيل جِداً من الناسِ وكذلِك الاثْنانِ والجَمِيع والمُؤَنَّثُ وقد يُجْمَعُ على رُوقٍ ورُبّما وُصِفَت به الخَيْلُ والإِبِلُ في الشِّعْرِ وأطْلَقَه ابنُ الأَعْرابِيِّ فلم يَخُصَّ شِعْرًا من غَيْرِه . والرَّوْقَة بالفَتْح : الجَمال الرّائِقُ . ورَوْقُ : ة بجُرْجانَ نقلَهُ الصاغانِيُّ . والرَّوَقُ مُحَرَّكَة : أَنْ تَطُولَ الثَّنايا العُلْيا السُّفْلَى وتشْرِفَ عليها وهو أَرْوَقُ وهى رَوْقاءُ قالَ لبِيدٌ - رضِيَ اللهُ عنه - يَصِفُ أَسْهُماً :
رَقَمِيّاتٌ عَلَيْها ناهِضٌ ... تُكْلِحُ الأَرْوَق منهم والأَيلّْ ج : رُوقٌ بالضَّمِّ وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ :
فِداءٌ خالَتِي لبَنِي حُيَيٍّ ... خُصُوصاً يَوْم كُسُّ القَوْم رُوقُ وكذلِكَ قَوْمٌ رُوقٌ ورَجُلٌ أرْوَقُ وقِيلَ : إِنَّ رُوقاً جَمْعُ رُوقَةٍ كما تَقَدَّم وقِيلَ : جمع رائِقٍ كبازِلٍ وبُزْلٍ ومنه قولُ الرّاجِزِ :
" من لَبَنِ الدُّهْم الرُّوقْ
" حَتّى شَتا كالذُّعْلُوقْ وتَرُوقُ كتَكُونُ : اسم هَضْبَة
وأراقَهُ أَي : الماء ونحوه : صَبَّهُ وهَراقَهُ يُهَرِيقُه - بدل - وكذا : أَهْرَاقَهُ يُهْرِيقُه - عِوَضٌ - : صَبَّهُ قال الصّاغانِيُّ : وسنُعِيدُ ذِكْرَهُ ثانِياً في : " ر ي ق " . وقال ابنُ سِيدَه : وإِنّما قُضِىَ عَلَى أَنّ أَصلَ أَراق : أَرْوَقَ لأَمرينِ أَحَدُهما : أَنَّ كونَ عينِ الفِعْلِ واوًا أَكثرُ من كَوْنِها ياءً فيما اعْتَلَّتْ عينُه والآَخَر أَنَّ الماءَ إِذا هُرِيقَ ظَهرَ جوهَرُه وصَفَا فراقَ رائِيَهُ يَرُوقُه فهذا يُقَوِّي كونَ العَيْنِ منه واوًا على أَن الكِسائِيَّ قد حَكَى راقَ الماءُ يَرِيقُ : إِذا انْصَبَّ وهذا قاطعٌ بكوْنِ العينِ ياءً قال ابنُ بَرِّىٍّ : أَرقْتُ الماءَ مَنْقُولٌ من راقَ الماءُ يَرِيقُ رَيْقاً : إِذا تَرَدَّدَ على وَجْهِ الأَرْضِ فعَلَى هذا كانَ حَقُّه أن يُذْكَرَ في فصل " ر ي ق " لا " ر و ق " . والتَّرْوِيقُ : التَّصْفِيَةُ يُقال : رَوقَ الشَّرابَ : إِذا صَفّاهُ بالرّاوُوقِ قال الأَعْشَى :
وشاوٍ إذا شِئْنَا كَمِيشٌ بمِسْعَرٍ ... وصَهْباءُ مِزْبادٌ إِذا ما تُرَوَّقُ وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ : التَّرْوِيقُ : أَن تَبِيعَ سِلْعَةً وتَشتَرِيَ أجْوَدَ مِنْها وأحْسَنَ يُقال : باعَ سِلْعَتَه فرَوَّقَ وقالَ غيرُه : أَطْوَلَ منها وأَفْضَلَ وقالَ ثعلبٌ : هو أَن تَبِيعَ بالِياً وتَشْتَرِىَ جَدِيدًا . ومن المَجازِ : بَيْتٌ مُرَوَّقٌ كمُعَظَّم أي : له رُواقٌ وهو سِتْرٌ يُمَدُّ دُونَ السَّقْفِ وقد رَوقَهُ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ للأعْشَى :
وقد أقْطَعُ اللَّيْلَ الطَّوِيلَ بفِتْيَةٍ ... مَسامِيحَ تُسْقَى والخِباءُ مُرَوَّقُ ورَوَّقَ السَّكْرانُ : بالَ في ثِيابِه هذه وَحْدَها عن أَبِي حَنِيفَةَ وهو مَجازٌ . ورَوَّقَ الفُلانٍ في سِلْعَتِه : إِذا رَفَع له في ثَمَنِها وهُوَ لا يُرِيدُها عن ابنِ عَبّادٍ . ويُقال : هُو مُراوِقِي أَي : رُواقُه بحِيالِ رُواقِي أَي : رُوَاقُ بَيْتِه بحِيالِ رُواقِ بَيْتِي كما في العُبابِ وفي الأَساسِ : هو جارِي مُراوِقِي : إِذا تَقابَلَ الرُّواقانِ . ورِيوَقانُ بالكَسْر : ة بمَرْوَ منها : أَبو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بنُ عُقْبَةَ الرِّيوَقانِي يُقال : إِنَّ إِسحقَ بنَ راهَوَيْهِ مَولاهُم . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : حَرْبٌ ذاتُ رَوْقَيْنِ أي : شَدِيدَةٌ وهو مَجازٌ . ورَماهُ بأرْواقِه : إِذا رماهُ بثِقَلِه . وأَرْواقُ الرَّجُلِ : أَطْرافُه وجَسَدُه . وأَلْقَى علينا أَرْواقَه : إِذا غَطّانا بنَفسِه . وفي نوادِرِ الأَعْرابِ : رَوْقُ المَطَرِ والجَيْشِ والخَيْلِ : مُقَدَّمُه . ورَوْقُ الرَّجُلِ : شَبابُه . ولَيْلٌ مُرَوَّقٌ : مُرْخَى الرُّواق قالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ اللَّيْلَ - وقِيلَ الفَجْر - :
وقَدْ هَتَكَ الصُّبْحُ الجَلِىُّ كِفاءَةُ ... ولكِنّه جَوْنُ السَّراةِ مُرَوَّقُورُبّما قالُوا : رَوَّقَ اللَّيْلُ : إذا مَدَّ رَواقَ ظُلْمَتِه وأَلْقَى أرْوِقَتَهُ . ورُوقَةُ المُؤْمِنينَ بالضمِّ : خِيارُهُم وسَراتُهم جمعُ رائِقٍ . واسْتَعارَ دُكَيْنٌ الرّاوُوقَ للشَّبابِ فقال :
" أُسْقَى براوُوقِ الشَّبابِ الخاضِلِ وتَرَوَّقَ الشرابُ : صفَا من غَيرِ عَصْرٍ ورَجُلٌ مُرِيقٌ وماءٌ مُراقٌ . وأَراقَ ماءَ ظَهْرِه وهَراقَهُ على البَدَلِ وأَهْراقَهُ على العِوَض كما ذَهَب إِليه سِيبَوَيْهِ في أسْطاع . والإِراقَةُ : ماءُ الرَّجُلِ وهي الهِراقَة على البَدَلِ والإِهْراقَةُ على العِوَضِ . وهُما يَتَراوَقانِ الماءَ : يَتَداولانِ إِراقَتَه . ورَوَّق اللَّيْلُ : أَظْلم وكذلك : أَرْوَقَ . والرواقُ من السَّحاب : ما دارَ منه كرُواقِ البَيْتِ . وسَنَةٌ رَوْقاءُ وسَنَواتٌ رُوقٌ وعاثَ فِيهم عامٌ أَرْوَقُ كأَنّه ذِئبٌ أوْرَقُ . وشَرابٌ رائِقٌ : مُصَفى ومِسْكٌ رائِقٌ : خالِصٌ . ورَوْقُ السَّحابِ : سَيْلُهُ قالَ :
مثل السَّحابِ إِذا تَحَدَّرَ رَوْقُه ... ودَنا أُمِرَّ وكانَ مما يُمْنَعُ رهق
الرَّيْقُ : تَرَدُّدُ الماءَ على وَجهِ الأَرضِ من الضَّحْضاحِ ونَحْوِه نقله اللَّيْثُ . والرَّيْقُ : الباطِلُ يُقال : أَقْصِر عن رَيْقِكَ أَي : عن باطِلِكَ قالَ الشاعِرُ :
" حِمارَيْكِ سُوقِى وازْجُرِي إِنْ أَطَعْتِنِيولا تَذهَبِي في رَيْقِ لُبٍّ مُضَلَّلِ والرَّيْقُ من كُلِّ شَيءٍ : الأوَّل والأَفْضَلُ من المَطَرِ والشَّبابِ وغيرِهما وهو مُخفَّفٌ من الرَّيق كسَيِّدٍ وقد تَقَدَّمَ شاهدُه من قوْلِ لَبِيد في " روق " كالرَّيُّوقِ كتَنّنورِ عن أَبي عُبَيْدَةَ . وريَّقُ السّيْفِ : اللَّمَعان ومنْه حَدِيثُ بَدْرٍ : " فإذا بِرَيْقِ سَيْفٍ مِنْ وَرائِي " هكذا ضَبَطَه الواقِدِيُّ بكسرِ المُوَحَّدَةِ وفَتْح الرّاءَ وقالَ غَيرُه : ولو رُوِيَ بفَتْح الباءَ وكَسرِ الرّاءَ لكانَ وَجْهاً بَيِّناً قاله ابنُ الأثِيرِ . والرَّيْقُ : الماءُ يُشرَبُ على الريقِ غُدْوَةً . وخُبْزٌ رَيْقٌ ورائِقٌ أَي : قَفارٌ بغيرِ إِدام يُقال : أَكَلْتُ خُبْزاً رَيْقاً ورائِقاً الأَوَّلُ عن ابنِ دُرَيْدٍ والثانِي عن الأصْمَعِيِّ . وراقَ الماءُ يَرِيقُ رَيْقاً : انْصَبَّ حَكاه الكِسائِيُّ . وأَراقَه هو إِراقاً - وهَرَاقَهُ على البَدَل عن اللِّحْيانِيِّ وقالَ : هى لُغَةٌ يَمانِيةٌ ثم فَشَتْ في مُضُر . وراقَ السَّرابُ يَرِيقُ رَيْقاً : تَضَحْضَحَ فوقَ الأَرْضِ نقله اللَّيْثُ وهو مَجازٌ قال رُؤْبَةُ :
" إذا جَرَى من آلِها الرَّقْراقِ
" رَيْقٌ وضَحْضاحٌ على القَياقِي ومن سَجَعاتِ الأَساسِ : كانَّ وَعْدَه رَيْقُ السَّراب وبَرْقُ السَّحاب كتَريَّقَ نَقَله الصّاغانِيُّ . والرِّيقُ بالكَسْرِ : الرُّضابُ وهُو : ماءُ الفَم ولُعابُه وقالَ اللَّيْثُ : هو ماءُ الفَم غُدْوَةً قبلَ الأَكلِ ويُؤَنَّثُ في الشِّعرِ فيُقال : رِيقَتُها
وقالَ غَيْرُه : الرِّيقَةُ أخَصُّ مِنْه ج : أَرْياقٌ . والريقُ : القُوَّةُ والرَّمَق يُقال : كانَ هذا الأمْرُ وبِنا رِيقٌ ورَمَقٌ وبَلَّة أَي : قُوَّةٌ ورَخاءٌ ورِفْقٌ . ورِيقانُ بالكَسْرِ : د نَقَله الصّاغانِيّ . قلتُ : وكأَنّه مُخَفَّفٌ عن رِيوَقان . والرّائِقُ : الخالِصُ يُقالُ : مِسْكٌ رائِقٌ وكذا كُلُّ شَيْءٍ قاله الأَصمَعِيُّ . والرّائِقُ : كُلُّ ما أُكِلَ أو شُرِب على الريقِ . والرّائِقُ : مَنْ لَيْسَ في يَدِهِ شَيءٌ . والرّائِقُ : مَنْ هُوَ عَلَى الرِّيقِ كالرَّيَقِ ككَيِّسٍ قال ابنُ السُّكِّيتِ : يقالُ : أَتَنتُه رَيِّقاً وأَتَيْتُه رائِقاً أَي : على رِيقٍ لم أَطْعَمْ شَيئاً . قالَ ابنُ بَرِّيّ : رَيِّق الشَبابِ فَيْعِلٌ من راقَنِي الشَّيءُ يَروقُنِي أَي : أعْجَبَنِي قالَ : فحَقه أنْ يُذْكَرَ في " روق " وأَمّا قولُهم : رَجُل رَيِّقٌ : إذا كانَ عَلَى رِيقِه فهو من الياءَ . ومن المَجازِ : هُوَ يَرِيقُ بنَفْسِه رَيْقاً ورُيُوقاً بالضمِّ أَي يَجُودُ بِها عندَ المَوْتِ نَقَله الكِسائِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ زادَ الأَخِير : كما يُقالُ دَفَقَ رُوحَهُ . وأَراقَه يُرِيقُه إِراقَةً : صَبَّهُ وقد تَقَدَّمَ ذلك . والمُرَيَّقُ كمُعَظَّم : مَنْ لا يَزالُ يَرُوقُه أًي يُعْجِبُه شَيءٌ قالَ رُؤْبَةُ :
" وحُبُّ أَرْوَى يَشْعَفُ المُرَيَّقا قالَ الصاغانِيُّ : وهو واوِيٌّ وقياسُه المُرَوَّقُ ولكن هكَذا الرِّوايَة . قلتُ : فإِذَنْ صَوابُه أَنْ يُذْكَرَ في : " روق " ويُنَبَّهُ على ذلِك . ومما يُسْتَدرَكُ عليه : الرِّياقُ بالكسرِ : جَمْعُ الرِّيقِ لُعاب الفَم قالَ القَطامِيُّ :
وكَانَّ طَعْمَ مُدامَةٍ عانِيَّةٍ ... شَمِلَ الرِّياقَ وخالَطَ الأَسْنانَا وهُوَ على رِيقِه : إِذا لَمْ يُفْطِرْ وأَتَيْتُه عَلَى رِيقِ نَفْسِي أَي : لم أَطْعَمْ شَيْئاً . ورَيْقُ اللَّيْلِ بالفَتْح : السَّرابُ ومنه قولُ الشّاعِرِ :
" ولا تَذْهَبِي في رَيْقِ لَيْل مُضَلَّلِ والتِّرْياقُ : تِفْعالٌ منَ الرِّيقِ سُمِّىَ بهِ لما فِيه من رِيقِ الحَيّاتِ كذا في التَّهْذٍيبِ وتَقَدَّم للمُصنِّفِ في " ت ر ق "
والرّائِق : ثَوْبٌ عُجِنَ بالمِسْكِ وبه فُسِّرَ قولُ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ ثَوْرًا :
" حَتَّى إذا شَم الصَّبا وأَبْرَدَا
" سَوْفَ العَذَارَى الرّائِقَ المُجَسَّدَا وقِيلَ : عَنَى به الشَّبابَ الَّذِي يَرُوقُها حُسْنُه وشَبابُه . ورَيَّقْتُه الشَّرابَ : سَقَيْتُه إِيّاهُ على الرِّيقِ . وذُو الرِّيقَةِ : سَيْفٌ كان لمُرَّةَ بن ر بِيعَةَ نقله الزَّمَخْشَرِيُّ
فصل الزاي مع القاف