التُّرْمُسُ بالضَّمِّ أَهملَه الجَوْهَرِيُّ وقال الليثُ : هو حَمْلُ شَجَرٍ لهُ وفي اللسان شجرةٍ لها حَبٌّ مُضَلَّعٌ مُحَزَّزٌ أَو الباقِلاءُ المِصرِيُّ كما قاله صاحب المِنهاج وقال أَبو حنيفةَ : التُّرْمُسُ : الجِرْجِرُ المِصْرِيُّ وهو من القَطانِيّ وقال في باب الجيم : الجِرْجِر : الباقِلاءُ وفي المِنهاج : هو حَبٌّ مُفَرْطَحُ الشَّكْلِ مُرُّ الطَّعْمِ مَنقورُ الوَسَطِ والبَرِّيُّ منه أَصفر وهو أَقوَى والتُّرْمُسُ إلى الدَّواءِ أَقربُ منه إلى الغِذاءِ وأَجودُه الأَبيَضُ الكُبارُ الرَّزينُ ونقلَ شيخُنا عن جَماعَة أَنَّ تاءَه زائدةٌ لأَنَّه من رَمَسَ الشَّيءَ : ستَرَه وباقي المادَّة فيه ما يدُلُّ على ذلك . تُرْمُسٌ : ماءٌ لِبَني أَسَدٍ أَو وادٍ ويُفْتَحُ . وتُرْمُسانُ بالضَّمِّ : ة بحِمصَ . قال الليثُ : التَّرامِسُ : الجُمانُ كأَنَّه جَمْعُ تُرْمُسَةٍ على التَّشبيه . يُقال : حَفَرَ تُرْمُسَةً تحتَ الأَرْضِ بالضَّمّ أَي سِرْداباً . عن ابن الأَعرابيِّ : تَرْمَسَ الرَّجُلُ إذا تغيَّبَ عن حَرْبٍ أَو شَغْب وهذا يُقَوِّي مَن قال بزيادة التَّاءِ فيه . ومما يستدرَك عليه : التُّرَامِسُ بالضَّمِّ : الحِمارُ هكذا رأَيتُه في التكملة مَضبوطاً مُجَوَّداً فهو إن لم يكن تصحيفاً عن الجُمان كما تقدَّم عن الليث فحالُه حالُ التُّرامِزِ الذي تقدَّمَ في أَصالة تائه وزِيادَتِها فتأَمَّل
الرَّمْسُ : كِتْمانُ الخَبرِ يُقَال : رَمَسَ عليهِ الخَبَرَ رَمْساً إِذا لَوَاه وكَتَمه وقال الأَصْمَعِيُّ : إِذا كَتَمَ الرَّجُلُ الخَبرَ عن القَوْمِ قال : دَمَسْتُ عليهم الأَمْرَ ورَمَستْهُ ورَمَسْتُ الحدِيثَ : أَخْفَيْتهُ وكَتَمْتهُ . والرَّمْسُ : الدَّفْنُ . وقد رَمَسَه يَرْمُسُه ويَرْمِسُه رَمْساً فهو مَرْمُوسٌ ورَمِيسٌ : دَفَنه وسَوَّى عليه الأَرْضَ . و في المُحْكَم : الرَّمْسُ : القَبْرُ نَفْسُه . وقيل : إِذَا كانَ القَبْرُ مُدَرَّماً مَعَ الأَرْضِ فهو رَمْسٌ أَي مُسْتَوِياً مع وَجْهِ الأَرْضِ وإِذا رُفِعَ القَبْرُ في السَّماءِ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ لا يُقَال له : رَمْسٌ ومنه حَدِيثُ ابنِ مُغَفَّل : ارْمُسُوا قَبْرِي رَمْساً أَي سَوُّوه بالأَرْضِ ولا تَجْعلوه مُسنَّماً مُرْتَفِعاً . وأَصل الرَّمْسِ : السَّتْرُ والتَّغْطِيَةُ كالمَرْمَسِ كمَقْعَدٍ وهو مَوْضِعُ الرَّمْسِ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ . وأَنْشَد :
بِخَفْضٍ مَرْمَسِي أَوْ فِي يَفَاعٍ ... تُصَوِّتُ هَامِتَى في رأْسِ قَبْرِي والرَّامُوسُ عنه أَيضاً وج أَرْماسٌ ورُمُوسٌ قال الحُطَيْئَة :
جَارًا لِقَوْمٍ أَطَالُوا هُونَ مَنْزِلهِ ... وَغادَرُوهُ مُقِيماً بَيْنَ أَرْمَاسِ وأَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ لِعَقِيلِ بنِ عُلَّفَةَ :
وأَعِيشُ بِالبَلَلِ القَلِيلِ وقدْ أَرَى ... أنَّ الرُّمُوسَ مَصارِعُ الفِتْيَانِ والرَّمْسُ أَيضاً تُرَابُه أَي تُرَابُ القبْرِ وهو ما يُحْثَى مِنْه عليهِ . قال الشاعِرُ :
وبَيْنمَا المرْءُ فِي الأَحْيَاءِ مُغْتَبِطٌ ... إذا هُو الرَّمْسُ تَعْفُوه الأَعاصِيرُ أَراد : إِذا هو تُرَابٌ قد دُفِن فيه والرِّياح تُطَيِّرهُ . وعن ابنِ عَبّادٍ : الرَّمْسُ الرَّمْيُ يُقال : رَمَسَه بحَجَرٍ إِذا رَماه به . والرَّوَامِسُ : الرِّياحُ الدَّوَافِنُ للآثارِ كالرَّامِسَاتِ وهي التي تَنْقُل التُّرابَ من بَلَدٍ إلى آخَرَ وبينهُمَا الأَيّامُ ورُبَّمَا غَشَّتْ وَجْهَ الأَرْضِ كُلَّهُ بتُرَابِ أَرضٍ أُخْرَى قال أَبو حَنِيفَةَ . وقال ابن شُمَيْل : الرَّوَامِسُ : الطَّيْرُ الَّذِي يَطِيرُ بالَّليْلِ قال : أَو كلُّ دَابَّةٍ تَخْرُج باللَّيْلِ فهي رَامِسٌ تَرْمُسُ الآثَارَ كما يَرْمَسُ المَيِّتُ . والتَّرْمُسُ كالتَّنْضُبِ والتَّاءُ زائدة : وَادٍ لِبَنِي أُسَيْدٍ بَالتَّصْغِيرِ أَو ماءٌ لهم وفي بَعْضِ الكتُبُ : لِبَنِي أَسَدٍ مُكبَّراً . والارْتِماسُ في المَاءِ : الاغْتِماسُ قال شَمِر : ارْتَمسَ في الماءِ إِذا انْغَمَسَ فيه حَتّى يَغِيبَ رَأْسُهُ وجَمِيعُ جَسَدِه فيه ومنه الحَدِيث : كرِهَ للصَّائِمِ أَنْ يَرْتَمِسَ كذا نَقَلَه الصّاغانِيُّ وقِيل : الفَرْقُ بينَ الارْتِماسِ والاغْتِماسِ : أَنَّه بالراءِ عَدَمُ إِطالةِ اللُّبْثِ في الماءِ وبالغين : إِطالتُه ومنه الحديثُ : الصَّائِمُ يَرْتَمِسُ ولا يَغْتَمِسُ . ومِمَّا يُسْتَدْرِك عليه : الرَّمْسُ : الصَّوْتُ الخَفِيُّ . والرَّمْسُ : طَمْثُ الأَثَرِ . وكُلّ ما هِيلَ عليه التُّرابُ فهو : مَرْمُوسٌ ورَمِيسٌ . وقد رُمِسَ . والخَبَرُ المَرْمُوسُ المُكَتَّمُ
ووَقَعُوا في مَرْمُوسَةٍ من أَمْرِهِم أَي في اخْتِلاطٍ . ورامِسٌ : مَوضِعٌ في ديارِ مُحارِبٍ قد جاءَ ذِكْرُه في الحَدِيث . ورَمَسَ حُبُّك في قَلْبي : اشْتَدَّ واسْتَحْكَمَ . قاله الزَّمَخْشَرِيّ . ورَمْسِيسُ بالفتْح : قَرْيةٌ بمِصْر نُسِبتْ إِليها كُورَةُ الحَوْفِ
المَرَسَةُ مُحَرَّكَةً : الحبْلُ لتَمَرُّسِ قُوَاه بَعْضِها على بَعْضٍ ج مَرَسٌ بغير هاءٍ وجج أَي جَمْعُ الجَمْعِ أَمْرَاسٌ قال :
يُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كُلَّ عَمَلَّسٍ ... منَ المطْعِمَات اللَّحْمِ غَيْرِ الشَّوَاحِنِ ومَرِسَتِ البَكَرَةُ كفَرِحَ تَمْرَسً مَرَساً فهِي مَرُوسٌ كصَبُورٍ إِذا كانَ من عادَتِهَا أَنْ يَمْرُسَ أَي يَنْشَبَ حَبْلُها بَينَهَا وبَيْنَ القَعْوِ قال :
" دُرْنَا ودَارَتْ بَكْرَةٌ نَخِيسُ
" لاَ ضَيْقَةُ المَجْرَى ولا مَرُوسُ ومَرَسَ الحَبْلُ كنَصَر يَمْرُسُ مَرْساً : وَقَع في أَحَد جانِبَيْهَا بَيْنَها وبَيْنَ الخُطَّافِ هكذا قيَّدَه أَبو زِيادٍ الأَعْرَابيُّ . ومَرَسَ الصَّبِيُّ إِصْبَعَهُ يَمْرُسُ مَرْساً لُغَةٌ في مَرَثَها بالثاءِ المُثَلَّثَةِ أَو لُثْغَةٌ . ومَرَسَ يَدَه بالمِنْدِيلِ : مَسَحَهَا . ومَرَسَ التْمرَ في الماءِ يَمْرُسُه نَقَعَهُ ودَلَكه في الماءِ ومَرَثَه باليَدِ . قاله ابنُ السِّكِّيت . وفَحْلٌ مَرَّاسٌ كشّدَّادٍ : ذُو مِرَاسٍ بالكَسْرِ : أَيْ شِدَّة العِلاجِ وقال الصاغَانيُّ : أَي ذُو مِرَاسٍ شَدِيدٍ . ومِن المَجَازِ : بَيْنَنَا وبَيْنَ الماءِ لَيْلَةٌ مَرَّاسَةٌ لا وَتِيرَةَ فِيهَا أَي بَعِيدَةٌ دَائِبَة السَّيْرِ جُزْنَاهَا قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ . المَرِيسُ كأَمِيرٍ : الثَّرِيدُ لأَنَّ الخُبْزَ يُمْرَسُ فيه حتَّى يَنْمَاثَ والمَرِيسُ : التَّمْرُ المَمْرُوسُ في الماءِ أَو اللَّبَنِ هكذا هو في النُّسَخِ فإِنْ صَحَّ فلا بُدَّ مِنْ ذِكْرِ في الماءِ كما في الأَسَاسِ والعُبَابِ . والمَرْمَرِيسُ : الدَّاهِيَةُ وِالدَّرْدْبِيسُ وهو فَعْفَعِيلٌ بتكرير الفاءِ والعَين ويُقَالُ : دَاهِيَةٌ مَرْمَرِيسٌ أَي شَدِيدَةٌ وقال مُحَمَّد بنُ السَّرِيِّ : هو من المَرَاسَةِ . والمَرْمَرِيسُ : الدَّاهِي من الرِّجالِ وتَحْقيرُه : مُرَيْرِيسٌ قال سٍيبَوَيْه : كأَنَّهُم حَقَّروا مَرَّاساً قال ابنُ سِيدَه : وقالوا : مَرْمَرِيتٌ فلا أَدْري أَلُغَةٌ أَم لُثْغَةٌ . وقال ابنُ جِنِّى : ليس من البَعِيد أَنْ تكونَ التاءُ بَدَلاً من السِّين كما أُبْدِلتْ منها في سِتّ ونَظَائِرِه . والمَرْمَرِيسُ : الأَمْلَسُ ذكره أَبو عُبَيْدَةَ في باب فَعْلَلِيلٍ ومنه قولُهم في صِغَة فَرَس : والكَفَلُ المَرْمَرِيس قال الأَزْهَرِيّ أُخِذَ المَرْمَريسُ من المَرْمَرِ : وهو الرُّخَامَ الأَمْلَسُ وكَسَعَهُ بالسِّينِ تَأْكيداً . والمَرْمَرِيسُ : الطَّوِيلُ من الأَعْنَاقِ . والمَرْمَرِيسُ : الصُّلْبُ قال رُؤْبَةُ :
" كَدّ العِدَا أَخْلَقَ مَرْمَرِيساً وقال ابنُ عَبّادٍ : المَرْمَرِيسُ : هي أَرْضٌ لا تُنْبِتُ شَيْئاً لِصَلابَتِهَا . ومِرِّيسَةُ كسِكِّينَة : ة بالصَّعِيد يُنْسَبُ إِلَيْهَا الخَمْرُ ومِنْهَا بِشْرُ بنُ غِيَاثٍ المِرِّيسِيُّ من المُتَكَلِّمِينَ هكذا ضبَطَه الصّاغَانِيُّ وضَبَطَه غيرُه فقال : مَرِيسُ كأَميرٍ : مِن بُلْدَانِ الصَّعِيد وقال أَبو حَنِيفَةَ رحمه الله تعالَى : مَرِيسٌ أَدْنَى بِلادِ النُّوبَةِ التي تَلِي أَرْضَ أُسْوَانَ هكذا حكاه مَصْرُوفاً وخَالَفَه الصّاغَانِيُّ فقال : المَرِيسَةُ : جَزِيرَةٌ ببلادِ النُّوبَةِ يُجْلَبُ مِنها الرَّقِيقُ . والصَّوابُ ما قَالَهُ أَبو حنيفةَ وهي الّتي مِنها بِشْرُ بنُ غِياثٍ على الصَّحِيح فتأَمَّلْ . والمِرْمِيسُ بالكَسْر : الكَرْكَدَّنُ عن ابنِ عَبّادٍ . والمَارِسْتانُ بفتح الراءِ : دارُ المَرْضَى وهو مُعَرَّبٌ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن يَعْقُوبَ . قلت : وأَصلُه بِيمَارِسْتَانُ بكسر الموحَّدَة وسكون اليَاءِ بعدَهَا وكسر الراءِ ومعناه : دارُ المَرْضَى كما قَالَهُ يَعْقُوبُ قال : بِيمَار عندهم هو المَرِيضُ وأُسْتان بالضّمَ : المَأْوَى كما حَقَّقَه مُوبَذ السَّرِيّ ثمّ خُفِّف فَحُذِفَتِ الهَمْزَةُ ولَمّا حَصَلَ التَّرْكيبُ أَسْقَطُوا الباءَ واليَاءَ عند التَّعْريب وقد نُسِبَ إِليه جَمَاعَةٌ من المُحَدِّثينَ . وأَمْرَسَ الحَبْلَ إِمْرَاساً : أَعَادَهُ إِلى مَجْرَاه يقال : أَمْرِسْ حَبْلَكَ أَي أَعِدْه إِلى مَجْرَاهُ قال الرّاجزُ :
" بِئْسَ مَقَامُ الشَّيْخِ أَمْرِسْ أَمْرِسِ
" بَيْنَ حَوَامِي خَشَبَات يُبَّسِ
" إِمّا عَلَى قَعْوٍ وإِمَّا اقْعَنْسِسِ أَرَاد مَقَاماً يُقَالُ فيه : أَمْرِسْ وقد تقدَّم في ق ع س . أَو أَمْرَسَه : أَزَالَه عَن مَجْراه وذلكَ إِنْ أَنْشَبَه بَيْنَ البَكَرةِ والقَعْوِ فيكونُ بمَعْنَيَيْنِ مُتَضادَّيْن وقد أَغْفَلَ عنه المُصَنِّفُ والعَجَبُ منه وقد ذَكَره الجوْهَريُّ وصَرَّحَ بالضِّدِّيَّة حيث قال : وإِذا أَنْشَبْتَ الحَبْلَ بَيْنَ البَكَرةِ والقَعْوِ قلْت : أَمْرَسْتُه وهو من الأَضْداد عن يَعْقُوب قال الكُمَيْت :
سَتَأْتيكُمْ بمُترَعَةٍ ذُعَافاً ... حِبَالُكُمُ الَّتي لا تُمْرِسُونَاأَي الَّتي لا تُنْشِبُونها إِلى البَكَرَة والقَعْو . ومَارَسَهُ مُمَارَسَةً ومِرَاساً : عَالَجَهُ وزَاوَلَهُ فهو مُمَارِسٌ عن ابنِ دُرِيْدٍ . وبَنُو مُمَارِسٍ : بَطْنٌ من العَرَبِ قاله ابنُ دُرَيْد . وتَمَرَّسَ بالشَّيْءِ وإمْتَرَسَ : احْتَكَّ به . يُقَال : تَمَرَّسَ البَعِيرُ بالشَّجَرةِ إِذا إحْتَكَّ بهَا منْ جَرَبٍ أَو أُكَالٍ . وقيل : التَّمَرُّسُ : شِدَّةُ الإلْتواءِ والعُلُوقِ عن ابنِ الأَعْرَابيِّ . والمُتَمَرِّسُ بنُ عبدِ الرَّحْمَن الصُّحَارِيُّ والمُتَمَرِّسُ بنُ ثالِخ بنِ نَهِيكٍ العُكْلِيّ : شاعِرَانِ كذا في ا لعُبَاب . وتَمَارَسُوا في الحَرْبِ : تَضَارَبُوا نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ والصّاغَانِيّ عن ابن دُرَيْدٍ وهو يَرْجِعُ إِلى مَعْنَى المُمَارَسَةِ وهو شِدَّةُ العِلاج . والمَرَاسَةُ : الشَّدَّةُ ويُقَال : رَجُلٌ مَرِسٌ : بَيِّنٌ المَرَسِ والمَرَاسَةِ . ومُرْسِيَةُ بالضَّمّ مُخَفَّفَةً : د إِسْلاَمِيُّ بالمَغْرِب شَرْقِيَّ الأَنْدَلُسِ وقيل : مِن أَعْمَالِ تُدْمِيرَ بَنَاه الأَمِيرُ عبدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَكَمِ الأُمَوِيُّ كَثِيرُ المَنَازِهِ والبَسَاتِينِ قال شَيْخُنَا : إستَعْمَلَ المَنَازِهَ هنَا وأَنكره في ن ز ه ثمّ الضَّمُّ الذِي ذَكَرَه المُصَنّفُ رحمه الله هو الّذِي ذَكَرَه الأَمِيرُ وغيرُه وقالَ ابنُ السَّمْعَانِيّ : كنتُ أَسْمَعُ المَغَارِبَةَ يَفْتَحونَها . ومن هذا البَلَدِ أَبو غَالِبٍ تَمَّامُ بنُ غَالِبِ بنِ التَّيّانِيِّ اللُّغَوِيُّ صنَّفَ في عِلْمِ اللُّغَةِ كِتَابَاً نَفِيساً مُفِيداً ولمّا تغَلَّب أَبُو إِسْحَاقَ على مُرْسِيَةَ أَرسل إِليهِ أَلْفَ دِينَارٍ على أَنْ يَكْتُبَ اسْمَه عليه فَأَبَى وقالَ : لو بَذَلْتَ لي الدُّنْيَا ما وَضَعْتُ إِنّمَا كتبتُه لكُلِّ طالِبِ عِلْمٍ . ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عليه : المَرَسُ مُحَرِّكَةً والمِرَاسُ بالكسرِ : الممُارَسَةُ وقد مَرِسَ مَرَساً كفَرِحَ . ويقال : إِنّه لَمَرِسٌ حَذِرٌ . أِي شَدِيدٌ مُجَرِّبُ الحُرُوبِ . ويقال : هُم علَى مَرِسٍ وَاحِدٍ ككَتِفٍ وذلك إِذا إستَوتَ أَخْلاقُهُمْ . وجَمْعُ المَرِسِ : أَمْرَاسٌ وهم الأَشِدَّاءُ الذِين جَرَّبُوا الأُمُورَ ومَارَسُوهَا ومِنْهَا الحَدِيثُ : أَما بَنُو فُلانٍ فحَسَكٌ أَمْرَاسٌ . والمَرْسُ بالفَتْحِ : الدَّلْكُ والإِدافَةُ . وتَمَرَّس الرَّجُلُ بدِينِه إِذَا لَعِبَ بِه وتَعَبَّثَ به كما في الحَدِيثِ وهو مَجَازٌ وقِيلَ : هو مُمَارَسَةُ الفِتَنِ ومُثَاوَرَتُهَا والخُرُوجُ على الإِمامِ . ويُقَال : ما بِفُلانٍ مُتَمَرَّسٌ إِذا نُعِتَ بالجَلَدِ والشِّدَّةِ حتى لا يُقَاوِمَه مَن مَارَسَه : لأَنَّه قد مَارَسَ النَّوَائِبَ والخُصُومَاتِ وهو مَجَازٌ ويُقَالُ ذلك أَيضاً للشَّحِيح الَّذِي لا يَنَالُ منه مُحْتَاجٌ وهو مَجَازٌ أَيضاً وذلك لِتَمَرُّسٍ به . وهو يَقْضِبُ الأَمْرَاسَ مِن مَرَحِه أَي الحِبَالَ وهو مَجَازٌ والبَعِيرُ يَتَمَرَّسُ بالشَّجَرَةِ : يَأْكُلُهَا وَقْتاً بَعْدَ وَقْتٍ وهو مَجَازٌ . وفُلانٌ يَتَمَرَّسُ بِي أَي يَتَعَرَّضُ لِي بالشَّرِّ وهو مَجَازٌ . وبَنُو مُرَيْسٍ كزُبَيْرٍ : بَطْنٌ مِن العَرَبِ عن ابنِ دُرَيْدٍ . وقال أَبو زيد : يُقَالُ للرَّجُلِ الَّلئيم الَّذِي لا يَنْظُر إِلى صاحِبِه ولا يُعْطي خَيْراً : إِنّه لَيَنْظُرُ إِلى وَجْهٍ أَمْرَسَ أَمْلَسَ أَي لا خَيْرَ فيه ولا يَتَمَرَّسُ به لأَنّه صُلْبٌ لا يُسْتَغَلُّ منه شيءٌ . وتَمَرَّسَ بِه : ضَرَبَهُ قال :
" تَمَرَّسَ بِي مِنْ جَهْلِهِ وأَنا الرَّقِمْ وإمْتَرَسَتِ الأَلْسُنُ في الخُصُومَاتِ : تَلاَجَّتْ وأَخَذَ بَعْضُها بَعْضاً وهو مَجازٌ قال أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ صائِداً وأَنَّ حُمُرَ الوَحْشِ قُرُبَتْ منه بِمَنْزِلَةِ مَن يَحْتَكُّ بالشْيءِ :
فنَكِرْنَه فنَفَرْنَ وإمْتَرَسَتْ بِهِ ... هَوْجَاءُ هَادِيَةٌ وهَادٍ جُرْشُعُقال السُّكَّرِيّ : الهَوْجَاءُ : الأَتَانُ وإمْتَرَسَتْ به : جَعَلَتْ تُكَادِمُه وتُعَالِجُه . ويقال : إمتَرَسَ بها : نِشِبَ سُهْمُه فيها . والمَرَسَةُ مُحَرَّكةً : حَبْلُ الكَلْبِ والجَمْعُ كالجَمْعِ هكذا ذكرَه طَرَفَةُ في شِعْرِه . وتَمَرَّسَ به : تَمَسَّحَ . والمُمَارَسَةُ : المُلاعَبَةُ وهو مَجَازٌ ومنه حَدِيثُ علّي رضى الله عَنْه : زَعَمَ أَنِّي كُنْتُ أُعَافِسُ وأُمَارِسُ أَي أُلاعِبُ النِّسَاءَ . والمَرْسُ بالفَتْح : السَّيْرُ الدّائِمُ . وقالُوا : أَمْرَسُ أَمْلَسُ فبَالَغُوا فيه كما قالُوا : شَحِيحٌ بَحِيحٌ رواه ابنُ الأَعْرَابِيِّ . وتَمَرَّسَ بالطِّيبِ : تَلَطَّخَ به وهو مَجازٌ . والمَرِيِسِيَّةُ : الرِّيحُ الجَنُوبُ الَّتِي تأْتِي مِن قِبَلِ الجَنُوبِ . والمِرَاسُ : داءٌ يَأْخُذُ الإِبِلَ وهو أَهْوَنُ أَدْوائِهَا ولا يَكُونُ فِي غَيْرِهَا عنِ الهَجَرِيِّ . ودَرْبُ المَرِّيسِيّ : ببَغْدَادَ منسوبٌ إلى بِشْرِ بن غياثٍ نقلَة الصاغانيّ وأَبُو الرِّضا زَيْدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ إِبرَاهِيمَ الخِيَمِيُّ المُرَيِّسِيُّ مُصَغَّراً مُشَدَّداً حَكَى عنه السِّلَفِيُّ . ومَرَسُ مُحَرَّكَةً : مَوْضِعٌ هكذا ضبَطَه الصّاغَانِيُّ وقال ابنُ السَّمْعَانِيّ : مَرْسُ بفتحِ المِيمِ : قَرْيَةٌ من أَعْمَالِ المَدِينَةِ ونُسِب إِليهَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِسماعِيلَ بنِ القاسمِ بنِ إِسماعِيلَ العَلَوِيُّ رَوى عن أَبِيه عن جَدّه هكذا نَقَلَ عنه الحافِظُ . قلتُ : وهو تَحْرِيفٌ قَبيحٌ فأِنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ المَذْكُورَ إِنَّمَا يُقَالُ له : الرَّسِّيُّ بالرّاءِ والسِّين والمُشَدَّدة لأَنَّ جَدَّه القاسِمَ كان يَنْزِلُ جَبَلَ الرَّسِّ بالمَدِينَةِ فيقَالُ لأَوْلاَدِه : الرَّسِّيُّون وقد تقدَّم ذلِكَ والعَجَبُ من الحافِظِ كيفَ سَكَتَ على هذا : ومَرْسِينُ بالفَتح وكسر السّين : شَجَرةٌ الآسِ وهو رَيْحَانُ القُبُورِ مِصْرِيَّةٌ أَو مَحَلُّها النُّونُ . والمَرْسُ : أَسْفَلُ الجَبَلِ وحَضِيضُه يَسِيلُ فيه المَاءُ فيَدِبُّ دَبِيباً ولا يَحْفِرُ وجَمْعه أَمْراسٌ والشّين لغةٌ فيه . قاله ابنُ شَمَيْلٍ . ومُرَيْسُ كزُبَيْر : قَرْيَةٌ