" الرَّكْضُ : تَحْرِيكُ الرِّجْلِ " كما في الصّحاح . قال : " ومنه " قَوْلُه تَعَالَى : " اركُضْ برِجْلك هذَا مُغْتَسَلٌ باردٌ وشَرَابٌ " قال الصَّاغَانيّ : أَي اضْربْ بهَا الأَرْضَ ودُسْهَا بها . وقال ابنُ الأَثير : أَصْلُ الرَّكْضِ الضَّرْبُ بالرِّجل والإِصَابَةُ بهَا كما تُرْكَضُ الدّابَّةُ وتُصابُ بالرِّجْل . وأَنشد الصَّاغَانيّ لذي الرُّمَّة يَصف الجُنْدَبَ :
" مُعْرَوْرِياً رَمَضَِ الرَّضْرَاضِ يَرْكُضُهوالشَّمْسُ حَيْرَى لَها بالجَوِّ تَدْوِيمُ وفي الأَسَاس : يقال : رَكَضَ الجُنْدَبُ الرَّمْشَاءَ بكُرَاعَيْه . وهو مَجَاز . ومنه أَيْضاً حَديثُ عُمَرَ بن عَبْد العَزِيز " إِنّا لَمَّا دَفَنَّا الوَليدَ رَكَضَ في اللَّحْدِ " أَي ضَرَب برِجْلِه الأَرْضَ . وهو مَجاز . الرَّكْضُ : " الدَّفْعُ " ومنه سُمِّيَ دَمُ الاسْتِحاضَةِ رَكْضَةَ الشَّيْطَان كما سَيَأْتي . الرَّكْضُ : " اسْتِحْثَاثُ الفَرَسِ للعَدْوِ " برِجْلِهِ واسْتجْلابُه إِيَّاهُ وقَد رَكَضَ الدَّابَّةَ يَرْكُضُها رَكْضاً : ضَرَبَ جَنْبَيْهَا برِجْلِهِ قال الجَوْهَرِيّ : ثُمَّ كَثُر حَتَّى قيلَ : رَكَضَ الفَرَسُ إِذا عَدَا ولَيْسَ بالأَصْل والصَّوابُ رُكِضَ بالضَّمِّ كما سَيَأْتي . من المَجَاز : الرَّكْضُ : " تَحَرُّكُ الجَنَاحِ " وهو يَرْكُضُ بجَنَاحَيْه : يُحَرِّكُهُمَا ويَرُدُّهُمَا عَلَى جَسَده كما في الأَسَاس . وفي الصّحاح : ورُبما قالُوا رَكَضَ الطَّائرُ إِذا حَرَّكَ جَناحَيْه في الطَّيَرَان وأَنْشَدَ قَوْلَ الرّاجز :
" أَرَّقَنِي طَارِقُ هَمٍّ أَرَّقَا
" ورَكْضُ غِرْبانٍ غَدَوْنَ نُعَّقَا وأَنشدَ الصَّاغَانيّ لسَلاَمَةَ بن جَنْدَلٍ :
وَلَّى حَثِيثاً وهذَا الشَّيْبُ يَتْبَعُهُ ... لو كان يُدْرِكُه رَكْضُ اليَعَاقِيبِ
وفي اللّسَان : يَجُوز أَن يُعْنَى باليَعَاقِيب ذُكُورُ القَبَجِ فيكون الرَّكْضُ من الطَّيَرَان ويَجُوز أَنْ يُعْنَى بهَا جِيَادُ الخَيْل فيكُون من المَشْيِ . قال الأَصْمَعِيّ : لَمْ يَقُل أَحدٌ في هذا المَعْنَى مثْلَ هذَا البَيْتِ ويُقَال : رَكَضَ الطّائرُ رَكْضاً : أَسْرَعَ في طَيَرَانه . الرَّكْضُ : " الهَرَبُ " وقد رَكَضَ الرَّجُلُ إِذا فَرَّ وَعَدَا قاله ابن شُمَيْلٍ . " ومنه " قولُه تعالَى : " إِذا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُون لا تَرْكُضُوا وراْجعُوا " قال الزّجّاجُ : أَي يَهْرُبُون من العَذَاب . وقال الفَرّاءُ : أَي يَنْهَزِمُون ويَفِرُّون . الرَّكْضُ : " العَدْوُ " والإِحْضَارُ وقد رَكَضَت الفَرَسُ الأَرْضَ بقَوَائمهَا إِذا عَدَتْ وأَحْضَرَتْ . وقيلَ : رَكَضَت الخَيْلُ : ضَرَبَت الأَرْضَ بحَوَافِرها . وهو مَجَازٌ . " والرَّكْضَةُ : الدَّفْعَةُ والحَرَكَةُ " ومنه حَديثُ ابن عَبَّاسٍ رَضيَ الله عَنْهُمَا في دَمِ المُسْتَحَاضَةِ " إِنَّمَا هو عِرْقٌ عانِدٌ أَو رَكْضَةٌ من الشَّيْطَان " . قال ابنُ الأَثير : أَصْلُ الرَّكْضِ الضَّرْبُ بالرِّجْل . أَرادَ الإِضْرَارَ بها والأَذَى . والمَعْنَى أَنّ الشَّيْطَانَ قد وَجَدَ بذلكَ طَريقاً إِلى التَّلْبِيس عليها في أَمرِ دِينهَا وطُهْرِها وصَلاَتِهَا حَتَّى أَنْسَاهَا ذلكَ عَادَتَهَا وصار في التَّقْدير كَأَنَّهُ يَرْكُضُ بآلَةٍ من رَكَضاتِه . قال شَمِرٌ : يُقَال : " هو لا يَرْكُضُ المِحْجَنَ أَيْ لا يَدْفَعُ عن نَفْسه " نقله الصَّاغَانيّ وفَسَّرَه ابنُ الأَعْرَابيّ فقال : أَي لا يَمْتَعِضُ من شَيْءٍ ولا يَدْفَعُ عن نَفْسِهِ نقله صاحِبُ اللّسَان . " ورُكِضَ الفَرَسُ كعُنِيَ فرَكَضَ هو : عَدَا فهو راكضٌ ورَكُوضٌ " يُقَالُ : فُلانٌ يَرْكُضُ دَابَّتَه وهو ضَرْبُه مَرْكَلَيْهَا برِجْلَيْه فلمّا كَثُرَ هذا على أَلْسِنَتِهم استَعْمَلُوهُ في الدَّوَابِّ فقالُوا : هي تَرْكُضُ كأَنَّ الرَّكْضَ منها . وفي الصّحاح والعُبَاب : رَكَضْتُ الفَرَسَ برِجْلي : إِذا استَحْثَثْتَهُ لِيَعْدُو ثمّ كَثُرَ حَتَّى قِيلَ رَكَضَ الفَرسُ إِذا عَدَا وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ :
" قد سَبَقَ الجِيَادَ وهُوَ رَابِضُ
" فكَيْفَ لا يَسْبِق وهُوَ راكِضُ وليس بالأَصْل . والصَّوابُ رُكِضَ الفَرَسُ . على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه فهو مَرْكُوضٌ . قلت : ومثله نُقِلَ عن الأَصْمَعِيّ فإِنَّهُ قال : رُكِضَت الدَّابَّةُ بغَيْر أَلفٍ ولا يُقَالُ رَكَضَ هُوَ إِنَّمَا هو تَحْرِيكُك إِيّاه سارَ أَوْ لَمْ يَسِرْ . وكأَنَّ المُصَنِّف نَظَر إلى قول ابنِ دُرَيْدٍ السّابق فيما أَنْشَدُوهُ وإِلَى قَوْل سيبَوَيْه : جاءَت الخَيْلُ رَكْضاً وإِلى قَوْل شَمِرٍ فإِنَّهُ قال : قد وَجَدْنَا في كَلاَمِهم : رَكَضَت الدَّابَّةُ في سَيْرها ورَكَضَ الطائرُ في طَيَرَانه قال الشّاعرُ :
جَوَانِحُ يَخْلِجْنَ خَلْجَ الظِّبَا ... ءِ يَرْكُضْنَ مِيلاً ويَنْزِعْنَ مِيلاَ وقال رُؤْبَة :
" والنَّسْرُ قَدْ يَرْكُضُ وَهْوَ هَافِي وقد يُجَابُ عن قَوْل شَمِرٍ هذا بأَنَّ ذلكَ إِنما هو بضَرْبٍ من المَجَاز . وقول الجَوْهَريّ : ولَيْس بالأَصْل يَدُلُّ على ذلكَ . ويُجَابُ عن قَوْل سِيبَوَيْه أَيْضاً أَنّه جيءَ بالمَصْدَر على غَيْرِ فعْلِه وليس في كُلّ شَيْءٍ قيل مِثْل هذا إِنّمَا يُحْكَى منه ما سُمِعَ . فتأَمَّلْ . من المَجَاز : قَعَدَ على " مَرَاكض الحَوْضِ " وهي " جَوَانِبه " الَّتي يَضْرِبُهَا الماءُ . من المَجَاز : المِركَضُ " كمِنْبَرٍ : مِسْعَرُ النّارِ " وقيلَ : هو الإِسْطَامُ . قال عامرُ بْن العَجْلان الهُذَليّ :
تَرَمَّضَ من حَرِّ نَفَّاحَةٍ ... كما سُطِحَ الجَمْرُ بالمِرْكَضِ من المَجَاز : المِرْكَضَةُ " بهَاءٍ : جَانِبُ القَوْسِ " كما في الصّحاح . والَّذي قالَ ابنُ بَرّيّ : هُمَا مِرْكَضَا القَوْسِ . وجَمَعَ بَيْنَهُمَا الزَّمَخْشَريّ فقال : قَوْسٌ طَوْعُ المِرْكَضَيْنِ والمِرْكَضَتَيْن وهُمَا السِّيَتَانِ والجَمْعُ المَرَاكِضُ وأَنْشَدَ ابنُ بَرّيّ لأَبي الهَيْثَم التَّغْلَبيّ :لَنا مَسَائِحُ زُورٌ في مَرَاكِضِها ... لِينٌ ولَيْسَ بهَا وَهْيٌ ولا رَقَقُ يُرْوَى قولُ الشّاعِرِ :
ومِرْكَضَةٌ صَرِيحيٌّ أَبُوها ... يُهَانُ لها الغُلاَمَةُ والغُلامُ بكَسْر الميم وهو نَعْتُ " الفَرَس " أَنّها رَكَّاضَةٌ " تَرْكُضُ الأَرْضَ بقَوَائمها " إِذا عَدَتْ وأَحْضَرَتْ وهوَ مَجَاز . قُلتُ : والبَيْتُ لأَوْس بن غلْفاءَ التَّمِيميّ كما قاله ابن بَرِّيّ . قال الصّاغَانيّ : ويُرْوَى : ومُرْكِضَةٌ كمُحْسِنَة . من المَجَاز : " أَرْكَضَت المَرْأَةُ : عَظُمَ وَلَدُهَا في بَطْنِهَا " وتَحَرَّكَ هكذا في سائر الأُصُول . ونَصُّ الصّحاح : أَرْكَضَت الفَرَسُ وكذلك نَصُّ العُبَاب . وفي اللّسَان : أَرْكَضَت الفَرَسُ : تَحرَّكَ وَلدُهَا في بَطْنهَا وعَظُمَ . زَادَ الصَّاغَانيّ : ومنه فَرَسٌ مُرْكِضَةٌ قُلتُ : وبه رُوِيَ قَولُ أَوْسِ بن غَلْفَاءَ السَّابق . قلتُ : وكذلكَ نَصَّ أَبُو عُبَيْدٍ : أَرْكَضَت الفَرَسُ فهي مُرْكِضَةٌ ومُرْكِضٌ إِذا اضْطَرَب جَنِينُهَا في بَطْنهَا وأَنشد قَوْلَ أَوْسٍ السَّابقَ فقَوْلُ المُصَنِّف : المَرْأَة وَهَمٌ . من المَجَاز : " ارْتَكَضَ " فُلانٌ في أَمرِه : " اضْطَرَبَ " . ومنه قَولُ بَعْض الخُطَبَاءِ : انتَفَضَتْ مِرَّتُه وارْتَكَضَتْ جِرَّتُه . وكَذَا ارْتَكَضَ الوَلَدُ في البَطْن : اضْطَرَبَ . وارْتَكَضَ الماءُ في البِئْر : اضْطَرَبَ . وكُلُّ ذلك مَجازٌ . ومنه أَيْضاً : ارْتَكَضَ فُلانٌ في أَمْره : تَقَلَّبَ فيه وحَاوَلَه . وهو في مَعْنَى الاضْطرابِ . منه أَيْضاً " مُرْتَكَضُ المَاءِ : مَوْضِعُ مَجَمِّه " كما في الصّحاح والأَسَاس . " ورَاكَضَهُ : أَعْدَى كُلٌّ منْهُمَا فَرَسَهُ . كما في الصَّحاح والعُبَاب والأَسَاس . " وتَرْكَضَاءُ وتَرْكِضَاءُ " بالفَتْح والكَسْر مَمْدُودانِ هكذَا في النُّسخ وهو غَلَطٌ والصَّوابُ : التَّرْكَضَى والتِّرْكِضَاءُ إِذَا فَتَحْتَ التّاءَ والكَافَ قَصَرْتَ وإِذا كَسَرْتَهُمَا مَدَدْت هكذا " مَثَّلَ بهمَا النُّحَاةُ " في كُتُبهم " ولم يُفَسَّرَا وعنْدي أَنَّهُما الرَّكْضُ " . قال شَيْخُنا : هو من القُصُور العَجيب فقد فَسَّرَهُمَا أَبُو حَيّانَ في شَرْح التَّسهيل فقال : قالوا : يَمْشِي التِّرْكِضَاءَ اسمٌ لِمشْيَةٍ فيها تَبَخْتُرٌ وصَرَّح بأَنَّ التَّاءَ زائدَةٌ وقَولُه : " عنْدي " غَيْرُ عنْدٍ انْتَهَى . قُلْتُ : وفي اللّسَان : هو ضَرْبٌ من المَشْي عَلَى شَكْلِ تلْكَ الْمِشْيَةِ . وقيلَ : مِشْيَةُ التَّرْكَضَى : مِشْيَةٌ فيها تَرَقُّلٌ وتَبَخْتُرٌ . وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه : المَرْكَضَانِ : مَوْضِعُ عَقِبَيِ الفَارسِ من مَعَدَّيِ الدَّابَّةِ . وفَرَسٌ مُرْكِضَةٌ ومُرْكِضٌ : اضْطَرَب جَنِينُهَا في بَطْنهَا عن أَبي عُبَيْد . وفَرَسٌ رَكَّاضَةٌ : مُحْضِرَةٌ . ويقال : رَكَضَه البَعِيرُ برِجْلِه إِذَا ضَرَبَه ولا يُقَالُ رَمَحَه كما نقلَه الجَوْهَريّ عن ابن السِّكِّيت وكذلك نَقَله الأَزْهَريُّ وابنُ سِيدَه . ورَكَضَ الأَرضَ والثَّوْبَ : ضَرَبَهما برِجْله . والرَّكْضُ : مَشْيُ الإِنْسَانِ برِجْلَيْهِ مَعاً . والمَرْأَةُ تَرْكُضُ ذُيُولَهَا وخَلْخَالَهَا برِجْلَيْهَا إِذا مَشَت وهو مَجاز قال النَّابغَة :
والرَّاكِضَاتُ ذُيُولَ الرِّيْطِ فَنَّقَهَا ... بَرْدُ الهَوَاجِرِ كالغِزْلانِ بالجَرَدِ وخَرَجُوا يَتَرَاكَضُونَ . وتَرَاكَضُوا إِلَيْهم خَيْلَهُم حَتَّى أَدْرَكُوهم . وارْتَكَضُوا في الحَلْبَةِ . وأَتَيْتُه رَكْضاً . حَكَاه سِيبَوَيْه وهو مَجاز . وعن أَبي الدُّقَيْشِ : تَزَوَّجْتُ جَارِيَةً فلم يَكُ عنْدي شَيْءٌ فرَكَضَت برِجْلَيْهَا في صَدْرِي وقَالت : يا شَيْخُ ما أَرجُو بك ؟ وهو مَجَاز . ورَكَضَت النُّجُومُ في السَّمَاءِ : سَارَت وهو مَجَاز ومِنْ ذلكَ بِتُّ أَرْعَى النُّجُومَ وهي رَوَاكِضُ . ورَكَضَت القَوْسُ السَّهْمَ : حَفَزَتْه ومنه قَوْسٌ رَكُوضٌ ومُرْكِضَةٌ أَي سَرِيعَةُ السَّهْمِ وقيلَ : شَديدَةُ الدَّفْعِ والحَفْزِ للسَّهْم عن أَبي حنيفة تَحْفِزُه حَفْزاً . قال كَعْبُ بنُ زُهَيْر :
شَرِقَاتٍ بالسّمِّ مِنْ صُلَّبِيٍّ ... ورَكُوضاً من السَّرَاءِ طَحُورَاورَكَضْتُ القَوْسَ : رَمَيْتُ بهَا وهو مجاز . وتَرَكْتُه يَرْكُض برِجْله للمَوْت ويَرْتَكِضُ للمَوْت . وارْتَكَضَت النَّاقةُ : اضطَرَبَ وَلدُهَا فهيَ مُرْتَكِضَةٌ وهو مَجَازٌ كما في الأَسَاس . وكشَدَّادٍ : رَكّاضُ بن أَبَّاقٍ الدُّبَيْريُّ : راجزٌ مَشْهُورٌ . وقد سَمَّوْا مُرَكِّضاً كمُحَدِّثٍ . ورَكْضَةُ جَبْرَئِيل علي السلام منْ أَسْمَاءِ زَمْزَمَ نَقَلَه الصّاغَانيّ