رَبَأَهم ورَبَأَ لهم كمَنَعَ : صار رَبيئَةً لهم على شَرَف أَي طَليعَةً يقال : رَبَأَ لنا فلانٌ وارْتبأَ إذا اعْتانَ وإنَّما أَنَّثوا الطَّليعةَ لأنَّه يقال له العَيْنُ إذْ بعينيه ينظر والعين مؤنث وإنَّما قيل له عَيْنٌ لأنَّه يرعى أُمورَهم ويحرُسهم وفي العباب : الرَّبيئُ والرَّبيئَةُ : الطَّليعة والجمع الرَّبايا ولا يكون إِلاَّ على جَبَل أَو شَرَف ينْظُر منه . قلت : ومثله قال سيبويه فمن أَنَّث فعلى الأَصل ومن ذكَّر فعلى أنَّه قد نَقَل من الجزء إلى الكُلِّ . ومن المجاز : رَبَأَ فلانٌ على شرَفٍ إذا عَلا وارتفَعَ لينظر للقوم كيلا يَدْهَمَهم عَدُوٌّ . ورَبَأَ رَفَعَ يستعمل لازماً ومتعدِّياً يقال : رَبَأْتُ المَرْبَأَةَ وأَرْبَأْتُها أَي علوْتها ورَبَأْتُ بك أَرفع الأَمر : رَفَعْتُك وهذه عن ابن جنّي ويقال : إنِّي لأَرْبَأُ بك عن ذلك الأَمرِ أَي أَرفعُك عنه ولا أَرضاه لك ورَبَأَتِ الأَرضُ : رَبَتْ وارتفعت وقُرِئ : " فإذا أَنْزَلْنا عليْها الماءَ اهْتَزَّتْ ورَبَأَتْ " أَي ارتفعت . وقال الزجاج : ذلك لأنَّ النبت إذا همَّ أَن يَظهرَ ارتفعت له الأَرضُ . ورَبَأَ المالَ : حَفِظَه وأَصلحَ . قال الشاعر :
ولا أَرْبَأُ المالَ من حُبِّه ... ولا الفَخَارِ ولا للبَخَلْ
ولكنْ لحقٍّ إذا بابَنِي ... وإِكرامِ ضَيْفٍ إذا ما نَزَلْ ورَبَأَ : أَذهبَ قال شيخنا : وقد يكون هذا من الأَضداد . ورَبَأَ له إذا جَمَعَ من كلِّ طعامٍ ولَبَنٍ وتَمْرٍ وغيرِه . ورَبَأَ إِذا تَثاقَلَ في مِشْيَتِهِ يقال : جاءَ يَرْبَأُ في مِشْيَتِه أَي يتثاقل . ورَبَأَ على جَبَلٍ : أَشرفَ لينظُرَ كارْتَبَأَ وأَرْبَأَ قال غَيْلانُ الرَّبَعِيُّ :
" قدْ أَغْتَدِي والطَّيْرُ فَوْقَ الأَصْوَا
" مُرْتَبِئاتٍ فَوْقَ أَعْلَى العَلْيَا ويقال : ما عَرَفْتُ فلاناً حتَّى أَرْبَأَ لي أَي أَشرفَ . ورابَأْتُهُ : حَذِرْتُه أَي خفته واتَّقَيْتُه قال البَعيث :
فرابَأْتُ واسْتَتْمَمْتُ حَبْلاً عَقَدْتُهُ ... إلى عَظَماتٍ مَنْعُها الجَارَ مُحْكَمُ ورابأْته : راقَبْتُه ورابأْتُه : حارَسْتُه كأَرْبَأَهُ ورَبَأَهُ وارْتَبَأَهُ إِذا رَقَبَه . والرَّبْأَةُ بالفتح : الإدَواة تُعمَل من أَدَمٍ أَربعةٍ . والمِرْباءُ كمِحراب والمَربأُ على مَفْعَلٍ والمَرْبَأَةُ بزيادة الهاء والمُرْتَبَأُ : المَرْقَبَةُ ومنه قيل لمكان البازي الذي يقِف فيه مَرْبَأَة وقد خفَّف الراجز همزها فقال :
" بَاتَ على مَرْبَاتِهِ مُقَيَّدَا وقال بعضهم : مَرْبَأَةُ البازي : مَنارَةٌ يَرْبَأُ عليها . والمِرْباءُ بالمدِّ والكسر : المِرْقاةُ عن ابن الأَعرابيّ وقيل بالفتح وأَنشد :
" كأَنَّها صَقْعَاءُ في مِرْبَائِها وقال ثعلب : كسر مِرباء أَجودُ من فتحه وقال الفرَّاء : رَبَأْتُ فيه : أَي عَلِمْت عِلمَه وقال ابن السكِّيت : ما رَبَأْتُ رَبْأَهُ أَي ما عَلِمْتُ به ولا شعرتُ ولا تهيَّأْتُ له ولا أَخذْتُ أُهْبَتَهُ ولم أَكترِثْ له وفي بعض نسخ الصحاح : ولم أَكْتَرِثْ به ويقال : ما رَبَأْتُ رَبْأَهُ وما مَأَنْتُ مَأْنَهُ أَي لم أُبالِ به ولم أَحتفِلْ له . ورَبَّأَهُ تَرْبِئَةً : أَذْهَبَهُ كَرَبَأَه مخفَّفاً كما تقدَّم . والتركيب يدلُّ على الزيادة والنماء . وممَّا يستدرك عليه : يقال : أَرضٌ لا رِباءَ فيها ولا وِطاءَ . ورَبَأَ في الأَمرِ : نظَرَ فيه وفَكَّر